آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: بطل من فلسطين - قصة قصيرة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية مجدي السماك
    تاريخ التسجيل
    06/09/2007
    المشاركات
    602
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي بطل من فلسطين - قصة قصيرة

    يمشي بهدوء وكأنه يخشى الوقوع في حفرة عميقة .. في طقس زمهرير صاقع ، غيومه ممزقة متناثرة بعشوائية ، رياح شمالية باردة تهب بلا كابح لجماحها . صار شديد النحافة و كأن الموت يمتصه يوما بعد يوم ، فأمسى مثل المصاصة ، أو هو سحاحة معبأة بمزيج من البؤس و الألم يتساقط مزيجها قطرة اثر قطرة .. عطس عطسة حسبتها آهة ، عرفتها بسبب العطسات المرتدة التابعة لها ، كانت قوية وهادرة ومفرقعة ، فبدا و كأنه يعطس مع سبق الإصرار والترصد .. واضح انه مصاب بالرشح والزكام . و لكن لماذا خرج من داره الدافئة ؟ بيته صغير وضيق مثل الضريح و أميز ما يميزه هو الدفء في الشتاء ، وفي الصيف يتحول إلى فرن يشوي الأبدان ويغلي الدماء في الشرايين الآدمية .. لقد نصحته بعدم الخروج و الاعتكاف في بيته عدة أيام ريثما يمتص الصدمة و يبرد قلبه المشتعل بالسنة النيران المستعره .. أخذت أقول في نفسي : أيعقل انه كان على موعد معها بعد الذي حصل بينهما ؟ لا. لا أظن ذلك ، الأرجح أنها صدفة نقية مثل عين الديك .. يا لها من صدفة اليمة !
    بعدما قابلها في ذلك اليوم و دار بينهما ما دار من حديث حتى تغير لون بشرته ، و أصبح جلده كجلد الأموات ، و كأنه انتزعه عن جثة ميتة و التحف به .. على الرغم أن بشرته سمراء في الأصل ، إلا أنها كانت نضرة قبل لقاءه الأخير بها .. تابع المشي بهدوء حتى وصل بوابة المشفى الكبيرة ، توجه إلى صالة الانتظار ، فإذا بها أمامه بلحمها و شحمها و كأنها القدر القادم فجأة من غامض علم الله ليسحق قلبه بآلة حديدية ضخمة كالدرداس ...
    كالدرداس .. ثبت نظراته بها دون أن يدري و بلا إرادة منه ، فبدا كانسان يجني أثر إصابة ظالمة قاهرة حارقة صاعقة مؤلمة مستبدة .. سألها بصوت صادر عن أحبال صوتية مهترئة لحنجرة مهشمة دامية : أما زلت عند رأيك ؟ أجابت بصوت متلقلق : نعم .أنا ، أنا .. انت ، عندما ، كيف ...
    قال لها بكبرياء : لكن أنا بطل . تركته وخرجت مسرعة و كأن إعصارا عاتيا قذفها بقوته العمياء الهوجاء إلى الخارج .. أخذت أنفاسه تعلو و تهبط ، لقد وجهت إليه ضربة ساحقة ماحقة قاتلة غادرة ، وأخذت الكرة الأرضية بكاملها تتكلكل على صدره .
    عدل من جلسته بعض الشيء فانحسرت أطراف بنطاله القطني ، لتظهر طرف قدمه الاصطناعية الخشبية .. نسيت نفسي وأنا أطيل التحديق بها ، أغدقت عليه ما أكنه له من شفقة ، و هذا ما لا أرغبه ، لا أود أن أظهره بمظهر الضعيف المحتاج لنظرات الإحسان من الآخرين لأنه بطل . و أكاد لا اصدق حقيقة مرة كالعلقم .. فأنا إنسان عادي و لست بطلا،و على الرغم من ذلك تتملكني الشفقة على إنسان بطل .. هو بطل حقيقي بقدم مزيفة خشبية .
    جاء دوره ليدخل إلى غرفة الطبيب ، سار ببطء شديد حتى أفل في الغرفة . أخذت أحدق بامرأة تجلس في الجهة المقابلة ، لها وجه شاحب نحبف وناشف .. أخرجت نهدها من عبها و صوبت حلمته نحو الهدف ، أخذ رضيعها يغب منه بنهم و يتشبث به بكلتا يديه تشبثه بحياته ، خشية أن يسرقه منه رضيع آخر .. حولها طفلان ينطان بحيوية ، و يتبادلان لحس قطعة حلوى حمراء ، يأخذ احدهما لحسة و يعطي الآخر كي يأخذ نصيبه بلحسة .
    خرج من غرفة الطبيب ، تنهد تنهيدة سوداء محروقة و ممزقة بين شهيقه وزفيره ، ثم قال : لقد عجز الطبيب عن معرفة علتي ، و لا يوجد دواء في المشفى ليعالج ما يخمنه من داء .. شعرت بان الدنيا تحولت إلى تنين ضخم يمد ألسنته المتشعبة كالنيران لينفثها في وجهه ، تابعنا المسير بتؤدة و هو يقذف مصائبه في وجهي ، قال بحرقة : أرأيت ؟ لقد تركتني و هربت ، هي تعلم كيف أكون في المواجهات ، آخر مرة كنت أتخذ ساترا منيعا ، لكن الطائرة اللعينة ألقت قربي بقذيفتها الحمقاء فبترت قدمي .. و حولتني من بطل مقاوم إلى عاجز مقعد . نعم . أنا بنظرها مقعد لا حول لي و لا قوة .. أنا غير آسف على فسخها خطوبتنا ، و لكني غاضب من نظرتها لي .. هذا هو ما يحرق قلبي و يوقذ الجمر بين ضلوعي و يطير عقلي . وصل هو إلى بيته و ذهبت أنا كيفما اتفق إلى حيث لا أعلم أين ستحملني خطاي لا الوي على شيء.
    تعرفت هي على شاب آخر وسيم الشكل ، و بهي الطلعة ، قدماه طبيعية .. حملت منه سفاحا و تبين فيما بعد أنه جاسوس .. حاولت الهرب معه إلى إسرائيل عبر الأسلاك الشائكة ، اعتقد حرس الحدود الصهاينة بأنهم مقاومون ، فأطلقوا عليهم وابل من الرصاص و ذهبا في موت أبدي .
    زرته بعد عدة أيام ، كان جالس و قدماه ممدودة أمامه ، و اضعا قدمه الخشبية جانبا ، طلبت منه أن يحتذيها كي نذهب للمشي تحت سماء شمسها دافئة .. لكنه رفض ، اتكأ على عصا و تناول كانون صغير ، و ضع به ساقه الخشبية ، كنت انظر بدهشة واستغراب ، صب عليها القليل من الكاز و أشعل بها النار .. انتابه الضحك و ضحكت أنا بدوري ، تناول إبريق الشاي ووضعه على قدمه المشتعلة ، أخذنا نرتشف شايا شهيا و نضحك حتى تعبت قلوبنا ، شعرت بأن حجابي الحاجز سيتوقف عن الحركة . قال بمرح : لقد تخلصت من قدمي الزائفة ، الآن أظهر على حقيقتي أمام الجميع و لا يوجد ما أخفيه عن العيون .. قلت له : كيف ستمشي و قد تحولت قدمك إلى جذوة من الجمر .. فتناول عصا زيتون غليظة و لوح بها قائلا : سأمشي بهذه ، سيراها الجميع ، و قد يأت دورها و أحولها إلى نار و أصنع بها فنجان قهوة عربية ، وهل تفرق إن كانت قدمي المزورة من خشب أو ذهب .. أخذت أحدق برماد قدمه وقد بدأت تذروه الرياح القادمة من الغرب .
    تعرف على فتاة جميلة حسناء ، جسمها مثل المانيكان .. كانت تساعد المقاتلين ، فتزوجها . كنت أشاهد حفل الزفاف و اردد في نفسي : الأبطال للأبطال .. مرت عدة أسابيع على زواجه ، انتهى شهر العسل على ما يرام ، و أصبحت عروسه في الأيام الأولى من الحمل .
    توغلت إسرائيل في الأراضي الفلسطينية كالعادة .. تناول بندقيته و خرج مسرعا للمشاركة في القتال و هو يردد في نفسه : فقدت قدمي و لن افقد بطولتي ، يجب أن أظل بطلا في عيون الناس.
    سمعت بأنه أصيب إصابة بليغة ونقل للمشفى .. شعرت و كأن مطرقة حديدية ضخمة بحجم ناطحة سحاب سقطت علىّ مسرعة من كوكب آخر لتدشدش عظامي و تسحقني .. زرته في المشفى .. فقد إحدى عينيه ، وضع بدلا منها عينا زجاجية لا ترى ، لكنها أجمل من الطبيعية . بعد خروجه من المشفى اكتشف أن بإمكانه القتال بعين واحدة وقدم .. و اخذ يردد : لا شيء يثني البطل عن بطولته .
    Magdi_samak@yahoo.comهذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته


  2. #2
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    الفكرة رائعه
    كانت تحتاج منك بعض مراجعة نصيه لتصبح قويه اكثر تبتعد بها عن فخ الحكايه..
    لك كل التقدير وننتظر منك المزيد

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية مجدي السماك
    تاريخ التسجيل
    06/09/2007
    المشاركات
    602
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي الى الاخت ريمه الخالي

    شكرا للاخت ريمه الخالي على رايها ..مع خالص تحياتي..مجدي السماك


  4. #4
    صيدلاني
    تاريخ التسجيل
    20/08/2007
    العمر
    43
    المشاركات
    2,356
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    خرج مسرعا للمشاركة في القتال و هو يردد في نفسه : فقدت قدمي و لن افقد بطولتي ، يجب أن أظل بطلا في عيون الناس.
    -----------------------------
    البطل من فلسطين والفلسطيني معروف بقوته وتصميمه وعناده حتى لو حارب بقدم واحدة ,ارض الصمود والأبطال لاتنجب الا الابطال.
    تحية عطرة للقصصي المبدع.

    يا قلب صبرا إذا فجرت أحزانـي...لا الصبر يجدي ولا السلوان أنساني
    من يوم فقدبثيــنة ألجمال خبا...للموت أرجو وقد جهزت أكفاني

    أحمدألـــعزام
    sasasa47@hotmail.com

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية مجدي السماك
    تاريخ التسجيل
    06/09/2007
    المشاركات
    602
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي بطولة

    مرحبا
    شو ابو هاجر ..ما بدك تنام ..عندنا في فلسطين بعد قليل السحور ..الساعة الان 2:10
    يا راجل هيك انته حيرت الناس شو بدها تقرا .. بعدين انته كيف جبت هاي القصة ، هي كانت في الصفحة الثانية ، خلصنا منها ..صارت قديمة .
    نعم ابو هاجر البطولة تبقى بطولة ..من الصعب على البطل الا يكون غير ذلك .
    تحياتي لك ..يلا بكفي علشان السحور .


  6. #6
    صيدلاني
    تاريخ التسجيل
    20/08/2007
    العمر
    43
    المشاركات
    2,356
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي اخ مجدي اكتب بالفصحى هذا المنتدى لغوي كي لاتتعرض للانتقاد: احب ان اعلق على جميع القصص التي تبدع فيها,لاحظ اني اعلق عليها بيوم واحد ولا اعلق بعدها على شيء.اعلق على مجموعة مجموعة افهمت, وهذا هو جواب سؤالك اني اختفي ثم آتي كالمطر.

    يا قلب صبرا إذا فجرت أحزانـي...لا الصبر يجدي ولا السلوان أنساني
    من يوم فقدبثيــنة ألجمال خبا...للموت أرجو وقد جهزت أكفاني

    أحمدألـــعزام
    sasasa47@hotmail.com

  7. #7
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أخي الأستاذ مجدي
    قصة بطولة من البطولات الفلسطينية التي تحدث يوميا ، حبكتها باسلوب سلس مع وفرة لافتة من الجمل البلاغية
    و لكنها بحاجة إلى مراجعة لغوية لتصحيح بعض الأخطاء
    دمت مبدعا
    نزار


  8. #8
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    الأستاذ مجدي
    ابحث لقصتك هذه عن سيناريست، فيه مشاهد مثيرة .. فهذا البطل بترت ساقه، وتخلت عنه حبيبته لتذهب مع غيره من الخونة.. يحب ثانية ويفقد إحدى عينيه، ويعوضها بعدسة، وهذه المرة تتعلق به هذه الأصيلة .. الأصيلة للأصيل أو الطيبات للطيبين كما في الآية الكريمة.. لغة راقية واسلوب متميز .. فقط بعض هنات الرقن اثرت على النص.. تحيتي


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية مجدي السماك
    تاريخ التسجيل
    06/09/2007
    المشاركات
    602
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي سيناريست

    اخي الحاج بونيف ..اشكر مرورك الكريم
    الاحداث هنا كثيرة ..قد يكون معك حق للبحث عن سيناريست .
    الطيبة للطيب ..نعم اخي فهي امراة اصيلة .
    تحياتي لك


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية مجدي السماك
    تاريخ التسجيل
    06/09/2007
    المشاركات
    602
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي سيناريست

    اخي الحاج بونيف ..اشكر مرورك الكريم
    الاحداث هنا كثيرة ..قد يكون معك حق للبحث عن سيناريست .
    الطيبة للطيب ..نعم اخي فهي امراة اصيلة .
    تحياتي لك


  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية مجدي السماك
    تاريخ التسجيل
    06/09/2007
    المشاركات
    602
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي استاذ نزار

    استاذ نزار ..اشكر مرورك الكريم
    نعم يا اخي ..يجب تمجيد الابطال والبطولة .
    هذا هو واقع حالنا ..مع خالص تحياتي


  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية مجدي السماك
    تاريخ التسجيل
    06/09/2007
    المشاركات
    602
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي استاذ نزار

    استاذ نزار ..اشكر مرورك الكريم
    نعم يا اخي ..يجب تمجيد الابطال والبطولة .
    هذا هو واقع حالنا ..مع خالص تحياتي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •