في ذكرى ملحمة مخيم جنين.. النداء الأخير

[هلال الفارع]

إلى شهداء ملحمة مخيم جنين.. النّداء الأخير

* شعر: هــلال الفــارع

	انْهَضوا .. النِّداءُ الأَخيرُ لكمْ فانْهَضوا قبلَ أنْ تَنْتَهُوا – مِثََََََََََْـلَنا – في أَنينِ الصَّـفيحْ وَإِيَّاكُمو أنْ تَموتوا كثيرًا، وأنْ تَتْرُكونا طَويلاً، فما زالَ في العُمْرِ مُتَّسَعٌ للقِتالِ، وما زالَ في الأَرْضِ مُتَّسَعٌ للضَّريـحْ انْهَضوا .. نحنُ مَوْتى فلا تَتْرُكونا على نابِ "شارونَ " لا تَتْرُكونا على بابِ " قارونَ " لا تُسْلِمونا لهذا المصيرِ القبيـحْ تَمَنَّيْتُمُ الموتَ؟ مُتُّمْ .. كَفاكُمْ، فَوَجْهُ المُخَيَّمِ مُحْتَقِنٌ بالإِباءِ الذَّبيـحْ وآلافُ " بابا .. وماما " تُزَلْزِلُ مَسْرى النَّبِيِّ، وَمَهْدَ المسيـحْ فكيفَ تَغِـيبُونَ عنْ كَرْكَراتِ الطُّفولَةِ، كيفَ تَذوبونَ في مِثْلِ هذا الغِيابِ الصَّريـحْ ؟! دَعُوا بَعْضَكُمْ بيننا، إنَّنا خائِفونَ عليكمْ ، ومنكمْ، فلا تُدْمِنوا خَوْفَنا مِثْلَنا، لا تَزِيدُوا جُروحَ الجريـحْ انهضوا .. الرَّصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا واطْلِقوهُ على كُلِّ عَرْشٍ كَسيـحْ القِصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا واكتُبوا بالفُؤوسِ على صَفَحاتِ الرُّؤوسِ بِحَزٍّ فَصيـحْ: إلى حَيْثُ أَلْقَتْ ... بِكُلِّ ذَليلٍ وكلِّ رَذيلٍ وكلِّ عميلٍ وكلِّ نَطيـحْ !!!!!!

[د.هزاع]

لا إله إلا الله , محمد رسول الله
..
دعني أثبتها , وليسمح لي الأحبة بذلك
ولدي أكثر من سبب
أولها :
عودتك الميمونة , فقد اوحشنا فراقك , ووالله لو تأخرت يوماً آخر , لهجوتك , فقد كمدت على فراقك , وكدت أن انتقم منك بقصيدة هجاء لأنك تتركنا في قعر الحزن
بغيابك
و ثانيها :
لأنها تستحق ولمناسبتها التي يجب أن تكون عالقة في مخيلة كل عربي
...
محبتي وتقديري
ومزيد من اعجابي

[د.عمرخلوف]

انهضوا ..
الرَّصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا
واطْلِقوهُ على كُلِّ عَرْشٍ كَسيـحْ
القِصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا
واكتُبوا بالفُؤوسِ على صَفَحاتِ الرُّؤوسِ
بِحَزٍّ فَصيـحْ:
إلى حَيْثُ أَلْقَتْ ...
بِكُلِّ ذَليلٍ
وكلِّ رَذيلٍ
وكلِّ عميلٍ
وكلِّ نَطيـحْ !!!!!!

بل
وكلّ (بطيحْ)

أثابك الله أيها الفارع
لكأنك تكتب بمداد دمائنا نحن..

أهلاً بعودتك

[عبدالرحمن الجميعان]

وتبقى فارعا، وتبقى كلمات سوامق، وشهادتي لا تفيد، ولكن هكذا جاءت، وسبق القلم بها رغما عنه.. صلابتك حتى في كلماتك، كنت أحب أن أتخير منها ولكنني وجدتها كلها رائعة، فأتمنى أن يكون في العمر فسحة كي أعود إليها...

[عامر العظم]

رأي موضوعي

لست شاعرا لكنني أؤمن بأن الشاعر الكبير هلال الفارع أقوى من محمود درويش وسميح القاسم والبينة على من يدعي عكس ذلك!

تحية وطنية

[غالب ياسين]

كلمات معبره وأكثر من رائعه
رحم الله شهداء فلسطين والعرب والمسلمين

[عادل العاني]

الشاعر الرائع هلال الفارع

بوركت وأنت تخط بمداد من آلام شعب مجاهد.

وأعجبني هذا الجمع بين تفعيلات المتدارك , والمتقارب .

تقبل تحياتي وتقديري

[عبدالرحمن الجميعان]

هذه قصيدة من بحر المتدارك(فاعلن فاعلن..)، والتي كأنها تدل على نشيد حماسي، يقذف بحممه على السامعين..و يصرخ بهم ويستفيق غفلاتهم..
يبدأ الشاعر بكلمة واحدة، فعل أمر، انهضوا.. ثم يسكت، ليعطي السامع فرصة الالتفات و الترقب، و يقول، المرء ممن؟ ولمن؟
انْهَضوا ..
النِّداءُ الأَخيرُ لكمْ
فانْهَضوا قبلَ أنْ تَنْتَهُوا
– مِثََََََََََْـلَنا –
في أَنينِ الصَّـفيحْ
انهضوا، قوموا انظروا ، قوموا تبينوا الأمر،وكأنه يكلم الموتى الأول الذين ذهبوا أبطالا، ثم يقول النداء الأخير، كأنه ينظر إلى غروب الشمس عند الأفق، ويترقب غروبها، ويخشاه، لأن في الغروب ذهاب القوة، وادبار النهار واقبال الليل.
ثم يصرح و يحذرهم، أن لا يكونوا أمثالنا، الذي انتهوا، وضعفوا، وماتوا، وماقبروا.
والصفيح هو الذي عناه طرفة في معلقته:
أَرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بَخِيلٍ بَخيلٍ بِمَالِهِ،كَقَبْرِ غوِيٍ في البِطَالَةِ مُفْسِدِ
تَرَى جُثوَتَينِ مِنْ تُرابٍ، عَلَيهِما صَفـايحُ صُـمٌّ مِـنْ صَـفـيحٍ مُـــنَـــضَّـــدِ
كأنها ما يوضع في القبر، تحمي الميت من التراب، فهو هنا يحذرهم أن يكونوا كالموتى الذين قبروا..
وَإِيَّاكُمو أنْ تَموتوا كثيرًا،
وأنْ تَتْرُكونا طَويلاً،
فما زالَ في العُمْرِ مُتَّسَعٌ للقِتالِ،
وما زالَ في الأَرْضِ مُتَّسَعٌ للضَّريـحْ
ثم يحذرهم طالبا منهم-وهذا كله على سبيل المجاز- لأن الموتى لا يتكلمون، ولا يسمعون الأحياء إلا ما أراده الله تعالى، ولكنه هنا مبالغة في حاجته إليهم، وإلى الرجولة التي كانوا يملكونها، وغلى العز الذي ماتوا لجله، فهو يناديهم، طالبا منهم أن لا يموتوا موت الأحياء، لأن أفظع الأشياء موت الأحياء(إنما الميت ميت الأحياء...). وروعة البيان تتجلى هنا، فهو يقول لهم ولغيرهم، لا تخشوا ولا ترهبوا، فالأرض فيها متسع للموتى، وهو تهكم واضح بهؤلاء الأحياء، ثم يناديهم:
انْهَضوا ..
نحنُ مَوْتى فلا تَتْرُكونا
على نابِ "شارونَ "
لا تَتْرُكونا على بابِ " قارونَ "
لا تُسْلِمونا لهذا المصيرِ القبيـحْ
تَمَنَّيْتُمُ الموتَ؟ مُتُّمْ .. كَفاكُمْ،
هنا في هذا المقطع يتحسر على الواقع، ويبكي بكاء مرا، وكأنه يقول، إذا كنا نحن الأحياء موتى ولا نحرك ساكنا،فليقم من في القبور ربما يكونون أكثر فعلا منا...فنحن موتى، كثر ، وأين؟! على باب شارون من يهود، أولئك الذي جعل الله تعالى منهم قردة وخنازير وعبد الطاغوت، الذين لم يكونوا يحلمون مجرد حلم، انهم سيستذلون أمة العرب والمسلمين، على باب شارون رمز اليهودية البغيضة، و
اللاانسانية والطغيان المرير...فأي ذل وهوان نعيشه اليوم؟؟؟ وهنا أتذكر شيئا قراته في كتب التاريخ، في عهد الناصر صلاح الدين رحمه الله تعالى...عندما ذهب البعض يشتكون عند قبر نور الدين زنكي رحمه الله تعالى، ويندبونه للقيام، فما كان من صلاح الدين إلا أن استجاب لهم، وما من شك، أن الالتجاء إلى القبر و إلى صاحبه للندبة والاستغاثة شرك أكبر لا ينبغي إلا لله تعالى، ولكن من باب العبرة والعظة، والاستنهاض، دون الدعاء و الندبة للميت فلا شيء فيه، ونحن من هذا الباب نقول هنا، وليس من باب الشركيات والاستغاثة بغير الله تعالى...
ثم يعرج على ذكر المخيم الذي فيه هؤلاء الشهداء استشهدوا، ليثير العزة والحمية في نفوس الأحياء...
فَوَجْهُ المُخَيَّمِ مُحْتَقِنٌ بالإِباءِ الذَّبيـحْ
وآلافُ " بابا .. وماما "
تُزَلْزِلُ مَسْرى النَّبِيِّ، وَمَهْدَ المسيـحْ
فكيفَ تَغِـيبُونَ عنْ كَرْكَراتِ الطُّفولَةِ،
كيفَ تَذوبونَ في مِثْلِ هذا الغِيابِ الصَّريـحْ ؟!
ويتساءل مستنكرا ..! ثم ينادي نداء غريبا، ويطلب منهم شيئا مستغربا،
دَعُوا بَعْضَكُمْ بيننا،
إنَّنا خائِفونَ عليكمْ ، ومنكمْ،
فلا تُدْمِنوا خَوْفَنا مِثْلَنا،
لا تَزِيدُوا جُروحَ الجريـحْ
أين أولئك البطال الكماة! اين هم ؟؟
وفي المقطع الأخير يناديهم تارة أخرى للنهوض والوقوف أمام الطغيان
انهضوا ..
الرَّصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا
واطْلِقوهُ على كُلِّ عَرْشٍ كَسيـحْ
القِصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا
واكتُبوا بالفُؤوسِ على صَفَحاتِ الرُّؤوسِ
بِحَزٍّ فَصيـحْ:
إلى حَيْثُ أَلْقَتْ ...
بِكُلِّ ذَليلٍ
وكلِّ رَذيلٍ
وكلِّ عميلٍ
وكلِّ نَطيـحْ !!!!!!
فالأمة لن تقوم إلا بالجهاد! ولن تنهض إلا بالدماء المسكوبة، وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق.... شعر راق وسهل الكلمات، ولكنه قوي عاصف يدل على عاطفة جياشة للواقع المؤلم...!

[هلال الفارع]

[QUOTE=د.هزاع;62090]لا إله إلا الله , محمد رسول الله
..
دعني أثبتها , وليسمح لي الأحبة بذلك
ولدي أكثر من سبب
أولها :
عودتك الميمونة , فقد اوحشنا فراقك , ووالله لو تأخرت يوماً آخر , لهجوتك , فقد كمدت على فراقك , وكدت أن انتقم منك بقصيدة هجاء لأنك تتركنا في قعر الحزن
بغيابك
و ثانيها :
لأنها تستحق ولمناسبتها التي يجب أن تكون عالقة في مخيلة كل عربي
...
محبتي وتقديري
ومزيد من اعجابي[/QUOTE
ــــــــــــــــــ
أخي الحبيب د. هزاع.
تحيتي لك.
أشكرك على هذا الشعور الوطني العالي،
وعلى هذا الإحساس الشعري المهيب،
واسمح لي أن أتوجه لك بالتحية على تثبيت القصيدة،
وعلى زيادة مساحة الشوق من أخ أحبه، وأتوق إلى قراءته فكرًا ونبضًا.
لك تحيتي.. ومحبتي.
هلال.

[هلال الفارع]

انهضوا ..
الرَّصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا
واطْلِقوهُ على كُلِّ عَرْشٍ كَسيـحْ
القِصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا
واكتُبوا بالفُؤوسِ على صَفَحاتِ الرُّؤوسِ
بِحَزٍّ فَصيـحْ:
إلى حَيْثُ أَلْقَتْ ...
بِكُلِّ ذَليلٍ
وكلِّ رَذيلٍ
وكلِّ عميلٍ
وكلِّ نَطيـحْ !!!!!!

بل
وكلّ (بطيحْ)

أثابك الله أيها الفارع
لكأنك تكتب بمداد دمائنا نحن..

أهلاً بعودتك

ــــــــ
أخي العزيز الشاعر د. عمر خلوف.
تحية طيبة.
ترحيبك يطرب نبضي.. فيهدّئه،
ووقوفك على القصيدة، وتعليقك الوافي عليها يهيجه من جديد.
دمت أخًا مبدعًا محبًّا،
ودام تساميك في تناول الحروف.
تحيتي لك.
هلال.

[هلال الفارع]

وتبقى فارعا، وتبقى كلمات سوامق، وشهادتي لا تفيد، ولكن هكذا جاءت، وسبق القلم بها رغما عنه.. صلابتك حتى في كلماتك، كنت أحب أن أتخير منها ولكنني وجدتها كلها رائعة، فأتمنى أن يكون في العمر فسحة كي أعود إليها...

ــــــــ
أخي الناقد الأديب عبد الرحمن الجميعان.
نحن جميعًا هنا مدينون لك بالفضل،
فلا تزال تجنّد قلمك وفكرك لتبهج الآخرين في نقدك الرزين المحق،
أنا أعتز بحرفك، فكيف بشهادتك؟!
لك مني التحية، والدعوة المخلصة بأن يطيل الله في عمرك،
وأن يجزيك خير الجزاء.
لك التحية.
أخوك هلال.

[هلال الفارع]

رأي موضوعي

لست شاعرا لكنني أؤمن بأن الشاعر الكبير هلال الفارع أقوى من محمود درويش وسميح القاسم والبينة على من يدعي عكس ذلك!

تحية وطنية

ـــــــــ
أخي العزيز عامر.
تحية تقدير واعتزاز.
تبقى كبيرًا بهامتك العالية،
عزيزًا بهمتك السامية،
قويًا بإرادتك الحرة،
دمت عزيزًا قويًا مرفوع الهامة أبدًا.
لك التحية.
هلال.

[هلال الفارع]

الشاعر الرائع هلال الفارع

بوركت وأنت تخط بمداد من آلام شعب مجاهد.

وأعجبني هذا الجمع بين تفعيلات المتدارك , والمتقارب .

تقبل تحياتي وتقديري

ـــــــ
أخي الشاعر المثقف عادل العاني.
حيثما تكن يكن الإبداع،
ومتى تحضر تحضر الثقافة.
سلمت مبدعًا،
ودمت أخًا وفيًّا عزيزًا.
لك التحية.
هلال.

[هلال الفارع]

كلمات معبره وأكثر من رائعه
رحم الله شهداء فلسطين والعرب والمسلمين

ــــــ
أخي العزيز غالب.
تحية طيبة.
مرورك بهذه الكلمات أضفى عليها جمالاً،
وكلماتك فيها أضافت إليها قوة وتعبيرًا.
لك المودة والمحبة.
هلال.

[زاهية بنت البحر]

رائع بشعرك وهمومك وانتمائك للأصالة وانتهاجك للحق والدعوة للثورة ..ومادام بيننا شاعر إنسان مثلك فلابد أن ينتصر الشعب بإذن الله ..دمت بخير ورعاية المولى أخي المكرم هلال الفارع.
أختك
بنت البحر

[هلال الفارع]

هذه قصيدة من بحر المتدارك(فاعلن فاعلن..)، والتي كأنها تدل على نشيد حماسي، يقذف بحممه على السامعين..و يصرخ بهم ويستفيق غفلاتهم..
يبدأ الشاعر بكلمة واحدة، فعل أمر، انهضوا.. ثم يسكت، ليعطي السامع فرصة الالتفات و الترقب، و يقول، المرء ممن؟ ولمن؟
انْهَضوا ..
النِّداءُ الأَخيرُ لكمْ
فانْهَضوا قبلَ أنْ تَنْتَهُوا
– مِثََََََََََْـلَنا –
في أَنينِ الصَّـفيحْ
انهضوا، قوموا انظروا ، قوموا تبينوا الأمر،وكأنه يكلم الموتى الأول الذين ذهبوا أبطالا، ثم يقول النداء الأخير، كأنه ينظر إلى غروب الشمس عند الأفق، ويترقب غروبها، ويخشاه، لأن في الغروب ذهاب القوة، وادبار النهار واقبال الليل.
ثم يصرح و يحذرهم، أن لا يكونوا أمثالنا، الذي انتهوا، وضعفوا، وماتوا، وماقبروا.
والصفيح هو الذي عناه طرفة في معلقته:
أَرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بَخِيلٍ بَخيلٍ بِمَالِهِ،كَقَبْرِ غوِيٍ في البِطَالَةِ مُفْسِدِ
تَرَى جُثوَتَينِ مِنْ تُرابٍ، عَلَيهِما صَفـايحُ صُـمٌّ مِـنْ صَـفـيحٍ مُـــنَـــضَّـــدِ
كأنها ما يوضع في القبر، تحمي الميت من التراب، فهو هنا يحذرهم أن يكونوا كالموتى الذين قبروا..
وَإِيَّاكُمو أنْ تَموتوا كثيرًا،
وأنْ تَتْرُكونا طَويلاً،
فما زالَ في العُمْرِ مُتَّسَعٌ للقِتالِ،
وما زالَ في الأَرْضِ مُتَّسَعٌ للضَّريـحْ
ثم يحذرهم طالبا منهم-وهذا كله على سبيل المجاز- لأن الموتى لا يتكلمون، ولا يسمعون الأحياء إلا ما أراده الله تعالى، ولكنه هنا مبالغة في حاجته إليهم، وإلى الرجولة التي كانوا يملكونها، وغلى العز الذي ماتوا لجله، فهو يناديهم، طالبا منهم أن لا يموتوا موت الأحياء، لأن أفظع الأشياء موت الأحياء(إنما الميت ميت الأحياء...). وروعة البيان تتجلى هنا، فهو يقول لهم ولغيرهم، لا تخشوا ولا ترهبوا، فالأرض فيها متسع للموتى، وهو تهكم واضح بهؤلاء الأحياء، ثم يناديهم:
انْهَضوا ..
نحنُ مَوْتى فلا تَتْرُكونا
على نابِ "شارونَ "
لا تَتْرُكونا على بابِ " قارونَ "
لا تُسْلِمونا لهذا المصيرِ القبيـحْ
تَمَنَّيْتُمُ الموتَ؟ مُتُّمْ .. كَفاكُمْ،
هنا في هذا المقطع يتحسر على الواقع، ويبكي بكاء مرا، وكأنه يقول، إذا كنا نحن الأحياء موتى ولا نحرك ساكنا،فليقم من في القبور ربما يكونون أكثر فعلا منا...فنحن موتى، كثر ، وأين؟! على باب شارون من يهود، أولئك الذي جعل الله تعالى منهم قردة وخنازير وعبد الطاغوت، الذين لم يكونوا يحلمون مجرد حلم، انهم سيستذلون أمة العرب والمسلمين، على باب شارون رمز اليهودية البغيضة، و
اللاانسانية والطغيان المرير...فأي ذل وهوان نعيشه اليوم؟؟؟ وهنا أتذكر شيئا قراته في كتب التاريخ، في عهد الناصر صلاح الدين رحمه الله تعالى...عندما ذهب البعض يشتكون عند قبر نور الدين زنكي رحمه الله تعالى، ويندبونه للقيام، فما كان من صلاح الدين إلا أن استجاب لهم، وما من شك، أن الالتجاء إلى القبر و إلى صاحبه للندبة والاستغاثة شرك أكبر لا ينبغي إلا لله تعالى، ولكن من باب العبرة والعظة، والاستنهاض، دون الدعاء و الندبة للميت فلا شيء فيه، ونحن من هذا الباب نقول هنا، وليس من باب الشركيات والاستغاثة بغير الله تعالى...
ثم يعرج على ذكر المخيم الذي فيه هؤلاء الشهداء استشهدوا، ليثير العزة والحمية في نفوس الأحياء...
فَوَجْهُ المُخَيَّمِ مُحْتَقِنٌ بالإِباءِ الذَّبيـحْ
وآلافُ " بابا .. وماما "
تُزَلْزِلُ مَسْرى النَّبِيِّ، وَمَهْدَ المسيـحْ
فكيفَ تَغِـيبُونَ عنْ كَرْكَراتِ الطُّفولَةِ،
كيفَ تَذوبونَ في مِثْلِ هذا الغِيابِ الصَّريـحْ ؟!
ويتساءل مستنكرا ..! ثم ينادي نداء غريبا، ويطلب منهم شيئا مستغربا،
دَعُوا بَعْضَكُمْ بيننا،
إنَّنا خائِفونَ عليكمْ ، ومنكمْ،
فلا تُدْمِنوا خَوْفَنا مِثْلَنا،
لا تَزِيدُوا جُروحَ الجريـحْ
أين أولئك البطال الكماة! اين هم ؟؟
وفي المقطع الأخير يناديهم تارة أخرى للنهوض والوقوف أمام الطغيان
انهضوا ..
الرَّصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا
واطْلِقوهُ على كُلِّ عَرْشٍ كَسيـحْ
القِصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا
واكتُبوا بالفُؤوسِ على صَفَحاتِ الرُّؤوسِ
بِحَزٍّ فَصيـحْ:
إلى حَيْثُ أَلْقَتْ ...
بِكُلِّ ذَليلٍ
وكلِّ رَذيلٍ
وكلِّ عميلٍ
وكلِّ نَطيـحْ !!!!!!
فالأمة لن تقوم إلا بالجهاد! ولن تنهض إلا بالدماء المسكوبة، وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق.... شعر راق وسهل الكلمات، ولكنه قوي عاصف يدل على عاطفة جياشة للواقع المؤلم...!

ـــــــــــــــــ
أخي الكريم الناقد الأديب عبد الرحمن الجميعان.
تحية صادقة.
إذا كان مرورك بالنص فضلاً كبيرًا،
وقيمةً لها دلالات القيمة كلها،
فإن مرورك ووقوفك على هذا النص مرتين هو تشريف له، وإعظام لشأنه.
أسعدني هذا التحليق النقدي في عمق النص، وفي آفاقه،
وأبهجني هذا الغوص الثري في مفردات اللغة،
وكم أنا مدين لك في هذا الموقف الأدبي السامي!
إنني لا أبالغ في قولي:
إنك تفتح عينيّ على مدى شعري ربما يكون محجوبًا عند الكتابة والقراءة،
وإنك تحسن، بل تتقن أن تكون شاعرًا وناقدًا في آن معًا.
فطوبى لك، ومرحى لأدائك،
التحية وحدها لاتكفيك،
فإليك إذن زفّة تحايا متأنّقة.
شكرًا لك.
هلال.

[saaleh]

ذكرتني أبياتك يا أخي بتلك الحادثة التي مرت معي يوم ملحمة جنين.. كتبت عنها مقالا.. هو ذا:

منذ خمس سنين تقريبا عادت الانتفاضة لتشتعل وعادت القلوب لتنبض مع نبض الحجر... والنفوس لتحيا مع أنين شجر الزيتون في ربوع الجليل وروابي بيسان..

منذ خمس سنين تفجر الغضب الكامن ليسطر ملاحم من البطولة لم تشهدها الدنيا ولم يعرفها التاريخ... كتبتها الأيدي المضرجة بالدم الطاهر على جدران مجدل ونابلس وبيت لحم وفي أزقة جنين وغزة..

وفي نيسان سنة 2002 حاصرت قوة البطش وجبروت الطغاة ثلة الأشاوس الكرام في مخيم جنين لتكون الملحمة العظيمة التي جعلت الدماء كالطلقات ونبضات القلوب كنيران المدافع تنسحق تحتها الدبابات وتندحر خلفها جحافل الصهاينة..

أيام كانت سوداء أليمة...
كنت أعود من عملي لأرى على شاشة صندوق الدنيا مواقف إخوتي الشجعان.. فلا أملك إلا الغضب والدعاء والصبر والتصبر... ولا حول ولا قوة إلا بالله..

قصة جنين علمتني الكثير عن الأطباء...هؤلاء الذين يظنهم الناس في أعلى الطبقات...

قصة جنين علمتني أن الكثير من هؤلاء الأطباء المترفين المنعمين الأغنياء، ليسوا إلا أنذالا خسيسين.. لا يفكرون إلا بالمال والمتعة.... علمتني قصتي مع جنين أن من الناس من نظنهم في أعلى مستوى العلم والفهم ، مزاودين عند كل مناسبة.. لكنهم أسرع لموائد الفاكهة واللحوم منهم لمبدإ يدّعون العمل له... حتى لو كان الثمن بضع دريهمات..

صادفت مذبحة جنين مناسبة سعيدة لي.. وهي ظهور نتيجة مسابقة العمل ونجاحي بها.. وكان معنا في المشفى أكثر من 23 طبيبا من أصل عربي وأغلبهم مسلمون.. كان منهم إثنان من أصل فلسطيني... والباقون بين سوري ولبناني ومغربي وجزائري..
كان موضوع الناس فيما بينهم أحداث جنين... وكانوا كلهم كرماء في أفواههم... قادرين على بيع آلاف الجمل والعواطف..
وأصرّ صديق لنا أن يقيم احتفالا لمن نجح منا في هذه المسابقة... كان الناجحون 13طبيبا.. وأقاموا الاحتفال في مطعم مغربي أعرفه وأعرف صاحبه.. لم أكن أرغب بالمشاركة.. فأي احتفال هذا وإخوتنا في جنين البطلة يتمزقون تحت الرصاص.. لكن أخ فلسطيني طبيب اقترح أن أشارك وأن أطلب من الجمع أن يتبرع ببعض المال لجنين..

تكلمت مع منظم الاحتفال وهو أخ مسلم حبيب مغربي فوجدت منه إقبالا على الفكرة فذهبت للمطعم مرتديا كوفية فلسطينية.. وجلست حتى اكتمل العدد وقبل بدء الطعام وقفت ووجهت إليهم كلماتي التي ظننتها ستدخل لمسامع عرب أعزّة ، عندهم من الشهامة ما يجعل عواطفهم تتحرك أو على الأقل عندهم من الشجاعة ما يجعلهم يقابلون كلماتي ببعض الإقبال والتعاطف.... لكن أملي خاب وصدمني تذمر الجميع مني واعتباري مزعجا أتيت لأفسد عليهم عشاءهم.. مع أنه تربطني بكل واحد منهم على حدة علاقة صداقة تمتد لعدة سنوات...

مددت يدي لجيبي وبدأت أخرج أوراق النقد... أضع الورقة تلو الورقة... ليعلموا أنني أول من سينفذ ما يقول... وما طلبت منهم المشاركة إلا بأقل من عُشر راتب احدهم لشهر واحد... خاب ظني.. بل عنفني بعضهم وغضب مني فجلست مدة بسيطة ثم غادرتهم غير آسف...
تعلمت أن أحداث جنين لم تنزع الأقنعة عن أنظمة ودول فقط.. بل نزعت الأقنعة عن الناس بل عن كثيرين كانوا يظنون أنهم سيبقون في الخفاء دوما... عن المنافقين الذين كانت صورتهم الزائفة تنتظر حتى تأتي دماء الأحرار من جنين لتزيلها عن وجوه هؤلاء المثقفين العرب ليظهروا بوجوههم الحقيقية التي هي أقبح من وجوه الصهاينة..


عاد بعضهم ليعتذر مني بعض أيام لموقفه وسلبيته.. وادعى بعضهم أن موقفه كان بسبب وجود مندوبة أحد شركات الأدوية معنا أو لأن صاحب المطعم غضب من موقفي... مع أن صاحب المطعم أتى عندما كنت مغادرا ليدفع 50 يورو يرجوني أن أوصلها للمنظمات الانسانية التي تقوم بعمليات الإغاثة ، أما مندوبة شركة الأدوية فقد أتت بعد أسبوع ووضعت أمامي شيكا بمئة يورو فأرسلته إلى الإغاثة الإسلامية..

بوركتِ يا جنين .. يا صانعة الأبطال... ويا حارقة الأقنعة... يا معلّمتي.. فقد تعلمت منك ومن أبطالك الكبار دروسا لم أظن أنني سأتعلمها يوما..بوركتم يا أبناء فلسطين يا إخوتي ... رافعي مجدي ومجد بلدي...

ولا أملك لكم إلا الاعتذار....

[د. جمال مرسي]

أخي الحبيب و الصديق الرائع و الشاعر المبدع / هلال الفارع
نعم ..
جمعت في قلبي بين الأخ و الصديق الذي يشرفني و يسعدني أن تكون له في قلبي نلك المنزلة
و بين الشاعر المبدع بمعنى الكلمة في عقلي و قلبي في آن واحد
أولا : ألف ألف حمد لله على سلامة وصولك
و تهنئتي بالوصول هناك لم تكن مبررا لتأخري عنه هنا
ثانيا : فهل تسامحني على هذا التقصير .. أعرف أنك ستفعل
ثالثا: نكأت بقصيدتك جراحاً لم تندمل فها هي ذكرى جنين تحييها قصيدتك النابضة بالحدث لتعيدنا إلى ما لم ننسه حيث كانت مجازرهم الوحشية و كان صمود الأبطال الذي لا يوصف .
لله درك أبا العلاء
و عودة ميمونة أيها الشاعر الكبير
مودتي و تقديري

[عبدالله الأقزم]

انْهَضوا ..

النِّداءُ الأَخيرُ لكمْ

فانْهَضوا قبلَ أنْ تَنْتَهُوا

– مِثََََََََََْـلَنا –

أستاذتي الجليل هلال الفارع

هكذا يكون الشعر الرائع

في عمقه و دلالته و إنسانيَّته


تحيَّاتي

[هلال الفارع]

رائع بشعرك وهمومك وانتمائك للأصالة وانتهاجك للحق والدعوة للثورة ..ومادام بيننا شاعر إنسان مثلك فلابد أن ينتصر الشعب بإذن الله ..دمت بخير ورعاية المولى أخي المكرم هلال الفارع.
أختك
بنت البحر

ـــــــــ
الأخت الشاعرة زاهية.
أشكرك على هذه الكلمات الصادقة الصافية المعبرة،
وأعتز بثقتك التي أقدرها حق قدرها،
كونها ثقة شاعرة مبدعة خبرت الحرف وهمومه،
ولك التحية أيها الأخت الغالية.
هلال.