تعالَ حبيبي و ضمني إلى الأبد

[هدى الخطيب]

سؤال كثيرا ما ألحّ عليّ، إلى أين تذهب أحلام الموتى؟!
إلى أين يذهب كل هذا الكمّ من الأحلام و الآمال؟!!
الوجد والحب... العشق ...الشكوى... و ساعات الانتظار؟؟؟!!
قال العلماء: " الأصوات لا تفنى و أنها كلها في الفضاء عند غلاف الأرض متشابكة إلى حد يصعب فصله ".

أصوات الشرّ و القتل و التدمير متشابكة مع الصلوات و دعوات الأمهات و أنين الثكالى و نحيب الأطفال الأيتام...
مناجاة الأحبة و قصائد الشعراء!!!

ماذا عن الأحلام هل تفنى؟
كانت.......
وقعتُ عن رصيف العمر
تبعثرت حروف اسمي
و تبددت كلّ أحلامي..
غابت الطفلة و الشابة
و وقعت المرأة...
جاء الأجل الصهيوني و خرجتُ
من وراء برزخي
أقرأُ أيّامي
كنتُ...
قطرة ماء في سحابة أحلامي
لهثت طويلاً و حلمت كثيراً
خالية الوفاض
خرجتُ...
من أزمنتي و شخوصي
فهل خرجتُ من أحلامي؟!!
عبدت الله...
أحبت الخير و النور، أحبت الناس و الشجر
أحبت الأرض و الزهر و المطر و ما عرفت الكراهية طريقا إلى نفسها يوماً...
وأحبته... وهبت له عمرها باقة عشقٍ و آمنت به حتّى الانصهار..
زرعت كلّ دروبه نرجساً أمطرت ولهاً و أزهرت حنيناً أشرقت في صباحا ته ياسميناً و في أمسياته وردا جورياً...
تعبدت في محرابه.. تبتلت..
الدنيا كلّها تضحك حين يضحك
و عويل في الروح يصرخ ... يستجير حين تراه حزيناً....
عاشا معاً في جنتهما... عاشا كثيراً.. عاشا قليلاً..
كلّ يوم كان عمرا و كل العمر ما كان يكفي حبّ يوم....
سيّد الرجال في عينيها و سلطان العشق و في عينيه أجمل النساء هي على وجه الأرض و مليكة القلب لا يحطّ رحاله إلاّ على شواطئها، صدره و طنها الخاص و عيناه عالمها و عيناها عمره وبيتهما مرفأ الأمان على شاطئ الحنان...
يقرآن في كتاب واحد و يحبان نفس الطعام و ألوان الفنون و الموسيقى..
هكذا التحما و انصهرا إلى حد بات النسيم لا يمر من بينهما..
نسي ما كان عليه من قبلها و نسيت ما كانت عليه، تطالع ملامحه في مرآتها و يطالع كيانها في كيانه...
سأله الناس و سألوها أما آن لكما أن تنجبا؟ و حين تراكمت السنون سألوا ممن العيب؟ حاولوا أن يحرضوها عليه و يحرضوه عليها و لكن هيهات!!
كانا مكتفيان و لا يهمهما أن يعرفا أين العيب في هذه الأنا الواحدة التي صهرتهما...
كانت تقول هو طفلي و أبي و أخي و صديقي و حبيب عمري و لا أحتاج المزيد، و كان يقول هي ابنتي و أمي و أختي صديقتي و حبيبيتي، حتى مل سؤالهما الجميع و تركوهما في حالهما...
في أحد الأيام فيما كانت عائدة من عملها إلى جنتها، تسير على الرصيف تحمل كيس الكرز الذي اشترته تفكر كيف ستعد له العشاء اليوم و كيف ستضع الشموع الحمراء لينعكس وهجها فوق حبات الكرز...
كان يقف مستوطنٌ قذر مملوء بالحقد و الإجرام على أحد السطوح و يحمل بندقيته و يمارس هوايته الإجرامية بالصيد، صيد الفلسطينيين!!
رآها.. خرجت الطلقة الحاقدة و مزقت قلبها العامر بالحب و الخير والسلام و اختلطت دمائها بدماء حبات الكرز...
و ما أن سقط الجسد و خرجت منه حتى تلألأت الأنوار الباهرة و وجوه سمحة وسط هالات من النور تستقبلها بالحبور و تبشرها بنقلها إلى جنة عرضها السماوات و الأرض و فيما كانت تستعد للرحيل سمعت صراخ بدر حبيبها ينكب على الجسد يهزه مفجوعاً مذعوراً: " نجوى حبيبتي لا تتركيني " ، فكيف تتركه و أي جنة بدونه؟؟!!
توسلت إلى الملائكة أن يتركوا روحها زمناً بجوار حبيبها إلى أن تطمئن عليه، و كان للروح ما شاءت..
مرت الأيام و الشهور هو يبكيها و الروح تناجيه و تئن لحاله و الأقارب و الأصدقاء يحاولون عبثاً إخراجه من حالة الحزن، يدفعونه للزواج و يحاولون تقريب من يرونها تناسبه..
حاول أن يخرج من حزنه و عزلته، أن يختار إنسانة من بين المرشحات لكن غربته كانت تزداد و حزنه يشتد كلما اقترب من إحداهن و روحها تعاني لمعاناته و هو لا يدري و يطول الليل به دهراً
يا نجواي..
الليل في بُعدك دهر
و النهارات بعدك ليلُ
حبك كان نعيم الدنيا
و لا نعيم بعدك و لا نور
ضميني إليك
و امسحي بصفاء الروح
غربة العمر في ليل حرماني
لهفي عليك يزداد وجعاً
و الروح من بعدك تنطفئ
ذات يوم كان عائداً و انطلقت رصاصة من تلك البندقية و استقرت في قلب طفل صغير كان يسير مع أمه على ذلك الرصيف
لا يدري كيف انطلق إلى البيت يحضر بندقية قديمة كانت لوالده، لا يعرف إن كانت تعمل أو إن كان رصاصها قد فسد، فبعمره لم يستعمل السلاح، زيتها و جهزها و جلس في زاوية بعدما خبأها تحت معطفه، يومين أو أكثر و هو ينتظر و ما أن خرج المستوطن إلى السطح حتى انطلقت الرصاصة إلى رأس الثعبان و أردته لتقبض الملائكة على الروح الشريرة و ترميها في الجحيم ... و في أقل من دقيقة أصيب جسد بدر اخترقه رصاص الجنود الإسرائيليين الذين يحمون إجرام المستوطنين و حولته إلى كتلة دماء، و سرعان ما استنكر العالم إرهاب المجرم الفلسطيني و الاعتداء على مواطن إسرائيلي مسكين!!
و لكن في ذلك كانت روح بدر وسط الأنوار المتلألئة تحيط بها الملائكة بالبشر و مسوح الجنة، و بين الملائكة كانت روح نجوى تستقبله:
تعالَ حبيبي..
ضمني إلى الأبد
هذا عرسنا
الملائكة تزفنا
بالنور تعمدنا
عرس المحبة الصادقة
عرس الأرواح الطاهرة
عرس انصهارنا
السماء مسكننا
و الكون مسرحنا
تعال حبيبي
و ضمني إلى الأبد

[زاهية بنت البحر]

سيضمها بإذن الله في جنات عدن إلى الأبد وستضم سقر بلهيبها قاطف الورود المجرم إلى الأبد الذي يتعبد بإراقة دماء الأبرياء ..قصة مؤثرة بأسلوب سلس غير معقد بحكاية حب ووفاء حتى النهاية .أهلا بك أختي الحبيبة أستاذة هدى الخطيب وبما تقدمينه لنا من قصص الحب الخالدة..
أختك
بنت البحر

[سماح سليمان]

يـــــــــــــا الله

جميلة حقا هذه القصة، بل أكثر من رائعة

كتب الله لهما الفردوس الأعلى من الجنة، وكتبها لكل مسلم ومسلمة في قلبه هذا الحب والوفاء

تحياتي وتقديري لهذا الإبداع

[أبويزيدأحمدالعزام]

ابدعتِ ابدعـتِ والله ابدعت,ابدعت يا ابنة العملاق نور الدين رحمه الله,سيضمها في الاخرة وفي جنة الخلد إن شاء الله,احييكي تحية عطرة على هذه القصة الجميلة التي تلامس الوجدان وتبكي العين.
تحية

[آداب عبد الهادي]

مبدعة سيدتي الفاضلة هدى الخطيب أهلا بك

[هدى الخطيب]

سيضمها بإذن الله في جنات عدن إلى الأبد وستضم سقر بلهيبها قاطف الورود المجرم إلى الأبد الذي يتعبد بإراقة دماء الأبرياء ..قصة مؤثرة بأسلوب سلس غير معقد بحكاية حب ووفاء حتى النهاية .أهلا بك أختي الحبيبة أستاذة هدى الخطيب وبما تقدمينه لنا من قصص الحب الخالدة..
أختك
بنت البحر

أختي و صديقتي الشاعرة المرهفة و الأديبة المبدعة السيدة زاهية.. تحياتي
الحب أصدق و أنبل ما فينا.. هو إنسانيتنا و تميزنا .. من دونه نكون مجرد بشر.. و أنت الشاعرة المرهفة تعرفين ملياً الفرق بين الإنسان و البشر.. من جهة أخرى أنا أميل جداً لبساطة الأسلوب و اللغة ربما بسبب عملي الصحفي الطويل..
والسؤال هنا أليس للفلسطيني حقاً في أن يحب و يعيش فوق أرضه بسلام مثل كل الناس؟!!

بصدق تسعدني تعليقاتك الجميلة و كم أحس بالتقصير في التعليق على نفائس فكرك و قلمك التي قرأت منها الكثير و صفقت طرباً..
نعم أنا مقصرة .. لكني والله مشغولة إلى أقصى حد بالحملة أولاً و بمسؤولياتي الكثيرة ثانياً و ثالثاً بالموقع الجديد " نور الأدب " و بطء المهندس الذي يكاد يصيبني بالجلطة ووو....
حتى أتمنى أحياناً أن يكون طول اليوم 48 ساعة بدلاً من 24
بصدق والله أحتاج أن أسترخي مع شعرك الجميل و الإبداعات الكثيرة في هذا المنتدى و التي لم يتثنَ لي بعد الاطلاع على معظمها.
منذ شهر رمضان المبارك و أنا شبه متوقفة عن الكتابة مع أني بدأت سلسلة قصصية بعنوان: " نافذة على العالم الآخر " تتداخل مع التاريخ كتبت منها خمس حلقات و توقفت فقط لأني لا أجد الوقت
ولأني أعتز برأيك أتمنى حين تجدين الوقت أن تطلعي عليها بالتسلسل و تعطيني رأيك الذي بالفعل أعتز به و أقدره
بالمناسبة أسعدتني مداخلتك حول قصيدة جدي الشيخ عمر الرافعي " احملوني إلى الحبيب وروحوا " و أنتظر بشوق وعدك بالرد عليها شعراً و إكراماً لك سأنشرها في واتا ليستمتع أكبر قدر ممكن بها و بردك عليها شعراً حين تودين و أنت المرهفة المؤمنة و المبدعة
صديقتي كل المودة و التقدير لك

[هدى الخطيب]

يـــــــــــــا الله

جميلة حقا هذه القصة، بل أكثر من رائعة

كتب الله لهما الفردوس الأعلى من الجنة، وكتبها لكل مسلم ومسلمة في قلبه هذا الحب والوفاء

تحياتي وتقديري لهذا الإبداع

الأستاذة الفاضلة سماح سليمان.. تحياتي
أسعدني جداً والله تقديرك للقصة و استحسانك لها و كلماتك الرقيقة
جعل الله سبحانه خاتمتنا على خير و كتب لك و لنا جميعاً الفردوس الأعلى من الجنة إنه على كل شيء قدير
شديد تقديري لك و لأسلوبك النبيل و مودتي و احترامي
دمت و سلمت

[هدى الخطيب]

ابدعتِ ابدعـتِ والله ابدعت,ابدعت يا ابنة العملاق نور الدين رحمه الله,سيضمها في الاخرة وفي جنة الخلد إن شاء الله,احييكي تحية عطرة على هذه القصة الجميلة التي تلامس الوجدان وتبكي العين.
تحية:vg:

أخي الغالي أستاذ أبو هاجر.. تحياتي
لست أدري بأي عبارات أشكرك فقد غمرتني والله بلطفك و جميل تقديرك اللذان أعتز بهما جداً
أنا مقصرة معك أيضاً لكن كما شرحت للأخت الغالية السيدة زاهية وأرجو منك أيضاً المعذرة
قرأت لك تعليقاً في ملف الحملة تقول فيه أنك كنت تعيش في أميركا و أنا أعيش في كندا كما أصبحت تعرف
و سأنشر إكراماً لك مما أرجو أن يعجبك " ما بين كندا و الانتماء " فقط ما زلت لا أعرف أين أنشرها ، أحياناً باب التصنيف محيّر فعلاً ، فهي مما أنشره عادة في زاوية " كلمات " فهل أنشرها هنا في باب المقالة و هي ليست بمقال أو قصة و طبعاً ليست قصة ؟؟
كل شكري لك و تقبل عميق تقديري و احترامي

[هدى الخطيب]

مبدعة سيدتي الفاضلة هدى الخطيب أهلا بك

الأخت الفاضلة الأستاذة آداب عبد الهادي.. تحياتي
أشكرك جداً يا سيدتي على تقديرك الذي أعتز به و أهلا بك و بهذا المنتدى الذي عرفني على من يتميزون فعلاً بكل جميل الصفات

من منطلق علم النفس و تحليل الذات البشرية ماهي المعطيات لجماعة من البشر تتفق على سرقة وطن و تزييف تاريخ و اغتيال شعب مع رغبة جامحة في القتل و الانتقام من هذا الشعب بغير ذنب و لا جريرة سوى أنه صاحب الأرض الحقيقي برأيك؟!!
كل مودتي و تقديري و احترامي لك
دمت و سلمت

[بديعة بنمراح]

الأخت المبدعة هدى الخطيب
قصة جميلة رغم الوجع و الأسى الذي يخترق قلوبنا و نحن نقرأها.
الحب أختي هو أجمل شيء في الوجود إن كان صادقا و صافيا كالذي أشرق من بين حروفك.
و ما حب الزوجين هنا إلا غصن من شجرة خضراء مزهرة هي الوطن.
دمت بهية.. مودتي

[هدى الخطيب]

الأخت المبدعة هدى الخطيب
قصة جميلة رغم الوجع و الأسى الذي يخترق قلوبنا و نحن نقرأها.
الحب أختي هو أجمل شيء في الوجود إن كان صادقا و صافيا كالذي أشرق من بين حروفك.
و ما حب الزوجين هنا إلا غصن من شجرة خضراء مزهرة هي الوطن.
دمت بهية.. مودتي

الأخت الكريمة و الأستاذة المبدعة بديعة بنمراح.. تحياتي
سيدتي الفاضلة الجمال يشعر به المتلقي بقدر ما في نفسه من جمال و أنت مبدعة بحق قرأت لك أكثر من نص شديد التميز ..
نعم يا سيدتي فالحب أجمل و أنبل ما فينا.. كثير من الناس يقيدونه بمشاعر لا علاقة لها بجوهر الحب ونبله و الحب بين الزوجين من أرقى الروابط التي يتميز بها الإنسان.. أساسه الرأفة و الرحمة و انصهار إنساني يكوّن عائلة / لبنة المجتمح الصحيح السليم المتماسك.. الطاهر العرض و النسب
و بالمقابل هناك نوع من البشر يمارس الكراهية و الاجرام و كل أنواع المفاسد و الموبقات و يمتهن القتل و سرقة الأوطان و مقدرات الشعوب يسمى فردهم زوراً و بهتاناً " إنسان " و كل إنسان بشر و لكن ليس كلٌ بشر إنسان
دمت و دام ابداعك يا سيّدتي.. تقبلي عميق مودتي وتقديري و احترامي

[محمد فؤاد منصور]

الأخت العزيزة هدى الخطيب إنهم يقتلون الحب .. ولاعجب فى ذلك فهم أحفاد قتلة الأنبياء ،لقد أبدعت ريشتك رسم لوحة رائعة الحسن لمشاعر إنسانية راقية ، نفوس سوية لم تؤذ أحداً ولم تسرق وطناً ومع ذلك أستكثروا عليها فرحها الطاهر فراحوا يتسلون بقتلها واحدة فواحدة ..نص جميل فى لغة عذبة يمس شغاف القلب فشكراً لك وتقبلى تحياتى. دكتور/ محمد فؤاد منصور الأسكندرية

[هدى الخطيب]

الأخت العزيزة هدى الخطيب إنهم يقتلون الحب .. ولاعجب فى ذلك فهم أحفاد قتلة الأنبياء ،لقد أبدعت ريشتك رسم لوحة رائعة الحسن لمشاعر إنسانية راقية ، نفوس سوية لم تؤذ أحداً ولم تسرق وطناً ومع ذلك أستكثروا عليها فرحها الطاهر فراحوا يتسلون بقتلها واحدة فواحدة ..نص جميل فى لغة عذبة يمس شغاف القلب فشكراً لك وتقبلى تحياتى. دكتور/ محمد فؤاد منصور الأسكندرية

الأستاذ الدكتور محمد فؤاد منصور.. تحياتي
نعم يا سيّدي .. يقتلون الخير و الحب و السلام و كل قيمة إنسانية نبيلة!
رمز الفساد و الإفساد في الأرض هم..
أشكرك من كل قلبي على عباراتك اللطيفة التي أسعدتني
وسام على صدري أستاذي الفاضل
و تقبل عميق تقديري و احترامي لإبداعك و لشخصك الكريم