هناك قضية مهمة ، عادة ما يهملها اصحاب الأفكار الإصلاحية ، وهى قضية اّلية التغيير. أكثر من يتكلم عن اراء إصلاحية للتغيير يبذل كثيراّ من الوقت والمجهود لتجميع الأفكار والأراء والنظريات لتحليل الواقع ونقضة وتقديم عدداّ من المقترحات دون اعطاء أى معايير للتحقق من امكانية تطبيق الرؤى او الأفكار المطروحة ، وايضا دون رسم اّلية لتحقيق الرؤية المستقبلية على أرض الواقع . هذه الملحوظة واضحة فى كثير مما يكتب فى العالم العربى أو الإسلامى او العالم النامى . ففى كتابات عديدة يهمل الكاتب أهم عنصر من عناصر الرؤية الإصلاحية المستقبلية وهذا العنصر هو :ما هو مشروع التغيير؟ من بيدة التغيير؟ من هو صاحب القرار؟ وما هو دور أصحاب الأفكار؟ وما هو دور كل مواطن فى الإصلاح والتغيير؟
ألأفكار وحدها لا تكفى وان كانت ضرورية. ولأن الفكر مازال يطرح منذ عشرات السنين دون ظهور بادرة امل لكى يتحقق، لذلك وجب ان نفكر فى اّليات التنفيذ. فإذا لم تستطع الأفكار وحدها أن تصل لصاحب القرار ، واذا وصلت ولم تؤثر وتغير، فستظل الأفكار حبراّ على ورق ويكون مصيرها اما الحفظ للأجيال التالية لعلها تستفيد بها ، او النسيان كما نسيت أفكار عظيمة منذ بزوغ الحضارة الإسلامية العربية حتى يومنا هذا .
من بيده قرار التغيير والإصلاح؟
فى عصرنا هذا لا نستطيع ان نجيب عن هذا السؤال دون أخذ دور الدول والحكومات لأنه هو المستوى الأعلى والفعلى للتغيير، وأى رؤية مستقبلية لا تأخذ هذا البعد فى الإعتبار ستظل حلما جميلاّ فى عالم الأفكار أو ربما كابوساّ فى دنيا الواقع العملى.
وكل من يتكلم عن الإصلاح او التغيير يجب ان يقول لنا الأتى:
ما هو مفهوم الدولة؟
ما هى وظائف الدولة؟
ما هى أهداف الدولة؟
وإذا كانت الدولة هى:
أرض
شعب
حكومة
فما هو دور كل من الشعب والحكومة فى تحقيق مصالح الدولة؟
و من هو الذى يحدد مصالح الدولة؟
ومن هو الذى يحدد مفهوم الأمن القومى للدولة؟
أوليس الشعب والأرض هما أهم عنصرين للأمن القومى؟
وإذا كانت الحكومة هى المسئولة عى تحقيق الأمن القومى والمصالح، فمن يحاسبها؟
هل الشعب وصل الى الوعى الكافى بحقوقه ومصالحة حتى يحاكم حكومته على التقصير؟
وهل أصحاب الأفكار قادرون على التأثير على الشعب لزيادة وعيه وعلى التأثير على الحكومات لأداء واجبها؟
وهل الشعب يستطيع ان يحاسب نفسه عى تقصيره؟
وإذا كانت الحكومة تتكون من سلطة تنفيذية وسلطة تشريعية وسلطة قضائية،
فهل هذه السلطات مستقلة؟
وهل هناك تشريع لصالح الشعب لتحقيق مصالحة؟
وهل السلطة التنفيذية تعمل على تحقيق التشريعات المفروض ان تكون لصالح الناس؟
وهل القضاء مستقل ويعمل لتحقيق العدل وإزالة الظلم بين التاس؟
وهل الشعب له دور فى إختيار هذه السلطات ومحاسبتها؟
وكل كلام عن العلم والتكنولوجيا وثورة المعلومات و غيرها من الكلمات الرنانة لن يكون لها معنى دون وضوح دور الدول والحكومات اولا ثم ثانياّ دور المواطنين فى دولهم لتحقيق مصالحهم وتكوين رؤية دولهم.
المفضلات