ما يميز الكتابة الأدبية عند نزار ب الزين بصفة عامة ،هو تركيزها على الهدف بدون الانشغال بالحدلقات اللغوية والتعبيرية ،وهذا ما شبهه البعض -عن حق - بطلقة الرصاصة ،بحيث تتوجه القصة إلى الهدف مباشرة.. ولعمري فإن ذلك يعبر عن نضج في التعاطي مع اللغة، ووظيفتها الحقيقية في القصة القصيرة جدا..و النموذج الذي يقترحه علينا الكاتب - من خلال هذه القصة - يقدم البينة على عبثية الطرح الذي يعتبر اللغة كل شيء في الأدب.. ولعل من حسنات هذا التوجه أنه يخلص الكاتب من معضلة مستعصية ، يعاني منها كثير من كتاب القصة والشعر بدرجة أكبر ،وأعني بها الكتابة من الذاكرة.. أقصد الكتابة مما تراكم لدى الكاتب من النصوص والعبارات المحفوظة.. وهذا بلا شك يحول دون توظيف الكاتب لتجربته الشخصية، ونحته عبارته من خلال ما يحيط به من أحداث وأشخاص وعلاقات.. وهذا بالضبط ما يحرص الأستاذ نزار عليه ،في كتاباته ،فهي مترعة بالواقع والمعاش ..يلتقط من خلالها القارئ ذبذبات الحياة كما نعيش الآن وهنا.
تحياتي القلبية.
المفضلات