سكون ... لنبدأ من جديد ....1-2
نص مفتوح على خواطر وجدانية
د. أسعد الدندشلي
********************
1 – لأننا كنّا في سكون
نحبّ الصّخبَ، ونحن
إلى ذاك السكون نعودْ...
لماذا لا نترجّل عن المضيّ
في وَهْم الصعودْ!
نسكبُ الواقعَ في كؤوسٍ
بعيدا عن الوعودْ...
مشتْ المدنُ في اتجاهي
فانعطفَتْ بي الدروبْ،
أفركُ الليلَ في عينيّ
ينغمسُ فيّ الوقتُ
ينزرعُ
لا يهوى الهروبْ.
الوقتُ لا يقتلنيٍ حاشاه
أن يفعل!
ولكنني شيئا فشيئا
أذوبْ...
الصبحُ يتسلّقُ أجفاني
متعبا، ثمّ يقفزُ عنها،
مرتعشَ الأطرافِ:
معقودَ اللسان،
مُبهمَ اللون،
في شحوب!
لا تستحي الشّمسُ مني
عندما تنسلُّ من قلبي
عند الغروبْ!
فأديرُ عنها وجهي
لعتمةٍ تنهشُ بي
ذكرياتٍ وخطوبْ...
يَصْرَعُني الشوقُ
والنسيانُ في أعين
أطفالي...
هو لا ينقضي وأنا
لا أموتْ!
أتلو بعضا من إيماني
أطلبُ من ذاتي:
صبرا، غفرانا وأتوبْ.
2 - يدٌ على قلبي
وأخرى على حقيبتي
قالوا:
أن ماءَ الشُّرب في زجاجتي
من متفجّراتْ
وفرشاةُ أسناني و معجونُها
محرّماتْ !
أنا لا أدري كلَّ ذاك!
في "لندن" وبعض مطارات
المدن، قالوا لي ذاك!
نقّبوا في جسدي
دسّا وجَسّا بحثاً عن
إرهابٍ وأسماء رجالاتْ
طبعوا وجهي
وبعضَ أطرافي
والبصماتْ!
قلّبوا حقيبةَ يدي
لم يجدوا سوى
دفاترا وصفحاتْ
كانتْ تغفو فيها
الحكاياتْ
أيقظوها برعونةٍ
أجفلوها بالزفراتْ
حاصروني بأسئلةٍ
أطبقوا عليَّ بالكلماتْ
تمنيتُ لو أحملُ من
أطباءِ الصمِّ والبُكْمِ
شهاداتْ!
مثقلاتٌ يديّ بالأصفاد
وأنا خلفَ بعضهم
وبعضهم خلفي وحولي
نقطعُ ردهاتٍ وممراتْ
لستُ قطّاً خائباً !
ولا أعجوبةَ الكائناتْ!
لا أحملُ في قلبي
وثيابي أشياءً
من محظراتْ
خارطتي، هويتي!
قمحاً وأرزّاً و زهوراً
مشرقاتْ
خارطتي!
جسداً أرضياً تخفقُ فيه
أرواحٌ هائماتْ
لم أسمعُ بإلهٍ قالَ
بالإمكان تجزئة الروح
تقطيعها لمساحاتْ!!
تلك هي أحلامي إن
لم تَرُقْ لكم صادروها
اصلبوها اختاروا لها
ماتشاؤون من أرقام
المعتقلاتْ
تلك أحلامي!
إن تخشونَها فارموا
بها إلى كلاب المطاراتْ
واقذفوا بي من بعدها
إلى أمن المطاراتْ!
يتبع....
المفضلات