آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: أعيادنا لهم، وأحزاننا لنا!

  1. #1
    شاعر وروائي ومترجم الصورة الرمزية محمد علي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    08/01/2007
    العمر
    74
    المشاركات
    59
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي أعيادنا لهم، وأحزاننا لنا!

    أعيادنا لهم، وأحزاننا لنا!

    تتتالى أعيادنا وتتكرر مع تكرّر الفصول، ولعل الفصول هي نفسها أعيادنا،
    محمّلة بما نريد وبما لا نريد. نكبر، ننظر إلى أعيادنا من خارجها، أو من
    فوقها، وربما لاح على شفاهنا طيف ابتسامة ساخرة، ونحن نستذكر قول
    الشاعر العربي القديم: "عيدٌ بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ؟" أما صغارنا
    فعيدهم هو العيد، عيدهم هو عيدنا لمّا كنّا صغاراً، فلِمَ لا نقول
    بالمقابل، إن عيدنا هو عيد صغارنا، وليس أكثر من ذلك؟ عندئذ يتوجب
    علينا نزع سمات الوقار والعصبية ويتوجب علينا عدم الخوض في خسائرنا
    وآلامنا، فليس العيد حدثاً سياسياً، إنه مناسبة اجتماعية لا أكثر
    ولا أقل. أولاً: الحياة تجري وتتقدم. وثانياً: الحياة هي المستقبل
    وعاشراً: الحياة هي أطفالنا. ألا يكفي الطقس، عندما يتآمر على مثل هذه
    المناسبات، كأن تمطر، أو تثلج صباح العيد؟ (وقد غرقنا في تونس هذه الأيام) أما إذا قارنا ما تبقى لنا،
    أو لهم، أي لأطفالنا، من فرح، مع أحزاننا وحدادنا، وتنكيس أعلامنا فلن
    يجدي ذلك نفعاً، إلا إرضاء بعض ما ينتاب مشاعرنا في اللحظة، وليس
    بعدها، بالضرورة. وما ينتاب مشاعرنا آنياً، هو التوقف عن الحياة جزئياً
    من أجل تكريم الميت وإجلال السيد الموت، لندرك بعد فترة أن الحياة
    تتقدم، ومحطاتنا الآنية كثيرة ومتوقعة. يبدو أن الإنسان بطبعه، وبعيداً
    حتى عن السياسة، كائن تراجيدي، مأساوي، يخشى فرحه، يخافه، يستنكره، أو
    يستنكر أن يستنكره غيره، حاسده، لذلك يعتذر عن ضحكه الكثير، أو يطلب أن
    تكون عاقبته خيراً، ومن شأن الضحك الكثير، أو الفرح المبالغ فيه أن
    يجعل صاحبه عرضة للهزء والسخرية: إنه كائن خفيف، قد تنتقل به خفته تلك،
    إلى اتهامه بخفة دماغه أيضاً. أما الحزن فهو ذو جلال ومهابة، يمتلك
    ملكة المشاركة والعدوى، قادر على الاختراق: ذلك أن الحزن يخترق الفرح،
    يوقف الأفراح، وإذا لم يستطع ذلك، فإنه يستنكرها، أما الفرح فإنه
    لا يخترق الحزن، يخشاه، ينكمش أمامه، يتضاءل، يتمنى لو أنه لم يكن
    فرحاً، يتمنى على الأقل، لو أن ذلك الحزن، ذلك المأتم، ذلك المصاب
    الجلل، لم يحدث الآن، وهنا، لو أنه كان سابقاً أو لاحقاً، لو أنه كان
    بعيداً، وإذ لا يتحقق له كل ذلك يضطر إلى المشاركة، تنتقل إليه العدوى،
    أو الحياء، على الأقل، لذلك يحاول التستر، وربما يحاول أن يلعب دوراً
    اجتماعياً، هو دور المجاملة إن لم نقل دور الرياء! عزاؤنا الأكبر، في
    كل مصائبنا أن النسيان سيدٌ، لحكمة في الطبيعة، وذلك لكي يظل كل حزن
    بداية جديدة للحياة.‏

    شاعر وروائي ومترجم (تونس)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي yousfimedali@gmail.com

  2. #2
    كاتب الصورة الرمزية فيصل الزوايدي
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    المشاركات
    709
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أستاذنا محمد علي اليوسفي .. و ما يفعل من يعجز حتى على النسيان ؟؟؟ الامر كما ذكرتَ تماما فليتنا بقينا صغارا و احلامنا كبيرة .. فكنا كلما نكبر تتصاغر أحلامنا حتى صار الموت في سلامٍ أمنية البعض ..
    مع المودة و التقدير


  3. #3
    شاعر وروائي ومترجم الصورة الرمزية محمد علي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    08/01/2007
    العمر
    74
    المشاركات
    59
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    العزيز فيصل الزوايدي
    فعلا ذلك هو ما يحدث
    وكأنما تقدمنا بات مقترنا بتكشف الأوهام عن إحباطات أكبر
    أترى ذلك ما سنورثه للأجيال؟

    تحياتي

    شاعر وروائي ومترجم (تونس)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي yousfimedali@gmail.com

  4. #4
    كاتب الصورة الرمزية فيصل الزوايدي
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    المشاركات
    709
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أخشى أننا نفعل ذلك بعدُ ...
    مع المودة الدائمة أستاذنا العزيز


  5. #5
    شاعر وروائي ومترجم الصورة الرمزية محمد علي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    08/01/2007
    العمر
    74
    المشاركات
    59
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أهلا بك يا فيصل
    ولك الشكر

    شاعر وروائي ومترجم (تونس)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي yousfimedali@gmail.com

  6. #6
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,149
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    نعم لولا النسيان لبتنا في كآبه مزمنه ومرض قاتل
    لاننا محاصرون بالامنا
    تحيه وتقدير

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  7. #7
    شاعر وروائي ومترجم الصورة الرمزية محمد علي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    08/01/2007
    العمر
    74
    المشاركات
    59
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    العزيزة ريمه الخاني

    شكرا على مرورك
    مع التحية

    شاعر وروائي ومترجم (تونس)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي yousfimedali@gmail.com

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •