أنـثـــــى فـي قـفــــص
دمشق ـ لبنى ياسين *
يحكى أنني في زمان ما طرت عارية إلا من حقيقتي إلى مملكة السماء ... و تسابقت أنا و البنفسج نحو الشمس ... و لم نحترق .
و يحكى أنني سقطت في انهار الهوى ... فتمردت روحي و حاولت أن أطفو فغسلتـني دموع الألم و بان بريق طهري ... فكانت الشمس .
و قالوا إنني تبعـت هواي ... فانهارت الأكوان من حولي ... و تسابقت السيوف على لحمي تقطعه ... و انهال سواد عيني دموعا من غضب ... فكان الظلام .
و يحكى انه منذ ذلك الحين ... قــٌـصَ جناحي ... و لم اعد أطير ... و لم اعد ارتدي حقيقــتي ... و بانت سوءتي ... فارتدتـني كل أوجاع الأسْــر.
و يحكى أنني في زمن آخر ... زمن شهريار ... سُـجنتُ في قفص من ذهب ... و ارتديت ثوبا لا يشبهني , فصرت عارية , و تغـطت حقيقتي بأسمال ليست لي .
و قالوا أنني عندما جاء دوري لأمثل دور سندريلا ... لبست حذائي بإحكام... و حرصت على ألاّ أفقـده ... و هكذا ... لم يبحث عني أحد... أي أحــد .
المفضلات