Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
عقلية "أمرك سيدي"!

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: عقلية "أمرك سيدي"!

  1. #1
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي عقلية "أمرك سيدي"!

    أمرك سيدي!
    أمرك يا طويل العمر!
    أنا تحت أمرك!


    هل تستخدم هذه العبارات ومع من؟
    هل هذه عقلية تنم عن الاحترام أم الخوف أم العبودية للآخر؟!
    هل عقلية عربية بهذا الفكر تبني فكرا حرا؟!
    متى يتحرر الفكر العربي؟!

    دعوة للمفكرين وعلماء اللغة والنفس والاجتماع لدراسة هذه الظاهرة وإفادتنا


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  2. #2
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي عقلية "أمرك سيدي"!

    أمرك سيدي!
    أمرك يا طويل العمر!
    أنا تحت أمرك!


    هل تستخدم هذه العبارات ومع من؟
    هل هذه عقلية تنم عن الاحترام أم الخوف أم العبودية للآخر؟!
    هل عقلية عربية بهذا الفكر تبني فكرا حرا؟!
    متى يتحرر الفكر العربي؟!

    دعوة للمفكرين وعلماء اللغة والنفس والاجتماع لدراسة هذه الظاهرة وإفادتنا


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  3. #3
    شـــاعرة الصورة الرمزية أملي القضماني
    تاريخ التسجيل
    19/09/2007
    المشاركات
    412
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    كم أنت مذهل يا عامر

    هذه أهم نقطة تستحق البحث والنقاش لانها تحمل في خباياها بيت الداء.

    ولذلك تحليلها ودراستها من مفكرين ومثقفين ومبدعين قد يكون فيه الدواء

    وطريقا لمجتمع عربي ناهض يستعمل عقله وفكره بالتزامن مع قلبه وعاطفته لينتج أفضل الحلول لأمتنا ، وتعجل بنقلة نوعية في التخلص من الخوف والتبعية العمياء، الى التحرر الفكري واحترام الذات،
    فمن يحترم ذاته يحترم الآخرين، وكل خلاف ونقاش قائم على عدم الخوف والاحترام يكون أكثر فائدة، وأكثر صحة..
    ولعله يأخنا الى طرق أنجع لمعالجة قضايانا، وردات فعلنا،وكيفية التحكم بغضبنا، أثناء التحاور والخلاف مع الأخوة والأشقاء
    بالرغم من الخلافات، فالبناء أفضل من الهدم،



    عامر سأعود بالتأكيد هذه كلمات قليلة كتبها عند مصافحتي لهذا الطرح اول ما فتحت الجهاز

    تحياتي واحترامي


    هنا لديَّ تساؤل عام :
    هل اذا إختلفنا والخلاف أمر طبيعي ، أن يشغل فكرنا كيف سنحطم الآخر؟أم كيف سنحل الخلاف بأٌقل الخسائر؟وأن تكون تيتنا البحث عن نقطة للتلاق بدل البحث عن أقسى النقاط للمزيد من التشرذم والغاء الآخر؟

    وهل نجح أحد بإلغاء أحد؟؟

    أبدا الخسائر تطال الجميع.. بكل المحبة والمحبة والمحبة أكتب هذا للجميع دون إستثناء..
    سأعود


  4. #4
    مؤلف وترجمان الصورة الرمزية محمد إسماعيل بطرش
    تاريخ التسجيل
    04/10/2006
    المشاركات
    231
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    لعل هذه الظاهرة كانت قد بدأت منذ العهد التركي ذي النظام الأبوي و العسكري نظام "إفت أفندم" أو لعل أصولها تمتد إلى العصور الفرعونية السحيقة مما يبرر شيوعها في المجتمع المصري نتيجة الفقر المدقع لدى الطبقة الدنيا لما يعرف من خلو المجتمع المصري سابقا و لاحقا من الطبقة الوسطى.
    أما عن إزالتها فأعتقد أن ذلك يكمن في تحرير الإنسان من العبودية للقمة العيش وهنا نحيل الأمر للاقتصاديين لدراسة السبل التي توفر للبلاد المحدودة الموارد و الكثيفة السكان لقمة العيش مع الاحتفاظ بالكرامة.


  5. #5
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    لا فكر مع العبودية والقيود ...

    لا فكر مع العبودية والقيود ...

    أمرك سيدي!
    أمرك يا طويل العمر!
    أنا تحت أمرك!

    السؤال الأول: هل تستخدم هذه العبارات ومع من؟

    هذا سؤال بديهي ... وجوابه أيضا بديهي ... لأن هذه العبارات لا يستخدمها إلا مأمور مع آمره ... فالعلاقة بين الآمر والمأمور معروفة ... وليس على الآمر إلا أن يأمر ... وما على المأمور إلا أن يطيع ... إنه نوع من التكليف ... ونوع من الالتزام ... وهي ظاهرة طبيعية ... وسنة كونية ... والأمر سائر على هذا المنوال منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها!

    السؤال الثاني: هل هذه عقلية تنم عن الاحترام أم الخوف أم العبودية للآخر؟!

    الجواب على هذا السؤال يعتمد على طبيعة المأمور ... أو الطرف الآخر من المعادلة ... فإن كان مكلفا فهو احترام ... وإن كان مهددا فهو خوف ... وإن كان عبدا رقيقا مسلوب الإرادة والحرية فهي عبودية بلا أدنى شك ...

    السؤال الثالث: هل عقلية عربية بهذا الفكر تبني فكرا حرا؟! والسؤال الرابع: متى يتحرر الفكر العربي؟! موضوع آخر ...! وهما سؤالان مترابطان ...

    الفكر لا يكون فكرا إذا لم يكن حرا ... والفكر الحر لا يكون إذا لم يكن المفكر حرا ... يعني: لا فكر بلا حرية ... والفكر لا ينمو إلا تحت ظلال الحرية ... فالقيود تقتل الفكر ... ومن يضع القيود يقتل الحرية ... ويحول بذلك دون ولادة الفكر وانطلاقه ...

    لا فكر تحت ظل القيود ومحاولات الاستعباد ...
    وليس مفكرا من يرتضي قيود الذل والهوان ...

    فارفعوا أيديكم عن الفكر والمفكرين ...
    أعطوهم الحرية المطلقة ...
    وأطلقوا لهم العنان ...

    والله الموفق ...

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية عزيز العرباوي
    تاريخ التسجيل
    03/08/2007
    العمر
    46
    المشاركات
    450
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    هذه المسألة تنم عن ضعف شخصية المأمور والذي يمارس على نفسه ثقافة العبودية ويقتنع بها لكي يأتمر بأمر الرئيس وكأنه يعبده ...

    هذه الثقافة راجت منذ زمان في عهد قديم بين العرب في ظل الدولة الاسلامية وحكم الخلفاء والسلاطين وأمراء المؤمنين حيث لا ايمان ولا هم يحزنون ....

    //
    //


  7. #7
    باحث لغوي وكاتب الصورة الرمزية أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
    تاريخ التسجيل
    27/07/2007
    العمر
    80
    المشاركات
    405
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أخي الأستاذ عامر العظم
    تحية وتقدير
    آفة هذه الأمة التملق والنفاق والكذب مع أن الرسول الكريم قال المؤمن لا يكذب . في حياتي لم استخدم تعبيرات التملق والنفاق . لم أقل لمخلوق : أنا تحت أمرك . أوأمرك مطاع . لم أستخدم هذه التعبيرات مطلقا . يا صديقي أنا صادم لا أعرف التعبيرات الرمادية . هذه مشكلة .
    أحمد الشافعي


  8. #8
    استشاري التعليم والتنمية البشرية الصورة الرمزية محمد جمال نوير
    تاريخ التسجيل
    14/03/2007
    المشاركات
    85
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    ثقافة "أمرك سيدي"
    الأستاذ عامر العظم عادة ما يوجه تساؤلات تبدو وكأنها غاية في البساطة، وإنما تحمل في مضامينها الكثير والكثير من المغازي والمعاني، تقدح الذهن وتستحث الهمم، وتسلط الأضواء وتكشف مواطن القوة أو الخلل. منها تلك التساؤلات التي ذكرها في مبادرته بطرح هذا الموضوع، والمتمثلة في:
    أمرك سيدي! أمرك يا طويل العمر! أنا تحت أمرك!
    هل تستخدم هذه العبارات ومع من؟
    هل هذه عقلية تنم عن الاحترام أم الخوف أم العبودية للآخر؟!
    هل عقلية عربية بهذا الفكر تبني فكرا حرا؟!
    متى يتحرر الفكر العربي؟!
    (1) بداية، وتاريخيا، ولغويا، استخدمت هذه العبارات، وما ماثلها، في جميع الحضارات، وبجميع اللغات. لفظة "Monsieur" تعني بالفرنسية "سيدي"، ولفظة "Sir" تعني بالإنجليزية "سيدي" أيضا. وقس على ذلك في سائر اللغات. غير أنها ارتبطت بدلالات ذات معاني ومغازي متباينة في مختلف مراحل تطور الحضارات الإنسانية. ففي حضارة وثقافة المجتمع العبودي، كانت تحمل مضامين التملك الكامل من "السيد" للتابعين من عبيد وإماء. ومع التطور أصبح "السيد" في المجتمع الإقطاعي مالكا الأرض ومن عليها من بشر "الأقنان"، وبمعنى أن ملكية الإنسان تحولت من أن تكون ملكية شخصية إلى أن تصبح ملكية مرتبطة بالأرض أو الإقطاعية. ثم تحولت اللفظة لتعبر عن المكانة الاجتماعية والتقدير والاحترام في مراحل النمو الرأسمالي.
    المهم هنا هو اختلاف دلالات الكلمة من حقبة تاريخية حضارية إلى أخرى. وبالتالي اختلاف مدلولاتها من حقبة لأخرى. واختلاف المدلول هنا هو بيت القصيد. ففي ثقافة تتساوى فيها الرؤوس، إن قلتها لآخر فهي من قبيل "التأدب"، وإن لم أقلها فلا ضرر ولا ضرار. أما في ثقافة مجتمعات القهر والمقهورين يلزم أن يقولها المقهورون للقاهر، وإن لم تقل فقطع رقاب.
    إذن، دلالة الجملة ترتبط بسياق قولها في مضمون ثقافي-اجتماعي معين. في العسكرية، على سبيل المثال، يلزم أن يقال –حتى الآن- "نعم سيدي" للرتبة الأعلى، في جميع اللغات تقريبا. ووفق القواعد البيروقراطية، يلتزم أي مسئول بريطاني بأن يبدأ أي رسالة يوجهها إلى أي مواطن –مهما كانت مكانته في المجتمع- بكلمة سيدي العزيز "Dear Sir" بينما يمكن أن يخاطب أي مواطن أي مسئول مهما ارتقت مكانته باسمه الشخصي مسبوقا بكلمة (Mr.) فقط. وبالتالي، يصير استخدام هذه العبارات وما تنم عنه مرتبطا –كما أوضح باقتدار الأستاذ منذر أبو هواش، بطبيعة العلاقة بين طرفي الحوار. وأود، وبكل المودة، أن أقول للأخ الأستاذ محمد إسماعيل بطرش، أن الظاهرة –كما سبق التوضيح- سابقة على العهد التركي، وأنها سادت في جميع الثقافات والحضارات خلال حقب تاريخية معينة، وليس في مجرد ما يعرف باسم "عصور فرعونية سحيقة"، وبلا حساسيات شوفينية، لست أدري من أين اشتق الأستاذ الجليل ملاحظته التعميمية التي يُرجع إليها سبب نشأة الظاهرة وشيوعها: " نتيجة الفقر المدقع لدى الطبقة الدنيا لما يعرف من خلو المجتمع المصري سابقا و لاحقا من الطبقة الوسطى". بالمعنى الاقتصادي لم تظهر الطبقة الوسطى في أي مكان في تاريخ البشرية قبل بدايات التطور الرأسمالي في أواسط القرن الخامس عشر، وشرعت في النمو والتطور كطبقة "برجوازية" مع اطراد النمو الرأسمالي. وبالمعنى الاجتماعي، ظهرت الطبقة الوسطى في حضارات العالم القديم ومن بينها مصر، ممثلة بالعاملين في مهن الكهانة والهندسة والطب والمعمار والفنون والصناعات الحرفية.
    نفس القول أود أن أقوله للأستاذ عزيز العرباوي، تعقيبا على مداخلته القائلة " هذه الثقافة راجت منذ زمان في عهد قديم بين العرب في ظل الدولة الإسلامية وحكم الخلفاء والسلاطين وأمراء المؤمنين حيث لا إيمان ولا هم يحزنون"، هذا غير صحيح، فتلك الثقافة كانت سمة عامة في كل بقاع الأرض، وليس بين العرب فقط، فقد كانت سمة حقبة تاريخية حضارية مرت بها البشرية جمعاء، الخطأ هي أن تستمر في حقب تاريخية تالية تغيرت في الظروف والأوضاع والنظم والسياسات. أما بالنسبة لحكم الخلفاء، فأرجو أن أذكر، وبسرعة ما هو مأثور عن الخليفة عمر بن الخطاب عندما استدعى ابن عمرو بن العاص والي مصر بعد أن استمع إلى شكوى أحد الفلاحين المصريين من إهانته له، وطلبه من الشاكي أن يرد الإهانة إلى مرتكبها، ويقول قولته المشهورة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا". وحرصه على أن يرعى أحوال الرعية، فيجد أماً تحاول أن تسكت جوع أطفالها بادعاء طهو طعام لهم، فيحمل الطعام الحقيقي ويرجع إليها ويظل معها حتى يطمئن إلى أنها أطعمت الصغار. وقوله رضي الله عنه "والله لو عثرت دابة في العراق لكنت مسئولا عنها". تلك هي بعض قيم سامية سادت في عصر الخلافة. لذا التعميم قد يكون مُخلا أحيانا.
    (2) للأستاذ الدكتور إمام عبد الفتاح إمام كتاب منشور ضمن سلسلة عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت بعنوان "الطاغية، دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي" أقتبس منه الفقرة التالية:
    "فإذا عرفنا أن تاريخنا كله، من أقدم العصور حتى الآن، حكمه الطغاة على تنوع نحلهم وأشكالهم وألوانهم، عرفنا الأهمية البالغة لدراسة هذا الموضوع الذي يحتاج إلى عدة مجلدات، وأيقنا أنه السبب الحقيقي وراء تخلفنا الفكري والعلمي والاقتصادي، وأنه المصدر الأساسي لكل رذائلنا الخلقية، والاجتماعية، والسياسية، لأن المواطن إذا فقد »فرديته « أعني وعيه الذاتي أو شخصيته، وأصبح مدمجا مع غيره في كتلة واحدة لا تمايز فيها، كما هي الحال في قطيع الغنم، فقد ضاعت آدميته في اللحظة نفسها، وقتل فيه الخلق والإبداع، وانعدم الابتكار، بل يصبح المبدع، إن وجد، منحرفا، والمبتكر شاذا وخارجا عن الجماعة".
    ولعل في ذلك المقتبس بعض إجابة على تساؤل الأستاذ عامر العظم " هل عقلية عربية بهذا الفكر تبني فكرا حرا؟!"

    (3) عندما أرسل معاوية بن أبي سفيان إلى عماله يطلب رأيهم في أمر أخذ البيعة ليزيد وليا للعهد، قام "يزيد بن الأقنع" فلخص الموقف الأموي من الخلافة في عبارة موجزة بليغة عندما جمع فأوعى، قال:
    أمير المؤمنين هذا، وأشار إلى معاوية
    فإن هلك، فهذا، وأشار إلى يزيد
    فمن أبى، فهذا، وأشار إلى سيفه !!
    فقال له معاوية: اجلس، فإنك سيد الخطباء!!
    من يستطيع أن يقول غير "نعم سيدنا"، إن لم يقلها فقطع الرقاب. ولم يكن ذلك موقفا فريدا أو وحيدا، إنما تكرر في عدة مواقف عن أخذ البيعة لعدد من الحكام في الحقبتين الأموية والعباسية، والأمثلة كثيرة ومستمرة. ألا ينتخب رؤسائنا المعاصرين بنسبة 99.9%
    (4) مصلح اجتماعي برازيلي اسمه "باولو فيريري" له مؤلفات مشهود بها في حقل التحرير الاجتماعي وتعليم الكبار. ولأن المصلحين الاجتماعيين عادة ما يجدون تعسفا من النظم الحاكمة المستبدة، نُفي في أعقاب انقلاب عسكري في البرازيل إلى شيلي حيث ألف كتابا بعنوان "التعليم كممارسة للحرية". ونشر سنة 1998 كتاباً بعنوان "ثقافة الصمت"، غير أنه اشتهر بكتابه الأول المكتوب باللغة البرتغالية سنة 1968، والمترجم إلى اللغة الإنجليزية سنة 1970 بعنوان "تربية المقهورين". يعرض الكتاب في فصله الأول طبيعة العلاقة بين القاهرين والمقهورين، وكيف أن هذه العلاقة تستقر إلى درجة خشية المقهورين من حصولهم على الحرية. ويتناول الكتاب في فصله الثاني طبيعة عملية التعليم/التعلم في مجتمع المقهورين، وكيف أنها تستند أساسا إلى أساليب الحفظ والتلقين الذي يعتبره كعملية إضافة رصيد إلى البنك دون أي جهد يبذل في سبيل إجراء حوارات نقدية حول ما يتم تعلمه، وأن ذلك المدخل يسهم في تعميق القهر في المجتمع. وتبنى مدخلا في التعليم يستند إلى تعميق الوعي لدى المتعلم من خلال الحوارات الناقدة للمادة المتعلمة وللأوضاع الاقتصادية اجتماعية. وخصص "فيريري" الفصل الثالث للمدخل الحواري كأسلوب للتعليم من أجل ممارسة الحرية، موضحا فيه ضرورة أن يتسم الحوار بالاحترام المتبادل والتعاون من أجل تطوير التعاون بين المتعلمين ومن أجل تحقيق تغير في العالم المعاش. ويذكر أن القوى المعادية لتحقيق التغير الإيجابي عادة ما تحول دون وجود حوار إيجابي بين أفراد المجتمع. وفي الفصل الأخير من الكتاب، يقترح "فيريري" المدخل الحواري كأداة لتحرير المقهورين من خلال استخدام التعاون، والتكامل والتنظيم والتركيب (synthesis) الثقافي بهدف التغلب على المشكلات الاجتماعية التي يواجهها الكبار في مجرى حياتهم.
    الدرس المستفاد من هذا العرض الموجز هو أنه من خلال تحقيق حوارات مستمرة بين المثقفين العضويين والناس، ومعهم، تتحقق البصيرة بطبيعة الأوضاع المتردية التي يعيشها الناس، ويستثار وعيهم الاجتماعي بضرورة التغيير وحتميته، ويتعرفون من خلال الحوارات الناقدة على أدوات التغيير وطرائقه، وينتظمون ويعملون متشاركين ومتعاونين من أجل تحقيق التغير. وعندما يتحقق ذلك سنجد أن الإجابة على تساؤل الأستاذ عامر العظم " متى يتحرر الفكر العربي؟ قد ظهرت جلية لا تحتاج إلى تساؤل.
    (5) للكاتب عبد الغفار مكاوي كتاب منشور في سلسلة عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعنوان "جذور الاستبداد"، استأذنكم في أن اقتبس الفقرات التالية من مقدمته:
    • "لعل الحكمة الحقيقية ... هي أننا لم نسيطر بعد على مشكلة الطاغية ومأساة الطغيان في تاريخنا القديم والحديث والمعاصر، ولم نستطع بعد أن "نقبض عليها" بالفكر –إن جاز هذا التعبير، ولم نسلط عليها أضواء البحث العلمي الجاد في كل أبعادها، وذلك على الرغم من الكم الهائل من الكتابات والتحليلات والتفسيرات التي قدمت الحديث والمعاصر بوجه خاص، ومع أن مفهوم الطغيان يرتبط بمفاهيم أخرى عديدة تنتمي إلى عائلته المشئومة، كالاستبداد والتسلط والحكم الفردي والمطلق والدكتاتورية والشمولية، الخ، ومع أنه لا يقتصر على حاكم أم نظام بعينه وإنما يمد ظلال لعنته الكئيبة على مختلف وجود حياتنا وتفكيرنا، وسلوكنا وتعليمنا وإدارتنا، الخ، ويثمر ثماره المسمومة في ألوان التعصب وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة التي نشقى اليوم بغصصها ونتوجس خيفة من أخطارها، بل وفي ردود الفعل المتشنجة عند الكثيرين ممن يتصدون لها، فإن المشكلة الأساسية تظل قائمة، وهي أن الطغيان لم يأخذ حقه من اهتمام الدارس والباحث في العلوم الإنسانية بوجه خاص على الرغم من أنه هو رأس المشكلات والأزمات وأولاها بالدرس والتحليل والنقد والعلاج.
    • إن التغلغل في أزمات الإنسان العادي وآلامه الجسدية والروحية، وفي أحشاء واقعة الذي يغص بالأحزان والآمال الفردية والجماعية المحبطة، وتحليلها وردها إلى عناصرها و "ثوابتها وبناها اللا-زمنية" كما يقول اليوم بعض اللغويين والمصالح الكامنة وراءها، الخ، وسط خضم التحولات والضغوط التي تنهال عليه وتجرفه بعيدا عما نسميه الأصالة والهوية وتحقيق الذات والإبداع والحرية... الخ، كل ذلك هو الضمان الوحيد كيلا يغترب "التفلسف" عن حقيقته وواقعة، أو تغترب الحقيقة والواقع عنه، سواء تمثل هذا الاغتراب من ناحية في الإطلال عليها من برج منطقي وجدلي متعال عليها، أو من ناحية أخرى في السقوط في حمأة التشوش الغوغائي والخطابي وحمياه، والغرق في دوي الطبول والأبواق التي تدق عليها وتنفخ فيها الأنا النرجسية المتضخمة الملهوفة-وسط مآتم القيم وفواجع البشر على الشهرة الرخيصة واﻟﻤﺠد الزائف.
    • للكاتب العربي عبد الرحمن الكواكبي (1265-1320 هجرية/1849-1902 ميلادية) كتاب من أهم الكتب سماه "طبائع الاستبداد" وصدرت منه عدة طبعات، من بينها طبعة أصدرتها الهيئة العامة للكتاب في مصر سنة 1993، ولأن هذا الكتاب حري بأن يناقش تفصيلا، أرجو أن نتناوله بالعرض في مداخلة قادمة.

