آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: توصُّلاً إلى الفصل بين الدين والسياسة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية جواد البشيتي
    تاريخ التسجيل
    23/12/2006
    العمر
    68
    المشاركات
    272
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي توصُّلاً إلى الفصل بين الدين والسياسة



    توصُّلاً إلى الفصل بين الدين والسياسة

    جواد البشيتي

    في حملتها الأمنية (وغير الأمنية) على جماعة "الأخوان المسلمين"، قالت السلطات المصرية، غير مرَّة، إنَّ حملتها مستوفية لمبرِّراتها وأسبابها القانونية، فقانون الأحزاب السياسية في مصر يحظر قيام أحزاب سياسية على أُسُسٍ دينية، ويُقيم برزخا بين "الدين" و"السياسة".

    إنَّنا مع الفصل التام والنهائي بين "الدين" و"السياسة"، فامتزاجهما، أو مزجهما، هو مشكلة لا بدَّ من حلِّها؛ ولكن الحل في حدِّ ذاته مشكلة أكبر، ويمكن أن يُولِّد مشكلات عديدة. ولا شكَّ في أنَّ هذا الفصل يشتد صعوبة واستعصاء في حال كان الإسلام هو الدين الذي يراد الفصل بينه وبين السياسة على اتِّساع مفهومها وفهمها.

    وأحسب أنَّ الحكومات العربية التي تسعى، أو تميل، إلى الفصل، جزئيا أو كليا، تدريجا أو دفعة واحدة، بين الدين (الإسلامي) والسياسة لم تتوصَّل بعد؛ وربَّما لن تتوصَّل أبدا، إلى أن تجيب إجابة مُقْنِعة لمواطنيها (المسلمين) عن السؤال الكبير الآتي: هل يملك الدين الإسلامي، في أُسُسه ومبادئه ومفاهيمه، وجهة نظر سياسية ولو عامة، أو في منتهى العمومية؟ من هذا السؤال تتفرَّع أسئلة وتساؤلات عديدة، لعلَّ أهمها: هل في الدين الإسلامي من "الفكر السياسي" ما يمكن أن يُتَرْجَم، أخيرا، بقيام، أو بضرورة قيام، "نظام سياسي إسلامي"، يَكْمُن في جوهره شكلا ومحتوى محدَّدَيْن للعلاقة بين الحاكم والمحكوم؟ لا بدَّ من التوصُّل إلى إجابة مُقْنِعَة حتى يصبح ممكنا التأسيس لحياة سياسية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لا نَزِن فيها أمور السياسية بـ "الميزان الديني للحلال والحرام"، فثمَّة كثير من مواطنينا المسلمين يَفْهمون، استنادا إلى مَصادِر دينية إسلامية، كثيرا من أمور وشؤون السياسة على أنَّها حلال أو حرام.. ترضي الله، أو تغضبه.

    و"الحل" إنْ بدأ على هذا النحو، وفي حيِّز العلاقة بين الدين (الإسلامي) والسياسة، فلن يتوقَّف عند هذا الحد؛ فثمَّة جوانب أُخرى من حياتنا العامَّة يمكن أن تَبْرُز فيها الحاجة إلى الفصل بينها وبين الدين، وكأنَّ ما بدأ في ذاك الحيِّز من حياتنا العامة، وهو السياسة، يمكن ويجب أن يتطوَّر ويَتَّسِع، وأن ينتهي، أخيرا، إلى الفصل بين الدين (الإسلامي) والحياة العامَّة للمجتمع بأوجهها كافة، فيَتَركَّز الدين، وجودا وتأثيرا، في حيِّز العلاقة بين الفرد وربِّه.

    وحتى لا يبقى من وجود لسياسة الكيل بمكيالين ينبغي للحكومات العربية الراغبة ضمنا أو صراحة في الفصل بين الدين والسياسة أن تبدأ بنفسها، وأن تَتْرُك الدين (الإسلامي) حُرَّا من قبضتها السياسية، أي أن تكف عن توظيفه واستخدامه بما يخدم مصالحها وأهدافها ومآربها المتقلِّبة المتغيِّرة، فكيف يحقُّ لها أن تدعو، عَبْر ما تسنه من قوانين وتشريعات للعمل الحزبي والسياسي، إلى الفصل بين الدين والسياسة، وهي التي تُضَمِّن دساتيرها مادة تنص على أنَّ الإسلام هو دين الدولة (الرسمي) ومَصْدَر التشريع (في أمور تخصُّ جوانب عديدة من الحياة العامَّة للمجتمع)؟!

    على هذه الحكومات أن تَعْرِف كيف تُزاوِج، في الحياة السياسية لمجتمعاتها وشعوبها، بين "الديمقراطية" و"العلمانية"، فلا تُنشئ من "الديمقراطية" ما يَحول بينها وبين "العلمانية"، ولا تأخذ بـ "علمانية" تتقلَّص فيها، أو تتلاشى، الحقوق والحرِّيات الديمقراطية للمجتمع، ولأفراده وجماعاته المختلفة، فالديمقراطية المنافية للعلمانية إنَّما تنفي جزءا مهما من ذاتها؛ والعلمانية المنافية للديمقراطية إنَّما هي لون من الاستبداد السياسي.

    لقد عَرَفْنا "الدولة" التي يُحْكِم رجال الدين قبضتهم عليها، أي الدولة الثيوقراطية، كما عَرَفْنا "الدولة" التي فيها يُحْكِم رجال الدولة، أي الساسة، قبضتهم على الدين، فكانت العاقبة هي اشتداد الحاجة لدى مجتمعاتنا إلى "التحريرين" معا: تحرير الدولة من قبضة الدين، وتحرير الدين من قبضة الدولة. وهذان "التحريران" إنَّما يعنيان "إعادة الدولة إلى صاحبها الشرعي الوحيد وهو الشعب"، و"إعادة الدين إلى حيِّزه الطبيعي وهو العلاقة بين الفرد وربِّه".

    في زمن اضطهاد الشيوعيين في بلادنا، أي في الزمن الذي كان يجعلهم خطرين بالنسبة إلى حكوماتنا، رَأيْنا دُوَلِنا ذاتها تؤسِّس وتٌوطِّد العلاقة بين الدين والسياسة، فالأحزاب الشيوعية حُظِرَت؛ لأنَّها تقوم على "الكُفْر" و"الإلحاد"؛ أمَّا الجماعات السياسية الدينية كمثل جماعة "الأخوان المسلمين" فتلقَّت من الرعاية الحكومية ما أظْهَر وأكَّد حرص دُوَلِنا على وجود أحزاب سياسية تقوم على أسُس دينية!

    إنَّ الإبقاء على التداخل بين الدين والسياسية في مجتمعاتنا هو الذي يبقي على ظاهرة "الانتهازية" في العلاقة بين الشعب والساسة (في الأحزاب والحكومات) فالحزب السياسي الذي يُصَوِّر نفسه للناس (المسلمين) على أنَّه فكر سياسي مشتق من الآيات القرآنية وتفاسيرها، ومن الأحاديث النبوية، لا يلقى صعوبة تُذْكَر في اجتذاب عقول وقلوب كثير من المواطنين (المسلمين) إليه، وفي أن يؤسِّس لنفسه قاعدة شعبية واسعة، فخطابه السياسي ـ الديني لا يلقى صدَّاً له في ثقافة ووعي الناس العاديين؛ والمتوفِّرون على إنتاج وتسويق هذا الخطاب لا يجدون مقاومة فكرية شعبية تُذْكّر في سعيهم لتحويل الوعي الكامن في خطابهم هذا إلى قوَّة مادية (شعبية). وطالما سَمِعْتُ ناخبين يقولون إنَّهم سيدلون بأصواتهم لمصلحة مرشَّحين إسلاميين لكون هؤلاء يقولون عن أنفسهم إنَّهم مرشَّحون إسلاميون؛ وكفى الله أولئك الناخبين شرَّ البحث والتدقيق والتمحيص!

    والحكومات أيضا تمتطي الحصان ذاته، وتقيم علاقة سياسية انتهازية مع مواطنيها، موظِّفةً ومستخدِمةً الدين في خدمة مصالحها السياسية وغير السياسية، غير متورِّعة عن تفسيره وتأويله بما يعود بالنفع والفائدة على كل ما هو دنيوي من مآربها وأهدافها.

    لقد حان لمجتمعاتنا أن تملك من التديُّن والإيمان الديني ما يُمكِّنها من أن تُخْرِج الدين من السياسة، والسياسة من الدين، وأن تَزِن كل الأمور التي تخصُّ حياتها السياسية، وحياتها العامَّة بأوجهها كافة، بغير ميزان الحلال والحرام، فيميزان الحقوق والمصالح والحاجات هو وحده الذي يمكن ويجب إقامته إذا ما أرَدْنا أن نُبْعَثُ من بعد موت!


  2. #2
    مترجم / مشرف القسم الألماني الصورة الرمزية عبدالعزيز غنيم
    تاريخ التسجيل
    14/12/2006
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    سيظل القلة القليلة من العلمانين يحلمون بفصل الدين عن الدولة وبسماع لأباطيلهم فى الدول الاسلامية ولكن الظاهر لكل ذى عينين أنهم يسيرون ضد التيار فهذه الشعوب قد عرفت دينها واستردت وعيها واصبح من الغرابة استماع هذة الدعاوى العلمانية الباطلة
    ينادون بالحرية والديمقراطية وعندما يصبح اختيار الشعوب هو الاسلام ونظام الاسلام ترى العلمانيين الذين منذ دقيقة ينادون بالحرية يقولون ان الشعوب مغيبة وغير واعية ولا يحق له ان تختار ولابد من قمعها
    فالحرية التى يريدونها هى الفساد الذى يعشش فى عقولهم والذى ينشرونه ليل نهار ما استطاعوا الى ذلك سبيلا اما الحرية بمعناها الحقيقى يهاجمونه كأنه عدو عندما لا يكون فى صالحهم
    قال تعالى " كل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وذلك امرت وانا أول المسلمين "
    هذا قول الله تعالى ابعثه لمن بؤمن بالله ربا وبكتابه وبرسوله فليتفكرو ان كانو مفكرين
    سلامى لاحبابى

    السباق يشتد والجنة زينت وفتحت لمن جد
    والجائزة أعدت لمن اجتهد
    فلا يكن همك اللحاق
    ولكن ليكن شعارك
    لن يسبقني إلى الله أحد

  3. #3
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    أعوان إبليس يعملون بنشاط ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جواد البشيتي مشاهدة المشاركة

    توصُّلاً إلى الفصل بين الدين والسياسة

    جواد البشيتي

    في حملتها الأمنية (وغير الأمنية) على جماعة "الأخوان المسلمين"، قالت السلطات المصرية، غير مرَّة، إنَّ حملتها مستوفية لمبرِّراتها وأسبابها القانونية، فقانون الأحزاب السياسية في مصر يحظر قيام أحزاب سياسية على أُسُسٍ دينية، ويُقيم برزخا بين "الدين" و"السياسة".

    إنَّنا مع الفصل التام والنهائي بين "الدين" و"السياسة"، فامتزاجهما، أو مزجهما، هو مشكلة لا بدَّ من حلِّها؛ ولكن الحل في حدِّ ذاته مشكلة أكبر، ويمكن أن يُولِّد مشكلات عديدة. ولا شكَّ في أنَّ هذا الفصل يشتد صعوبة واستعصاء في حال كان الإسلام هو الدين الذي يراد الفصل بينه وبين السياسة على اتِّساع مفهومها وفهمها.

    وأحسب أنَّ الحكومات العربية التي تسعى، أو تميل، إلى الفصل، جزئيا أو كليا، تدريجا أو دفعة واحدة، بين الدين (الإسلامي) والسياسة لم تتوصَّل بعد؛ وربَّما لن تتوصَّل أبدا، إلى أن تجيب إجابة مُقْنِعة لمواطنيها (المسلمين) عن السؤال الكبير الآتي: هل يملك الدين الإسلامي، في أُسُسه ومبادئه ومفاهيمه، وجهة نظر سياسية ولو عامة، أو في منتهى العمومية؟ من هذا السؤال تتفرَّع أسئلة وتساؤلات عديدة، لعلَّ أهمها: هل في الدين الإسلامي من "الفكر السياسي" ما يمكن أن يُتَرْجَم، أخيرا، بقيام، أو بضرورة قيام، "نظام سياسي إسلامي"، يَكْمُن في جوهره شكلا ومحتوى محدَّدَيْن للعلاقة بين الحاكم والمحكوم؟ لا بدَّ من التوصُّل إلى إجابة مُقْنِعَة حتى يصبح ممكنا التأسيس لحياة سياسية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لا نَزِن فيها أمور السياسية بـ "الميزان الديني للحلال والحرام"، فثمَّة كثير من مواطنينا المسلمين يَفْهمون، استنادا إلى مَصادِر دينية إسلامية، كثيرا من أمور وشؤون السياسة على أنَّها حلال أو حرام.. ترضي الله، أو تغضبه.

    و"الحل" إنْ بدأ على هذا النحو، وفي حيِّز العلاقة بين الدين (الإسلامي) والسياسة، فلن يتوقَّف عند هذا الحد؛ فثمَّة جوانب أُخرى من حياتنا العامَّة يمكن أن تَبْرُز فيها الحاجة إلى الفصل بينها وبين الدين، وكأنَّ ما بدأ في ذاك الحيِّز من حياتنا العامة، وهو السياسة، يمكن ويجب أن يتطوَّر ويَتَّسِع، وأن ينتهي، أخيرا، إلى الفصل بين الدين (الإسلامي) والحياة العامَّة للمجتمع بأوجهها كافة، فيَتَركَّز الدين، وجودا وتأثيرا، في حيِّز العلاقة بين الفرد وربِّه.

    وحتى لا يبقى من وجود لسياسة الكيل بمكيالين ينبغي للحكومات العربية الراغبة ضمنا أو صراحة في الفصل بين الدين والسياسة أن تبدأ بنفسها، وأن تَتْرُك الدين (الإسلامي) حُرَّا من قبضتها السياسية، أي أن تكف عن توظيفه واستخدامه بما يخدم مصالحها وأهدافها ومآربها المتقلِّبة المتغيِّرة، فكيف يحقُّ لها أن تدعو، عَبْر ما تسنه من قوانين وتشريعات للعمل الحزبي والسياسي، إلى الفصل بين الدين والسياسة، وهي التي تُضَمِّن دساتيرها مادة تنص على أنَّ الإسلام هو دين الدولة (الرسمي) ومَصْدَر التشريع (في أمور تخصُّ جوانب عديدة من الحياة العامَّة للمجتمع)؟!

    على هذه الحكومات أن تَعْرِف كيف تُزاوِج، في الحياة السياسية لمجتمعاتها وشعوبها، بين "الديمقراطية" و"العلمانية"، فلا تُنشئ من "الديمقراطية" ما يَحول بينها وبين "العلمانية"، ولا تأخذ بـ "علمانية" تتقلَّص فيها، أو تتلاشى، الحقوق والحرِّيات الديمقراطية للمجتمع، ولأفراده وجماعاته المختلفة، فالديمقراطية المنافية للعلمانية إنَّما تنفي جزءا مهما من ذاتها؛ والعلمانية المنافية للديمقراطية إنَّما هي لون من الاستبداد السياسي.

    لقد عَرَفْنا "الدولة" التي يُحْكِم رجال الدين قبضتهم عليها، أي الدولة الثيوقراطية، كما عَرَفْنا "الدولة" التي فيها يُحْكِم رجال الدولة، أي الساسة، قبضتهم على الدين، فكانت العاقبة هي اشتداد الحاجة لدى مجتمعاتنا إلى "التحريرين" معا: تحرير الدولة من قبضة الدين، وتحرير الدين من قبضة الدولة. وهذان "التحريران" إنَّما يعنيان "إعادة الدولة إلى صاحبها الشرعي الوحيد وهو الشعب"، و"إعادة الدين إلى حيِّزه الطبيعي وهو العلاقة بين الفرد وربِّه".

    في زمن اضطهاد الشيوعيين في بلادنا، أي في الزمن الذي كان يجعلهم خطرين بالنسبة إلى حكوماتنا، رَأيْنا دُوَلِنا ذاتها تؤسِّس وتٌوطِّد العلاقة بين الدين والسياسة، فالأحزاب الشيوعية حُظِرَت؛ لأنَّها تقوم على "الكُفْر" و"الإلحاد"؛ أمَّا الجماعات السياسية الدينية كمثل جماعة "الأخوان المسلمين" فتلقَّت من الرعاية الحكومية ما أظْهَر وأكَّد حرص دُوَلِنا على وجود أحزاب سياسية تقوم على أسُس دينية!

    إنَّ الإبقاء على التداخل بين الدين والسياسية في مجتمعاتنا هو الذي يبقي على ظاهرة "الانتهازية" في العلاقة بين الشعب والساسة (في الأحزاب والحكومات) فالحزب السياسي الذي يُصَوِّر نفسه للناس (المسلمين) على أنَّه فكر سياسي مشتق من الآيات القرآنية وتفاسيرها، ومن الأحاديث النبوية، لا يلقى صعوبة تُذْكَر في اجتذاب عقول وقلوب كثير من المواطنين (المسلمين) إليه، وفي أن يؤسِّس لنفسه قاعدة شعبية واسعة، فخطابه السياسي ـ الديني لا يلقى صدَّاً له في ثقافة ووعي الناس العاديين؛ والمتوفِّرون على إنتاج وتسويق هذا الخطاب لا يجدون مقاومة فكرية شعبية تُذْكّر في سعيهم لتحويل الوعي الكامن في خطابهم هذا إلى قوَّة مادية (شعبية). وطالما سَمِعْتُ ناخبين يقولون إنَّهم سيدلون بأصواتهم لمصلحة مرشَّحين إسلاميين لكون هؤلاء يقولون عن أنفسهم إنَّهم مرشَّحون إسلاميون؛ وكفى الله أولئك الناخبين شرَّ البحث والتدقيق والتمحيص!

    والحكومات أيضا تمتطي الحصان ذاته، وتقيم علاقة سياسية انتهازية مع مواطنيها، موظِّفةً ومستخدِمةً الدين في خدمة مصالحها السياسية وغير السياسية، غير متورِّعة عن تفسيره وتأويله بما يعود بالنفع والفائدة على كل ما هو دنيوي من مآربها وأهدافها.

    لقد حان لمجتمعاتنا أن تملك من التديُّن والإيمان الديني ما يُمكِّنها من أن تُخْرِج الدين من السياسة، والسياسة من الدين، وأن تَزِن كل الأمور التي تخصُّ حياتها السياسية، وحياتها العامَّة بأوجهها كافة، بغير ميزان الحلال والحرام، فيميزان الحقوق والمصالح والحاجات هو وحده الذي يمكن ويجب إقامته إذا ما أرَدْنا أن نُبْعَثُ من بعد موت!
    الإخوة الأعزاء،

    كاتب هذا المقال هو جندي من جنود إبليس بدون أدنى شك ... وهو يواصل على منتدياتنا حربا مستمرة وقحة على دين الله الحق ... تلك الحرب التي بدأت منذ أعلن إبليس الحرب على آ دم وذريته، إذ قال لربه- تصريحا بما يكنه لذرية آدم من الشر-: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (الأعراف15-16), وقد فهم أولو العلم من هذا الوعيد أن عدو الله مصمم على صرف الإنسان عن شريعة الله بقعوده وذريته على منافذها لمنعهم من الوصول إليها….

    ومنذئذ وأمثال هذا الجندي الابليسي التائه من أهل الجهلة والغفلة يحاولون بكل ما يملكون من وسائل التزوير والإغراء والإفساد لإنفاذ وعيد سيدهم إبليس، وقد جعلوا من أنفسهم جنودا يدعون إلى النار، ويزينون لأمثالهم طريق قائدهم.

    إنه صراع لا ينطفيء بين الأشرار والأخيار، والأحرار والأغرار، حتى تقف مسيرة الحياة.. ويحشر المصلحون والمفسدون لأداء الحساب…

    عزاؤنا أن جنود الله الشجعان في الميدان ... فلا نامت أعين الجبناء ...

    والله أكبر ...

    منذر أبو هواش (الواتاوي) نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  4. #4
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    24

    افتراضي

    سم الله الرحمن الرحيم...
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

    بداية قبل أن أناقش صاحب المقال...أريد أن أنبه إلى خطإ عفوي في الآية التي استشهد بها الأستاذ عبد العزيز غنيم و هي :قل إن صلاتي...و ليس كل إن صلاتي...يقول الحق جل و علا: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162...

    أما المقال الذي مفاده هو الوصول إلى الفصل النهائي و التام للدين عن السياسة...بحجة أن الحكومات يستغلون الدين و يوظفونه للبقاء على مصالحهم و امتيازاتهم...أو بالمقابل الفئات التي تستغلون الدين للوصول إلى الحكم و السلطة...و ليس الدين في تصورهم سوى غطاء لمصالحهم و أهدافهم...فالحقيقة أن الحديث في علاقة الدين بالسياسة أو العكس...يأخذ منطلقين...إذا انطلقنا مما هو كائن...أي من الأرضية التي وجدوها العلمانيون أرضية خصبة للطعن في الدين و السياسة معا على أساس الفساد السائد على كل المستويات...و على أساس العديد من البرامج التي تحاول الحكومات أن تغطي بها عجزها عن تحقيق الرفاه و النمو و الازدهار للشعب المغلوب على أمره و المقهور في عيشه...و التي باءت بالفشل مند زمن...كما أنه غياب الفرصة الواقعية الملموسة لحكومة إسلامية على أرض الواقع الحالي ...كتجربة عربية صرفة لم تقم بعد...إذا استتنينا السعودية كتجربة تتخبط في مشاكل على أساس أنها أغنى دولة في المنطقة وبها من مدن الصفيح و القصدير ما يندى له الجبين...يظل تحليل العلمانيين ينقصه الطرف المكمل لمعادلتهم...و هو وجود دولة إسلامية تقوم على الحق و لا تبتغي غير الحق...و تأخذ سلطتها من الشعب و ليس من السماء...لأنه لا نبي بعد الرسول الكريم عليه أفضل صلوات الله و سلامه...فالله جل في علاه لم يقم بإعطاء تفويض كتابي لا لهذا و لذاك...و لكن أرسل رسوله بدين الهدى و الحق...و بحجته البالغة...كتاب كريم و قرآن عظيم لا يمسه الباطل لا من بين يديه و لا من خلفه...فيه تفصيل كل شيء...يقول الله عز و جل: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111...تفصيل كل شيء...بما فيه السياسة...هذه الكلمة التي يتشدقون بها ليفصلوها عن رحمها و عن أصلها الذي هو الدين...فالدين جامع لكل شيء...أما الجزئيات فقد أشار فيها إشارات لأولي الألباب حتى يفقهوها...يقول الله عز و جل: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38...فلو هؤلاء العلمانين فقهوا سورة الشورى التي وردت في كتاب الله عز و جل لأعانونا على إبليس الذي زين لهم سوء أعمالهم...
    هناك عبارة استوقفتني في المقال يقول فيها الأستاذ جواد:"إعادة الدولة إلى صاحبها الشرعي الوحيد وهو الشعب"، و"إعادة الدين إلى حيِّزه الطبيعي وهو العلاقة بين الفرد وربِّه". و الكلمات المفاتيح في هذه الجملة هم:الدولة و الشعب و الدين...و الغريب في الأمر أن كلمة العلاقة التي هي الرابط بينهما جميعا لم يذكرها إلا في العلاقة بين الفرد و ربه...و كأن الفرد يعيش خارج الشعب أو بمعزل عن هذا الشعب ...و أن هذا الشعب ليست بينهم روابط...فالرابطة الموجودة هي بين الفرد و ربه...أما باقي الروابط فهي منعدمة...كما أن شرعية الدولة لا أساس لها سوى الشعب الذي تنفي الروابط فيما بينهم...
    أعتقد أن الأستاذ جواد يجب أن يضع في الاعتبار أن من في الأرض جميعا هو ملك لله و في علاقة مع الله عز و جل أحب عن طواعية أو كره عن غفلة و جهل...تأمل ما يقول الحق جل و علا للسماوات التي تضلل الشعوب بأسرها و الأرض التي تعيش فوقها هاته الشعوب: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }فصلت11...فإذا كانت السماوات و الأرض أتيا الله عز و جل طائعين...فلماذا الدول و الشعوب التي أرسل لهم الله جل و علا الرسل و الأنبياء ليقموا شرع الله في الأرض لم يستجيبوا؟؟؟؟؟لأن عدوهم الأول إبليس صدهم عن السبيل...فمن استجاب لرب العباد فقد اهتدى و من ضل...فسوف يعلم بعد حين حقيقة الدين...و ما يضم من سياسة و أخلاق و اقتصاد و فن و أدب ,,,,,يقول جل و علا: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ }هود103...
    و أستغفر الله لي و لكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...


  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    أي قانون ؟؟!!

    قانون الأحزاب والسياسة ؟؟

    أيحل القانون الوضعي مكان القانون الرباني ونقول سيادة وسلطة القانون ؟؟

    وبالله عليكم قولولي من وضع القانون ؟؟

    والله لا أرى حالهم وحال المطبلين والمزمرين لهذا الكلام إلا كصانع الصنم من تمر وإذا جاع أكله ..

    أتصنعون القانون وتتذرعون به وتحلونه مكان شرائع الله بل وتعبدونه من دونه ؟؟!!

    وما هو المطلوب منـّا ؟؟

    أن نقول كما قال قائلكم ؟؟:

    جلوا صارما ، وأدعوا باطلا ... وقالوا صدقنا ؛ فقلنا نعم ؟؟؟!!!

    هذا لن يحصل ..

    والله متم نوره ولو كره بنو علمان ..

    طـه خضــر ..!!!

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  6. #6
    مترجم / مشرف القسم الألماني الصورة الرمزية عبدالعزيز غنيم
    تاريخ التسجيل
    14/12/2006
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الاستاذ الكريم saad sadani جزاك الله خيرا على تصحيح الآية الكريمة
    واستغفر الله على الخطأ والنسيان

    السباق يشتد والجنة زينت وفتحت لمن جد
    والجائزة أعدت لمن اجتهد
    فلا يكن همك اللحاق
    ولكن ليكن شعارك
    لن يسبقني إلى الله أحد

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية جواد البشيتي
    تاريخ التسجيل
    23/12/2006
    العمر
    68
    المشاركات
    272
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي



    الجنرال أبو هواش في حربه على "طواحين الهواء"!

    جواد البشيتي

    مُسْتلاً سيفاً خشبياً.. مُحارِباً "طواحين الهواء"، ظَهَر لي الأستاذ (الواتاوي) منذر أبو هواش في الأقوال التي قاءها.. أو قالها!
    لقد صَوَّرَني في قَلَمِهِ الأصغر كثيراً من سيفه الخشبي، الأطول كثيراً من قامته الفكرية، فَظَهَرْتُ في "الصورة" "جندياً من جنود إبليس".. إبليس الذي النار عنصره؛ أمَّا هو، أي أبو هواش، فهو من ذرية آدم، الذي الطين عنصره؛ والطين لا يسمو سموَّ النار!
    إنَّها "الحرب" التي أطْلَق إبليس رصاصتها الأولى إذ خاطب ربه قائلا: "لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ". وإنَّها "الحرب" التي فيها، وبها، يعيش أبو هواش، فكراً، ولساناً، وقلماً، والتي فيها، وبها، فحسب، يَعْرِف من هو، ومن أنا، ومن أنتم، فهو "فارِس الخير" الذي لا يُشَقُّ له غبار؛ وأنا "فارِس الشر"؛ وأنتم إمَّا أن تكونوا مع هذا الذي له أُفق يسع كل شيء ولا يسعه شيء، وإمَّا أن تكونوا ضدَّه.. ضدَّ "الخير"، و"الأخيار" من أمثاله، وهُم كُثْر في عالمٍ يمشي على رأسه.
    العالَم على رحبه واتِّساعه.. على تنوِّعه، وكثرة ألوانه، لا يزيد، عنده، عن "فسطاطين": فسطاط الخير والأخيار، وفسطاط إبليس والشر والأشرار. وينبغي لنا أن نفهم ونُفسِّر كل شيء على أنَّه جزء لا يتجزأ من هذه الحرب السرمدية بين الفسطاطين، والتي ستنتهي، حتما، إلى حشر الأشرار مع سيِّدهم إبليس في النار.. مع أنَّ إبليس، على ما أتَصَوَّر في أمْر المادة المصنوع منها، مارج من نار.. أو يشبه ذلك. وهذا إنَّما يعني أنَّ "عقابه" يوم الحشر، يمكن ويجب أن يكون في طريقة مختلفة.
    "الواتاوي" أبو هواش يُحَذِّر "الأخيار والأحرار والأغرار والجنود الشجعان.." من مغبَّة ما يوسوسه في صدورهم الوسواس الخناس، فَهُم ينبغي لهم أن يسمعوا ما يسمعهم إيَّاه، وأن يروا ما يريهم إيَّاه، فلا رأي لهم، ولا فكر، ولا أقْدام.
    كل رأي غير الرأي الذي يرى ويُقِر إنَّما هو من رجس الشيطان الرجيم، الذي يحوك ضد الأخيار مؤامرة مُذْ عصى واستكبر.. ووعد وتوعَّد.
    أمَّا أنا، وبوصفي أحد جنود إبليس، على ما قرَّر أبو هواش وحَكَم، فقد غزوته في عقر داره، أي في منتديات "واتا"، متسلِّحا بالتزوير، والإغراء، والإفساد، في مسعايَ الإبليسي إلى أن أصرفه، مع أتباعه، عن شريعة الله، وأمنعه، مع أتباعه، من الوصول إلى منافذها، وكأن لديَّ من فائض الوقت والجهد ما يَحْملني على إنفاقه في هذه السبيل، التي لا يسير فيها إلا كل من ارتضى لنفسه أن يستل سيفاً خشبياً، ويَخْرُجَ على أبو هواش، كَمَن يَخْرُجَ على "طواحين الهواء".
    أيُّها الفارِس، الذي وَطَّنْتَ نفسكَ على محاربة إبليس وجنوده حتى قيام الساعة، لا تُفْرِط في جهدكَ الخيِّر هذا، فإنَّ أحداً من أتباعكَ لن يذهب ضحية الوسواس الخناس إذا لَمْ يُرِدْ له الله ذلك، فهذه هي الحقيقة، أجيء بها إليكَ، كي تقر عينكَ ولا تحزن!


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •