***=***
مِن فيضِ وحْيِ اللهِ في الأكوانِ= تـتلألأُ الــدُّنيا مدى الأزمانِ
هوَ مُبدِعُ الأشياءِ، قالَ لأصلِها:= كوني، فكانتْ آيةَ الإتقانِ
هوَ واهِبُ الإنسانِ من آلائِــهِ= ما لا يُعدُّ ولا يُقاسُ بـثانِ
أعطاهُ نورَ العقْلِ منذُ وُجودِهِ= ليسيرَ في دربِ الهُدى بأمانِ
فإذا بهِ يزهو بنشوةِ عقلِهِ= ويقولُ: «هذا الكونُ مِلْكُ بَــناني!»
«طوَّعـــتُهُ كالعَبْــد فهْوَ مُسخَّرٌ= لمشيئتي، والمجْدُ للإنسانِ»
«أنا سيِّــدُ الأكوانِ بالعِلْمِ الّذي= لا شيء يربو عنهُ في الحُسْــبانِ»
***=***
تـــبّاً لمَنْ لمْ يدرِ قيمةَ نفْسِهِ= وأضاعَ فَضْلَ العقْلِ بالهَذَيانِ
تبّـاً له، أوَليسَ يُدْرِكُ ما الّذي= في الكِـفَّةِ الأُخرى مِنَ المِيــزانِ
مَنْ أنتَ في بحْرِ العُلومِ؟ أقطرةٌ= منْ مَوجةٍ نُـثِـــرَتْ على الشطآنِ؟
حطِّمْ غُرورَكَ ههُنا، واسمَعْ معي= هذا الهُــتافَ يضجَّ في الآذانِ:
لا عِلْمَ إلاّ ما يَقودُ إلى الـــتُّقى= والمجْدُ، كلُّ المجْدِ، للرحمنِ
***=***
الـــشَّمسُ تُلقي الـــنُّورَ كلَّ هُنيهةٍ= والبدْرُ يسألُها الضياءَ الفاني
هوَ صورةٌ فاضَتْ عليها نظرةٌ= والشَّمْسُ تُلقيها منَ الأجفانِ
أرأيتَهُ ينسى حقيقةَ أصلِهِ؟= أو يدَّعي يوماً عُلُوَّ مَكانِ؟
لا! ليسَ يُخفي أينَ موئِلُ نُورِهِ= فالبَــدرُ ليسَ بِخِـــسَّةِ الإنسان!
***=***
يا أيـُّها الإنسانُ أنتَ حقيقةٌ= ما أوجدَتْـــها طَفْـــرةُ الأكوانِ
بالعِلْمِ تُدركُ فضْــلَ ربِّكَ، فاتـــــَّعِظْ= ودعِ الــتَّكـــبُّرَ وامضِ للإيمانِ
أسفاً عليكَ! نسيتَ أنَّــكَ مِنْ ثرى= والإنسُ والـنِّسْــيانُ مُقـترنانِ
المفضلات