آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل هي آخر قمة عربية ؟ . د / لطفي زغلول

  1. #1
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي هل هي آخر قمة عربية ؟ . د / لطفي زغلول


    هل تكون آخر قمة عربية ؟

    قراءة .. في قمّة دمشق

    د/ لطفي زغلول - نابلس

    بتمثيل منخفض جدا ، وغياب ملحوظ للعديد من قادة الأنظمة العربية السياسية ، انعقدت قمة دمشق يومي السبت والأحد التاسع والعشرين والثلاثين من شهر آذار / مارس من العام 2008 ، وأصدرت بيانها الختامي . وللحقيقة فثمة بندان لافتان على أجندتها يطرحان لأول مرة . الأول يخص موضوع بطالة القوى الشابة العربية الراغبة في العمل . والثاني موضوع اللغة العربية التي تتعرض لتراجع ملحوظ على شتى الصعد المفترض أنها قومية . وما عدا ذلك فإن بقية الموضوعات المطروحة هي قضايا عربية عالقة ، منذ عقود أو سنين .
    بداية لطالما استهوت القمم العربية ، ما قبل انعقادها ، وفي أثنائه ، وما بعده الكتاب والمحللين السياسيين ذوي الإتجاهات السياسية المختلفة والمتعاكسة للكتابة عنها في شتى المجالات ، جدواها ، ضرورتها ، تركيبتها ، درجة التمثيل فيها ، أجندتها ، الحاضرين ، المتغيبين ، الممتنعين ، التوصيات والنتائج ما كان لها رصيد على أرض الواقع ، وما لم يكن لها ، وكان نصيبه غياهب الرفوف .
    إن قمة دمشق لا تخرج عن هذا الإطار التحليلي لأية قمة . إلا أن كل كاتب ومحلل يتناولها من حيث منظوره ورؤاه السياسية . فهي في نظر البعض ضرورة ملحة ، وإن مجرد انعقادها مكسب للأمة العربية ، أيا كانت نتائجها . وهي في نظر البعض الآخر مجرد مضيعة للوقت ، وتكرار لحالة العجز والضعف التي آلت إليها الأنظمة العربية السياسية ، وليس أدل على ذلك من انخفاض سقف ما يفترض أن يعالج كثيرا من قضايا الأمة العربية العالقة منذ عقود وسنين طوال .
    وحتى نكون على قدر ما من الإنصاف ، فإذا كان الهدف من انعقاد هذه القمة هو الإنعقاد في حد ذاته ، فمما لا شك فيه أن قمة دمشق ، قد آتت أكلها ، وحققت أهدافها إلى حد كبير . أما إذا كان الهدف غير ذلك ، فإن ما كان متوقعا منها ، لا يغني ولا يسمن من جوع ، وليس أدل على ذلك من انخفاض سقف نتائجها وتوصياتها ، وليس في ذلك ما هو مستغرب من هذه القمم العربية .
    ولنعترف أن الطريق لم تكن معبدة أمام قمة دمشق ، وكان جليا أنها كانت تعاني من انقسام حاد في الرأي والرؤيا بين الأنظمة العربية ، وقد تمثل هذا في تغيب قادة عرب كبار عن شد الرحال إلى عاصمة الأمويين ، واكتفائهم بتمثيل متدني المستوى . وإذا ما أضيف إلى هذا التغيب امتناع لبنان عن المشاركة لأول مرة في تاريخ القمم العربية ، فإن الأمر يصبح عناوين لرسائل ذات دلالات لا تحتمل التأويل مفادها أن المشهد العربي قد أصابه صدع قد يكون من الصعب رأبه .
    إن القضايا العربية العالقة ، والتحديات التي يواجهها العالم العربي منذ عقود وسنين ، هي في اعتقادنا ، والأوضاع العربية على ما هي عليه ، من الثقل والخطورة والإتساع ، بحيث تشكل عبئا لا تقدر أية قمة عربية أن تتصدى له ، ما لم تكن ندا حقيقيا يملك كل مقومات التحدي والتصدي .
    ومثالا لا حصرا ، إن القضية الفلسطينية بكل مشاهدها ، قد وصلت إلى نقطة خطيرة من الضياع في ظل هذا الصمت والتعاجز العربيين ، وهذه اللامبالاة وعدم الإكتراث بما يجري على ساحتها ، أو معاناة أهلها الذين ذاقوا الأمرين ، وما زالوا تحت ظلال الإحتلال الإسرائيلي .
    إن تهويد القدس قاب قوسين أو أدنى . ها هو الأقصى الجريح يصرخ ولا من سميع أو مجيب . وها هي جرافات الإستيطان لا يهدأ لها هدير ، تفترس الأرض الفلسطينية شبرا شبرا ، وتزرع المستوطنات الواحدة تلو الأخرى . وها هو الجدار العازل زاحف يبتلع البلدات والقرى الفلسطينية . وها هي الإجتياحات المدمرة تحصد البشر والحجر والشجر . وها هو حصار غزة الخانق يحرمها من أبسط مرافق الحياة الإنسانية .
    إنها القضية الفلسطينية التي كانت ذات يوم قضية العرب الأولى ، لم تعد القضية الثانية ولا الثالثة ولا حتى العاشرة . إن العالم العربي لاه وساه ، لم يعد يوليها أدنى اهتمام في ظل صمته المريب حول ما يجري لشعبها ومقدساتها وكل ما يمت لها بصلة . وهذا غيض من فيض يسوقنا للحديث عن المبادرة العربية التي انتهجت خيار السلام الإستراتيجي مع إسرائيل .
    وها هي المبادرة العربية ما زالت نجمة هذه القمة . وليس في ذلك أي مانع . إلا أن المشكلة تكمن في الأطراف الموجهة إليها هذه المبادرة وهي إسرائيل وحليفتها الإستراتيجية الولايات المتحدة الأميركية ، وهما اللتان تعرفان يقينا أن كل ما تقدمه الأنظمة العربية على طبق القضية الفلسطينية له طعم العجز والضعف ، وتفوح منه رائحة الشعور بضرورة التخلص من عبئها الذي أصبحت تنوء بحمله ، ولا قبل لها بتحمل المزيد من تبعاته .
    وفي ظل الظروف العربية الراهنة ، وسواء سحبت هذه المبادرة السلمية ، أم لم تسحب ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا : وهل لدى الأنظمة العربية البديل عنها ؟ . والحقيقة أنه لا يوجد بديل لها على مستوى هذه الأنظمة . الأمر الذي يجعل إسرائيل سادرة في مشروعاتها الإستيطانية ، ورافضة لأية مبادرة سلمية عربية ، وردود أفعالها على أرض الواقع الفلسطيني ، لا تحتاج إلى برهان ودليل . إن السلام الحقيقي العادل والمشرف هو آخر ما تفكر فيه إسرائيل . وهذه حقيقة لا لبس فيها .
    والقضايا العربية العالقة الأخرى كثيرة جدا . إن القطر العراقي الشقيق يتصدر قائمة هذه القضايا . وفي كثير من الأحيان كان المواطن العربي يشعر بما لا يدع مجالا للشك أنه قد ترك وحيدا في محنته الكارثية التي أفرزت هذا الشلال غير المنقطع من دماء أبنائه ، وهذا الإرتحال القسري عن أرض الرافدين .
    والصومال ليس بأحسن حالا . إن المرء يشعر وكأن هذا القطر لا ينتمي إلى جامعة الدول العربية ، ولا إلى الأمة العربية . لقد ترك هو الآخر أكثر من عقدين من الزمن ، وحيدا يعاني ما يعانيه جراء حربه الأهلية التي أعادته إلى عصور من الإنحطاط والتأخر والدمار والبدائية . وأما السودان ، فإن الحديث عن المشكلات والتحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها تفوق الوصف . وأما لبنان ، فإن انقسامه إلى معسكري المعارضة والموالاة ، قد يجره لا سمح الله إلى حرب أهلية جديدة .
    لقد ترسخت قناعة لدى الشارع العربي أن الحلول للمشكلات العربية الراهنة لا تتأتى من مجرد انعقاد القمم ، ولا من اتخاذ بعض القرارات التي في كثير من الأحيان ليس لها رصيد لتوظيفها على أرض الواقع ، بقدر ما تتأتى عبر إدراك ووعي عميقين لحالة التردي التي وصلت إليها الأوضاع المزرية في العالم العربي جراء السياسات العربية الداخلية والخارجية . وهذا يدعى الشعور بالمشكلة وهو شرط مسبق وأساسي لإيجاد حل لها .
    لقد عقدت قمة دمشق العشرون ، التي أطلق عليها تيمنا قمة التضامن العربي . ولا تعنينا مقرراتها وتوصياتها ، هذا إذا ما كتب لها أن تحظى بأي رصيد على أرض الواقع ، وإنما تعنينا خارطة الأوضاع العربية العامة الراهنة المتمثلة بهذا البحر المتلاطم من التناقضات والإنقسامات والخلافات والشكوك والمخاوف العربية العربية على كافة الصعد ، والتي تشكل المساحة الكبرى من هذه الخارطة . ويخشى والحال هذه أن تكون قد عمقت الإنقسام وكرسته امتدادا لأجيال عربية لاحقة . وفي ظل هذه الأوضاع ليس من المستبعد أن تكون هي آخر قمة يشهدها العالم العربي .
    كلمة أخيرة . لقد حاولت قمة دمشق جاهدة وسط بحر من التحديات الخارجية والداخلية توجيه بوصلة التحرك العربي إلى نحو ما اعتقدت أنه الإتجاه الصائب . وهذا بحد ذاته تحد مضاد . إلا أنه على ما يبدو أن هموم الواقع العربي ومشكلاته أثقل بكثير مما تصورته هذه القمة . ولم يبق للمواطن العربي إلا أن يرفع يديه عاليا إلى السماء ، سائلا العلي القدير أن يرأف بهذه الأمة ، وأن يغير الحال بأفضل منها .

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    عندما يرحل عمر موسى وبدلاته الأنيقة وكلماته المنمقة التي لا تعبر عن الحق بقدر ما تعبر عن التملص منه،

    عندما يتم انتخاب الأمين العام بصورة ديمقراطية ودورية

    عندما يحضر القمة كل الرؤساء لأنهم يحسون أنه واجب مقدس

    عندما يتنازل كل واحد شبرا حتى يلتقي الجميع في الوسط، أي أقرب ما يكون لمصالح الأمة جمعاء

    عندما يبصق التصريح الختامي جهرًا على كل أعداء الأمة

    عندما تكون هناك لجان عسكرية ولجان ثقافية كما توجد لجان اقتصادية ولجان تطبيعية ولجان تلفيقية ولجان نفاقية...

    عندما لا يظن أي رئيس أو ملك أو أمير أنه أفضل من الآخرين أو أنّ شعبه أقوى، أثرى، أذكى...

    عندما نغيّر ما بأنفسنا ونجاهد لنكون اليوم أفضل من الأمس، وغدًا أفضل من اليوم،

    وقتها سيكون الله والنواميس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي وضعها لبني البشر، معنا. ونكون بأفضل حال.

    والسلام عليكم

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    08/03/2008
    المشاركات
    17
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    أستاذنا المبجل لطفى زغلول

    حديثك هو الحقيقة والأقرب لما يدور فى عقل كل من يفكر ..

    أرى أن بوش وأولمرت لن يرتعدان إذا اجتمع الحُكّام العرب .. والأجدر أن نقول حُكّام لأنه لم يعد من بينهم قائد ولا زعيم

    والقمة ماهى إلا دور للكومبارس العرب أمام كاميرا السياسة العالمية .. وكالعادة بالنسبة لنا تخيب الآمال أو يخيب معظمها إن كنا محظوظين ببعض التفاؤل

    وقد أشرت فى مقالك الرائع " لقد ترسخت قناعة لدى الشارع العربي أن الحلول للمشكلات العربية الراهنة لا تتأتى من مجرد انعقاد القمم ، ولا من اتخاذ بعض القرارات التي في كثير من الأحيان ليس لها رصيد لتوظيفها على أرض الواقع ، بقدر ما تتأتى عبر إدراك ووعي عميقين لحالة التردي التي وصلت إليها الأوضاع المزرية في العالم العربي جراء السياسات العربية الداخلية والخارجية . وهذا يدعى الشعور بالمشكلة وهو شرط مسبق وأساسي لإيجاد حل لها .

    فماهو الحل ؟! .. أو ماذا نفعل ؟؟

    كل الشكر والإحترام لك أستاذى

    تحيتى


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •