القاعدة المنذرية الذهبية
للجمل الاستفهامية
لا يجتمع المعرفة المستفهم عنه وضميره المنفصل في جملة استفهامية أولها إحدى أدوات الاستفهام
(ما-أين-من)
وينبغي الاستغناء في هذه الحالة بأحدهما عن الآخر
ولا يجوز أن يفصل بين أداة الاستفهام والمعرفة المستفهم عنه أي ضمير منفصل أو أي حرف توكيد
قال تعالى: {الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ }[الحاقة : 1 ـ 3 ].
وقال تعالى: {الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ}[القارعة : 1 ـ 3 ].
وقال تعالى: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها) البقرة - 69
وقال تعالى: (يقول الإنسان يومئذ أين المفر) القيامة [10]
وقال تعالى: (أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) الأنعام [22]
وقال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ...) الرعد 16
وقال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) المؤمنون 86
وقد كانت العرب إذا أرادت السؤال عن شيء جعلته مسبوقا مباشرة بإحدى أدوات الاستفهام (ما – أين – من) وقالت: ما الحج؟ ومن الحاج؟ وأين الطريق؟ إذ هكذا يستفهم عن الشيء الواحد، أما إذا أريد الاستفهام عن شيئين فينبغي أن يفصل بينهما حرف عطف. يمكنك أن تقول من هو؟ للاستفهام عن أحدهم، ويمكنك أن تقول: من أحمد؟، لكن ليس من المنطقي ولا يصح ولا يجوز ولا ينبغي لك أن تقول: من هو أحمد؟ إذ ما الحكمة في السؤال عن هو، بينما نريد السؤال عن أحمد؟ فإما أن تقول: من هو؟ وإما أن تقول: من أحمد؟
إذ لو جاز لنا أن نستفهم عن الغائب بقولنا: من هو أحمد؟
لجاز لنا أن نستفهم عن المخاطب بقولنا: من أنت هلال؟
ولجاز لنا أن نستفهم عن المتكلم بقولنا: من أنا منذر؟
فتأملوا في مدى ركاكة العبارات بأعلاه،
وتأملوا في مدى سخفها وضعفها.
الصواب هو أن نستفهم بقولنا:
عن الغائب: من هو؟ أو من أحمد؟
وعن المخاطب: من أنت؟ أو من هلال؟
وعن المتكلم: من أنا؟ أو من منذر؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منذر أبو هواش
المفضلات