آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 36 من 36

الموضوع: ابن العلقمي يعود

  1. #21
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد نجيب العمامي مشاهدة المشاركة
    السيدات والسادة أعضاء منتديات واتا
    أسألكم لفائدة من يصبّ النبش في التاريخ وتغذية الضغائن والأحقاد؟ ألا يوجد شيعة يرفضون الاحتلال ويقاومون الطائفيّة؟ ما الفرق بين يقتّل السنة ومن يؤلّب الناس على الشيعة لمجرّد أنّهم شيعة؟ ألا توجد مراكز تستغلّ الشيعة فتوظفهم لمصالحها الضيّقة؟ أفُقد الأمل في قيام عراق واحد موحّد، عراق لا فرق فيه بين سنّيّ وشيعيّ وعربيّ وتركمانيّ وكرديّ إلاّ بمحبّة البلاد والعباد؟ ألا يساهم مهاجمو الشيعة من حيث يعلمون أو لا يعلمون في تفتيت العراق وفي تأجيل يوم نصره على كلّ أعدائه، الأقربين والأبعدين؟ هل للعراقيّين من حلّ غير التعايش في كنف الوحدة الوطنيّة؟
    والسلام
    محمد نجيب العمامي
    تونس

    ]وهل في ذلك عيب وزيغ يا أخي الكريم الفاضل
    محمد نجيب العمامي
    أن ننبش في تاريخنا ونعلم من هم الذين خانوا الأمة !!!؟؟؟...
    العلقمي هذا والله يشهد بأنه عاد ممثلًا في الحكومة العراقية العميلة
    التي شهد لها اليوم بوش حليفها بأنها حكومة غير ناضجة
    ونحن يا أخي نردد معكَ ونقول :
    نعم وألف نعم نريد عراقًا موحدًا
    نريد عراقًا أبيّا صامدا
    كما كان من قبل[/color]


  2. #22
    شاعر / أستاذ جامعي الصورة الرمزية نذير طيار
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,025
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    "دور الشيعة بين الحقيقة والاوهام"كتاب لسعودي برأ " أبن العلقمي"

    -----------------------------------------------------

    سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة
    بين الحقيقة والإتهام
    استاذ التاريخ الإسلامي والدراسات الشرقية
    بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض
    الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي

    أكاديمي سعودي يبرا أبن العلقمي من تهمة الخيانة


    أصدر أستاذ التاريخ الإسلامي والدراسات الشرقية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي دراسة موسعة عنونها بـ : " سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة بين الحقيقة والإتهام " عن دار ابن حذيفة – أثارت غضب المتشددين والتكفيريين في السعودية ووصفها سليمان بن صالح الخراشي تفاجأت عندما رأيته يردد ما ردده الشيعة الرافضة من تكذيب لأي خيانة لأسلافهم وكان الدكتور عبدالعزيز الهلابي قد ألف قبل سنوات كتاباً حول أسطورة " عبدالله بن سبأ " دراسة للروايات التاريخية عن دوره في الفتنة التي يتخذ منها التكفيريون مادة دسمة لتمزيق أواصر الوحدة الوطنية بشكل يخالف قرارات مؤتمر القمة الإسلامية " بيان مكة " وتوصيات خمس لقاءات للحوار الوطني السعودي وقبلها فتاوى شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمد شلتوت القاضية بجواز التعبد بالمذهب الشيعي وفوق هذا وذاك الارادة السياسية المتوجهة للتفاعل مع الدعوات الاصلاحية والداعية للاعتراف بالآخر .

    الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي شخصية متفتحة سافر لأغلب بلدان أوربا وأمريكا والمشرق الإسلامي (الهند وباكستان وإيران وروسيا) وحكم أكثر من سبعين كتاباً وبحثاً علمياً وناقش رسائل للماجستير والدكتوراه وأنتج مجموعة من المصنفات العلمية والدراسات منها - أوضاع الدول الإسلامية في المشرق الإسلامي - وتتبع المصادر العلمية التي تحدثت عن تاريخ المغول في العالم بكافة اللغات الحية واللغات القديمة كالصينية والمغولية واليابانية والروسية والجرجانية والأرمنية والسريانية واللاتينية إلى جانب لغات تركية وسافر لهذا الغرض للمكتبة السليمانية ومكتبة متحف قصر طبقباي في اسطنبول والمكتبة الظاهرية بدمشق ودار الكتب بالقاهرة وجامعة انقلاب (الثورة) بطهران ومكتبة مجلس الشورى الوطني الإيراني ومكتبة جامعة طهران ومكتبة إيران الوطنية ومكتبة مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن وتوصل لنتاج باهرة نسف من خلالها ما أثير من خيانات وهمية لا أساس لها من الصحة اتخذت أساساً للتشنيع دونما دليل علمي ملموس .

    "هل كان هولاكو محتاجاً إلى لمساعدة المسلمين الشيعة ضد المسلمين السنة، حتى نقبل أنهم كانوا أحد العوامل التي أدت إلى سقوط بغداد ؟." في الحقيقة لم يكن هولاكو محتاجاً إلى مساعدة من أي فرد، شيعياً كان أم سنياً، لذلك فإننا نجد – كما يظهر لنا- أنه من غير المحتمل، أن لم يكن من المستحيل، أن يكون لهذه الطائفة من المسلمين أي دور فعال، سواء من داخل أو من خارج بغداد، في هجوم المغول ضد العاصمة العباسية، بغداد، وخلافتها السنية "! (332)

    ولم تثبت تلك المصادر أن المسلمين من الشيعة الساكنين في حي الكرخ داخل بغداد لم يشاركوا في الدفاع عن بغداد أبان الحصار المغولي لهذه المدينة ومع ذلك فإنهم لم يشاركوا في الحرب ضد المغول أو أنهم ابدوا تحفظاً أو عدم تحمس في قتال المغول " ثم يردف الدكتور الغامدي قائلاً مع أنهم كانوا ممتعضين من حكومتهم وجيشها المكون من مماليكها الذين يقوم بإدارة شئونه وقيادته مملوك تركي (الداواردار الصغير) الذي هاجم احيائهم السكنية فسلبها المماليك وقتلوا أهلها وهتكوا أعراض النساء قبل أقل من سنتين كل ذلك بأوامر من قائدهم أيبك الدوادار .
    تلك التهم التي وجهها لهم أخوانهم المسلمون من أتباع المذهب السني ووجدت لها صدى في كتبهم التاريخية على وجه الخصوص ويدلل المؤلف على بطلان هذه الأقوال بأنه لو كان الشيعة أعوان للمغول إذاً " لماذا أقدم المغول على أقتحام جميع الاحياء السكنية ، لاتباع المذهب الشيعي في داخل بغداد وما تلاه من أعمال بشعة أرتكبها الغزاة المغول في حقهم وبهذه الطريقة ذبح أهلها دون تمييز بنفس الطريقة التي عومل بها بقية المسلمين داخل تلك المدينة المنكوبة " ص333 .

    ثم يناقش الدكتور بحسب ما توصل إليه من خلال دراسة المصادر والوثائق التاريخية جوهر التهمة وتحديداً فيما ينسب للوزير الشيعي المذهب مؤيد الدين محمد بن العلقمي فيقول "الذي يبدوا لنا - والكلام للمؤلف - هو: أن هذه الاتهامات ضد ابن العلقمي وما الصق به من أمور الغدر والتشنيع به ما هي إلا نتيجة لذلك العداء المستحكم الذي كان يسود العلاقات بين هذا الوزير والدواة دار الصغير وأنها لم تكن إلا اتهامات مضادة قام بتوجيهها الاخير ضد خصمة الوزير والسبب في ذلك هو أن ابن العلقمي والدوا دار الصغير كانا متنافسين كما ان الاول قد سبق واتهم الأخير بأنه كان يخطط للثورة ضد الخليفة المستعصم للاطاحة به ومن ثم تنصيب ابنه الاكبر أبو العباس في مكانه على كرسي الخلافة " ص 334 وهكذا أضاف المؤرخون وزادوا نتيجة الروح الطائفية المستحكمة .

    النقطة الأخرى التي يناقشها الدكتور الغامدي هي الاتهام بأن الوزير ابن العلقمي حمل مسئولية ووزر تسريح مائة وعشرين ألف جندي من جيش الخلافة من الخدمة العسكرية كما أشيع لدى المؤرخين بان الوزير استطاع اقناع المستعصم بزوال خطر المغول
    التهمة الثالثة التي توجه لابن العلقمي هي انه عندما أراد حسام الدين بن عكا الثورة ضد المغول وشى ابن العلقمي لذلك عند المغول يقول المؤلف:
    يظهر لنا بجلاء واضح من الروايات التي أوردت لنا الكيفية التي تمت بموجبها المراسلات المزعومة بين الوزير ابن العلقمي والمغول ممثلين بقائد حملتهم هولاكو خان أن هذه المسألة هي الى الاسطورة المختلقة أقرب منها إلى الحقيقة والواقع .
    ويثبت الدكتور الغامدي من خلال تناقض الروايات سواء التي ذكرت انه حلق رأس جندي وكتب على رأسه الرسالة بالصبغ ثم انتظر حتى يكبر شعره ويرسله لهولاكو أو التي ذكرت ان هولاكو انتحل شخصية تاجر وأتى لبغداد دون أن يقبض عليه أحد ويمكن إثبات ذلك من خلال أن أغلب المراجع التي تقدح في الوزير ابن العلقمي بدافع طائفي وليس علمي ليس إلا كالجوزجاني في الطبقات وابو شامه في التراجم وابن الساعي في المختصر واليونيني في ذيل مرآة الزمان وابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات والذهبي في تاريخه وغيره كثير كثر كل أولئك كتبوا هذه الاشاعة وزاد عليها كل مؤرخ ما يحلو له واعتمدها المؤرخ ابن العميد المسيحي في مصر الذي لم يشهد الواقعة بل نقلها في كتابه المخطوط أخبار الايوبيين ورقة 261 ولحق هؤلاء المستشرقون في ذكر هذه التهمة كما ذهب لذلك رافرتي بينما دافع عنه المؤرخون الشيعة كابن الطقطقا في الآداب السلطانية ص 338 ورشيد الدين في جامع التواريخ ج2 ص 699 وعباس إقبال في تاريخ مفصل إيران ج1 ص 187 وآخرون غيرهم .
    ويثبت المؤلف حجم التناقض في الروايات التي أشار فيها ابن العلقمي على الخليفة بوجوب تلطيف الاجواء مع هولاكو لكي يأمن شره ومن ذلك ما أورده رشيد الدين في جامع التواريخ ج2 ص 712 في معرض دفاعه عن الوزير العلقمي فمرة يذكر ان الوزير خاطب الخليفة في رده عليه قائلاً:
    يظنون أن الأمر سهل وإنما هو السيف حدثت للقاء مضاربه وقوله اثناء حصار بغداد لحية الوزير طويلة أو لحيتنا طويله لكون الخليفة لم يرسل الهدايا لاسترضاء المغول رغم ان هذا الرأي ذهب إليه الخليفة نفسه وشرع في تنفيذه لولا معارضة الدوادار الصغير .
    التهمة الرابعة لابن العلقمي انه المسئول عن غرق جيش الخليفة حينما خرج لمقابلة المغول في معركة الانبار حيث اتهم ابن العلقمي بأنه أرسل أصحابه لتكسير السدود والحواجز المائية وكذلك اتهم بانه حث الخليفة على إعدام الخليفة المستعصم .
    وبالنسبة لاتهام ابن العلقمي فلا يمكن لأي شخص أن يكون عادلاً أو منصفاً في حكمه ما لم يكن ذلك المرء على علم تام بعدة حقائق ومن هذه الحقائق ما يتعلق بالعوامل الخارجية واعني بذلك حقيقة المغول وسياستهم تجاه الشعوب ثم نظرتهم العامة للعالم وبتاريخهم وفتوحاتهم ثم على علم ولو كان بسيطاً عن كيفية تعاملهم مع الآخرين ومن هذه الحقائق (اعني الوزير) شخصية الوزير ذاته ثم علاقته بسيده والأسرة التي يخدمها ثم علاقته مع زملائه ومنافسيه ثم مدى فعالية وإمكانية الوزير لو قلنا بقول المتهمين في نجاح حملة هولاكو تلك أما أن يصدر المرء حكمه لمجرد قراءة قرأها في مصدر تاريخي معين ذي ميول واتجاهات تمليها أهداف أو مذاهب معينة دون تمحيص أو تدقيق أو أخذ الرواية على علاتها فالإجابة على هذا خارجة عن نطاق البحث العلمي .
    والذي نراه صحيح في هذا الشأن كما يبدو لنا – هو أن المؤرخين الذين اتهموا الوزير ابن العلقمي وعلى رأسهم الجوزجاني كانوا مؤرخين متطرفين فقد وجهوا إليه تلك التهم بدافع التعصب المذهبي تمليه حوافز عدوانية وعواطف تحاملية يكنونها تجاه هذا الوزير المسلم الشيعي المذهب لهذا ليقف المرء عند روايات من هذا القبيل موقف الشك هذا إذا لم يرفضها رفضاً قاطعاً وأن ما أورده أولئك المؤرخون في تقاريرهم حول هذا الشأن لا يقوم على أساس علمي دقيق ومحقق ..
    مؤيدات أخرى
    1 – امتداح المؤرخ السني ابن الجوزي الوزير ابن العلقمي الشيعي بوصفه انه رجلاً ورعاً تقياً مستقيما وأنه قارىء لكتاب الله " سبط ابن الجوزي – مرآة الزمان ج2 ص 747- 762
    2 – يبدوا انه من غير المحتمل إذ لم يكن من المستحيل أن يذهب الوزير إلى ذلك الحد من التطرف لان المغول سيقضوا على الخليفة وعلى كل المنافسين بما فيهم الوزير على حد سواء .
    3 – ما ورد لدى المؤرخين لم يكن من مؤرخين عراقيين معاصرين فالمؤرخ الجوزجاني كان يعيش في الهند في دهلي وأبي شامه صاحب الذيل على الروضتين كان يعيش بدمشق ولا يوجد شاهد عيان يؤكد ما لدينا من آراء .
    4 – حملة المغول العسكرية كانت مقررة على بغداد كما هي على كل العالم سواء افترضنا التنسيق المسبق للوزير أم لم نفترض .
    5– لم يفرق المغول في التنكيل بين السنة والشيعة أثناء الهجوم على بغداد فقد قتلوا الجميع ونكلوا بهم .
    6 - كان الوزير على ثقة ويقين بعدم مقدرة الخلافة العباسية عن القيام بأي دفاع عن أي قوة مهاجمة فما بالكم بقوة عمالقة لم تكن بحاجة لاكثر من خمس سنوات لتحطيم الصين فما بالنا بـ 38 عام كانت فيها المناوشات تتجدد على بغداد ولا ضير في أن يكون لابن العلقمي رأي في ضرورة تهدئة قواعد اللعبة مع المغول لكي يأمن شرهم وهذا لا يعني الخيانة البتة
    7 – طلب هولاكو بعد وصوله لمنطقة همدان مقابلة الخليفة المستعصم أو أي من وزراءه ولم يكن هولاكو يفرق بين الوزير الشيعي أو السني وذات المستعصم توسل لابن العلقمي ان يخرج لهولاكو ليعرف مطالبه فقبل ابن العلقمي ولم يقبل الدواة دار وسليمان شاه بل عاندا ولم يستجيبا لرأي الخليفة لعله يخفف من تطرف هولاكو ويرحم سكان بغداد
    8 – الوزير ابن العلقمي خدم الدولة العباسية ثلث قرن واخلص في خدمتها 626-642هـ وخلال هذه الفترة لم يتعرض ابن العلقمي لاي أتهام البتة
    9 - ثم أن تهديد المغول لم يكن بالشيء الجديد فقد تعرضت بغداد لتهديد سابق أيام الاطاحة بالسلطان محمد خوارزم شاه ثم مجيء جلال الدين خوارزم الذي حال دون تقدم المغول سنوة 629 هـ ثم فترة حكم المستنصر وهنا ما معنى اتهام الوزير في هذه الفترة بالذات لماذا لم يقم الوزير خلال كل تلك الحقب بالتعاون مع المغول .

    ويخلص المؤلف إلى نتيجة مفادها على المرء قبل أن يصدر حكمه في مسألة مثل هذه أن يأخذ في الحسبان اعتبارات عدة :

    1 – دراسة الأساس الذي بنيت عليه هذه المسألة .
    2 – التحري عن القائل (عن ميوله الكتابية والمذهبية) .
    3 – الشخصية التي يعالج أمرها .
    4 – دراسة الأوضاع الداخلية والخارجية وحيثيات الموضوع من جميع جوانبه .

    مسك الختام

    إن التذرع باختلاق الفتن الطائفية والمذهبية وتحميل الحاضر وزر الماضيين لهو من اكبر الاسباب الداعية لانشغال المسلمين والانسانية ككل عن خلق الوحدة الوطنية وهذه دعوة اشادة بمثل هذه الاقلام المنصفة كالدكتور الغامدي لكي يتجاوز المسلمون على اختلاف مشاربهم اسباب الفرقة والتطاحن التي مل منها انسان الحاضر الساعي إلى التقدم والباحث عن الانصاف وينشغلوا ببناء الحاضر والبحث عن أسباب التآلف والوحدة والتسامح والعمل سوية لدرء المخاطر المحدقة بالانسانية ككل .

    رياضيات - صحافة - شعر - فلسفة علوم - معلوماتية

  3. #23
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    بقلم: د.محمد بسام يوسف




    استماتت إدارة البيت الأبيض الأميركي لإثبات امتلاك العراق أسلحةَ التدمير الشامل، واتخذت من ذلك مبرِّراً أساساً لاجتياح العراق، واغتياله، وسحق كل معالم الحضارة والإنسانية فيه !
    بعد انكشاف أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، عن طريق لجان التفتيش الاحتلالية نفسها، التي زرعت العراق طولاً وعرضاً بالتفتيش المتهالك، وغاصت مكائنها في باطن أرضه، وجاست أقمارها وأجهزتها التقنية في سمائه.. فلم تخرج إلا بالخيبة والعار والشنار، لتوضع إدارتها المتصهينة وجهاً لوجه، أمام أضخم كذبةٍ في التاريخ الحديث، فبركتها أجهزة الاستخبارات الصهيونية الأميركية، بالتعاضد مع دجّالي العصر، من الصفويين الفرس، الذين أزكم شذوذهم الأنوف، ودوّت لصوصيتهم في كل أنحاء العراق والعالَم، وذلك خلال عامين فحسب، من أعوام الاحتلال العجاف!..
    لأول مرةٍ في التاريخ، يُبَثّ الكذب متلفزاً، بثاً حياً مباشَراً إلى كل أنحاء العالَم، على لسان (وزير خارجية الدولة العظمى) كولن باول، ومن مَقرّ أعلى هيئةٍ أممية، التي من المفترض أن تكون حاميةً للشعوب من سطوة الدول الاستعمارية البغيضة، ومُحِقّةً للحق مُبطِلةً للباطل !.. ومع أنّ اعتراف (كولن باول) وزير خارجية (الكذب) الأميركي جاء متأخراً.. اعترافه بحجم الكذبة التي سوّقها على لسانه صهاينةُ البيت الأبيض وصفويّو المجوس من حَمَلة الجنسية الأميركية والإيرانية.. فإنّ الحقائق الجارية على الأرض العراقية لم يتغيّر فيها شيء، سوى التصعيد الهمجي التدميريّ للعراق، وتصعيد وتائر سلسلة الكذب الأميركي المتعمّد.. فطلع علينا الكذابون بكذبةٍ جديدة، هي أنهم احتلوا العراق للقضاء على الإرهاب ! فإذا العراق الذي لم يُعرَف عنه في تاريخه أنه كان مَصدراً للإرهاب.. قد أصبح مَفرَخةً للإرهاب الصفويّ الفارسيّ.. وبالمناسبة، فالفرس الإيرانيون تعدهم أميركة من محور الشرّ الذي يُصدّر الإرهاب إلى الغرب والعالَم، ولنا أن نتأمل بحجم الكذبة الجديدة للكذابين، حين نكتشف أن المتَّهَمين بالإرهاب العالمي قد نما عُودهم، واشتد ساعدهم، وتشكّلت لهم حكومة عميلة تستأثر بكل إمكانات العراق الضخمة، لتمارس الإرهاب في أبشع صوره، من خلال الحضن الأميركي والحاضنة الفارسية والأدوات الصهيونية.. فاغتيل العلماء العراقيون، وغُدِر بكفاءات الجيش العراقيّ الذي حمى الأمة من الشرّ الحقيقي القادم من الشرق، منذ بدايات هرطقة تصدير الثورة المجوسية إلى الخارج، وسُحِقَ الأحرار والأعيان في السجون والمعتقلات السرية والعلنية، وهُجِّر أبناء البلد الذين بنوه بعرقهم ودمائهم، وافتدوه بأرواحهم.. وبدأت أعظم فتنةٍ طائفيةٍ في تاريخ العراق تشتعل بأعواد ثقاب الصفويين، الذين زرعوا عبواتهم الناسفة في مساجد العراق ومقدّساته، السنية تارةً، والشيعية تاراتٍ وتارات، لاتهام شرفاء العراق بالإرهاب، من الذين هبّوا للدفاع عن وطنهم وحاضرهم ومستقبلهم ضد المحتل وأذنابه من علاقمة العصر الحديث.. ومارس أولئك الأغراب الذين حُمِّلوا جنسيةً عراقيةً مزوّرة.. مارسوا القتل والتدمير والتعذيب والنهب واللصوصية واستباحة كل شيء في الوطن العراقيّ.. مارسوه بكل حقدٍ طائفيٍ وعِرقيٍ معروفٍ عن الفرس المجوس عبر مراحل التاريخ.. ليصبح الإرهاب حقيقةً واقعةً واسعة الطيف والإمكانات، مدعوماً بكل إمكانات الدولة الفارسية الشيعية الطائفية في إيران : الاستخبارية والمادية والتعبوية واللوجستية والتسليحية والبشرية.. وذلك كله من خلال الحاضنة الأميركية التابعة للجيش المحتل، الذي قدم بذريعة القضاء على الإرهاب في العراق الراعي للإرهاب !.. وعندما اندفع العراقيون الشرفاء لمحاربة هذا الإرهاب القادم من الشرق المجوسي، وكذلك من وراء البحار.. خرج علينا الكذابون بكذبةٍ جديدةٍ أيضاً، هي أنّ الذين يقاومون المحتل الغاصب هم الإرهابيون، وقوى المقاومة التي ينخرطون في صفوفها هي الإرهاب !.. وبدأت الماكينة الإعلامية الصفوية والصهيونية الأميركية تشتغل ساعاتٍ إضافية، لترسيخ هذا المفهوم لدى العراقيين، ولدى العالَم كله، بما في ذلك بلاد العرب والمسلمين، فتحوّل الإعلام الرسميّ في دول العالم كله تقريباً.. إلى سِربٍ من الببغاوات، يسوسهم غراب واحد، يردّدون نعيقه في كل منبرٍ ومحفلٍ وقناةٍ ومحطة إذاعيةٍ وتلفزيونية !..


    وصلوا إلى كذبةٍ جديدة : إنهم قدموا لتحقيق الديمقراطية، وللقضاء على الديكتاتورية.. ولتحقيق الحرية، وللقضاء على الاستبداد.. بل لجعل العراق منارةً تبث نورها الديمقراطي الحرّياتي إلى كل دول المنطقة

    مَنذا الذي يصدّق زعيم الكذابين (طوني بلير) رئيس الحكومة البريطانية، بأنّ تفجيرات لندن لا علاقة لها بالعدوان البريطاني على العراق ؟!.. ولماذا لم تتعرض بريطانية لمثل تلك الهجومات عبر تاريخها، شكلاً وتنفيذاً وتوقيتاً ومغزى ؟!.. إنها كذبة أخرى تُضاف إلى سِجلّ كذب الكذابين؛ لأنّ الحقيقة التي لا يريد بلير أن يعترف بها، هي أنّ ممارسة إرهابه وإرهاب جيشه البريطانيّ إلى جانب سيده الأميركيّ في العراق، هو الذي فرّخ ما كان الكذابون يخشونه ويسمّونه الإرهاب، فكان عدوانهم واحتلالهم دافعاً قوياً لوصول الإرهاب إلى معاقلهم، فضلاً عن تحويل العراق إلى معسكرٍ ضخمٍ بكل إمكاناته التدريبية والتعبوية والتسليحية.. لصالح كل من يرغب بالانتقام من دولة الشرّ العظمى : الولايات المتحدة الأميركية، والتابعة بريطانية، والذنب إسرائيل التي تمثل السبب الجوهريّ لكل مشكلات المنطقة والعالَم !..
    إلى أين وصل الكذابون لتبرير عدوانهم على العراق، ولتبرير احتلاله وممارسة كل أشكال الانتهاكات والعدوان والاضطهاد بحقه؟!..



    وصلوا إلى كذبةٍ جديدة : إنهم قدموا لتحقيق الديمقراطية، وللقضاء على الديكتاتورية.. ولتحقيق الحرية، وللقضاء على الاستبداد.. بل لجعل العراق منارةً تبث نورها الديمقراطي الحرّياتي إلى كل دول المنطقة، لتحقيق (الأكذوبة) التي لم تتحقق بعد : الشرق الأوسط الجديد، الذي سيعمّه الرخاء والعدل والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان !..
    نظرة واحدة إلى العراق الجديد، ستجعل أي إنسانٍ عاقلٍ مهما كان غافلاً أو مُستَغفَلاً.. ستجعله يتأكد أن العراق الجديد الأميركي الصفوي الطائفي، لا يسير إلى حتفه فحسب.. بل إلى جَرّ المنطقة كلها وربما جَرّ كثيرٍ من مناطق العالَم.. إلى حتفها، وذلك بفعل عبقرية الكذابين الجدد، لماذا ؟!..
    العراق تحوّل إلى دولةٍ طائفية، الحظوة فيها للطائفة التي تمالئ المحتل، حتى لو كانت صفويةً فارسيةً متهمَةً سابقاً بأنها تابعة لإحدى دول محور الشرّ : إيران !..
    وجيش العراق الجديد وشرطته وأجهزة أمنه التي من المفترض أن تحقق الأمن والأمان للبلاد.. تحوّلت إلى مصدرٍ أساسٍ لفقدان الأمن، وفريقٍ عَبثيٍ غادرٍ لكل معالم الطمأنينة، ناشرٍ كل أشكال الخوف والرعب وسفك الدماء وانتهاك حقوق الإنسان، وما أقبية (الجادرية) إلا أنموذجاً لممارسات الكذابين الشنيعة !..



    وحكومة العراق العميلة، ضربت الأرقام القياسية في الفساد واللصوصية، وممارسة الطائفية بشكلها الأرعن الإجرامي الذي يندى له جبين الإنسانية، فتحوّلت منارة النور للكذابين.. إلى وصمة عارٍ في جبين الإنسانية، سيسجّلها التاريخ في إحدى صفحاته الأميركية السوداء، وما أكثرها من صفحات !..
    والدستور العراقي الجديد، تمت صياغته لخدمة المحتل وأشياعه الصفويين الفرس، ولتجزئة العراق، ولشحن النعرات الطائفية فيه، ولإشعال أضخم فتنةٍ عِرقيةٍ ومذهبيةٍ في تاريخه، لن يقتصرَ حريقها على العراق وحده، بل سيُشعل المنطقة كلها في أتونه عشرات السنين !.. علماً بأنّ الدستور الصفوي الأميركي الجديد في العراق، صاغته أيادٍ دخيلة، وصلت إلى ما يسمى بالبرلمان العراقي المؤقت، عن طريق انتخاباتٍ صوريةٍ كان التزوير الفاضح فيها هو سيد الموقف!.. فكان دستوراً مزوَّراً صاغته أيادٍ خبيثة مزوَّرة، قَدِمَت عن طريقٍ مزوَّر، أشرفت على إخراجه مفوضية للانتخابات صفوية مزوَّرة، بناءً على حُججٍ مزوَّرة، ضمن واقعٍ احتلاليٍ همجيٍ مزوَّر !..



    بعد أن فرض المزوِّرون دستورهم المزوَّر، بَنوا عليه انتخاباتٍ ثبت خلالها أنها كانت أكبر عملية تزويرٍ في التاريخ، من حيث اتساعها وأدواتها وأساليبها الجهنمية المتطورة، المبتكَرة في دهاليز إبليس الفارسيّ، فمن يتابع مهازل فصولها هذه الأيام، لا يعرف من أين يبدأ بالحديث عنها، ولا إلى أين سينتهي به المطاف :
    فالمفوضية العليا للانتخابات التي تشرف عليها.. صفوية طائفية منحازة مزوَّرة، في الوقت الذي يجب أن تكون دوليةً قضائيةً حيادية !..
    والانتخابات تحميها حكومة طائفية مزوَّرة، منبثقة عن انتخاباتٍ سابقةٍ مزوَّرة، تمثل ائتلافاً فارسياً طائفياً تزويرياً مُجَرَّباً !.. تلك الحكومة المزوَّرة، انتهكت حقوق الإنسان خلال أشهر عدة، على نحوٍ أشد مما انتهكه النظام الاستبداديّ السابق خلال عشرات السنين، ذلك النظام الذي قدمت أميركة بقضّها وقضيضها لاقتلاعه واستبداله، بزعم ترسيخ نظامٍ ديمقراطيّ، يحقق الحرية ويحترم حقوق الإنسان !..



    والائتلاف الحاكم الصفوي المنتهِك لحقوق الإنسان، هو الذي يدير لعبة الانتخابات، وهو الذي يسطو على كل إمكانات العراق ويسخّرها لصالحه ضمن هذه المهزلة الانتخابية، وهو الذي ينشر جيوشه الطائفية الغادرة لحمايتها، وهو المرشَّح الرئيسي لها، وهو الذي يملك الأمر كله في العراق، وهو الذي أثبتت الوقائع أنه (حاميها وحراميها) !..
    وصناديق الاقتراع، أصبح التعامل معها بطريقةٍ مبتكرةٍ تزويريةٍ بشعة، فلم تعد هناك حاجة لإتعاب المنتخِب بملأ البطاقة الخاصة به، بل تأتي البطاقات مستوردةً (بخيرها) كله ومختومةً جاهزةً للفرز.. تأتي ضمن شاحناتٍ ضخمةٍ من بلاد أحد أضلاع مثلث الشرّ الفارسيّ المجوسيّ !..
    والشرطة الحكومية المزوَّرة، وظيفتها يوم الانتخابات، هي التهديد والوعيد والقتل والاعتقال والضرب والاغتيال، وتسميم مياه الرافضين للتزوير، والحيلولة دون ممارسة أنصار التشكيلات السياسية الأخرى لحقهم الانتخابيّ، بطرقٍ وضيعةٍ خسيسة، وممارسة الويل والثبور وعظائم الأمور.. لكل مَن تسوّل له نفسه أن ينتخبَ غير قائمة الائتلاف الصفوي الفارسي الحاكم المزوَّر، الذي تمثله الحكومة المزوَّرة وشرطتها وجيشها المزوَّران!..



    وأجهزة الإعلام المزوَّرة الرسمية، وظيفتها الترويج التزويريّ للائتلاف المزوَّر الصفويّ المجوسيّ !..
    والمرجعية السيستانية الصفوية المزوَّرة (السيستاني إيراني فارسي وليس عراقياً باعترافه)، وظيفتها مباركة التزوير لفئتها الطائفية المزوَّرة، فضلاً عن دعوة الناس لممارسة حقهم في (تزوير) إرادة العراق والعراقيين، مع وعيدهم وتهديدهم بعذاب اليوم الآخر وأهواله لغير المزوِّرين، وإطلاق بعض الفتاوي التزويرية التي تخدم عملية التزوير وتشجّع عليها، كمثل : وجوب تفريق غير المنخرطين بالانتخابات (التزويرية) عن زوجاتهم، وما إلى ذلك من خرافات الصفويين وأساطير مراجعهم المتخلّفين، الوالغين في التآمر الطائفيّ ضد العراق وأمة العرب والإسلام !..
    حتى توقيت الإعلان عن نتائج (التزوير) أصبح مزوَّراً، فالمفوّضية المزوَّرة الفارسية، قطعت على نفسها وعداً بأنها لن تذيع نتائج الانتخابات (المزوَّرة) قبل مضي أسبوعين على عملية (التزوير).. لكنها نكصت بوعودها، باستعجال (تزويرها) وإعلان نتائجها المزوَّرة، لصالح الائتلاف الصفوي (المزوَّر)، بهدف فرض واقعٍ مزوَّر !..



    لقد قَدِم الكذّابون إلينا ليعلّمونا الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان.. فتعلّموا من حلفائهم الصفويين العلاقمة الذين يحتضنونهم.. تعلّموا أصول الديكتاتورية والقمع وانتهاك حقوق الإنسان.. فأصبحت إدارة (بوش الصغير) تمارس الديكتاتورية على طريقة عملائها الديكتاتوريين : من (أبو غريب).. إلى فضائح (التنصّت) -في أميركة نفسها- على عباد الله، مروراً بكل أشكال انتهاكات مبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان !..
    الكذابون يستعدون لتجهيز مِنصّات إطلاق أسلحة (التزوير الشامل) من طراز (كلاوات)، إلى كل أنحاء المنطقة ودولها، فالعراق الذي أريد له أن يكون -كذباً وزوراً- منارة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وأنموذجاً للمنطقة.. سيُطلِق -إذا لم يوقَف المزوِّرون عند حدهم- ضمن البرنامج (الديمقراطي) الأميركي الصفوي.. سيُطلِق صواريخ التزوير الشامل وجلاوزته إلى دول المنطقة، من طراز : صولاغ ناين (9)، وجعفري سيكستين (16)، وطبطبائي فور (4)، وحكيم تو (2).. وبقية أسلحة التزوير الفارسية المبتَكَرة !..



    فهل من مُتَّعِظٍ يا أهل العراق الأشم، وأيها العرب والمسلمون، وأيتها البنادق المقاوِمة التي يجب ألا تهدأ أبداً، طالما أنّ الكذّابين مُصِرّون على استخدام أسلحة (التزوير) الشامل، لترسيخ أمرٍ واقع، ناشئٍ عن تزويرهم وذيوله ودجل أذنابه وفحيح أدواته.. في بلاد الرافدين الشمّاء ؟!..

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  4. #24
    شاعر / أستاذ جامعي الصورة الرمزية نذير طيار
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,025
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    ابن العلقمي: وجهة نظر شيعية
    التهمة:
    كثيراً ما يثار جدل عقيم حول حادثة سقوط بغداد والخلافه العباسيه على يد طاغية المغول هولاكو حيث تناولت بعض الاقلام الوزير ( مؤيد الدين أبن العلقمي ) بتهمة في غاية الخطوره خلاصتها أنه قد خان سيده الخليفه ( المستعصم بالله ) ودينه الاسلام وجلب على قومه القتل والذل والخراب بمكاتبته لهولاكو وأطماعه بفتح العراق , متدرعين بجمله من ااسباب نو جزها هنا على شكل نقاط وهي :
    1) أن أبن العلقمي شيعي رافضي مخالف في توجهه مع المذهب الرسمي للدوله .
    2) لابن العلقمي ثأر مع أهل السنه وتصفية حسابات مع بعض مستشاري الخليفه كأبنه أبي بكر وقائده مجاهد الدين الدويدار الصغير وذلك بسبب نكبه الشيعه والتي اوقعوا بها في محلة الكرخ عام 654 هجريه والتي نتج عنها قتل العديد من أهلها وسبي الكثير من نساءها ونهبوا دورها ومحالها وقد كان في المحله اقارب للوزير وحرائر علويات .
    3) تهيئة الامور لهولاكو من خلال أشارته على الخليفه بتسريح أكثر جنوده .
    4) تشجيعه على عدم أنفاق المال في سبيل الاستعداد العسكري والجيش .
    5) تهوين أمر المغول بعين الخليفه .
    6) مطالبته للخليفه بالخروج لهولاكو حينما أحاط ببغداد للغرير به بحجة حضور عقد نكاح أبنة هولاكو من أبن الخليفه .
    هذه النقاط تعد أبرز النقاط والاسباب التي يتذرع بها الكتاب والمؤرخين المتحاملين على الطائفه الشيعيه وقبل ان نقوم بنقذ ومناقشة هذه النقاط احب ان اؤكد بأن الخيانه مهما كانت وممن تصدر هي جريمه موكل بها صاحبها فلا تزر وازره وزر أخرى وتبقى الخيانه لا جنسيه ولا ديانه لها .
    الموضوع على غايه كبيره من الاهميه ويستحق منا التركيز والاهتمام أكثر لنرفع عن أنفسنا هذه التهمه البالغة الخطوره ومع ذلك ورغم ثبوت براءتنا التي أقررها هنا قبل الخوض في الموضوع وقد قررها من كتب في الموضوع من علماءنا الابرار أطلب من الاخوه والاخوات الاعضاء كل من لديه اي معلومه بهذا الخصوص ان لايبخل علينا بطرحها .
    ما ورد من اقوال المؤرخين في هذه التهمة الخطيرة
    .................................................. ................................


    قال ابوشامة شهاب الدين عبد الرحمن بن اسماعيل (المتوفى سنة 665ه 1262م) عن حوادث سنة‏656ه/1258م ان التتار استولوا على بغداد بمكيدة دبرت مع وزير الخليفة .
    واعاد قطب الدين اليونيني البعلبكي (المتوفى سنة 726ه/1325م) العبارة نفسها، ثم اضاف‏اليها قوله: ان هولاكو تهيا في سنة اربع وخمسين وستمائة لقصد العراق، وسبب ذلك ان‏«مؤيد الدين بن العلقمي، وزير الخليفة، كان رافضيا واهل الكرخ روافض وفيه جماعة من‏الاشراف، والفتن لا تزال بينهم وبين اهل باب البصرة، فاتفق انه وقع بين الفريقين محاربة،فشكا اهل باب البصرة وهم سنية الى ركن الدين الدوايدار والامير ابي بكر ابن الخليفة،فتقدما الى الجند بنهب الكرخ، فهجموا ونهبوا وقتلوا وارتكبوا العظائم، فشكا اهل الكرخ‏ذلك الى الوزير، فامرهم بالكف والتغاضي، واضمر هذا الامر في نفسه وحصل بسبب ذلك‏عنده الضغن على الخليفة‏».

    وبعد ان اشار اليونيني الى الخليفة المستنصر باللّه وحال الجندفي عهده، عاد الى ابنه المستعصم وقال: «وكاتب الوزير ابن العلقمي التتر، واطمعهم في‏البلاد، وارسل اليهم غلامه واخاه، وسهل عليهم ملك العراق، وطلب منهم ان يكون نائبهم‏في البلاد فوعدوه بذلك واخذوا في التجهيز لقصد العراق، وكاتبوا بدر الدين لؤلؤ صاحب‏الموصل في ان يسير اليهم ما يطلبونه من آلات الحرب فسير اليهم ذلك. ولما تحقق‏قصدهم علم انهم ان ملكوا العراق لا يبقون عليه فكاتب الخليفة سرا في التحذير منهم وانه‏يعد لحربهم، فكان الوزير لا يوصل رسله الى الخليفة، ومن وصل الى الخليفة منهم بغير علم‏الوزير اطلع الخليفة وزيره على امره‏».

    ثم يمضي اليونيني فيصف تقدم جيش هولاكو الى بغداد وهزيمته لعسكرها واحاطته بها، ثم‏يعود فيقول: «فحينئذ اشار ابن العلقمي، الوزير، على الخليفة بمصانعة ملك التتر ومصالحته،وساله ان يخرج اليه في تقرير زواج ابنته من ابنك الامير ابي بكر ويبقيك في منصب‏الخلافة كما ابقى سلطان الروم في سلطنة الروم لا يؤثر الا ان تكون الطاعة له كما كان‏اجدادك مع السلاطين السلجوقية، وينصرف بعساكره عنك فتجيبه الى هذا، فانه فيه حقن‏دماء المسلمين، ويمكن بعد ذلك ان يفعل ما تريد، فحسن له الخروج اليه فخرج في جمع‏من اكابر اصحابه فانزل في خيمة ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والاماثل ليحضروا عقدالنكاح فيما اظهره، فخرجوا فقتلوا وكذلك صار يخرج طائفة بعد طائفة‏»
    وقال شمس الدين الذهبي (المتوفى سنة 748هر 1347م)، في كلامه عن وقائع سنة‏648 .ه/1250م ما ياتي: «واما بغداد فضعف دست الخلافة وقطعوا اخبار الجند الذين‏استنجدهم المستنصر وانقطع ركب العراق.
    كل ذلك من عمل الوزير ابن العلقمي الرافضي‏جهد في ان يزيل دولة بني العباس ويقيم علويا، واخذ يكاتب التتار ويراسلونه والخليفة‏غافل لا يطلع على الامور ولا له حرص على المصلحة‏»((146)) .

    وقال عبداللّه بن فضل اللّه الشيرازي الذي الف كتابه حوالى سنة 729هر 1328م ما معناه ان‏الخليفة المستعصم باللّه كان منصرفا الى الراحة واللهو، وكان وزيره ابن العلقمي مستبدابالامور حتى انه لم يكن يحترم المقربين الى الخليفة ولا يظهر تادبا في مخاطبته اياهم، وقدتغيرت نيته ازاء الخليفة بسبب واقعة الكرخ، لان ابن الخليفة ارسل جنودا اغاروا عليهاواسروا البنين والبنات، وبينهم العلويات، فبعث ابن العلقمي لذلك رسالة الى تاج الدين‏محمد بن نصر الحسيني، احد سادات العصر، وعندما فرغ البادشاه هولاكو سنة 654ه 1256م‏من فتح قلاع الملاحدة وارسل بالرسل يبشرون بالنصر في المشارق والمغارب، ارسل ابن‏العلقمي في الخفاء رسولا الى هولاكو اظهر الاخلاص والطاعة وزين مملكة بغداد في‏خاطره، وذم الخليفة، وقال لهولاكو انه اذا توجه بسرعة فسوف تسلم له مملكة بغداد، ولكن‏هذا لم يعتمد على قوله لان حصانة بغداد وكثرة جنودها كانت امرا مشهورا في الاقاليم‏السبعة، وكان ملك العالم اوغوتاي في اول جلوسه على العرش قد ارسل القائد جرماغون‏بجيش فتاك فهزم من قبل الخليفة المستنصر باللّه، ولذلك فان البادشاه طلب من رسول ابن‏العلقمي ما يؤكد صحة اقواله ليطمن بذلك خاطره الشريف. وعندما زحفت جيوش هولاكوعلى بغداد واطمان ابن العلقمي لنجاح مكيدته، قال للخليفة: ان الجم الغفير من سلاطين‏وملوك الاطراف اظهروا، والحمد للّه، اخلاصهم وطاعتهم وسمعة الخليفة كبيرة وحكمه نافذوماله كثير، فمن الخير توفير اموال الخزينة وعدم صرفها على الجند، فكان الخليفة منصرفالسماع الاغاني والاجتماع بالجواري والمغنيات، وابن العلقمي يفرق الكلمة ويشرد جميع‏الافراد وينفر الجنود في الوقت الذي انتشرت فيه اخبار جيش المغول، وكان الشرابي‏والدوايدار يحذران الخليفة منه وابن العلقمي يسخف اقوالهما» .

    وقال ابن شاكر الكتبي (المتوفى سنة 764ه 1362م) في كلامه عن الوزير ابن العلقمي:«ولم يزل ناصحا لاصحابه واستاذه حتى وقع بينه وبين الدوايدار لانه كان متغاليا في السنة‏وعنده ابن الخليفة، فحصل عنده من الضغن ما اوجب سعيه في دمار الاسلام وخراب بغدادعلى ما هو مشهور لانه ضعف جانبه وقويت شوكة التتار بحاشية الخليفة... واخذ يكاتب‏التتار الى ان جرا هولاكو وجره على اخذ بغداد» .

    وقال عنه ايضا: «وحكي‏انه لما كان يكاتب التتار تخيل انه اخذ رجلا وحلق راسه حلقا بليغا، وكتب ما اراد عليه‏بالابر ونفض عليه الكحل وتركه عنده الى ان طلع عليه شعره، وغطى ما كتبه فجهزه وقال:اذا وصلت اؤمرهم بحلق راسك ودعهم يقرؤون ما فيه. وكان في آخر الكلام «اقطعوا الورقة‏»فضربت عنقه. وهذا في غاية المكر والخزي‏» .

    وقال تاج الدين السبكي (المتوفى سنة 771ه 1369م) انه لما توفي المستنصر باللّه كان اكبرالامراء واعظمهم الدوايدار والشرابي، وهما اللذان اقرا المستعصم لضعفه ولينه واقاماه‏واستوزرا ابن العلقمي، «وكان فاضلا اديبا، وكان شيعيا رافضيا في قلبه غل على الاسلام‏واهله، وحبب الى الخليفة جمع المال والتقليل من العساكر، فصار الجنود يطلبون من‏يستخدمهم في حمل القاذورات‏». ثم كرر الكاتب المذكور رواية مكاتبة بن العلقمي للتتار،وعزا ذلك الى رغبته في الانتقام من الامير ابي بكر ابن الخليفة والدوايدار قائد الخليفة،لانهما اوقعا بالكرخ، ووصف طريقة مكاتبة التتار بما ياتي: «انه حلق راس شخص وكتب‏عليه بالسواد (بالوشم )وعمل على ذلك، واصار المكتوب كل حرف كالحفرة في الراس ثم تركه عنده‏حتى طلع شعره وارسله اليهم‏». واضاف السبكي الى ذلك قوله ان الوزير كتب الى نائب‏الخليفة في اربيل تاج الدين محمد بن الصلايا، وهو شيعي ايضا، رسالة يقول فيها: «نهب‏الكرخ المكرم والعترة النبوية، وحسن التمثيل بقول الشاعر:
    فامور تضحك السفهاء منها ****** ويبكي من عواقبها اللبيب
    فلهم اسوة بالحسين حين نهب حريمه واريق دمه
    فامرتهم امري بمنعرج اللوى***** فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد
    وقد عزموا, لا اتم اللّه عزمهم، ولا انفذ امرهم، على نهب الحلة والنيل، بل سولت لهم انفسهم‏امرا، فصبر جميل والخادم قد اسلف الانذار وعجل لهم الاعتذار.
    فكان جوابي بعد خطابي لا بد من الشنيعة بعد قتل جميع الشيعة ومن احراق كتاب الوسيلة‏والذريعة، فكن لما نقول سميعا والا جرعناك الحمام ولاتيناهم بجنود لا قبل لهم بها،ولاخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون.
    فوديعة مني لال محمد اودعتها اذ كنت من امنائها ففاذا رايت الكوكبين تقاربا في الجدي عند صباحها ومسائها فهناك يؤخذ ثار آل محمد لطلابها بالترك من اعدائها فكن لهذا الامر بالمرصاد وترقب اول النحل وآخر الصاد» .

    وقال عبد الرحمن بن محمد بن خلدون (المتوفى سنة 808ه 1406م): ان هولاكو لما رجع‏الى بلاد الاسماعيلية، وقصد قلعة آلموت بلغته «في طريقه وصية من ابن العلقمي، وزيرالمستعصم ببغداد، في كتاب ابن الصلايا صاحب اربيل يستحثه للمسير الى بغداد ويسهل‏عليه امرها لما كان ابن العلقمي رافضيا هو واهل محلته بالكرخ، وتعصب عليه اهل السنة، وتمسكوا بان الخليفة والدوايدار يظاهرانهم، واوقعوا باهل الكرخ وغضب ابن العلقمي ودس‏الى ابن الصلايا باربيل، وكان صديقا له، بان يستحث التتر لملك بغداد واسقط عامة‏الجند» .

    وعندما نصل الى اواخر القرن العاشر الهجري نجد ان قصة سقوط بغداد وخيانة الوزير ابن‏العلقمي تتسع الى حد غير معقول وتختلط باقاصيص غريبة على يد الشيخ حسن‏الدياربكري (المتوفى سنة 990ه 1582م)، حيث كتب يقول: ان الوزير «ابن العلقمي‏الرافضي كان قد كتب الى هولاكو، ملك التتار في الدست، انك تحضر الى بغداد وانا اسلمهالك.

    وكان قد داخل قلب اللعين الكفر، فكتب هولاكو ان عساكر بغداد كثيرة فان كنت صادقافي ما قلته وداخلا في طاعتنا فرق عساكر بغداد ونحن نحضر. فلما وصل كتابه الى الوزيردخل الى المستعصم وقال: ان جندك كثيرة وعليك كلفة كبيرة والعدو قد رجع من بلادالعجم والصواب ان تعط‏ي دستورا لخمسة عشر الف من عسكرك وتوفر معلومهم، فاجاب‏المستعصم لذلك فخرج الوزير لوقته ومحا اسم من ذكر من الديوان، ثم نفاهم من بغدادومنعهم من الاقامة بها، ثم بعد شهر فعل مثل فعلته الاولى، ومحا اسم عشرين الفا من‏الديوان، ثم كتب الى هولاكو بما فعل. وكان قصد الوزير بمجي‏ء هولاكو اشياء منها انه كان‏رافضيا خبيثا واراد ان ينقل الخلافة من بني العباس الى العلويين، فلم يتم له ذلك من عظم‏شوكة بني العباس وعساكرهم، ففكر ان هولاكو قد يقتل المستعصم واتباعه ثم يعود لحال‏سبيله وقد زالت شوكة بني العباس، وقد بقي هو على ما كان عليه من العظمة والعساكروتدبير المملكة، فيقوم عند ذلك بدعوة العلويين الرافضة من غير ممانع لضعف العساكرولقوته، ثم يضع السيف في اهل السنة. فهذا كان قصده لعنه اللّه. ولما بلغ هولاكو ما فعل‏الوزير ببغداد ركب وقصدها الى ان نزل عليها، وصار المستعصم يستدعي العساكر ويتجهزلحرب هولاكو، وقد اجتمع اهل بغداد وتحالفوا على قتال هولاكو وخرجوا الى ظاهر بغدادومضى عليهم بعساكره فقاتلوا قتالا شديدا وصبر كل من الطائفتين صبرا عظيما وكثرت‏الجراحات والقتلى في الفريقين الى ان نصر اللّه تعالى عساكر بغداد، وانكسر هولاكو اقبح‏كسرة وساق المسلمون خلفهم واسروا منهم جماعة، وعادوا بالاسرى ورؤوس القتلى الى‏ظاهر بغداد ونزلوا بخيمهم مطمئنين بهروب العدو، فارسل الوزير ابن العلقمي، في تلك‏الليلة، جماعة من اصحابه فقطعوا شط دجلة، فخرج ماؤها على عساكر بغداد وهم نائمون‏فغرقت مواشيهم وخيامهم واموالهم، وصار السعيد منهم من لقي فرسا يركبها، وكان الوزير قدارسل الى هولاكو يعرفه بما فعل ويامره بالرجوع الى بغداد فرجعت عساكره على بغدادوبذلوا فيها السيف‏» . واضاف هذا الكاتب رواية جديدة عن مصير ابن‏العلقمي بقوله: «فلم يلبث ان امسكه هولاكو بعد قتل المستعصم بايام ووبخه بالفاظ شنيعة‏معناها انه لم يكن له خير في مخدومه ولا دينه فكيف يكون له خير في هولاكو ثم انه قتله‏شر قتلة‏»((153)) .
    .................................................. ..................................................


    ان التهمة تحدد البداية التاريخية لخيانة ابن العلقمي بمراسلته هولاكو بعد استباحة ‏محلة الكرخ الشيعية سنة 654ه 1256م، خصوصا بعد فراغ الفاتح المذكور من فتح قلاع‏الاسماعيلية او خلال محاصرته لها في السنة المشار اليها، ولكن الحقيقة هي غير ذلك، لان‏هولاكو كان يسير الى غزو العراق قبل هذا التاريخ ببضع سنين، وانه كان يعمل طبقا لاوامرعليا صدرت اليه من مانغو خان قبل وصوله بلاد الاسماعيلية اي قبل وقوع حادثة الكرخ.

    ولعل الامر يتضح بمعرفة الحقائق الاتية: كما يوردها المؤرخ حسن الامين بتصرف واضافات اخرى

    أولاً : كان غزو العراق امرا تتضمنه طبيعة الغزو المغولي الذي كان يستهدف السيطرة على العالم،وقد استولى المغول فعلا على اكثر الصين واواسط آسيا وايران واوروبا الشرقية، وبقيت بلادالاسماعيلية والعراق وسورية ومصر جيبا جغرافيا وعسكريا كان لا بد من الاستيلاء عليه،وهذا ما قام به هولاكو. واذا كان العراق قد سقط بايدي المغول نتيجة لخيانة وزيره ابن‏العلقمي فكيف نفسر سقوط جميع هذه البلاد الممتدة من المحيط الهادي الى اواسط اوروبا،ومن هم الخونة الذين سلموها الى الاعداء؟ ثم كيف نفسر احتلال هولاكو لسورية واستعداده‏للزحف على مصر؟ ب من الاحداث التي تلقي ضوءا على رغبة المغول في ضم العراق الى منطقة نفوذهم، قبل‏سنين عديدة من استيلائهم الفعلي عليه، المقابلة التي جرت بين الامبراطور كيوك خان‏بمناسبة تنصيبه على العرش المغولي سنة 644هر 1236م ورسول الخليفة، حيث هدد الخان ‏ذلك الرسول موعدا ومنذرا.
    وان زحف هولاكو على العراق واحتلاله اياه انما تم بناء على اوامر عليا اصدرها امبراطورالمغول مانغو خان سنة 651ه/1253م بفتح البلاد الغربية التي ضمنها العراق وسورية ومصر،يؤيد ذلك التقرير الذي رفعه «جانغ ته‏» الذي ارسله «مانغو خان‏» الى اخيه هولاكو ودونه احدالصينيين المسمى «ليو» المتصلين بالسفير المذكور، وما ورد في كتاب التاريخ الصيني ‏للاسرة المغولية التي حكمت الصين والذي امر بوضعه احد اباطرة الصين، وتم اعداده سنة‏772ه 1270م وقد ورد في كلا المصدرين ان مانغو خان امر اخاه هولاكو، سنة 651هآ1253م، بالزحف لاحتلال البلاد الغربية واخضاع خليفة بغداد وقد سبق هذاالتاريخ حادثة الكرخ بثلاث سنوات على اقل تقدير، وقد ايد ذلك ابن‏العبري والكتاب الموسوم بالحوادث الجامعة((157)) ورشيد الدين‏فضل اللّه .

    ثانيا: اما القول ان الوزير كان يسيطر على الخليفة تماما، والى درجة انه كان يمنع الرسل‏الذين يحذرونه من خطر المغول فمردود، لان الادلة تشير الى ان الوزير كان ضعيفا غيرمسموع القول، وليس له نفوذ على الخليفة الذي كان واقعا تحت نفوذ اعداء الوزير،وخصوصا مجاهد الدين الدويدار الصغير ، الشركسي الذي كان قائدا للجيش والدليل على‏ذلك ما ياتي:

    أ)_ ان الخليفة لم يعهد بالوزارة الى ابن العلقمي سنة 642ه 1244م الا بعد ان عرضها على‏مربيه صدر الدين ابن المظفر علي بن محمد النسيار شيخ الشيوخ فامتنع‏عليه (وعرضها ايضا على علي ابن طاووس العلوي).
    ب)_ ان استباحة محلة الكرخ سنة 654ه 1256م انما تمت نتيجة لاوامر الخليفة القاضية ‏بكف الشقي الكرخي الذي قتل احد سكان محلة «قطفتا» السنية، كما ان ايقاف الاستباحة ‏بعد ان افلت زمام الامور من يد الحكومة بتسلط الغوغاء واهل الفوضى انما صدر من قبل‏الخليفة ايضا. وكان في محلة الكرخ اقارب للوزير فلو كان له اي نفوذ في الدولة وهو في‏منصب وزير اول ، وهو منصب يقابل رئيس الوزراء في عصرنا، لمنع استباحة المحلة المذكورة، اولاوقفها عند حدها حفظا لاقاربه على الاقل .
    ج)_ في الخلاف الذي وقع بين الوزير والدويدار الصغير قائد الجيش، لم ياخذ الخليفة براي‏الوزير بل انه صفح عن الدويدار مع عظم التهمة التي نسبت اليه.
    د)_ ان هولاكو كان يراسل الخليفة ويطلب منه نجدة وينذره بالقدوم اليه منذ ان كان يحاصر قلاع الاسماعيلية، وكان الخليفة يستشير الوزير والدويدار وغيرهما من افراد حاشيته ‏وخواصه، وكانت نصائح الوزير معقولة تدل على تفهم لطبيعة الخطر المغولي من جهة ‏ولاحوال العراق من جهة اخرى، ولم تكن تتضمن تغريرا بالخليفة ولا ‏تآمرا عليه، ولكن‏الخليفة كان يهمل نصائح الوزير، وياخذ براي خصومه خصوصا الدويدار الصغير قائد الجيش .
    ه)_ وفي ما يتعلق بمنع الوزير للرسل من الوصول الى الخليفة فان الادلة لا تؤيد ذلك، لان‏الخطر المغولي كان يهدد العراق منذ ايام الخليفة الناصر لدين اللّه، اي منذ ان كان المستعصم ‏باللّه صبيا صغيرا وقبل ان يبلغ ابن العلقمي ويتولى الوزارة
    . وقد استمر هذا الخطر ايام الظاهر لدين اللّه والمستنصر باللّه وامره ذائع ‏معروف واخباره يعرفها الخاص والعام، والمعروف ان المستشارين ايام الخطر العسكري هم‏العسكريون لا المدنيون، ولم يكن الوزير ابن العلقمي عسكريا، فكيف يعتمد عليه الخليفة من دون قوادالجيش وامرائه، وقد قدمنا ان الوزير لم يكن صاحب نفوذ على الخليفة بل ان النفوذ الحقيقي ‏كان بايدي الفئة العسكرية وعلى راسها الدويدار الصغير عدو الوزيرابن العلقمي ومروج التهم الاساسي .
    ثم كيف كان يستطيع‏الوزير ان يمنع الرسل من الوصول الى الخليفة؟
    وهل كان يلقي بهم في السجن؟
    وما هي‏الامثلة على ذلك؟
    واذا كان يفعل هذا، فهل كان يستطيع منع افراد العائلة العباسية من تحذيرالخليفة او الوقوف بين رجال الدولة الاخرين كصاحب الديوان وعارض الجيش والنقباء والمحتسب وغيرهم واخبار الخليفة بحقيقة الامر؟
    ولو صحت هذه التهمة على الوزير لكان‏ معناها انه كان يتراس مؤامرة كبرى يشترك فيها اكثر رجال الحكومة، لكن المصادرالتاريخية تبين ان المراسلات كانت قائمة بين هولاكو والخليفة فعلا قبل تولي ابن العلقمي وبعده، وان هذه المراسلات لم تكن سرية لان‏الخليفة كان يستشير فيها حكومته وان الخليفة ارسل ابن الجوزي الى هولاكو، وان هذاالرسول كان مخلصا للخليفة بدليل ان هولاكو قتله بعد فتح بغداد .

    ثالثا: اما عن تآمر الوزير مع المغول لينصب علويا خليفة للمسلمين بدلا من المستعصم ‏باللّه، فهو امر مردود ايضا، لان علاقة العلويين بالعباسيين كانت طيبة في هذه المرحلة.
    ومن اعاجيب الاكاذيب ما ذكروه عن اتفاق ابن العلقمي والدوادار على الاطاحة ‏بالمستعصم!..
    مع ان هذين الاثنين لم يتفقا في حياتهما على شي‏ء، بل كانت العداوة بينهمامستمرة على اشدها.
    اما عن المؤامرة فننقل ما ذكره المؤرخ رشيد الدين فضل اللّه الهمذاني ‏بنصه ليرى القارى ان الامر كان على عكس ما ذكره الكاتب.
    قال الهمذاني: «ولما لمس(الدوادار) في نفسه القوة، وراى الخليفة المستعصم عاجزا لا راي له ولا تدبير وساذجا، اتفق‏مع طائفة من الاعيان على خلعه وتولية آخر من العباسيين في مكانه. وعندما علم مؤيدالدين بن العلقمي نبا تلك المؤامرة، اخبر الخليفة على انفراد قائلا: يجب تدارك‏امرهم‏».
    فصاحب المؤامرة اذن هو الدوادار، والذي قاومها وافشى سرها للمستعصم هو ابن العلقمي،كما انه لم يكن عند المتمرين تفكير باسناد الخلافة للعلويين كما يزعمون، بل الى آخر من العباسيين، وعلى الارجح ابن المستعصم ابي بكر وهذا الاخير كان كالخاتم في اصبع قائد الجيش الدوادار ولان المتآمرين هم في الاصل اضداد العلويين ويكرهون الشيعة كرها شديدا .
    ..................... يتبع ...................

    رياضيات - صحافة - شعر - فلسفة علوم - معلوماتية

  5. #25
    شاعر / أستاذ جامعي الصورة الرمزية نذير طيار
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,025
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اما عن اتهام ابن العلقمي بالتعامل مع المغول , ان الاصل في ارسال هذه التهمة هو عدو ابن العلقمي الدوادار، فقد قال المؤرخ رشيد الدين فضل اللّه الهمذاني ما نصه:
    «ولما كان الدوادار خصما للوزير، فان اتباعه من سفلة المدينة واوباشها كانوا يذيعون بين‏الناس ان الوزير متفق مع هولاكو».
    هذا هو الاصل في كل ما ذكر. اما ما ذكر بعد ذلك، فهو ما توسع به المتوسعون واضافه‏المفترون.
    ولماذا لم يذهب الدوادار كرسول للمستعصم الى هولاكو او احد جماعته على الاقل من التركمان والشركس الذين كانوا يمثلون جيش بغدادا ولم يكن بينهم عربي واحد او شيعي واحد
    وقدعرض المستنصر باللّه على رضي الدين ابي القاسم، علي بن موسى بن طاووس (المتوفى‏سنة 664ه/1265م) ان يذهب رسولا الى سلطان التتر فرفض ذلك، وعرض عليه ان يكون ‏وزيرا ولكنه رفض ايضاوهذا قبل ان يعرض الوزارة على ابن العلقمي . وقد قتل المغول الفاتحون العديد من العلويين،ومنهم السيد شرف الدين بن الصدر العلوي، وكان محترما في الدولة العباسية وروسل به‏الملوك. وقد قتلوا نقيب العلويين، علي ابن النقيب الحسن بن المختار وعمر بن عبداللّه بن‏المختار العلوي حاجب باب المراتب، كما قتلوا نقيب مشهد موسى الكاظم واحرقوا المشهد نفسه.
    يضاف الى ذلك: كيف يرضى العلويون بتنصيب احدهم خليفة للمسلمين من قبل المغول‏الوثنيين؟ وهل كان الوزير يستطيع تدبير مثل هذا الامر الخطير من دون استشارة كبارالعلويين فمن هم هؤلاء؟
    اما اتهام الوزير بانه كان يعمل على اطماع المغول بالعراق ليكون‏نائبا لهم فهو مردود لانه اي الوزير كان يشغل منصب الوزارة في دولة الخليفة، وليس هناك ‏ما يدل على انه كان سيمنح منصبا اعلى من ذلك.
    رابعا: اختلفت الروايات التي تعين رسل الوزير الى هولاكو، فمنهم من قال: انه ارسل اخاه،ومنهم من قال: انه ارسل غلامه، ومنهم من قال: انه راسل هولاكو بوساطة ابن الصلايا العلوي، صدر اربيل، يضاف الى ذلك اننا نلاحظ ما ياتي:
    ا)_ ان كل ما قيل عن رسل الوزير انما كان مجرد ترديد لاشاعات لا تستند الى اي دليل،فليس هناك حتى من ادعى انه راى رسل ابن العلقمي الى هولاكو، وقبض عليهم، او تحدث‏ معهم او شهدهم يدخلون على هولاكو.
    وانا اتحدى كل المفترين ان يأتوا بشاهد تاريخي واحد
    ب)_ ان هولاكو، في مراسلاته مع الخليفة، طلب مواجهة عدد من كبار رجال الدولة العباسية،ولكنه لم يقصر طلبه على الوزير وحده في اية مرة من المرات، وكان من المعقول ان يفعل‏ذلك لو كانت هناك اتصالات سرية بينهما.
    ج)_ ان ابن الصلايا العلوي الذي تزعم بعض المصادر انه كان صلة بين الوزير وهولاكو لايمكن ان يكون قد قام بالعمل الخياني هذا لانه احد الناس الذين امر هولاكو بقتلهم
    خامسا: ان الوضع والتكلف يتضحان من نصوص الروايات التي تتهم الوزير، فهو يحلق ‏راس رسوله ويكتب عليه بالابر، او يجعل الكتابة على راسه كل حرف كالحفرة، وهو يخرج‏الى هولاكو ليتوثق لنفسه، ثم يعود الى الخليفة ليبلغه ان هولاكو يرغب في زواج ابنته من ابن‏الخليفة، وان الاصلح الخروج مع اعيان الدولة لحضور عقد النكاح في وقت كان فيه الجيش‏المغولي يحيط ببغداد ويضربها بالمنجنيق. والمعروف ان هولاكو لم يجلب معه احدى بناته‏ عند زحفه على العراق فمن اين اتت كذبة زواج ابن الخليفة من ابنة هولاكو .؟
    وهو يبعث الى ابن الصلايا العلوي رسالة متكلفة في اسلوبها وافكارها مثل:
    «فكان جوابي بعد خطابي، لا بد من الشنيعة بعد قتل الشيعة. .. الخ‏» ومثل:«فكن لهذا الامر بالمرصاد وترقب اول النحل وآخر الصاد» وغير ذلك...
    سادسا: ان الزعم بان الخلفاء السابقين للمستعصم باللّه، وخصوصا المستنصر باللّه، كانوايتخذون جيوشا كبيرة وان الوزير ابن العلقمي عمل على صرفها وتفريقها ليسهل امام‏هولاكو غزو العراق امر مردود للسببين الاتيين:
    وسيأتيك بيان من الذي فرق العسكر وقطع معاشهم قبل هجوم المغول
    ا)_ ليس هناك دليل يؤيد اتخاذ اولئك الخلفاء جيوشا كبيرة، بل يبدو ان العكس هو الصحيح،فجيش الناصر لدين اللّه، وهو اكثر الخلفاء العباسيين اهتماما بالامور العسكرية ورغبة في‏التوسع، لم يستطع الوقوف امام الخوارزميين، ومنهم السلطان جلال الدين منكوبرتي الذي لم ‏يستطع بدوره الوقوف امام المغول، لانهم هزموه وشردوه، فكيف يستطيع الجيش العباسي ‏وحده الوقوف امامهم؟
    يضاف الى ذلك ان غزوات المغول للعراق تكررت ايام المستنصر باللّه، وكان الخوف منهم ‏يسيطر على البلاد، ولو كان لدى الخليفة جيش كبير لهاجم المغول في قواعدهم، التي كانت في ‏ايران، مع انهم لم يكونوا في عهده على ما وصفهم استاذ داره غير «سرايا متفرقة وغارات ‏متفقة‏ ولكن قوات الخليفة التي وقفت لمحاربتهم كانت ضعيفة وقليلة‏العدد.
    ب)_ كيف يستطيع الوزير اقناع الخليفة بصرف اكثر جنوده والاكتفاء بالقليل منهم في وقت ‏كان الخطر المغولي يهدد الدولة العباسية والعراق، وكان للخليفة مستشارون عسكريون على ‏راسهم الدويدار الصغير عدو الوزير والشرابي قبله وقائد حرس الابراج ابن الدرنوس ؟؟
    سابعا: هناك مصادر مهمة لم ترد فيها اية اشارة الى خيانة الوزير مثل كتاب «جهانكشاي‏»لعطا ملك الجويني، وهو احد المصادر الرئيسية في تاريخ المغول، وقد سرد الاحداث الى‏ نهاية احتلال جيش هولاكو لقلاع الاسماعيلية وتدميره لدولتهم، والمفروض ان مراسلات‏الوزير مع هولاكو انما جرت ايام تلك الاحداث، ولم يشر عطا ملك الجويني الى اية ‏مراسلات من هذا النوع مع انه كان شديد الصلة بهولاكو، وكان في رفقته عند زحفه على‏بغداد، في حين انه اي الجويني اورد التهمة المنسوبة الى الناصر لدين اللّه من انه راسل ‏ملوك الخطا. ولم ترد التهمة كذلك في الرسالة المنسوبة الى نصير الدين الطوسي (ت‏672ه 1273م) وقد رافق هولاكو الى بغداد وكان كثير الاطلاع على خفايا الامور.
    ولايذكرها عبد الرحمن سنبط بن فنيتو الاربلي في كتابه «الذهب المسبوك‏» مع انه عراقي‏ معاصر للحوادث، ولا يذكرها كذلك ابو الفرج بن العبري في كتابه «تاريخ مختصر الدول‏» مع انه معاصر اتصل بالمغول وعرف اخبارهم بينما يرفض التهمة ابن الطقطقي (وضع كتابه ‏سنة 701ه 1230م)، وفوق هذا كله يفصل رشيد الدين فضل اللّه احداث الفتح، ويشير الى‏التهمة (تهمة خيانة ابن العلقمي ) بان مصدرها الدويدار الصغير قائد الجيش وعدو الوزير. ورشيد الدين مؤرخ عرف بصلته الشديدة ‏بسلاطين المغول واخبارهم وتاريخ شعوبهم، وقد اطلع على المصادر الاسلامية والمغولية،ولم تكن له اية مصلحة في الدفاع عن الوزير ابن العلقمي .
    ولا حجة لمن يقول: ان هذه المصادر كتبت في ظل المغول وتحت ضغطهم، لان عبداللّه بن ‏فضل اللّه الشيرازي الذي عرف بوصاف الحضرة لمدحه سلطان المغول الايلخاني محمدخدابنده، شدد التهمة على الوزير وقدم كتابه الى السلطان المذكور. كما لم يردنا من الاخبار ما يفيد ان حكام المغول كانوا يامرون الكتاب والمؤلفين بالدفاع عن الوزير، بل هناك من‏المصادر الاسلامية من يزعم ان هولاكو قتل ابن العلقمي لانه خان مخدومه الخليفة ولم تردالتهمة في كتاب ابن الفوطي البغدادي: «تلخيص مجمع الاداب‏»، وهو معاصر كبيرالاطلاع واهم من كتب في تلك الفترة .
    ثامنا: ان سلامة شخص الوزير وداره ومشاركته في اللجنة التي اعادت تنظيم بغداد والعراق ‏بعد الفتح المغولي لا تقوم حجة على خيانته، لان صاحب ديوان الخليفة المستعصم باللّه، اي وزير ماليته، وحاجب الباب في عهده، اي مدير شرطة العاصمة، قد عوملا المعاملة نفسها، كما سلم‏اقرب مستشاري الخليفة اليه صديقه عبد الغني بن الدرنوس، وسلم الابن الاصغر للخليفة مع ‏اخواته فاطمة وخديجة ومريم . وقد كان هولاكو بحاجة الى من يدبر امرالعراق بعد فتحه، وكان الوزير وصاحب الديوان وحاجب الباب خبيرين باموره، فاشركهم في ‏لجنة عهد اليها امر تنظيمه. ومن المحتمل ان هولاكو استجاب لشفاعة نصير الدين الطوسي له كانت اهم سبب في‏نجاته ابن العلقمي وغيره من علماء بغداد.
    تاسعا: تجمع الروايات على ان هولاكو لم يفرق، في استباحته لبغداد، بين السنيين ‏والشيعيين، بينما استثنى النصارى.
    والمعقول ان ابن العلقمي لو كان قد اتفق مع المغول على‏تسليم بغداد لهم انتقاما من السنيين لحفظ له المغول جميل عمله فلم يقتلوا الشيعة على‏الاقل.
    عاشرا: اما سقوط بغداد نفسها فلم يكن للوزير اي دخل فيه لانه تم بعد هزيمة جيش‏ الخليفة بقيادة الدويدار واستيلاء المغول على اسوار المدينة، وسبب ذلك تفوق المغول‏ الواضح في العدد والعدد والقيادة والمعنوية.

    .................................................. ............

    والخلاصة ليست هناك دلائل تدين ابن العلقمي، وقد كان سقوط بغداد امرا متوقعا منذ تدمير المغول لدولة خوارزم وقتلهم آخر سلاطينها جلال الدين منكوبرتي سنة 628هآ1230م. ولو اراد المغول فتح العراق آنذاك لما وجدوا صعوبة في ذلك. وخيانة ابن العلقمي،لو صحت، ما كانت تعمل اكثر من تشجيع هولاكو على قصد العراق وما كان هذا، في حاجة‏الى تشجيع لانه كان يحمل اوامر عليا بفتح العراق اصدرها اليه الامبراطور مانغو خان ومعه جيش ‏متفوق على الخليفة العباسي تفوقا ساحقا في العدد والعدة لم يستطع الاسماعيلية ايقافه بالرغم من‏ كثرة عدد حصونهم وامتناعهم في جبال عالية وقمم شاهقة، بينما تقع بغداد في سهل فسيح ‏تسهل الاحاطة بها وقطع الميرة عنها علما بأن الاسماعليين كانوا اشد قوة من العباسيين من الناحية العسكرية
    ويبدو ان الصاق تهمة سقوط بغداد بالوزير انما غايتها تسويغ الاهمال والتسيب اللذين‏ سيطرا على ادارة العراق منذ بداية الغزو المغولي لدولة خوارزم سنة 616ه 1219م. وقد كانت الخطة الصحيحة المناسبة آنذاك هي محاربة المغول منذ اول ظهورهم في بلاد ما وراءالنهر وخراسان، وليس التفرج على هجماتهم وفظائعهم وانتظارهم عند اسوار بغداد ثم اتهام‏الوزير بانه السبب في سقوط المدينة.
    ويبدو ان ما حمل «الدياربكري‏» على اختلاق كذبته الفاضحة بالزعم ان هولاكو قتل ابن‏العلقمي جزاء له على خيانته للخليفة، هو ان من سبقوه اتخذوا من بقاء ابن العلقمي حيا بعد فتح بغداد، ثم مشاركته في اللجنة التي اعادت تنظيم بغداد والعراق، دليلا على اتهامه بمااتهموه به، ثم تبين لمن جاء بعدهم ان ليس في هذا ما يمكن ان يكون دليلا على اثبات‏التهمة، لانه ليس الوحيد الذي سلم من القتل ثم شارك في اللجنة الادارية، بل كان ذلك شان‏غيره من اركان الدولة العباسية، فارتاى «الديار بكري‏» ان يتجاوز ما ذكره من قبله وان‏يخترع خبر قتل هولاكو لابن العلقمي، هكذا بكل سهولة، بل بكل وقاحة.
    جن?يزخان وهولاكو من طينة واحدة: طينة الطغيان والظلم وسفك الدماء وتخريب العمران. وكل ‏منهما هاجم الوطن الاسلامي وانتصر عليه. وقد كان مصير البلدان الاسلامية التي افتتحها هولاكو، في اول مرة، مصير المدن التي افتتحها جده جن?يز.
    ففي عهد جن?يز انطلق جنده في بخارى يقتلون وينهبون ويهدمون ويهتكون الاعراض، ثم‏اشعلوا فيها النيران. وكذلك فعلوا في سمرقند وغير سمرقند في كل ما فتحوه من‏بلاد.
    فهل ساعد الشيعة ايضا جنكيز خان ايها المنصفون ؟
    ومضى جن?يز في ما مضى به من احالة الشر في نفسه لانه كان يمضي بلا كابح يلوي عنانه ‏ويروض جماحه ويثني من انطلاقه..
    وكذلك فعل هولاكو في جميع المدن التي اجتازها وصولا الى مدينة «تون‏» التي خربها وقتل جميع اهلها عدا النساء الشابات، على ما يذكر الجويني، مضافا اليهن اصحاب المهن‏ على ما يذكر الهمذاني. وبعد «تون‏» كان الوصول الى قلاع الاسماعيليين، فكانت مذبحة‏«خورشاه‏».
    حقيقة وضع الخواجة نصير الدين الطوسي
    في قلاع الاسماعيليين اسر نصير الدين الطوسي وتحديدا في قلعة آلموت فاستبقاه هولاكو حيا مع طبيبين كانا بين‏الاسرى. واستبقاؤه لنصير الدين الطوسي لانه كان عازما على بناء مرصد كبير، وكان نصيرالدين من كبار علماء الفلك، فلا غنى لهولاكو عنه لا حبا بنصير الدين الطوسي.
    فما هي حيلة نصير الدين الطوسي وهو اسير هولاكو
    وكذلك كان شان الطبيبين فقد كان ‏بحاجة الى الاطباء. فاقر الثلاثة ان يسيروا في ركابه فكان لا بد لهم من الطاعة لان التمرد على هولاكو انذاك من الاسر عاقبته القتل لا محالة .
    من دون الدخول في التفاصيل ننقل هنا عبارة المؤرخ محمد المدرسي التي قال فيها: «فضلاعن مقام الطوسي العلمي استطاع بتاثيره على مزاج هولاكو ان يستحوذ تدريجيا على عقله ‏وان يروض شارب الدماء...».
    هذا القول من خير ما قيل عن علاقة نصير الدين الطوسي بهولاكو. وبعد تخريب «تون‏» وقتل‏اهلها، وبعد مذبحة «خورشاه‏»، وبعد استحواذ الطوسي على هولاكو توقف التخريب وتوقفت‏المذابح. وذلك لانه صار لهولاكو كابح عن الايغال في التخريب والقتل، يتمثل بشخص ‏نصير الدين الطوسي.
    ولولا نصير الدين الطوسي لما بقي للسنة في العراق اي ذكر يذكر
    ولولا نصير الدين الطوسي لما اعيد اعمار ما خرب في بغداد وباقي مدن العراق
    وكان من فضل العالم الكبير على العالم الاسلامي، باضطراره لمصاحبة هولاكو، ان لم يكن‏ مصير قزوين وهمذان والدينور وكرمنشاه وحلوان واسد آباد والبصرة وتستر وكل مدن‏ خوزستان ثم بغداد، وبعد ذلك ديار بكر ومدن الجزيرة وحماه وحمص والمعرة ثم دمشق ‏مصير بخارا وسمرقند، وكل ما كان في طريق جن?يز الطويل من مدن: حرقا واستباحة.
    ولا مصير المدن التي فتحها هولاكو حتى قلاع الاسماعيليين واسر نصير الدين فيها، مصيرها في الفجائع والنكبات والاحراق والقتل والنهب.
    لقد اجبر هولاكو بجبروته نصير الدين الطوسي على السير في ركابه قصدا لاستغلال علمه،ولكن الطوسي عرف بعلمه وعقله وتدبيره كيف يستغل هولاكو، فانهزم الطغيان امام الايمان ‏والعلم والعقل الكبير المدبر.
    يوجز الزركلي، في كتابه «الاعلام‏»، وصف الطوسي قائلا:
    «فيلسوف كان راسا في العلوم‏العقلية، علامة بالارصاد والمجصطي والرياضيات. علت منزلته عند هولاكو فكان يطيعه في ‏ما يشير به عليه‏».
    لم يكن الطوسي مستطيعا ان يحول بين هولاكو وبين الفتح، ولكنه استطاع باخلاصه وايمانه وقوة‏ شخصيته ان يحول بين هولاكو وبين السير على طريقة جن?يز في شرور هذا الفتح.
    لم تتعرض اي مدينة اسلامية للاحراق والتخريب والهتك والقتل في الزحف المغولي‏الهولاكي منذ التقاء نصير الدين الطوسي بهولاكو، عدا مدينة الموصل التي لم يعرض لهاالمغول بشي‏ء اول الامر الى ان عادت فثارت عليهم فنالها ما نالها من الاذى، وعدا حلب في ‏بلاد الشام، ما يحتاج الى توسع ليس هذا مكانه.
    يقول الدكتور جعفر خصباك: «هولاكو لم يجر على سنة جده جن?يز خان بتخريب اكثر اوكل المدن التي تقع في طريق زحفه وقتل سكانها. ويبدو ان الصورة التي رسمها المؤرخون‏لفاتح بغداد المغولي انما هي انعكاس للاعمال التي قام بها جده في ما وراءخراسان... ».ولا تمس ارقام عدد القتلى الهائل في بغداد الى الحقيقة بصلة
    ان سيرة هولاكو كما ذكرنا من قبل كانت سيرة جده حتى وصوله الى قلاع‏الاسماعيليين واصطحابه نصير الدين الطوسي. والدكتور خصباك كان يتحدث عن العراق‏ فقط، وهو في كتابه لم يتجاوز العراق، لذلك لم يتحدث عن العسف في غير العراق، ومن هنا كان حديثه سليما.
    ثم يقول: «... ومن هذا كله يبدو ان عبارات التخريب التي اوردها المؤرخون عما جرى‏للمدينة (بغداد) مبالغ فيها، لان المعالم الرئيسية للمدينة كقصور الخليفة والمدارس والاسواق ‏وغالب المحلات بقيت من دون ان يصيبها غير تخريب محدود امكن اصلاحه في وقت ‏قصير...».
    ونقول: كان من الطبيعي ان يحدث بعض التخريب في اليوم الاول من فتح بغداد، فان تلك‏الجموع الهائجة من المغول التي اقتحمت بغداد كان من العسير في الساعات الاولى، الحؤول‏ بينها وبين انطلاقها الجامح فحدث ما حدث. ولكن امكن ايقافها بسرعة عن التمادي في‏الجموح، بفضل التدخل الحازم لنصير الدين الطوسي.
    واكثر من ذلك، فقد حمل الطوسي هولاكو على اعادة تعمير ما تخرب «بنفقة الدولة‏» جاء في‏«الحوادث الجامعة‏» وفي «جامع التواريخ‏»، وهذان الكتابان معاصران مشاهدان: «ان هولاكو امر باصلاح ما خرب من المدينة (بغداد) وترميم اسواقها واعادة اعمال اهلها الى ما كانت‏عليه سابقا...» .
    وصاحب «مراصد الاطلاع‏» الذي كتب كتابه بعد فتح بغداد يتحدث عن محلات بغدادالعامرة. هذا فضلا عن دار الخلافة ودار الدويدار الكبير وجامع الخليفة الذي احترق واعيد اصلاحه، والمدرسة النظامية وسوقها والمدرسة المستنصرية ومدرسة الاصحاب ومدارس ‏وربط اخرى.
    ................. يتبع ...................

    رياضيات - صحافة - شعر - فلسفة علوم - معلوماتية

  6. #26
    شاعر / أستاذ جامعي الصورة الرمزية نذير طيار
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,025
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    جاء في البداية والنهاية ج 13 ص200
    لم تستهل هذه السنة إلاّ وجنود التتار قد أحاطت ببغداد بصحبة الأميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار، هولاكوخان، وقد جاءت إليهم أمداد صابح الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه، وكل ذلك خوفاً على نفسه من التتار، ومصانعة لهم قبّحهم اللّه تعالى، وقد سترت بغداد ونصبت فيها المجانيق والعرادات وغيرها من آلات الممانعة الّتي لا ترد من قدر اللّه سبحانه وتعالى شيئاً، كما ورد في الأثر «لن يغني حذر عن قدر» و كما قال تعالى: (إنَّ أجَلَ اللّهِ إذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ) وقال تعالى: (إنَّ اللّهَ لا يُغيِّرُ ما بِقَوم حتّى يُغيِّروا ما بأنفُسِهم وَإذا أرادَ اللّهُ بِقوم سُوءاً فَلا مَردَّ لَهُ وَمَا لَهم مِن دُونِهِ مِن وَال . وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب حتّى أُصيبت جارية تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه، وكانت مولدة تسمى عرفة، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعاً شديداً، وأحضر السهم الّذي اصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب: «إذا أراد اللّه إنفاذ قضائه وقدره أذهب عن ذوي العقول عقولهم» فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة وكان قدوم هولاكو خان بجنوده كلها ـ وكانوا نحو مائتي ألف مقاتل ـ انتهى
    يعني أيعقل عاصمة الخلافة محاصرة وخليفة المسلمين بين جارية ترقص له وأخرى تضحكه وتكركره
    بنو العباس وما ادراك ما كانوا عليه
    منكم علية أم منــهم وكان لكم ****** شـيخ المغنـيـين إبراهيــم أم لهم
    تبدو التلاوة فـي أبـــياتهم سحراً ****** ومــن بـيــوتكم الأوتـار والنـغم
    يا باعة الخمر كفوا عن فخاركم ****** عن معشر بيعهم يوم الهياج دم
    أوضاع الشام قبل حملة هولاكو
    كانت بلاد الشام في أثناء تلك المحنة يحكم الأيوبيون أجزاء كبيرة منها، فهم يسيطرون على ميافاريقين، وماردين، وحصن كيفا، والكرك، ودمشق، وحماة، وحمص، ولم تكن العلاقات بين حكام تلك البلاد ودية، على الرغم من انتسابهم إلى بيت واحد وأسرة واحدة كريمة، هي أسرة صلاح الدين الأيوبي.
    وبدلاً من أن توحّد المحنة التي حلت بالمسلمين بينهم، وتنظم صفوفهم في وجه الخطر الداهم، ظلوا على عنادهم وخلافاتهم المستمرة دون تقدير للمسئولية، أو إحساس بالخطر القادم؛ فتساقطوا كأوراق الشجر على يد المغول، وسارع بعضهم بإعلان الخضوع قبل مجيء هولاكو.
    موقف الناصر يوسف الأيوبي
    كان الملك "الناصر يوسف الأيوبي" صاحب حلب ودمشق أقوى الأمراء الأيوبيين، وأكثر قدرة واستعدادًا لمواجهة هولاكو لو رغب، لكنه لم يفعل، وأطارت محنة بغداد قدرته على التصرف بحكمة، فأعلن مبكرًا خضوعه للمغول، وأرسل ابنه "العزيز" وكان صغير السن إلى هولاكو، يحمل إليه الهدايا والتحف ويهنئه بالنصر، ويعلن خضوعه لسلطانه، ويطلب منه أن يمده بنجدة تساعده على الاستيلاء على مصر، وتخليصها من حكم دولة المماليك الذين انتزعوا الملك من بيته.
    لم يكتف الملك الناصر بالخضوع لحكم المغول الوثني، بل استنصره ضد إخوانه المسلمين، غير أن هولاكو رأى أن وفد الملك الناصر لا يناسب مقامه، ولا يرضي غروره، فكتب إليه رسالة غاضبة يأمره بالإسراع إليه بنفسه، وتقديم آيات الخضوع دون قيد أو شرط، فانزعج السلطان الأيوبي، وحل الفزع والهلع قلبه، وفقد رباطه جأشه، وأدرك أنه هالك لا محالة؛ فاستعد استعداد اليائس لمواجهة المغول، وبعث بأسرته إلى مصر، وجلس ينتظر ما تسفر عنه الأحداث.
    (بالواقع اوردنا هذه النصوص للوقوف على حقيقة وضع البلاد الاسلامية التي قسمت حينئذ بين العباسيين والايوبيين وكان اولى بالايوبيين مساعدة الخليفة العباسي لو كانوا يعقلون لكنهم لم يفعلوا وجاءت بعد ذلك امة السلف الطالح لتتهم الشيعة بالخيانة )
    قال ابن طبابا كان المستعصم رجلاً خيراً متديناً لين الجانب سهل العريكة عفيف اللسان والفرج حمل كتاب اللَّه تعالى وكتب خطاً مليحاً وكان سهل الأخلاق وكان خفيف الوطأة إلا أنه كان مستضعف الرأي ضعيف البطش قليل الخبرة بأمور المملكة مطموعاً فيه غير مهيب في النفوس ولا مطلع على حقائق الأمور وكان زمانه ينقضي أكثر بسماع الأغاني والتفرج على المساخرة وفي بعض الأوقات يجلس بخزانة الكتب جلوساً ليس فيه كبير فائدة وكان أصحابه مستولين عليه وكلهم جهال من أرذال العوام إلا وزيره مؤيد الدين دين محمد بن العلقمي فإنه كان من أعيان الناس وعقلاء الرجال وكان مكفوف اليد مردود القول يترقب العزل والقبض صباح مساء.
    لماذا كان يترقب ابن العلقمي العزل صباح مساء ؟
    وقد اجاد سماحة الشيخ حسن بن فرحان المالكي حماه الله وابقاه ناصرا للحق برد ما يطبل له امثال الشيخ العجمي وامثاله وفي رده على بعضهم قال :
    ((سقوط الدول على أيدي الروافض أم النواصب!
    وذكر ص94 أنه ما سقطت دولة من دول الإسلام إلا وللشيعة اليد الطولى في ذلك.
    يقال: قد سبقهم النواصب وأسقطوا دولة الخلافة الراشدة! ثم العباسيون أسقطوا الدولة الأموية وليسوا روافض بل كل هؤلاء نواصب أما الأمويون فواضح وأما العباسيون فأقوياؤهم فيهم نصب واضح كالمنصور ثم كان فيهم نواصب آخرون كالرشيد والأمين والمتوكل، ومن علامات نصبنا أننا نمدح هؤلاء الحكام كثيراً! ربما نصبنا كان بجهل وتقليد للنواصب في الدولة العباسية.
    أما سقوط الدولة العباسية فقد أشبع البحث في سبب سقوطها الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي[13] –جامعة الملك سعود- وأبطل ما يشيعه بعض الناس من أن ابن العلقمي الوزير الشيعي كان سبب سقوط بغداد.
    وقد يقول بعض الناس: لماذا تبريء الشيعة في هذه الأمور ألا يكفيك أن البعض يتهمك بالتشيع؟!
    أقول: المسألة مسألة مبدأ ولا يجوز أن نتوقف عن إنكار الخطأ خشية أن نتهم بتشيع أو غيره؛ فهؤلاء لن يعصمهم دين ولا ورع عن الاتهام إن أرادوه، الذي يجب أن نؤكد عليه أن المسألة أبعد من الناحية الشخصية؛ بل لو نقل بعض المسلمين معلومة خاطئة عن اليهود أو الملحدين لكان علينا ردها إن كنا نرى أنها خاطئة، لأن المسألة أخلاقية وكثير منا قد تعود على الكذب على الآخرين فلابد من أن نوصل لمثل هذا الشخص رسالة يستفيد منها، وهي أن كثيراً من المسائل التي يظنها محل إجماع ولا نقاش فيها تكون من المسائل الباطلة، والصدق يخدم بعضه كما أن الكذب يخدم بعضه؛ فمن كذب على الآخر قد يكذب عليك، وهذا ما رأيناه في صاحبنا هذا وفي غيره، ثم لا يجوز أن نسلم لهم بالكذب على الآخرين حتى ولو كانوا كفاراً فضلاً عن مسلمين يخالفوننا مخالفات كبيرة أو صغيرة.
    هذا نقوله للحق وللتاريخ وليس دفاعاً عن متهم ولا اتهام بريء لكن لنتعلم العدل، أما إلقاء عيوبنا وضعفنا على شماعة المؤامرات فهذا من تخلفنا وضعفنا وعدم اعترافنا بالحقيقة.))
    السبب الذي جعل الدولة العباسية ضعيفة في ذلك الوقت
    يصف المؤرخ ابن الطقطقي افراد حاشية المستعصم بانهم من اراذل العوام. ويقول، في ما يقول، المستعصم: ((كان اصحابه مستولين عليه، وكلهم جهال من اراذل العوام الا وزيره مؤيد الدين محمد بن العلقمي،فانه كان من اعيان الناس وعقلاء الرجال، وكان مكفوف اليد، مردود القول، يترقب العزل والقبض صباح مساء))
    يعني لم يكن للوزير ابن العلقمي اي تأثير او نفوذ على قرارات الخليفة بالجملة
    وكيف يتفق لابن العلقمي ان يخفض من عطاءات الجند وعدوه اللدود هو الدوادار الشركسي قائد الجيش لا يعترض وناصره ابن الخليفة اضافة الى قائد قوات الابراج ((بمعنى الحرس الوطني )) كان ابن الدرنوس ومال الجند كان بيدالقائد الشرابي وما ادراك ما ابن الدرنوس والشرابي
    فكيف يتفق لابن العلقمي ان يتصرف بحرية امام هذه العاهات البشرية التي كانت تحيط بالمستعصم
    ويعطي المؤرخ ابن الطقطقي صورة عن واحد من الحاشية، وهو نجم بن الدرنوس، فيقول عنه ما نصه: ((كان ببغداد حمال يقال له عبد الغني بن الدرنوس، فتوصل في ايام المستنصر حتى صار براجا في بعض ابراج دار الخليفة،فما زال يحسن التوصل الى ولد المستنصر، وهو المستعصم، آخر الخلفاء، وكان في زمن ابيه محبوسا، فما زال هذا البراج يتعهده بالخدمة طول مدة الايام المستنصرية الى ان توفي المستنصر وجلس على سريرالخلافة ولده ابو احمد (عبداللّه المستعصم) فعرف لهذا البراج حق الخدمة، ورتبه مقدم البراجين. وفي آخر الامر، استحجبه في باطن داره، واختصه، وقدمه حتى بلغ الى انه صار اذا دخل الى الوزير ينهض له‏الوزير ويخلي المجلس من جميع الناس اذا كان ((ابن الدرنوس)) حاضرا. وسبب اخلاء المجلس الوزيري عند حضور ((ابن الدرنوس)) لاجل انه يمكن ان يكون قد جاء في مشافهة من عند الخليفة، ولقب نجم‏الدين الخاص. وصار من اخص الناس بالخليفة وبلغ من منزلته انه كان يتعصب لصاحب الديوان عند الخليفة، وكان صاحب الديوان يعرض مطالعاته ومهماته على يد نجم الدين الخاص، وكان يمده في كل سنة بمال‏ طائل حتى يحفظ غيبه في الحضرة الخليفية)).
    ثم قال: ((وقال جمال الدين -اراد جمال الدين علي بن محمد الدستجرداني- ما معناه ولفظه: ان تسليطه لمثل ذلك الاحمق على اعراض الناس واموالهم وادخاله في المملكة حتى كاد ان يولي الوزراء ويعزلهم،قبيح من المستعصم، دليل على جهله، والا فان كان مراده الاحسان اليه مكافاة له على سابق خدمته، قد كان يجب ان يكون ذلك بمال يعطاه او برفع منزلة لا يختل بسببها امر في المملكة ولا يتطرق بها قدح في‏عقل الخليفة)).
    ثم قال: ((وكان المستعصم آخر الخلفاء شديد الكلف باللهو واللعب وسماع الاغاني لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة، وكان ندماؤه وحاشيته جميعهم منهمكين معه على التنعم والملذات لا يراعون له ‏صلاحا. وفي بعض الامثال: الخائن لا يسمع صياحا، وكتبت له الرقاع من العوام، وفيها انواع التحذير والقيت، وفيها الاشعار في ابواب الخلافة فمن ذلك:
    فقل للخليفة مهلا فها قد دهتك فنون اتاك ما لا تحب فانهض بعزم والا من المصائب غرب
    غشاك ويل وحرب فكسر وهتك واسر ضرب ونهب وسلب))
    ثم قال: ((كل ذلك، وهو عاكف على سماع الاغاني واستماع المثالث والمثاني، وملكه قد اصبح واهي المباني، ومما اشتهر عنه انه كتب الى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل ليطلب منه ‏جماعة من ذوي الطرب. وفي تلك الحال وصل رسول السلطان هلاكو اليه يطلب منه المنجنيقات وآلات الحصار، فقال بدر الدين: انظروا الى المطلوبين وابكوا على الاسلام واهله)).
    وقال ابن الطقطقي: ((وكان المستعصم رجلا خيرا متدينا لين الجانب سهل العريكة عفيف اللسان والفرج، حمل كتاب اللّه تعالى وكتب خطا مليحا، وكان سهل الاخلاق، وكان خفيف الوطاة الا انه كان مستضعف‏الراي ضعيف البطش قليل الخبرة بامور المملكة مطموعا فيه غير مهيب في النفوس ولا مطلع على حقائق الامور. وكان زمانه ينقضي اكثره بسماع الاغاني والتفرج على المساخر))
    وقال ابن العبري: ((وفي سنة اربعين وستمئة بويع المستعصم يوم مات ابوه المستنصر، وكان صاحب لهو وقصف، شغف بلعب الطيور، واستولت عليه النساء، وكان ضعيف الراي قليل العزم كثير الغفلة عما يجب ‏لتدبير الدول))
    ويقول مؤلف الحوادث الجامعة، في وصف حوادث سنة 640ه، عن الجيش في عهد المستعصم: ((في شعبان، حضر جماعة المماليك الظاهرية والمستنصرية عند شرف الدين -اقبال الشرابي قائد الجيش قبل الدوادار- للسلام على‏عادتهم وطلبوا الزيادة في معايشهم وبالغوا في القول والحوا في الطلب، فحرد عليهم، وقال: ما نزيدكم بمجرد قولكم، بل نزيد منكم من نزيد اذا اظهر خدمة يستحق بها ذلك، فنفروا وخرجو على فورهم الى ظاهرالسور))
    ومن هنا تعلم ان امر الجند في خلافة المستعصم موكول الى امراء الاتراك الشراكسة والتركمان .
    فاين هو دور ابن العلقمي بالله عليكم !!؟؟
    وفي حوادث سنة 655ه، قال: ((وكان الخليفة قد اهمل حال الجند، ومنعهم ارزاقهم، واسقط اكثرهم من دساتير
    (ديوان العرض) ‏فآلت‏احوالهم الى سؤال الناس وبذل وجوههم في الطلب في الاسواق والجوامع، ونظم الشعراء في ذلك))
    طبيعي جدا فمن يصرف على جيش الراقصات والمطربين لدى الخليفة
    هذا هو الخليفة الذي قدر للعالم الاسلامي ان يكون قائده في مواجهة الغزو المغولي بقيادة رجل مثل هولاكو.
    فقد اورد مؤلف الحوادث الجامعة ، وهو يذكر حوادث سنة 650ه ما ياتي:
    «وفيها فارق كثير من الجند بغداد لانقطاع ارزاقهم ولحقوا ببلاد الشام‏» .
    ومن حوادثهم انهم طالبوا بزيادة اعطياتهم، ولما رفض الشرابي قائد الجيش طلبهم، حاولواالاخلال بالامن وطالبوا باخراج المحبوسين منهم، ثم خرجوا الى ظاهر بغداد واقاموا هناك ‏بضعة ايام مظهرين الرحيل، ثم سالوا الصفح عنهم عندما اجتمع بهم احد الشيوخ‏الزاهدين.
    وقد وصف مؤلف كتاب (الحوادث الجامعة) ما جرى بما ياتي.
    «وفي شعبان حضر جماعة المماليك الظاهرية والمستنصرية عند مشرف‏الدين، اقبال الشرابي، للسلام على عادتهم، وطلبوا الزيادة في معايشهم، وبالغوا في القول،والحوا في الطلب، فرد عليهم وقال: ما نزيدكم بمجرد قولكم، بل نزيد منكم من نزيد اذا اظهرخدمة يستحق بها، فنفروا على فورهم الى ظاهر السور، وتحالفوا على الاتفاق والتعاضد،فوقع التعيين على قبض جماعة من اشرارهم. فقبض منهم اثنان، وامتنع الباقون وركبواجميعا وقصدوا باب البدرية، ومنعوا الناس من العبور، فخرج اليهم مقدم البدرية وقبح لهم‏هذا الفعل، فلم يلتفتوا اليه، فنفذ اليهم سنجر الياغر فسالهم عن سبب ذلك، فقالوا: نريد ان ‏يخرج اصحابنا وتزاد معايشنا. فانهى سنجر ذلك الى الشرابي، فاعاد عليهم الجواب:
    ان‏المحبوسين ما نخرجهما وهم من مماليكنا الذين نعمل بهم ما نريد، ومعايشكم ما نزيدها فمن رضي بذلك يقعد، ومن لم يرض واراد الخروج من البلد فنحن لا نمنعه. وطال الخطاب ‏في ذلك الى آخر النهار، ثم مضوا وخرجوا الى ظاهر البلد فاقاموا هناك مظهرين للرحيل،فبقوا على ذلك اياما، فاجتمع بهم الشيخ السبتي الزاهد، وعرفهم ما في ذلك من الاثم‏ومخالفة الشرع. فاعتذروا وسالوه الشفاعة لهم، وان يحضر لهم خاتم الامان ليدخلوا البلد،فحضر عند الشرابي وعرفه ذلك، وساله اجابة سؤالهم، فاخرج لهم خاتم الامان مع الاميرشمس الدين قيران الظاهري والشيخ السبتي، فدخلوا والشيخ راكب حماره بين ايديهم،وحضروا عند الشرابي معتذرين، فقبل عذرهم، وكانت مدة مقامهم بظهر السور سبعة‏ايام‏».
    وبعد وفاة الشرابي، كان امر الجيش وكل ما يتعلق بشؤونه بيد مقدم الجيش مجاهد الدين‏ايبك الدوادار الصغير، خصم ابن العلقمي وعدوه اللدود، فقد كان هو الذي يتولى منصب ‏قائد الجيش وليس لابن العلقمي اي سلطة على قرارات الجيش .
    الوزير ابن العلقمي واحواله
    وهو: ابو طالب محمد بن احمد بن محمد بن علي بن العلقمي‏الاسدي. اما مايذكره به المؤلفون القدامى، فهو: مؤيد الدين محمد بن العلقمي.
    ويذكر الخزرجي : اشتغل ابن العلقمي بالنحو وعلم الادب في شبيبته بالحلة على عميد الرؤساء (هبة اللّه بن حامد) بن‏ايوب ثم قدم بغداد وقرا على ابي البقاء عبداللّه بن الحسين العكبري، ثم انضم الى خاله استاذ دارالخلافة عضدالدين ابي نصر المبارك بن الضحاك، وكان شيخ الدولة فضلا وعلما ورئاسة وتجرئة، فتخلق باخلاقه وتادب بدابه،واستنابه في ديوان وشغله بعلم الانشاء الى ان توفي خاله، فانقطع الابنية ولزم داره، واستمر شمس الدين ابوالازهر احمد بن الناقد استاذ الدار، فاستدعى مؤيد الدين الى دار التشريفات، وامره بالتردد اليها في كل يوم ومشاركة‏النواب بها. فلما نقل استاذ الدار احمد بن الناقد الى الوزارة نقل مؤيد الدين الى استاذية الدار، فكان على ذلك الى ان‏توفي الوزير احمد بن الناقد فانتقل مؤيد الدين الى الوزارة‏.
    ويقول الصفدي، في كتابه «الوافي بالوفيات‏»: ولي الوزارة اربع عشرة سنة. اما ابن الطقطقي فيقول: اصلهم من النيل‏.
    ويقول ابن كثير: خدم في ايام المستنصر استاذ دار الخلافة مدة طويلة، ثم صار وزير المستعصم‏.
    وقد وصفه المؤرخون جميعهم، حتى الذين حاولوا النيل منه في تصرفاته، باحسن الصفات، ولم يستطيعوا ذمه، بالرغم ‏من محاولتهم الاساءة الى تاريخه. وذلك لان صفاته الحميدة كانت بارزة للناس كافة طوال اربع عشرة سنة، وهي مدة ‏توليه الوزارة، فضلا عما سبقها من السنين في توليه استاذية دار الخلافة. كانت صفاته بارزة بحيث لا يستطاع انكارها اوتشويهها، لذلك كانوا مجبرين على تسجيلها له، حتى اذا عنت لهم فرصة عابرة لا يستطاع التثبت من حقيقة ما جرى‏فيها، عمدوا الى الافتراء والتضليل!
    وقال عنه الخزرجي في العسجد المسبوك‏، وهو يذكر وفيات سنة 656ه: وفي هذه السنة توفي الوزير مؤيد الدين‏محمد بن محمد بن العلقمي ، البغدادي الرافضي. وكان عالما فاضلا اديبا، حسن المحاضرة، دمث الاخلاق،كريم الطباع، خير النفس، كارها للظلم، خبيرا بتدبير الملك، لم يباشر قلع بيت ولا استئصال مال‏.
    هذا الذي يقول عنه هذا القول لا يتورع عن ان يقول عنه بعد ذلك: «... ولم يزل على ذلك الى ان انقضت الدولة‏العباسية، واقر في الدولة التترية على الوزارة، وتغيرت احواله ولم يتم له ما اراد، ولم يظن ان التتر يبذلون السيف مطلقا،فانه راح تحت السيف الرافضة والسنة وامم لا يحصون، وذاق الذل من التتر، وذلك في اول جمادى الاخرة من السنة‏المذكورة‏.
    وقال عنه الصفدي في «الوافي بالوفيات‏»: «كان وزيرا كافيا خبيرا بتدبير الملك، ولم يزل ناصحا لاستاذه حتى وقع بينه ‏وبين الدوادار الصغير (مجاهد الدين ايبك) لانه كان يتغالى في السنة، وعضده ابن الخليفة ابي بكر (احمد ولي العهد)
    فحصل‏عنده من الضغن ما اوجب له ان سعى في دمار الاسلام وخراب بغداد على ما هو مشهور، لانه ضعف جانبه وقويت‏ شوكة الدوادار بحاشية الخليفة حتى قال في شعره:
    وزير رضي من باسه وانتقامه
    بطي رقاع حشوها النظم والنثر
    كما تسجع الورقاء وهي حمامة
    وليس لها نهي يطاع ولا امر
    يعني لم يكن هناك لابن العلقمي اي طاعة عن نهي او امر عند الخليفة
    وقال ابن الطقطقي، : اشتغل ابن العقلمي في صباه بالادب، ففاق فيه، وكتب خطا مليحا وترسل‏ترسلا فصيحا، وضبط ضبطا صحيحا. وكان رجلا فاضلا كاملا لبيبا كريما وقورا، محبا للرئاسة، كثير التجمل، رئيسا متمسكا بقوانين الرئاسة، خبيرا بادوات السياسة، لبيق الاعطاف بلات الوزارة. وكان يحب اهل الادب ويقرب اهل‏العلم، اقتنى كتبا كثيرة نفيسة. حدثني ولده، شرف الدين ابو القاسم علي، قال: اشتملت خزانة والدي على عشرة آلاف‏مجلد من نفائس الكتب. وصنف الناس له الكتب، فممن صنف له الصاغاني اللغوي،
    صنف له: العباب، وهو كتاب‏عظيم كبير في لغة العرب. وصنف له عز الدين عبد الحميد بن ابي الحديد كتاب شرح نهج البلاغة، يشتمل على عشرين ‏مجلدا، فاثابهما واحسن جائزتهما. وكان ممدحا، مدحه الشعراء وانتجعه الفضلاء.
    وكان مؤيد الدين الوزير عفيفا عن اموال الديوان‏واموال الرعية، متنزها مترفعا، قيل ان بدر الدين، لؤلؤ صاحب الموصل، اهدى اليه هدية تشتمل على كتب وثياب‏ولطائف قيمتها عشرة آلاف دينار، فلما وصلت الى الوزير حملها الى خدمة الخليفة، وقال: ان صاحب الموصل قداهدى الي هذا، واستحييت منه ان ارده اليه، وقد حملته وانا اسال
    قبوله. فقبل، ثم انه اهدى الى بدر الدين عوض هديته‏شيئا من لطائف بغداد قيمته اثنا عشر الف دينار، والتمس منه ان لا يهدي اليه شيئا بعد ذلك‏.
    على ان اللافت للنظر، في صفات ابن العلقمي الحميدة، هو قول الخزرجي انه كان كارها للظلم، لم يباشر قلع بيت ولااستئصال مال.
    وعندما نعرف ان الظلم وقلع البيوت واستئصال الاموال هو الاصل الذي آل اليه الحكم في الاسلام منذ سنة 41 للهجرة،نعرف اي انسان كان ابن العلقمي.
    ولامر ما يصر هذا المؤرخ وغيره من المؤرخين على ذكره هذه المنقبة له، فلولا انهم ‏يرون الظلم فاشيا في الحكام والعسف هو السائد لما حرصوا على تخصيصه بكراهية الظلم وما يجده هذا الظلم في مايجر من قلع البيوت واستئصال الاموال. ولا يغفل الخزرجي عن الاشارة الى انه خبير بتدبير الملك.
    فنحن اذن امام حاكم كف‏ء مثقف عادل نزيه متواضع. وهي صفات اعترف له بها اشد الناس عداوة له، واعظمهم افتراءعليه.
    وهؤلاء الاعداء المفترون اعمى الحقد بصائرهم فلم ينتبهوا الى ان من كانت له هذه الصفات الراسخة، لا يمكن ان‏تكون له صفة تناقضها كل المناقضة، حاولوا ان يلصقوها به زورا وبهتانا. فالنزيه العاف عن المال العام والمال الخاص،المثقف، نير الفكر، العادل الكاره للظلم، لا يمكن ان يمحو بيده هذه الصفات العالية في شخصه، لا يمكن ان يمحوها بيده بالتعاون مع اعداء البلاد.
    لذلك فاننا نرى المؤرخين حتى الاعداء يركزون على نزاهته وابتعاده عن الاستيلاء على ما لا حق له به من‏المال، سواء كان هذا المال مال الدولة ام مال الناس. واذا كان قد عرف في عصرنا هذا بان ما يهدى الى رجال الدولة من هدايا شخصية فان هؤلاء الرجال يحيلون هذه‏الهدايا الى خزانة الدولة، لانهم لو لم يكونوا في الحكم لما اهديت اليهم.
    اذا كان الامر كذلك في هذا العصر، في هذاالقرن الواحد والعشرين
    فان ابن العلقمي قد سبق عصره بقرون وقرون، وعمل بما لم يعمل به رجال الدول
    فلما اهدى اليه بدر الدين لؤلؤ ما اهدى حول الهدية في الحال الى خزانة راس الدولة المؤتمن على المال العام، وزادعلى ذلك بان اهدى الى المهدي ما يفوق ثمن هديته لئلا يترك في نفسه اثرا لمنة يدل بها عليه. ثم افهمه صراحة بان ‏يكف عن ارسال الهدايا.
    هذا هو ابن العلقمي الذي حاولوا تجريحه، وهذه اخلاقه التي حاولوا تشويهها!..
    يتبع......

    رياضيات - صحافة - شعر - فلسفة علوم - معلوماتية

  7. #27
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نذير طيار مشاهدة المشاركة
    "دور الشيعة بين الحقيقة والاوهام"كتاب لسعودي برأ " أبن العلقمي"

    -----------------------------------------------------

    سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة
    بين الحقيقة والإتهام
    استاذ التاريخ الإسلامي والدراسات الشرقية
    بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض
    الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي

    أكاديمي سعودي يبرا أبن العلقمي من تهمة الخيانة


    أصدر أستاذ التاريخ الإسلامي والدراسات الشرقية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي دراسة موسعة عنونها بـ : " سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة بين الحقيقة والإتهام " عن دار ابن حذيفة – أثارت غضب المتشددين والتكفيريين في السعودية ووصفها سليمان بن صالح الخراشي تفاجأت عندما رأيته يردد ما ردده الشيعة الرافضة من تكذيب لأي خيانة لأسلافهم وكان الدكتور عبدالعزيز الهلابي قد ألف قبل سنوات كتاباً حول أسطورة " عبدالله بن سبأ " دراسة للروايات التاريخية عن دوره في الفتنة التي يتخذ منها التكفيريون مادة دسمة لتمزيق أواصر الوحدة الوطنية بشكل يخالف قرارات مؤتمر القمة الإسلامية " بيان مكة " وتوصيات خمس لقاءات للحوار الوطني السعودي وقبلها فتاوى شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمد شلتوت القاضية بجواز التعبد بالمذهب الشيعي وفوق هذا وذاك الارادة السياسية المتوجهة للتفاعل مع الدعوات الاصلاحية والداعية للاعتراف بالآخر .

    الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي شخصية متفتحة سافر لأغلب بلدان أوربا وأمريكا والمشرق الإسلامي (الهند وباكستان وإيران وروسيا) وحكم أكثر من سبعين كتاباً وبحثاً علمياً وناقش رسائل للماجستير والدكتوراه وأنتج مجموعة من المصنفات العلمية والدراسات منها - أوضاع الدول الإسلامية في المشرق الإسلامي - وتتبع المصادر العلمية التي تحدثت عن تاريخ المغول في العالم بكافة اللغات الحية واللغات القديمة كالصينية والمغولية واليابانية والروسية والجرجانية والأرمنية والسريانية واللاتينية إلى جانب لغات تركية وسافر لهذا الغرض للمكتبة السليمانية ومكتبة متحف قصر طبقباي في اسطنبول والمكتبة الظاهرية بدمشق ودار الكتب بالقاهرة وجامعة انقلاب (الثورة) بطهران ومكتبة مجلس الشورى الوطني الإيراني ومكتبة جامعة طهران ومكتبة إيران الوطنية ومكتبة مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن وتوصل لنتاج باهرة نسف من خلالها ما أثير من خيانات وهمية لا أساس لها من الصحة اتخذت أساساً للتشنيع دونما دليل علمي ملموس .

    "هل كان هولاكو محتاجاً إلى لمساعدة المسلمين الشيعة ضد المسلمين السنة، حتى نقبل أنهم كانوا أحد العوامل التي أدت إلى سقوط بغداد ؟." في الحقيقة لم يكن هولاكو محتاجاً إلى مساعدة من أي فرد، شيعياً كان أم سنياً، لذلك فإننا نجد – كما يظهر لنا- أنه من غير المحتمل، أن لم يكن من المستحيل، أن يكون لهذه الطائفة من المسلمين أي دور فعال، سواء من داخل أو من خارج بغداد، في هجوم المغول ضد العاصمة العباسية، بغداد، وخلافتها السنية "! (332)

    ولم تثبت تلك المصادر أن المسلمين من الشيعة الساكنين في حي الكرخ داخل بغداد لم يشاركوا في الدفاع عن بغداد أبان الحصار المغولي لهذه المدينة ومع ذلك فإنهم لم يشاركوا في الحرب ضد المغول أو أنهم ابدوا تحفظاً أو عدم تحمس في قتال المغول " ثم يردف الدكتور الغامدي قائلاً مع أنهم كانوا ممتعضين من حكومتهم وجيشها المكون من مماليكها الذين يقوم بإدارة شئونه وقيادته مملوك تركي (الداواردار الصغير) الذي هاجم احيائهم السكنية فسلبها المماليك وقتلوا أهلها وهتكوا أعراض النساء قبل أقل من سنتين كل ذلك بأوامر من قائدهم أيبك الدوادار .
    تلك التهم التي وجهها لهم أخوانهم المسلمون من أتباع المذهب السني ووجدت لها صدى في كتبهم التاريخية على وجه الخصوص ويدلل المؤلف على بطلان هذه الأقوال بأنه لو كان الشيعة أعوان للمغول إذاً " لماذا أقدم المغول على أقتحام جميع الاحياء السكنية ، لاتباع المذهب الشيعي في داخل بغداد وما تلاه من أعمال بشعة أرتكبها الغزاة المغول في حقهم وبهذه الطريقة ذبح أهلها دون تمييز بنفس الطريقة التي عومل بها بقية المسلمين داخل تلك المدينة المنكوبة " ص333 .

    ثم يناقش الدكتور بحسب ما توصل إليه من خلال دراسة المصادر والوثائق التاريخية جوهر التهمة وتحديداً فيما ينسب للوزير الشيعي المذهب مؤيد الدين محمد بن العلقمي فيقول "الذي يبدوا لنا - والكلام للمؤلف - هو: أن هذه الاتهامات ضد ابن العلقمي وما الصق به من أمور الغدر والتشنيع به ما هي إلا نتيجة لذلك العداء المستحكم الذي كان يسود العلاقات بين هذا الوزير والدواة دار الصغير وأنها لم تكن إلا اتهامات مضادة قام بتوجيهها الاخير ضد خصمة الوزير والسبب في ذلك هو أن ابن العلقمي والدوا دار الصغير كانا متنافسين كما ان الاول قد سبق واتهم الأخير بأنه كان يخطط للثورة ضد الخليفة المستعصم للاطاحة به ومن ثم تنصيب ابنه الاكبر أبو العباس في مكانه على كرسي الخلافة " ص 334 وهكذا أضاف المؤرخون وزادوا نتيجة الروح الطائفية المستحكمة .

    النقطة الأخرى التي يناقشها الدكتور الغامدي هي الاتهام بأن الوزير ابن العلقمي حمل مسئولية ووزر تسريح مائة وعشرين ألف جندي من جيش الخلافة من الخدمة العسكرية كما أشيع لدى المؤرخين بان الوزير استطاع اقناع المستعصم بزوال خطر المغول
    التهمة الثالثة التي توجه لابن العلقمي هي انه عندما أراد حسام الدين بن عكا الثورة ضد المغول وشى ابن العلقمي لذلك عند المغول يقول المؤلف:
    يظهر لنا بجلاء واضح من الروايات التي أوردت لنا الكيفية التي تمت بموجبها المراسلات المزعومة بين الوزير ابن العلقمي والمغول ممثلين بقائد حملتهم هولاكو خان أن هذه المسألة هي الى الاسطورة المختلقة أقرب منها إلى الحقيقة والواقع .
    ويثبت الدكتور الغامدي من خلال تناقض الروايات سواء التي ذكرت انه حلق رأس جندي وكتب على رأسه الرسالة بالصبغ ثم انتظر حتى يكبر شعره ويرسله لهولاكو أو التي ذكرت ان هولاكو انتحل شخصية تاجر وأتى لبغداد دون أن يقبض عليه أحد ويمكن إثبات ذلك من خلال أن أغلب المراجع التي تقدح في الوزير ابن العلقمي بدافع طائفي وليس علمي ليس إلا كالجوزجاني في الطبقات وابو شامه في التراجم وابن الساعي في المختصر واليونيني في ذيل مرآة الزمان وابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات والذهبي في تاريخه وغيره كثير كثر كل أولئك كتبوا هذه الاشاعة وزاد عليها كل مؤرخ ما يحلو له واعتمدها المؤرخ ابن العميد المسيحي في مصر الذي لم يشهد الواقعة بل نقلها في كتابه المخطوط أخبار الايوبيين ورقة 261 ولحق هؤلاء المستشرقون في ذكر هذه التهمة كما ذهب لذلك رافرتي بينما دافع عنه المؤرخون الشيعة كابن الطقطقا في الآداب السلطانية ص 338 ورشيد الدين في جامع التواريخ ج2 ص 699 وعباس إقبال في تاريخ مفصل إيران ج1 ص 187 وآخرون غيرهم .
    ويثبت المؤلف حجم التناقض في الروايات التي أشار فيها ابن العلقمي على الخليفة بوجوب تلطيف الاجواء مع هولاكو لكي يأمن شره ومن ذلك ما أورده رشيد الدين في جامع التواريخ ج2 ص 712 في معرض دفاعه عن الوزير العلقمي فمرة يذكر ان الوزير خاطب الخليفة في رده عليه قائلاً:
    يظنون أن الأمر سهل وإنما هو السيف حدثت للقاء مضاربه وقوله اثناء حصار بغداد لحية الوزير طويلة أو لحيتنا طويله لكون الخليفة لم يرسل الهدايا لاسترضاء المغول رغم ان هذا الرأي ذهب إليه الخليفة نفسه وشرع في تنفيذه لولا معارضة الدوادار الصغير .
    التهمة الرابعة لابن العلقمي انه المسئول عن غرق جيش الخليفة حينما خرج لمقابلة المغول في معركة الانبار حيث اتهم ابن العلقمي بأنه أرسل أصحابه لتكسير السدود والحواجز المائية وكذلك اتهم بانه حث الخليفة على إعدام الخليفة المستعصم .
    وبالنسبة لاتهام ابن العلقمي فلا يمكن لأي شخص أن يكون عادلاً أو منصفاً في حكمه ما لم يكن ذلك المرء على علم تام بعدة حقائق ومن هذه الحقائق ما يتعلق بالعوامل الخارجية واعني بذلك حقيقة المغول وسياستهم تجاه الشعوب ثم نظرتهم العامة للعالم وبتاريخهم وفتوحاتهم ثم على علم ولو كان بسيطاً عن كيفية تعاملهم مع الآخرين ومن هذه الحقائق (اعني الوزير) شخصية الوزير ذاته ثم علاقته بسيده والأسرة التي يخدمها ثم علاقته مع زملائه ومنافسيه ثم مدى فعالية وإمكانية الوزير لو قلنا بقول المتهمين في نجاح حملة هولاكو تلك أما أن يصدر المرء حكمه لمجرد قراءة قرأها في مصدر تاريخي معين ذي ميول واتجاهات تمليها أهداف أو مذاهب معينة دون تمحيص أو تدقيق أو أخذ الرواية على علاتها فالإجابة على هذا خارجة عن نطاق البحث العلمي .
    والذي نراه صحيح في هذا الشأن كما يبدو لنا – هو أن المؤرخين الذين اتهموا الوزير ابن العلقمي وعلى رأسهم الجوزجاني كانوا مؤرخين متطرفين فقد وجهوا إليه تلك التهم بدافع التعصب المذهبي تمليه حوافز عدوانية وعواطف تحاملية يكنونها تجاه هذا الوزير المسلم الشيعي المذهب لهذا ليقف المرء عند روايات من هذا القبيل موقف الشك هذا إذا لم يرفضها رفضاً قاطعاً وأن ما أورده أولئك المؤرخون في تقاريرهم حول هذا الشأن لا يقوم على أساس علمي دقيق ومحقق ..
    مؤيدات أخرى
    1 – امتداح المؤرخ السني ابن الجوزي الوزير ابن العلقمي الشيعي بوصفه انه رجلاً ورعاً تقياً مستقيما وأنه قارىء لكتاب الله " سبط ابن الجوزي – مرآة الزمان ج2 ص 747- 762
    2 – يبدوا انه من غير المحتمل إذ لم يكن من المستحيل أن يذهب الوزير إلى ذلك الحد من التطرف لان المغول سيقضوا على الخليفة وعلى كل المنافسين بما فيهم الوزير على حد سواء .
    3 – ما ورد لدى المؤرخين لم يكن من مؤرخين عراقيين معاصرين فالمؤرخ الجوزجاني كان يعيش في الهند في دهلي وأبي شامه صاحب الذيل على الروضتين كان يعيش بدمشق ولا يوجد شاهد عيان يؤكد ما لدينا من آراء .
    4 – حملة المغول العسكرية كانت مقررة على بغداد كما هي على كل العالم سواء افترضنا التنسيق المسبق للوزير أم لم نفترض .
    5– لم يفرق المغول في التنكيل بين السنة والشيعة أثناء الهجوم على بغداد فقد قتلوا الجميع ونكلوا بهم .
    6 - كان الوزير على ثقة ويقين بعدم مقدرة الخلافة العباسية عن القيام بأي دفاع عن أي قوة مهاجمة فما بالكم بقوة عمالقة لم تكن بحاجة لاكثر من خمس سنوات لتحطيم الصين فما بالنا بـ 38 عام كانت فيها المناوشات تتجدد على بغداد ولا ضير في أن يكون لابن العلقمي رأي في ضرورة تهدئة قواعد اللعبة مع المغول لكي يأمن شرهم وهذا لا يعني الخيانة البتة
    7 – طلب هولاكو بعد وصوله لمنطقة همدان مقابلة الخليفة المستعصم أو أي من وزراءه ولم يكن هولاكو يفرق بين الوزير الشيعي أو السني وذات المستعصم توسل لابن العلقمي ان يخرج لهولاكو ليعرف مطالبه فقبل ابن العلقمي ولم يقبل الدواة دار وسليمان شاه بل عاندا ولم يستجيبا لرأي الخليفة لعله يخفف من تطرف هولاكو ويرحم سكان بغداد
    8 – الوزير ابن العلقمي خدم الدولة العباسية ثلث قرن واخلص في خدمتها 626-642هـ وخلال هذه الفترة لم يتعرض ابن العلقمي لاي أتهام البتة
    9 - ثم أن تهديد المغول لم يكن بالشيء الجديد فقد تعرضت بغداد لتهديد سابق أيام الاطاحة بالسلطان محمد خوارزم شاه ثم مجيء جلال الدين خوارزم الذي حال دون تقدم المغول سنوة 629 هـ ثم فترة حكم المستنصر وهنا ما معنى اتهام الوزير في هذه الفترة بالذات لماذا لم يقم الوزير خلال كل تلك الحقب بالتعاون مع المغول .

    ويخلص المؤلف إلى نتيجة مفادها على المرء قبل أن يصدر حكمه في مسألة مثل هذه أن يأخذ في الحسبان اعتبارات عدة :

    1 – دراسة الأساس الذي بنيت عليه هذه المسألة .
    2 – التحري عن القائل (عن ميوله الكتابية والمذهبية) .
    3 – الشخصية التي يعالج أمرها .
    4 – دراسة الأوضاع الداخلية والخارجية وحيثيات الموضوع من جميع جوانبه .

    مسك الختام

    إن التذرع باختلاق الفتن الطائفية والمذهبية وتحميل الحاضر وزر الماضيين لهو من اكبر الاسباب الداعية لانشغال المسلمين والانسانية ككل عن خلق الوحدة الوطنية وهذه دعوة اشادة بمثل هذه الاقلام المنصفة كالدكتور الغامدي لكي يتجاوز المسلمون على اختلاف مشاربهم اسباب الفرقة والتطاحن التي مل منها انسان الحاضر الساعي إلى التقدم والباحث عن الانصاف وينشغلوا ببناء الحاضر والبحث عن أسباب التآلف والوحدة والتسامح والعمل سوية لدرء المخاطر المحدقة بالانسانية ككل .
    ونحن نقول يا أخي الكريم
    نذير طيار
    والعالم يشهد كله أن الحكومة العراقية العميلة هي التي تسعى إلى اختلاق الفتن الطائفية
    وكل الأحرار الشرفاء يشهدون على ذلك ....
    من قال يا أخي نذير إننا لا نحب أن يعود العراق موحدا قويّا كما كان عليه من قبل !!؟؟...
    من قال أننا نريد إثارة النعرات الطائفية وتدمير الأمة !!؟؟؟...
    نعرف بحق أن البيت الأسود برئاسة بوش هدفه في العراق هو تقسيمه إلى دويلات وشيع متفرقة
    من أجل أن يسهل عليه نهب ثرواته !!...
    والحكومة العميلة التابعة له تحقق له أمنياته للقضاء على العراق الموحد ....

    أما عن نبش التاريخ يا أخي نذير ... أما يحق لنا أن نعرف حقيقته !!؟؟؟...
    فالتاريخ النزيه يا أخي نذير في بطونه ومجلداته يشهد على أن وزير المستعصم بالله
    ابن العلقمي هو الخائن العميل الذي وقف مع هولاكو ضد العراق ..


  8. #28
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي



    (وفاة المستنصر وخلافة المستعصم آخر بنى العباس ببغداد) *
    لم يزل هذا الخليفة المستنصر ببغداد في النطاق الذى بقى لهم بعد استبداد أهل النواحى كما قدمنا ثم انحل أمرهم من هذا النطاق عروة وتملك التتر سائر البلاد وتغلبوا على ملوك النواحى ودولهم أجمعين ثم زاحموهم في هذا النطاق وملكوا أكثره ثم توفى المستنصر سنة احدى وأربعين لست عشرة سنة من خلافته وبويع بالخلافة ابنه عبد الله ولقب المستعصم وكان فقيها محدثا وكان وزيره ابن العلقمي رافضيا وكانت الفتنة ببغداد لا تزال متصلة بين الشيعة وأهل السنة وبين الحنابلة وسائر أهل المذاهب وبين العيارين والدعار والمفسدين مبدأ الامراء الاول فلا تتجدد فتنة
    ين الملوك وأهل الدول الا ويحدث فيها بين هؤلاء ما يعنى أهل الدولة خاصة زيادة لما يحدث منهم أيام سكون الدول واستقامتها وضاقت الاحوال على المستعصم فأسقط أهل الجند وفرض أرزاق الباقين على البياعات والاسواق وفى المعايش فاضطرب
    الناس وضاقت الاحوال وعظم الهرج ببغداد ووقعت الفتن بين الشيعة وأهل السنة وكان مسكن الشيعة بالكرخ في الجانب الغربي وكان الوزير ابن العلقمي منهم فسطوا بأهل السنة وأنفذ المستعصم ابنه أبا بكر وركن الدين الدوا دار وأمرهم بنهب بيوتهم بالكرخ ولم يراع فيه ذمة الوزير فآسفه ذلك وتربص بالدولة وأسقط معظم الجند يموه بأنه يدافع التتر بما يتوفر من أرزاقهم في الدولة وزحف هلاكو ملك التتر سنة ثنتين وخمسين إلى العراق وقد فتح الرى واصبهان وهمذان وتتبع قلاع الاسماعيلية ثم قصد قلعة الموت سنة خمس وخمسين فبلغه في طريقه كتاب ابن الصلايا صاحب اربل وفيه وصية من ابن العلقمي وزير المستعصم إلى هلاكو يستحثه لقصد بغداد ويهون عليه أمرها فرجع عن بلاد الاسماعيلية وسار إلى بغداد واستدعى أمراء النتر فجاءه بنحو مقدم العسكر ببلاد الروم وقد كانوا ملكوها ولما قاربوا بغداد برز للقائهم ايبك الدوا دار في العساكر فانكشف التتر أولا ثم تدامروا فانهزم المسلمون واعترضتهم دون بغداد أو حال مياه من بثوق انتفثت من دجلة فتبعهم التتر دونها وقتل الدوا دار وأسر الامراء الذين معه ونزل هلاكو بغداد وخرج إليه الوزير مؤيد الدين بن العلقمي فاستأمن لنفسه ورجع بالامان إلى المستعصم وانه يبقيه على خلافته كما فعل بملك بلاد الروم فخرج المستعصم ومعه الفقهاء والاعيان فقبض عليه لوقته وقتل جميع من كان معه ثم قتل المستعصم شدخا بالعمد ووطأ بالاقدام لتجافيه بزعمه عن دماء أهل البيت وذلك سنة ست وخمسين وركب إلى بغداد فاستباحها واتصل العيث بها أياما وخرج النساء والصبيان وعلى رؤسهم المصاحف والالواح فداستهم العساكر وماتوا أجمعون ويقال ان الذى أحصى ذلك اليوم من القتلى ألف ألف وستمائة ألف واستولوا من قصور الخلافة وذخائرها على ما لا يبلغه الوصف ولا يحصره الضبط والعد وألقيت كتب العلم التى كانت بخزائنهم جميعها في دجلة وكانت شيأ لا يعبر عنه مقابلة في زعمهم بما فعله المسلمون لاول الفتح في كتب الفرس
    وعلومهم واعتزم هلاكو على اضرام بيوتها نارا فلم يوافقه أهل مملكته ثم بعث العساكر إلى ميا فارقين فحاصروها سنين ثم جهدهم الحصار واقتحموها عنوة وقتل حاميتها جميعا وأميرهم من بنى أيوب وهو الملك ناصر الدين محمد بن شهاب الدين غازى بن العادل أبى بكر بن أيوب وبايع له صاحب الموصل وبعث بالهدية والطاعة وولاه على عمله
    تاريخ ابن خلدون الجزء3
    الباب 3 ص 537-536


  9. #29
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    سبحان الله يتغير التاريخ ايضا ؟؟!!!!!!!

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  10. #30
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الخليفة صدر الدين علي بن النيار، وقتل الخطباء والائمة، وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي قبحه الله ولعنه أن يعطل المساجد والمدارس والربط ببغداد ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم وعلمهم بها وعليها، فلم يقدره الله تعالى على ذلك، بل أزال نعمته عنه وقصف عمره بعد شهور يسيرة من هذه الحادثة، وأتبعه بولده فاجتمعا والله أعلم بالدرك الاسفل من النار.
    ولما انقضى الامر المقدر وانقضت الاربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    ولما نودي ببغداد بالامان خرج من تحت الارض من كان بالمطامير والقنى والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضا فلا يعرف الوالد ولده ولا الاخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى.
    وكان رحيل السلطان المسلط هولاكو خان عن بغداد في جمادى الاولى من هذه السنة إلى مقر ملكه، وفوض أمر بغداد إلى الامير علي بهادر، فوض
    __________
    (1) في فوات الوفيات 2 / 231: سبعا وأربعين سنة.
    (2) كذا بالاصل ومرآة الزمان 1 / 254 وفوات الوفيات 2 / 231 وفي نهاية الارب 23 / 324: خمس عشرة سنة وسبعة أشهر وعشرة أيام.
    وفي تاريخ أبي الفداء 3 / 194: نحو ست عشرة سنة تقريبا.
    (*)
    البداية والنهاية الجزء 13
    باب 13 ص 236


  11. #31
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    خلافة المستعصم بالله
    ثم قام بالأمر بعده، المستعصم بالله وهو أبو أحمد عبد الله بن المستنصر بالله أبي جعفر منصور بن الظاهر محمد بن الناصر العباسي، آخر الخلفاء العراقيين، وكانت دولتهم خمسمائة سنة وأربعاً وعشرين سنة.
    وكان مولد أبي أحمد في خلافة جد أبيه، قال المؤلف رحمه الله تعالى: بويع له بالخلافة يوم قتل الظاهر البيعة العامة وذلك في جمادى الأولى سنة أربعين وستمائة فظهر بهذه العبارة أن المؤلف جعل الترجمة السابقة للظاهر، ولم يجعل للمستنصر ترجمة وإن الناسخ نقل ذلك كما وجده. فالإعتماد على ما ذكرته من ترجمتهما، وهو السادس فخلع وقتل، في أيام هولاكو، لما أخذ بغداد، سنة خمس وخمسين وستمائة وكان ذلك بمواطأة وزيره ابن العلقمي، وسوء تدبير المستعصم، واشتغاله بلعب الحمام، وبما لا يليق به. وكان قد خرج إلى هولاكو ومعه الفقهاء والصوفية فقتلوا عن آخرهم وأخذ المستعصم فخلع ووضع في جوالق وضرب بالمرازب وقيل بمداق الجص إلى أن مات. ولم ينتظم لبني العباس بعده أمر، وذلك في الثامن والعشرين من المحرم سنه ست وخمسين وستمائة.
    حياة الحيوان الكبرى
    خلافة المستعصم بالله
    ج1 ص608


  12. #32
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    سقوط بغداد بأيدي المغول

    قلت: نذكر سبب أخذ هولاكو لبغداد ثم نعود إلى أمر المصريين والشاميين والبحرية.
    فأما أمر هولاكو فإنه هولاكو، وقيل: هولاو بن تولي خان بن جنكزخان المغلي. ولي الملك بعد موت أبيه تولي قان، واتسعت ممالكه وعظم أمره وكثرت جيوشه من المغل والتتار، ولا زال أمره في زيادة حتى ملك مدينة ألموت وقتل متوليها شمس الشموس وأخذ بلاده، ثم أخذ الروم وأبقى بها ركن الدين كيقباد بن غياث الدين كيخسرو صورة بلا معنى والحكم والتصرف لغيره.
    وكان وزير الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين بن العلقمي ببغداد، وكان رافضياً خبيثاً حريصاً على زوال الدولة العباسية ونقل الخلافة إلى العلويين، يدبر ذلك في الباطن ويظهر للخليفة المستعصم خلاف ذلك، ولا زال يثير الفتن بين أهل السنة والرافضة حتى تجالدوا بالسيوف، وقتل جماعة من الرافضة ونهبوا، فاشتكى أهل باب البصرة إلى الأمير مجاهد الدين الدوادار وللأمير أبي بكر ابن الخليفة فتقدما إلى الجند بنهب الكرخ فركبوا من وقتهم وهجموا على الرافضة بالكرخ وقتلوا منهم جماعة وارتكبوا معهم العظائم فخنق الوزير ابن العلقمي ونوى الشر في الباطن وأمر أهل الكرخ الرافضة بالصبر والكف عن القتال، وقال لهم: أنا أكفيكم فيهم. وكان الخليفة المستنصر بالله قد استكثر من الجند قبل موته حتى بلغ عدد عسكره مائة ألف. وكان الوزير ابن العلقمي مع ذلك يصانع التتار في الباطن ويكاتبهم ويهاديهم، فلما استخلف المستعصم بعد موت أبيه المستنصر، وكان المستعصم خلياً من الرأي والتدبير، فأشار عليه ابن العلقمي المذكور بقطع أرزاق أكثر الجند، وأنه بمصانعة التتار وإكرامهم يحصل بذلك المقصود، ولا حاجة لكثرة الجند ففعل الخليفة ذلك! قلت: وكلمة الشيخ مطاعة! ثم إن الوزير بعد ذلك كاتب التتار وأطمعهم في البلاد سراً، وأرسل إليهم غلامه وأخاه وسهل عليهم فتح العراق وأخذ بغداد، وطلب منهم أن يكون نائبهم بالبلاد فوعدوه بذلك، وتأهبوا لقصد بغداد وكاتبوا لؤلؤا صاحب الموصل في تهيئة الإقامات والسلاح، فكاتب لؤلؤ الخليفة سراً وحذره، ثم هيأ لهم الآلات والإقامات. وكان الوزير ابن العلقمي المذكور ليس لأحد معه كلام في تدبير أمر الخليفة، فصار لا يوصل مكاتبات لؤلؤ ولا غيره للخليفة، وعمى عنه الأخبار والنصائح، فكان يقرؤها هو ويجيب عنها بما يختار، فنتج أمر التتار بذلك غاية النتاج وأخذ أمر الخليفة والمسلمين في إدبار! وكان تاج الدين بن صلايا نائب الخليفة بإربل حذر الخليفة وحرك عزمه، والخليفة لا يتحرك ولا يستيقظ فلما تحقق الخليفة حركة التتار نحوه سير إليهم شرف الدين بن محيي الدين بن الجوزي رسولاً يعدهم بأموال عظيمة، ثم سير مائة رجل إلى الدربند يكونون فيه يطالعون الخليفة بالأخبار، فمضوا فلم يطلع لهم خبر، لأن الأكراد الذين كانوا هناك دلوا التتار عليهم، فهجموا عليهم وقتلوهم أجمعين.
    النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
    ص2 ج 259

    [ خيانة ابن العلقمي ]
    وولّى هولاكو على العراق نوّابه . وعزم ابن العلْقَمي على أن يحسِّن لهولاكو أن يقيم ببغداد خليفة علوياً فلم يتهيأ ذلك له ، واطَّرَحَتْه التّتار ، وبقي معهم على صورة بعض الغلمان ، ثمّ مات كمداً لا رحمه الله ، ولا خفّف عنه .
    تاريخ الإسلام للذهبي الجزء 48
    باب 11 ص177


  13. #33
    شاعر / أستاذ جامعي الصورة الرمزية نذير طيار
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,025
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أختي بنت الشهباء:
    قراءة التاريخ لاتعني تسويق الافتراءات، ومعلوم أن التاريخ كتبه الحكام المنتصرون دائما، ألم تسألي نفسك يوما : لماذا لم أقرأ وجهة نظر المنهزم المحكوم؟؟ لماذا تصرون على عدم سماع دفاع المرء عن نفسه؟؟ والواقع أن الشيعة لم يحكموا إلا قليلا في تاريخنا، وأن ضحاياهم كثيرون ولكنهم لم يقولوا يوما لقد قام السنة بتصفيتنا؟ لقد علمنا قرآننا اتباع الحق لا الدعايات الطائفية الحاقدة من الجانبين.
    إن الطائفية تجتاحكم جميعا، وما أقرأه هنا هو قراءة طائفية للتاريخ، وهناك قراءة طائفية للأحداث السياسية، وهناك تفسير طائفي للوقائع. عندما يصبح المجرم القاتل رمزا تدافعون عنه، هل بهذا أمركم القرآنالكريم؟؟

    رياضيات - صحافة - شعر - فلسفة علوم - معلوماتية

  14. #34
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  15. #35
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نذير طيار مشاهدة المشاركة
    أختي بنت الشهباء:
    قراءة التاريخ لاتعني تسويق الافتراءات، ومعلوم أن التاريخ كتبه الحكام المنتصرون دائما، ألم تسألي نفسك يوما : لماذا لم أقرأ وجهة نظر المنهزم المحكوم؟؟ لماذا تصرون على عدم سماع دفاع المرء عن نفسه؟؟ والواقع أن الشيعة لم يحكموا إلا قليلا في تاريخنا، وأن ضحاياهم كثيرون ولكنهم لم يقولوا يوما لقد قام السنة بتصفيتنا؟ لقد علمنا قرآننا اتباع الحق لا الدعايات الطائفية الحاقدة من الجانبين.
    إن الطائفية تجتاحكم جميعا، وما أقرأه هنا هو قراءة طائفية للتاريخ، وهناك قراءة طائفية للأحداث السياسية، وهناك تفسير طائفي للوقائع. عندما يصبح المجرم القاتل رمزا تدافعون عنه، هل بهذا أمركم القرآنالكريم؟؟

    أخي الكريم نذير
    تاريخنا النزيه لايسوق الافتراءات ... نحن نريد أن نعلم الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع
    فابن العلقمي هو خائن عميل ...
    أما عن قولك يا أخي بن
    إن الطائفية تجتاحكم جميعا
    من قال هذا !!؟؟؟...
    أسألك بالله يا أخي نذير متى كانت الطائفية , وفي أي زمن ظهرت !!؟؟؟..
    الشيعي مع السني مع الكردي معا في وطن واحد
    كان هناك عراق حرا لا يسير نحو الطائفية
    قابلت من فترة أسرة عراقية الثلة الطائفية الحاقدة قتلت بدم بارد
    راعي أسرتها مع أن زوجته شيعية
    تعرف لم !!؟؟؟...
    لأن زوجها سني واسمه عمر !!...
    قالت لي والألم يعتصر داخلها
    لم نكن نعرف بأن هناك فوارق ما بين الشيعي والسني أبدا ...
    وأمثال هؤلاء والله يا أخي كثيرون
    نعود ونقول : إن السبب الوحيد الذي دفع للفتنة الطائفية في العراق
    هم ثلة عميلة خائنة قذرة
    والتاريخ سيشهد لهم ذلك


  16. #36
    شاعر / أستاذ جامعي الصورة الرمزية نذير طيار
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,025
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أختي بنت الشهباء:
    أي تاريخ هذا الذي تدافعين عنه, تاريخ يجعل الآخر المسلم دائما خائنا, في أن العقل والواقع يؤكد أن الخيانة ليست ذات لون مذهب واحد, ومثال واحد حكامنا العرب وتواطؤهم مع الأمريكان الصهاينة ضد حماس السنية.؟؟
    أنا أدين كل عمليات القتل على الهوية في العراق.
    وهذا هو الفرق بيننا, أنت تعتبرين القاتل المجرم الزرقاوي بطلا مع أنه سني كان يقتل الشيعة لأنهم شيعة.
    كي تتحرروا من الطائفية عليكم إدانة كل عمليات القتل وهذا ما أنتم عاجزون عنه.
    البعض يعتبر الشيعة كفارا يستحقون القتل.
    دعيني أذكرك أن صدام قتل شعراء لمجرد أنهم تغنوا في شعرهم باسم الحسين بن علي.

    رياضيات - صحافة - شعر - فلسفة علوم - معلوماتية

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •