آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: الـعـــرافـــة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المهدي السقال
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    71
    المشاركات
    385
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي الـعـــرافـــة

    قصة قصيرة

    العرافة

    محمد المهدي السقال


    انتبهتْ " مليكة " إلى عودة طائر" الجاوش", لم يُحلِّق بين أركان الغرفة قبل الانسحاب كعادته من غير استئذان ,
    حطَّ فوق أعلى رفوف المكتبة , من غير أن يستقر به المقام , يقفز متحركاً في كل الاتجاهات ,
    همدتْ تحاول قطع أنفاسها , متمنيةً لو أنه يمكث أطول ,
    انتفض , حدق في وجهها كأنه يرغب في السؤال عن شيء ضاع منه , بذلتُ جهدا خارقاً في محاولة التظاهر بالسكون , علَّهُ يطمئن إليَّ , ثم اختفى في رمشة عين , تاركاً خلفه منحنى ظلي ثابتاً جهة اليسار , و صوت رفرفة جناحيه ينحل إلى ما يشبه الهواء البارد في يوم قائظ ,
    للريش رائحة يذكرها أنفي من بقايا معاشرة الطيور الحبيسة في الأقفاص , تمتعض حاسة الشم , لكننا نُصرُّ على الاحتفاظ بها سجينة أمام عيوننا , أول مرة سمعت عن شيء اسمه الحرية , كان من خلال فرجتنا الطفولية على دوخة ذلك العصفور الحبيس خلف القضبان ,
    بعد خمس سنوات , سيحدثنا معلم العربية عن الرفق بالحيوان , وكأنه كان معنا , سيمثل بالطائر في القفص , كم شعرتُ بالذنب , مات العصفور بعد يومين , رغم اهتمامنا بأكله وشربه ,
    قامت " مليكة " في اتجاه موطئ قدميه بين الأسماء المغبرة , " طبقات الشعراء " , ترك عليها أثراً من برازه نقطاً سوداء , مازالت طرية , أدنى محاولة لتخليص " ابن قتيبة " مما أصابه , لن تزيد إلا الطين بلة , ما أسوأ حظَّه , طبقات أخرى بجانبه , كانت أحوج لمثل هذا الخروج النديِّ ,
    تركت الكتاب كما تركه الطائر , وعادت لاستئناف كتابة القصة المشؤومة , ما زالت تتأبى على الانتهاء , تعبتْ من معاودة بنائها , لتبدو أكثر واقعية , تقف عند رد فعل الشخصية المحورية , فلا تسعفها العبارات الأقل حدة ,
    مضى عليها أسبوع , وهي تفكر في لغة موحية تحتمل رمزيتها أكثر من تأويل , حين يتعلق الأمر بالكتابة عن حكاية من حكايا السلطة في هذه البلاد الغريبة بحكامها , تجد نفسها محاصرة بتخوف لا إرادي من الوقوع في شرك الصياد ,
    تتحرج من التصريح كما تتحرج من التلميح , بالرغم من علمها ببلادة حجاب الحاكم , لم تفلح في التخلص من توجس الإيقاع بها , وهي تحيل على لا مبالاة الحاكم المنشغل عن الأمة بما في بطن بعله المصون ,
    و إذا لم يكن ذكرا ؟
    إنه ذكر يا سيدي .
    انتزعها الحاجب من فراشها للمثول بين يديه , في عز الليل , تاركة خلفها زوجاً لم يحرك ساكناً , بل كان يستعجل اصطحابها للرسول ,
    بحكم شهرتها كعرَّافة تحققت بعض نبوءاتها , خمَّنتْ سبب الاستقدام , وأصابتْ هذه المرة أيضا , سوف تُسأل عن الراقد في بطن زوجة الحاكم , وسوف تجيب بلا أدنى تردد أن المولود ذكر ,
    و إذا لم يكن ذكرا ؟
    إنه ذكر يا سيدي .
    لكنها قبل الانصراف محملة بأعطية الألف دينار المعهودة , اصطدمت بوجهها في المرآة , رأته كالحاً رغم الأنوار المشعة في القصر , حدثتها نفسها بالعودة إلى الحاكم , لتعلن بين يديه عن رؤية غير الذي صرحت به ,
    أرى يا سيدي أنها ستضع أنثى ,
    بلعتْ ريقها تتلقَّفُها الأيدي نحو مخرج دهليز يفضي إلى ساحة فسيحة , ومنها إلى البيت عبر ممرَّاتٍ لم تستبن إلى الآن مُنعرجاتها ,
    تبًّا لهذه الحكاية اللعينة , ألقتْ " مليكة " بالمسودة في سلَّة المهملات , تطلعت إلى النافذة , هل سيهل الطائر ثانية ؟ تمنت عودته ليبصق في وجهها هذه المرة .

    ********

    محمد المهدي السقال
    المغرب

    عــاشــق الـغـجـريـة

  2. #2
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    رغم رمزية القصة فإنني تركت لخيالي تصور الكثير من الممكن واللاممكن حدوثه في هذه الدنيا العجيبة الغريبة المليئة بالمتناقضات والأهوال والخوف والسلطة والتسلط وكبت الحرية والدجل خوفًا وطمعًا..مساحات واسعة للفكر هنا يترك لفرسه حرية الجموح في ميدان الحياة إلى أن يزيل تلك النقط التي تركها الطائر فوق الكتاب ويغلق النافذة بوجهه منعًا مما تمنته مليكة..
    هذه هي المرة الثانية التي أقرأ لك فيها
    يبدو أنني سأدمن تلك القراءة
    دمت بخير وإبداع أخي المكرم
    محمد المهدي السقال
    أختك
    بنت البحر


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المهدي السقال
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    71
    المشاركات
    385
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي أختي " زاهية "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية بنت البحر مشاهدة المشاركة
    رغم رمزية القصة فإنني تركت لخيالي تصور الكثير من الممكن واللاممكن حدوثه في هذه الدنيا العجيبة الغريبة المليئة بالمتناقضات والأهوال والخوف والسلطة والتسلط وكبت الحرية والدجل خوفًا وطمعًا..مساحات واسعة للفكر هنا يترك لفرسه حرية الجموح في ميدان الحياة إلى أن يزيل تلك النقط التي تركها الطائر فوق الكتاب ويغلق النافذة بوجهه منعًا مما تمنته مليكة..
    هذه هي المرة الثانية التي أقرأ لك فيها
    يبدو أنني سأدمن تلك القراءة
    دمت بخير وإبداع أخي المكرم
    محمد المهدي السقال
    أختك
    بنت البحر
    أختي زاهية

    أثــمــن قراءتــك ,

    لـك أن تـتـصـوري حـجـم الاغـتـبـاط حـين يـشـعـر كـاتب بالاهـتـمـام ,

    للـمـرة الـثـانـيـة تـشـاركـيـنـنـي هـم الـتـواصـل ,

    و للـمـرة الـثـانـيـة ,

    أحـس بـان الـكـتـابة مـا زالـت مـمـكـنـة فـي هـذا الـزمـن

    الـمـحـاصــر بـالـزيـف .

    تـحـيـاتي وتـقـديـري

    أخـوك

    محمد المهدي السقال

    عــاشــق الـغـجـريـة

  4. #4
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
    أختي زاهية

    أثــمــن قراءتــك ,

    لـك أن تـتـصـوري حـجـم الاغـتـبـاط حـين يـشـعـر كـاتب بالاهـتـمـام ,

    للـمـرة الـثـانـيـة تـشـاركـيـنـنـي هـم الـتـواصـل ,

    و للـمـرة الـثـانـيـة ,

    أحـس بـان الـكـتـابة مـا زالـت مـمـكـنـة فـي هـذا الـزمـن

    الـمـحـاصــر بـالـزيـف .

    تـحـيـاتي وتـقـديـري

    أخـوك

    محمد المهدي السقال
    بارك الله بك أخي المكرم محمد
    كلنا حقيقة بحاجة للمشاركة ومن حضر معي إلى هنا يعرف كيف
    كنا نتكاتف في المشاركت لحصول الفائدة ولكن لاأدري
    حقيقة لماذا هنا لانجد ذلك..
    على كل أسعدني المرور على قصتك وردك الراقي
    دمت بخير
    أختك
    بنت البحر


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية محمد فري
    تاريخ التسجيل
    30/10/2006
    المشاركات
    162
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    العزيز محمد المهدي السقال
    القصة مركبة غاية التركيب
    وهو تركيب حرفي دقيق
    استغلال رمزية الطائر كانت موفقة
    والانتقال إلى حكاية " مليكة " ومعاناتها مع النص الملمح كان بارعا وعفويا
    فقرات كثيرة شدت انتباهي منها هذه:

    [ " طبقات الشعراء " , ترك عليها أثراً من برازه نقطاً سوداء , مازالت طرية , أدنى محاولة لتخليص " ابن قتيبة " مما أصابه , لن تزيد إلا الطين بلة , ما أسوأ حظَّه , طبقات أخرى بجانبه , كانت أحوج لمثل هذا الخروج النديِّ ]
    من سوء حظ ابن قتيبة فعلا أنه ساند " الطبقية " عفوا ..أقصد الطبقات..حتى ولو كانت تصنيفا للشعراء..ولعل " النقط " التي تركها العصفورعلى " الطبقات " غمزة موحية تستشعر عالما بدون " طبقات"...وتقويم بالنقط لإيحائيات العمل
    وبانتظار ما تتمخض عنه الولادة..وما تتنبأ به العرافة..لك مني أزكى السلام


    محمــد فــري


  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المهدي السقال
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    71
    المشاركات
    385
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي أخي محمد فري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فري مشاهدة المشاركة
    العزيز محمد المهدي السقال
    القصة مركبة غاية التركيب
    وهو تركيب حرفي دقيق
    استغلال رمزية الطائر كانت موفقة
    والانتقال إلى حكاية " مليكة " ومعاناتها مع النص الملمح كان بارعا وعفويا
    فقرات كثيرة شدت انتباهي منها هذه:

    [ " طبقات الشعراء " , ترك عليها أثراً من برازه نقطاً سوداء , مازالت طرية , أدنى محاولة لتخليص " ابن قتيبة " مما أصابه , لن تزيد إلا الطين بلة , ما أسوأ حظَّه , طبقات أخرى بجانبه , كانت أحوج لمثل هذا الخروج النديِّ ]
    من سوء حظ ابن قتيبة فعلا أنه ساند " الطبقية " عفوا ..أقصد الطبقات..حتى ولو كانت تصنيفا للشعراء..ولعل " النقط " التي تركها العصفورعلى " الطبقات " غمزة موحية تستشعر عالما بدون " طبقات"...وتقويم بالنقط لإيحائيات العمل
    وبانتظار ما تتمخض عنه الولادة..وما تتنبأ به العرافة..لك مني أزكى السلام


    محمــد فــري
    أخي
    محمد فري

    مع التطور , إن كان ثمة تطور ,

    يزداد اقتناعي بحجم معاناة إنتاج نص سردي قصير ,

    وقد أصاب تعليقك هوى في النفس ,

    لأنه لامس تلك المكابدة ,

    من خلال التوقف عند البنية التركيبية بموازاة البعد المستهدف دلاليا ,

    أحييك أخي محمد مبدعا وناقدا .

    محمد المهدي السقال

    عــاشــق الـغـجـريـة

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية أسماء غريب
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
    قصة قصيرة

    العرافة

    محمد المهدي السقال


    انتبهتْ " مليكة " إلى عودة طائر" الجاوش", لم يُحلِّق بين أركان الغرفة قبل الانسحاب كعادته من غير استئذان ,
    حطَّ فوق أعلى رفوف المكتبة , من غير أن يستقر به المقام , يقفز متحركاً في كل الاتجاهات ,
    همدتْ تحاول قطع أنفاسها , متمنيةً لو أنه يمكث أطول ,
    انتفض , حدق في وجهها كأنه يرغب في السؤال عن شيء ضاع منه , بذلتُ جهدا خارقاً في محاولة التظاهر بالسكون , علَّهُ يطمئن إليَّ , ثم اختفى في رمشة عين , تاركاً خلفه منحنى ظلي ثابتاً جهة اليسار , و صوت رفرفة جناحيه ينحل إلى ما يشبه الهواء البارد في يوم قائظ ,
    للريش رائحة يذكرها أنفي من بقايا معاشرة الطيور الحبيسة في الأقفاص , تمتعض حاسة الشم , لكننا نُصرُّ على الاحتفاظ بها سجينة أمام عيوننا , أول مرة سمعت عن شيء اسمه الحرية , كان من خلال فرجتنا الطفولية على دوخة ذلك العصفور الحبيس خلف القضبان ,
    بعد خمس سنوات , سيحدثنا معلم العربية عن الرفق بالحيوان , وكأنه كان معنا , سيمثل بالطائر في القفص , كم شعرتُ بالذنب , مات العصفور بعد يومين , رغم اهتمامنا بأكله وشربه ,
    قامت " مليكة " في اتجاه موطئ قدميه بين الأسماء المغبرة , " طبقات الشعراء " , ترك عليها أثراً من برازه نقطاً سوداء , مازالت طرية , أدنى محاولة لتخليص " ابن قتيبة " مما أصابه , لن تزيد إلا الطين بلة , ما أسوأ حظَّه , طبقات أخرى بجانبه , كانت أحوج لمثل هذا الخروج النديِّ ,
    تركت الكتاب كما تركه الطائر , وعادت لاستئناف كتابة القصة المشؤومة , ما زالت تتأبى على الانتهاء , تعبتْ من معاودة بنائها , لتبدو أكثر واقعية , تقف عند رد فعل الشخصية المحورية , فلا تسعفها العبارات الأقل حدة ,
    مضى عليها أسبوع , وهي تفكر في لغة موحية تحتمل رمزيتها أكثر من تأويل , حين يتعلق الأمر بالكتابة عن حكاية من حكايا السلطة في هذه البلاد الغريبة بحكامها , تجد نفسها محاصرة بتخوف لا إرادي من الوقوع في شرك الصياد ,
    تتحرج من التصريح كما تتحرج من التلميح , بالرغم من علمها ببلادة حجاب الحاكم , لم تفلح في التخلص من توجس الإيقاع بها , وهي تحيل على لا مبالاة الحاكم المنشغل عن الأمة بما في بطن بعله المصون ,
    و إذا لم يكن ذكرا ؟
    إنه ذكر يا سيدي .
    انتزعها الحاجب من فراشها للمثول بين يديه , في عز الليل , تاركة خلفها زوجاً لم يحرك ساكناً , بل كان يستعجل اصطحابها للرسول ,
    بحكم شهرتها كعرَّافة تحققت بعض نبوءاتها , خمَّنتْ سبب الاستقدام , وأصابتْ هذه المرة أيضا , سوف تُسأل عن الراقد في بطن زوجة الحاكم , وسوف تجيب بلا أدنى تردد أن المولود ذكر ,
    و إذا لم يكن ذكرا ؟
    إنه ذكر يا سيدي .
    لكنها قبل الانصراف محملة بأعطية الألف دينار المعهودة , اصطدمت بوجهها في المرآة , رأته كالحاً رغم الأنوار المشعة في القصر , حدثتها نفسها بالعودة إلى الحاكم , لتعلن بين يديه عن رؤية غير الذي صرحت به ,
    أرى يا سيدي أنها ستضع أنثى ,
    بلعتْ ريقها تتلقَّفُها الأيدي نحو مخرج دهليز يفضي إلى ساحة فسيحة , ومنها إلى البيت عبر ممرَّاتٍ لم تستبن إلى الآن مُنعرجاتها ,
    تبًّا لهذه الحكاية اللعينة , ألقتْ " مليكة " بالمسودة في سلَّة المهملات , تطلعت إلى النافذة , هل سيهل الطائر ثانية ؟ تمنت عودته ليبصق في وجهها هذه المرة .

    ********

    محمد المهدي السقال
    المغرب
    "للريش رائحة يذكرها أنفي من بقايا معاشرة الطيور الحبيسة في الأقفاص , تمتعض حاسة الشم , لكننا نُصرُّ على الاحتفاظ بها سجينة أمام عيوننا"

    نص قصصي مليء بالدلالات و الإيحاءات
    يحتاج مفاتيح خاصة لقرائته و نورا قويا يسلط عليه كي نخرج بما في داخله من أسرار و حكايا شعب برمته، يعيش تحت القهر و لا يعرف للحرية معنى و يدوخ وراء سلطة تلجأ إلى عرافة كي تعرف هل سيكون المولود ذكرا أم أنثى.
    مزيج بين الماضي و الحاضر، بين التاريخ العتيق و كتبه المرصوصة برفوف تلك المكتبة و حكاياته الأسطورية و بين حاضر مشوه المعالم لا شيء نستبينه منه سوى ذاك العصفور الذي حلق بعيدا و نأمل أن يعود كي يرفض فكرنا من جديد كما رفض فكر ابن قتيبة قديما و يبصق في وجه مليكة أو في وجوهنا.

    تحياتي لك و تقديري أخي محمد لإبداعاتك التي تستحق كل اهتمام

    وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا

    همس الكلمة
    أسماء باللغة الإيطالية
    جديدي هنا

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المهدي السقال
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    71
    المشاركات
    385
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي أختي أسماء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء غريب مشاهدة المشاركة
    "للريش رائحة يذكرها أنفي من بقايا معاشرة الطيور الحبيسة في الأقفاص , تمتعض حاسة الشم , لكننا نُصرُّ على الاحتفاظ بها سجينة أمام عيوننا"

    نص قصصي مليء بالدلالات و الإيحاءات
    يحتاج مفاتيح خاصة لقرائته و نورا قويا يسلط عليه كي نخرج بما في داخله من أسرار و حكايا شعب برمته، يعيش تحت القهر و لا يعرف للحرية معنى و يدوخ وراء سلطة تلجأ إلى عرافة كي تعرف هل سيكون المولود ذكرا أم أنثى.
    مزيج بين الماضي و الحاضر، بين التاريخ العتيق و كتبه المرصوصة برفوف تلك المكتبة و حكاياته الأسطورية و بين حاضر مشوه المعالم لا شيء نستبينه منه سوى ذاك العصفور الذي حلق بعيدا و نأمل أن يعود كي يرفض فكرنا من جديد كما رفض فكر ابن قتيبة قديما و يبصق في وجه مليكة أو في وجوهنا.

    تحياتي لك و تقديري أخي محمد لإبداعاتك التي تستحق كل اهتمام
    أختي أسماء

    أعترف لك بالقدرة على اختراقي من داخل النص السردي ,

    كنتِ القارئة المتذوقة والمحللة الدقيقة ,

    رغم قصر التعليق ,

    فقد وجدته محملا بالعميق من الدلالات المرتبطة بالرهان المستهدف في النص

    القصصي القصير .

    لكنني أعترف أيضا بعجزي عن المواربة والتعويل على البعيد في الإيحاء أو

    الإيماء ,

    بحيث أجدني في كل مرة ,

    أكثر ميلا إلى الكشف عن ذاتي عبر رموز أقرب إلي من تفاصيل معاناتي مع

    هذا الوجود المعتل من حولي .

    أعتز بقراءتك قدر اعتزازي بشهادتك .

    أخوك
    محمد المهدي السقال

    عــاشــق الـغـجـريـة

  9. #9
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/11/2006
    المشاركات
    5,554
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي

    الأديب القدير / محمد مهدى السقال

    أعجبتنى قصة مليكة التى حسدت الطائر الحر الذى كان حبيسا يوما على حريته وقدرته على التبرز على ما لا يعجبه .. اى ان يقول لا !
    حاولت ان تتشبه به ، وان تطلق سراح نفسها من رعبها من السلطان ، بدأت ولكنها تراجعت من الخوف فكرهت نفسها عندما واجهتها بالمرآه
    فى لحظة الحقيقة تمنت ان يبصق فى وجهها الطير ليشعرها بجبنها علها تستفيق وتصر على الرفض ، وتأبى الخنوع

    قصة مكثفه ورمزية عالية ادت الغرض واسعدت القارىء تاركه اياه يتفكر - هل كل من يقبل بالخوف ويستمرىء الخنوع يجب ان يبصق فى وجهه ليفوق ؟

    شكرا لك وتقبل الود والتقدير


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المهدي السقال
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    71
    المشاركات
    385
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي أختي إيمان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Iman Al Hussaini مشاهدة المشاركة
    الأديب القدير / محمد مهدى السقال

    أعجبتنى قصى مليكة التى حسدت الطائر الحر الذى كان حبيسا يوما على حريته وقدرته على التبرز على ما لا يعجبه .. اى ان يقول لا !
    حاولت ان تتشبه به ، وان تطلق سراح نفسها من رعبها من السلطان ، بدأت ولكنها تراجعت من الخوف فكرهت نفسها عندما واجهتها بالمرآه
    فى لحظة الحقيقة تمنت ان يبصق فى وجهها الطير ليشعرها بجبنها علها تستفيق وتصر على الرفض ، وتأبى الخنوع

    قصة مكثفه ورمزية عالية ادت الغرض واسعدت القارىء تاركه اياه يتفكر - هل كل من يقبل بالخوف ويستمرىء الخنوع يجب ان يبصق فى وجهه ليفوق ؟

    شكرا لك وتقبل الود والتقدير
    أختي إيمان

    تحية ود وتقدير
    أبدأ من حيث انتهيت ,
    لأنك أجبت من خلال السؤال الإنكاري , بما يتضمن الإيجاب ,
    وأتساءل معك ,
    ماذا يتبقى للإنسان من كرامة وجوده ,
    إن تنازل عن حقه في التعبير عن الرفض ؟
    أما بعد ,
    فقد وجدت في قراءتك وعيا ناضجا بأبعاد النص السردي ,
    ينم عن اهتمام بالدلالات المستهدفة ,
    من خلال توظيف الرمز القريب ,
    والمستوحى من المعيش اليومي في حياة الإنسان ,
    حين يكون الانشغال بمعنى الوجود نابعا من الرغبة في التحدي ,
    سعدت بتلقيك للنص وتفاعلك مع مساربه ,

    أخوك
    محمد المهدي السقال

    عــاشــق الـغـجـريـة

  11. #11
    أديبة / قاصة
    سفيرة واتا في المغرب
    الصورة الرمزية صبيحة شبر
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    1,496
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    المبدع العزيز محمد المهدي السقال
    قصة مركبة من عدة مفاهيم وترمز الى امور
    الطائر الحر الذي يفعل ما يشاء
    والقاصة المسكينة التي تخشى من كتابة اي كلمة يمكن ان يفهمها علبى غير
    حقيقتها الاغبياء المسيطرون
    تتمنى ان تكون حرة لتتمكن من قول لا
    ولكن ثمة اعتبارات كثيرة تجعل الطائر
    يبدو اكثر حرية من الانسان

    ( ان مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة
    أقصى مناي
    ياريح ،، يا ابرا تخيط لي الشراع : متى أعود
    الى العراق ؟ متى أعود ؟ )

    للسياب

  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المهدي السقال
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    71
    المشاركات
    385
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبيحة شبر مشاهدة المشاركة
    المبدع العزيز محمد المهدي السقال
    قصة مركبة من عدة مفاهيم وترمز الى امور
    الطائر الحر الذي يفعل ما يشاء
    والقاصة المسكينة التي تخشى من كتابة اي كلمة يمكن ان يفهمها علبى غير
    حقيقتها الاغبياء المسيطرون
    تتمنى ان تكون حرة لتتمكن من قول لا
    ولكن ثمة اعتبارات كثيرة تجعل الطائر
    يبدو اكثر حرية من الانسان
    أختي صبيحة

    تحية ود

    كل يوم ,
    يزداد اقتناعي بأن الإنسان بلا حرية ,
    لا معنى لوجوده ,
    لكن الحرمان منها أدعى إلى التعلق بها ,
    ولو عبر التماهي باللغة ,
    أية لغة تعبيرية عن حاجة الإنسان ليكون ما يريد,
    في مواجهة إرادة المحو الزائفة .
    بالنسبة إلي ,أختي صبيحة ,
    أصبحت الكتابة وسيلتي الوحيدة لتأجيل مشروع الانتحار ,
    بمختلف إمكانياته ,
    ولك بالذات أقول :
    كم قاومت قلقي الوجودي خلال تلك الجلسة الواتاوية الحميمية ,
    استعدت بينكم , أنتِ والأخوين مصطفى لغتيري و محمد فري ,
    رغبة المصالحة مع ذاتي ,
    تحياتي الصادقة

    أخوك
    محمد المهدي السقال

    عــاشــق الـغـجـريـة

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •