Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
شبهة حول تحريم الغناء

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 30

الموضوع: شبهة حول تحريم الغناء

  1. #1
    مترجم تحريري الصورة الرمزية محمود ريان
    تاريخ التسجيل
    11/01/2007
    العمر
    42
    المشاركات
    149
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp شبهة حول تحريم الغناء

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أثناء تصفحي لموقع الشبكة الإسلامية وقعت عيني على هذه الفتوى والتي أعجبتني بحسن استدلال المفتي وبراعته في تقديم الكلمات فأبيت إلا أن أطلع إخواني عليها عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها





    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    قرأنا أحاديث تم تفسيرها بأنها تحرم سماع الموسيقى والأغاني. وقد استمررت في امتناعي عن سماع الموسيقى لفترة طويلة من حياتي... إلا أنني في الأشهر الأخيرة بدأت في الاستماع كنوع من التغيير.

    لاحظت أن نفسيتي قد تحسنت ونشاطي الاجتماعي قد زاد وتحسن أدائي في عملي وتحسن نومي وأشياء كثيرة خلاصتها أن الموسيقى أثرت في بشكل إيجابي.

    بالطبع لم أكن لأنسب هذا التحسن بالموسيقى على الفور لأنني قمت بعدة أبحاث لتقصي سبب تحسني وكنت أجهل السبب إلى أن صادفت موقفاً دلني على الإجابة التي أبحث عنها.
    كان في الطائرة طفل كثير البكاء وحاولت أم الطفل تهدئته بشتى الطرق لكنها فشلت إلى أن نصحتها إحدى الراكبات بالغناء للطفل. وما إن بدأت الأم بالغناء إلا والطفل قد سكت! وارتحنا من بكائه.

    في تلك اللحظة قررت البحث عن دراسات تتعلق بتأثير الغناء والموسيقى على الإنسان، وبعد بحث وتقصي في مختلف ملفات بحوث عدة جامعات من عدة دول قام بها طلاب وأكاديميون وكلهم توصلوا إلى تأثير الموسيقى الايجابي على نفسية الإنسان وأثرها في تحسن حياته.. طبعاً ليس كل أنواع الموسيقى، بل أنواع معينة تترك أثراً ايجابياً للمستمع يستمر لفترة طويلة حتى بعد التوقف عن سماع الموسيقى.

    نعم الصلاة تبعث بالطمأنينة في نفسي والقرآن أيضاً والذكر أيضاً لكن لا أستطيع نكران أثر الموسيقى أيضاً فهو إيجابي.

    بعض الموسيقي مضر مثل موسيقى عبدة الشيطان وما شابههم! لكن هناك ما هو مفيد.

    نعم هناك محرمات تبعث بشعور طيب للإنسان مثل الخمور والمخدرات، لكن الكل متفق على ضررها الهائل مع كثرة الاستخدام. ولا ننسى أن شربة ماء حلال شعوره طيب .. ورائحة الورد في صباح ندي شعوره طيب..

    الموسيقى لا تضر ولا تسود القلب كما يقول كثير من المشايخ بل إن أكثر الناس حساسية وإرهافاً في المشاعر هم الموسيقيون.. مجمل الأغاني تدعو إلى الحب، وإلى المشاعر. نعم هناك موسيقى تدعو إلى المحرمات، لكن الإنسان عاقل بالفطرة ويعرف طريق الخطأ وطريق الصواب.

    سؤالي هو كيف لشيء جميل ورائع مثل الموسيقى يلقى مثل هذا الهجوم الشرس والضاري من بعض المشايخ، وكأن سبب مصائب الناس هو أنهم انتشوا من إحساس رائع تقدمه الموسيقى؟


    الجـــواب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ الفاضل/ بدر الشامان حفظه الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

    فإن أول سمة تؤخذ من كلامك الكريم أنك - بحمد الله عز وجل-صاحب مشاعر رقيقة لطيفة، ولك تقدير للأحاسيس الإنسانية كالحب والحنان والعطف، وكذلك نرى - بحمد الله عز وجل - محاولة للالتزام بطاعة الله عز وجل بل وحرصًا على اتباع الحق الذي جاء به هذا النبي الأمين - صلوات الله وسلامه عليه - وقد أشرت إشارة واضحة إلى أن الموسيقى لها تأثير في النفس وهذا قد يقع في كلام بعض الناس إنكاره وليس الأمر بصواب، ولا ريب أن للموسيقى تأثيرًا في النفس بلا ريب، فإنها قد تحرك المشاعر وهنالك من الموسيقى الحزينة التي تنزل الدمعات من عيون كثير من الناس، ومنها من يحمل على شيء من النشاط وإظهار الفرح فيشعر المستمع بنوع من هذا، وكذلك منها ما يؤثر حتى في جلب النعاس والنوم، وقد نُقل عن أبي نصر الفارابي وهو الذي كان يضرب بآلة القانون الموسيقية المعروفة أنه جلس في مجلس بعض الأمراء فأخرج الآلة ونصب أعوادها وهم يستغربون من شأنه لأنهم لا يعرفونها فضرب عليه حتى أبكاهم ونزلت دموعهم تأثرًا لما سمعوا، ثم ضرب عليه حتى أضحكهم، ثم بعد ذلك أخذ يضرب عليه بطريقته حتى نعسوا ونالهم النوم.

    والمقصود أن للموسيقى تأثيرًا في النفس - كما هو معلوم – ولهذا التأثير جاءت هذه الشريعة الكاملة بحكمها البيِّن الذي سوف نشير إليه - بإذن الله عز وجل – فثبت بهذا أن إنكار تأثير الموسيقى في النفس هو إنكار غير سليم، بل إن تأثيرها هو الذي تسبب في إيجاد الحكم الشرعي فيها، فليس من شرط الشيء إذا ورد تحريمه أن يكون غير مؤثر وأيضًا فليس من شرطه ألا يكون فيه نفع بوجه من الوجوه بل قد يكون فيه بعض النفع الذي لا يُنكر، ومن ذلك ما أشرت إليه من أن بعض الناس لو سمعوا شيئًا من آلات الطرب فرحوا وابتهجوا وحصل لهم شيء من النشاط الزائد أو الهدوء النفسي الذي يجدونه وغير ذلك من الأمور، فهذا حسب أحوال الناس، والذي يقودك إلى تقرير هذا المعنى أن تعلم أن الأمور على ثلاثة أقسام:

    1- القسم الأول: إما أن تكون نفعًا محضًا خالصًا وذلك مثلاً في الطاعات التي أمر الله تعالى بها، كذكر الله جل وعلا بالتسبيح وتحميده وتهليله وقراءة القرآن وكذلك بِر الوالدين ونحو ذلك من الطاعات التي هي خير محض خالص.

    2- والقسم الثاني: هو ما كانت مضرته محققة تمامًا فليس فيه نفع بوجه من الوجوه، فمضرته متحققة محضة وذلك كالزنا وكعمل قوم لوط، فإن كل ذلك من الفواحش التي ليس فيها نفع بوجه من الوجوه، بل مضرتها كاملة شاملة، ولذلك قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزنى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}.

    3- والقسم الثالث: هو ما كان جامعًا بين المضرة وبين النفع، فمن هذا الخمر مثلاً فإن فيها قدرًا من النفع الذي كان يحصله الناس بالبيع والتجارة وكذلك كان من عوائدهم أنهم إذا شربوا الخمر بذلوا المال وأطعموا الناس فكان هذا من عاداتهم التي يقومون بها، ومن هذا أيضًا الميسر – الذي هو القمار – فإنهم كانوا يلعبون الميسر وما خرج سهمه وفاز نحر الجزور (الجمل) وأطعم المحتاجين، فكان هنالك نفع بوجه من الوجوه في الخمر والميسر، ومع هذا كان فيهما الضرر من جهة أخرى، وهو أن الخمر تحمل على فقدان العقل وعلى ارتكاب الأفعال الطائشة التي لا يفعلها الإنسان المتزن، فضررها أعظم بهذا الاعتبار، وكذلك الميسر فإن فيه إهداراً للمال وأكل أموال الناس بالباطل، عدا أنه قد يؤدي إلى ذهاب المال من أصله فيفتقر الإنسان، ويوجد البغضاء والشحناء، فكانت مضرته محققة، وقد قرر ربك العظيم الحكيم جل وعلا هذا المعنى تمام التقرير فقال: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}.

    فتأمل في هذه الآية العظيمة المحكمة كيف أثبت جلَّ وعلا أن فيهما نفعًا بوجه من الوجوه، ثم بيَّن جل وعلا أن فيهما مضرة كذلك، ثم بيَّن أن الغالب هو المضرة ولذلك حكم جل وعلا بتحريمهما.

    فعُلم بهذا أنه ليس من شرط الموسيقى والمعازف أن تكون خالية من أي نفع لكي تكون من المحرمات، بل قد يكون فيها بعض الأمور التي ينتفع بها الناس ولكن لضررها المحقق الغالب حرمت في هذه الشريعة الكاملة كما قررنا أدلة تحريمها في غير هذا الجواب.

    فإن قلت: فما هو الضرر المحقق من الموسيقى؟

    فالجواب: إن الموسيقى أنواع عديدة ومن الأنواع ما يؤدي إلى إثارة النفس إثارة بالغة حتى إنه ليحمل على ارتكاب الجرائم وتقوية الجانب العدواني في النفس، فكما أنها تؤثر في النفس وفي المشاعر في الجانب الذي تشير إليه فإنها قد تؤثر أشد وأنكى في الجانب الآخر، ولذلك كانت من البحوث الاختصاصية التي يقرر فيها بعض المختصين من الباحثين الأمريكيين - الذين هم ليسوا بمسلمين أصلاً – من بيَّن أن أسباب الجرائم وانتشار الإدمان أنواع من الموسيقى الذي يتعاطاها كثير من الناس وهي (موسيقى الروك)، بل إن بعض الباحثات الأمريكيات قد بيَّنت أنه لا يمكن للشعب الأمريكي أن يكون له نهضة إلا بالقضاء على هذا النوع من الموسيقى وسمته باسمه (روك آند رول Rock and roll)، وذكرت كذلك أموراً أخرى ليس هذا مجال سردها.

    إذا عُلم هذا فإنك لو تأملت لوجدت أن كثيرًا من أنواع الموسيقى تحمل على هذه المعاني كما أشرنا في (موسيقى الروك) فإنها تثير النزعة العدوانية في الإنسان وكذلك مثلاً (موسيقى الريجي reggae) فإنها تهيج إلى شرب المسكر لاسيما المخدرات وإدمانها فلا تكاد ترى مدمنًا يسمع (موسيقى الريجي reggae) إلا وهو يقابل مدمناً للمخدرات. أو على أقل تقدير يتعاطاها ويستعملها. وكذلك بعض أنواع الموسيقى الأخرى مثل (البريك دنص) ورقصاتها، فإن هذا النوع من الموسيقى الغالب على أهله أن يكونوا من أهل الدياثة بل من أهل عمل قوم لوط والذي يُعرف في الاصطلاح الحديث بالشذوذ الجنسي مع حركات التثني والتكسر (التخنث) التي لا تكاد ترى من يدمن سماع هذه الموسيقى إلا وقد تأثر بها تأثرًا بالغًا.

    فإن قلت: سائر الموسيقى الأخرى كالموسيقى الهادئة (slow)؟

    فالجواب: إن جميع أنواع الموسيقى تحمل على تهييج النفس إلى الفواحش وإلى المحرمات، فإنك لا تكاد أن ترى من يستمع إلى الموسيقى وإلى الغناء إلا ووجدت أنها تحرك نفسه إلى طلب الشهوات وإلى إقامة العلاقات، حتى ولو كان خاليًا من الغناء والكلام، فمجرد السماع يحرك الأشجان إلى ذلك، ولذلك كان القطع بتحريمها في هذه الشريعة الكاملة بإشارة كتاب الله وبنص النبي - صلوات الله وسلامه عليه – . وأمر يدعو إلى ارتكاب الفواحش ويهيج النفس له جدير بأن يكون من المحرمات، فتحريم الموسيقى هو من تحريم الوسائل المؤدية إلى الحرام، وهذه هي قاعدة الشرع العظيم وهو أنه يحرم الفواحش ويحرم الوسائل التي تؤدي إليها، فأنت نفسك تُقر بأن هذه الموسيقى تحرك العواطف وتحرك النفس.

    فإن قلت: إنها تحركها إلى الزوجة مثلاً؟

    فالجواب: كلا..بل تحركها إلى عموم المعاني التي يكون فيها العلاقة بين الرجال والنساء، بل إنك لو تأملت الآن ونظرت وفحصت من هم أهل الغناء وأهل المعازف: هل هم الأبرار الأتقياء أم هم الفجار الأشقياء؟! فانظر في المغنين والمغنيات وانظر في المواقع التي يكونون فيها وانظر كذلك في الحفلات الماجنة التي يكونون فيها، ولذلك كان من عظيم فقه الإمام مالك - رحمه الله رحمة واسعة – فيما يروى عنه أنه جاءه رجل فسأله عن هذا الغناء بالمعازف عن حكمه فقال له الإمام مالك: (إذا فصل الله يوم القيامة بين الحق والباطل، فمع أيها يضعه؟ فقال الرجل: مع الباطل، قال: اذهب فقد أفتيت نفسك). وهذا يُروى عنه من كلامه - رحمه الله رحمة واسعة - فلابد إذن من النظرة الفاحصة في هذا الأمر، فإن الله جل وعلا قد بعث نبيه - صلوات الله وسلامه عليه – بما يعود على الإنسان في دينه بالخير والفائدة على أتم الأمور، فهذا الدين العظيم قائم على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتعطيلها، وعلى ارتكاب أخف الضررين، فهذا أمر لابد من الانتباه له، ولابد من النظرة المتزنة فيه، حتى تصل فيه إلى أفضل الأمور وأحسنها، فالمشاعر الإنسانية أمر قد نمته الفطرة على أتم الأمور وأكملها ولذلك فإن الإنسان يؤجر على مجرد بذل الكلام الطيب لزوجه، وهي تؤجر على ذلك، حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فيِّ امرأتك) متفق على صحته. وقال - صلى الله عليه وسلم – (وفي بُضع أحدكم صدقة - يعني الجماع - فقالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر على ذلك؟ فقال: أرأيت إن وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في حلال يكون له أجر) أخرجه مسلم في صحيحه.

    هذا مع أنه - بحمد الله عز وجل - يجوز الاستماع للأناشيد الخالية من الموسيقى مما لها معانٍ حسنةٍ أو مباحةٍ وذلك معروف بشروطه في موضع آخر.

    وهذا أمر يحتمل البسط بأكثر من هذا الكلام وقد أشرنا لك فيه بما فيه غنى - بإذن الله عز وجل – وواجب المؤمن أنه إذا ثبت لديه أمر قد حرمه الله جل وعلا أن يكون أبعد الناس عنه، كما أنه إن علم أمرًا أوجبه الله جل وعلا أن يكون أول المبادرين إليه، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (لا يؤمن أحدكم حتَّى يكون هواه تبعاً لما جئت به) أخرجه أبو نعيم في الأربعين.

    ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد وأن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يزيدكم من فضله وأن يفتح عليكم من بركاته ورحماته.

    ونود تواصلك مع الشبكة الإسلامية التي ترحب بكل رسالة تصلها منك وأهلاً وسهلاً بك ونسأل الله أن يبصرك ويفقهك في دينك وأن يجعلك من الداعين إلى رضوانه.



    المصدر:

    http://www.islamweb.net/ver2/Istisha....php?id=280589

    قال ابن القيّم –رحمه الله- "كلما كانت النفوس أكبر والهمة أعلى، كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل، والزمن يمضي وحظك منه ما كان في طاعة الله".

  2. #2
    مترجم
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    281
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    ولذلك كان من عظيم فقه الإمام مالك - رحمه الله رحمة واسعة – فيما يروى عنه أنه جاءه رجل فسأله عن هذا الغناء بالمعازف عن حكمه فقال له الإمام مالك: (إذا فصل الله يوم القيامة بين الحق والباطل، فمع أيها يضعه؟ فقال الرجل: مع الباطل، قال: اذهب فقد أفتيت نفسك). وهذا يُروى عنه من كلامه - رحمه الله رحمة واسعة -
    الأخ الكريم محمود ريان
    أدخلنا الله وإياك الجنة من باب الريان ومن كل أبوابها
    هدانا الله وإياك لفعل الطاعات وترك المنكرات
    ورزقنا الإخلاص في القول والعمل

    موضوع جدير بالقراءة وأرجو أن يطالعه كل إخواننا وأخواتنا في واتا لتعم الفائدة

    بورك فيك وجزاك الله خيرا كثيرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    [SIGPIC][/SIGPIC]

    عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: لم يكن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم - فاحشًا ولا متفحشًا، وكان يقول: (( إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا )) . [رواه البخاري ومسلم]
    اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا!


    Either we make history
    Or we become history!1

    ٍٍٍSaleh Al-Qammaari

  3. #3
    مترجمة حرة الصورة الرمزية منى هلال
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    894
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أخوتي الكرام
    سلام الله عليكم

    أرى أن تحريم الموسيقى تحريماً باتاً وبصفة عامة فيه تشديد لا داعي له، وأتفق مع ما ورد في الموضوع أعلاه أن لبعض أنواع الموسيقى فوائد لا يمكن إنكارها.

    أحيانا أستمع إلى أنواع من الموسيقى وأتساءل بيني وبين نفسي كيف يحرم بعض العلماء سماع مثل هذا النوع من الموسيقى بالذات فإنها لا تجلب إلى نفسي سوى الخير والاحساس بالهدوء والسكينة، فكيف يحرّموا ذلك؟ فلم يحرم الله سبحانه وتعالى ولا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن يشعر الإنسان بمثل ذلك الإحساس.

    أرى أيضاً أن المسلم المؤمن الورع يعرف كيف يفرق بين ما هو نافع وما هو غث في كل أمور حياته بما في ذلك الموسيقى.

    التشديد والمغالاة في كثير من الأمور - بدون داعي - تنفـّر النفوس، وديننا سمح، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: خير الأمور الوسط.

    وفقنا الله إلى ما يحب ويرضى وهدانا إلى صالح الأعمال وجعلنا وأياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

    ويـاليت الذي بينــــي وبينـــك عامـر
    وبينـي وبين العالميـــــــن خـــــراب

  4. #4
    مترجمة حرة الصورة الرمزية منى هلال
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    894
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أخوتي الكرام
    سلام الله عليكم

    أرى أن تحريم الموسيقى تحريماً باتاً وبصفة عامة فيه تشديد لا داعي له، وأتفق مع ما ورد في الموضوع أعلاه أن لبعض أنواع الموسيقى فوائد لا يمكن إنكارها.

    أحيانا أستمع إلى أنواع من الموسيقى وأتساءل بيني وبين نفسي كيف يحرم بعض العلماء سماع مثل هذا النوع من الموسيقى بالذات فإنها لا تجلب إلى نفسي سوى الخير والاحساس بالهدوء والسكينة، فكيف يحرّموا ذلك؟ فلم يحرم الله سبحانه وتعالى ولا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن يشعر الإنسان بمثل ذلك الإحساس.

    أرى أيضاً أن المسلم المؤمن الورع يعرف كيف يفرق بين ما هو نافع وما هو غث في كل أمور حياته بما في ذلك الموسيقى.

    التشديد والمغالاة في كثير من الأمور - بدون داعي - تنفـّر النفوس، وديننا سمح، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: خير الأمور الوسط.

    وفقنا الله إلى ما يحب ويرضى وهدانا إلى صالح الأعمال وجعلنا وأياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

    ويـاليت الذي بينــــي وبينـــك عامـر
    وبينـي وبين العالميـــــــن خـــــراب

  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نظام الدين إبراهيم أوغلو
    تاريخ التسجيل
    23/09/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    661
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    ياسبحان الله الواحد الأحد ...

    نتخلص من تطرف وإفراط وغلو لموضوع ما، ولا تفوت أيام إلاّ ونجد أنفسنا في موضوع جديد يحمل نفس طابع الغلو والتطرف... وأقول لنفسي ونحن نعيش في زمن قد وصلت العلوم والحضارات والإكتشافات والتكنولوجية إلى ذروتها، وعقول متحجرة مازالت خلف هذه الفتاوى الخرافية والعادات والتقاليد الجاهلية. إلى متى نبقى كشعب لا نقرأ ولا نتعلم ولا نتفقه "كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا" لماذا نثق بالمتفيقهين ولماذا نثق بعلماء إنقطعت سبل إرتباطهم مع عالم الدّنيا ويعيشون في عصور غابرة. ولهؤلاء لم يؤثر حتى تخرجهم من التعليم العالي. لذا أرجو من أمتنا لمسلمة أن يقرؤا كثيراً ويتعلموا دينهم من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصّحيحة أو من المصادر الموثوقة عند عامة الناس، وأن لا يأخذوا فتاوى المتطرفين والغلاة من العلماء بنظر الإعتبار. وأرى موضوع الغناء من ضمن هذه المواضيع فلماذا الشيء الموهوب والمعطى من الله تعالى أن يكون محرماً فلكل شيء له وجهان أو حقيقتان حقيقة سلبية وحقيقة إيجابية( حرام وحرام) فنحن كمسلمين نأخذ الإيجابية أي الحلال منها: فمثال على ذلك كثيرة "الراديو ـ التلفزيون ـ الإنترنيت ـ المجلات ـ الجرائد ـ الكتب ـ الأفلام ـ المسلسلات ـ والخ .." فهل يمكن لعالم أو فقيه أن يحرم أحد هذه كلياً وهل العقل والمنطق يقبل ذلك؟؟ طبعاً لا. لذا نحن كمسلمين نأخذ أو نسمع أو نقرأ التي هي قريبة إلى الشّرع، والغناء مثل ذلك فهناك أنواع من الغناء: كالنشيد الوطني والموسيقى التصوفية والمقامات والموشحة والقصيدة والدور والطقطوقة والمواليا والغناء الريفي والغناء الشّعبي الخالي من الكلمات المحرمة ونحو ذلك . ثمّ إذا لم يكن مضيعة للوقت لماذا يحرمون كل ذلك هل عندهم دليل من القرآن والسّنة؟ أم عكس ذلك هناك أحاديث للرسول(ص) حول ضرب الدفوف في الزفاف حلال..... وكل ذلك كما قلت نطبقه في إطار الدّين الإسلامي كما أمرنا الله تعالى به. وكما نقرأ ونسمع أنّ علماء النفس يستعملون نغمات الموسيقى في علاج بعض الأمراض النفسية والأمراض الأخرى وحتى يستعمل في زيادة القدرة على العمل وفي الحروب وزيادة حليب الأبقار..

    (إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لستَ منهم في شيء إنما أمرهم الى الله ثم ينبؤهم بما كانوا يفعلون) صدق الله العظيم.

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نظام الدين إبراهيم أوغلو
    تاريخ التسجيل
    23/09/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    661
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    ياسبحان الله الواحد الأحد ...

    نتخلص من تطرف وإفراط وغلو لموضوع ما، ولا تفوت أيام إلاّ ونجد أنفسنا في موضوع جديد يحمل نفس طابع الغلو والتطرف... وأقول لنفسي ونحن نعيش في زمن قد وصلت العلوم والحضارات والإكتشافات والتكنولوجية إلى ذروتها، وعقول متحجرة مازالت خلف هذه الفتاوى الخرافية والعادات والتقاليد الجاهلية. إلى متى نبقى كشعب لا نقرأ ولا نتعلم ولا نتفقه "كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا" لماذا نثق بالمتفيقهين ولماذا نثق بعلماء إنقطعت سبل إرتباطهم مع عالم الدّنيا ويعيشون في عصور غابرة. ولهؤلاء لم يؤثر حتى تخرجهم من التعليم العالي. لذا أرجو من أمتنا لمسلمة أن يقرؤا كثيراً ويتعلموا دينهم من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصّحيحة أو من المصادر الموثوقة عند عامة الناس، وأن لا يأخذوا فتاوى المتطرفين والغلاة من العلماء بنظر الإعتبار. وأرى موضوع الغناء من ضمن هذه المواضيع فلماذا الشيء الموهوب والمعطى من الله تعالى أن يكون محرماً فلكل شيء له وجهان أو حقيقتان حقيقة سلبية وحقيقة إيجابية( حرام وحرام) فنحن كمسلمين نأخذ الإيجابية أي الحلال منها: فمثال على ذلك كثيرة "الراديو ـ التلفزيون ـ الإنترنيت ـ المجلات ـ الجرائد ـ الكتب ـ الأفلام ـ المسلسلات ـ والخ .." فهل يمكن لعالم أو فقيه أن يحرم أحد هذه كلياً وهل العقل والمنطق يقبل ذلك؟؟ طبعاً لا. لذا نحن كمسلمين نأخذ أو نسمع أو نقرأ التي هي قريبة إلى الشّرع، والغناء مثل ذلك فهناك أنواع من الغناء: كالنشيد الوطني والموسيقى التصوفية والمقامات والموشحة والقصيدة والدور والطقطوقة والمواليا والغناء الريفي والغناء الشّعبي الخالي من الكلمات المحرمة ونحو ذلك . ثمّ إذا لم يكن مضيعة للوقت لماذا يحرمون كل ذلك هل عندهم دليل من القرآن والسّنة؟ أم عكس ذلك هناك أحاديث للرسول(ص) حول ضرب الدفوف في الزفاف حلال..... وكل ذلك كما قلت نطبقه في إطار الدّين الإسلامي كما أمرنا الله تعالى به. وكما نقرأ ونسمع أنّ علماء النفس يستعملون نغمات الموسيقى في علاج بعض الأمراض النفسية والأمراض الأخرى وحتى يستعمل في زيادة القدرة على العمل وفي الحروب وزيادة حليب الأبقار..

    (إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لستَ منهم في شيء إنما أمرهم الى الله ثم ينبؤهم بما كانوا يفعلون) صدق الله العظيم.

  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود ريان مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أثناء تصفحي لموقع الشبكة الإسلامية وقعت عيني على هذه الفتوى والتي أعجبتني بحسن استدلال المفتي وبراعته في تقديم الكلمات فأبيت إلا أن أطلع إخواني عليها عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها





    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    قرأنا أحاديث تم تفسيرها بأنها تحرم سماع الموسيقى والأغاني. وقد استمررت في امتناعي عن سماع الموسيقى لفترة طويلة من حياتي... إلا أنني في الأشهر الأخيرة بدأت في الاستماع كنوع من التغيير.

    لاحظت أن نفسيتي قد تحسنت ونشاطي الاجتماعي قد زاد وتحسن أدائي في عملي وتحسن نومي وأشياء كثيرة خلاصتها أن الموسيقى أثرت في بشكل إيجابي.

    بالطبع لم أكن لأنسب هذا التحسن بالموسيقى على الفور لأنني قمت بعدة أبحاث لتقصي سبب تحسني وكنت أجهل السبب إلى أن صادفت موقفاً دلني على الإجابة التي أبحث عنها.
    كان في الطائرة طفل كثير البكاء وحاولت أم الطفل تهدئته بشتى الطرق لكنها فشلت إلى أن نصحتها إحدى الراكبات بالغناء للطفل. وما إن بدأت الأم بالغناء إلا والطفل قد سكت! وارتحنا من بكائه.

    في تلك اللحظة قررت البحث عن دراسات تتعلق بتأثير الغناء والموسيقى على الإنسان، وبعد بحث وتقصي في مختلف ملفات بحوث عدة جامعات من عدة دول قام بها طلاب وأكاديميون وكلهم توصلوا إلى تأثير الموسيقى الايجابي على نفسية الإنسان وأثرها في تحسن حياته.. طبعاً ليس كل أنواع الموسيقى، بل أنواع معينة تترك أثراً ايجابياً للمستمع يستمر لفترة طويلة حتى بعد التوقف عن سماع الموسيقى.

    نعم الصلاة تبعث بالطمأنينة في نفسي والقرآن أيضاً والذكر أيضاً لكن لا أستطيع نكران أثر الموسيقى أيضاً فهو إيجابي.

    بعض الموسيقي مضر مثل موسيقى عبدة الشيطان وما شابههم! لكن هناك ما هو مفيد.

    نعم هناك محرمات تبعث بشعور طيب للإنسان مثل الخمور والمخدرات، لكن الكل متفق على ضررها الهائل مع كثرة الاستخدام. ولا ننسى أن شربة ماء حلال شعوره طيب .. ورائحة الورد في صباح ندي شعوره طيب..

    الموسيقى لا تضر ولا تسود القلب كما يقول كثير من المشايخ بل إن أكثر الناس حساسية وإرهافاً في المشاعر هم الموسيقيون.. مجمل الأغاني تدعو إلى الحب، وإلى المشاعر. نعم هناك موسيقى تدعو إلى المحرمات، لكن الإنسان عاقل بالفطرة ويعرف طريق الخطأ وطريق الصواب.

    سؤالي هو كيف لشيء جميل ورائع مثل الموسيقى يلقى مثل هذا الهجوم الشرس والضاري من بعض المشايخ، وكأن سبب مصائب الناس هو أنهم انتشوا من إحساس رائع تقدمه الموسيقى؟


    الجـــواب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ الفاضل/ بدر الشامان حفظه الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

    فإن أول سمة تؤخذ من كلامك الكريم أنك - بحمد الله عز وجل-صاحب مشاعر رقيقة لطيفة، ولك تقدير للأحاسيس الإنسانية كالحب والحنان والعطف، وكذلك نرى - بحمد الله عز وجل - محاولة للالتزام بطاعة الله عز وجل بل وحرصًا على اتباع الحق الذي جاء به هذا النبي الأمين - صلوات الله وسلامه عليه - وقد أشرت إشارة واضحة إلى أن الموسيقى لها تأثير في النفس وهذا قد يقع في كلام بعض الناس إنكاره وليس الأمر بصواب، ولا ريب أن للموسيقى تأثيرًا في النفس بلا ريب، فإنها قد تحرك المشاعر وهنالك من الموسيقى الحزينة التي تنزل الدمعات من عيون كثير من الناس، ومنها من يحمل على شيء من النشاط وإظهار الفرح فيشعر المستمع بنوع من هذا، وكذلك منها ما يؤثر حتى في جلب النعاس والنوم، وقد نُقل عن أبي نصر الفارابي وهو الذي كان يضرب بآلة القانون الموسيقية المعروفة أنه جلس في مجلس بعض الأمراء فأخرج الآلة ونصب أعوادها وهم يستغربون من شأنه لأنهم لا يعرفونها فضرب عليه حتى أبكاهم ونزلت دموعهم تأثرًا لما سمعوا، ثم ضرب عليه حتى أضحكهم، ثم بعد ذلك أخذ يضرب عليه بطريقته حتى نعسوا ونالهم النوم.

    والمقصود أن للموسيقى تأثيرًا في النفس - كما هو معلوم – ولهذا التأثير جاءت هذه الشريعة الكاملة بحكمها البيِّن الذي سوف نشير إليه - بإذن الله عز وجل – فثبت بهذا أن إنكار تأثير الموسيقى في النفس هو إنكار غير سليم، بل إن تأثيرها هو الذي تسبب في إيجاد الحكم الشرعي فيها، فليس من شرط الشيء إذا ورد تحريمه أن يكون غير مؤثر وأيضًا فليس من شرطه ألا يكون فيه نفع بوجه من الوجوه بل قد يكون فيه بعض النفع الذي لا يُنكر، ومن ذلك ما أشرت إليه من أن بعض الناس لو سمعوا شيئًا من آلات الطرب فرحوا وابتهجوا وحصل لهم شيء من النشاط الزائد أو الهدوء النفسي الذي يجدونه وغير ذلك من الأمور، فهذا حسب أحوال الناس، والذي يقودك إلى تقرير هذا المعنى أن تعلم أن الأمور على ثلاثة أقسام:

    1- القسم الأول: إما أن تكون نفعًا محضًا خالصًا وذلك مثلاً في الطاعات التي أمر الله تعالى بها، كذكر الله جل وعلا بالتسبيح وتحميده وتهليله وقراءة القرآن وكذلك بِر الوالدين ونحو ذلك من الطاعات التي هي خير محض خالص.

    2- والقسم الثاني: هو ما كانت مضرته محققة تمامًا فليس فيه نفع بوجه من الوجوه، فمضرته متحققة محضة وذلك كالزنا وكعمل قوم لوط، فإن كل ذلك من الفواحش التي ليس فيها نفع بوجه من الوجوه، بل مضرتها كاملة شاملة، ولذلك قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزنى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}.

    3- والقسم الثالث: هو ما كان جامعًا بين المضرة وبين النفع، فمن هذا الخمر مثلاً فإن فيها قدرًا من النفع الذي كان يحصله الناس بالبيع والتجارة وكذلك كان من عوائدهم أنهم إذا شربوا الخمر بذلوا المال وأطعموا الناس فكان هذا من عاداتهم التي يقومون بها، ومن هذا أيضًا الميسر – الذي هو القمار – فإنهم كانوا يلعبون الميسر وما خرج سهمه وفاز نحر الجزور (الجمل) وأطعم المحتاجين، فكان هنالك نفع بوجه من الوجوه في الخمر والميسر، ومع هذا كان فيهما الضرر من جهة أخرى، وهو أن الخمر تحمل على فقدان العقل وعلى ارتكاب الأفعال الطائشة التي لا يفعلها الإنسان المتزن، فضررها أعظم بهذا الاعتبار، وكذلك الميسر فإن فيه إهداراً للمال وأكل أموال الناس بالباطل، عدا أنه قد يؤدي إلى ذهاب المال من أصله فيفتقر الإنسان، ويوجد البغضاء والشحناء، فكانت مضرته محققة، وقد قرر ربك العظيم الحكيم جل وعلا هذا المعنى تمام التقرير فقال: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}.

    فتأمل في هذه الآية العظيمة المحكمة كيف أثبت جلَّ وعلا أن فيهما نفعًا بوجه من الوجوه، ثم بيَّن جل وعلا أن فيهما مضرة كذلك، ثم بيَّن أن الغالب هو المضرة ولذلك حكم جل وعلا بتحريمهما.

    فعُلم بهذا أنه ليس من شرط الموسيقى والمعازف أن تكون خالية من أي نفع لكي تكون من المحرمات، بل قد يكون فيها بعض الأمور التي ينتفع بها الناس ولكن لضررها المحقق الغالب حرمت في هذه الشريعة الكاملة كما قررنا أدلة تحريمها في غير هذا الجواب.

    فإن قلت: فما هو الضرر المحقق من الموسيقى؟

    فالجواب: إن الموسيقى أنواع عديدة ومن الأنواع ما يؤدي إلى إثارة النفس إثارة بالغة حتى إنه ليحمل على ارتكاب الجرائم وتقوية الجانب العدواني في النفس، فكما أنها تؤثر في النفس وفي المشاعر في الجانب الذي تشير إليه فإنها قد تؤثر أشد وأنكى في الجانب الآخر، ولذلك كانت من البحوث الاختصاصية التي يقرر فيها بعض المختصين من الباحثين الأمريكيين - الذين هم ليسوا بمسلمين أصلاً – من بيَّن أن أسباب الجرائم وانتشار الإدمان أنواع من الموسيقى الذي يتعاطاها كثير من الناس وهي (موسيقى الروك)، بل إن بعض الباحثات الأمريكيات قد بيَّنت أنه لا يمكن للشعب الأمريكي أن يكون له نهضة إلا بالقضاء على هذا النوع من الموسيقى وسمته باسمه (روك آند رول Rock and roll)، وذكرت كذلك أموراً أخرى ليس هذا مجال سردها.

    إذا عُلم هذا فإنك لو تأملت لوجدت أن كثيرًا من أنواع الموسيقى تحمل على هذه المعاني كما أشرنا في (موسيقى الروك) فإنها تثير النزعة العدوانية في الإنسان وكذلك مثلاً (موسيقى الريجي reggae) فإنها تهيج إلى شرب المسكر لاسيما المخدرات وإدمانها فلا تكاد ترى مدمنًا يسمع (موسيقى الريجي reggae) إلا وهو يقابل مدمناً للمخدرات. أو على أقل تقدير يتعاطاها ويستعملها. وكذلك بعض أنواع الموسيقى الأخرى مثل (البريك دنص) ورقصاتها، فإن هذا النوع من الموسيقى الغالب على أهله أن يكونوا من أهل الدياثة بل من أهل عمل قوم لوط والذي يُعرف في الاصطلاح الحديث بالشذوذ الجنسي مع حركات التثني والتكسر (التخنث) التي لا تكاد ترى من يدمن سماع هذه الموسيقى إلا وقد تأثر بها تأثرًا بالغًا.

    فإن قلت: سائر الموسيقى الأخرى كالموسيقى الهادئة (slow)؟

    فالجواب: إن جميع أنواع الموسيقى تحمل على تهييج النفس إلى الفواحش وإلى المحرمات، فإنك لا تكاد أن ترى من يستمع إلى الموسيقى وإلى الغناء إلا ووجدت أنها تحرك نفسه إلى طلب الشهوات وإلى إقامة العلاقات، حتى ولو كان خاليًا من الغناء والكلام، فمجرد السماع يحرك الأشجان إلى ذلك، ولذلك كان القطع بتحريمها في هذه الشريعة الكاملة بإشارة كتاب الله وبنص النبي - صلوات الله وسلامه عليه – . وأمر يدعو إلى ارتكاب الفواحش ويهيج النفس له جدير بأن يكون من المحرمات، فتحريم الموسيقى هو من تحريم الوسائل المؤدية إلى الحرام، وهذه هي قاعدة الشرع العظيم وهو أنه يحرم الفواحش ويحرم الوسائل التي تؤدي إليها، فأنت نفسك تُقر بأن هذه الموسيقى تحرك العواطف وتحرك النفس.

    فإن قلت: إنها تحركها إلى الزوجة مثلاً؟

    فالجواب: كلا..بل تحركها إلى عموم المعاني التي يكون فيها العلاقة بين الرجال والنساء، بل إنك لو تأملت الآن ونظرت وفحصت من هم أهل الغناء وأهل المعازف: هل هم الأبرار الأتقياء أم هم الفجار الأشقياء؟! فانظر في المغنين والمغنيات وانظر في المواقع التي يكونون فيها وانظر كذلك في الحفلات الماجنة التي يكونون فيها، ولذلك كان من عظيم فقه الإمام مالك - رحمه الله رحمة واسعة – فيما يروى عنه أنه جاءه رجل فسأله عن هذا الغناء بالمعازف عن حكمه فقال له الإمام مالك: (إذا فصل الله يوم القيامة بين الحق والباطل، فمع أيها يضعه؟ فقال الرجل: مع الباطل، قال: اذهب فقد أفتيت نفسك). وهذا يُروى عنه من كلامه - رحمه الله رحمة واسعة - فلابد إذن من النظرة الفاحصة في هذا الأمر، فإن الله جل وعلا قد بعث نبيه - صلوات الله وسلامه عليه – بما يعود على الإنسان في دينه بالخير والفائدة على أتم الأمور، فهذا الدين العظيم قائم على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتعطيلها، وعلى ارتكاب أخف الضررين، فهذا أمر لابد من الانتباه له، ولابد من النظرة المتزنة فيه، حتى تصل فيه إلى أفضل الأمور وأحسنها، فالمشاعر الإنسانية أمر قد نمته الفطرة على أتم الأمور وأكملها ولذلك فإن الإنسان يؤجر على مجرد بذل الكلام الطيب لزوجه، وهي تؤجر على ذلك، حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فيِّ امرأتك) متفق على صحته. وقال - صلى الله عليه وسلم – (وفي بُضع أحدكم صدقة - يعني الجماع - فقالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر على ذلك؟ فقال: أرأيت إن وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في حلال يكون له أجر) أخرجه مسلم في صحيحه.

    هذا مع أنه - بحمد الله عز وجل - يجوز الاستماع للأناشيد الخالية من الموسيقى مما لها معانٍ حسنةٍ أو مباحةٍ وذلك معروف بشروطه في موضع آخر.

    وهذا أمر يحتمل البسط بأكثر من هذا الكلام وقد أشرنا لك فيه بما فيه غنى - بإذن الله عز وجل – وواجب المؤمن أنه إذا ثبت لديه أمر قد حرمه الله جل وعلا أن يكون أبعد الناس عنه، كما أنه إن علم أمرًا أوجبه الله جل وعلا أن يكون أول المبادرين إليه، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (لا يؤمن أحدكم حتَّى يكون هواه تبعاً لما جئت به) أخرجه أبو نعيم في الأربعين.

    ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد وأن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يزيدكم من فضله وأن يفتح عليكم من بركاته ورحماته.

    ونود تواصلك مع الشبكة الإسلامية التي ترحب بكل رسالة تصلها منك وأهلاً وسهلاً بك ونسأل الله أن يبصرك ويفقهك في دينك وأن يجعلك من الداعين إلى رضوانه.



    المصدر:

    http://www.islamweb.net/ver2/Istisha....php?id=280589
    بسم الله الرحمن الرحيم،

    هذا إفتاء بالرأي. استخدم الأخ ضرب من القياس لا يقبله عقل سليم. ومع احترامي لشخصه (ولا أعرفه) فإن هذا النوع من التفكير يذكرني بمثل فرنسي يصفه بشيء من الفكاهة ويقول: il saute du coq à l'âne أي أنه يذبّ (أو يقفز) من الديك إلى الحمار. إن العقل الذي وهبه الله لي والثقافة الدينية التي لديّ يقولا لي إنّ رأي هذا الشيخ ردّ عليه، وهو غير مقنع. وأنا أرى مثلما ترى الأخت أعلاه أنّ الموسيقى مثل الشعر أو السينما أو غيرها من الفنون لها نواح سلبية وأخرى إيجابية، والعاقل من يتبع الحسن ويدع القبيح. ولي من العقل والتمحيص ما يسمح لي بأداء العملية التمحيصية بنفسي دون وصاية أحد على عقلي. لأهل الكنيسة ولغيرهم من أحبار اليهود وصاية على عقول أتباعهم، أما الإسلام فجاء ليحرر الإنسان من الإنسان أنت تُفتي وأنا أقبل أو أرفض. وفي هذه الحال: رفض تام
    أما أن تعطيني وصفة جاهزة مقرطسة (أو عصبانة كما يُقال في تونس، أو كرشة كما يُقال في فلسطين) وتظن أنّي أقبل لمجرّد أنك دبجت كلامك بآيات من الذكر الحكيم، فهذا لا مجال له وهي الطامة الحقيقية في عصرنا، وهي ما أسميه: الجهل الفكري.
    هناك شيء آخر لم يُعجبني وهو تلك اللهجة الحاكمة على عبادة السائل التي انتهجها الشيخ. وكأننا نحتاج إلى أن يبارك عملنا حتى يقبله الله. كان أحرى أن يجيب دون تلك الدبلوماسية التي هي في غير محلها. فهو يقول للسائل أحسنت ويبدو أنك مسلم طيب وووو... ثم يرمي بحجج واهية عندما يتناول لبّ المسألة. وهذا يشبه تصرّف بعض الناس الذين يموتون في السنن، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها وهم في الفرائض متسامحون مع أنفسهم. أو يتحدثون وكأنّ عباداتهم قُبلت من الله وانتهى الأمر. اتقوا الله فينا يا رجال الدين، وانظروا إلى العالم من حولكم، واعلموا أنّ الحكمة موجودة في كلّ مكان من أدغال إفريقيا إلى القطب الشمالي. أذكركم أن مفتي الدولة العثمانية كان يُشترط فيه حذق العديد من اللغات، والمعرفة الجيدة بكمّ هائل من العلوم. أما الكثير من علماء اليوم فتكفيهم ماجستير من الصنف الثالث لينصبوا أنفسهم أوصياء على عقولنا.

    إما الكفاءة والسماحة وروح الإسلام في الحب والخير والجمال أو دعوكم. تريدون مثالاً عن شيخ كفء: القرضاوي على سبيل المثال، هو يقنع الملتزم والعاصي...

    أعتذر عن النبرات النابية، لكن الموضوع مهمّ

    والسلام عليكم،

    أخوكم عبدالودود

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية احمدالرملي
    تاريخ التسجيل
    16/02/2008
    المشاركات
    46
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخوتي الاعزاء جميعا المشاركين في هذا الموضوع بعلم او برأي او بفكر
    لنا وقفة ان شاء الله مع هذا الموضوع الشائك الذي هو بين محرم ومجيز له وكل له رأي ودليل يحترم
    لذا علينا جميعا ان يكون الخلاف خلافا موصلا الي اقرب حقيقة للموضوع ان لم نصل الي لبها فعلا
    لذا
    سوف نقف مع هذا الموضوع في لقاء قادم ان شاء الله علنا نصل الي توفيق الله وتدركنا رحمته
    اللهم امين
    اخوكم
    احمد الرملي


  9. #9
    مترجم تحريري الصورة الرمزية محمود ريان
    تاريخ التسجيل
    11/01/2007
    العمر
    42
    المشاركات
    149
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخ الكريم محمود ريان
    أدخلنا الله وإياك الجنة من باب الريان ومن كل أبوابها
    هدانا الله وإياك لفعل الطاعات وترك المنكرات
    ورزقنا الإخلاص في القول والعمل

    موضوع جدير بالقراءة وأرجو أن يطالعه كل إخواننا وأخواتنا في واتا لتعم الفائدة

    بورك فيك وجزاك الله خيرا كثيرا
    الأستاذ الفاضل صالح القماري

    جزاك الله خيرا وبارك فيك
    الإخوة الأفاضل
    الأستاذ عبد الودود
    الأستاذة منى هلال
    الأستاذ نظام الدين أوغلو
    الأستاذ أحمد الرملي
    جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من آراء وإن شاء الله يكون لي تعقيب على آرائكم
    وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى ما فيه الخير والرشاد وأن يجنبنا الخلاف والشقاق

    قال ابن القيّم –رحمه الله- "كلما كانت النفوس أكبر والهمة أعلى، كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل، والزمن يمضي وحظك منه ما كان في طاعة الله".

  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود ريان مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الفاضل صالح القماري

    ...
    وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى ما فيه الخير والرشاد وأن يجنبنا الخلاف والشقاق
    اللهمّ آمين يا ربّ العالمين

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  11. #11
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود ريان مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الفاضل صالح القماري

    ...
    وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى ما فيه الخير والرشاد وأن يجنبنا الخلاف والشقاق
    اللهمّ آمين يا ربّ العالمين

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية محمد حسين العيسى
    تاريخ التسجيل
    27/01/2008
    العمر
    52
    المشاركات
    182
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الاخوة الكرام
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

    إن كان النص الصحيح يثبت الحرمة فهو حرام.
    ولا شك أن هذه الحرمة لا تتعدى الى كل ما يدخل تحت هذا المسمى بشكل او باخر...
    وإلا فماذا نفعل بـ : طلع البدر علينا
    والاحباش الذين يضربون بالدف في مسجد المصطفى وأمنا عائشة رضي الله عنها تستند على جسد الرسول الاكرم لتراقبهم وتطيل المراقبة.
    والجارية التي نذرت ان تضرب بين يديه صلوات الله وسلامه عليه وأذن لها.
    وثناء سيدنا عمر على احد الحادين في مركب الحج...
    ألم يرد الثناء على من تغـنـّـى بالقرآن!!

    ولكن خارج هذا الاطار الغناء حرام بنص واضح لا يمكننا أن نتركه جانبا لنتبع عقلنا.
    وإن كنت ممن ابتلي بالسماع والطرب الا انني من انصار ((يا صاحب القدر لا تخبرنا عن قدرك)).
    والله تعالى أعلم
    تقبلوا فائق احترامي وتقديري

    (((ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا...اعدلوا هو اقرب للتقوى)))

  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية محمد حسين العيسى
    تاريخ التسجيل
    27/01/2008
    العمر
    52
    المشاركات
    182
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الاخوة الكرام
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

    إن كان النص الصحيح يثبت الحرمة فهو حرام.
    ولا شك أن هذه الحرمة لا تتعدى الى كل ما يدخل تحت هذا المسمى بشكل او باخر...
    وإلا فماذا نفعل بـ : طلع البدر علينا
    والاحباش الذين يضربون بالدف في مسجد المصطفى وأمنا عائشة رضي الله عنها تستند على جسد الرسول الاكرم لتراقبهم وتطيل المراقبة.
    والجارية التي نذرت ان تضرب بين يديه صلوات الله وسلامه عليه وأذن لها.
    وثناء سيدنا عمر على احد الحادين في مركب الحج...
    ألم يرد الثناء على من تغـنـّـى بالقرآن!!

    ولكن خارج هذا الاطار الغناء حرام بنص واضح لا يمكننا أن نتركه جانبا لنتبع عقلنا.
    وإن كنت ممن ابتلي بالسماع والطرب الا انني من انصار ((يا صاحب القدر لا تخبرنا عن قدرك)).
    والله تعالى أعلم
    تقبلوا فائق احترامي وتقديري

    (((ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا...اعدلوا هو اقرب للتقوى)))

  14. #14
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    03/10/2006
    العمر
    46
    المشاركات
    441
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخوة والأخوات الكرام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    سيكون كلامي عن الموسيقى, لا الغناء.


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيظهر في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ، قالوا: متى يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت القِيان -أي: إذا كثرت المغنيات- والمعازف، وشُرِبَت الخمور . ما ظهرت الفاحشة في قوم قط - حتى يعلنوا بها - الا فشت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم, ولم ينقصوا المكيال والميزان الا أخذوا بالسنين (أي بمنع المطر) وشدة المؤونة وجور السلطان, ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يمطروا, ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم, وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم ).


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري.



    فقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) دلالة على التحريم.



    والحديث الثاني فيه عدة فوائد:

    أولاً: تحريم الحر والحرير والخمر والمعازف - أي الموسيقى.

    ثانياً: جعل حكم تحريم الخمر, وهو أمرٌ لا خلاف فيه بين الفقهاء في وقتنا الحاضر, كحكم حرمة المعازف - أي الموسيقى - لكي لا يدخل السامع شك في الحكم الشرعي.

    ثالثاً: هذا الحديث معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأنه أخبر بمجئء وقت يستحل فيه بعض أمته صلى الله عليه وسلم الموسيقى, وهذا حادث في زماننا هذا.



    فالحكم الشرعي في الموسيقى واضح بإذن الله.

    فإن كانت هناك شبهة حول سماع الموسيقى بسبب فتوى أحد العلماء المستحلين لسماعها, فيجب على المسلم الفطن الذي يخشى ربه أن يراجع النصوص والأدلة الشرعية, وأن يطلب الهداية من الله تعالى.

    وعليه أن يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشَّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحً الْجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.



    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).


    والله أعلم

    وفقنا الله وإياكم والمسلمين جميعاً إلى ما يحب ويرضى.

    [align=center]وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.

    أصحاب العقول الكبيرة يناقشون الأفكار .. وأصحاب العقول المتوسطة يناقشون الأحداث .. وأصحاب العقول الصغيرة يناقشون الأشخاص .


    ناقش الأفكار, لا الأشخاص. [/align]



    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  15. #15
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    03/10/2006
    العمر
    46
    المشاركات
    441
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخوة والأخوات الكرام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    سيكون كلامي عن الموسيقى, لا الغناء.


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيظهر في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ، قالوا: متى يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت القِيان -أي: إذا كثرت المغنيات- والمعازف، وشُرِبَت الخمور . ما ظهرت الفاحشة في قوم قط - حتى يعلنوا بها - الا فشت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم, ولم ينقصوا المكيال والميزان الا أخذوا بالسنين (أي بمنع المطر) وشدة المؤونة وجور السلطان, ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يمطروا, ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم, وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم ).


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري.



    فقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) دلالة على التحريم.



    والحديث الثاني فيه عدة فوائد:

    أولاً: تحريم الحر والحرير والخمر والمعازف - أي الموسيقى.

    ثانياً: جعل حكم تحريم الخمر, وهو أمرٌ لا خلاف فيه بين الفقهاء في وقتنا الحاضر, كحكم حرمة المعازف - أي الموسيقى - لكي لا يدخل السامع شك في الحكم الشرعي.

    ثالثاً: هذا الحديث معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأنه أخبر بمجئء وقت يستحل فيه بعض أمته صلى الله عليه وسلم الموسيقى, وهذا حادث في زماننا هذا.



    فالحكم الشرعي في الموسيقى واضح بإذن الله.

    فإن كانت هناك شبهة حول سماع الموسيقى بسبب فتوى أحد العلماء المستحلين لسماعها, فيجب على المسلم الفطن الذي يخشى ربه أن يراجع النصوص والأدلة الشرعية, وأن يطلب الهداية من الله تعالى.

    وعليه أن يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشَّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحً الْجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.



    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).


    والله أعلم

    وفقنا الله وإياكم والمسلمين جميعاً إلى ما يحب ويرضى.

    [align=center]وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.

    أصحاب العقول الكبيرة يناقشون الأفكار .. وأصحاب العقول المتوسطة يناقشون الأحداث .. وأصحاب العقول الصغيرة يناقشون الأشخاص .


    ناقش الأفكار, لا الأشخاص. [/align]



    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #16
    عـضــو الصورة الرمزية معين الكلدي
    تاريخ التسجيل
    06/02/2008
    المشاركات
    141
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد حسين الاحمد العيسى مشاهدة المشاركة
    الاخوة الكرام
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

    إن كان النص الصحيح يثبت الحرمة فهو حرام.
    ولا شك أن هذه الحرمة لا تتعدى الى كل ما يدخل تحت هذا المسمى بشكل او باخر...
    وإلا فماذا نفعل بـ : طلع البدر علينا
    والاحباش الذين يضربون بالدف في مسجد المصطفى وأمنا عائشة رضي الله عنها تستند على جسد الرسول الاكرم لتراقبهم وتطيل المراقبة.
    والجارية التي نذرت ان تضرب بين يديه صلوات الله وسلامه عليه وأذن لها.
    وثناء سيدنا عمر على احد الحادين في مركب الحج...
    ألم يرد الثناء على من تغـنـّـى بالقرآن!!

    ولكن خارج هذا الاطار الغناء حرام بنص واضح لا يمكننا أن نتركه جانبا لنتبع عقلنا.
    وإن كنت ممن ابتلي بالسماع والطرب الا انني من انصار ((يا صاحب القدر لا تخبرنا عن قدرك)).
    والله تعالى أعلم
    تقبلوا فائق احترامي وتقديري

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأستاذ الفاضل

    محمد العيسى

    إقتبست ردك لأن فيه كثير من الصواب لكن فيه خلط أيضاً

    (( طلع البدر علينا )) لم ترد فيها أحاديث صحيحه أو حسنة والأمر فيه خلاف بين الفقهاء وحتى لو فرضنا جدلاً ثبوتها فهي ليس غناء وإنما من باب الحداء والحداء ليس غناء

    (( الأحباش )) لم يضربوا الدفوف إنما كانوا يتسابقون ويلعبون بالسلاح في المسجد في يوم العيد

    http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fatw...79&PageID=6189

    والحداء يا سيدي ليس بالغناء يا سيدي كما أسلفت لك إنما هذا كما فعله الرسول الكريم في حفر الخندق حين قال وردد عليه السلام مع الصحابة الكرام(( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة *** فارحم الأنصار والمهاجرة )) والرسول لم يكن يغني!!!! حاشاه بأبي هو وأمي عليه السلام .

    والتغني بالقرآن ترتيله وتجويده لا الغناء ((( أعوذ بالله ان يكون غير ذلك )) يقول شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية في نونيته الشهيرة

    حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
    والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
    وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان




    وأدلة التحريم كثيرة جداً وهذا بعضها لكم

    أدلة التحريم من القرآن الكريم:

    قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6)


    قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم). وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان). ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقاً على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير مَن بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".

    وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)

    جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه"
    .
    و قال الله عز وجل: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72).

    وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
    وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".

    أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).

    "وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين؛ أولهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم. ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
    وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة" (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
    وقال صلى الله عليه و سلم: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة" (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
    وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
    قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر" (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
    وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).

    أقوال أئمة أهل العلم:

    قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)،
    ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي.
    فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي).
    وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
    قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
    وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
    قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة،
    وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه.
    و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.

    قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان) وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فوراً. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقاً على مذهب الإمام أبو حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".
    وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سُئِل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".

    أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سُئِل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تُقبَل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.

    قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).

    قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان). وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولداً وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفاً، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفاً، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظوراً ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن). ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع)
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).

    قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحداً عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علماً وعملاً، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:

    حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
    والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
    وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان


    و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.

    الاستثناء:

    ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).

    الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:

    قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).



    مودتي للجميع


  17. #17
    عـضــو الصورة الرمزية معين الكلدي
    تاريخ التسجيل
    06/02/2008
    المشاركات
    141
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد حسين الاحمد العيسى مشاهدة المشاركة
    الاخوة الكرام
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

    إن كان النص الصحيح يثبت الحرمة فهو حرام.
    ولا شك أن هذه الحرمة لا تتعدى الى كل ما يدخل تحت هذا المسمى بشكل او باخر...
    وإلا فماذا نفعل بـ : طلع البدر علينا
    والاحباش الذين يضربون بالدف في مسجد المصطفى وأمنا عائشة رضي الله عنها تستند على جسد الرسول الاكرم لتراقبهم وتطيل المراقبة.
    والجارية التي نذرت ان تضرب بين يديه صلوات الله وسلامه عليه وأذن لها.
    وثناء سيدنا عمر على احد الحادين في مركب الحج...
    ألم يرد الثناء على من تغـنـّـى بالقرآن!!

    ولكن خارج هذا الاطار الغناء حرام بنص واضح لا يمكننا أن نتركه جانبا لنتبع عقلنا.
    وإن كنت ممن ابتلي بالسماع والطرب الا انني من انصار ((يا صاحب القدر لا تخبرنا عن قدرك)).
    والله تعالى أعلم
    تقبلوا فائق احترامي وتقديري

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأستاذ الفاضل

    محمد العيسى

    إقتبست ردك لأن فيه كثير من الصواب لكن فيه خلط أيضاً

    (( طلع البدر علينا )) لم ترد فيها أحاديث صحيحه أو حسنة والأمر فيه خلاف بين الفقهاء وحتى لو فرضنا جدلاً ثبوتها فهي ليس غناء وإنما من باب الحداء والحداء ليس غناء

    (( الأحباش )) لم يضربوا الدفوف إنما كانوا يتسابقون ويلعبون بالسلاح في المسجد في يوم العيد

    http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fatw...79&PageID=6189

    والحداء يا سيدي ليس بالغناء يا سيدي كما أسلفت لك إنما هذا كما فعله الرسول الكريم في حفر الخندق حين قال وردد عليه السلام مع الصحابة الكرام(( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة *** فارحم الأنصار والمهاجرة )) والرسول لم يكن يغني!!!! حاشاه بأبي هو وأمي عليه السلام .

    والتغني بالقرآن ترتيله وتجويده لا الغناء ((( أعوذ بالله ان يكون غير ذلك )) يقول شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية في نونيته الشهيرة

    حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
    والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
    وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان




    وأدلة التحريم كثيرة جداً وهذا بعضها لكم

    أدلة التحريم من القرآن الكريم:

    قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6)


    قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم). وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان). ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقاً على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير مَن بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".

    وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)

    جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه"
    .
    و قال الله عز وجل: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72).

    وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
    وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".

    أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).

    "وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين؛ أولهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم. ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
    وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة" (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
    وقال صلى الله عليه و سلم: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة" (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
    وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
    قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر" (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
    وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).

    أقوال أئمة أهل العلم:

    قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)،
    ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي.
    فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي).
    وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
    قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
    وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
    قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة،
    وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه.
    و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.

    قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان) وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فوراً. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقاً على مذهب الإمام أبو حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".
    وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سُئِل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".

    أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سُئِل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تُقبَل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.

    قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).

    قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان). وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولداً وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفاً، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفاً، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظوراً ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن). ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع)
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).

    قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحداً عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علماً وعملاً، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:

    حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
    والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
    وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان


    و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.

    الاستثناء:

    ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).

    الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:

    قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).



    مودتي للجميع


  18. #18
    مترجم
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    281
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نظرا لغيابي في الأيام القلائل الماضية لم أتابع كل هذه الردود
    فجزى الله الجميع خيرا لحرصهم على الإلتزام بدينهم ونبذ الهوى
    وهناك أمر هام يجب أن نضعه جميعا في أذهاننا ألا وهو ما معيار
    الغلو والتطرف؟ هل هو وضعنا الحالي؟! العقل والفكر؟! أم ماذا؟!
    بما أن الغلو هذا مصطلح ديني فينبغي أن يفهم من مصدري الدين: القرآن والسنة
    فليس كل أمر لا يعجبنا نلصق به هاتين الكلمتين ناسيين أن شرع الله من قرآن كريم
    وسنة شريفة هما الفيصل في ذلك الأمر

    والحمد لله لقد بين ونقل لنا بعض الزملاء حكم الشرع في ذلك الأمر

    ويجب أن نضع في حسباننا أيضا أن الكلام
    على الغناء يقتضي الكلام عن أمرين: الكلمات والموسيقى
    وكثيرا ما يحدث خلط في النقاش بين هذين الأمرين
    فالكلام (وليس الموسيقى) حسنه حسن وقبيحه قبيح كما يردد الكثير ويخضع لأحكام الشرع فإما يكون: واجب أو مستحب أو مباح أو مكروه أو حرام
    أما الموسيقى فقد بين الزملاء حكم الشرع فيها

    وبالنسبة لما يرد في أذهان البعض أن الموسيقى قد تكون دواء فحتى وإن كانت كذلك فما جعل الله دواءا في محرم
    بل إن المنصفين من الغرب يحسدوننا على القرآن حيث يقول رئيس الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية الدكتور وايت ود سمول في الاقتباس التالي

    وكان د."وايت" قد سمع القران الكريم فأعجب به أيما إعجاب .. وكأن القران سحره أو سلبه لبه .. لقد تكلم لنا عن استخدام المدرب للموسيقى في دوراته .. ثم عقب قائلا: طبعا أعلم أن كلامي هذا لا يهمكم لأنكم لستم بحاجة لأي موسيقى .. أنتم تملكون القرآن .. أعظم موسيقى بشرية سمعتها من قبل .. لها تأثير غير عادي على أعصاب الإنسان وراحته.

    http://www.55a.net/firas/arabic/?pag...select_page=14
    فأرى أن نلتمس السكينة والهدوء وتهدئة الأعصاب والنور في الدنيا والآخرة من القرآن الكريم الكتاب الخالد "الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" (فصلت 42) وهو الكتاب الذي يقول عنه الله عز وجل: "وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " (الزخرف 44) ويقول أيضا تبارك وتعالى: "لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " (الأنبياء 21) ويقو ل سبحانه وتعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" (الإسراء 82) فاللهم اجعلنا ممن يستشفون من أمراضهم القلبية والبدنية بالقرءان واجعلنا من عبادك المسلمين لأوامرك نواهيك والمؤمنين بك وبحكمك الحكيم وممن يتعلقون بقرآن الرحمن ويبتعدون عن صوت الشيطان

    وأخيرا وليس آخرا أدعو الله أن يلهمنا رشدنا ويرشدنا إلى طريق الحق ويجنبنا الهوى والزلل

    أسمى تحياتي للجميع

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    [SIGPIC][/SIGPIC]

    عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: لم يكن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم - فاحشًا ولا متفحشًا، وكان يقول: (( إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا )) . [رواه البخاري ومسلم]
    اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا!


    Either we make history
    Or we become history!1

    ٍٍٍSaleh Al-Qammaari

  19. #19
    مترجم
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    281
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نظرا لغيابي في الأيام القلائل الماضية لم أتابع كل هذه الردود
    فجزى الله الجميع خيرا لحرصهم على الإلتزام بدينهم ونبذ الهوى
    وهناك أمر هام يجب أن نضعه جميعا في أذهاننا ألا وهو ما معيار
    الغلو والتطرف؟ هل هو وضعنا الحالي؟! العقل والفكر؟! أم ماذا؟!
    بما أن الغلو هذا مصطلح ديني فينبغي أن يفهم من مصدري الدين: القرآن والسنة
    فليس كل أمر لا يعجبنا نلصق به هاتين الكلمتين ناسيين أن شرع الله من قرآن كريم
    وسنة شريفة هما الفيصل في ذلك الأمر

    والحمد لله لقد بين ونقل لنا بعض الزملاء حكم الشرع في ذلك الأمر

    ويجب أن نضع في حسباننا أيضا أن الكلام
    على الغناء يقتضي الكلام عن أمرين: الكلمات والموسيقى
    وكثيرا ما يحدث خلط في النقاش بين هذين الأمرين
    فالكلام (وليس الموسيقى) حسنه حسن وقبيحه قبيح كما يردد الكثير ويخضع لأحكام الشرع فإما يكون: واجب أو مستحب أو مباح أو مكروه أو حرام
    أما الموسيقى فقد بين الزملاء حكم الشرع فيها

    وبالنسبة لما يرد في أذهان البعض أن الموسيقى قد تكون دواء فحتى وإن كانت كذلك فما جعل الله دواءا في محرم
    بل إن المنصفين من الغرب يحسدوننا على القرآن حيث يقول رئيس الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية الدكتور وايت ود سمول في الاقتباس التالي

    وكان د."وايت" قد سمع القران الكريم فأعجب به أيما إعجاب .. وكأن القران سحره أو سلبه لبه .. لقد تكلم لنا عن استخدام المدرب للموسيقى في دوراته .. ثم عقب قائلا: طبعا أعلم أن كلامي هذا لا يهمكم لأنكم لستم بحاجة لأي موسيقى .. أنتم تملكون القرآن .. أعظم موسيقى بشرية سمعتها من قبل .. لها تأثير غير عادي على أعصاب الإنسان وراحته.

    http://www.55a.net/firas/arabic/?pag...select_page=14
    فأرى أن نلتمس السكينة والهدوء وتهدئة الأعصاب والنور في الدنيا والآخرة من القرآن الكريم الكتاب الخالد "الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" (فصلت 42) وهو الكتاب الذي يقول عنه الله عز وجل: "وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " (الزخرف 44) ويقول أيضا تبارك وتعالى: "لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " (الأنبياء 21) ويقو ل سبحانه وتعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" (الإسراء 82) فاللهم اجعلنا ممن يستشفون من أمراضهم القلبية والبدنية بالقرءان واجعلنا من عبادك المسلمين لأوامرك نواهيك والمؤمنين بك وبحكمك الحكيم وممن يتعلقون بقرآن الرحمن ويبتعدون عن صوت الشيطان

    وأخيرا وليس آخرا أدعو الله أن يلهمنا رشدنا ويرشدنا إلى طريق الحق ويجنبنا الهوى والزلل

    أسمى تحياتي للجميع

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    [SIGPIC][/SIGPIC]

    عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: لم يكن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم - فاحشًا ولا متفحشًا، وكان يقول: (( إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا )) . [رواه البخاري ومسلم]
    اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا!


    Either we make history
    Or we become history!1

    ٍٍٍSaleh Al-Qammaari

  20. #20
    عـضــو الصورة الرمزية محمد حسين العيسى
    تاريخ التسجيل
    27/01/2008
    العمر
    52
    المشاركات
    182
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معين الكلدي مشاهدة المشاركة
    [font=Simplified Arabic][size=4]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأستاذ الفاضل
    محمد العيسى
    إقتبست ردك لأن فيه كثير من الصواب لكن فيه خلط أيضاً
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الاخ الفاضل معين الكلدي:
    أشكر لك التصويب وتبيان مواضع الخلط.
    فجزاك الله خيرا

    تقبل فائق الاحترام والتقدير

    (((ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا...اعدلوا هو اقرب للتقوى)))

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •