الشعراء والنقاد مطالبون بأدوارهم
هذه بواكير إبداعية لأحبتنا في وطن الإبداع
وصلتني منذ عدة أيام من شبكة الجامعة الفلسطينية، وتحديدًا من منتديات الجامعة الفلسطينية رسالة بريدية، من الطالب محمد حسن، أرفق فيها عددًا من النصوص لعدد من طلبة الكليات المختلفة، ويطلب مني فيها الاطلاع والحكم في أمرها.
وكنت قبل ذلك قد فهمت أن الأمر يعني مسابقة أدبية ثقافية، ففرحت بالأمر، لأن مثل هذه المسابقات تخلق حراكًا ثقافيًا، وتعزّز إبداعًا مكنونًا.
وحين قرأت المشاركات الواردة في الرسالة، وجدت نفسي أمام كمّ من الموضوعات المتنوعة، والموزعة بين الشعر والنثر. ولأن الشعر لا تخطئه العين، ولا يختلف فيه سمعان، فقد فرزت القصائد ( المموسقة فقط ) والتي تخضع للبحور والعروض، بغض النظر عما جاء في بعضها من تجاوزات وزحافات وأخطاء إملائية، يمكنني ردّ بعضها إلى أخطاء طباعية، فوجدت أمامي قصائد في مجملها جيدة المحتوى واللغة، لكنني في الوقت نفسه وجدت من بينها قصائد ممتازة، أذهلني جمالها في كثير من المواضع فيها، وأدهشتني قدرة أصحابها على انتقاء الألفاظ وتوظيفها في النص توظيفًا شعريًا كاملاً، وزاد من هذه الدهشة غنى هذه النصوص بالمفردات، وتجاوز بعضها المائة بيت من الشعر بلا تطويل، ودون تكرار ممل للأفكار، أو للألفاظ.
أما باقي النصوص، فقد وجدت فيها نوعين من الكتابة: خواطر كاملة، ونصوصًا تحمل نفّسًا شعريًا، ولكن في ثوب نثري، وهو ما يسميه البعض ( قصيدة النثر ) وسأتوقف عند كل قسم فيما بعد، حيث ستعلن نتائج المسابقة الشعرية على هذا الرابط، ويتبعها بعد أيام إعلان نتائج مسابقة النثر في منتدى الخواطر الإبداعية. وهنا أهيب بالشعراء والأعضاء هنا، أن يتفضلوا فيقرؤوا هذه الأعمال المبشّرة، وأن يتفاعلوا معها؛ تعليقًا ونقدًا تعزيزيًا، ولنتذكر جميعًا أننا أمام تجربة لا تزال في مواقدها، وأن ما قرأته هنا يبشر بمستوى سامٍ لأحبتنا الطلبة.
الشعــــــــــر:
لأنني لم أشأ أن أحرم القراء من قطع شعرية جميلة تستحق القراءة، ويستحق أصحابها الثناء والإعجاب، فقد رأيت ألا أكتفي بتحديد القصيدة الفائزة، لكنني جعلت الفائزين ثلاثة، الأول فالثاني فالثالث على الترتيب، مع تأكيدي على أن بقية القصائد فيها من الجمال ما يجعلني أتقدم من أصحابها بالتحية، وأشد على أيديهم أن يستمروا في الكتابة، لأنهم مبدعون.. وكم تمنيت لو أن الأمر ليس مسابقة تتطلب ترتيب النصوص، لكن ذلك لا يقلل من القيمة الفنية لكل المشاركات.. فتحيتي للجميع دون استثناء.
أما القصائد الفائزة، فقد جاء فوزها بناء على ما يأتي:
1- موضوع القصيدة، ومدى وعي الشاعر به، ومدى امتلاكه لأدوات التعبير عنه، ومقدرته على إيصاله.
2- اللغة الخاصة للشاعر، وأعني جماليتها.( البيان والبديع، ومناسبة الألفاظ للمعاني، واستخدام المجازي والحقيقي، وتوظيفه بجودة عالية... إلخ )
3- بناء القصيدة، ووعي الشاعر بهذا البناء، وأقصد هندستها.
وأعتقد – مجتهدًا – أن هذه الشروط الثلاثة ربما تكون كافية لحسم أمر الترتيب بين النصوص.
ولعل ما أثار انتباهي، وتعجبي، أن بعض النصوص قد حملت أسماء مجازية، أو مستعارة، ولست أفهم لذلك سببًا، لأن هذه النصوص كافية لتشرّف أصحابها، ولتدفع بهم إلى ميدان الإبداع من أوسع الأبواب، مع تأكيدي للمشاركين الأعزاء في المسابقة، ولكل مبدع في هذا المضمار، أن استخدام الأسماء المستعارة يقلل من هيبة النصوص، وينشر حولها هالة من الشك في نسبتها ومصدرها.. ولن أخفي أنني حاولت جاهدًا تتبع أغلبية النصوص الجيدة، فما وجدت لها مصادر لغير أهلها، دون أن أشير إلى أن معظم المشاركات قد اتّكأت على تعابير شعرية سابقة، ولكن هذا لا يقلل من قيمتها على الإطلاق، باعتبار أن المفردات والتعابير قد تصبح مع الزمن حصيلة ذاكرة إبداعية يتم استدعاؤها من اللاشعور.
أما القصائد الثلاث الفائزة، فهي على التوالي:
- المرتبة الأولى:
قصيدة ( العشق والشعر والعيد )
للشاعر: ربيع جرارعة.
http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=26338
- المرتبة الثانية:
قصيدة ( أمرّ الدّمع أسبقه نزولا )
للشاعر: عمر زيّادة
http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=26341
- المرتبة الثالثة:
- قصيدة ( مأساتي )
للشاعر ( محبّ الذئاب ) Wolves Lover
http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=26351
( وهذا بعض ما أشرت إليه سابقًا في شأن استخدام أسماء مستعارة، وسوف تجدون نصًّا جميلاً، بغض النظر عن التجاوزات العروضية واللغوية التي سأتركها في كل النصوص على حالها من أجل أمانة النقل والنظر والحكم.. )
في الختام.. لن أزعم أن حكمي هذا فيصلٌ لا يأتيه النقد والاعتراض من بين يديه، ولا من خلفه.. قد يرى غيري غير ما رأيت، لكنني هنا وضعت حكمي بناء على معطيات ذكرتها سابقًا، مؤكدًا على أن هذه القصائد الثلاث أراها تكفي لوصف أصحابها بالمبدعين، وبالعابرين بوابة الشعر من أجمل الأبواب.
لكم التحية أيها الأحبة على ثرى الوطن، وفي نبضه، وسوف أقوم – من بعد إذنكم بوضع هذه القصائد في رابط خاص في منتدى الشعر الفصيح في الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ( واتا ) وسأثبّت القصائد، وأدعو كل الشعراء المنتسبين للمنتدى وغيرهم، وجميع الأعضاء المنتسبين للجمعية، لزيارة الرابط، وقراءتها، والتعليق عليها، وأطلب من إدارة الجمعية إرسال هذا الرابط إلى المجموعة البريدية الخاصة بالجمعية، وهذا أبسط ما يمكننا تقديمه لأحبتنا المبدعين.
محبتي لكم جميعًا
هــلال الفارع
المفضلات