    ونسأل الله التوفيق.
    محمد جمال نوير


  9. #9
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    يا طيب!
    قل: يا سيدي!


    كنت عائدا من السعودية قبل سنوات وحجزوا على الحدود جهاز منظم الاستقبال "سيرفر أو ديكودر" كنت قد جلبته معي، فراجعت دائرة الجمارك لدفع جمرك وأتذكر أنني واجهت مشكلة في استعادته بسبب الإجراءات أو عامل الوقت الضاغط، فذهبت إلى مكتب (مضافة) مدير الجمارك، ودخلت حيث كان يفمفم ويقهقه مع زملائه وأصحابه، فطرحت السلام وبدأت كلامي بشكل عفوي "يا طيب" (نستخدم هذا التعبير في فلسطين) وشرعت في طرح مشكلتي!

    فما كان منه إلا أن قاطعني مزمجرا "ألا تعرف عبارات مؤدبة غير "يا طيب"؟! تفاجأت لأنني كنت أتحدث بحسن نية وأدب، وقلت له ما مشكلة "يا طيب"؟! ماذا أقول؟! قال:" "قل: يا سيدي"!، فغضبت وقلت له نسيت مشكلتي وركزت على هذه العبارة فقط؟!..لا أريد "السيرفر" وأرجو أن تعطوه لأحد الفقراء، فرد قائلا "الله لا يخلف عليك!"، فغضبت أكثر وقلت له " هل هذه أخلاق وتصرفات مدير جمارك؟! اقسم بالله لولا أنني مستعجل للعودة إلى عملي، لعلمتك درسا لن تنساه وأوصلت قضيتي إلى رئيس الوزراء، حتى لو قطع رأسي،" وخرجت مشمئزا ولم أعد!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  10. #10
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    أخي عامر العظم.
    تحية طيبة.
    كثيرة هي الأمور التي تمر مرور الكرام علينا، ولا نقيم لها وزنًا،
    مع أنها ربما تكون مفصلية في حياتنا ومقدّراتنا.
    وهذه الحالة الموروثة التي نتحدث عنها إحداها..
    وهي تمثل طرفي نقيض في الحياة:
    حر وعبد
    قائد ومقود
    سيد ومسود
    آمر ومأمور
    عال وواط
    هذه سنة الحياة - كما تفضل أخي منذر -
    وأزيد بأنها ربما كانت أمرًا يتعلق بالجينات الوراثية،
    لأن أبناء الملوك في هذه الدنيا يأتون للدنيا ملوكًا،
    حتى أبناء الرؤساء يجب أن يكونوا رؤساء!
    ويأتي أبناء الأغنياء للحياة أغنياء، وكذلك الفقراء يولدون فقراء مسحوقين،
    هذا أمر يختص بالكرموسومات وما تحمله من أسرار ثابتة، أو متحولة!!
    سبحان مقسم العقول، وخالق القلوب،وموزع الأرزاق..
    فلا مجال لاصطناع الجاه، ولا اختلاق الترف الكاذب في الجيب أو العقل أو القلب!!
    الحياة مقسّمة، فوق.. وتحت،
    ومنذ ابتدعت وظيفة مأمور الجزية، وربما قبل ذلك بدهور، حتى يومنا هذا،
    وهناك من يصحو من الفجر، ليخدم من ينام إلى العصر،
    وما نراه في كثير من الأحيان من التهويل و( العنفصة ) ممن هم تحت،
    لا يعدو كونه تمارين غيبية على السيادة، هي أضغاث أحلام الضّعاف والمهترئين في داخلهم،
    فتراهم لحظة وقوفهم أمام الأسياد لا يقولون ( أمرك سيدي ) فحسب،
    لكنّهم يخرّون سُجّدًا ونياما!
    فإن تسألهم عن سبب هذا الخضوع يقولوا:
    نحن ( خرّينا ) تواضعًا وهياما !!
    عاشت حرية الخرّ!!


  11. #11
    شاعرة
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية مقبوله عبد الحليم
    تاريخ التسجيل
    06/07/2007
    العمر
    64
    المشاركات
    5,481
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    أمرك سيدي!
    أمرك يا طويل العمر!
    أنا تحت أمرك!


    هل تستخدم هذه العبارات ومع من؟
    هل هذه عقلية تنم عن الاحترام أم الخوف أم العبودية للآخر؟!
    هل عقلية عربية بهذا الفكر تبني فكرا حرا؟!
    متى يتحرر الفكر العربي؟!

    دعوة للمفكرين وعلماء اللغة والنفس والاجتماع لدراسة هذه الظاهرة وإفادتنا
    الأستاذ عامر العظم

    تحية عظيمة بقدر مجهوداتك وبقدر ما تقدمه لهذا العالم الأخرس الذي لا يريد أن يتعلم فن الكلام

    وأما أمرك سيدي وتاج رأسي فانا لا أتوانى أن أقولها لإنسان أختارني من بين كل نساء الأرض لأكون شريكة له

    بل بالعكس أشعر بنشوة عظيمة وأنا أقولها له وذلك ليس انتقاصا من قيمتي لا سمح الله أو خضوعا كما

    يسمونه بل لأنه أمر من الله سبحانه وتعالى فطاعة الزوج واجبة


    وأما أمرك يا طويل العمر فإن كانت على الحق وإن كانت لفعل الخير وإن كانت لمصلحة الأمة

    فأيضا لا أتوانى عن قولها وليس خضوعا أو خوفا أو رهبة بل قل لمصلحة الأمة وكي يعم عليها الخير الكثير


    وأنا تحت أمرك فأن كانت لمديري في العمل وهو رئيسي وعليَّ واجب الطاعة في عملي فأقولها وأيضا ليس

    خضوعا وليس خوفا بل لأن الواجب يحتم علي ذلك



    وأما تلك الطاعات العمياء وتلك السجدات لغير الله وتلك الانحناءات المُذلة فهي مرفوضة بل

    منبوذة ومستبعدة ومكروهة

    هذا رأيي

    وتحية من الله مباركة

    دع عنك لومي " كي أكون كما أنا = إني كمثل الورد في البستان
    لا تعتقد أن السنين عدوتي = إن السنين تزفني من ثانِ
    كيما أكون على النساء أميرة = ويفوح عطر الورد من شرياني

  12. #12
    مؤلف وترجمان الصورة الرمزية محمد إسماعيل بطرش
    تاريخ التسجيل
    04/10/2006
    المشاركات
    231
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أحمد الله تعالى أن أنعم علينا بنعمة الحرية التي نتمتع بها في جمعيتنا الغالية التي مكنتنا من التلاقي المباشر ليقول كل منا للآخر ما يريد دون خوف أو وجل و إن كنا نغض الطرف عن كثير خشية ممن يتربص بنا و لعلنا نقرأ و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا كلما قاربنا موضوعا فيه حساسية لهم.
    كي تنتهي ثقافة أمرك سيدي يجب أن يأخذ كل إنسان مقامه الذي يستحق و أن يقتنع بأنه يستحق هذا المقام و أن يتمثل مهما علا قول الرسول الكريم اللهم أحيني مسكينا و أمتني مسكينا و احشرني في زمرة المساكين.


  13. #13
    استشاري التعليم والتنمية البشرية الصورة الرمزية محمد جمال نوير
    تاريخ التسجيل
    14/03/2007
    المشاركات
    85
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخوة الأجلاء

    كنت قد ذكرت في سياق مداخلة لي على ما طرحه الأستاذ عامر العظم في مجال موضوع ثقافة "أمرك سيدي" كتاب عبد الرحمن الكواكبي "طبائع الاستبداد"، ووعدت بأن أعرض له تلخيصا في مداخلة تالية. غير أنه وبعد أن شرعت بالفعل في إعداد هذا العرض الموجز وجدت أن أي عرض لهذا الكتاب –مهما بلغت دقته- سيكون مخلا به، نظرا لما يتضمنه الكتاب من تفكير متعمق مترابط. لذا رأيت أنه قد يكون من الأفضل تقديم الكتاب بنصه الكامل للسادة الأجلاء أعضاء "واتا". فالكتاب حري بأن يقرأ عدة مرات للتعرف على بعض نفحات الفكر العربي في بداية عصر "النهضة" في الوطن العربي في القرن التاسع عشر، والتعرف على بعض أهم أسباب ما نحن فيه من تخلف وصراعات ومشكلات داخلية.
    الكتاب يتضمن مقدمة وثماني مباحث، كل منها يتناول موضوعا من موضوعات الاستبداد من حيث علاقته بميادين أخرى. وتتناول الحلقة الأولى تعريفاً بالكاتب إضافة إلى مقدمة الكتاب.


    طبائع الاستبداد
    عبد الرحمن الكواكبي

    الحلقة الأولى
    أ
    ولا: تعريف بالكاتب
    يذكر "معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002 ميلادية"، إعداد: كامل سليمان الجبوري، ومن منشورات دار الكتب العلمية، ببيروت، في الجزء الثالث، صفحة 396، عن عبد الرحمن الكواكبي (1271-1320 هجرية 1854-1902 ميلادية):
    "زعيم مصلح، اتخذ أدبه وسيلة لإضرام ثورة فكرية في العالم العربي ولد في حلب – سوريا في 3 شوال. أخذ العلم عن أبيه الشيخ أحمد بهائي ابن مسعود الكواكبي.. ثم تتلمذ على خورشيد أفندي من مشاهير أدباء الترك فتعلم عليه التركية والفارسية. بعد أن حذق اللغات عكف يطالع بنفسه المجلات والكتب الاجتماعية والعلمية فكان له حظ وافر من فنون السياسة والعمران والاجتماع. عني في صباه بحفظ الشعر القديم، وقد سجل في دفتره الكثير من القصائد المختارة في الغزل والنسيب والمدح والهجاء والرثاء، ويحتفظ أولاده بمجموعة كبيرة من هذه المختارات. نظم الشعر في بدء حياته ثم تركه. زاول الصحافة وهو شاب فقد عُين سنة 1292 محررا لجريدة "فرات" الرسمية وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية، ثم تركها وعُين في عدة وظائف حكومية في المعارف والقضاء وما زال يتنقل من وظيفة إلى أخرى حتى عُين رئيسا للبلدية. لم تطق نفسه قيود الوظيفة فتركها وأصدر جريدة باسم "الشهباء" وهي أول جريدة سياسية صدرت في حلب، فلم يكد يفصح عن ميوله الإصلاحية حتى أوقفتها الحكومة، وبعد فترة أصدر جريدة ثانية باسم "الاعتدال" لم يطل عمرها أيضاً.
    كان في صراع دائم مع ولاة الأتراك لميوله العربية ونزعاته الإصلاحية ونهجه في مقارعة طغيانهم وطغيان العهد الحميدي كله..فاتهم عدة اتهامات وزج في السجن وبعد محاكمته ظهر للمحكمة نبل مقصده فبرأته.
    هاجر إلى مصر..وهناك، ظهر فضله وشاع ذكره ولاسيما بعد أن يكتب مقالات في جريدة "المؤيد" واتصل بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهما من زعماء الإصلاح، وكانوا كلهم يهدفون إلى بذر بذور الإصلاح والنهوض بالشرق الإسلامي نهضة تخلصه من عبودية الجهل والظلم وسيطرة الأجنبي.
    قام برحلات واسعة إلى سواحل أفريقيا الشمالية والجنوبية، ومنها دخل الحبشة وسلطنة هرر الإسلامية والصومال...
    ثم إلى سواحل آسيا الجنوبية ومن سواحل المحيط الهندي دخل بلاد شبه جزيرة العرب فاجتمع إلى أمراء وشيوخ القبائل ودرس أحوال البلاد الاقتصادية..وانتهي من هناك إلى كراتشي.. ثم إلى بومباي.. ومنها إلى جاوة وسواحل الصين.. ثم عاد إلى مسقط فسواحل بلاد العرب الشرقية فالبحر الأحمر فمصر وكان يدون خواطره عن كل ما يراه ويشاهده ومن يقابلهم من الملوك والأمراء وجميع من يأنس فيهم الميل لتحقيق فكرته.
    بعد عوده من رحلته هذه حامت الظنون حوله، وكان جواسيس السلطان عبد الحميد منتشرين في كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي، وفي ليلة الخميس المصادف 6 ربيع الأول/14 حزيران (يونيو) كان في مقهى سبلند دبار يتناول القهوة مع خلص أصدقائه، وإذا هو يشعر بمغص أليم، فنقل إلى بيته، ولم ينتصف الليل حتى كان قد فارق الحياة."

    وتُصحح موسوعة "ويكبيديا" الحرة، وتضيف، بعض المعلومات عن سيرة حياة "الكواكبي" فتذكر، أنه بعد وفاة المرحومة والدته في سن ست سنوات، كفلته خالته لمدة ثلاث سنوات عاد بعدها إلى حلب ليتعلم فيها على يد الشيخ "طاهر الكلزي" وبعد أن تعلم القراءة والكتابة وأتم قراءة القرآن وحفظه، عاد إلى خالته في إنطاكيا كي ترعى تنمية علومه فاستعانت بقريبها "نجيب النقيب" الذي أصبح فيما بعد أستاذاً للخديوي عباس الذي كان على عرش مصر حين لجأ إليها الكواكبي.
    في مدينة حلب التي كانت تزدهر بالعلوم والفقهاء والعلماء درس الشريعة والأدب وعلوم الطبيعة والرياضة في المدرسة الكواكبية التي تتبع نهج الشريعة في علومها ، وكان يشرف عليها ويدرّس فيها والده مع نفر من كبار العلماء في حلب. كما انه لم يكتفِ بالمعلومات المدرسية، فقد اتسعت آفاقه أيضا بالإطلاع على كنوز المكتبة الكواكبية التي تحتوي مخطوطات قديمة وحديثة، ومطبوعات أول عهد الطباعة في العالم ، فاستطاع أن يطلع على علوم السياسة والمجتمع والتاريخ والفلسفة وغيرها من العلوم.
    بعد أن تعطّلت صحيفتاه الشهباء و الاعتدال ، انكبّ على دراسة الحقوق حتى برع فيها، وعيّن عضوا في لجنتي المالية والمعارف العمومية في حلب ، والأشغال العامة (النافعة) ثم عضوا فخريا في لجنة امتحان المحامين للمدينة.
    بعد أن أحس أن السلطة تقف في وجه طموحاته ، انصرف إلى العمل بعيدا عنها، فاتخذ مكتبا للمحاماة في حي (الفرافرة) - (إحدى أحياء مدينة حلب) قريبا من بيته، كان يستقبل فيه الجميع من سائر الفئات ويساعدهم ويحصل حقوق المتظلمين عند المراجع العليا ويسعى إلى مساعدتهم، وقد كان يؤدي عمله في معظم الأحيان دون أي مقابل مادي، حتى اشتهر في جميع أنحاء حلب بلقب (أبي الضعفاء).
    ألف العديد من الكتب وترك لنا تراثا أدبيا كبيرا من كتب عبد الرحمن الكواكبي طبائع الاستبداد و أم القرى كما ألف العظمة لله و صحائف قريش وقد فقد مخطوطين مع جملة أوراقه ومذكراته ليلة وفاته، له الكثير من المخطوطات والكتب والمذكرات التي طبعت ومازالت سيرة وكتب ومؤلفات عبد الرحمن الكواكبي مرجعا هاما لكل باحث.
    توفي في القاهرة متأثرا بسم دس له في فنجان القهوة عام 1320 هجرية الموافق 1902 ميلادية حيث دفن فيها.

    مقدمة الكتاب (نقل نصي وما بين قوسين من إضافة وتعليق محمد جمال نوير)
    لا خفاء أن السياسة علم واسع جدا ينقسم إلى فنون كثيرة ومباحث دقيقة شتر وقلما يوجد إنسان يحيط بهذا العلم كما أن قلما يوجد إنسان لا يتحكك فيه. (ترجى ملاحظة أن تأليف هذا الكتاب يرجع إلى تسعينيات القرن التاسع عشر)
    وقد وجد في كل الأمم المتمدنة علماء سياسيون تكلموا في فنون السياسة ومباحثها استطرادا في مدونات التاريخ أو الأخلاق أو الأدب أو الحقوق. ولا نعرف للأقدمين كتبا مخصوصة في السياسة لغير الرومانيين الجمهوريون وإنما لبعضهم مؤلفات سياسية أخلاقية ككليلة ودمنة ورسائل غوريغوس اليوناني ومحررات سياسية دينية كنهج البلاغة وكتاب الخراج.
    وأما في القرون المتوسطة فلا تؤثر مؤلفات في هذا الفن لغير علماء الإسلام فهم ألفوا فيه ممزوجا بالأخلاق كالرازي والطوسي والغزالي والعلاتي وهي طريقة الفرس، وممزوجا بالأدب كالمعري والمتنبي وهي طريقة العرب، وممزوجا بالتاريخ كابن خلدون وابن بطوطة وهي طريقة المغاربة.
    أما المتأخرون من أهل أوروبا فقد توسعوا في هذا العلم وألفوا فيه كثيرا وأشبعوه تفصيلا حتى أنهم أفردوا فيه بعض مباحثه في التأليف بمجلدات ضخمة.
    وقد ميزوا مباحثه إلى سياسية عمومية وسياسية خارجية وسياسية داخلية وسياسية إدارية وسياسية اقتصادية وسياسية حقوقية الخ. وقسموا كلا منها إلى أبواب شتى وأصول وأروم.
    وأما المتأخرون من الشرقيين فقد وجد من الترك كثيرون ألفوا في أكثر مباحثه تآليف مستقلة وممزوجة مثل أحمد جودت باشا وكمال بك وسليمان باشا وحسن فهمي باشا.
    وأما العرب فقليلون ومقلون والذين يستحقون الذكر منهم فيما نعلم رفاعة بك وخير الدين باشا التونسي وأحمد فارس وسليم البستاني والميمون المدني. ولكن يظهر لنا الآن أن المحررين السياسيين من العرب قد كثروا بدليل ما يظهر من منشوراتهم في الجرائد والمجلات في مواضع كثيرة. ولهذا لاح لهذا العاجز أن أذكر حضراتهم على لسان الجرائد العربية بموضوع من أهم المباحث السياسية وقل من طرق بابه منهم فأدعوهم إلى ميدان المسابقة في خير خدمة ينيرون بها أفكار إخوانهم الشرقيين وينبهونهم لاسيما العرب منهم لما هم عنه غافلون. فيفيدونهم بالبحث والتعليم وضرب الأمثال والتحليل ما هو حقيقة "داء الشرق ودوائه".
    ونظرا إلى مبنى علم السياسة على تعريفه بأنه هو "إدارة الشئون المشتركة بمقتضى الحكمة" يكون بالطبع أول مباحث السياسة وأهمها "الاستبداد" أي التصرف في الشئون المشتركة بمقتضى الهوى.
    وأني أري أن المتكلم في هذا البحث عليه أن يلاحظ تعريف وتفصيل "ما هو الاستبداد؟ ما سببه؟ ما أعراضه؟ ما تشخيصه؟ ما سيره؟ ما إنذاره؟ ما دواؤه؟ وكل موضوع من ذلك يتحمل تفصيلا كثيرا وبعضه يتحمل سفرا كبيرا.
    وهذه المباحث من حيث مجوعها تنطوي على مسائل كثيرة أسرد منها بعض الأمهات وهي: ما طبيعة الاستبداد – لماذا يكون المستبد شديد الخوف – لماذا يستولي الجبن على رعية المستبد – ما تأثير الاستبداد على الدين؟ على العلم – على المجد – على المال – على الأخلاق – على الترقي – على التربية- من أهم أعوان الاستبداد – بماذا ينبغي استبدال الاستبداد – ما هي طبائع الاستبداد.
    ثم أني قبل الخوض في هذه المسائل ألخص النتائج التي تستقر عندها أفكار المتكلمين فيها وهي نتائج متحدة المدلول مختلفة التعبير على حسب اختلاف المشارب والأنظار في الباحثين.
    فيقول المادي: الداء القوة والدواء المقاومة؛ ويقول السياسي: الداء استعباد البرية والدواء استرداد الحرية؛ ويقول الحكيم: الداء القدرة على الاعتساف والدواء الاقتدار على الاستنصاف؛ ويقول الحقوقي: الداء تغلب السلطة على الشريعة والدواء تغليب الشريعة على السلطة؛ ويقول الرباني: الداء مشاركة الله في الجبروت والدواء توحيد الله حقا.
    هذه أقوال أهل النظر وأما أهل العزائم –فيقول الأبي الداء مد الرقاب للسلاسل والدواء الشموخ عن الذل؛ ويقول الشهم: الداء التعالي على الناس باطلا والدواء تذليل المتكبرين؛ ويقول المتين: الداء وجود الرؤساء بلا زمام والدواء ربطهم بالقيود الثقال؛ ويقول المفادى: الداء حب الحياة والدواء حب الموت.
    ما هو الاستبداد؟ الاستبداد لغة هو اقتصار المرء على رأي نفسه فيما ينبغي الاستشارة فيه.
    يراد بالاستبداد عند إطلاقه استبداد الحكومات خاصة لأنها هي أقوى العوام التي جعلت الإنسان أشقى ذوي الحياة وأما تحكم رؤساء بعض الأديان وبعض العائلات وبعض الأصناف فيوصف بالاستبداد مجازا أو مع الإضافة.
    وقد تطرق مزايدات على هذا المعني فيستعملون في مقام كلمة "الاستبداد" كلمات استعباد، واعتساف، وتسلط، وتحكم مقابلاتها كلمات شرع مصون، وحقوق محترمة، وحياة طيبة.
    ويستعملون في مقام صفة "مستبد" كلمات حاكم بأمره، وحكم مطلق، وظالم، وجبار وفي مقابلة حكومة مستبدة كلمات عادلة ومسئولة ومقيدة ودستورية.
    ويستعملون في مقام صفة "مستبد عليهم" كلمات أسرى، وأذلاء ومستصغرين ومستنبتين وفي مقابلاتها محتسبون وأباة وأحرار وأحياء.
    هذا تعريف الاستبداد بأسلوب ذِكر المرادفات والمقابلات وأما تعريفه بالوصف فهو أن الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان التي تتصرف في شئون الرعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين.
    ومنشأ الاستبداد إما هو من كون الحكومة غير مكلفة بتطبيق تصرفاتها على شريعة أم على أمثلة أو على إرادة الأمة وهذه حالة الحكومات المطلقة. وإما من كونها مقيدة بنوع من ذلك ولكنها تملك بنفوذها إبطال قوة القيد بما تهوى ((الأحكام العرفية وقوانين الطوارئ، مثلا) وهذه حالة أكثر الحكومات التي تسمي نفسها بالمقيدة.
    وأشكال الحكومة المستبدة كثيرة ليس هذا البحث محل تفصيلها. ويكفي هنا الإشارة إلى أن صفة الاستبداد كما تشمل حكومة الحاكم الفرد المطلق الذي تولى الحكم بالغلبة أو الوراثة تشكل أيضا الحاكم الفرد المقيد الوارث أو المنتخب متي كان غير محاسب. وكذلك تشمل حكومة الجمع ولو منتخبا لأن الاشتراك في الرأي لا يدفع الاستبداد وإنما قد يعدله نوعا وقد يكون الحكم أحكم وأضر من استبداد الفرد – ويشمل أيضا الحكومة الدستورية المغرقة فيها قوة التشريع عن قوة التنفيذ لأن ذلك أيضا لا يرفع الاستبداد ولا يخفف ما لم يكون المنفذون مسئولين لدى المشرعين وهؤلاء مسئولون لدى الأمة التي تعرف أن تراقب وأن تتقاضى الحساب.
    وخلاصة ما تقدم أن الحكومة من أي نوع كانت لا تخرج عن وصف الاستبداد ما لم تكن تحت المراقبة الشديدة والمحاسبة التي لا تسامح فيها كما جرى في صدر الإسلام فيما نقم على عثمان بن عفان رضي الله عنه وكما جرى في عهد هذه الجمهورية الحاضرة في فرنسا على مسائل النياشين وبناما ودريفوس.
    ومن الأمور المقررة أنه ما من حكومة عادة تأمن المسئولية والمؤاخذة بسبب من أسباب غفلة الأمة أو إغفالها لها إلا وتسارع إلى التلبس بصفة الاستبداد وبعد أن تتمكن فيه لا تتركه وفي خدمتها شيء من القوانين الهائلتين المهولتين جهالة الأمة والجنود المنظمة.
    ولا يعهد في تاريخ حكومة من الحكومات المدنية استمرار حكومة مسئولة مدة أكثر من نصف قرن إلى غاية قرن ونصف. وما شذ عن ذلك سوى الحكومة الحاضرة في إنكلترا والسبب يقظة الإنكليز وهذه حضرة الملكة فيكتوريا لو تسنى لها الاستبداد الآن لغنمته ولو لأجل عشرة أيام من بقية عمرها. ولكن هيهات أن تظفر بغرة من قومها تستلم فيها زمام الجيش.
    أما الحكومة البدوية التي تتألف رعيتها كلها أو أكثرها من عشائر يقطنون البادية يسهل عليهم الرحيل والتفرق متي مست حكومتهم حريتهم وسامتهم ضيما ولم يقووا على الاستنصاف فهذه الحكومات قلما اندفعت إلى الاستبداد.
    وأقرب مثال لذلك أهل جزيرة العرب فإنهم لا يكادون يعرفون الاستبداد من قبل عهد ملوك تبع وحمير وغسان إلى الآن إلا فترات قليلة.
    وقد تكلم الحكماء ولاسيما المتأخرون في وصف الاستبداد ودوائه بجمل بليغة بديعة تصور في الأذهان شقاء الإنسان كأنها تقول له هذا عدوك فانظر ماذا تصنه. ومن هذه الجمل قولهم:
    • "المستبد يتحكم في شئون الناس بإرادته لا بإرادتهم ويحاكمهم بهواه لا بشريعتهم ويعلم من نفسه أنه الغاصب المبتدى فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته".
    • " المستبد عدو الحق عدو الحرية وقاتلهما والحق أبو البشر والحرية أمهم والعوام صبية أيتام نيام لا يعلمون شيئا والعلماء هم أخوتهم الراشدون إن أيقظوهم هبوا وإن دعوهم لبوا".
    • "المستبد يتجاوز الحد لأنه لا يرى حاجزا فلو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفا لما أقدم على الظلم كما قيل الاستعداد للحرب يمنع الحرب".
    • "المستبد إنسان مستعد بالفطرة للخير فعلى الرعية أن تكون مستعدة لأن تعرف ما هو الخير وما هو الشر
    مستعدة لأن تقول لا أريد الشر. مستعدة لأن تتبع القول بالعمل على أن مجرد الاستعداد للفعل فعل يكفي شر الاستبداد".
    • المستبد إنسان والإنسان أكثر ما يألف الغنم والكلاب. فالمستبد يود أن تكون رعيته كالغنم برا وطاعة وكالكلاب تذللا وتعلقا. وعلى الرعية أن تكون كالخيل أن خُدمت خَدمت وإن ضُربت شرست بل عليها أن تعرف مقامها هل خلقت خادمة للمستبد أم هي جاءت به ليخدمها فاستخدمها. والرعية العاقلة تقيد وحش الاستبداد بزمام تستميت دون بقائه في يدها لتأمن من بطشه فإن شمخ هزت به الزمام وإن صال ربطته وفي هذا المقدار كفاية لمعرفة ما هو الاستبداد بالإجمال والمباحث الآتية كافلة بالتفصيل.

    .


  14. #14
    استشاري التعليم والتنمية البشرية الصورة الرمزية محمد جمال نوير
    تاريخ التسجيل
    14/03/2007
    المشاركات
    85
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخوة الأجلاء

    كنت قد ذكرت في سياق مداخلة لي على ما طرحه الأستاذ عامر العظم في مجال موضوع ثقافة "أمرك سيدي" كتاب عبد الرحمن الكواكبي "طبائع الاستبداد"، ووعدت بأن أعرض له تلخيصا في مداخلة تالية. غير أنه وبعد أن شرعت بالفعل في إعداد هذا العرض الموجز وجدت أن أي عرض لهذا الكتاب –مهما بلغت دقته- سيكون مخلا به، نظرا لما يتضمنه الكتاب من تفكير متعمق مترابط. لذا رأيت أنه قد يكون من الأفضل تقديم الكتاب بنصه الكامل للسادة الأجلاء أعضاء "واتا". فالكتاب حري بأن يقرأ عدة مرات للتعرف على بعض نفحات الفكر العربي في بداية عصر "النهضة" في الوطن العربي في القرن التاسع عشر، والتعرف على بعض أهم أسباب ما نحن فيه من تخلف وصراعات ومشكلات داخلية.
    الكتاب يتضمن مقدمة وثماني مباحث، كل منها يتناول موضوعا من موضوعات الاستبداد من حيث علاقته بميادين أخرى. وتتناول الحلقة الأولى تعريفاً بالكاتب إضافة إلى مقدمة الكتاب.


    طبائع الاستبداد
    عبد الرحمن الكواكبي

    الحلقة الأولى
    أ
    ولا: تعريف بالكاتب
    يذكر "معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002 ميلادية"، إعداد: كامل سليمان الجبوري، ومن منشورات دار الكتب العلمية، ببيروت، في الجزء الثالث، صفحة 396، عن عبد الرحمن الكواكبي (1271-1320 هجرية 1854-1902 ميلادية):
    "زعيم مصلح، اتخذ أدبه وسيلة لإضرام ثورة فكرية في العالم العربي ولد في حلب – سوريا في 3 شوال. أخذ العلم عن أبيه الشيخ أحمد بهائي ابن مسعود الكواكبي.. ثم تتلمذ على خورشيد أفندي من مشاهير أدباء الترك فتعلم عليه التركية والفارسية. بعد أن حذق اللغات عكف يطالع بنفسه المجلات والكتب الاجتماعية والعلمية فكان له حظ وافر من فنون السياسة والعمران والاجتماع. عني في صباه بحفظ الشعر القديم، وقد سجل في دفتره الكثير من القصائد المختارة في الغزل والنسيب والمدح والهجاء والرثاء، ويحتفظ أولاده بمجموعة كبيرة من هذه المختارات. نظم الشعر في بدء حياته ثم تركه. زاول الصحافة وهو شاب فقد عُين سنة 1292 محررا لجريدة "فرات" الرسمية وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية، ثم تركها وعُين في عدة وظائف حكومية في المعارف والقضاء وما زال يتنقل من وظيفة إلى أخرى حتى عُين رئيسا للبلدية. لم تطق نفسه قيود الوظيفة فتركها وأصدر جريدة باسم "الشهباء" وهي أول جريدة سياسية صدرت في حلب، فلم يكد يفصح عن ميوله الإصلاحية حتى أوقفتها الحكومة، وبعد فترة أصدر جريدة ثانية باسم "الاعتدال" لم يطل عمرها أيضاً.
    كان في صراع دائم مع ولاة الأتراك لميوله العربية ونزعاته الإصلاحية ونهجه في مقارعة طغيانهم وطغيان العهد الحميدي كله..فاتهم عدة اتهامات وزج في السجن وبعد محاكمته ظهر للمحكمة نبل مقصده فبرأته.
    هاجر إلى مصر..وهناك، ظهر فضله وشاع ذكره ولاسيما بعد أن يكتب مقالات في جريدة "المؤيد" واتصل بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهما من زعماء الإصلاح، وكانوا كلهم يهدفون إلى بذر بذور الإصلاح والنهوض بالشرق الإسلامي نهضة تخلصه من عبودية الجهل والظلم وسيطرة الأجنبي.
    قام برحلات واسعة إلى سواحل أفريقيا الشمالية والجنوبية، ومنها دخل الحبشة وسلطنة هرر الإسلامية والصومال...
    ثم إلى سواحل آسيا الجنوبية ومن سواحل المحيط الهندي دخل بلاد شبه جزيرة العرب فاجتمع إلى أمراء وشيوخ القبائل ودرس أحوال البلاد الاقتصادية..وانتهي من هناك إلى كراتشي.. ثم إلى بومباي.. ومنها إلى جاوة وسواحل الصين.. ثم عاد إلى مسقط فسواحل بلاد العرب الشرقية فالبحر الأحمر فمصر وكان يدون خواطره عن كل ما يراه ويشاهده ومن يقابلهم من الملوك والأمراء وجميع من يأنس فيهم الميل لتحقيق فكرته.
    بعد عوده من رحلته هذه حامت الظنون حوله، وكان جواسيس السلطان عبد الحميد منتشرين في كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي، وفي ليلة الخميس المصادف 6 ربيع الأول/14 حزيران (يونيو) كان في مقهى سبلند دبار يتناول القهوة مع خلص أصدقائه، وإذا هو يشعر بمغص أليم، فنقل إلى بيته، ولم ينتصف الليل حتى كان قد فارق الحياة."

    وتُصحح موسوعة "ويكبيديا" الحرة، وتضيف، بعض المعلومات عن سيرة حياة "الكواكبي" فتذكر، أنه بعد وفاة المرحومة والدته في سن ست سنوات، كفلته خالته لمدة ثلاث سنوات عاد بعدها إلى حلب ليتعلم فيها على يد الشيخ "طاهر الكلزي" وبعد أن تعلم القراءة والكتابة وأتم قراءة القرآن وحفظه، عاد إلى خالته في إنطاكيا كي ترعى تنمية علومه فاستعانت بقريبها "نجيب النقيب" الذي أصبح فيما بعد أستاذاً للخديوي عباس الذي كان على عرش مصر حين لجأ إليها الكواكبي.
    في مدينة حلب التي كانت تزدهر بالعلوم والفقهاء والعلماء درس الشريعة والأدب وعلوم الطبيعة والرياضة في المدرسة الكواكبية التي تتبع نهج الشريعة في علومها ، وكان يشرف عليها ويدرّس فيها والده مع نفر من كبار العلماء في حلب. كما انه لم يكتفِ بالمعلومات المدرسية، فقد اتسعت آفاقه أيضا بالإطلاع على كنوز المكتبة الكواكبية التي تحتوي مخطوطات قديمة وحديثة، ومطبوعات أول عهد الطباعة في العالم ، فاستطاع أن يطلع على علوم السياسة والمجتمع والتاريخ والفلسفة وغيرها من العلوم.
    بعد أن تعطّلت صحيفتاه الشهباء و الاعتدال ، انكبّ على دراسة الحقوق حتى برع فيها، وعيّن عضوا في لجنتي المالية والمعارف العمومية في حلب ، والأشغال العامة (النافعة) ثم عضوا فخريا في لجنة امتحان المحامين للمدينة.
    بعد أن أحس أن السلطة تقف في وجه طموحاته ، انصرف إلى العمل بعيدا عنها، فاتخذ مكتبا للمحاماة في حي (الفرافرة) - (إحدى أحياء مدينة حلب) قريبا من بيته، كان يستقبل فيه الجميع من سائر الفئات ويساعدهم ويحصل حقوق المتظلمين عند المراجع العليا ويسعى إلى مساعدتهم، وقد كان يؤدي عمله في معظم الأحيان دون أي مقابل مادي، حتى اشتهر في جميع أنحاء حلب بلقب (أبي الضعفاء).
    ألف العديد من الكتب وترك لنا تراثا أدبيا كبيرا من كتب عبد الرحمن الكواكبي طبائع الاستبداد و أم القرى كما ألف العظمة لله و صحائف قريش وقد فقد مخطوطين مع جملة أوراقه ومذكراته ليلة وفاته، له الكثير من المخطوطات والكتب والمذكرات التي طبعت ومازالت سيرة وكتب ومؤلفات عبد الرحمن الكواكبي مرجعا هاما لكل باحث.
    توفي في القاهرة متأثرا بسم دس له في فنجان القهوة عام 1320 هجرية الموافق 1902 ميلادية حيث دفن فيها.

    مقدمة الكتاب (نقل نصي وما بين قوسين من إضافة وتعليق محمد جمال نوير)
    لا خفاء أن السياسة علم واسع جدا ينقسم إلى فنون كثيرة ومباحث دقيقة شتر وقلما يوجد إنسان يحيط بهذا العلم كما أن قلما يوجد إنسان لا يتحكك فيه. (ترجى ملاحظة أن تأليف هذا الكتاب يرجع إلى تسعينيات القرن التاسع عشر)
    وقد وجد في كل الأمم المتمدنة علماء سياسيون تكلموا في فنون السياسة ومباحثها استطرادا في مدونات التاريخ أو الأخلاق أو الأدب أو الحقوق. ولا نعرف للأقدمين كتبا مخصوصة في السياسة لغير الرومانيين الجمهوريون وإنما لبعضهم مؤلفات سياسية أخلاقية ككليلة ودمنة ورسائل غوريغوس اليوناني ومحررات سياسية دينية كنهج البلاغة وكتاب الخراج.
    وأما في القرون المتوسطة فلا تؤثر مؤلفات في هذا الفن لغير علماء الإسلام فهم ألفوا فيه ممزوجا بالأخلاق كالرازي والطوسي والغزالي والعلاتي وهي طريقة الفرس، وممزوجا بالأدب كالمعري والمتنبي وهي طريقة العرب، وممزوجا بالتاريخ كابن خلدون وابن بطوطة وهي طريقة المغاربة.
    أما المتأخرون من أهل أوروبا فقد توسعوا في هذا العلم وألفوا فيه كثيرا وأشبعوه تفصيلا حتى أنهم أفردوا فيه بعض مباحثه في التأليف بمجلدات ضخمة.
    وقد ميزوا مباحثه إلى سياسية عمومية وسياسية خارجية وسياسية داخلية وسياسية إدارية وسياسية اقتصادية وسياسية حقوقية الخ. وقسموا كلا منها إلى أبواب شتى وأصول وأروم.
    وأما المتأخرون من الشرقيين فقد وجد من الترك كثيرون ألفوا في أكثر مباحثه تآليف مستقلة وممزوجة مثل أحمد جودت باشا وكمال بك وسليمان باشا وحسن فهمي باشا.
    وأما العرب فقليلون ومقلون والذين يستحقون الذكر منهم فيما نعلم رفاعة بك وخير الدين باشا التونسي وأحمد فارس وسليم البستاني والميمون المدني. ولكن يظهر لنا الآن أن المحررين السياسيين من العرب قد كثروا بدليل ما يظهر من منشوراتهم في الجرائد والمجلات في مواضع كثيرة. ولهذا لاح لهذا العاجز أن أذكر حضراتهم على لسان الجرائد العربية بموضوع من أهم المباحث السياسية وقل من طرق بابه منهم فأدعوهم إلى ميدان المسابقة في خير خدمة ينيرون بها أفكار إخوانهم الشرقيين وينبهونهم لاسيما العرب منهم لما هم عنه غافلون. فيفيدونهم بالبحث والتعليم وضرب الأمثال والتحليل ما هو حقيقة "داء الشرق ودوائه".
    ونظرا إلى مبنى علم السياسة على تعريفه بأنه هو "إدارة الشئون المشتركة بمقتضى الحكمة" يكون بالطبع أول مباحث السياسة وأهمها "الاستبداد" أي التصرف في الشئون المشتركة بمقتضى الهوى.
    وأني أري أن المتكلم في هذا البحث عليه أن يلاحظ تعريف وتفصيل "ما هو الاستبداد؟ ما سببه؟ ما أعراضه؟ ما تشخيصه؟ ما سيره؟ ما إنذاره؟ ما دواؤه؟ وكل موضوع من ذلك يتحمل تفصيلا كثيرا وبعضه يتحمل سفرا كبيرا.
    وهذه المباحث من حيث مجوعها تنطوي على مسائل كثيرة أسرد منها بعض الأمهات وهي: ما طبيعة الاستبداد – لماذا يكون المستبد شديد الخوف – لماذا يستولي الجبن على رعية المستبد – ما تأثير الاستبداد على الدين؟ على العلم – على المجد – على المال – على الأخلاق – على الترقي – على التربية- من أهم أعوان الاستبداد – بماذا ينبغي استبدال الاستبداد – ما هي طبائع الاستبداد.
    ثم أني قبل الخوض في هذه المسائل ألخص النتائج التي تستقر عندها أفكار المتكلمين فيها وهي نتائج متحدة المدلول مختلفة التعبير على حسب اختلاف المشارب والأنظار في الباحثين.
    فيقول المادي: الداء القوة والدواء المقاومة؛ ويقول السياسي: الداء استعباد البرية والدواء استرداد الحرية؛ ويقول الحكيم: الداء القدرة على الاعتساف والدواء الاقتدار على الاستنصاف؛ ويقول الحقوقي: الداء تغلب السلطة على الشريعة والدواء تغليب الشريعة على السلطة؛ ويقول الرباني: الداء مشاركة الله في الجبروت والدواء توحيد الله حقا.
    هذه أقوال أهل النظر وأما أهل العزائم –فيقول الأبي الداء مد الرقاب للسلاسل والدواء الشموخ عن الذل؛ ويقول الشهم: الداء التعالي على الناس باطلا والدواء تذليل المتكبرين؛ ويقول المتين: الداء وجود الرؤساء بلا زمام والدواء ربطهم بالقيود الثقال؛ ويقول المفادى: الداء حب الحياة والدواء حب الموت.
    ما هو الاستبداد؟ الاستبداد لغة هو اقتصار المرء على رأي نفسه فيما ينبغي الاستشارة فيه.
    يراد بالاستبداد عند إطلاقه استبداد الحكومات خاصة لأنها هي أقوى العوام التي جعلت الإنسان أشقى ذوي الحياة وأما تحكم رؤساء بعض الأديان وبعض العائلات وبعض الأصناف فيوصف بالاستبداد مجازا أو مع الإضافة.
    وقد تطرق مزايدات على هذا المعني فيستعملون في مقام كلمة "الاستبداد" كلمات استعباد، واعتساف، وتسلط، وتحكم مقابلاتها كلمات شرع مصون، وحقوق محترمة، وحياة طيبة.
    ويستعملون في مقام صفة "مستبد" كلمات حاكم بأمره، وحكم مطلق، وظالم، وجبار وفي مقابلة حكومة مستبدة كلمات عادلة ومسئولة ومقيدة ودستورية.
    ويستعملون في مقام صفة "مستبد عليهم" كلمات أسرى، وأذلاء ومستصغرين ومستنبتين وفي مقابلاتها محتسبون وأباة وأحرار وأحياء.
    هذا تعريف الاستبداد بأسلوب ذِكر المرادفات والمقابلات وأما تعريفه بالوصف فهو أن الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان التي تتصرف في شئون الرعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين.
    ومنشأ الاستبداد إما هو من كون الحكومة غير مكلفة بتطبيق تصرفاتها على شريعة أم على أمثلة أو على إرادة الأمة وهذه حالة الحكومات المطلقة. وإما من كونها مقيدة بنوع من ذلك ولكنها تملك بنفوذها إبطال قوة القيد بما تهوى ((الأحكام العرفية وقوانين الطوارئ، مثلا) وهذه حالة أكثر الحكومات التي تسمي نفسها بالمقيدة.
    وأشكال الحكومة المستبدة كثيرة ليس هذا البحث محل تفصيلها. ويكفي هنا الإشارة إلى أن صفة الاستبداد كما تشمل حكومة الحاكم الفرد المطلق الذي تولى الحكم بالغلبة أو الوراثة تشكل أيضا الحاكم الفرد المقيد الوارث أو المنتخب متي كان غير محاسب. وكذلك تشمل حكومة الجمع ولو منتخبا لأن الاشتراك في الرأي لا يدفع الاستبداد وإنما قد يعدله نوعا وقد يكون الحكم أحكم وأضر من استبداد الفرد – ويشمل أيضا الحكومة الدستورية المغرقة فيها قوة التشريع عن قوة التنفيذ لأن ذلك أيضا لا يرفع الاستبداد ولا يخفف ما لم يكون المنفذون مسئولين لدى المشرعين وهؤلاء مسئولون لدى الأمة التي تعرف أن تراقب وأن تتقاضى الحساب.
    وخلاصة ما تقدم أن الحكومة من أي نوع كانت لا تخرج عن وصف الاستبداد ما لم تكن تحت المراقبة الشديدة والمحاسبة التي لا تسامح فيها كما جرى في صدر الإسلام فيما نقم على عثمان بن عفان رضي الله عنه وكما جرى في عهد هذه الجمهورية الحاضرة في فرنسا على مسائل النياشين وبناما ودريفوس.
    ومن الأمور المقررة أنه ما من حكومة عادة تأمن المسئولية والمؤاخذة بسبب من أسباب غفلة الأمة أو إغفالها لها إلا وتسارع إلى التلبس بصفة الاستبداد وبعد أن تتمكن فيه لا تتركه وفي خدمتها شيء من القوانين الهائلتين المهولتين جهالة الأمة والجنود المنظمة.
    ولا يعهد في تاريخ حكومة من الحكومات المدنية استمرار حكومة مسئولة مدة أكثر من نصف قرن إلى غاية قرن ونصف. وما شذ عن ذلك سوى الحكومة الحاضرة في إنكلترا والسبب يقظة الإنكليز وهذه حضرة الملكة فيكتوريا لو تسنى لها الاستبداد الآن لغنمته ولو لأجل عشرة أيام من بقية عمرها. ولكن هيهات أن تظفر بغرة من قومها تستلم فيها زمام الجيش.
    أما الحكومة البدوية التي تتألف رعيتها كلها أو أكثرها من عشائر يقطنون البادية يسهل عليهم الرحيل والتفرق متي مست حكومتهم حريتهم وسامتهم ضيما ولم يقووا على الاستنصاف فهذه الحكومات قلما اندفعت إلى الاستبداد.
    وأقرب مثال لذلك أهل جزيرة العرب فإنهم لا يكادون يعرفون الاستبداد من قبل عهد ملوك تبع وحمير وغسان إلى الآن إلا فترات قليلة.
    وقد تكلم الحكماء ولاسيما المتأخرون في وصف الاستبداد ودوائه بجمل بليغة بديعة تصور في الأذهان شقاء الإنسان كأنها تقول له هذا عدوك فانظر ماذا تصنه. ومن هذه الجمل قولهم:
    • "المستبد يتحكم في شئون الناس بإرادته لا بإرادتهم ويحاكمهم بهواه لا بشريعتهم ويعلم من نفسه أنه الغاصب المبتدى فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته".
    • " المستبد عدو الحق عدو الحرية وقاتلهما والحق أبو البشر والحرية أمهم والعوام صبية أيتام نيام لا يعلمون شيئا والعلماء هم أخوتهم الراشدون إن أيقظوهم هبوا وإن دعوهم لبوا".
    • "المستبد يتجاوز الحد لأنه لا يرى حاجزا فلو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفا لما أقدم على الظلم كما قيل الاستعداد للحرب يمنع الحرب".
    • "المستبد إنسان مستعد بالفطرة للخير فعلى الرعية أن تكون مستعدة لأن تعرف ما هو الخير وما هو الشر
    مستعدة لأن تقول لا أريد الشر. مستعدة لأن تتبع القول بالعمل على أن مجرد الاستعداد للفعل فعل يكفي شر الاستبداد".
    • المستبد إنسان والإنسان أكثر ما يألف الغنم والكلاب. فالمستبد يود أن تكون رعيته كالغنم برا وطاعة وكالكلاب تذللا وتعلقا. وعلى الرعية أن تكون كالخيل أن خُدمت خَدمت وإن ضُربت شرست بل عليها أن تعرف مقامها هل خلقت خادمة للمستبد أم هي جاءت به ليخدمها فاستخدمها. والرعية العاقلة تقيد وحش الاستبداد بزمام تستميت دون بقائه في يدها لتأمن من بطشه فإن شمخ هزت به الزمام وإن صال ربطته وفي هذا المقدار كفاية لمعرفة ما هو الاستبداد بالإجمال والمباحث الآتية كافلة بالتفصيل.

    .


  15. #15
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    10/05/2008
    العمر
    47
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    نعم استخدم اعبارة حاضر يا عيوني مع اصدقائي وهي شبيهة بامرك سيدي للتحبب،و لحملهم على الراحة في التوجه لي ،ومع الزملاء في العمل ،لنفس السبب ولكن مع اختلاف في تدفق المشاعر عند قولها ،اما رؤسائي في العمل فمهما اختلفت شخوصهم وشخصياتهم فلا استخدمها ابدااااااااااااااااااا لانها لن تشعرني بالراحة. استاذي العزيز عامر العظم انا لست من مؤيدي تفصيل الجسم بحسب الثوب فنحن هنا بمناقشة هذه العبارات نقفز عن كثير من تعقيدات الشخصة العربية المذعنة عن كسل واتكالية ونفاق وغرور وتذاكي وغيرها --- بالعموم وليس بالاجمال فهذه العبارات ليست هي التي تحكم العقل العربي بل الكثير من المركبات النفسية المعقدة والناتجة عن المعتقدات الدينية والاجتماعية ولكني اشكرك على طروحاتك الجميلة وسابحث حقيقة في تفصيل كل سؤال من هذه الاسئلة لعل الاسئلة البسيطة هي التي تقود عادة الى اجابات عظيمة.مع


  16. #16
    أستاذ بارز الصورة الرمزية مالكة عسال
    تاريخ التسجيل
    06/02/2007
    العمر
    69
    المشاركات
    1,296
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: عقلية "أمرك سيدي"!

    إذا كانت مثل هذه العبارات موجهة إلى شخص نحبه ...
    ولانهدف من ورائها قضاء مصالح ،فلاتضير في الأمر شيئا
    ستدخل في باب الاحترام والتقدير ,,,,,لكن إذا كان في الأمر
    نية مبيتة لمصلحة ما ، سيغدو الأمرغير طبيعي ،وستصبح
    عبودية وتملقا وتمسحا

    كل المنابر الثقافية ملك لي
    ولاشأن لي بتنازع أصحابها

  17. #17
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    27/01/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    30
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: عقلية "أمرك سيدي"!

    هذه الكلمة من كلمات المجاملة المحسوبة فهي تقال في الغالب - فيما أرى
    إما لدفع شر
    وإما لجلب خير
    وميكن تفصيلها بشكل أوسع حينما يقولها البعض :
    على سبيل السخرية
    أو على سبيل الاستهزاء
    أو لمجرد المزاح
    ولا أنكر فقد قلت هذه الكلمة عدة مرات لجلب نفع أو لدفع شر خاصة على بعض حدود الدول العربية الشرق أوسطية وقد أدت الغرض منها إلا في بعض الحالات حين يكون المسئول أو جلفاً لدرجة كبيرة وعندها يتم التوقف عن مثل هذه الكلمات .
    وهي بلا شك جمل أو كلمات فيها من الاستبداد والاستعباد ما يكفي ليفرح الشيطان ، ولعل بعض أبناء العروبة يستمرؤنها بشدة وهي لا شك في كونها شهادات تملق في منتهى البشاعة ولم نسمع بها تقال في أي بلدٍ من البلاد سواءأكانت فقيرة أو غنية .
    وهذا من وجهة نظري يفتح النار لحوار أكثر توسعاً في مجال مساوي مجتمعاتنا العربية التي امتد فيها الفساد لأبعد مدى لتبادل الرأي فيها من ناحية :
    أصلها
    أسبابها
    مدى استشرائها
    كيفية التخلص منها
    مدى خطورتها على المجتمع العربي بشكل خاص
    هذا الموضوع لا شك أنه يدمي القلوب إلى حدٍ كبير لأنه مستشرٍ في النفوس ومنذ وقت كبير ولم يجد من يتصدى له بشكل مقنن فيما اعتقد ، ويجري في شرايين الشخصية العربية مجرى الدمع في العروق .
    وحسبنا الله ونعم الوكيل .


    أبو عبد الله
    خليل انشاصي
    غزة / فلسطين .


  18. #18
    عـضــو الصورة الرمزية سرجون محمد
    تاريخ التسجيل
    18/07/2007
    العمر
    79
    المشاركات
    287
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: عقلية "أمرك سيدي"!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    أمرك سيدي!
    أمرك يا طويل العمر!
    أنا تحت أمرك!


    هل تستخدم هذه العبارات ومع من؟
    هل هذه عقلية تنم عن الاحترام أم الخوف أم العبودية للآخر؟!
    هل عقلية عربية بهذا الفكر تبني فكرا حرا؟!
    متى يتحرر الفكر العربي؟!

    دعوة للمفكرين وعلماء اللغة والنفس والاجتماع لدراسة هذه الظاهرة وإفادتنا
    عقلية الانهزاميين المتسلقين عمرها ما حققت احتراما ولا بنت فكرا

    وستبقى غرسا يتمرغ سيئا في العبودية والتبعية

    وفقك الله


  19. #19
    عـضــو الصورة الرمزية طهر بنت الحمدي
    تاريخ التسجيل
    04/12/2009
    المشاركات
    433
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: عقلية "أمرك سيدي"!

    لا تقال هذه العبارات لأي شخص لأنها تعبر عن ضعف لدى مرضى النفوس للشخص المقابل ..
    ( وحصل لي ذلك في جامعة الملك عبد العزيز , ولن انسى ذلك اليوم اثناء التدريب , فحسبت انه احترام ولكن مرضى النفوس تفسره على هواها .)
    بل لها اشخاص محببين الى النفس ولها ايضا مكان وزمان , دون تملق او نفاق او تمسح وإذلال .
    قال تعالى : (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا(139)
    قال تعالى : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)
    العزة: مأخوذة من القوة والصلابة . قال الراغب : ( العزة : حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب من قولهم أرض عزاز أي صلبة .

    وقلت له ما مشكلة "يا طيب"؟! ماذا أقول؟! قال:" "قل: يا سيدي"!، فغضبت وقلت له نسيت مشكلتي وركزت على هذه العبارة فقط؟!..لا أريد "السيرفر" وأرجو أن تعطوه لأحد الفقراء،
    من الطبيعي يحصل هذا في اي بلد وفي اي زمن ...
    انا سعودية , لا توجد في انظمة العمل والعمال مثل هذه العبارات انما ما حدث هو تصرف شخصي لأنسان ربما له حالة خاصة ..فهو اخطأ في حق بلده لأنه اساء لها بطريق غير مباشر وفي حق نفسه الذاتية .
    لأن من يستخدم مثل هذه العبارات في مجال عمله وهو متواجد لخدمة من هم شرفوه بهذا المنصب " العملاء والمراجعيين ",هو مريض نفسيا وعنده نقص , لأن العملاء والمراجعيين هم السبب الاول لتربعه على كرسي الخدمة الوظيفية ..وإلاّ عقر في داره وزاد نسبة على البطالة .
    اتمنى ان تكثف لهؤلاء الموظفين دورات تدريبية لأخلاقيات العمل " والتعامل مع الانسانية
    قال تعالى (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •