Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
هل أنصف التاريخ يزيد بن معاوية؟ - الصفحة 7

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

موضوع مغلق
صفحة 7 من 23 الأولىالأولى ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 17 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 121 إلى 140 من 459

الموضوع: هل أنصف التاريخ يزيد بن معاوية؟

  1. #121
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    الأساتذة

    الشيخ مصطفى الهادي ..

    الأستاذ سليمان أسد ..

    الأستاذة مريم ..

    الدكتور ناصر الحق ..

    لقد أخذتم قولة العضو دينا جيهان ( وهي بالمناسبة عليها علامة استفهام كبيرة ومطالبة بتوضيح شخصيتها ومعلوماتها ) عن المقارنة بين يزيد والحسين رضي الله عنه، وقولتمونا ما لم نقل من أننا قارنا بين هذا وذاك، وكلنا يعرف أنه شتان شتان، وبدأ كلكم بالمزايدة والكتابة بطريقة توحي لكل من يدخل ويقرأ باننا ننصر يزيد على الحسين رضي الله عنه، .. وقد أوضح لكم جل الأساتذة بأنه لا أحد يزايد على أهل السنة والجماعة والجمهور وباقي سواد المسلمين في حب وتكريم وتعظيم آل البيت، لكنه ليس حبا كذلك الحب الذي خرقتموه ورفعتم بعضهم فيه إلى درجات لم يبلغها بعض الأنبياء، بل وصورتم أنكم أنتم فقط من تحبون آل البيت بينما يبغضهم كل الناس، وأسقطتم عمدا الكم الهائل من الروايات التي يستحيل كذبها والتي قالت بأن الشيعة هم من دعوا الحسين رضي الله عنه وكانوا أوّل من خذله، بل وتآمر على قتله، ولم تكلفوا أنفسكم حتى عناء دحض هذه الأقوال والإتيان بما يناقضها!!


    لي عودة إن شاء الله بعد الصلاة !

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  2. #122
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    الأساتذة

    الشيخ مصطفى الهادي ..

    الأستاذ سليمان أسد ..

    الأستاذة مريم ..

    الدكتور ناصر الحق ..

    لقد أخذتم قولة العضو دينا جيهان ( وهي بالمناسبة عليها علامة استفهام كبيرة ومطالبة بتوضيح شخصيتها ومعلوماتها ) عن المقارنة بين يزيد والحسين رضي الله عنه، وقولتمونا ما لم نقل من أننا قارنا بين هذا وذاك، وكلنا يعرف أنه شتان شتان، وبدأ كلكم بالمزايدة والكتابة بطريقة توحي لكل من يدخل ويقرأ باننا ننصر يزيد على الحسين رضي الله عنه، .. وقد أوضح لكم جل الأساتذة بأنه لا أحد يزايد على أهل السنة والجماعة والجمهور وباقي سواد المسلمين في حب وتكريم وتعظيم آل البيت، لكنه ليس حبا كذلك الحب الذي خرقتموه ورفعتم بعضهم فيه إلى درجات لم يبلغها بعض الأنبياء، بل وصورتم أنكم أنتم فقط من تحبون آل البيت بينما يبغضهم كل الناس، وأسقطتم عمدا الكم الهائل من الروايات التي يستحيل كذبها والتي قالت بأن الشيعة هم من دعوا الحسين رضي الله عنه وكانوا أوّل من خذله، بل وتآمر على قتله، ولم تكلفوا أنفسكم حتى عناء دحض هذه الأقوال والإتيان بما يناقضها!!


    لي عودة إن شاء الله بعد الصلاة !

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  3. #123
    أستاذ بارز الصورة الرمزية Dr. Schaker S. Schubaer
    تاريخ التسجيل
    20/02/2007
    المشاركات
    2,209
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة (05): بعض الآراء هنا تمثل مدرسة

    المدارس السنية ليست متطابقة في معالجتها لكافة القضايا. فهناك اختلافات بين الأئمة رحمهم الله، بل إن بعض الأئمة اختلفت اجتهاداتهم حسب المصر، فمذهب الإمام الشافعي رحمه الله في مصر اختلف عن مذهبه في العراق.
    ألاحظ أن أن بعض الآراء التي تطرح هنا تمثل آراء تمثل المدرسة السلفية، وهذه المدرسة تمثل تقريباً 20% من أهل السنة.
    ولا شك أن المدرسة السلفية من أنقى المدارس الإسلامية من حيث عقيدة التوحيد، وإن كان لها إشكالات في مرونة التعامل مع الواقع.

    وبالله التوفيق،،،


  4. #124
    أستاذ بارز الصورة الرمزية Dr. Schaker S. Schubaer
    تاريخ التسجيل
    20/02/2007
    المشاركات
    2,209
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة (05): بعض الآراء هنا تمثل مدرسة

    المدارس السنية ليست متطابقة في معالجتها لكافة القضايا. فهناك اختلافات بين الأئمة رحمهم الله، بل إن بعض الأئمة اختلفت اجتهاداتهم حسب المصر، فمذهب الإمام الشافعي رحمه الله في مصر اختلف عن مذهبه في العراق.
    ألاحظ أن أن بعض الآراء التي تطرح هنا تمثل آراء تمثل المدرسة السلفية، وهذه المدرسة تمثل تقريباً 20% من أهل السنة.
    ولا شك أن المدرسة السلفية من أنقى المدارس الإسلامية من حيث عقيدة التوحيد، وإن كان لها إشكالات في مرونة التعامل مع الواقع.

    وبالله التوفيق،،،


  5. #125
    عـضــو الصورة الرمزية م.سليمان أسد
    تاريخ التسجيل
    22/04/2008
    المشاركات
    460
    معدل تقييم المستوى
    17

    Neww

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dr. Schaker S. Schubaer مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة (05): بعض الآراء هنا تمثل مدرسة

    المدارس السنية ليست متطابقة في معالجتها لكافة القضايا. فهناك اختلافات بين الأئمة رحمهم الله، بل إن بعض الأئمة اختلفت اجتهاداتهم حسب المصر، فمذهب الإمام الشافعي رحمه الله في مصر اختلف عن مذهبه في العراق.
    ألاحظ أن أن بعض الآراء التي تطرح هنا تمثل آراء من المدرسة السلفية، وهذه المدرسة تمثل تقريباً 20% من أهل السنة.
    ولا شك أن المدرسة السلفية من أنقى المدارس الإسلامية من حيث عقيدة التوحيد، وإن كان لها إشكالات في مرونة التعامل مع الواقع.

    وبالله التوفيق،،،
    لا مشكلة من تعدد الآراء والاختلاف حولها أخي الدكتور

    لكن المشكلة في فرض البعض رأيه على الغير و حذف كل الآراء المخالفة لرأيه

    دون إعطاء الفرصة لمناقشتها وإعطاء الرأي فيها

    وهذا ما حدث معي عندما تم حذف موضوعي عن معاوية بن أبي سفيان

    مع أنني استندت في كلامي على كاتب كبير وموقر عند القسم الأعظم من أهل السنة والجماعة

    الكاتب عباس محمود العقاد
    http://www.4shared.com/file/45925809/9a56b8ae/____.html


  6. #126
    عـضــو الصورة الرمزية م.سليمان أسد
    تاريخ التسجيل
    22/04/2008
    المشاركات
    460
    معدل تقييم المستوى
    17

    Neww

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dr. Schaker S. Schubaer مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة (05): بعض الآراء هنا تمثل مدرسة

    المدارس السنية ليست متطابقة في معالجتها لكافة القضايا. فهناك اختلافات بين الأئمة رحمهم الله، بل إن بعض الأئمة اختلفت اجتهاداتهم حسب المصر، فمذهب الإمام الشافعي رحمه الله في مصر اختلف عن مذهبه في العراق.
    ألاحظ أن أن بعض الآراء التي تطرح هنا تمثل آراء من المدرسة السلفية، وهذه المدرسة تمثل تقريباً 20% من أهل السنة.
    ولا شك أن المدرسة السلفية من أنقى المدارس الإسلامية من حيث عقيدة التوحيد، وإن كان لها إشكالات في مرونة التعامل مع الواقع.

    وبالله التوفيق،،،
    لا مشكلة من تعدد الآراء والاختلاف حولها أخي الدكتور

    لكن المشكلة في فرض البعض رأيه على الغير و حذف كل الآراء المخالفة لرأيه

    دون إعطاء الفرصة لمناقشتها وإعطاء الرأي فيها

    وهذا ما حدث معي عندما تم حذف موضوعي عن معاوية بن أبي سفيان

    مع أنني استندت في كلامي على كاتب كبير وموقر عند القسم الأعظم من أهل السنة والجماعة

    الكاتب عباس محمود العقاد
    http://www.4shared.com/file/45925809/9a56b8ae/____.html


  7. #127
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/03/2008
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    يقول الشيخ حسن فرحان المالكي:
    ل كل الأحاديث في فضل معاوية مكذوبة كما نص على ذلك جمع من أهل العلم منهم إسحاق بن راهويه وابن عبد البر والنسائي و الحاكم وأبو علي النيسابوري والبخاري وابن الجوزي وابن القيم وابن حجر وغيرهم وبعض هؤلاء يقولون بضعف الحديث فقط دون وضعه. (هو حديث: عن ربيعة بن يزيد عن عبدالرحمن بن أبي عميرة أن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” –حاشاه!- قال في معاوية :(اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به))
    والحديث روي من طرق كما سيأتي:
    1- رواه الإمام أحمد (4/216) عن علي بن بحر عن الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبدالرحمن بن أبي عميرة[1].
    2- ورواه الترمذي (5/687) عن محمد بن يحيى عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز به..
    3- ورواه الطبراني في (مسند الشاميين 1/190) عن أبي زرعة الدمشقي عن أبي مسهر بإسناده السابق (إسناد الترمذي)..
    4- ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والثماني (2/358) عن محمد بن عوف عن أبي مسهر ومروان بن محمد الطاطري عن سعيد بن عبد العزيز به..
    5- ورواه الخلال في السنة (2/450) عن يعقوب بن سفيان عن محمود بن خالد الأزرق عن عمر بن عبد الواحد عن سعيد به..
    6- ورواه الطبراني في مسند الشاميين (1/190) وفي المعجم الأوسط (1/205) والخلال في السنة من طريقين عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبدالرحمن بن أبي عميرة..
    7- ورواه الترمذي (5/687) عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد النفيلي عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن عمير بن سعد!
    قلت: والصواب عن عبدالرحمن بن أبي عميرة وإنما المناسبة كانت مناسبة عزل عمير بن سعد عن ولاية حمص! فخلط أحد الرواة بين راوي الحديث والأمير المعزول.
    هذه طرق الحديث المشهورة ومدارها على عبدالرحمن بن أبي عميرة (لم تثبت صحبته وهو مجهول ولا تعرف عدالته والخبر ضعيف وسيأتي بيان ذلك).
    وقد أضاف ابن عساكر طرقاً أخرى عن ابن أبي عميرة لا تزيد الحديث إلا ضعفاً واضطراباً وهي كالتالي:
    8- ورواه ابن عساكر (59/84-85) من طريق يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبدالرحمن بن أبي عميرة وهو موضوع لأن في أحد الإسنادين (موسى بن محمد المقدسي البلقاوي كذاب) وفي الآخر (عمرو بن واقد القرشي متروك متهم بالكذب).
    9- ورواه ابن عساكر (59/85-86) من طريق الوليد بن سليمان (من الطبقة السادسة) عن عمر بن الخطاب وبينهما مفاوز إضافة لضعف الإسناد إلى الوليد بن سليمان.
    10- ورواه ابن عساكر (59/83) من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة عن عبدالرحمن وهذه من أوهام الوليد بن مسلم فقد خالفه جماعة فرووه عن سعيد عن ربيعة عن عبدالرحمن بن أبي عميرة وقد وافقهم في روايات عنه.
    11- وروي عن أبي هريرة بإسناد موضوع عند ابن عساكر (59/88).
    12- ورواه ابن عساكر (59/80،81) من طريقين عن مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن عبدالرحمن بن أبي عميرة .
    واضطرب فيه سعيد بن عبد العزيز فرواه مرة أخرى عن ربيعة بن يزيد سمعت عبدالرحمن بن أبي عميرة؛ ولم يذكر أبا إدريس!
    ونص الحديث (اللهم اجعله هادياً مهدياً وأهده وأهد به) مع ألفاظ مقاربة.
    13- ورواه عن سعيد بن عبد العزيز مجموعة من الناس (مروان بن محمد والوليد بن مسلم وأبو مسهر والمهلب بن عثمان) واختلفوا في صيغ الأداء بين معنعن ومصرح بالسماع خاصة سماع ابن أبي عميرة وأكثرهم على العنعنة فقط.
    14- ورواه البلاذري (بنو عبد شمس من أنساب الأشراف – ص127): عن مظفر بن مرجئ (مجهول) عن شبابة بن سوار (ثقة متهم بالإرجاء والنصب) عن يوسف بن زياد التميمي (مجهول) عن محمد بن شعيب (لم أجد له ترجمة ) عن عقبة بن رويم اللخمي (لم أجد له ترجمة).
    15- ورواه ابن عساكر (59/79) من طريق شبابة بن سوار بالإسناد نفسه إلا أنه جعل مكان (عقبة بن رويم) (عروة بن رويم) وهذا ليس له صحبة ولا رؤية بل هو تابعي إضافة إلى أن في الإسنادين ثلاثة مجاهيل ومتهمين بالنصب فلم يصح إلى عروة أصلاً.
    ولفظ الحديث (اللهم اهده واهد به وعلمه الكتاب والحساب وقه العذاب)!.


    والخلاصة: أن الحديث ضعيف جداً أو موضوع:
    وفيه عدة علل إسنادية ومتنية:
    أولاً: العلل الإسنادية:
    العلة الأولى:
    عبدالرحمن بن أبي عميرة لا تثبت أحاديثه ولم تثبت له صحبة وهو أشبه بالمجهول قال ابن عبد البر (463هـ) (وحديثه مضطرب لا يثبت في الصحابة وهو شامي)([2]).
    وذكر ابن عبد البر أنه روى عنه ربيعة بن يزيد أنه سمع النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” يقول وذكر معاوية (اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به).
    قال ابن عبد البر: ومنهم من يوقف حديثه هذا ولا يرفعه ولا يصح مرفوعاً عندهم([3]).
    وقال ابن عبد البر عن حديث آخر له في فضل قريش (حديثه منقطع الإسناد مرسل ولا تثبت أحاديثه ولا تصح صحبته)([4]).
    أقول أيضاً: فهذا الإمام ابن عبد البر يضعف حديثه وينفي صحبته وينقل الإجماع على هذا بقوله: (ولا يصح مرفوعاً عندهم) وسيتبين صحة هذا القول كما سيأتي.
    وترجم له ابن عساكر في تاريخه (35/229)وذكر أن له صحبة لكن لم يذكر ما يدل على صحبته فإن الأسانيد التي فيها روايته عن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” ضعيفة كما سيأتي.
    وذكره المزي في تهذيب الكمال (4/451) وروى له حديث معاوية الذي عرف به[5].
    وذكره ابن حجر في الإصابة في القسم الأول (2/406) مما يعني أنه عنده ممن ثبتت له رؤية أو سماع ولكن لم يأت بما يدل عليها ورد على ابن عبد البر بقوله: (فعجب من قول ابن عبد البر… وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو إسناد منها من مقال فمجموعها يثبت لعبدالرحمن الصحبة)!.
    أقول: خفي على الحافظ رحمه الله أنه لم يصح تصريحه بالسماع من النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” للاضطراب الكبير في رجال الإسناد فضلاً عن الاختلاف في صيغ الأداء، إضافة إلى أن أول من أثبت صحبة ابن أبي عميرة هو سعيد بن عبد العزيز الدمشقي ولم يدركه فتبعه بعض العلماء على ذلك.
    كما خفي على الحافظ رحمه الله كثرة الكذب في أحاديث أهل الشام فقد وضعت بنو أمية وأشياعهم أربعة آلاف حديث على الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” كما ذكر ذلك أبو أسامة الإمام المشهور[6]، والراجح أن تكون تلك الأحاديث من جنس هذا الحديث وأمثاله وتكون في الإرجاء أيضاً والطاعة..الخ.

    العلة الثانية:
    هناك علة أخرى لم ينبه لها شيخنا مع اهتمامه بأمثالها وهو أن ابن أبي حاتم قد نقل في العلل ( 2/363) عن أبيه أن ابن أبي عميرة لم يسمع هذا الحديث من رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” وإنما رواه عن معاوية عن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم”!،
    قلت: وقد وهم أبو حاتم فيما ذكره عن أبي مسهر ومروان بن محمد من أنهما رويا الحديث من طريق ابن أبي عميرة عن معاوية نفسه فإن الطرق كلها التي رواها أبومسهر ومروان ليس فيها لمعاوية ذكر فإن صح أن ابن أبي عميرة إنما رواه عن معاوية فهذه علة كبيرة للحديث! وهي ترد على ماذكره ابن الوزير من أن معاوية لم يرو في فضل نفسه حديثاً!.
    ثم الأحاديث التي رواها عبدالرحمن هذا إن صحت عنه فإن فيها دلالة واضحة على التنصيص السياسي –أثر السلطة في وضع الأحاديث السياسية- كحديث فضل معاوية هذا، وحديث (يكون في بيت المقدس بيعة هدى)! كيف وقد كانت تلك البيعة أيام علي بن أبي طالب الخليفة الشرعي! بل كانت بيعة ضلالة لا يخالف في ذلك إلا النواصب؛ لأن هذا يخالف الأحاديث الصحيحة الأخرى في ذم بغي معاوية وحديث (إذا بويع لخليفتين…) وحديث سفينة وغير ذلك من الأحاديث.
    قلت: وابن أبي عميرة هذا فيه جهالة وفي حياته غموض وفي أحاديثه غرابة شديدة وقد ترجم له ابن عساكر (35/229).

    العلة الثالثة:
    ربيعة بن يزيد تلميذ ابن أبي عميرة وشيخ سعيد بن عبد العزيز محل نظر وتأمل.
    فهناك اثنان بهذا الاسم الأول (دمشقي) وهو المشهور وهو من رجال الجماعة موثق من قبل جماعة من المحدثين والثاني (سلمي) ناصبي ضعيف ويحتمل أنه شيخ سعيد لسبب مهم سأذكره.
    فإن كان شيخ سعيد هو الدمشقي كما هو المشهور فإنه مع توثيق من وثقه من المحدثين قد روى منكرات واضطرب في هذا الحديث وغيره ولم ينتبه كثير منهم لعلل أحاديثه وهو يروي حديثه هذا عن عبدالرحمن بن أبي عميرة ومرة عن ابن إدريس الخولاني عن ابن أبي عميرة[7].
    وربيعة هذا أيضا يرسل كثيراً بما يشبه التدليس فيروي عن معاوية (وبينهما عبد الله بن عامر اليحصبي) ويروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرسلاً وهو من الطبقة الرابعة مات سنة 123هـ.
    ويروي عن أناس لقيهم ما لم يسمع منهم! وقد وثقه يعقوب بن شيبة ويعقوب بن سفيان والنسائي ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي والعجلي وابن سعد وابن حبان والذهبي وابن حجر[8].
    وقال الدارقطني: (يعتبر به) وهذا يعني في الشواهد والمتابعات ولم يتابع على رواية هذا الحديث.
    فقد يكون هذا مما أرسله إضافة إلى أنه دمشقي شامي إيادي أدرك الطلاق والعتاق على البراءة من علي! (وكانت هذه سياسة بني أمية =راجع ترجمة الأوزاعي في سير أعلام النبلاء).
    وإن كان شيخ سعيد هو ربيعة بن يزيد السلمي الناصبي المشهور فهو ضعيف جدا لا سيما مع ظهور نصبه وهو الذي قال فيه ابن عبد البر (كان من النواصب يشتم عليا)! وقال أبو حاتم (لا يروى عنه ولا كرامة )! = راجع ترجمة ربيعة الجرشي في الإصابة لابن حجر والاستيعاب لابن عبد البر؛
    وشيخ سعيد الذي اشتهر به هو الدمشقي لا السلمي وإنما قلت إن هذا محتمل لأن سعيد بن عبد العزيز كان يقول ( ربيعة بن يزيد) فقط ولم يذكر نسبته هل هو الدمشقي أم السلمي وقد أدرك سعيد الاثنين معاً لأن سعيداً كان وصيفاً أيام الوليد بن عبد الملك وهذه العلة لم أجد من نبه لها.
    السبب الثاني: وهو الأهم أن مناسبة الحديث كانت مبكرة (عام 24 هـ) حسب ما رواه عمر بن عبد الواحد عن سعيد عن ربيعة عن ابن أبي عميرة؛ وربيعة بن يزيد الدمشقي يصغر عن هذا كثيرا لأنه مات بعد عام 120هـ! وهو من الطبقة الرابعة مما يرجح أن شيخ سعيد هو السلمي لا الدمشقي والله أعلم؛ وهذا أيضاً مما لم أجد من نبه عليه قبل ولو احتمالاً.
    على أية حال: إن كان شيخ سعيد هو ربيعة بن يزيد الدمشقي فلم يدرك القصة ويكون مرسلاً، وهو يروي عمن لم يسمع منهم كما سبق، وإن كان السلمي فهو ناصبي ضعيف وفي كلتا الحالتين لا يجوز تصحيح الحديث مع هذه العلل فكيف إذا أضفنا العلل السابقة واللاحقة[9].


    العلة الرابعة:
    أن الرواة قد اضطربوا في الحديث فرووا الحديث بالإسناد نفسه بلفظ الحديث الآخر حديث العرباض بن سارية في معاوية (اللهم علمه الكتاب والحساب…)[10]! فهذا اضطراب في اللفظ وقد استغربه ابن عساكر[11] من هذا الطريق على شاميته وميله لبني أمية ولمعاوية خاصة وقد أكثر من رواية الأباطيل والموضوعات في فضائله.

    العلة الخامسة:
    سعيد بن عبد العزيز الدمشقي فهو وإن كان موثقاً من رجال مسلم والسنن ومعظماً عند أهل الشام إلا أنه اختلط في آخر عمره[12] ومما يدل على اختلاطه أنه اضطرب في هذا الحديث نفسه فمرة يرويه عن ربيعة عن أبي إدريس عن ابن أبي عميرة ومرة لا يذكر أبا إدريس ولا ربيعة بن يزيد ومرة لا يذكر أبا إدريس وحده؛ فإن سلمت له أحاديث من هذا الاختلاط فلن يسلم هذا الحديث لما سبق بيانه.
    ثم أضف إلى ذلك أنه مع فضله وعلمه وعبادته إلا أنه كان أموي الهوى في الجملة شغوفاً بنشر أخبار بني أمية ومآثرهم ساكتاً عن مظالمهم ومثالبهم وولي لهم بيت المال وطعن فيه بعضهم بسبب ذلك (كان أبو سليمان الداراني يطعن فيه ويقول (كان على بيت المال)[13].
    ثم هو أيضاً:
    1- شامي، دمشقي، تنوخي،
    2- مرضي من حكام بني أمية!
    3-لم يكن له كتاب والحفظ قد يخون،
    4- وقد اضطرب في هذا الحديث،
    5- واختلط،
    6- ولم يكن يقول حدثنا! وإنما كان يقول : قال فلان! وهذا فيه احتمال الإرسال والتدليس،
    7- وقد روى منكرات في فضل معاوية! ومنها روايته حديث أبي الدرداء (ما رأيت أحداً بعد رسول الله أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا يعني معاوية)![14].
    8- وروى حديث ( إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله)!
    9- وروى حديث (رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع إلى الشام! ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام)! وغير ذلك من الأحاديث والآثار المضادة! التي تبدو أهدافها واضحة من معارضة مثل حديث عمار وتعويض قلة الصالحين في الشام بالثناء على الأرض! مع المزاعم بأن الله قد تكفل بالشام وأهله! والواقع يكذب هذا الزعم وحاشا رسول الله أن يقول هذا وحاشا لله أن يتكفل بالشام وأهل الشام ثم يفرط فيهم! وقد تسلط عليهم البغاة والباطنية والصليبيون واليهود! بل لم تتعرض أرض للبلاء كما تعرضت الشام؛ ولو صح الحديث لم يقع هذا لأن النبي لا يقول إلا حقاً – نفس الله عنهم وعن جميع المسلمين -، هذا مع ما في لفظة (تكفل) من إيحاء بعقيدة الجبر الأموية، وحاشا أن يكون الإيمان في إماتة سنن النبي”صلى الله عليه وآله وسلم” والبغي على إمام الوقت وطرد البدريين وارتكاب المحرمات وتقويض الخلافة الراشدة ولعن المؤمنين على منابر الإسلام! وغير ذلك مما هو متواتر من التاريخ! وكذا ما زعموه من الثناء على صلاة معاوية وأنها أشبه بصلاة النبي من غيره من الصحابة والخلفاء والجميع يعلم الأخطاء التي أحدثها معاوية في الصلاة والسنن التي أماتها ومن يفعل هذا لن تكون صلاته أشبه بصلاة النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” وهذا مفصل في موضع آخر.


    العلة السادسة:
    مروان بن محمد الدمشقي تلميذ سعيد هو ثقة من رجال مسلم والسنن الأربعة اضطرب عليه فيه فرواه بعضهم عنه (كمحمد بن المصفى) زاد في إسناده (أبا إدريس شيخاً لربيعة) ورواه عنه سلمة بن شبيب وعيسى بن هلال وأبو الأزهر وصفوان بن صالح ولم يذكروا أبا إدريس وهو الصواب، لكونهم الأكثر ولأن البقية من تلاميذ سعيد أبو مسهر والوليد بن مسلم ومحمد بن سليمان الحراني وعمر بن عبد الواحد) قد رووه أيضاً بلا ذكر لأبي إدريس.

    العلة السابعة:
    أن مناسبة الحديث –كما ذكروا عن ربيعة شيخ سعيد- كانت عندما عزل عثمان عمير بن سعد الأنصاري من ولاية حمص وولاها معاوية! وقد عزله عثمان مبكراً عام 24هـ وربيعة راوية المناسبة والحديث لم يمت إلا بعد عام 120هـ يعني بينه وبين القصة أكثر من مائة سنة فالانقطاع واضح بين ربيعة وعبدالرحمن بن عميرة وأن الرواية بالعنعنة والإرسال هي الصواب إن كان ربيعة هذا هو الدمشقي لا السلمي الناصبي.
    ونص الرواية في هذا المعنى عن ربيعة بن يزيد ( أن بعثاً من أهل الشام كانوا مرابطين بآمد وكان علىحمص عمير بن سعد فعزله عثمان وولى معاوية فبلغ ذلك أهل حمص فشق عليهم فقال عبدالرحمن بن أبي عميرة المزني سمعت رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” يقول لمعاوية ..) فذكره.
    أقول: واضح من الرواية أن ربيعة لم يشهد القصة خاصة إذا كان الدمشقي؛ وكأنَّ الحديث جاء ليسد اعتراض الناس على تولية معاوية!.

    العلة الثامنة:
    الاضطراب في ابن أبي عميرة فمرة يقولون (عبدالرحمن بن أبي عميرة) ومرة (عبدالرحمن بن عميرة) ومرة (المزني) وأخرى (أنصاري) وثالثة (أزدي) ومرة (عميرة بن سعد) وأخرى (عمير بن سعد) وهكذا! مما يرجح جهالته.

    العلة التاسعة:
    رووه عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة ومرة يرويه بعضهم عن سعيد عن يونس بن ميسرة! ولعل هذا إن صحَّ يكون من اختلاط سعيد أيضاً.

    العلة العاشرة:
    يروونه عن سعيد عن ربيعة عن ابن أبي عميرة ومرة يروونه عن سعيد عن ربيعة عن أبي إدريس عن ابن أبي عميرة؛ ولعل هذا أيضاً من اختلاط سعيد.

    العلة الحادية عشرة:
    مرة يكون بين سعيد وابن أبي عميرة شيخ ومرة شيخان ومرة يرويه سعيد عنه مباشرة! فلا يذكر أبا إدريس ولا ربيعة ولا يونس ميسرة بن حلبس…الخ ولعل هذا أيضا من اختلاط سعيد في هذا الحديث.

    العلة الثانية عشرة:
    الأكثرية رووا الحديث بالعنعنة لا السماع (سعيد عن ربيعة) فرووه بهذه العنعنة (مروان بن محمد -في رواية- والوليد بن مسلم وأبو مسهر ومحمد بن سليمان) ولم يروى بالسماع إلا من طريق مروان بن محمد –في رواية فقط- وقد كان ربيعة يدلس ويرسل.


    العلة الثالثة عشرة: في الإسناد الثاني:
    وهو (يونس بن ميسرة عن ابن أبي عميرة) فرواه عن يونس هذا سعيد بن عبد العزيز وعمرو بن واقد وخالد بن يزيد بن صبيح وهذا الإسناد لا يزيد الحديث إلا اضطرابا لعدة أسباب سبق بعضها ومن أبرزها:
    أولاً: أن الراوي عن يونس هو سعيد بن عبد العزيز ولعل هذا من اختلاطه فإن الأكثرين رووه عن سعيد عن ربيعة عن ابن أبي عميرة فهذا من الاضطراب الذي أشار إليه ابن حجر.
    ثانياً: تفرد الوليد بن مسلم بالرواية عن سعيد عن يونس به والوليد فيه ضعف وتدليس وإسقاط للشيوخ …..الخ وقد عنعن في رواية الطبراني في مسند الشاميين والمعجم الأوسط وصرح بالتحديث عند الخلال في السنة وقد رواه الوليد على الاستقامة (عن سعيد عن ربيعة) عند أحمد في المسند فاضطرب فيه.
    وما أكثر الاضطرابات في هذا الحديث وغيره من أحاديث فضل معاوية! وكأن الشاميين كلما اكتشفوا ثغرة في الحديث حاولوا سدها فلا يزداد الحديث بها إلا ضعفاً! وقد توبع الوليد بن مسلم من اثنين من الضعفاء ضعفاً شديداً هما عمرو بن واقد القرشي ومسلم البلقاوي عن خالد بن يزيد عن صبيح! وسيأتي التفصيل فيهما بعد قليل.
    ثالثاً: يونس بن ميسرة بن حلبس (ثقة عندهم) رواه عن ابن أبي عميرة ويونس من رجال السنن إلا النسائي؛ مات سنة 133هـ قتله العباسيون لما دخلوا دمشق وقيل مات وقيل قتلوه داخل المسجد وكان عمره 120 سنة والعباسيون لا يقتلون العلماء الشاميين إلا من كان منهم شديد الموالاة والمناصرة لبني أمية! وهذا لا يبرر ولا يسوغ للعباسيين هذا فهذا ظلم لا يقره مسلم، لكن نستفيد من هذا قوة موالاة يونس بن ميسرة لبني أمية لدرجة أن يعامله العباسيون كمعاملتهم أحد رجال بني أمية، وهذا يعني أن الرجل أموي شديد الأموية وهذا له أثر على الأحاديث التي يرويها في فضل معاوية!
    ثم أقول: إن كان كذلك فلم يدرك قصة الحديث (عزل عمير بن سعد عام 24هـ!) وغاية ما ذكره يحيى بن معين أنه أدرك معاوية! أي ولم يرو عنه فكيف يروي عام 24هـ! وكأن معاوية عمل على نشر الحديث بالشام حتى ردده من لم يسمعه من قائله! فلذلك ردده سعيد مرسلاً ويونس وربيعة بن يزيد…الخ!
    رابعاً: سبق ذكر موسى بن محمد البلقاوي (تلميذ خالد بن يزيد بن صبيح) كان أحد التلفاء! (لسان الميزان 6/149)[15].
    خامساً: عمرو بن واقد القرشي (تلميذ يونس بن ميسرة، متروك) –على ما ذكره ابن حجر في التقريب-[16].
    سادساً: عمرو بن واقد قد رواه عن يونس بن ميسرة عن ابن أبي عميرة واضطرب فيه فرواه مرة اخرى عن يونس عن أبي إدريس عن عمير بن سعد! فزاد في الإسناد أبا إدريس وأخطأ في اسم ابن أبي عميرة وجعل الحديث عن الصحابي المعزول عمير بن سعد! فاغتر بعضهم بهذا ومنهم فظن عمير بن سعد قد رواه أيضا! فصحح الحديث بما قبله! في صحيح سنن الترمذي! ونسي أقوال الأئمة في عمرو بن واقد وعدم ضبطه لأسماء رجال الإسناد إضافة لضعفه الشديد إن لم نقل كذبه.
    ورواه النواصب بلفظ فيه عجائب عن أبي هريرة (عند ابن عساكر 59/88) والإسناد موضوع فراجعه.

    أما العلل المتنية فأبرزها:
    1- أن هذا الحديث يتعارض مع أحاديث أخرى صحيحة وآثار صحابية حكمت على معاوية بالبغي والظلم والفسق والضلال ونحو ذلك بل اتهمه بعض الصحابة بالنفاق وبعضهم لمح لتكفيره[17]، لكن لو لم يثبت من الأحاديث والآثار إلا وصفه بالبغي والظلم والدعوة إلى النار لكان هذا ذماً عظيماً وعلى هذا فلم يكن هادياً ولا مهدياً بدلالة النصوص الأخرى كحديث عمار وهو متواتر، وحديث الملك العضوض وهو صحيح الإسناد، وحديث الأغيلمة السفهاء وهو في الصحيح، وحديث أول من يغير سنتي رجل من بني أمية صححه الألباني وغيره، وغيرها من الأحاديث التي تناولت معاوية بالذم ويعضدها أن كبار الصحابة على ذمه كعلي وعمار وعبادة بن الصامت وأبي ذر وحذيفة والبراء بن عازب وغيرهم، وكذلك كبار التابعين كمسروق بن الأجدع والحسن البصري وعلقمة بن قيس وزيد بن صوحان وسعيد بن المسيب وغيرهم ولا يخلو عصر من علماء يذمونه بما ورد فيه من أحاديث وما أثر عنه من مظالم وكان آخر هؤلاء في الأزمنة المتأخرة الشوكاني وابن الأمير ومحمد بن عمر بن عقيل والغماريين المغاربة وغيرهم وكل هؤلاء من أهل السنة وهؤلاء المتأخرون كلهم يجيزون لعنته كما كان يجيزها بعض المتقدمين من أهل السنة وثقات الشيعة.

    ونحن لا نقول باللعن وإنما الوصف بما جاءت به النصوص كالبغي والدعوة إلى النار وتبديل السنة والملك الظلوم…الخ؛ فالوقوف مع النصوص أسلم والتركيز على ذم الفعل أكثر من التركيز على ذم الفاعل، كل هذا أسلم ، وإنما ذكرت الأمور السابقة ليعلم الناس أن ذم مثل معاوية وبسر وأبي الأعور والوليد وقاتل عمار ..ليس كذم المهاجرين والأنصار فضلاً عن أصحاب بدر فضلاً عن العشرة ونحوهم من السابقين، فلابد من وضع الأمور في مواضعها الصحيحة حتى لا نحكم بالرفض على معظم سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومعظم العلماء في القرون الثلاثة الأولى الذين كانوا على ذم أمثال هؤلاء؛ ومن شاء فليراجع وليبحث فإن لم يجد مصداق كلامنا فليخبرنا فنحن نستطيع بسهولة أن ندله على أقوال هؤلاء ومواقفهم.
    ثم نعود ونقول للأخوة المختلفين معنا في هذا:
    إن تمسكتم بدلالة الحديث فيعارضه أدلة أخرى وأقوى وأصرح في الذم.
    وإن قلتم: لا يهمنا المتن وإنما يهمنا الإسناد.
    نقول: ونحن كشفنا لكم ضعف الإسناد من أكثر من عشر علل منها نحو خمس علل قوية جداً.
    فإن قلتم: لكن الإسناد متماسك عند بعض العلماء.
    قلنا: إن كنتم متمسكين بالأسانيد فهناك أسانيد أقوى في ذم معاوية بل بعضها على شرط الصحيح مثل حديث (أول من يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي) رواه البلاذري (وهو مؤرخ ثقة) عن موسى بن إسرائيل (وهو ثقة) عن عبد الرزاق (وهو ثقة) عن معمر (وهو ثقة) عن عبدالله بن طاووس (وهو ثقة) عن طاووس بن كيسان (وهو ثقة) عن عبد الله بن عمرو بن العاص وهو صحابي على تعريف المحدثين، فهذا الإسناد أقوى من إسنادكم فإن كان ولا بد من التمسك بالأسانيد فرتبوها حسب القوة، وعند التعارض يقدَّم الأقوى على القوي على الضعيف و(الخبر) على (الدعاء)!.
    فإن قلتم: لكن هذه الأحاديث التي توردها غريبة عند أهل السنة ليست معروفة؟!
    قلت: أي أهل سنة تقصدون؟ أتقصدون المهاجرين والأنصار؟ أم تقصدون غلاة الحنابلة والنواصب؟
    فإن قلتم: المهاجرين والأنصار قدمنا لكم من أقوالهم ما يؤكد قولنا، وأنهم على ذم معاوية بهذه الأحاديث وغيرها.
    وإن قلتم: نقصد غلاة السلفية والنواصب.
    قلنا: ليسوا أولى بالاتباع من عبادة بن الصامت وأبي ذر وعمار وحذيفة وأبي بكرة ونحوهم.

    ثم نقول: لستم صادقين في التمسك بالصحيح المشهور ولو كنتم صادقين لتمسكتم بحديث عمار المتواتر الذي يقضي بظلم معاوية وطائفته وأنهم من الدعاة إلى النار.

    فإن قلتم: لكننا نخشى أن يزل لساننا في الطعن في الرجل وقد يكون خلاف هذه الأحاديث والآثار التي توردها؟

    أقول: ولماذا لا نخشى أن يزل لساننا في الطعن في المختار بن أبي عبيد ومسرف بن عقبة والحكم بن أبي العاص ولم يرد فيهم من الآثار في ذمهم إلا نحو ما ورد في معاوية وإن شئتم أن نجمع هذا وهذا جمعنا وقارنَّا.

    ثم نقول: لماذا لا نخشى من الزلل برد ما ورد في حق الرجل من النصوص الشرعية التي تعترفون بصحتها كحديث عمار مثلاً وحديث الملك العضوض ونحوها.

    فالتورع عن متابعة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" تورع كاذب من تسويل الشيطان فإما أن تكونوا أصحاب آثار أو أصحاب أذواق وتقليد!

    أما أن تأخذوا الآثار متى ما تريدون وتحاربون مضامينها وقت ما تريدون فليس هذا من الإنصاف والعلم والدين والعقل في شيء.

    ثم ذم أعمال معاوية فيها إعادة لهيبة النصوص التي ضعفت أمام غلونا فيه وفي غيره من الأشخاص حتى رتبنا الأجر على الظلم والدعوة إلى النار!

    إضافة إلى أن الثناء على أخطاء معاوية فيه إستهانة بالأوامر الشرعية من العدل والأمانة وحسن الاتباع للسابقين مثلما الثناء على مسرف بن عقبة فيه استهانة بحرمة المدينة ودماء المهاجرين والأنصار وأعراض المسلمين.

    إضافة لمنع اتخاذه قدوة في المظالم وفي ترك سنة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ثم الخلفاء الراشدين القائمة على العدل والإحسان بل لو لم يكن في ذم أفعال معاوية إلا حديث (الملك العضوض) لكفى.

    2-ومن العلل المتنية: أنه ما كل دعاء مستجاب فالنبي "صلى الله عليه وآله وسلم" قد دعا ألا يجعل بأس الأمة بينها فمنع إياها –كما ثبت في الحديث المشهور- ودعا لأبي طالب واستغفر لأمه وهذا كله عندنا غير مستجاب رغم نصرة أبي طالب وحنان أمه لكنه مستجاب في الطلقاء الذين حاربوا النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" عشرين سنة حتى إذا غشيتهم الجيوش من فوقهم ومن أسفل منهم قالوا: أسلمنا لرب محمد!

    وكذا عندنا أن الحديث في فضل علي (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) غير مستجاب! ولو كان عندنا مستجاباً لما قلنا إن معاوية كان هادياً مهدياً!

    لأن الرجل –أي رجل- لا يمكن أن تجتمع فيه الهداية ومعاداة الله! وإن كنا لا بد جامعين بين الدليلين فلننظر الأقوى منهما، ولننظر أي الحديثين أليق بالرجل وسيرته؟
    والخلاصة: أن حديث ابن أبي عميرة وعروة بن رويم في معاوية (اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به) حديث ضعيف جداً ولا أستبعد أن يكون موضوعاً وضعه النواصب الشاميون كما وضعوا غيره من الأحاديث والآثار في فضل معاوية.


    59- حديث أم حرام في ( غزو البحر):
    صحح الشيخ وفقه الله ص60 حديث عمير بن الأسود العنسي عن أم حرام أنها سمعت النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” يقول: (أول جيش يغزون البحر قد أوجبوا).
    وقال الشيخ: وأول جيش غزا البحر من المسلمين كان بقيادة معاوية وهذه منقبة عظيمة له ومعنى (أوجبوا) أي وجبت لهم الجنة. أهـ.
    أقول: ارتكب الشيخ عدة ملحوظات في هذه الجملة الصغيرة وكأنه ليس الشيخ المحدث العارف بالعلل، العارف بالحديث الشاذ!
    وحديث (غزو البحر) وكلام الشيخ عليه يحتاج لعدة وقفات منها:
    1- إعادة ما تم بتره أو إهماله من الحديث –ربما بلا قصد- والجواب على ما استدل به بعضهم من ظاهره وخروج معاوية ويزيد من عموم الحديث بأدلة خاصة.

    2- بيان شذوذ الحديث إسناداً ومتناً.

    3- بيان إشكالات متنية أخرى.
    4- بيان أن معاوية لم يكن الأمير على الراجح وإنما الأمير المنذر بن الزبير،
    5- أن الأصل في أمراء السوء أن يكون جهادهم للغنيمة والذكر وليس للجهاد،
    6- الكشف عن أصل الحديث،
    7- خطاب الإجمال لا يتناول جميع الأفراد وقد كان في تلك الغزوة نصارى.
    8-من قتل أم حرام؟

    9- ضعف حديث أهل الشام على وجه الإجمال.
    60-:التفصيل في الملحوظات:
    أولاً: بتر الحديث: على افتراض صحة الحديث وصحة قول الشيخ فإن الشيخ بتر الحديث ولو أكمله لكان فيه الجواب والحديث كاملاً هو (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا) قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله: أنا فيهم، قال أنت فيهم، ثم قال النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” (أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله: قال: لا) والحديث في البخاري (3/1069).
    وأقول:الحديث مبتور فإن كان الشيخ قد بتره بغير تعمد من سهو أو تأويل فهذا ظننا فيه، وإن كان قد بتره بتعمد فهل تدرون لما حذف الشيخ آخر الحديث –إن كان قد تعمد ذلك -؟!
    الجواب: لأن آخر الحديث يجيب على أوله؛ فآخره – حسب الفهم الذي فهمه الشيخ- سيكون فيه بشارة وثناءً على يزيد بن معاوية وبشارة له بالجنة وأنه مغفور له؟!
    ولكن الشيخ لا يرى هذا فهو –فيما يبدو- يرى فسق يزيد وبناءً على هذا ذكر أول الحديث ولو ذكر آخره معه لكان فيه الجواب، فالجواب في إخراج يزيد يمكن به إخراج معاوية، ويلزم الشيخ هنا إن رأى أن الحديث يوجب لكل فرد من هؤلاء الجنة أن يشهد لمعاوية ويزيد بالجنة ويشهد لبعض النصارى الذين كانوا معهما في تلك الغزوة بالجنة!
    وهذا ما لم يفهمه أحد من أهل العلم ومازال الصالحون سلفاً وخلفاً على ذم يزيد فمنهم من فسقه وبعضهم كفّره، ومن أخرج يزيد لسوء سيرته يستطيع إخراج غيره كمعاوية ومروان وعبد الملك والوليد بن يزيد وغيرهم.
    وقد سبق القول بأن العموم لا يستدل به على موضع النـزاع وإذا كان عبد الله بن أبي قد خرج من الوعد العام لأهل بيعة الرضوان على وضوح الحديث وقوته وقلة اهل الرضوان فخروج معاوية ويزيد من هذا الوعد العام أسهل وأوضح، وكذلك خروج النصارى - الذين كانوا في ذلك الجيش - من عموم الحديث.
    والعلماء يفرقون بين صالح مستحق الجنة والمغفرة ومن ظهر عليه خلاف ذلك، فوعد الله للمجاهدين في سبيل الله بالجنة صريح في القرآن الكريم لكن لا يعني هذا البشارة بالجنة لكل من شارك في تلك المعارك لأنه سيكون فيهم المقاتل حمية أو طمعاً أو رياءً أو تصنعاً ……الخ وإذا وجد هذا في بعض المقاتلين مع النبي ( ص ) فمن باب أولى أن يوجد ذلك في بعض من قاتل بعد ذلك.
    ولذلك نجد الحافظ المناوي في فيض القدير (3/84) يقول: (لا يلزم من قوله: (مغفور لهم) كون يزيد مغفوراً له لكونه منهم إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص؛ ويلزم من الجمود على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق جمع من المحققين حل لعنة يزيد، حتى قال التفتازاني: الحق أن رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحاداً فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه، قال الزين العراقي وقوله (بل في إيمانه) أي بل لا يتوقف في عدم إيمانه بقرينة ما قبله وما بعده)أهـ.
    إذن فظلم يزيد على الأقل – فضلاً عن من يرى كفره- كان كافياً لإخراجه من العموم.
    وكذلك معاوية كان من أهل البغي بالنص المتواتر والبغي هو الظلم وقد جاءت الدلائل الكثيرة والقرائن العديدة على رضاه بهذا البغي وإصراره عليه وإتيانه بلوازمه وهذا مما بسطه أهل الأخبار وله دلائل من الأحاديث النبوية الصحيحة التي فيها ذم للملك العضوض والعضوض هو الظالم وفيها تخصيص لمعاوية على الأرجح بأنه أول من يغير سنة النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” إضافة إلى رضاه بقتل عمار وقاتله وسالبه في النار إضافة لثبوت لعن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” له في أحاديث صحيحة الأسانيد –ستأتي- إضافة لاتهام كبار البدريين له كعبادة بن الصامت بأنه (من أمراء السوء) الذين حذر منهم النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” واتهام عمار بن ياسر له في دينه وشكه في إسلامه بل ورد عن عمار بن ياسر أيضاً ما يدل على اتهامه لمعاوية بأنه من المنافقين الذين حاولوا اغتيال النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” في قصة عقبة غزوة تبوك وهذا الحديث أخرجه مسلم.
    على أية حال: ما يزيد إلا سيئة من سيئات معاوية وصنعة من صنائعه التي ابتلى بها الأمة وأكرههم على بيعته وهو يعلم فسقه وظلمه ووجود من هو أولى منه وأعدل لكنه الملك العضوض وزينة الدنيا التي قاتل عليها معاوية من قبل، حتى قال عبدالرحمن بن أبي بكر عن ملك معاوية ويزيد ( سنة هرقل وقيصر) – راجع الآثار الصحيحة في ذلك التي ذكرها الحافظ ابن حجر في شرحه لتفسير سورة الأحقاف من صحيح البخاري.
    وقد أجاب الحافظ ابن حجر أيضاً على هذا الحديث بقوله: (ومشروعية الجهاد مع كل إمام لتضمن الحديث الثناء على من غزا مدينة قيصر وكان أمير تلك الغزوة يزيد بن معاوية ويزيد يزيد! وثبوت فضل الغازي إذا صلحت نيته)[18].
    أقول: هاهو الحافظ يستثني من ساءت سيرته كيزيد ويشترط ثبوت الفضل بصحة النية ونحن علمنا أن معاوية ممن ساءت سيرته بالأحاديث الصحيحة والآثار الصحابية وإنما الذي منع من ذلك كونه تولى فترة طويلة وعمل بدهائه على إظهار أنه مجتهد صالح النية لكن سوء النية كان لها دلائل ظاهرة لا نريد التوسع في هذا الموضع.
    ثانياً: شذوذ الحديث إسناداً ومتناً: ثم الحديث الذي أورده الشيخ شاذ ولو جمع الشيخ طرقه لحكم عليه بالشذوذ ولو كان في صحيح البخاري.
    والشاذ في أبسط تعريفاته هو: مخالفة الثقة لما هو أوثق منه.
    والحديث باللفظ الآخر الأقوى، رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد وابن حبان وأبو عوانة كلهم من طريق مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك عن أم حرام،
    ورواه مسلم وأبو عوانة والطبراني في الكبير والنسائي وأحمد في المسند من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس عن أم حرام،
    ورواه الطبراني عن المختار بن فلفل عن أنس عن أم حرام،
    كل هؤلاء رووه عن أنس عن أم حرام بلفظ آخر وهو (أن رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” يوماً فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟! قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة، قالت: فقلت: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قلت في الأولى، قالت: فقلت: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأولين.
    فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت)[19].
    أقول: وهذا الحديث خالف فيه عمرو بن الأسود أنس بن مالك وأنس أوثق منه، وخالف خالد بن معدان (تلميذ ابن الأسود) أربعةً من الثقات هم إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ومحمد بن يحيى بن حبان وعبد الله بن عبدالرحمن بن معمر الأنصاري والمختار بن فلفل.
    وخالف ثور بن يزيد وهو ناصبي كلاً من مالك ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن جعفر وزائدة وغيرهم.
    أقصد أن طريق ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عمير بن الأسود شاذ يعارض الطرق الكثيرة عن أنس بن مالك مما يدل على أن أحد الثلاثة (الأسود أو خالد بن معدان أو ثور بن يزيد) لم يحفظ الحديث إن أحسنا الظن.
    وإن أسأنا الظن قلنا: هؤلاء الثلاثة في إسناد ابن الأسود نواصب في الجملة والنواصب يحبون معاوية ويضعون في فضله الأحاديث أو يروونها بمعنى مغاير وهذه منها،
    أي مما نجزم به أن لفظ الأئمة عن أنس عن أم حرام أولى من لفظ ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عمير بن الأسود عن أنس فهذا مثال للشاذ، ويستطيع المتعنت أن يجمع بين اللفظين وأن هذا هو هذا.
    ونحن نقول لا فالنبي “صلى الله عليه وآله وسلم” إما أن يكون نطق هذا أو هذا فالمناسبة واحدة، والرواية بالمعنى هي الأصل في معظم الأحاديث النبوية ولذلك لا بد من تحرير اللفظ الأقرب للصواب.
    ثالثاً: إشكالات أخرى في المتن: الحديث هذا الذي رواه أنس عن أم حرام اختلف في ألفاظه اختلافاً كبيراً بين راوٍ له بطوله ومقتصر على بعضه ومغير في بعض الألفاظ فمثلاً رواية أحمد (3/240) عن أبي سلمة عن مالك عن إسحاق عن أنس عن أم حرام وهو من أوثق الطرق؛ ومع هذا ليس فيه الدعاء لأم حرام ولا أنها شهدت تلك الغزوة ولا أن الناس غزو قبرص في زمن معاوية.. فهل الزيادة مدرجة من الرواة الآخرين؟ يحتاج لبحث.
    وفي أحد الألفاظ في البخاري أن أم حرام يوم زارها النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” كانت تحت عبادة بن الصامت وفي بعضها لم يتزوجها إلا فيما بعد.
    واستشكل بعضهم دخول النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” على امرأة ليست من محارمه وكيف يجعل رأسه في حجرها وتفلي رأسه؟!
    وهذه الرواية تجعل الغزوتين في البحر ورواية عمير بن الأسود الشاذة تجعل غزوة في البحر وغزوة في البر (مدينة قيصر)!
    وظاهر الرواية أن غزوة أم حرام كانت في عهد معاوية مع أن أم حرام ماتت قبل ذلك وكذا زوجها عبادة بن الصامت مات قبل ملك معاوية وبعضهم جمع بأن المقصود بزمن معاوية يعني زمن إمارته على الشام لا زمن ملكه وهذا محتمل.
    وجاء في روايات أنها صرعت في قبرص وروايات أخرى أنها صرعت على ساحل حمص بالشام.
    وجاءت رواية على شرط الصحيح أن أميرهم لم يكن معاوية وإنما كان المنذر بن الزبير –كما سيأتي- وأن وفاة أم حرام كانت بالشام لا بقبرص ويدل على ذلك قولهم: (في زمان معاوية بن أبي سفيان).
    رابعاً: أمير الجيش المنذر بن الزبير: أن أمير الجيش فيما يبدو هو المنذر بن الزبير لا معاوية بن أبي سفيان فقد روى إسحاق بن راهويه في مسنده (1/147) والإمام أحمد المسند (6/435) كلهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ورواه الطبراني (25/134) وابن عبد البر في التمهيد (1/239) كلاهما من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار (أن امرأة حدثته[20] قالت: نام رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” ثم استيقظ وهو يضحك فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم مثل الملوك على الأسرة، قالت: ثم نام ثم استيقظ أيضاً يضحك، فقلت: تضحك يا رسول الله مني؟ قال: لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفوراً لهم؟ قالت: أدع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها.
    قال: فأخبرني عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا فماتت بأرض الروم).
    قلت: أخرجه أحمد في المسند (10/ 408- طبعة دار الفكر) وسنده صحيح.
    وقال ابن حجر سنده على شرط الصحيح (فتح الباري 11/76).
    فهذه الرواية تبين أن الأمير لم يكن معاوية وإنما كان المنذر بن الزبير ويدل عليه روايات البخاري ومسلم التي تقول: (في زمان معاوية..) فلعلها في عهده وهو ملك أو في عهد إمارته ولو كان أمير الحملة لما قيل في (زمن معاوية) ولصرح الرواة بأنه كان قائد الحملة.
    وعلى أية حال: كان معاوية القائد أو المنذر بن الزبير أو يزيد بن معاوية فهذا الثناء العام لا يتناول الأفراد الذين غلب ظلمهم وسوء سيرتهم كما سبق في كلام ابن حجر والمناوي.
    خامساً: أمراء بني أمية والجهاد: الحديث فيه فضيلة المجاهدين الغازين البحر وليس بالضرورة أن يكون أمراؤهم منهم لأن أهداف أمراء بني أمية وملوكهم كانت للدنيا وليس للدين وهذا في الأصل كما روى عبد الرزاق[21] عن معمر عن أيوب عن أبي جمرة الضبعي قال: قلت لابن عباس: إنا نغزو مع هؤلاء الأمراء فإنهم يقاتلون على طلب الدنيا، قال ابن عباس: فقاتل أنت على نصيبك من الآخرة).
    أقول: الإسناد صحيح على شرط الشيخين وفيه إقرار ابن عباس لأبي جمرة بأن قتال الأمراء في عهدهم –وهم أمراء بني أمية لأن ابن عباس مات بعد الثمانين- كان للدنيا لا الدين وهذا لولا ظهوره في أمراء بني أمية لأنكر ابن عباس على تلميذه أبي جمرة.
    وإذا كانت أهداف بني أمية في الفتوحات هي الدنيا لا الآخرة فهل فعلهم يعد فتوحات إسلامية أم أنه لا يجوز أن نحمل الإسلام أخطاءهم ومظالمهم التي فعلوها باسم الدين ؟! فهم لم يظلموا الأمم الأخرى فقط[22] وإنما ظلموا المسلمين أيضاً وأحداثهم في المدينة وصفين ومصر واليمن والحرة شاهدة على أهدافهم أو على الأقل يكون التشكيك في أهدافهم أمراً جائزاً بخلاف الخلفاء العادلين كالأربعة وعمر بن عبد العزيز ونحوهم من أهل العدل.
    ومعاوية خاصة ممن شكك بعض العلماء في جهوده الشامية بأنها تهيئة وتصنع للخلافة ولذلك كان الحسن البصري يقول: -(والله لقد كان يتصنع للخلافة من عهد عمر)!.

    بل قال ابن سيرين ( والله إني لأراه كان يتصنع لها من عهد أبي بكر وعمر)[23].

    قلت : الحسن وابن سيرين مع هذا كانا في نظر المعارضة موالين لبني أمية، وأخفهما موالاة الحسن البصري وقد عمل لبني أمية، فانظروا إلى مقدار التحول الذي حدث عند المسلمين.

    والحسن وابن سيرين لم يدركا عهد أبي بكر وعمر وإنما يعبران عن رأيهما بحكم ما يصلهما من سيرة الرجل، نعم الحسن قد أدرك أميراً وباغياً وملكاً.
    سادساً: أصل الحديث: أصل هذا الحديث هو فضيلة الغزو في البحر فقط فقد روي هذا الحديث بإسناد صحيح –أو حسن على الأقل- عن أم حرام بلفظ آخر وهو (ذكر رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” غزاة البحر فقال: (للمائد أجر شهيد وللغريق أجر شهيدين، فقلت: يا رسول الله: أدع الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعلها منهم، فركبت البحر فلما خرجت ركبت دابة فسقطت فماتت).
    أقول: فهذا أصل الحديث فيما يظهر لي والله أعلم، وفيه ترغيب عام في غزو البحر ودعا لها رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” أن تكون من الغازين وهذا مشروط بصحة النية –كما قال ابن حجر- ومشروط أيضاً بعدم الركون إلى الارجاء والمجاهرة بالمعاصي وارتكاب المظالم.
    إذن فهذا الحديث يفيد أن المراد بـ (الأولين) في الحديث هم الذين تميد بهم السفن في كل زمان ومكان لهم أجر واحد وأن (الآخرين) أي الصنف الآخر وهم الغرقى في سبيل الله لهم أجر شهيدين.

    ويكون قوله :(أنت من الأولين) يعني من الصنف الأول.
    وكلاهما المائد بهم البحر أو الغرقى مشروط بصحة النية والسلامة من المظالم لأن الشخص توزن أعماله الحسنة والسيئة، مثلما هناك أحاديث في الترغيب في الغزو وفضله فهناك أحاديث في الترهيب من الظلم والربا والخمر وقتل الصالحين وبغض الأنصار وبغض علي وإضاعة الأمانة ونحو هذا..
    فإذا كان غزو البحر –على أنه آحاد- فيه فضيلة لمعاوية إن افترضنا حسن النية وصلاحها فهو معارض بحديث عمار المتواتر وحديث غدير خم وهو متواتر وحديث الترهيب من أذية أهل المدينة والترهيب من بغض الأنصار والترهيب من معاداة الإمام علي وأهل البيت وهذه الأحاديث بعضها يصل للتواتر أما حديث أم حرام فهو على صحة إسناده مضطرب المتن والفضيلة مشروطة بشروط بينها العلماء وليس الأمر بهذه السهولة أن يستوي من يغزو لله ومن يغزو للدنيا أو يغزو للذكر والسمعة أو للحمية..
    وهذه كلها جاء بيانها في نصوص شرعية.
    سابعاً: خطاب الإجمال لا يتناول جميع الأفراد: الفضل في العموم لا ينـزل على كل فرد.
    وغزو المسلمين للروم ليس بأفضل ولا أشرف من غزو النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” للكفار واليهود ومع ذلك لم يكن كل الذين غزوا مع النبي مبرئين من النفاق أو الظلم وكان فيهم أفراد متهمون كقزمان وكركرة ومعتب بن قشير والجلاس بن سويد ومحلم بن جثامة وغيرهم ظهرت منهم أشياء سواءً في الغزوات وهذه الأشياء ذُكروا بها في كتاب الله عز وجل في كتابه أو جاء ذلك عن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” في أحاديث صحيحة أو نقلها المحدثون وأهل العلم بالسير والأخبار.
    فمعتب بن قشير قيل أنه قد شهد بدراً وبقي الخلاف فيه هل هو من المنافقين أم من المؤمنين الصادقين؟! وراجعوا إن شئتم تراجمه في الإصابة وغيرها فالخلاف فيه مشهور بين الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء السلف.
    وكذا الحال في كثير من المتهمين كالجلاس بن سويد وذي الخويصرة –وقد شهد الرضوان- وأوس بن قيظي وقد شهد أحداً وغيرهم[24] أما ما نفهمه اليوم ونُفْهمه الناس بأن الله عز وجل قد غفر للصحابي ما تقدم من ذنبه وما تأخر! فهذا يخالف فهم الصحابة أنفسهم الذين كانوا يخشون من العذاب ويتمنى الواحد منهم أنه يموت لا عليه ولا له، ولو كان يعرف أن الأحاديث التي جاءت في فضل الصحابة لها الدلالة القطعية على كل فرد وأنها ليست مشروطة بحسن الإسلام والبقاء على الإسلام وصلاح السيرة لأدركهم الإرجاء ولما شك بعضهم أنه في الجنة.
    تدبروا سير الصحابة الكبار فضلاً عن غيرهم وانظروا كيف يفهمون هذه الأحاديث؟ وهل يفهمون فهمنا أم أننا على غير فهم السلف الصالح؟! أم أن الصحابة ليسوا من السلف الصالح؟! وهل فهم النواصب وغلاة الحنابلة وغلاة المرجئة أولى بالصواب حتى يدخل في الفضل والتبشير بالجنة سائر الطلقاء ويصبحوا على قدم المساواة مع من أقام الدين من المهاجرين والأنصار الذين هم مبشرون في جملتهم لا في أفرادهم بالجنة؟![25].
    ثامناً: من قتل أم حرام؟!:
    سواء كان معاوية قائد الحملة التي كانت فيها أم حرام أم لم يكن فمن المحتمل أنه كان السبب في مصرعها لأسباب عامة وخاصة،
    ومنها أن أم حرام كانت زوجة الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان عبادة –شأنه شأن بقية الصحابة يغزون مع كل بر وفاجر- وقد كان سيئ الرأي في معاوية ويرى بأن معاوية من أمراء السوء الذين حذر منهم النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” كما أخرج ذلك بسند حسن كل من ابن عساكر والشاشي والبزار والطبراني وغيرهم عن عبادة بن الصامت[26] وإنكاره على معاوية بيع الخمر ثم ذهابه إلى المدينة من أجل إغراء معاوية به[27].
    فبيت آل عبادة بن الصامت كانوا على خلاف مع معاوية ويعرفون الأحاديث العامة والخاصة في ذمه فلذلك مات الاثنان أم حرام وعبادة بن الصامت قبل مقتل عثمان فقد كان معاوية يتوقع مقتل عثمان وكان يخشى من بعض الصالحين في الشام! أن يفسدوا عليه أهل الشام فعمل على نفي أبي ذر ثم نفي عبادة بن الصامت فنجح في الأول ولم يستطع في الثاني وعمل على أن يصفو له الشام بين قبائل كلب وغسان وحمير وكندة وغيرهم من القبائل التي لم يكن لها سابقة في الإسلام ولا تعرف المهاجرين ولا الأنصار!
    وإن صح أنه أمير الحملة فالمرجح لاغتياله أم حرام أمران –وكلاهما دليل ظني لا قطعي- :
    الأمر الأول: قولهم في الرواية (فقُدَّمت لها بغلة لتركبها)!.
    يا ترى من الذي قدم تلك البغلة المجنونة؟! التي تطير بمن لا تعرفه حتى يندق عنقه؟!
    الدليل الثاني: جاء وصف البغلة في بعض الروايات الصحيحة بأنها (شهباء)! وهذه صفة بغال معاوية!، ومن ذلك قول كعب الأحبار (بل صاحب البغلة الشهباء) يعني معاوية؟! والأثر صحيح الإسناد عن كعب.
    ويبدو أن معاوية وبعض الطلقاء كانوا قد حاولوا اغتيال عمر أيضاً لما ذهب إلى الشام وأعطوه برذوناً كاد أن يصرعه لكن الله سلم؛ واستطاع إيقافه ثم نـزل وقال (ما ظننته إلا شيطاناً)!
    قلت: لعله من شياطين معاوية!
    على أية حال: إن صحت محاولته –مع مجموعة من المتهمين بالنفاق- اغتيال النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” يوم تبوك فلا يستغرب منه محاولة اغتيال عمر بن الخطاب ولا اغتيال أم حرام ومحمد بن مسلمة والحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص والأشتر النخعي وعبدالرحمن بن خالد بن الوليد وسعد بن عبادة وغيرهم[28].
    تاسعاً: ضعف أحاديث أهل الشام على وجه الإجمال،فلم تكن الشام دار حديث ولم يكونوا يصلون الأسانيد حتى ظهر فيهم الزهري فذكر لهم انهم يروون أحاديث بلا زمام ولا خطام فبدؤوا يصلون الأسانيد ويهمون في ذلك الأوهام الكبيرة إضافة إلى أنهم كانوا نواصب أخذ عليهم بنو أمية البراءة من علي (راجع ترجمة الأوزاعي في سير اعلام النبلاء)..



    61-: الشيخ لم يذكر الأحاديث الواردة في ذم معاوية:

    لم يثبت في فضل معاوية حديث وعلى هذا إسحاق بن راهويه (شيخ البخاري) والبخاري نفسه والنسائي وأحمد بن حنبل والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وابن عبد البر وابن القيم وابن حجر العسقلاني وغيرهم..

    بل أكد إسحاق بن راهويه أن كل ما روي في فضل معاوية فهو كذب.

    وقد سبق إثبات هذا عند بحث أقوى الأحاديث التي أوردها الشيخ أو غيره في فضل معاوية وبيان خطأ من ذهب لتصحيح بعض تلك الأحاديث ولم ينتبه للعلل والموجودة في الإسناد أو المتن.

    أما الأحاديث في ذم معاوية أو ذم بعض أفعاله التي يتستر عليها الغلاة في معاوية ففيها المتواتر والصحيح والحسن.

    ومن أشهرها:

    1- حديث عمار (تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) والحديث في الصحيحين والشطر الأول منه متواتر وهذا لفظ البخاري.

    2- حديث سفينة (الخلافة ثلاثون عاماً ثم تكون ملكاً عضوضاً) الحديث صحيح الإسناد وأول الملوك معاوية.

    3- حديث أبي هريرة (فساد أمتي -وفي لفظ: هلاك أمتي على أيدي سفهاء من قريش) الحديث في صحيح البخاري وقد جاء تفسير هؤلاء السفهاء في حديث أبي هريرة نفسه بأنهم (بنو حرب وبنو مروان) وأول بني حرب هو معاوية.

    4- حديث أبي ذر وغيره (أول من يغير سنتي رجل من بني أمية) الحديث صحيح الإسناد وقد صححه الألباني وألمح إلى أنه معاوية.

    5- حديث علي وأبي أيوب وعمار وغيرهم (أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) علياً بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين) والحديث صحيح الإسناد وقد صححه ابن حجر والألباني وغيرهم، ومعاوية كان رأس القاسطين.

    6- حديث سفينة والبراء بن عازب والحسن بن علي وغيرهم (لعن الله الراكب والقائد والسائق) وكان هؤلاء معاوية وأبو سفيان وأحد أخوة معاوية، والحديث صحيح الإسناد وسيأتي التفصيل فيه.

    7- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي –وفي لفظ: على غير سنتي- فطلع معاوية وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): هو هذا) والحديث رواه البلاذري بسند صحيح رجاله ثقات أثبات، وصحح بعض متابعاته الدكتور جاسم المشهداني( جامعة أم القرى)..

    8- حديث عبادة بن الصامت سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول (سيلي أموركم بعدي أمراء يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فلا تضلوا بربكم –وفي لفظ: فلا تعتلوا بربكم-) قال عبادة: ووالله إن معاوية لمن أولئك، والحديث حسن.

    9- حديث حذيفة وعمار بن ياسر ( في أصحابي اثنا عشر منافقاً لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) الحديث في مسلم ومناسبته في مسلم تدل على أن عمار وحذيفة يريان أن معاوية من هؤلاء خاصة قلنا هذا بقرائن منها أن عمار قاله جواباً على القتال مع علي وأن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعمار لا يقصد أهل الجمل ولم يدرك الخوارج،والحديث فيه الإخبار أن ثمانية منهم يموتون بمرض الدبيلة وهي قرحة تظهر في الأكتاف وقد مات منها معاوية!.

    10- حديث (قاتل عمار وسالبه في النار) صححه الألباني وغيره، وقال ابن تيمية: من رضي بقتل عمار كان حكمه حكم قاتل عمار، وقد تنازع قتلة عمار في رأس عمار بين يدي معاوية كلن يرجو الجائز من معاوية وهذا دليل على رضى معاوية بقتل عمار.

    11- حديث علي وأم سلمة (لا يحب علي إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق) الحديث في مسلم، ولا ريب أن معاوية كان من مبغضي علي بن أبي طالب وإن لم يكن القتال واللعن على المنابر دليل على البغض فلا أدري ما هو البغض إذن؟!.

    12- حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه) الحديث متواتر،، وقد كان معاوية من أعداء علي الكبار.

    13- حديث (لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق) الحديث في الصحيحين، وقد كان الأنصار يشكون من أثرة معاوية وظلمه لهم.

    14- حديث (إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون) الحديث صحيح، وقد كان علي وعمار وعبادة وخزيمة بن ثابت ومن معهم يرون أن معاوية من هؤلاء، ومن ذلك قول علي –لما طلبوا منه أن يبقي معاوية على الشام- فتلا الآية الكريمة: ( وما كنت متخذ المضلين عضداً)، وكان عبادة يحلف أن معاوية من أمراء السوء ، وأما عمار فرأيه في معاوية أشهر ، وأما خزيمة ذو الشهادتين فهو القائل( بانت لي الضلالة) …

    15- حديث (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) روي عن عدد من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري وابن مسعود وغيرهما، وأقل أحوال هذا الحديث الحسن( وسيأتي التفصيل فيه).

    16- حديث مسلم (لا أشبع الله بطنه).

    وغير ذلك من الأحاديث التي سيأتي بحث بعضها، فضلاً عن الآثار الصحابية في ذم معاوية وقد ثبت هذا عن كثير من المهاجرين والأنصار الذين أدركوا معاوية من البدريين وغيرهم كما ثبت ذمه على ألسنة كثير من التابعين كالحسن البصري ومسروق بن الأجدع والأسود بن يزيد وغيرهم، واستمر هذا عبر العصور حتى وجدنا بعض المتأخرين يستحلون لعن معاوية كالشوكاني وابن الأمير ومحمد بن عقيل وأبي بكر بن شهاب وغيرهم، مع أننا لا نرى سب أحد بعينه أو لعنه، لكننا في الوقت نفسه لا ننكر على من لعن أو سب الظلمة كما فعل هؤلاء وابن حزم وغيرهم من العلماء. .

    على أية حال فالأحاديث في ذم معاوية، فيها الضعيف لكن بعضها من الأحاديث القوية – بل بعضها ورد في الصحيح - وهذه التي لم يشر إليها الشيخ أدنى إشارة هي أقوى بكثير من حديث ابن أبي عميرة الذي صححه الشيخ! وعلى هذا إن كنا معتمدين على قوة الأسانيد فالأحاديث الواردة في الذم أقوى سواء ماكان منها عاماً أو خاصاً، بل هذه الأحاديث أقوى أيضاً من الأحاديث التي قواها الشيخ في ذم الحكم بن أبي العاص وكركرة وغيرهم من أصحاب الصحبة العامة ممن يصحح الشيخ بعض الأحاديث في ذمهم،

    إذن الواجب على طالب العلم – والشيخ من أفضل هؤلاء- ألا يتناقض ولا يصحح حديثاً ثم يضعف أقوى منه؛

    وإذا كانت الأحاديث في ذم معاوية أقوى أسانيد من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي وضعها الضعفاء من النواصب أو المغفلين في فضله، فما الذي جعلنا نستوحش من الأحاديث الواردة في الذم رغم قوتها ونألف الأحاديث الواردة في فضله على نكارتها وضعفها ؟!!

    لا أجد سبباً مقنعاً غير التقليد، والبعد عن دراسة تلك الأحاديث بتأن، والنظر إليها بعين الفكر السائد وبأحكام مسبقة.

    ولن أتوسع هنا في تخريج الأحاديث العامة في ذم معاوية كحديث عمار وحديث الملك العضوض وحديث الأغيلمة السفهاء ونحوها من الأحاديث العامة التي تتناول معاوية لكونه كان رأساً في كل هذا، وإنما قد أذكر بعضها باختصار شديد، وقد سبق الكلام على أكثرها، وإنما سأتوسع في تخريج الأحاديث الخاصة غير المشهورة التي وردت فيه وأضعها بين يدي شيخنا فلعله لم يجمع طرقها ولم يتأملها ثم أترك له حرية الأخذ بترجيحي أو رده، لأن كل هذه الأحاديث أحاديث آحاد لا ينبغي أن يكون فيها مفاصلة مع أنهم يفاصلوننا ويخاصموننا على أحاديث آحاد ليست في قوتها ولا في شواهدها الكثيرة العامة والخاصة، ومن الأحاديث التي سأتوسع فيها هنا ما يلي:.

    61-:الحديث الأول.. حديث أبي سعيد (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه):

    هذا الحديث قد يظنه أكثر طلبة العلم حديثاً موضوعاً لا يعرف له إسناد! مع أنه سيتبين أنه أقوى من كل الأحاديث الضعيفة التي يصححونها في فضل الرجل،وهو حديث أقل ما يقال عنه أنه حديث حسن وإلا تناقضنا وخالفنا قواعد أهل الحديث، بل هو صحيح بمجوع طرقه الآتية لكنه يبقى حديث آحاد، وقد روي بأسانيد بعضها حسن لذاته ولا ينـزل الحديث بهذه الأسانيد عن رتبة الحسن عند المتشددين من المحدثين وهو مروي عن أبي سعيد الخدري وسهل بن حنيف وابن مسعود وجابر بن عبد الله وجماعة من أهل بدر والحسن البصري مرسلاً:

    أولاً: حديث أبي سعيد الخدري.. وروي عنه من طريقين- أحد الطريقين يصحح به ابن تيمية منفرداً لكن في أحاديث أخرى!-:

    الطريق الأول.. أبو نضرة عن أبي سعيد:

    رواه جماعة من الثقات عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري[29].

    ولهذا متابعة من طريق عثمان بن جبلة عن عبد الملك عن أبي نضرة عن أبيه عن أبي سعيد.

    أما الطريق الثانية.. عن أبي سعيد:

    فروي من طريق مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد.

    وهذا تفصيل الحكم على هذه الأسانيد:

    1-طريق علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد:

    هذا الإسناد ضعيف لوجود علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري[30] وإن كان من رجال مسلم إلا أنه ضعيف -كما قال الحافظ في التقريب-ولسنا إن شاء الله ممن يأخذه الهوى إلا في طلب الحقيقة ولو كنا ممن يجامل على حساب الحقيقة لقلنا أن هذا الإسناد على شرط مسلم فرجاله رجال مسلم ومن المحدثين من يصحح ما هو دون هذا بكثير وابن تيمية – مع منافحته عن معاوية -ممن يصحح لعلي بن زيد هذا، فهذا حجة عليه!.

    ثم يضاف لهذا انه قد توبع علي بن زيد عن أبي نضرة برواية عبد الملك بن أبي نضرة!.

    فرواه ابن حبان في المجروحين (1/157) عن أحمد بن محمد الفقيه عن أبيه وعمه عن جده عن يحيى بن عثمان عن عثمان بن جبلة عن عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه عن أبي سعيد، وهذا الإسناد ضعيف جداً؛ فشيخ ابن حبان أحمد بن محمد بن مصعب بن بشر بن فضالة بن عبد الله بن راشد أبو بشر الفقيه متهم بالوضع وقلب الأسانيد ومثله لا يقبل لا في المتابعات ولا الشواهد.

    لكن الإسناد حسن لغيره لا سيما مع الطريق الثاني وبشواهد الحديث الكثيرة التي ستأتي:

    وللحديث متابعة عن أبي سعيد:

    فقد روى الحديث جمع عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري[31].

    قلت: وهذا الإسناد ضعيف جداً، فمجالد هذا توقف فيه الذهبي وقال عنه ابن حجر: (ليس بالقوي).

    قلت: لو كنت مقوياً الأسانيد بالتقليد لقويته، والصواب عندي أن مجالد ضعيف جداً [32] ورأي الشيخ في مجالد أفضل من هذا! فهو ممن يقبل متابعاته.

    أما أبو الوداك (جبر بن نوف) فهو ثقة صدوق من رجال مسلم وأصحاب السنن، قال عنه ابن حجر في التقريب (صدوق ربما يهم) والصواب أنه ثقة أو صدوق مطلقاً[33].

    أقول: وعلى هذا إن كان مجالد كما يقول ابن حجر (ليس بالقوي) فهذا ضعف غير شديد يرتقي به هذا الإسناد إلى الحسن لغيره لكن الصواب عندي في مجالد أنه ضعيف جداً وقد بحثته وظهر لي ضعفه الشديد –إن لم أقل كذبه- ولا أقبل حديث مجالد لا في المتابعات ولا في الشواهد[34] فقد جربت عليه أخطاء كثيرة أكاد أجزم بأنه يكذب، وكنت لو أريد مجرد التصحيح –بلا حجة ولا اقتناع- لاعتمدت على الذهبي والحافظ ابن حجر ولاستطعت بهذا الاعتماد أن أقول: الإسناد الأول حسن والثاني حسن لغيره لكن الصواب أن الأول ضعيف لذاته حسن لغيره –مما سيأتي- أما هذا الإسناد إسناد مجالد فهو ضعيف جداً، والحديث قوي بطرق أخرى ستأتي.



    ثانياً:حديث ابن مسعود (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)

    والإسناد -إلى ابن مسعود- قوي:

    وقد روي عنه الحديث ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود ، وروي عن عاصم من أربع طرق:

    الطريق الأول: رواه ابن حبان في المجروحين (2/172) قال: أخبرنا الطبري عن محمد بن صالح ثنا عباد يعقوب الرواجني عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله...[35].

    أقول: هذا الإسناد حسن فعباد بن يعقوب من رجال البخاري وهو ثقة شيعي (والتشيع مع الصدق ليس جرحاً وقد توبع) وشريك صدوق – وقد توبع- وكذلك عاصم صدوق أما زر بن حبيش فثقة جليل وابن مسعود صحابي كبير.



    الطريق الثاني والثالث: رواها الحكم بن ظهير عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود فذكره[36].

    أقول: الإسناد ضعيف جداً لوجود الحكم بن ظهير (متروك ورمي بالرفض) أما عاصم فصدوق وزر بن حبيش ثقة وابن مسعود صحابي كبير.

    لكن الحكم هذا قد توبع من شريك وسلام أبي المنذر (وهو الطريق الثالث) فأصبح الحديث حسناً بهذا الطريق، ولو لم يتابع الحكم لكان الإسناد ضعيفاً جداً.

    تنبيه مهم: ينبغي التنبيه إلى أن كثيراً من التضعيفات التي لحقت الشيعة الأوائل كانت بسبب روايتهم هذه الأحاديث الثابتة التي أصبحت غريبة عند العلماء المرضي عنهم من السلطات في عهد الدولتين الأموية والعباسية، أما في عهد الدولة الأموية فواضح سبب منع مثل هذه الأحاديث وأما في عهد الدولة العباسية فإن رواة هذه الأحاديث غالباً يكونون من أنصار آل علي في الثورات على العباسيين! فلذلك يهم الدولة العباسية ألا يخرج من هؤلاء قدوة تزحف خلفه الجماهير؛ أو تثق في فتواه إذا أفتى بالخروج مع الثائرين من آل علي!.

    ثالثاً: حديث جابر بن عبد الله:

    روى سفيان بن محمد الفزاري[37] عن منصور بن سلمة (ولا بأس بمنصور) عن سليمان بن بلال (ثقة) عن جعفر بن محمد (وهوثقة) عن أبيه (ثقة) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعاً (إذا رأيتم فلاناً ..)[38].

    قلت : هذا الإسناد ضعيف جداً لوجود سفيان بن محمد.



    رابعاً: حديث سهل بن حنيف:

    وسنده حسن:رواه ابن عدي (6/112) قال: حدثنا علي بن سعيد حدثنا الحسين بن عيسى الرازي حدثنا سلمة بن الفضل ثنا حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا رأيتم فلاناً على المنبر فاقتلوه).

    أقول: الإسناد حسن؛ رجاله ثقات إلا ابن إسحاق صدوق وهو من كبار علماء المغازي ومن رجال مسلم والسنن الأربعة.

    أما شيخه محمد بن إبراهيم التيمي فهو ثقة من رجال الجماعة وشيخه أبو أمامة بن سهل بن حنيف فمعدود في الصحابة فالإسناد أقل أحواله الحسن، وقد يعكر عليه عنعنة ابن إسحاق لكن مسلم قبل عنعنات ابن إسحاق في صحيحه[39].

    أما تلميذ ابن إسحاق فهو راويته سلمة بن الفضل الأبرش فهو (صدوق كثير الخطأ) لكن العلماء قبلوا روايته عن ابن إسحاق ومنها كتب السيرة التي رواها عن شيخه ابن إسحاق فهو من المختصين به، حتى قال جرير بن عبد الحميد: (ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل)[40] إذن فإن كان يخطئ كثيراً فهو في غير أحاديثه عن ابن إسحاق.

    أما تلميذ الأبرش فهو الحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي الحارثي (صدوق)[41]، وتلميذه علي بن سعيد شيخ ابن عدي إن كان العسكري فهو ثقة وإن كان الرملي ففيه ضعف وقد قال فيه الذهبي (الحافظ البارع)، لا سيما والآخذ عنه هو ابن عدي وهو من المتثبتين في الأخذ.

    أقول: فالحديث حسن الإسناد ويصبح الحديث صحيحاً لغيره بهذا الإسناد إن شاء الله، خاصة وأن له شواهد بعضها حسن الإسناد لذاته كما في حديث ابن مسعود.وهو أقوى من حديث ابن أبي عميرة.



    62-الحديث الثاني.. حديث ابن عباس (لا أشبع الله بطنه):

    روى الإمام مسلم في صحيحه (4/2010): بإسناده عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتواريت خلف باب، قال فجاء فطحأني طحأة وقال: أذهب وأدع لي معاوية، قال فجئت فقلت: هو يأكل، قال: ثم قال لي أذهب فادع لي معاوية، قال فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: لا أشبع الله بطنه.

    أقول: وهذا دعاء من النبي (صلى الله عليه وسلم) على معاوية بسبب تأخره عن تلبية طلب النبي (صلى الله عليه وسلم).

    وفي الحديث مثلبتان:

    المثلبة الأولى: سبقت في دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) على معاوية وسنجيب على شبه النواصب في هذا الدعاء والرد على زعمهم بأن هذا فيه فضيلة لمعاوية!.

    المثلبة الثانية: تأخر معاوية عن تلبية طلب النبي (صلى الله عليه وسلم) والاستمرار في الأكل فهذا له دلالة على قلة المبالاة.

    ولو أن واحداً منا طلبه أو أرسل إليه رئيسه في عمله لأتى فوراً وترك شئونه فكيف إذا دعاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟!

    فالتأخر عن تلبية طلب الرئيس أو المسئول يدل على شيء من اللامبالاة، فكيف بالتأخر عن تلبية طلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خاصة وأنه قد كرره!.

    ومما يدل على أن الدعاء كان مما يستحقه معاوية أصبح لا يشبع –بعد الحديث- إلا إعياءً! قول ابن عباس (فما شبع بعدها)[42] وروى البلاذري[43] عن المدائني عن عقبة عن عبد الله بن بريدة قال: (كان معاوية يؤتى بالثريدة تكاد تستر الذي يؤاكله! فيأكل ويدعو إلى طعامه عدة بعد عدة فيأكل معهم جميعاً)!!

    أقول: وقد وفد عبد الله بن بريدة مع أبيه إلى معاوية كما في قصة شرب معاوية للخمر (أو الطلاء المحرم على أقل الاحتمالات) وأصل القصة في مسند أحمد من حديث بريدة بسند صحيح.

    وروى البلاذري[44] عن المدائني عن عامر بن الأسود قال: كان معاوية يأكل في اليوم أربع أكلات آخرهن أعضلهن وأشدهن ويتعشى فيأكل ثردة عليها بصل كثير)!.

    أقول: فالحديث الذي فيه الدعاء لمن دعا عليهم النبي (صلى الله عليه وسلم) فيه شرط ألا يكونوا لذلك أهلاً! فلا تتحقق الدعوة عندئذ ويعوض المدعو عليه بالأجر والمثوبة، وهذا نادر إن لم يكن مفقوداً لحلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلقه العظيم.

    بينما من تحققت فيه الدعوة وتأخر النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يكون من هؤلاء.

    ثم قد عاتب النبي (صلى الله عليه وسلم) من تأخر عن الاستجابة له بسبب الصلاة[45] فكيف بمن تأخر عن الاستجابة بسبب الأكل!.



    63-: الحديث الثالث، حديث (لعن الله الراكب والقائد والسائق):

    والحديث مروي عن عدد من الصحابة والتابعين منهم سفينة ووالبراء بن عازب والحسن بن علي وعبد الله بن عمرو والمغيرة و ابن عمر وغيرهم كما سنفصله.

    1- طريق سفينة:

    روى البزار في مسنده (9/286) حدثنا السكن بن سعيد قال حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا أبي[46] وحدثناه حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان جالساً فمر رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق فقال: (لعن الله القائد والسائق والراكب).

    وللحديث متابعة عن سفينة:

    وقد رواها البلاذري في أنساب الأشراف[47] قال: حدثنا خلف[48] حدثنا عبد الوارث بن سعيد[49] عن سعيد بن جمهان[50] عن سفينة مولى أم سلمة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان جالساً فمر أبو سفيان ومعه معاوية وأخ له أحدهما يقود البعير والآخر يسوقه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لعن الله الحامل والمحمول والقائد والسائق.

    أقول: الإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات وليس في ضعف حديث ابن أبي عميرة في فضل معاوية! لكن في المتن لفظة (الحامل) شاذة والصواب الحديث المشهور (لعن الله الراكب والقائد والسائق) والراكب هو المحمول.

    قلت: وقد ذكر الشيخ عبد الله السعد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم -لخلقه العظيم- لم يكن ليلعن أحداً إلا على أمر عظيم!.

    قلت: ولعل هذا الأمر هو محاولة معاوية مع أبيه اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم أثناء عودتهم من غزوة تبوك! وأصل القصة في صحيح مسلم وقد لمح عمار فيها لمعاوية فالله أعلم، لا سيما وأنه قد لعنه مرة أخرى هو ووالده في حديث عاصم الليثي الذي لم تثبت صحبته إلا برواية حديث في الدعاء على معاوية ووالده!،وثيت لعنه في حديث الحسن بن علي الآتي وسنده صحيح، كل هذا في ثبوت اللعن فقط! وهذه المصادر التي أنقل منها ليست مصادر شيعية، هذه الأحاديث وشواهدها ثبتت من مصادرنا برجال أسانيدنا بجرحنا وتعديلنا، وأفلتت عبر دولة أموية استمرت أكثر من ثمانين سنة وهي تحارب مثل هذه الأحاديث وأصحابها حتى سفكوا في سبيل ذلك في البصرة وحدها سبعين الفاً! وقتلوا خبيب بن عبد الله بن الزبير لهذه الأخبار التي كان يرويها في مثالب القوم.



    2- حديث الحسن بن علي:

    رواه الطبراني في المعجم الكبير (3/71) قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي (ثقة)[51] ثنا محمد بن بشار بندار (ثقة) ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي (ثقة)[52] حدثنا عمران بن حدير (ثقة)[53] أظنه[54] عن أبي مجلز (ثقة)[55] قال: قال عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة لمعاوية –في حديث صلح الحسن ومعاوية- وفيها قول الحسن (بالله عليك يا عمرو وأنت يا مغيرة تعلمان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (لعن الله السائق والراكب) أحدهما فلان[56]؟! قالا: اللهم بلى… الحديث).

    أقول: الإسناد صحيح ورجاله كلهم ثقات، وليس كديث ابن أبي عميره الذي يقويه النواصب في فضل معاوية! فالحديث بهذا الإسناد وإسناد سفينة أقل أحواله الحسن لذاته الصحيح لغيره عند المتشددين من أهل الحديث وكلا الحكمين حجة عند أهل الحديث.



    3- حديث عمرو بن العاص:

    سبق في حديث الحسن وسنده صحيح (وهو الإسناد السابق نفسه).



    4- حديث المغيرة بن شعبة

    (سبق في حديث الحسن) وسنده صحيح.



    5- حديث البراء بن عازب:

    روى ابن عساكر (59/204) عن إسحاق بن إبراهيم الرازي (صدوق) عن سلمة بن الفضل راوية ابن إسحاق (وهو صدوق) عن ابن إسحاق (صدوق) عن إبراهيم بن البراء بن عازب (تابعي ثقة)[57] عن أبيه البراء بن عازب (صحابي) قال: (مر أبو سفيان على قبة وكان معاوية رجلاً مستهاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (اللهم عليك بصاحب الأستاه)[58].

    وروى البخاري في التاريخ الكبير (1/274) عن طريق محمد بن إسحاق (صدوق) عن سلمة بن كهيل (ثقة) عن إبراهيم بن البراء بن عازب (ثقة) عن أبيه (صحابي) سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في قبة له وأنا خلفه...

    قال البخاري: يختلفون في إسناده[59].

    أقول: الإسناد الأول والثاني رجاله بين الثقة والصدوق ويمكن أن نعتبره ضعيفاً للاختلاف على ابن إسحاق فيه لولا الشواهد الكثيرة التالية التي يصبح بها الحديث حسناً.



    وللحديث متابعة عن البراء: رواها نصر بن مزاحم (في كتاب صفين ص218) عن عبد الغفار بن القاسم عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبل أبو سفيان ومعه معاوية فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (اللهم العن التابع والمتبوع اللهم عليك بالأقيعس).

    فقال ابن البراء لأبيه: من الأقيعس؟

    قال: معاوية!!

    أقول: الإسناد رجاله ثقات على كلام في نصر بن مزاحم وفيه عبد الغفار بن القاسم ضعيف[60] بل الأكثرية على تضعيفه، لكن تضعيف بعضهم له كان مذهبياً فقط وقد توبع على أحاديث كثيرة انتقدت عليه فهذا يصلح في الشواهد.

    ومن شواهد الحديث:

    قال محمد بن كعب: (إنا جلوس مع البراء في مسجد الكوفة إذ دخل قاص فجلس فقص ثم دعا للخاصة والعامة ثم دعا للخليفة! –ومعاوية بن أبي سفيان يومئذٍ خليفة!- فقلنا للبراء: يا أبا إبراهيم، دخل هذا فدعا للخاصة والعامة ثم دعا لمعاوية فلم يسمعك قلت شيئاً؟!

    فقال: إنا شهدنا وغبتم وعلمنا وجهلتم إنا بينا نحن مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحنين إذ أقبلت امرأة حتى وقفت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت: إن أبا سفيان وابنه معاوية أخذا بعيراً لي فغيباه عليَّ!!

    فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلاً إلى أبي سفيان بن حرب ومعاوية: أن ردا على المرأة بعيرها!

    فأرسلا: إنا والله ما أخذناه وما ندري أين هو!

    فعاد إليهما الرسول،

    فقالا: والله ما أخذناه وما ندري أين هو؟!

    فغضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى رأينا لوجهه ظلالاً،

    ثم قال: انطلق إليهما فقل لهما: بلى والله إنكما لصاحباه! فأديا إلى المرأة بعيرها!

    فجاء الرسول إليهما وقد أناخا البعير وعقلاه!.

    فقالا: إنا والله ما أخذناه ولكن طلبناه حتى أصبناه، فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اذهبا[61].

    أقول: الإسناد حسن رجاله كلهم ثقات إلا ابن إسحاق صدوق وهو إمام في المغازي وهذا الحديث لعله أصل الحديث السابق في لعن معاوية أو الدعاء عليه.



    6- حديث عاصم الليثي:

    أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/176) حدثنا العباس بن الفضل حدثنا موسى بن إسحاق وحدثنا عبد الرحمن بن الحسين التستري حدثنا عقبة بن سنان قالا حدثنا غسان بن مضر (ثقة) عن سعيد بن يزيد أبي سلمة (ثقة) عن نصر بن عاصم الليثي (تابعي ثقة) عن أبيه قال: دخلت مسجد المدينة فإذا الناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله.

    قال: قلت: ماذا؟!

    قالوا: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب على منبره فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لعن الله القائد والمقود، ويل لهذه الأمة يوماً من فلان ذي الأستاه)[62]!!

    وقد رواه ابن عبد البر في الاستيعاب –ترجمة عاصم الليثي قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا غسان بن مضر حدثنا أبو سلمة سعيد بن يزيد عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ويل لهذه الأمة من ذي الأستاه) وقال مرة أخرى (ويل لأمتي من فلان ذي الأستاه)[63].

    قال ابن عبد البر: قال أحمد: لا أدري أسمع عاصم هذا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم لا؟.

    قلت: في حديث الطبراني دلالة واضحة على صحبته[64] وحضوره الحادثة والإسناد صحيح غاية.

    فقد روي من طريقين صحيحين عن غسان بن مضر (وهو ثقة) عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة[65] (وهو ثقة عابد) عن نصر بن عاصم الليثي (وهو ثقة)[66] عن والده وهو صحابي.

    أقول: ولا يخفى أن هذا الحديث في معاوية لما سبق من تفسير (فلان) و(الأقيعس) و(ذي الأستاه) كلها أوصاف لمعاوية؛ وهذا الحديث أيضاً أقوى من حديث ابن أبي عميرة الذي يقويه بعض النواصب أو المتساهلين في التصحيح، والفرق بينهما أن المتساهل في التصحيح سيصحح الجميع، أما الناصبي –ولو نصباً خفيفاً- فسيصحح الأضعف في فضل معاوية ويضعف الأقوى في ذمه، لأن الهوى هنا سيكون الحاكم على الأحاديث لا منهج الجرح والتعديل ولا الحكم على الرجال!.


    7- حديث ابن عمر:

    رواه نصر بن مزاحم (ص220) عن تليد بن سليمان (مختلف فيه)[67] حدثني الأعمش (ثقة) عن علي بن الأقمر (ثقة) قال: وفدنا على معاوية وقضينا حوائجنا ثم قلنا لو مررنا برجل قد شهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعاينه فأتينا عبد الله بن عمر فقلنا: يا صاحب رسول الله حدثنا ما شهدت وما رأيت.

    قال: إن هذا أرسل إليَّ –يعني معاوية- فقال: لئن بلغني أنك تحدث لأضربن عنقك[68]! فجثوت على ركبتي بين يديه ثم قلت: وددت أن أحد سيف في جنبك على عنقي.

    فقال: والله ما كنت لأقاتلك ولا أقتلك وأيم الله ما يمنعني أن أحدثكم ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فيه!

    رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسل إليه يدعوه –وكان يكتب بين يديه- فجاء الرسول فقال: (لا أشبع الله بطنه) فهل ترونه يشبع؟!

    قال: وخرج من فج فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق، فلما نظر إليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (اللهم العن القائد والسائق والراكب).

    قلنا: أنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟

    قال: نعم وإلا فصمتا أذناي كما عميت عيناي.

    قلت: الإسناد حسن لغيره، وكذا الحديثان فلهما شواهد ومتابعات ولتهديد معاوية بقتل ابن عمر شاهد أيضاً.



    8- حديث المهاجر بن قنفذ:

    قال: (رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة على بعير فقال: الثالث ملعون).

    قال الهيثمي في المجمع (1/118): رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات[69].

    الخلاصة:

    أن الحديث صحيح إن شاء الله فالأسانيد فيه فيها الصحيح لذاته وفيها الحسن وفيها ما يصلح في المتابعات والشواهد كل هذا حسب منهج أهل الحديث في التصحيح والتضعيف وإذا ضعفنا هذا الحديث على الرغم من هذه الأسانيد القوية فإنه يلزمنا تضعيف أحاديث مماثلة نصححها في الفضائل فلا بد أن يكون منهجنا مطرداً فلا تساهل في قبول الضعيف والموضوع ولا تعصب في رد السنة.

    وقد يقول آخر:

    إذا كان النبي (ص) قد علم بإفساد في الأمة وتغيير السنن وقيادته للفئة الباغية فلماذا لم يأمر بقتله؟!

    فيقال: هذا أيضاً من تحميل النواصب النبي (ص) المسؤولية! ويشبه هذا قول بعضهم معترضاً على إبقاء إبليس : لماذا لم يريحنا الله من إبليس إذا أراد أن نعبده بلا تأثير من الشيطان؟.

    فطرح الاستشكالات سهل لكن يجب أن نطرحها بأدب ونحن نريد معرفة الجواب بحق ، لا أن نطرحها بتهكم واستعلاء فهذا ممقوت في الشرع.

    ويمكن الجواب على السؤال السابق: بأن إبقاء معاوية بل وبعض المنافقين والرجال بن عنفوة صاحب مسيلمة كان ابتلاء من الله هذا أمر[70]، الأمر الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم ملزم بأن يترك من أظهر الإسلام حتى يفعل ما يستحق به هذا القتل، مثلما لو يعلم النبي (ص) أن فلاناً سيسرق بعد موته فلا يجوز شرعاً أن يقطع النبي (ص) يده قبل أن يقوم بالسرقة، فالنبي (ص) يخبر عن غيب، ومن ذلك أمره لبعض الصحابة بقتل معاوية إذا رأوه على المنبر لعلمه بأنه يومئذٍ يستحق ذلك بينما لو قتل في عهد النبي (ص) لأجلب في ذلك المنافقون والعرب ولتحدثوا (أن محمداً يقتل أصحابه بلا ذنب)!.

    ثم النبي (ص) لا يتدخل في المستقبل ولا يستبقه بتطبيق الأحكام وإنما يرشد ويذكر لأصحابه إمارات وعلامات يهتدون بها.

    ولو طرحنا مثل هذه الأسئلة لذهبت أكثر السنة الصحيحة فما من حديث إلا ويمكن أن يقال:

    لماذا لم يبلغه النبي (ص) إلا لفلان؟!

    ولماذا يفعل كذا أو كذا…؟! فهذه الشبهات كنا ننكرها على بعض أهل الكلام!.

    ثم إن النبي (ص) كان يعلم أن الله سيجعل بأس هذه الأمة بينها عقوبة على الظلم الذي ظهر من بعض أفرادها كما قال تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)، وكما في الحديث: (وسألته ألا يجعل بأسها بينها فمنعنيها) أو بمعنى الحديث.

    أما الاعتراض: فنعم قد ولاه عمر ثم عثمان رضي الله عنهما، فيمكن أيضاً أن يقال إن عمر لم يعلم بالحديث وكم من حديث كان يجهله عمر رضي الله عنه فيرجع إليه؛ وقد نسي حديث التيمم وذكره به عمار بن ياسر مع أنه شهد تلك الحادثة؛ بل آية التيمم في القرآن الكريم؛ فقد يكون شهد قصة لعن معاوية ثم نسي أو أنه رأى أن اللعنة تتعلق بقضية خاصة وأنها كانت كافية للعقوبة في هذا الفعل، وعمر رضي الله عنه كان كثير الاجتهاد في ترك العمل بنصوص محكمة كما في مسألة متعة الحج والطلاق وغير ذلك فكيف بدليل قد يراه ظنياً ، أو لم يبلغه وغاية ما نقول: أخطأ عمر مثلما أخطأ في ترك العمل بأحاديث أخرى في التيمم ومتعة الحج وغيرها.

    أما عثمان رضي الله عنه فقد تكون الأسباب نفسها مع تقليده لعمر وحبه لبني أمية وقد سبق له أن ردَّ الحكم واستعمل ابنه مروان وقد كان النبي (ص) قد لعنه أيضاً ونفاه إلى الطائف فمن يفعل هذا مع (المنفي الملعون من النبي صلى الله عليه وسلم) قد يفعله مع من لعنه النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم ينفه.

    أما أبو بكر فلم يستعمل معاوية إلا في أكذوبة زعمها سيف بن عمر التميمي زعم أن أبا بكر أردف يزيد بن أبي سفيان بأخيه معاوية في جيش صغير!، وسيف بن عمر كان كذاباً وفيه نصب أيضاً وميل كبير لبني أمية وانحراف عن أهل العدل والفضل كعلي وعمار وأبي ذر وأمثالهم.



    جماعة من أهل بدر:

    روي الحديث عن خالد بن مخلد عن سليمان عن جعفر عن جماعة من أهل بدر[71].



    64-:من مرسلات الحسن البصري:

    رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12/181) وابن عدي (5/101) ورواه ابن عساكر (59/157) من طريق سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن عمرو بن عبيد المعتزلي عن الحسن مرفوعاً.

    وقد زمجر مضعفوا هذا الحديث حول عمرو بن عبيد بحجة أنه معتزلي والصواب أنه ثقة صادق صاحب دين وتعبد وممن يرى الكذب فسقاً وكبيرة من كبائر الذنوب لأنه معتزلي فالمعتزلة والخوارج من أصدق الطوائف المخالفة لأهل السنة كما يقرر ذلك بعض علماء الحديث.

    ثم قد توبع عمرو بن عبيد عن الحسن فقد رواه عن الحسن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش وهما ثقتان إمامان رواه عنهما جرير بن عبد الحميد (راجع أنساب الأشراف للبلاذري) فبرئ عمرو بن عبيد من عهدة الحديث وتبين أنه صادق.

    إذن فقد صح الأثر عن الحسن وهو مرسل والمرسل ضعيف لكنه يشهد للحديث السابق ويزيده قوة إلى قوته.

    65-:الحديث الرابع..حديث ( يطلع عليكم من هذا الفج …)

    وللحديث طريق قوية عن عبد الله بن عمرو بن العاص:

    روى البلاذري[72] بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (كنت جالساً عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول، مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية! فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): هذا هو).

    أقول: رواه البلاذري عن شيخيه بكر بن الهيثم وإسحاق بن أبي إسرائيل (وهذا ثقة أما أبا بكر فلم أجد له ترجمة لكنه توبع من إسحاق) كلاهما روياه عن عبد الرزاق الصنعاني (وهو ثقة إمام) عن معمر بن راشد (وهو ثقة إمام) عن عبد الله بن طاووس (وهو ثقة إمام) عن طاووس بن كيسان والده (وهو ثقة إمام) عن عبد الله بن عمرو بن العاص وهو صحابي –على تعريف المحدثين-.

    وللحديث متابعات وشواهد:

    أما متابعات الإسناد فالمتابعة الأولى عن طاووس: رواها البلاذري أيضاً عن عبد الله بن صالح عن يحيى بن آدم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو وهذا (إسناد صالح)[73].

    وإنما قلنا: إسناده صالح أو حسن لأن ليث بن أبي سليم وشريك –وإن كانا من رجال مسلم- إلا أنهما يخطئان كثيراً لسوء حفظهما مع كونهما صادقين عابدين لا يتهمان في الحديث فهذه الطريق تصلح في المتابعات بلا ريب وقد صح الإسناد بدون هذه الطريق لكنها تزيد الحديث قوة.



    66-: وللحديث شواهد[74]:

    الشاهد الأول:

    رواه نصر بن مزاحم في كتاب (صفين ص217) عن جعفر بن زياد الأحمر (وهو صدوق يتشع) عن ليث وهو صدوق يخطئ كثيراً عن مجاهد وهو ثقة عن عبد الله بن عمر.



    وله متابعة:

    وقد توبع جعفر بن زياد هذا روى متابعته نصر أيضاً (ص219) عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمر (لعله عبد الله بن عمرو)[75] لكن بفظ (... يموت حين يموت وهو على غير سنتي) وهو لفظ أخف من لفظ البلاذري (يموت على غير ملتي) لكن اللفظ الأخير رجاله أقوى وأثبت، واللفظ الأول يشهد له حديث (أول من يغير سنتي رجل من بني أمية) فهذا الحديث لا يقتضي كفر معاوية بخلاف حديث (يموت على غير ملتي) فظاهره كفر معاوية والله أعلم.

    وهذا وأمثاله من حجج المكفرين لمعاوية في الماضي كعمار وأبي بكرة وسالم بن أبي الجعد وغيرهم وكذا معظم الشيعة والمعتزلة في الماضي على تكفير معاوية، وفي العصر الحاضر كفره بعض السنة كالسيد محمد بن عمر بن عقيل وابن الأمير الصنعاني صاحب سبل السلام (فقد قال عن معاوية: شيطان مريد!) وكذا أبو بكر بن شهاب وغيرهم، وكذلك هو حجة من كفر معاوية من الشيعة المعاصرين وهذا عندهم محل إجماع.

    وأنا لا أقول بصحة ألفاظ المتن وإنما أقول بأن الإسناد صحيح وصحة الإسناد لا تقتضي –دائماً- صحة المتن، فقد يخطيء الناقل ويهم ويروي بالمعنى رغم ثقته؛ والخبر من أخبار الآحاد لا المتواتر، فإذا لم يطمئن القلب إليه فلا يلزم الأخذ بظاهره؛ وأنا متوقف فيه، ولا يظن ظان أنني متوقف خوفاً من أحد ، كلا فلو اطمأن قلبي لظاهره وأمنت خطأ النقلة لكفرت معاوية بلا مرية، لكنني أكتفي بما تواتر من النصوص من بغيه وظلمه والتوقف عند هذا أولى، لكنه يلزم من لا يفرق بين أحاديث الآحاد والأحاديث المتواترة من حيث الاحتجاج أن يقول بمضمون الحديث ويكفر معاوية!.

    أما الموت على غير السنة إن كان المراد بها الموت بعد أن غير سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) فهذا صحيح –كما لمح الألباني- لكن هل تغيير السنن يلزم منه الكفر؟ محل بحث وتوقف ، وإن كان المراد بتغيير السنة غير ذلك فالله أعلم.

    الشاهد الثاني[76]:

    ما رواه نصر بن مزاحم ص217 عن جعفر الأحمر عن ليث عن محارب بن زياد (الصواب ابن دثار ثقة) عن جابر بن عبد الله بلفظ (يموت معاوية على غير ملتي).

    والخلاصة:

    أنه بعد الحديث وشواهده ومتابعاته أخشى أنه حدث تصحيف في اسم راوي حديث الأصل (عبد الله بن عمرو) فهو عند نصر بن مزاحم (عبد الله بن عمر) فإن كان عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر كلاهما قد روياه فهو أقوى إذ يصبح هناك ثلاثة من الصحابة (ابن عمرو، وابن عمر، وجابر بن عبد الله) قد اتفقوا على رواية هذا الحديث.

    لكن الطريق المعتمد الذي رجاله ثقات –على شرط الشيخين- هو الطريق الأول طريق عبد الله بن عمرو بن العاص.



    وأما دلالة الحديث:

    فهو يدل بلا شك على ذم شديد لمعاوية وأنه سيغير ويبدل وفي الحديث دلالة على تفسيقه على أقل تقدير ، والفسق قرين الظلم والبغي لا محظور في إطلاقه، وإنما المشكل هو في الألفاظ التي فيها دلالة على تكفيره مطلقاً فهذه ألفاظ مشكلة ؛ رغم أنها أصح أسانيد من كل أسانيد الأحاديث التي يصححها البعض في فضائله، لكنني لا أميل لروايات التكفير وإن كان رجال بعض اسانيدها تكاد تكون على شرط الشيخين، وإنما لا أميل إليها لاحتمال أن بعض الرواة رووا الحديث بالمعنى ، لكنني لا أنكر على من رأى التكفير بناءً على هذا الحديث وغيره الذي إسناده غاية في الصحة لكنه آحاد مع أنه ليس له ما يعارضه من الأدلة الصحيحة، إضافة إلى أن المكفرين لمعاوية كالسيد محمد بن عقيل يرون أنه لا تعارض بين البغي والكفر، لأن الكفر يشمل البغي والظلم والفسق وتغيير السنن والدعوة إلى النار والنفاق….الخ.

    وعلى أية حال: فهذا الحديث يصب في مجرى الأحاديث العامة والخاصة الصريحة في ذم معاوية ولا يستطيع المغالون في معاوية من النواصب أن يأتوا بحديث عام أو خاص يدل على فضل معاوية إلا وجد أهل السنة والحديث أحاديث عامة أو خاصة في ذم معاوية وتكون أصرح وأصح وأكثر التصاقاً بالأدلة العامة.

    والذي اختاره الحكم على معاوية بالظلم والبغي وتغيير السنة فقط وترك باقي أمره إلى الله، لكن لا يجوز لمخالفينا أيضاً في هذه المسألة أن يلزموا الناس بحب هذا الرجل والترضي عنه لأن المخالفين لهم يخشون مخالفة هذه الأحاديث كما ليس لنا أن نلزمهم بالالتزام بدلالات الأحاديث السابقة لأنهم يخشون أنهم بهذا يطعنون في رجل بريء وخاصة وأنهم يعتبرونه صحابياً!.

    إذن فيبقى الحل أن نعرض حججنا مثلما يعرضون حججهم ونسأل الله أن يبصر الجميع بالصواب، وأن يعتدلوا في المحبة والولاء كما يعتدلوا في البغض والبراء، وأن يزنوا معتقداتهم بميزان النصوص الشرعية لا بميزان الهوى والتعصب والشيوخ المتبوعين المحكومين بالأوضاع العلمية والمذهبية التقليدية السائدة وليس بالمنهجية العلمية.


    [1] من منهجي في كتابة الأسانيد أنني أكتفي بذكر العنعنة للاختصار ولا أذكر صيغ الأداء الأخرى الدالة على السماع كحدثنا وأخبرنا إلا عند وجود مدلس أو أنبه على التدليس أثناء الكلام على الإسناد، وهذا الاختصار ذكر شيخنا أنه جائز عند المحدثين ويسمى (النـزول في صيغ الأداء) وهذا يفعله بعض المحدثين للإختصار ولا يجوز عكسه.
    (108) الاستيعاب (2/399) هامش الإصابة.
    (109) الاستيعاب (2/399) هامش الإصابة.
    (110) قلت : وهو راوي حديث (تكون ببيت المقدس بيعة هدى )!- ابن عساكر (35/231 )
    (111) وذكر الحافظ ابن حجر أن البخاري وابن سعد وابن البرقي وابن حبان وعبد الصمد بن سعيد وأبو الحسن بن سميع ذكروه في الصحابة (الإصابة 2/406).
    أقول: هذا ديدن أكثر أهل الحديث في إثبات الصحبة بالأسانيد الضعيفة وكلهم قلدوا سعيد بن عبد العزيز في إثباته لصحبته فهو أول من قال (وكان من أصحاب النبي) انظر ابن عساكر (59/82)، وقد ذكر الحافظ في مقدمة الإصابة ما يفيد بأنه سيدخل الرجل في الصحابة ولو لم يثبت إلا من طريق ضعيف، ولذلك فابن حجر مع إثباته لصحبته لكنه لا يصحح هذا الحديث بل أعله بالاضطراب.
    (112) قال أبو أسامة (وضعت بنو أمية على رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” أربعة الآف حديث) ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام (14/127).
    وقال الذهبي: هذه مجازفة من أبي أسامة وغلو والكوفي لا يسمع قوله في الأموي.
    قلت:أبو أسامة إمام من رجال الجماعة، والشامي لا يؤخذ قوله في الكوفي ! فالذهبي رحمه الله دمشقي شامي،فلا يؤخذ حكمه على أهل الكوفة فغالباً لا يعطيهم حقهم من الثناء ويبالغ في مدح علماء الشام رغم أنه من أنصف علماء الشاميين رحمه الله وسامحه، ثم ما بالنا نسمع بقايا الفئة الباغية في الفئة العادلة ولا نسمع بقايا الفئة العادلة في الفئة الباغية هل هذا إلا بغي على بغي !.
    فالذهبي على فضله وعلمه قد اتهم بالنصب فلا نبالغ معه في تبرئة بني أمية، وأبو أسامة حافظ عارف ولو بحثنا (مسند الشاميين) للطبراني لرأينا كم وضع بنو أمية وأشياعهم في تأييد عقائدهم، راجع مبحث (ضعف حديث أهل الشام) في الملحق.
    (113) وقد يكون هذا من أخطاء الرواة عنه كسعيد بن عبد العزيز فقد كان قد اختلط على فضله وتوثيقه في الجملة.
    (114) تهذيب الكمال (2/475) مع هامشه.
    (115) إذن فالخلاصة أن ربيعة هذا في ذكره عدة علل ؛ بعضها عام من كونه نشأ كسائر الشاميين على النصب وقد اعترف الذهبي بأن تابعي الشاميين نشئوا على النصب! ومعظم التابعين في الشام إلا أفرادا قلائل كانوا أمويي الهوى مع ضعف في وصل الأسانيد.
    إضافة إلى إرسال ربيعة هذا وتدليسه وهي العلة الثانية عرفناها بالاستقراء وإن لم ينبه لذلك أهل الحديث.
    والأمر الثالث احتمال كونه ربيعة بن يزيد السلمي وهو من كبار النواصب الذين حذر منهم أهل الحديث وضعفوهم كما سبق.
    (116) انظر ابن عساكر (59/79).

    [11] أيضاً ابن عساكر رحمه الله من العلماء الكبار الفضلاء لكن من يقرأ لكنه أموي الهوى على ما يظهر من شدته على الأحاديث المروية في فضل أبي ذر وعمار وعلي وتساهله الكبير مع الأحاديث الموضوعة الواردة في فضل معاوية؛ وقد سالت شيخنا عبد الرحمن بن محمد الحكمي عن أسباب عصبية ابن عساكر لبني أمية ؛ فقال: (هو معذور ولولم يفعل هذا لربما قتله الشاميون كما قتلوا الإمام النسائي لتحديثه بفضائل علي).
    (118) رماه بالاختلاط أبو مسهر ويحيى بن معين وأبو داود وحمزة الكناني (نقد التقريب).
    (119) راجع تهذيب الكمال؛ ترجمة تلميذه مروان بن محمد، والحديثان ضعيفان جداً (يراجع كتابنا: معاوية بن أبي سفيان قراءة في المناقب والمثالب- لم يطبع).
    (120) مسند الشاميين (1/168 ).
    [15] ويحسن أن نـزيد فيه ونقول:
    كان من النواصب على ما يظهر من حديثه فقد روى له الذهبي أحاديث عجيبة منها روايته عن مالك عن نافع عن ابن عمر (أن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” دفع لمعاوية سفرجلة وقال: القني بها في الجنة)! قال إبراهيم بن سليمان الأسدي: لما أملى علي هذا الحديث لم أعد إليه (لسان الميزان 6/149)! وقد كذبه أبو حاتم وأبو زرعة وضعفه النسائي والدارقطني واتهمه إبن حبان بوضع الحديث واتهمه ابن عدي بسرقة الحديث وضعفه أيضاً العقيلي والذهبي وابن حجر وغيرهم ولم يوثقه أحد.
    [16] وقد ضعفه أبو مسهر واتهمه بالكذب من غير تعمد وضعفه دحيم ويعقوب بن سفيان وكان دحيم لا يشك أنه يكذب! وكان مروان بن محمد الطاطري يقول: عمرو بن واقد كذاب! وضعفه النسائي والدارقطني والبرقاني وابن عدي وأبو حاتم والجوزجاني وغيرهم ولم يوثقه إلا محمد بن المبارك الصوري قال عنه (صدوق وكان يتتبع السلطان)! ولم يتابعه أحد بل رد عليه الجوزجاني رغم نصبه.

    [17] كأبي بكرة الثقفي روي عنه هذا بسند صحيح؛ وروي عن عمار بسند حسن والتفصيل في كتابنا عن معاوية.
    (124) فتح الباري (11/77) طبعة الشيخ ابن باز- دار المعرفة.
    (125) رواه مالك في الموطأ (2/464) والبخاري من طريقه (6/2570) (5/2316) (3/1518) والبيهقي من طريق مالك أيضاً (9/165) والترمذي (4/178) من طريق مالك وكذا النسائي (3/27) وأحمد (3/240) وكذا إبن حبان (15/51) من طريق مالك، ورواه مسلم (3/519) وأحمد (10/293- طبعة دار الفكر) وأبو عوانة (4/493) من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى عن أنس بن مالك.
    ورواه مسلم (3/1520) وأبو يعلى (6/35) من طريق عبد الله بن عبدالرحمن بن معمر عن أنس، والطبراني (25/133) عن المختار بن فلفل عن أنس.
    (126) جاء عند عبد الرزاق أنها (امرأة حذيفة) ولعل أحد الرواه وهم أراد أن يقول :امرأة عبادة؛فقال :امرأة حذيفة؛ فحذيفة كان في العراق لا في الشام.
    (127) المصنف (5/279) باب الغزو مع كل أمير!

    [22] كان عمر بن عبد العزيز هو الحاكم الأموي الوحيد الذي أدرك ظلم الحكام الأمويين السابقين وقوادهم للأمم الأخرى فأمر بإيقاف الفتوحات لأنه رأى أن جهاد هؤلاء الأمراء أصبح للدنيا لا للدين؛ ثم الذين فتحوا السند وثغور الشام والأندلس هم الذين هدموا الكعبة وذبحوا الحسين واستباحوا أعراض المسلمين في أشرف الأماكن؛ فإذا كان هذا فعلهم بالمسلمين فكيف بالكفار؟! فلذلك أنا أفرق بين الفتوحات الإسلامية الحقة في عهد الخلفاء الراشدين والفتوحات التي تشبه الاستعمار في عهد بني أمية، فمن حق ديننا علينا أن ألا نحمله فرض الجزية على من أسلم ، والغدر ، والقتال للمال والسبي لا لهداية الناس وهذا ما جعل عمر بن عبد العزيز يرسل كلمته المشهورة(إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً)؛ ونحن في هذه العصور لن نستطيع عرض الإسلام وتاريخه عرضاً صحيحاً مادمنا ندافع عن الظلم الأموي في إفريقيا والمغرب والأندلس وخراسان وغيرها من البلدان التي فتحها أو استعمرها بنوأمية، وربما لولا مظالم بني أمية لانتشر الإسلام أكثر مما هو منتشر حالياً، فقد انتشر في شرق آسيا وأواسط أفريقيا عن طريق التجار المسلمين أكثر من انتشاره عبر الاستعمارات الأموية.

    [23] أثر ابن سيرين في الفتن لنعيم بن حماد واثر الحسن البصري في أنساب الأشراف للبلاذري والأسانيد قوية.

    [24] قد سردنا أسماءهم في كتاب الصحبة والصحابة فبلغوا أكثر من خمسين، وكل هؤلاء أسلموا قبل معاوية، وجاهدوا ومع ذلك لا يدافع عنهم هؤلاء ولا يشككون فيما ورد في سيرتهم، وهذه مفارقة ودليل آخر على التأثير الأموي.
    (131) بمعنى قد يخرج أفراد من أصحاب الصحبة الشرعية من العموم فكيف بظلمة الطلقاء، ونحن لا نحكم على هؤلاء بنار لكن الخشية عليهم أكثر من الرجاء لهم مثل خشيتنا على ما نعي الزكاة والخوارج وسائر الظلمة.

    [26] أيضاً يمكن مراجعة مسند عبادة بن الصامت في مسند الشاشي ومسند الإمام أحمد وترجمة عبادة في سير أعلام النبلاء وتاريخ دمشق لابن عساكر.
    (133) التفصيل في كتابنا (معاوية بن أبي سفيان).
    (134) جاء في رسالة البغال للجاحظ (2/255) أن البغل قتال لصاحبه وهو متلون الخلق! كما في قول الشاعر:
    خلق جديد كل يــــو مٍ مثل أخلاق البغال
    وهو يقتل صاحبه خاصة إذا درب! كما قال الشاعر (رسالة الجاحظ ص277):
    قد حذر الناس أذاه قبلي وعددوا كل قتيل بغل
    من ناشيءٍ غرٍّ وكهل جزل وسائس ورائض مدلِّ

    [29] أخرجه ابن عساكر في تاريخه (59/ 155-156) من طرق عن حماد بن سلمة وجعفر بن سليمان الضبعي وابن عيينة ثلاثتهم عن علي بن زيد بن جدعان بالإسناد والمتن.

    وكذلك ابن عدي من طرق عن علي بن زيد في الكامل (2/146)
    -ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي-.

    [30] هو علي بن زيد بن جدعان بن عبج الله بن أبي مليكة التيمي القرشي البصري، قال ابن سعد: (فيه ضعف ولا يحتج به)، وقال أحمد: (ليس بالقوي وقد روى عنه الناس)، وقال عنه ليس: (ليس بشيء) وضعفه أيضاً يحيى بن معين وأبو زرعة والنسائي وابن خزيمة وأبو حاتم والجوزجاني والعجلي وابن عدي وحماد بن زيد وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وسفيان بن عيينة ووهيب بن خالد وابن حبان، بينما وثقه الحسن البصري ويعقوب بن شيبة والترمذي والعجلي -في رواية- وتوقف فيه الدارقطني وشعبة –في رواية- وكأنه يرى أن ضعف علي بن زيد جاء من اختلاطه، ووثقه حماد بن سلمة وكان يكرمه سعيد بن المسيب وعلي بن الحسين، وروى عنه كثير من العلماء الكبار من أهل البصرة وغيرهم وكان من فقهاء البصرة الكبار وأمروه بالجلوس مجلس الحسن البصري بعد وفاته، وروى له مسلم مقروناً وأصحاب السنن؛ وقد وثقه من المعاصرين –بعد بحث –الشريف حاتم العوني في كتابه (المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس)، ونرى أن الدكتور أخطأ في توثيقه فالرجل ضعيف.

    الخلاصة: من واقع ترجمة علي بن زيد بن جدعان نرى أن الرجل فقيه عابد لكنه ضعيف وليس متهماً بالكذب، لكنه اختلط ويرفع أشياء موقوفة ويتصرف في الألفاظ كثيراً ويتشيع ونحو هذا مما يدل على أن ضعفه غير شديد وتدل على أن ضعفه غير شديد عبارات العلماء المضعفين له مثل (ليس بالقوي، يكتب حديثه وليس بالقوي، قد روى عنه الناس، ليس بذاك القوي، لا أحتج به لسوء حفظه، مع ضعفه يكتب حديثه،...) فعباراتهم تدل على ضعف غير شديد لا سيما مع معارضة أقوال الموثقين ومثل هذا تقبل روايته في المتابعات والشواهد لا في الأصول.

    وخلاصة الخلاصة في علي بن زيد بن جدعان أنه (ضعيف) لكن الضعف غير شديد ، وقد مال لتحسين حديثه -بعد بحث- الدكتور الشريف حاتم العوني في رسالته عن المرسل الخفي (1/322) أما أنا فأرى أن الرجل ضعيف، ولولا أن حديثه هذا جاء من طرق أخرى قوية لما قبلت إسناد علي بن زيد هذا مع أن النواصب يقبلونه منفرداً خاصة إذا روى شيئاً فيه انتقاص من خلافة علي بن أبي طالب! لكنهم لا يقبلونه في متابعات المتابعات إذا روى في ذم معاوية! كما هو لحال هنا؛ مع أن الحديث يمكن تحسينه من غير طريقه أصلاً!.

    [31] رواه ابن عساكر بأسانيد عن محمد بن بشر والوليد بن القاسم كلاهما عن مجالد به، انظر تاريخ دمشق لابن عساكر (59/155-156).

    [32] نقد التقريب للمؤلف.

    [33] نقد التقريب للمؤلف.

    [34] ومجالد بن سعيد همداني كوفي من تلاميذ الشعبي وقد ضعفه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي والنسائي –في رواية- وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو حاتم وقال ابن عدي: (عامة ما يرويه غير محفوظ) وضعفه أيضاً ابن سعد والترمذي والعقيلي وابن حبان والدارقطني والذهبي وابن حجر وقوى أمره النسائي -في رواية أخرى- والبخاري والعجلي ويعقوب بن سفيان فمثل هذا سيكون ضعفه غير شديد لو نظرنا للأقوال فيه، لكن عند التحقيق في أمره وبعد سبر مروياته وما انفرد به تبين لي أنه ضعيف جداً وأتحرج من أن أقول أكبر من هذا مع أنه قد اتهم بالكذب أيضاً.

    [35] واخرجه ابن عدي (2/209) قال أخبرنا علي بن العباس ثنا عباد بن يعقوب ثنا الحكم بن ظهير.. به.

    [36] الذهبي في النبلاء (3/149).

    [37] سفيان بن محمد الفزاري ضعيف بل متروك، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وابن عدي والحاكم وصالح جزرة ولم يوثقه أحد، وقال ابن عدي: كان –يعني سفيان بن محمد يسرق الحديث ويسوي الأسانيد وضعفه في هذه الرواية وقال: وإنما يروي جعفر بن محمد عن جماعة من أهل بدر عن النبي (صلى الله عليه وسلم)!!.

    راجع ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/231)، وتاريخ بغداد (9/185) ولسان الميزان (3/66- طبعة دار الفكر).

    [38] ميزان الاعتدال (3/248).

    [39] انظر مثلاً صحيح مسلم (2/859) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

    [40] تهذيب الكمال (3/252) مؤسسة الرسالة.

    [41] الجرح والتعديل (3/60).

    [42] روى هذه الزيادة البلاذري (أنساب الأشراف ص125) بلفظ (قال أبو حمزة: فكان معاوية بعد ذلك لا يشبع).

    [43] أنساب الأشراف –للبلاذري- بنو عبد شمس- ص125، تحقيق إحسان عباس.

    [44] أنساب الأشراف- المصدر السابق- ص125.

    [45] راجع تفسير الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم..).

    [46] قلت: قال الهيثمي في المجمع (1/118) رواه البزار ورجاله ثقات.

    [47] أنساب الأشراف- بنو عبد شمس- ص129 تحقيق إحسان عباس.

    [48] خلف: هو خلف بن هشام البزار، ثقة من رجال مسلم.

    [49] عبد الوارث بن سعيد ثقة من رجال الجماعة.

    [50] سعيد بن جمهان (صدوق له أفراد) قاله ابن حجر والصواب أنه ثقة وكان أحمد يطرد من المسجد من يضعف حديثه (الخلافة ثلاثون عاماً...) .

    [51] زكريا بن يحيى الساجي ثقة مشهور من شيوخ النسائي.

    [52] عبد الملك بن الصباح ثقة من رجال الشيخين.

    [53] في الأصل (جدير) وهو خطأ والتصحيح من التقريب ترجمة (8415) وهو عمران بن جدير السدوسي ثقة من رجال مسلم.

    [54] لا أعرف من الظان؟!

    [55] أبو مجلز هو لاحق بن حميد وهو ثقة من كبار الطبقة الثالثة من رجال الجماعة وهو تابعي روى عن بعض الصحابة كأسامة بن زيد والحسن بن علي وأنس بن مالك وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عمر وغيرهم وقد اتهم بحب علي ومرة بحب عثمان وحب الرجلين مع الثقة لا تضر!!

    [56] هو معاوية كما هو واضح في الرواية.

    [57] وثقه ابن حبان في الثقات (4/6) وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/89) ساكتاً عليه وذكره البخاري ساكتاً عليه أيضاً في التاريخ الكبير (1/274).

    [58] في الأصل (الأسنة) وهو خطأ.

    [59] قلت: هذا صحيح فإن بعضهم يزيد فيه (سلمة بن كهيل) بين محمد بن إسحاق وإبراهيم بن البراء بن عازب وهذا اضطراب يسير وسلمة بن كهيل ثقة وابن إسحاق في الرواية الأولى دلس اسم سلمة بن كهيل ولا يضر تدليسه هذا لأن سلمة ثقة، وللحديث شواهد.

    [60] عبد الغفار بن القاسم كان ذا اعتناء بالعلم وبالرجال وعنه أخذ شعبة وكان حسن الرأي فيه ويقول: (ما رأيت أحفظ منه) ثم رجع شعبة إلى تضعيفه للتشيع وليس للضعف في الحديث وبالغ في توثيقه ابن عقدة فكان يقول: (لو انتشر علمه وخرج حديثه لما احتاج الناس إلى شعبة) وضعفه الأكثرون كأحمد وأبي حاتم وأبي زرعة والنسائي ويحيى بن معين والبخاري والساجي والعقيلي وابن الجارود وابن شاهين والذهبي وبالغ علي بن المديني فاتهمه بالوضع في الحديث.

    وتوسط فيه ابن عدي فقال: (له أحاديث صالحة وفي حديثه ما لا يتابع عليه وكان غالياً في التشيع يكتب حديثه مع ضعفه).

    فالصواب فيه والله أعلم هو القبول في المتابعات والشواهد فقط لثلاثة أسباب:

    1- توثيق بعضهم له وإن كانوا قلة.

    2- تضعيف من ضعفه يبدو أنه للتشيع كما هو ظاهر من تضعيف أحمد له لروايته في مثالب عثمان، وقول أبي حاتم (كان من رؤساء الشيعة) ونحو هذا والتشيع ليس جرحاً إلا إذا اقترن بضعف في الحديث.

    3- هذا الحديث شاهد فقط فهو من الأحاديث الصالحة التي تحدث عنها ابن عدي.

    4- قد روى عنه شعبة وقتادة وهما من الحفاظ بل شعبة لا يروي إلا عن ثقة لكن رجع عن توثيقه ربما لاحتجاج أهل الحديث وكانوا يبالغون في ترك الرواية عن الشيعة.

    راجع ترجمته في الجرح والتعديل (6/53) والكامل لابن عدي (5/327) واللسان (4/50) طبعة دار الفكر.

    [61] نلحظ في الحديث عدة فوائد وهي:

    أولاً: كيف أن معاوية استغل القصاص وهم جماعة من جهلة الوعاظ في الدعاء له!!

    وكيف أن الواحد من هؤلاء يدخل المسجد فيه الصحابة ويقص ولا يلتفت إليهم، وهذا من وضع الأمر في غير أهله وترك أو إهمال كبار الصحابة لأنهم ليسوا مع معاوية؛ فالبراء أصبح لا يكاد يعرفه أحد في ذلك المسجد بينما القصاص يمثل السلطة.

    ثانياً: أن أبا سفيان ومعاوية لم يخبرا رسول الله (ص).

    ثالثاً: أن أبا سفيان ومعاوية شهدا حنيناً ولم يحسن إسلامهما بعد! وقد تكون الحقيقة أنهما يومئذ لم يسلما إلا ظاهراً كما صرح عمار بن ياسر.

    رابعاً: إقسامهما –يميناً غموساً!- أنهما لم يأخذاه وتكذيب النبي (ص) لهما فهذه مثالب كبيرة في حديث واحد.

    [62] وذكر الحديث في ترجمته في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة.

    [63] قلت: قد حدث الويل للأمة من عهد معاوية في جوانب كثيرة على المستوى السياسي والمالي وحرية القضاء وحرية التعبير وتأدية العلم والتزام مبدأ الشورى وعزل الصالحين عن أمور الدولة ثم تفويض أمر الأمة إلى من ليس أهلاً ونحو هذا من تغيير سنن العدالة، لكن البعض – بحسن نية وبتسويل من الشيطان- مازال يمدح هذا الويل ويناضل عنه ويدعو لصاحبه ويحارب من نبه له حتى تبقى الأمة في أطول غفلة ممكنة.

    [64] على تعريف الصحبة عند أهل الحديث ولو انفرد عاصم بهذا الحديث ربما يحق للآخرين رده لكن قد تابع عاصماً مجموعة من الصحابة.

    [65] في الأصل (سلمة) وهو خطأ والتصحيح من تهذيب الكمال وتقريب التهذيب.

    [66] قد رمي برأي الخوارج وصح رجوعه عنه (قاله ابن حجر في التقريب مع توثيقه له) والرجل من رجال.

    [67] قوى أمره أحمد وقال (كان مذهبه التشيع ولا بأس به كتبت عنه حديثاً كثيراً عن أبي الجحاف) والعجلي وقال (لا بأس به وكان يتشيع ويدلس) ومحمد بن عبد الله بن عمار وقال: (زعموا أنه لا بأس به) وحسن له الترمذي وضعفه يحيى بن معين بسبب تشيعه وقال (كذاب يشتم عثمان)!! وأبو داود (رافضي خبيث يشتم أبا بكر وعمر) والنسائي (ضعيف) ويعقوب بن سفيان (رافضي خبيث) وعبيد الله بن موسى وصالح جزرة وابن عدي (ضعيف) والدارقطني والحاكمان أبو عبد الله وأبو أحمد وابن حبان والدارقطني والساجي.

    أقول: وقد روى الجوزجاني عن أحمد تكذبيه لكن الجوزجاني ناصبي فلا يؤمن كذبه عن أحمد لا سيما وأن الثابت عن أحمد تقوية أمره والإكثار من الرواية عنه.

    ثم معظم المضعفين له كان بسبب التشيع وشتمه لعثمان أو لأبي بكر وعمر وهذا لا يعد طعناً لأن الخوارج كان يلعنون علياً ويشتمونه وكذا النواصب ومع ذلك فالثقة منهم ثقة وكذا الأمر في الشيعي أو الرافضي، فإن كان شتم الصحابي طعناً فيجب أن يكون شتم علي ولعنه طعناً وإن كان لا يعد طعناً فلا يجوز أن يكون شتم عثمان طعناً بينما شتم علي لا يعد طعناً، هذه ازدواجية النواصب، بل إن التحذير من شتم علي كان أبلغ لحديث (من سب علياً فقد سبني) وهو حديث حسن.

    فالصواب في تليد بن سليمان أنه ضعيف إلا في المتابعات والشواهد وهذه منها وأما تدليسه فمأمون لأنه قد صرح بالتحديث عن الأعمش.

    [68] وهذا اثر السلطة ظاهراً، فقد حاربوا الأحاديث التي وردت في ذم أبي سفيان أو معاوية أو غيرهم من بني أمية؛ وبعض تلك الأحاديث أفلت كحدبث عمار وفضائل علي وهذه الأحاديث كادت أن تذهب من الوجود، وبعضها لعله ذهب.

    [69] قلت: مسند المهاجر في الأجزاء المفقودة من معجم الطبراني فلا أستطيع الحكم على الإسناد لكن هذا الحديث شاهد قوي لاسيما مع توثيق الهيثمي.

    [70] ولا زلنا في الابتلاء إلى اليوم وأعظم الناس وقوعاً في هذا الابتلاء هو من عرف الأدلة وأعرض عنها، وعرف البغي وأحبه وعرف العدل وتنمر منه وعرف النصوص واستهان بها ولم يفرق بين الجنة والنار ولا العدل والبغي ولا من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ومن قاتل لتكون الشام هي العليا …الخ.

    [71] ميزان الاعتدال (3/248).

    [72] البلاذري –أنساب الأشراف بنو عبد شمس- تحقيق إحسان عباس- ص126.

    [73] كما قال الدكتور جاسم المشهداني صاحب موارد البلاذري (2/449).

    [74] إن كان الصحابي ابن عمر فهو شاهد لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص ولكنني أخشى أنه عبد الله بن عمرو (تصحف إلى عبد الله بن عمر) فإن كان كذلك فهذه متابعة.

    [75] إن حصل التصحيف هنا فهو متابعة ثانية.

    [76] أقول: هذه المتابعات والشواهد من طريق نصر بن مزاحم وهو شيعي إلا أنه صدوق في الجملة وقد وثقه ابن حبان (وتوثيقه للمشهورين معتمد) ووثقه ابن أبي الحديد وقد ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (13/282) ويقول عبد السلام بن هارون في مقدمة تحقيقه لكتاب صفين لنصر بن مزاحم ص9 (والمؤرخون يختلفون في توثيق نصر شأنهم في كل راو من الشيعة) ثم يقول: (ومهما يكن فإن الناظر في كتابه هذا يلمس هدوء المؤرخ الذي لا تستفزه العصبية إلي هواه إلا في القليل الذي لا يستطيع منه إفلاتاً...)

    وقال عنه ياقوت الحموي: (كان عارفاً بالتاريخ والأخبار).

    وقال عنه ابن أبي الحديد: (ثقة ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى ولا إدخال وهو من رجال أصحاب الحديث)

    وضعفه العقيلي وأبو حاتم والجوزجاني وغيرهم للمذهب وهذا التضعيف للمذهب غير مقبول عند أكثر أهل الحديث المتقدمين فكم من الرواة المبدّعين أخذ عنهم أصحاب الصحاح.

    وعلى أية حال: لو انفرد نصر بن مزاحم بهذه الروايات لما أخذنا بها ولا نعتمد عليه منفرداً ولا نرى الاحتجاج به إنما لا يجوز ترك الاستشهاد برواياته في المتابعات والشواهد وهو ما فعلناه هنا، ثم هذا الحديث له شواهد.وهؤلاء القوم من النواصب يحتجون بروايات أكذب المؤرخين منفردة كما يفعلون مع سيف بن عمر الذي لم يتابع على أكثر منكراته لا من ضعيف ولا من ثقة، أما نصر بن مزاحم هذا فلا يلتفتون إلى رواياته مع أنه أوثق من سيف بن عمر بمرات عديدة وكلاهما تميميان لكن الذي جعل غلاتنا يذمون نصراً ويحبون سيفاً لأن نصر بن مزاحم شيعي يحب علياً وسيف بن عمر ناصبي ويحب معاوية!!.


  8. #128
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/03/2008
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    يقول الشيخ حسن فرحان المالكي:
    ل كل الأحاديث في فضل معاوية مكذوبة كما نص على ذلك جمع من أهل العلم منهم إسحاق بن راهويه وابن عبد البر والنسائي و الحاكم وأبو علي النيسابوري والبخاري وابن الجوزي وابن القيم وابن حجر وغيرهم وبعض هؤلاء يقولون بضعف الحديث فقط دون وضعه. (هو حديث: عن ربيعة بن يزيد عن عبدالرحمن بن أبي عميرة أن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” –حاشاه!- قال في معاوية :(اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به))
    والحديث روي من طرق كما سيأتي:
    1- رواه الإمام أحمد (4/216) عن علي بن بحر عن الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبدالرحمن بن أبي عميرة[1].
    2- ورواه الترمذي (5/687) عن محمد بن يحيى عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز به..
    3- ورواه الطبراني في (مسند الشاميين 1/190) عن أبي زرعة الدمشقي عن أبي مسهر بإسناده السابق (إسناد الترمذي)..
    4- ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والثماني (2/358) عن محمد بن عوف عن أبي مسهر ومروان بن محمد الطاطري عن سعيد بن عبد العزيز به..
    5- ورواه الخلال في السنة (2/450) عن يعقوب بن سفيان عن محمود بن خالد الأزرق عن عمر بن عبد الواحد عن سعيد به..
    6- ورواه الطبراني في مسند الشاميين (1/190) وفي المعجم الأوسط (1/205) والخلال في السنة من طريقين عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبدالرحمن بن أبي عميرة..
    7- ورواه الترمذي (5/687) عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد النفيلي عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن عمير بن سعد!
    قلت: والصواب عن عبدالرحمن بن أبي عميرة وإنما المناسبة كانت مناسبة عزل عمير بن سعد عن ولاية حمص! فخلط أحد الرواة بين راوي الحديث والأمير المعزول.
    هذه طرق الحديث المشهورة ومدارها على عبدالرحمن بن أبي عميرة (لم تثبت صحبته وهو مجهول ولا تعرف عدالته والخبر ضعيف وسيأتي بيان ذلك).
    وقد أضاف ابن عساكر طرقاً أخرى عن ابن أبي عميرة لا تزيد الحديث إلا ضعفاً واضطراباً وهي كالتالي:
    8- ورواه ابن عساكر (59/84-85) من طريق يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبدالرحمن بن أبي عميرة وهو موضوع لأن في أحد الإسنادين (موسى بن محمد المقدسي البلقاوي كذاب) وفي الآخر (عمرو بن واقد القرشي متروك متهم بالكذب).
    9- ورواه ابن عساكر (59/85-86) من طريق الوليد بن سليمان (من الطبقة السادسة) عن عمر بن الخطاب وبينهما مفاوز إضافة لضعف الإسناد إلى الوليد بن سليمان.
    10- ورواه ابن عساكر (59/83) من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة عن عبدالرحمن وهذه من أوهام الوليد بن مسلم فقد خالفه جماعة فرووه عن سعيد عن ربيعة عن عبدالرحمن بن أبي عميرة وقد وافقهم في روايات عنه.
    11- وروي عن أبي هريرة بإسناد موضوع عند ابن عساكر (59/88).
    12- ورواه ابن عساكر (59/80،81) من طريقين عن مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن عبدالرحمن بن أبي عميرة .
    واضطرب فيه سعيد بن عبد العزيز فرواه مرة أخرى عن ربيعة بن يزيد سمعت عبدالرحمن بن أبي عميرة؛ ولم يذكر أبا إدريس!
    ونص الحديث (اللهم اجعله هادياً مهدياً وأهده وأهد به) مع ألفاظ مقاربة.
    13- ورواه عن سعيد بن عبد العزيز مجموعة من الناس (مروان بن محمد والوليد بن مسلم وأبو مسهر والمهلب بن عثمان) واختلفوا في صيغ الأداء بين معنعن ومصرح بالسماع خاصة سماع ابن أبي عميرة وأكثرهم على العنعنة فقط.
    14- ورواه البلاذري (بنو عبد شمس من أنساب الأشراف – ص127): عن مظفر بن مرجئ (مجهول) عن شبابة بن سوار (ثقة متهم بالإرجاء والنصب) عن يوسف بن زياد التميمي (مجهول) عن محمد بن شعيب (لم أجد له ترجمة ) عن عقبة بن رويم اللخمي (لم أجد له ترجمة).
    15- ورواه ابن عساكر (59/79) من طريق شبابة بن سوار بالإسناد نفسه إلا أنه جعل مكان (عقبة بن رويم) (عروة بن رويم) وهذا ليس له صحبة ولا رؤية بل هو تابعي إضافة إلى أن في الإسنادين ثلاثة مجاهيل ومتهمين بالنصب فلم يصح إلى عروة أصلاً.
    ولفظ الحديث (اللهم اهده واهد به وعلمه الكتاب والحساب وقه العذاب)!.


    والخلاصة: أن الحديث ضعيف جداً أو موضوع:
    وفيه عدة علل إسنادية ومتنية:
    أولاً: العلل الإسنادية:
    العلة الأولى:
    عبدالرحمن بن أبي عميرة لا تثبت أحاديثه ولم تثبت له صحبة وهو أشبه بالمجهول قال ابن عبد البر (463هـ) (وحديثه مضطرب لا يثبت في الصحابة وهو شامي)([2]).
    وذكر ابن عبد البر أنه روى عنه ربيعة بن يزيد أنه سمع النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” يقول وذكر معاوية (اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به).
    قال ابن عبد البر: ومنهم من يوقف حديثه هذا ولا يرفعه ولا يصح مرفوعاً عندهم([3]).
    وقال ابن عبد البر عن حديث آخر له في فضل قريش (حديثه منقطع الإسناد مرسل ولا تثبت أحاديثه ولا تصح صحبته)([4]).
    أقول أيضاً: فهذا الإمام ابن عبد البر يضعف حديثه وينفي صحبته وينقل الإجماع على هذا بقوله: (ولا يصح مرفوعاً عندهم) وسيتبين صحة هذا القول كما سيأتي.
    وترجم له ابن عساكر في تاريخه (35/229)وذكر أن له صحبة لكن لم يذكر ما يدل على صحبته فإن الأسانيد التي فيها روايته عن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” ضعيفة كما سيأتي.
    وذكره المزي في تهذيب الكمال (4/451) وروى له حديث معاوية الذي عرف به[5].
    وذكره ابن حجر في الإصابة في القسم الأول (2/406) مما يعني أنه عنده ممن ثبتت له رؤية أو سماع ولكن لم يأت بما يدل عليها ورد على ابن عبد البر بقوله: (فعجب من قول ابن عبد البر… وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو إسناد منها من مقال فمجموعها يثبت لعبدالرحمن الصحبة)!.
    أقول: خفي على الحافظ رحمه الله أنه لم يصح تصريحه بالسماع من النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” للاضطراب الكبير في رجال الإسناد فضلاً عن الاختلاف في صيغ الأداء، إضافة إلى أن أول من أثبت صحبة ابن أبي عميرة هو سعيد بن عبد العزيز الدمشقي ولم يدركه فتبعه بعض العلماء على ذلك.
    كما خفي على الحافظ رحمه الله كثرة الكذب في أحاديث أهل الشام فقد وضعت بنو أمية وأشياعهم أربعة آلاف حديث على الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” كما ذكر ذلك أبو أسامة الإمام المشهور[6]، والراجح أن تكون تلك الأحاديث من جنس هذا الحديث وأمثاله وتكون في الإرجاء أيضاً والطاعة..الخ.

    العلة الثانية:
    هناك علة أخرى لم ينبه لها شيخنا مع اهتمامه بأمثالها وهو أن ابن أبي حاتم قد نقل في العلل ( 2/363) عن أبيه أن ابن أبي عميرة لم يسمع هذا الحديث من رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” وإنما رواه عن معاوية عن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم”!،
    قلت: وقد وهم أبو حاتم فيما ذكره عن أبي مسهر ومروان بن محمد من أنهما رويا الحديث من طريق ابن أبي عميرة عن معاوية نفسه فإن الطرق كلها التي رواها أبومسهر ومروان ليس فيها لمعاوية ذكر فإن صح أن ابن أبي عميرة إنما رواه عن معاوية فهذه علة كبيرة للحديث! وهي ترد على ماذكره ابن الوزير من أن معاوية لم يرو في فضل نفسه حديثاً!.
    ثم الأحاديث التي رواها عبدالرحمن هذا إن صحت عنه فإن فيها دلالة واضحة على التنصيص السياسي –أثر السلطة في وضع الأحاديث السياسية- كحديث فضل معاوية هذا، وحديث (يكون في بيت المقدس بيعة هدى)! كيف وقد كانت تلك البيعة أيام علي بن أبي طالب الخليفة الشرعي! بل كانت بيعة ضلالة لا يخالف في ذلك إلا النواصب؛ لأن هذا يخالف الأحاديث الصحيحة الأخرى في ذم بغي معاوية وحديث (إذا بويع لخليفتين…) وحديث سفينة وغير ذلك من الأحاديث.
    قلت: وابن أبي عميرة هذا فيه جهالة وفي حياته غموض وفي أحاديثه غرابة شديدة وقد ترجم له ابن عساكر (35/229).

    العلة الثالثة:
    ربيعة بن يزيد تلميذ ابن أبي عميرة وشيخ سعيد بن عبد العزيز محل نظر وتأمل.
    فهناك اثنان بهذا الاسم الأول (دمشقي) وهو المشهور وهو من رجال الجماعة موثق من قبل جماعة من المحدثين والثاني (سلمي) ناصبي ضعيف ويحتمل أنه شيخ سعيد لسبب مهم سأذكره.
    فإن كان شيخ سعيد هو الدمشقي كما هو المشهور فإنه مع توثيق من وثقه من المحدثين قد روى منكرات واضطرب في هذا الحديث وغيره ولم ينتبه كثير منهم لعلل أحاديثه وهو يروي حديثه هذا عن عبدالرحمن بن أبي عميرة ومرة عن ابن إدريس الخولاني عن ابن أبي عميرة[7].
    وربيعة هذا أيضا يرسل كثيراً بما يشبه التدليس فيروي عن معاوية (وبينهما عبد الله بن عامر اليحصبي) ويروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرسلاً وهو من الطبقة الرابعة مات سنة 123هـ.
    ويروي عن أناس لقيهم ما لم يسمع منهم! وقد وثقه يعقوب بن شيبة ويعقوب بن سفيان والنسائي ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي والعجلي وابن سعد وابن حبان والذهبي وابن حجر[8].
    وقال الدارقطني: (يعتبر به) وهذا يعني في الشواهد والمتابعات ولم يتابع على رواية هذا الحديث.
    فقد يكون هذا مما أرسله إضافة إلى أنه دمشقي شامي إيادي أدرك الطلاق والعتاق على البراءة من علي! (وكانت هذه سياسة بني أمية =راجع ترجمة الأوزاعي في سير أعلام النبلاء).
    وإن كان شيخ سعيد هو ربيعة بن يزيد السلمي الناصبي المشهور فهو ضعيف جدا لا سيما مع ظهور نصبه وهو الذي قال فيه ابن عبد البر (كان من النواصب يشتم عليا)! وقال أبو حاتم (لا يروى عنه ولا كرامة )! = راجع ترجمة ربيعة الجرشي في الإصابة لابن حجر والاستيعاب لابن عبد البر؛
    وشيخ سعيد الذي اشتهر به هو الدمشقي لا السلمي وإنما قلت إن هذا محتمل لأن سعيد بن عبد العزيز كان يقول ( ربيعة بن يزيد) فقط ولم يذكر نسبته هل هو الدمشقي أم السلمي وقد أدرك سعيد الاثنين معاً لأن سعيداً كان وصيفاً أيام الوليد بن عبد الملك وهذه العلة لم أجد من نبه لها.
    السبب الثاني: وهو الأهم أن مناسبة الحديث كانت مبكرة (عام 24 هـ) حسب ما رواه عمر بن عبد الواحد عن سعيد عن ربيعة عن ابن أبي عميرة؛ وربيعة بن يزيد الدمشقي يصغر عن هذا كثيرا لأنه مات بعد عام 120هـ! وهو من الطبقة الرابعة مما يرجح أن شيخ سعيد هو السلمي لا الدمشقي والله أعلم؛ وهذا أيضاً مما لم أجد من نبه عليه قبل ولو احتمالاً.
    على أية حال: إن كان شيخ سعيد هو ربيعة بن يزيد الدمشقي فلم يدرك القصة ويكون مرسلاً، وهو يروي عمن لم يسمع منهم كما سبق، وإن كان السلمي فهو ناصبي ضعيف وفي كلتا الحالتين لا يجوز تصحيح الحديث مع هذه العلل فكيف إذا أضفنا العلل السابقة واللاحقة[9].


    العلة الرابعة:
    أن الرواة قد اضطربوا في الحديث فرووا الحديث بالإسناد نفسه بلفظ الحديث الآخر حديث العرباض بن سارية في معاوية (اللهم علمه الكتاب والحساب…)[10]! فهذا اضطراب في اللفظ وقد استغربه ابن عساكر[11] من هذا الطريق على شاميته وميله لبني أمية ولمعاوية خاصة وقد أكثر من رواية الأباطيل والموضوعات في فضائله.

    العلة الخامسة:
    سعيد بن عبد العزيز الدمشقي فهو وإن كان موثقاً من رجال مسلم والسنن ومعظماً عند أهل الشام إلا أنه اختلط في آخر عمره[12] ومما يدل على اختلاطه أنه اضطرب في هذا الحديث نفسه فمرة يرويه عن ربيعة عن أبي إدريس عن ابن أبي عميرة ومرة لا يذكر أبا إدريس ولا ربيعة بن يزيد ومرة لا يذكر أبا إدريس وحده؛ فإن سلمت له أحاديث من هذا الاختلاط فلن يسلم هذا الحديث لما سبق بيانه.
    ثم أضف إلى ذلك أنه مع فضله وعلمه وعبادته إلا أنه كان أموي الهوى في الجملة شغوفاً بنشر أخبار بني أمية ومآثرهم ساكتاً عن مظالمهم ومثالبهم وولي لهم بيت المال وطعن فيه بعضهم بسبب ذلك (كان أبو سليمان الداراني يطعن فيه ويقول (كان على بيت المال)[13].
    ثم هو أيضاً:
    1- شامي، دمشقي، تنوخي،
    2- مرضي من حكام بني أمية!
    3-لم يكن له كتاب والحفظ قد يخون،
    4- وقد اضطرب في هذا الحديث،
    5- واختلط،
    6- ولم يكن يقول حدثنا! وإنما كان يقول : قال فلان! وهذا فيه احتمال الإرسال والتدليس،
    7- وقد روى منكرات في فضل معاوية! ومنها روايته حديث أبي الدرداء (ما رأيت أحداً بعد رسول الله أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا يعني معاوية)![14].
    8- وروى حديث ( إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله)!
    9- وروى حديث (رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع إلى الشام! ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام)! وغير ذلك من الأحاديث والآثار المضادة! التي تبدو أهدافها واضحة من معارضة مثل حديث عمار وتعويض قلة الصالحين في الشام بالثناء على الأرض! مع المزاعم بأن الله قد تكفل بالشام وأهله! والواقع يكذب هذا الزعم وحاشا رسول الله أن يقول هذا وحاشا لله أن يتكفل بالشام وأهل الشام ثم يفرط فيهم! وقد تسلط عليهم البغاة والباطنية والصليبيون واليهود! بل لم تتعرض أرض للبلاء كما تعرضت الشام؛ ولو صح الحديث لم يقع هذا لأن النبي لا يقول إلا حقاً – نفس الله عنهم وعن جميع المسلمين -، هذا مع ما في لفظة (تكفل) من إيحاء بعقيدة الجبر الأموية، وحاشا أن يكون الإيمان في إماتة سنن النبي”صلى الله عليه وآله وسلم” والبغي على إمام الوقت وطرد البدريين وارتكاب المحرمات وتقويض الخلافة الراشدة ولعن المؤمنين على منابر الإسلام! وغير ذلك مما هو متواتر من التاريخ! وكذا ما زعموه من الثناء على صلاة معاوية وأنها أشبه بصلاة النبي من غيره من الصحابة والخلفاء والجميع يعلم الأخطاء التي أحدثها معاوية في الصلاة والسنن التي أماتها ومن يفعل هذا لن تكون صلاته أشبه بصلاة النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” وهذا مفصل في موضع آخر.


    العلة السادسة:
    مروان بن محمد الدمشقي تلميذ سعيد هو ثقة من رجال مسلم والسنن الأربعة اضطرب عليه فيه فرواه بعضهم عنه (كمحمد بن المصفى) زاد في إسناده (أبا إدريس شيخاً لربيعة) ورواه عنه سلمة بن شبيب وعيسى بن هلال وأبو الأزهر وصفوان بن صالح ولم يذكروا أبا إدريس وهو الصواب، لكونهم الأكثر ولأن البقية من تلاميذ سعيد أبو مسهر والوليد بن مسلم ومحمد بن سليمان الحراني وعمر بن عبد الواحد) قد رووه أيضاً بلا ذكر لأبي إدريس.

    العلة السابعة:
    أن مناسبة الحديث –كما ذكروا عن ربيعة شيخ سعيد- كانت عندما عزل عثمان عمير بن سعد الأنصاري من ولاية حمص وولاها معاوية! وقد عزله عثمان مبكراً عام 24هـ وربيعة راوية المناسبة والحديث لم يمت إلا بعد عام 120هـ يعني بينه وبين القصة أكثر من مائة سنة فالانقطاع واضح بين ربيعة وعبدالرحمن بن عميرة وأن الرواية بالعنعنة والإرسال هي الصواب إن كان ربيعة هذا هو الدمشقي لا السلمي الناصبي.
    ونص الرواية في هذا المعنى عن ربيعة بن يزيد ( أن بعثاً من أهل الشام كانوا مرابطين بآمد وكان علىحمص عمير بن سعد فعزله عثمان وولى معاوية فبلغ ذلك أهل حمص فشق عليهم فقال عبدالرحمن بن أبي عميرة المزني سمعت رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” يقول لمعاوية ..) فذكره.
    أقول: واضح من الرواية أن ربيعة لم يشهد القصة خاصة إذا كان الدمشقي؛ وكأنَّ الحديث جاء ليسد اعتراض الناس على تولية معاوية!.

    العلة الثامنة:
    الاضطراب في ابن أبي عميرة فمرة يقولون (عبدالرحمن بن أبي عميرة) ومرة (عبدالرحمن بن عميرة) ومرة (المزني) وأخرى (أنصاري) وثالثة (أزدي) ومرة (عميرة بن سعد) وأخرى (عمير بن سعد) وهكذا! مما يرجح جهالته.

    العلة التاسعة:
    رووه عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة ومرة يرويه بعضهم عن سعيد عن يونس بن ميسرة! ولعل هذا إن صحَّ يكون من اختلاط سعيد أيضاً.

    العلة العاشرة:
    يروونه عن سعيد عن ربيعة عن ابن أبي عميرة ومرة يروونه عن سعيد عن ربيعة عن أبي إدريس عن ابن أبي عميرة؛ ولعل هذا أيضاً من اختلاط سعيد.

    العلة الحادية عشرة:
    مرة يكون بين سعيد وابن أبي عميرة شيخ ومرة شيخان ومرة يرويه سعيد عنه مباشرة! فلا يذكر أبا إدريس ولا ربيعة ولا يونس ميسرة بن حلبس…الخ ولعل هذا أيضا من اختلاط سعيد في هذا الحديث.

    العلة الثانية عشرة:
    الأكثرية رووا الحديث بالعنعنة لا السماع (سعيد عن ربيعة) فرووه بهذه العنعنة (مروان بن محمد -في رواية- والوليد بن مسلم وأبو مسهر ومحمد بن سليمان) ولم يروى بالسماع إلا من طريق مروان بن محمد –في رواية فقط- وقد كان ربيعة يدلس ويرسل.


    العلة الثالثة عشرة: في الإسناد الثاني:
    وهو (يونس بن ميسرة عن ابن أبي عميرة) فرواه عن يونس هذا سعيد بن عبد العزيز وعمرو بن واقد وخالد بن يزيد بن صبيح وهذا الإسناد لا يزيد الحديث إلا اضطرابا لعدة أسباب سبق بعضها ومن أبرزها:
    أولاً: أن الراوي عن يونس هو سعيد بن عبد العزيز ولعل هذا من اختلاطه فإن الأكثرين رووه عن سعيد عن ربيعة عن ابن أبي عميرة فهذا من الاضطراب الذي أشار إليه ابن حجر.
    ثانياً: تفرد الوليد بن مسلم بالرواية عن سعيد عن يونس به والوليد فيه ضعف وتدليس وإسقاط للشيوخ …..الخ وقد عنعن في رواية الطبراني في مسند الشاميين والمعجم الأوسط وصرح بالتحديث عند الخلال في السنة وقد رواه الوليد على الاستقامة (عن سعيد عن ربيعة) عند أحمد في المسند فاضطرب فيه.
    وما أكثر الاضطرابات في هذا الحديث وغيره من أحاديث فضل معاوية! وكأن الشاميين كلما اكتشفوا ثغرة في الحديث حاولوا سدها فلا يزداد الحديث بها إلا ضعفاً! وقد توبع الوليد بن مسلم من اثنين من الضعفاء ضعفاً شديداً هما عمرو بن واقد القرشي ومسلم البلقاوي عن خالد بن يزيد عن صبيح! وسيأتي التفصيل فيهما بعد قليل.
    ثالثاً: يونس بن ميسرة بن حلبس (ثقة عندهم) رواه عن ابن أبي عميرة ويونس من رجال السنن إلا النسائي؛ مات سنة 133هـ قتله العباسيون لما دخلوا دمشق وقيل مات وقيل قتلوه داخل المسجد وكان عمره 120 سنة والعباسيون لا يقتلون العلماء الشاميين إلا من كان منهم شديد الموالاة والمناصرة لبني أمية! وهذا لا يبرر ولا يسوغ للعباسيين هذا فهذا ظلم لا يقره مسلم، لكن نستفيد من هذا قوة موالاة يونس بن ميسرة لبني أمية لدرجة أن يعامله العباسيون كمعاملتهم أحد رجال بني أمية، وهذا يعني أن الرجل أموي شديد الأموية وهذا له أثر على الأحاديث التي يرويها في فضل معاوية!
    ثم أقول: إن كان كذلك فلم يدرك قصة الحديث (عزل عمير بن سعد عام 24هـ!) وغاية ما ذكره يحيى بن معين أنه أدرك معاوية! أي ولم يرو عنه فكيف يروي عام 24هـ! وكأن معاوية عمل على نشر الحديث بالشام حتى ردده من لم يسمعه من قائله! فلذلك ردده سعيد مرسلاً ويونس وربيعة بن يزيد…الخ!
    رابعاً: سبق ذكر موسى بن محمد البلقاوي (تلميذ خالد بن يزيد بن صبيح) كان أحد التلفاء! (لسان الميزان 6/149)[15].
    خامساً: عمرو بن واقد القرشي (تلميذ يونس بن ميسرة، متروك) –على ما ذكره ابن حجر في التقريب-[16].
    سادساً: عمرو بن واقد قد رواه عن يونس بن ميسرة عن ابن أبي عميرة واضطرب فيه فرواه مرة اخرى عن يونس عن أبي إدريس عن عمير بن سعد! فزاد في الإسناد أبا إدريس وأخطأ في اسم ابن أبي عميرة وجعل الحديث عن الصحابي المعزول عمير بن سعد! فاغتر بعضهم بهذا ومنهم فظن عمير بن سعد قد رواه أيضا! فصحح الحديث بما قبله! في صحيح سنن الترمذي! ونسي أقوال الأئمة في عمرو بن واقد وعدم ضبطه لأسماء رجال الإسناد إضافة لضعفه الشديد إن لم نقل كذبه.
    ورواه النواصب بلفظ فيه عجائب عن أبي هريرة (عند ابن عساكر 59/88) والإسناد موضوع فراجعه.

    أما العلل المتنية فأبرزها:
    1- أن هذا الحديث يتعارض مع أحاديث أخرى صحيحة وآثار صحابية حكمت على معاوية بالبغي والظلم والفسق والضلال ونحو ذلك بل اتهمه بعض الصحابة بالنفاق وبعضهم لمح لتكفيره[17]، لكن لو لم يثبت من الأحاديث والآثار إلا وصفه بالبغي والظلم والدعوة إلى النار لكان هذا ذماً عظيماً وعلى هذا فلم يكن هادياً ولا مهدياً بدلالة النصوص الأخرى كحديث عمار وهو متواتر، وحديث الملك العضوض وهو صحيح الإسناد، وحديث الأغيلمة السفهاء وهو في الصحيح، وحديث أول من يغير سنتي رجل من بني أمية صححه الألباني وغيره، وغيرها من الأحاديث التي تناولت معاوية بالذم ويعضدها أن كبار الصحابة على ذمه كعلي وعمار وعبادة بن الصامت وأبي ذر وحذيفة والبراء بن عازب وغيرهم، وكذلك كبار التابعين كمسروق بن الأجدع والحسن البصري وعلقمة بن قيس وزيد بن صوحان وسعيد بن المسيب وغيرهم ولا يخلو عصر من علماء يذمونه بما ورد فيه من أحاديث وما أثر عنه من مظالم وكان آخر هؤلاء في الأزمنة المتأخرة الشوكاني وابن الأمير ومحمد بن عمر بن عقيل والغماريين المغاربة وغيرهم وكل هؤلاء من أهل السنة وهؤلاء المتأخرون كلهم يجيزون لعنته كما كان يجيزها بعض المتقدمين من أهل السنة وثقات الشيعة.

    ونحن لا نقول باللعن وإنما الوصف بما جاءت به النصوص كالبغي والدعوة إلى النار وتبديل السنة والملك الظلوم…الخ؛ فالوقوف مع النصوص أسلم والتركيز على ذم الفعل أكثر من التركيز على ذم الفاعل، كل هذا أسلم ، وإنما ذكرت الأمور السابقة ليعلم الناس أن ذم مثل معاوية وبسر وأبي الأعور والوليد وقاتل عمار ..ليس كذم المهاجرين والأنصار فضلاً عن أصحاب بدر فضلاً عن العشرة ونحوهم من السابقين، فلابد من وضع الأمور في مواضعها الصحيحة حتى لا نحكم بالرفض على معظم سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومعظم العلماء في القرون الثلاثة الأولى الذين كانوا على ذم أمثال هؤلاء؛ ومن شاء فليراجع وليبحث فإن لم يجد مصداق كلامنا فليخبرنا فنحن نستطيع بسهولة أن ندله على أقوال هؤلاء ومواقفهم.
    ثم نعود ونقول للأخوة المختلفين معنا في هذا:
    إن تمسكتم بدلالة الحديث فيعارضه أدلة أخرى وأقوى وأصرح في الذم.
    وإن قلتم: لا يهمنا المتن وإنما يهمنا الإسناد.
    نقول: ونحن كشفنا لكم ضعف الإسناد من أكثر من عشر علل منها نحو خمس علل قوية جداً.
    فإن قلتم: لكن الإسناد متماسك عند بعض العلماء.
    قلنا: إن كنتم متمسكين بالأسانيد فهناك أسانيد أقوى في ذم معاوية بل بعضها على شرط الصحيح مثل حديث (أول من يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي) رواه البلاذري (وهو مؤرخ ثقة) عن موسى بن إسرائيل (وهو ثقة) عن عبد الرزاق (وهو ثقة) عن معمر (وهو ثقة) عن عبدالله بن طاووس (وهو ثقة) عن طاووس بن كيسان (وهو ثقة) عن عبد الله بن عمرو بن العاص وهو صحابي على تعريف المحدثين، فهذا الإسناد أقوى من إسنادكم فإن كان ولا بد من التمسك بالأسانيد فرتبوها حسب القوة، وعند التعارض يقدَّم الأقوى على القوي على الضعيف و(الخبر) على (الدعاء)!.
    فإن قلتم: لكن هذه الأحاديث التي توردها غريبة عند أهل السنة ليست معروفة؟!
    قلت: أي أهل سنة تقصدون؟ أتقصدون المهاجرين والأنصار؟ أم تقصدون غلاة الحنابلة والنواصب؟
    فإن قلتم: المهاجرين والأنصار قدمنا لكم من أقوالهم ما يؤكد قولنا، وأنهم على ذم معاوية بهذه الأحاديث وغيرها.
    وإن قلتم: نقصد غلاة السلفية والنواصب.
    قلنا: ليسوا أولى بالاتباع من عبادة بن الصامت وأبي ذر وعمار وحذيفة وأبي بكرة ونحوهم.

    ثم نقول: لستم صادقين في التمسك بالصحيح المشهور ولو كنتم صادقين لتمسكتم بحديث عمار المتواتر الذي يقضي بظلم معاوية وطائفته وأنهم من الدعاة إلى النار.

    فإن قلتم: لكننا نخشى أن يزل لساننا في الطعن في الرجل وقد يكون خلاف هذه الأحاديث والآثار التي توردها؟

    أقول: ولماذا لا نخشى أن يزل لساننا في الطعن في المختار بن أبي عبيد ومسرف بن عقبة والحكم بن أبي العاص ولم يرد فيهم من الآثار في ذمهم إلا نحو ما ورد في معاوية وإن شئتم أن نجمع هذا وهذا جمعنا وقارنَّا.

    ثم نقول: لماذا لا نخشى من الزلل برد ما ورد في حق الرجل من النصوص الشرعية التي تعترفون بصحتها كحديث عمار مثلاً وحديث الملك العضوض ونحوها.

    فالتورع عن متابعة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" تورع كاذب من تسويل الشيطان فإما أن تكونوا أصحاب آثار أو أصحاب أذواق وتقليد!

    أما أن تأخذوا الآثار متى ما تريدون وتحاربون مضامينها وقت ما تريدون فليس هذا من الإنصاف والعلم والدين والعقل في شيء.

    ثم ذم أعمال معاوية فيها إعادة لهيبة النصوص التي ضعفت أمام غلونا فيه وفي غيره من الأشخاص حتى رتبنا الأجر على الظلم والدعوة إلى النار!

    إضافة إلى أن الثناء على أخطاء معاوية فيه إستهانة بالأوامر الشرعية من العدل والأمانة وحسن الاتباع للسابقين مثلما الثناء على مسرف بن عقبة فيه استهانة بحرمة المدينة ودماء المهاجرين والأنصار وأعراض المسلمين.

    إضافة لمنع اتخاذه قدوة في المظالم وفي ترك سنة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ثم الخلفاء الراشدين القائمة على العدل والإحسان بل لو لم يكن في ذم أفعال معاوية إلا حديث (الملك العضوض) لكفى.

    2-ومن العلل المتنية: أنه ما كل دعاء مستجاب فالنبي "صلى الله عليه وآله وسلم" قد دعا ألا يجعل بأس الأمة بينها فمنع إياها –كما ثبت في الحديث المشهور- ودعا لأبي طالب واستغفر لأمه وهذا كله عندنا غير مستجاب رغم نصرة أبي طالب وحنان أمه لكنه مستجاب في الطلقاء الذين حاربوا النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" عشرين سنة حتى إذا غشيتهم الجيوش من فوقهم ومن أسفل منهم قالوا: أسلمنا لرب محمد!

    وكذا عندنا أن الحديث في فضل علي (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) غير مستجاب! ولو كان عندنا مستجاباً لما قلنا إن معاوية كان هادياً مهدياً!

    لأن الرجل –أي رجل- لا يمكن أن تجتمع فيه الهداية ومعاداة الله! وإن كنا لا بد جامعين بين الدليلين فلننظر الأقوى منهما، ولننظر أي الحديثين أليق بالرجل وسيرته؟
    والخلاصة: أن حديث ابن أبي عميرة وعروة بن رويم في معاوية (اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به) حديث ضعيف جداً ولا أستبعد أن يكون موضوعاً وضعه النواصب الشاميون كما وضعوا غيره من الأحاديث والآثار في فضل معاوية.


    59- حديث أم حرام في ( غزو البحر):
    صحح الشيخ وفقه الله ص60 حديث عمير بن الأسود العنسي عن أم حرام أنها سمعت النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” يقول: (أول جيش يغزون البحر قد أوجبوا).
    وقال الشيخ: وأول جيش غزا البحر من المسلمين كان بقيادة معاوية وهذه منقبة عظيمة له ومعنى (أوجبوا) أي وجبت لهم الجنة. أهـ.
    أقول: ارتكب الشيخ عدة ملحوظات في هذه الجملة الصغيرة وكأنه ليس الشيخ المحدث العارف بالعلل، العارف بالحديث الشاذ!
    وحديث (غزو البحر) وكلام الشيخ عليه يحتاج لعدة وقفات منها:
    1- إعادة ما تم بتره أو إهماله من الحديث –ربما بلا قصد- والجواب على ما استدل به بعضهم من ظاهره وخروج معاوية ويزيد من عموم الحديث بأدلة خاصة.

    2- بيان شذوذ الحديث إسناداً ومتناً.

    3- بيان إشكالات متنية أخرى.
    4- بيان أن معاوية لم يكن الأمير على الراجح وإنما الأمير المنذر بن الزبير،
    5- أن الأصل في أمراء السوء أن يكون جهادهم للغنيمة والذكر وليس للجهاد،
    6- الكشف عن أصل الحديث،
    7- خطاب الإجمال لا يتناول جميع الأفراد وقد كان في تلك الغزوة نصارى.
    8-من قتل أم حرام؟

    9- ضعف حديث أهل الشام على وجه الإجمال.
    60-:التفصيل في الملحوظات:
    أولاً: بتر الحديث: على افتراض صحة الحديث وصحة قول الشيخ فإن الشيخ بتر الحديث ولو أكمله لكان فيه الجواب والحديث كاملاً هو (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا) قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله: أنا فيهم، قال أنت فيهم، ثم قال النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” (أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله: قال: لا) والحديث في البخاري (3/1069).
    وأقول:الحديث مبتور فإن كان الشيخ قد بتره بغير تعمد من سهو أو تأويل فهذا ظننا فيه، وإن كان قد بتره بتعمد فهل تدرون لما حذف الشيخ آخر الحديث –إن كان قد تعمد ذلك -؟!
    الجواب: لأن آخر الحديث يجيب على أوله؛ فآخره – حسب الفهم الذي فهمه الشيخ- سيكون فيه بشارة وثناءً على يزيد بن معاوية وبشارة له بالجنة وأنه مغفور له؟!
    ولكن الشيخ لا يرى هذا فهو –فيما يبدو- يرى فسق يزيد وبناءً على هذا ذكر أول الحديث ولو ذكر آخره معه لكان فيه الجواب، فالجواب في إخراج يزيد يمكن به إخراج معاوية، ويلزم الشيخ هنا إن رأى أن الحديث يوجب لكل فرد من هؤلاء الجنة أن يشهد لمعاوية ويزيد بالجنة ويشهد لبعض النصارى الذين كانوا معهما في تلك الغزوة بالجنة!
    وهذا ما لم يفهمه أحد من أهل العلم ومازال الصالحون سلفاً وخلفاً على ذم يزيد فمنهم من فسقه وبعضهم كفّره، ومن أخرج يزيد لسوء سيرته يستطيع إخراج غيره كمعاوية ومروان وعبد الملك والوليد بن يزيد وغيرهم.
    وقد سبق القول بأن العموم لا يستدل به على موضع النـزاع وإذا كان عبد الله بن أبي قد خرج من الوعد العام لأهل بيعة الرضوان على وضوح الحديث وقوته وقلة اهل الرضوان فخروج معاوية ويزيد من هذا الوعد العام أسهل وأوضح، وكذلك خروج النصارى - الذين كانوا في ذلك الجيش - من عموم الحديث.
    والعلماء يفرقون بين صالح مستحق الجنة والمغفرة ومن ظهر عليه خلاف ذلك، فوعد الله للمجاهدين في سبيل الله بالجنة صريح في القرآن الكريم لكن لا يعني هذا البشارة بالجنة لكل من شارك في تلك المعارك لأنه سيكون فيهم المقاتل حمية أو طمعاً أو رياءً أو تصنعاً ……الخ وإذا وجد هذا في بعض المقاتلين مع النبي ( ص ) فمن باب أولى أن يوجد ذلك في بعض من قاتل بعد ذلك.
    ولذلك نجد الحافظ المناوي في فيض القدير (3/84) يقول: (لا يلزم من قوله: (مغفور لهم) كون يزيد مغفوراً له لكونه منهم إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص؛ ويلزم من الجمود على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق جمع من المحققين حل لعنة يزيد، حتى قال التفتازاني: الحق أن رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحاداً فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه، قال الزين العراقي وقوله (بل في إيمانه) أي بل لا يتوقف في عدم إيمانه بقرينة ما قبله وما بعده)أهـ.
    إذن فظلم يزيد على الأقل – فضلاً عن من يرى كفره- كان كافياً لإخراجه من العموم.
    وكذلك معاوية كان من أهل البغي بالنص المتواتر والبغي هو الظلم وقد جاءت الدلائل الكثيرة والقرائن العديدة على رضاه بهذا البغي وإصراره عليه وإتيانه بلوازمه وهذا مما بسطه أهل الأخبار وله دلائل من الأحاديث النبوية الصحيحة التي فيها ذم للملك العضوض والعضوض هو الظالم وفيها تخصيص لمعاوية على الأرجح بأنه أول من يغير سنة النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” إضافة إلى رضاه بقتل عمار وقاتله وسالبه في النار إضافة لثبوت لعن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” له في أحاديث صحيحة الأسانيد –ستأتي- إضافة لاتهام كبار البدريين له كعبادة بن الصامت بأنه (من أمراء السوء) الذين حذر منهم النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” واتهام عمار بن ياسر له في دينه وشكه في إسلامه بل ورد عن عمار بن ياسر أيضاً ما يدل على اتهامه لمعاوية بأنه من المنافقين الذين حاولوا اغتيال النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” في قصة عقبة غزوة تبوك وهذا الحديث أخرجه مسلم.
    على أية حال: ما يزيد إلا سيئة من سيئات معاوية وصنعة من صنائعه التي ابتلى بها الأمة وأكرههم على بيعته وهو يعلم فسقه وظلمه ووجود من هو أولى منه وأعدل لكنه الملك العضوض وزينة الدنيا التي قاتل عليها معاوية من قبل، حتى قال عبدالرحمن بن أبي بكر عن ملك معاوية ويزيد ( سنة هرقل وقيصر) – راجع الآثار الصحيحة في ذلك التي ذكرها الحافظ ابن حجر في شرحه لتفسير سورة الأحقاف من صحيح البخاري.
    وقد أجاب الحافظ ابن حجر أيضاً على هذا الحديث بقوله: (ومشروعية الجهاد مع كل إمام لتضمن الحديث الثناء على من غزا مدينة قيصر وكان أمير تلك الغزوة يزيد بن معاوية ويزيد يزيد! وثبوت فضل الغازي إذا صلحت نيته)[18].
    أقول: هاهو الحافظ يستثني من ساءت سيرته كيزيد ويشترط ثبوت الفضل بصحة النية ونحن علمنا أن معاوية ممن ساءت سيرته بالأحاديث الصحيحة والآثار الصحابية وإنما الذي منع من ذلك كونه تولى فترة طويلة وعمل بدهائه على إظهار أنه مجتهد صالح النية لكن سوء النية كان لها دلائل ظاهرة لا نريد التوسع في هذا الموضع.
    ثانياً: شذوذ الحديث إسناداً ومتناً: ثم الحديث الذي أورده الشيخ شاذ ولو جمع الشيخ طرقه لحكم عليه بالشذوذ ولو كان في صحيح البخاري.
    والشاذ في أبسط تعريفاته هو: مخالفة الثقة لما هو أوثق منه.
    والحديث باللفظ الآخر الأقوى، رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد وابن حبان وأبو عوانة كلهم من طريق مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك عن أم حرام،
    ورواه مسلم وأبو عوانة والطبراني في الكبير والنسائي وأحمد في المسند من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس عن أم حرام،
    ورواه الطبراني عن المختار بن فلفل عن أنس عن أم حرام،
    كل هؤلاء رووه عن أنس عن أم حرام بلفظ آخر وهو (أن رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” يوماً فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟! قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة، قالت: فقلت: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قلت في الأولى، قالت: فقلت: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأولين.
    فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت)[19].
    أقول: وهذا الحديث خالف فيه عمرو بن الأسود أنس بن مالك وأنس أوثق منه، وخالف خالد بن معدان (تلميذ ابن الأسود) أربعةً من الثقات هم إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ومحمد بن يحيى بن حبان وعبد الله بن عبدالرحمن بن معمر الأنصاري والمختار بن فلفل.
    وخالف ثور بن يزيد وهو ناصبي كلاً من مالك ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن جعفر وزائدة وغيرهم.
    أقصد أن طريق ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عمير بن الأسود شاذ يعارض الطرق الكثيرة عن أنس بن مالك مما يدل على أن أحد الثلاثة (الأسود أو خالد بن معدان أو ثور بن يزيد) لم يحفظ الحديث إن أحسنا الظن.
    وإن أسأنا الظن قلنا: هؤلاء الثلاثة في إسناد ابن الأسود نواصب في الجملة والنواصب يحبون معاوية ويضعون في فضله الأحاديث أو يروونها بمعنى مغاير وهذه منها،
    أي مما نجزم به أن لفظ الأئمة عن أنس عن أم حرام أولى من لفظ ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عمير بن الأسود عن أنس فهذا مثال للشاذ، ويستطيع المتعنت أن يجمع بين اللفظين وأن هذا هو هذا.
    ونحن نقول لا فالنبي “صلى الله عليه وآله وسلم” إما أن يكون نطق هذا أو هذا فالمناسبة واحدة، والرواية بالمعنى هي الأصل في معظم الأحاديث النبوية ولذلك لا بد من تحرير اللفظ الأقرب للصواب.
    ثالثاً: إشكالات أخرى في المتن: الحديث هذا الذي رواه أنس عن أم حرام اختلف في ألفاظه اختلافاً كبيراً بين راوٍ له بطوله ومقتصر على بعضه ومغير في بعض الألفاظ فمثلاً رواية أحمد (3/240) عن أبي سلمة عن مالك عن إسحاق عن أنس عن أم حرام وهو من أوثق الطرق؛ ومع هذا ليس فيه الدعاء لأم حرام ولا أنها شهدت تلك الغزوة ولا أن الناس غزو قبرص في زمن معاوية.. فهل الزيادة مدرجة من الرواة الآخرين؟ يحتاج لبحث.
    وفي أحد الألفاظ في البخاري أن أم حرام يوم زارها النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” كانت تحت عبادة بن الصامت وفي بعضها لم يتزوجها إلا فيما بعد.
    واستشكل بعضهم دخول النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” على امرأة ليست من محارمه وكيف يجعل رأسه في حجرها وتفلي رأسه؟!
    وهذه الرواية تجعل الغزوتين في البحر ورواية عمير بن الأسود الشاذة تجعل غزوة في البحر وغزوة في البر (مدينة قيصر)!
    وظاهر الرواية أن غزوة أم حرام كانت في عهد معاوية مع أن أم حرام ماتت قبل ذلك وكذا زوجها عبادة بن الصامت مات قبل ملك معاوية وبعضهم جمع بأن المقصود بزمن معاوية يعني زمن إمارته على الشام لا زمن ملكه وهذا محتمل.
    وجاء في روايات أنها صرعت في قبرص وروايات أخرى أنها صرعت على ساحل حمص بالشام.
    وجاءت رواية على شرط الصحيح أن أميرهم لم يكن معاوية وإنما كان المنذر بن الزبير –كما سيأتي- وأن وفاة أم حرام كانت بالشام لا بقبرص ويدل على ذلك قولهم: (في زمان معاوية بن أبي سفيان).
    رابعاً: أمير الجيش المنذر بن الزبير: أن أمير الجيش فيما يبدو هو المنذر بن الزبير لا معاوية بن أبي سفيان فقد روى إسحاق بن راهويه في مسنده (1/147) والإمام أحمد المسند (6/435) كلهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ورواه الطبراني (25/134) وابن عبد البر في التمهيد (1/239) كلاهما من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار (أن امرأة حدثته[20] قالت: نام رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” ثم استيقظ وهو يضحك فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم مثل الملوك على الأسرة، قالت: ثم نام ثم استيقظ أيضاً يضحك، فقلت: تضحك يا رسول الله مني؟ قال: لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفوراً لهم؟ قالت: أدع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها.
    قال: فأخبرني عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا فماتت بأرض الروم).
    قلت: أخرجه أحمد في المسند (10/ 408- طبعة دار الفكر) وسنده صحيح.
    وقال ابن حجر سنده على شرط الصحيح (فتح الباري 11/76).
    فهذه الرواية تبين أن الأمير لم يكن معاوية وإنما كان المنذر بن الزبير ويدل عليه روايات البخاري ومسلم التي تقول: (في زمان معاوية..) فلعلها في عهده وهو ملك أو في عهد إمارته ولو كان أمير الحملة لما قيل في (زمن معاوية) ولصرح الرواة بأنه كان قائد الحملة.
    وعلى أية حال: كان معاوية القائد أو المنذر بن الزبير أو يزيد بن معاوية فهذا الثناء العام لا يتناول الأفراد الذين غلب ظلمهم وسوء سيرتهم كما سبق في كلام ابن حجر والمناوي.
    خامساً: أمراء بني أمية والجهاد: الحديث فيه فضيلة المجاهدين الغازين البحر وليس بالضرورة أن يكون أمراؤهم منهم لأن أهداف أمراء بني أمية وملوكهم كانت للدنيا وليس للدين وهذا في الأصل كما روى عبد الرزاق[21] عن معمر عن أيوب عن أبي جمرة الضبعي قال: قلت لابن عباس: إنا نغزو مع هؤلاء الأمراء فإنهم يقاتلون على طلب الدنيا، قال ابن عباس: فقاتل أنت على نصيبك من الآخرة).
    أقول: الإسناد صحيح على شرط الشيخين وفيه إقرار ابن عباس لأبي جمرة بأن قتال الأمراء في عهدهم –وهم أمراء بني أمية لأن ابن عباس مات بعد الثمانين- كان للدنيا لا الدين وهذا لولا ظهوره في أمراء بني أمية لأنكر ابن عباس على تلميذه أبي جمرة.
    وإذا كانت أهداف بني أمية في الفتوحات هي الدنيا لا الآخرة فهل فعلهم يعد فتوحات إسلامية أم أنه لا يجوز أن نحمل الإسلام أخطاءهم ومظالمهم التي فعلوها باسم الدين ؟! فهم لم يظلموا الأمم الأخرى فقط[22] وإنما ظلموا المسلمين أيضاً وأحداثهم في المدينة وصفين ومصر واليمن والحرة شاهدة على أهدافهم أو على الأقل يكون التشكيك في أهدافهم أمراً جائزاً بخلاف الخلفاء العادلين كالأربعة وعمر بن عبد العزيز ونحوهم من أهل العدل.
    ومعاوية خاصة ممن شكك بعض العلماء في جهوده الشامية بأنها تهيئة وتصنع للخلافة ولذلك كان الحسن البصري يقول: -(والله لقد كان يتصنع للخلافة من عهد عمر)!.

    بل قال ابن سيرين ( والله إني لأراه كان يتصنع لها من عهد أبي بكر وعمر)[23].

    قلت : الحسن وابن سيرين مع هذا كانا في نظر المعارضة موالين لبني أمية، وأخفهما موالاة الحسن البصري وقد عمل لبني أمية، فانظروا إلى مقدار التحول الذي حدث عند المسلمين.

    والحسن وابن سيرين لم يدركا عهد أبي بكر وعمر وإنما يعبران عن رأيهما بحكم ما يصلهما من سيرة الرجل، نعم الحسن قد أدرك أميراً وباغياً وملكاً.
    سادساً: أصل الحديث: أصل هذا الحديث هو فضيلة الغزو في البحر فقط فقد روي هذا الحديث بإسناد صحيح –أو حسن على الأقل- عن أم حرام بلفظ آخر وهو (ذكر رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” غزاة البحر فقال: (للمائد أجر شهيد وللغريق أجر شهيدين، فقلت: يا رسول الله: أدع الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعلها منهم، فركبت البحر فلما خرجت ركبت دابة فسقطت فماتت).
    أقول: فهذا أصل الحديث فيما يظهر لي والله أعلم، وفيه ترغيب عام في غزو البحر ودعا لها رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” أن تكون من الغازين وهذا مشروط بصحة النية –كما قال ابن حجر- ومشروط أيضاً بعدم الركون إلى الارجاء والمجاهرة بالمعاصي وارتكاب المظالم.
    إذن فهذا الحديث يفيد أن المراد بـ (الأولين) في الحديث هم الذين تميد بهم السفن في كل زمان ومكان لهم أجر واحد وأن (الآخرين) أي الصنف الآخر وهم الغرقى في سبيل الله لهم أجر شهيدين.

    ويكون قوله :(أنت من الأولين) يعني من الصنف الأول.
    وكلاهما المائد بهم البحر أو الغرقى مشروط بصحة النية والسلامة من المظالم لأن الشخص توزن أعماله الحسنة والسيئة، مثلما هناك أحاديث في الترغيب في الغزو وفضله فهناك أحاديث في الترهيب من الظلم والربا والخمر وقتل الصالحين وبغض الأنصار وبغض علي وإضاعة الأمانة ونحو هذا..
    فإذا كان غزو البحر –على أنه آحاد- فيه فضيلة لمعاوية إن افترضنا حسن النية وصلاحها فهو معارض بحديث عمار المتواتر وحديث غدير خم وهو متواتر وحديث الترهيب من أذية أهل المدينة والترهيب من بغض الأنصار والترهيب من معاداة الإمام علي وأهل البيت وهذه الأحاديث بعضها يصل للتواتر أما حديث أم حرام فهو على صحة إسناده مضطرب المتن والفضيلة مشروطة بشروط بينها العلماء وليس الأمر بهذه السهولة أن يستوي من يغزو لله ومن يغزو للدنيا أو يغزو للذكر والسمعة أو للحمية..
    وهذه كلها جاء بيانها في نصوص شرعية.
    سابعاً: خطاب الإجمال لا يتناول جميع الأفراد: الفضل في العموم لا ينـزل على كل فرد.
    وغزو المسلمين للروم ليس بأفضل ولا أشرف من غزو النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” للكفار واليهود ومع ذلك لم يكن كل الذين غزوا مع النبي مبرئين من النفاق أو الظلم وكان فيهم أفراد متهمون كقزمان وكركرة ومعتب بن قشير والجلاس بن سويد ومحلم بن جثامة وغيرهم ظهرت منهم أشياء سواءً في الغزوات وهذه الأشياء ذُكروا بها في كتاب الله عز وجل في كتابه أو جاء ذلك عن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” في أحاديث صحيحة أو نقلها المحدثون وأهل العلم بالسير والأخبار.
    فمعتب بن قشير قيل أنه قد شهد بدراً وبقي الخلاف فيه هل هو من المنافقين أم من المؤمنين الصادقين؟! وراجعوا إن شئتم تراجمه في الإصابة وغيرها فالخلاف فيه مشهور بين الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء السلف.
    وكذا الحال في كثير من المتهمين كالجلاس بن سويد وذي الخويصرة –وقد شهد الرضوان- وأوس بن قيظي وقد شهد أحداً وغيرهم[24] أما ما نفهمه اليوم ونُفْهمه الناس بأن الله عز وجل قد غفر للصحابي ما تقدم من ذنبه وما تأخر! فهذا يخالف فهم الصحابة أنفسهم الذين كانوا يخشون من العذاب ويتمنى الواحد منهم أنه يموت لا عليه ولا له، ولو كان يعرف أن الأحاديث التي جاءت في فضل الصحابة لها الدلالة القطعية على كل فرد وأنها ليست مشروطة بحسن الإسلام والبقاء على الإسلام وصلاح السيرة لأدركهم الإرجاء ولما شك بعضهم أنه في الجنة.
    تدبروا سير الصحابة الكبار فضلاً عن غيرهم وانظروا كيف يفهمون هذه الأحاديث؟ وهل يفهمون فهمنا أم أننا على غير فهم السلف الصالح؟! أم أن الصحابة ليسوا من السلف الصالح؟! وهل فهم النواصب وغلاة الحنابلة وغلاة المرجئة أولى بالصواب حتى يدخل في الفضل والتبشير بالجنة سائر الطلقاء ويصبحوا على قدم المساواة مع من أقام الدين من المهاجرين والأنصار الذين هم مبشرون في جملتهم لا في أفرادهم بالجنة؟![25].
    ثامناً: من قتل أم حرام؟!:
    سواء كان معاوية قائد الحملة التي كانت فيها أم حرام أم لم يكن فمن المحتمل أنه كان السبب في مصرعها لأسباب عامة وخاصة،
    ومنها أن أم حرام كانت زوجة الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان عبادة –شأنه شأن بقية الصحابة يغزون مع كل بر وفاجر- وقد كان سيئ الرأي في معاوية ويرى بأن معاوية من أمراء السوء الذين حذر منهم النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” كما أخرج ذلك بسند حسن كل من ابن عساكر والشاشي والبزار والطبراني وغيرهم عن عبادة بن الصامت[26] وإنكاره على معاوية بيع الخمر ثم ذهابه إلى المدينة من أجل إغراء معاوية به[27].
    فبيت آل عبادة بن الصامت كانوا على خلاف مع معاوية ويعرفون الأحاديث العامة والخاصة في ذمه فلذلك مات الاثنان أم حرام وعبادة بن الصامت قبل مقتل عثمان فقد كان معاوية يتوقع مقتل عثمان وكان يخشى من بعض الصالحين في الشام! أن يفسدوا عليه أهل الشام فعمل على نفي أبي ذر ثم نفي عبادة بن الصامت فنجح في الأول ولم يستطع في الثاني وعمل على أن يصفو له الشام بين قبائل كلب وغسان وحمير وكندة وغيرهم من القبائل التي لم يكن لها سابقة في الإسلام ولا تعرف المهاجرين ولا الأنصار!
    وإن صح أنه أمير الحملة فالمرجح لاغتياله أم حرام أمران –وكلاهما دليل ظني لا قطعي- :
    الأمر الأول: قولهم في الرواية (فقُدَّمت لها بغلة لتركبها)!.
    يا ترى من الذي قدم تلك البغلة المجنونة؟! التي تطير بمن لا تعرفه حتى يندق عنقه؟!
    الدليل الثاني: جاء وصف البغلة في بعض الروايات الصحيحة بأنها (شهباء)! وهذه صفة بغال معاوية!، ومن ذلك قول كعب الأحبار (بل صاحب البغلة الشهباء) يعني معاوية؟! والأثر صحيح الإسناد عن كعب.
    ويبدو أن معاوية وبعض الطلقاء كانوا قد حاولوا اغتيال عمر أيضاً لما ذهب إلى الشام وأعطوه برذوناً كاد أن يصرعه لكن الله سلم؛ واستطاع إيقافه ثم نـزل وقال (ما ظننته إلا شيطاناً)!
    قلت: لعله من شياطين معاوية!
    على أية حال: إن صحت محاولته –مع مجموعة من المتهمين بالنفاق- اغتيال النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” يوم تبوك فلا يستغرب منه محاولة اغتيال عمر بن الخطاب ولا اغتيال أم حرام ومحمد بن مسلمة والحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص والأشتر النخعي وعبدالرحمن بن خالد بن الوليد وسعد بن عبادة وغيرهم[28].
    تاسعاً: ضعف أحاديث أهل الشام على وجه الإجمال،فلم تكن الشام دار حديث ولم يكونوا يصلون الأسانيد حتى ظهر فيهم الزهري فذكر لهم انهم يروون أحاديث بلا زمام ولا خطام فبدؤوا يصلون الأسانيد ويهمون في ذلك الأوهام الكبيرة إضافة إلى أنهم كانوا نواصب أخذ عليهم بنو أمية البراءة من علي (راجع ترجمة الأوزاعي في سير اعلام النبلاء)..



    61-: الشيخ لم يذكر الأحاديث الواردة في ذم معاوية:

    لم يثبت في فضل معاوية حديث وعلى هذا إسحاق بن راهويه (شيخ البخاري) والبخاري نفسه والنسائي وأحمد بن حنبل والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وابن عبد البر وابن القيم وابن حجر العسقلاني وغيرهم..

    بل أكد إسحاق بن راهويه أن كل ما روي في فضل معاوية فهو كذب.

    وقد سبق إثبات هذا عند بحث أقوى الأحاديث التي أوردها الشيخ أو غيره في فضل معاوية وبيان خطأ من ذهب لتصحيح بعض تلك الأحاديث ولم ينتبه للعلل والموجودة في الإسناد أو المتن.

    أما الأحاديث في ذم معاوية أو ذم بعض أفعاله التي يتستر عليها الغلاة في معاوية ففيها المتواتر والصحيح والحسن.

    ومن أشهرها:

    1- حديث عمار (تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) والحديث في الصحيحين والشطر الأول منه متواتر وهذا لفظ البخاري.

    2- حديث سفينة (الخلافة ثلاثون عاماً ثم تكون ملكاً عضوضاً) الحديث صحيح الإسناد وأول الملوك معاوية.

    3- حديث أبي هريرة (فساد أمتي -وفي لفظ: هلاك أمتي على أيدي سفهاء من قريش) الحديث في صحيح البخاري وقد جاء تفسير هؤلاء السفهاء في حديث أبي هريرة نفسه بأنهم (بنو حرب وبنو مروان) وأول بني حرب هو معاوية.

    4- حديث أبي ذر وغيره (أول من يغير سنتي رجل من بني أمية) الحديث صحيح الإسناد وقد صححه الألباني وألمح إلى أنه معاوية.

    5- حديث علي وأبي أيوب وعمار وغيرهم (أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) علياً بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين) والحديث صحيح الإسناد وقد صححه ابن حجر والألباني وغيرهم، ومعاوية كان رأس القاسطين.

    6- حديث سفينة والبراء بن عازب والحسن بن علي وغيرهم (لعن الله الراكب والقائد والسائق) وكان هؤلاء معاوية وأبو سفيان وأحد أخوة معاوية، والحديث صحيح الإسناد وسيأتي التفصيل فيه.

    7- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي –وفي لفظ: على غير سنتي- فطلع معاوية وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): هو هذا) والحديث رواه البلاذري بسند صحيح رجاله ثقات أثبات، وصحح بعض متابعاته الدكتور جاسم المشهداني( جامعة أم القرى)..

    8- حديث عبادة بن الصامت سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول (سيلي أموركم بعدي أمراء يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فلا تضلوا بربكم –وفي لفظ: فلا تعتلوا بربكم-) قال عبادة: ووالله إن معاوية لمن أولئك، والحديث حسن.

    9- حديث حذيفة وعمار بن ياسر ( في أصحابي اثنا عشر منافقاً لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) الحديث في مسلم ومناسبته في مسلم تدل على أن عمار وحذيفة يريان أن معاوية من هؤلاء خاصة قلنا هذا بقرائن منها أن عمار قاله جواباً على القتال مع علي وأن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعمار لا يقصد أهل الجمل ولم يدرك الخوارج،والحديث فيه الإخبار أن ثمانية منهم يموتون بمرض الدبيلة وهي قرحة تظهر في الأكتاف وقد مات منها معاوية!.

    10- حديث (قاتل عمار وسالبه في النار) صححه الألباني وغيره، وقال ابن تيمية: من رضي بقتل عمار كان حكمه حكم قاتل عمار، وقد تنازع قتلة عمار في رأس عمار بين يدي معاوية كلن يرجو الجائز من معاوية وهذا دليل على رضى معاوية بقتل عمار.

    11- حديث علي وأم سلمة (لا يحب علي إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق) الحديث في مسلم، ولا ريب أن معاوية كان من مبغضي علي بن أبي طالب وإن لم يكن القتال واللعن على المنابر دليل على البغض فلا أدري ما هو البغض إذن؟!.

    12- حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه) الحديث متواتر،، وقد كان معاوية من أعداء علي الكبار.

    13- حديث (لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق) الحديث في الصحيحين، وقد كان الأنصار يشكون من أثرة معاوية وظلمه لهم.

    14- حديث (إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون) الحديث صحيح، وقد كان علي وعمار وعبادة وخزيمة بن ثابت ومن معهم يرون أن معاوية من هؤلاء، ومن ذلك قول علي –لما طلبوا منه أن يبقي معاوية على الشام- فتلا الآية الكريمة: ( وما كنت متخذ المضلين عضداً)، وكان عبادة يحلف أن معاوية من أمراء السوء ، وأما عمار فرأيه في معاوية أشهر ، وأما خزيمة ذو الشهادتين فهو القائل( بانت لي الضلالة) …

    15- حديث (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) روي عن عدد من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري وابن مسعود وغيرهما، وأقل أحوال هذا الحديث الحسن( وسيأتي التفصيل فيه).

    16- حديث مسلم (لا أشبع الله بطنه).

    وغير ذلك من الأحاديث التي سيأتي بحث بعضها، فضلاً عن الآثار الصحابية في ذم معاوية وقد ثبت هذا عن كثير من المهاجرين والأنصار الذين أدركوا معاوية من البدريين وغيرهم كما ثبت ذمه على ألسنة كثير من التابعين كالحسن البصري ومسروق بن الأجدع والأسود بن يزيد وغيرهم، واستمر هذا عبر العصور حتى وجدنا بعض المتأخرين يستحلون لعن معاوية كالشوكاني وابن الأمير ومحمد بن عقيل وأبي بكر بن شهاب وغيرهم، مع أننا لا نرى سب أحد بعينه أو لعنه، لكننا في الوقت نفسه لا ننكر على من لعن أو سب الظلمة كما فعل هؤلاء وابن حزم وغيرهم من العلماء. .

    على أية حال فالأحاديث في ذم معاوية، فيها الضعيف لكن بعضها من الأحاديث القوية – بل بعضها ورد في الصحيح - وهذه التي لم يشر إليها الشيخ أدنى إشارة هي أقوى بكثير من حديث ابن أبي عميرة الذي صححه الشيخ! وعلى هذا إن كنا معتمدين على قوة الأسانيد فالأحاديث الواردة في الذم أقوى سواء ماكان منها عاماً أو خاصاً، بل هذه الأحاديث أقوى أيضاً من الأحاديث التي قواها الشيخ في ذم الحكم بن أبي العاص وكركرة وغيرهم من أصحاب الصحبة العامة ممن يصحح الشيخ بعض الأحاديث في ذمهم،

    إذن الواجب على طالب العلم – والشيخ من أفضل هؤلاء- ألا يتناقض ولا يصحح حديثاً ثم يضعف أقوى منه؛

    وإذا كانت الأحاديث في ذم معاوية أقوى أسانيد من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي وضعها الضعفاء من النواصب أو المغفلين في فضله، فما الذي جعلنا نستوحش من الأحاديث الواردة في الذم رغم قوتها ونألف الأحاديث الواردة في فضله على نكارتها وضعفها ؟!!

    لا أجد سبباً مقنعاً غير التقليد، والبعد عن دراسة تلك الأحاديث بتأن، والنظر إليها بعين الفكر السائد وبأحكام مسبقة.

    ولن أتوسع هنا في تخريج الأحاديث العامة في ذم معاوية كحديث عمار وحديث الملك العضوض وحديث الأغيلمة السفهاء ونحوها من الأحاديث العامة التي تتناول معاوية لكونه كان رأساً في كل هذا، وإنما قد أذكر بعضها باختصار شديد، وقد سبق الكلام على أكثرها، وإنما سأتوسع في تخريج الأحاديث الخاصة غير المشهورة التي وردت فيه وأضعها بين يدي شيخنا فلعله لم يجمع طرقها ولم يتأملها ثم أترك له حرية الأخذ بترجيحي أو رده، لأن كل هذه الأحاديث أحاديث آحاد لا ينبغي أن يكون فيها مفاصلة مع أنهم يفاصلوننا ويخاصموننا على أحاديث آحاد ليست في قوتها ولا في شواهدها الكثيرة العامة والخاصة، ومن الأحاديث التي سأتوسع فيها هنا ما يلي:.

    61-:الحديث الأول.. حديث أبي سعيد (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه):

    هذا الحديث قد يظنه أكثر طلبة العلم حديثاً موضوعاً لا يعرف له إسناد! مع أنه سيتبين أنه أقوى من كل الأحاديث الضعيفة التي يصححونها في فضل الرجل،وهو حديث أقل ما يقال عنه أنه حديث حسن وإلا تناقضنا وخالفنا قواعد أهل الحديث، بل هو صحيح بمجوع طرقه الآتية لكنه يبقى حديث آحاد، وقد روي بأسانيد بعضها حسن لذاته ولا ينـزل الحديث بهذه الأسانيد عن رتبة الحسن عند المتشددين من المحدثين وهو مروي عن أبي سعيد الخدري وسهل بن حنيف وابن مسعود وجابر بن عبد الله وجماعة من أهل بدر والحسن البصري مرسلاً:

    أولاً: حديث أبي سعيد الخدري.. وروي عنه من طريقين- أحد الطريقين يصحح به ابن تيمية منفرداً لكن في أحاديث أخرى!-:

    الطريق الأول.. أبو نضرة عن أبي سعيد:

    رواه جماعة من الثقات عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري[29].

    ولهذا متابعة من طريق عثمان بن جبلة عن عبد الملك عن أبي نضرة عن أبيه عن أبي سعيد.

    أما الطريق الثانية.. عن أبي سعيد:

    فروي من طريق مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد.

    وهذا تفصيل الحكم على هذه الأسانيد:

    1-طريق علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد:

    هذا الإسناد ضعيف لوجود علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري[30] وإن كان من رجال مسلم إلا أنه ضعيف -كما قال الحافظ في التقريب-ولسنا إن شاء الله ممن يأخذه الهوى إلا في طلب الحقيقة ولو كنا ممن يجامل على حساب الحقيقة لقلنا أن هذا الإسناد على شرط مسلم فرجاله رجال مسلم ومن المحدثين من يصحح ما هو دون هذا بكثير وابن تيمية – مع منافحته عن معاوية -ممن يصحح لعلي بن زيد هذا، فهذا حجة عليه!.

    ثم يضاف لهذا انه قد توبع علي بن زيد عن أبي نضرة برواية عبد الملك بن أبي نضرة!.

    فرواه ابن حبان في المجروحين (1/157) عن أحمد بن محمد الفقيه عن أبيه وعمه عن جده عن يحيى بن عثمان عن عثمان بن جبلة عن عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه عن أبي سعيد، وهذا الإسناد ضعيف جداً؛ فشيخ ابن حبان أحمد بن محمد بن مصعب بن بشر بن فضالة بن عبد الله بن راشد أبو بشر الفقيه متهم بالوضع وقلب الأسانيد ومثله لا يقبل لا في المتابعات ولا الشواهد.

    لكن الإسناد حسن لغيره لا سيما مع الطريق الثاني وبشواهد الحديث الكثيرة التي ستأتي:

    وللحديث متابعة عن أبي سعيد:

    فقد روى الحديث جمع عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري[31].

    قلت: وهذا الإسناد ضعيف جداً، فمجالد هذا توقف فيه الذهبي وقال عنه ابن حجر: (ليس بالقوي).

    قلت: لو كنت مقوياً الأسانيد بالتقليد لقويته، والصواب عندي أن مجالد ضعيف جداً [32] ورأي الشيخ في مجالد أفضل من هذا! فهو ممن يقبل متابعاته.

    أما أبو الوداك (جبر بن نوف) فهو ثقة صدوق من رجال مسلم وأصحاب السنن، قال عنه ابن حجر في التقريب (صدوق ربما يهم) والصواب أنه ثقة أو صدوق مطلقاً[33].

    أقول: وعلى هذا إن كان مجالد كما يقول ابن حجر (ليس بالقوي) فهذا ضعف غير شديد يرتقي به هذا الإسناد إلى الحسن لغيره لكن الصواب عندي في مجالد أنه ضعيف جداً وقد بحثته وظهر لي ضعفه الشديد –إن لم أقل كذبه- ولا أقبل حديث مجالد لا في المتابعات ولا في الشواهد[34] فقد جربت عليه أخطاء كثيرة أكاد أجزم بأنه يكذب، وكنت لو أريد مجرد التصحيح –بلا حجة ولا اقتناع- لاعتمدت على الذهبي والحافظ ابن حجر ولاستطعت بهذا الاعتماد أن أقول: الإسناد الأول حسن والثاني حسن لغيره لكن الصواب أن الأول ضعيف لذاته حسن لغيره –مما سيأتي- أما هذا الإسناد إسناد مجالد فهو ضعيف جداً، والحديث قوي بطرق أخرى ستأتي.



    ثانياً:حديث ابن مسعود (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)

    والإسناد -إلى ابن مسعود- قوي:

    وقد روي عنه الحديث ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود ، وروي عن عاصم من أربع طرق:

    الطريق الأول: رواه ابن حبان في المجروحين (2/172) قال: أخبرنا الطبري عن محمد بن صالح ثنا عباد يعقوب الرواجني عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله...[35].

    أقول: هذا الإسناد حسن فعباد بن يعقوب من رجال البخاري وهو ثقة شيعي (والتشيع مع الصدق ليس جرحاً وقد توبع) وشريك صدوق – وقد توبع- وكذلك عاصم صدوق أما زر بن حبيش فثقة جليل وابن مسعود صحابي كبير.



    الطريق الثاني والثالث: رواها الحكم بن ظهير عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود فذكره[36].

    أقول: الإسناد ضعيف جداً لوجود الحكم بن ظهير (متروك ورمي بالرفض) أما عاصم فصدوق وزر بن حبيش ثقة وابن مسعود صحابي كبير.

    لكن الحكم هذا قد توبع من شريك وسلام أبي المنذر (وهو الطريق الثالث) فأصبح الحديث حسناً بهذا الطريق، ولو لم يتابع الحكم لكان الإسناد ضعيفاً جداً.

    تنبيه مهم: ينبغي التنبيه إلى أن كثيراً من التضعيفات التي لحقت الشيعة الأوائل كانت بسبب روايتهم هذه الأحاديث الثابتة التي أصبحت غريبة عند العلماء المرضي عنهم من السلطات في عهد الدولتين الأموية والعباسية، أما في عهد الدولة الأموية فواضح سبب منع مثل هذه الأحاديث وأما في عهد الدولة العباسية فإن رواة هذه الأحاديث غالباً يكونون من أنصار آل علي في الثورات على العباسيين! فلذلك يهم الدولة العباسية ألا يخرج من هؤلاء قدوة تزحف خلفه الجماهير؛ أو تثق في فتواه إذا أفتى بالخروج مع الثائرين من آل علي!.

    ثالثاً: حديث جابر بن عبد الله:

    روى سفيان بن محمد الفزاري[37] عن منصور بن سلمة (ولا بأس بمنصور) عن سليمان بن بلال (ثقة) عن جعفر بن محمد (وهوثقة) عن أبيه (ثقة) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعاً (إذا رأيتم فلاناً ..)[38].

    قلت : هذا الإسناد ضعيف جداً لوجود سفيان بن محمد.



    رابعاً: حديث سهل بن حنيف:

    وسنده حسن:رواه ابن عدي (6/112) قال: حدثنا علي بن سعيد حدثنا الحسين بن عيسى الرازي حدثنا سلمة بن الفضل ثنا حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا رأيتم فلاناً على المنبر فاقتلوه).

    أقول: الإسناد حسن؛ رجاله ثقات إلا ابن إسحاق صدوق وهو من كبار علماء المغازي ومن رجال مسلم والسنن الأربعة.

    أما شيخه محمد بن إبراهيم التيمي فهو ثقة من رجال الجماعة وشيخه أبو أمامة بن سهل بن حنيف فمعدود في الصحابة فالإسناد أقل أحواله الحسن، وقد يعكر عليه عنعنة ابن إسحاق لكن مسلم قبل عنعنات ابن إسحاق في صحيحه[39].

    أما تلميذ ابن إسحاق فهو راويته سلمة بن الفضل الأبرش فهو (صدوق كثير الخطأ) لكن العلماء قبلوا روايته عن ابن إسحاق ومنها كتب السيرة التي رواها عن شيخه ابن إسحاق فهو من المختصين به، حتى قال جرير بن عبد الحميد: (ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل)[40] إذن فإن كان يخطئ كثيراً فهو في غير أحاديثه عن ابن إسحاق.

    أما تلميذ الأبرش فهو الحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي الحارثي (صدوق)[41]، وتلميذه علي بن سعيد شيخ ابن عدي إن كان العسكري فهو ثقة وإن كان الرملي ففيه ضعف وقد قال فيه الذهبي (الحافظ البارع)، لا سيما والآخذ عنه هو ابن عدي وهو من المتثبتين في الأخذ.

    أقول: فالحديث حسن الإسناد ويصبح الحديث صحيحاً لغيره بهذا الإسناد إن شاء الله، خاصة وأن له شواهد بعضها حسن الإسناد لذاته كما في حديث ابن مسعود.وهو أقوى من حديث ابن أبي عميرة.



    62-الحديث الثاني.. حديث ابن عباس (لا أشبع الله بطنه):

    روى الإمام مسلم في صحيحه (4/2010): بإسناده عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتواريت خلف باب، قال فجاء فطحأني طحأة وقال: أذهب وأدع لي معاوية، قال فجئت فقلت: هو يأكل، قال: ثم قال لي أذهب فادع لي معاوية، قال فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: لا أشبع الله بطنه.

    أقول: وهذا دعاء من النبي (صلى الله عليه وسلم) على معاوية بسبب تأخره عن تلبية طلب النبي (صلى الله عليه وسلم).

    وفي الحديث مثلبتان:

    المثلبة الأولى: سبقت في دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) على معاوية وسنجيب على شبه النواصب في هذا الدعاء والرد على زعمهم بأن هذا فيه فضيلة لمعاوية!.

    المثلبة الثانية: تأخر معاوية عن تلبية طلب النبي (صلى الله عليه وسلم) والاستمرار في الأكل فهذا له دلالة على قلة المبالاة.

    ولو أن واحداً منا طلبه أو أرسل إليه رئيسه في عمله لأتى فوراً وترك شئونه فكيف إذا دعاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟!

    فالتأخر عن تلبية طلب الرئيس أو المسئول يدل على شيء من اللامبالاة، فكيف بالتأخر عن تلبية طلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خاصة وأنه قد كرره!.

    ومما يدل على أن الدعاء كان مما يستحقه معاوية أصبح لا يشبع –بعد الحديث- إلا إعياءً! قول ابن عباس (فما شبع بعدها)[42] وروى البلاذري[43] عن المدائني عن عقبة عن عبد الله بن بريدة قال: (كان معاوية يؤتى بالثريدة تكاد تستر الذي يؤاكله! فيأكل ويدعو إلى طعامه عدة بعد عدة فيأكل معهم جميعاً)!!

    أقول: وقد وفد عبد الله بن بريدة مع أبيه إلى معاوية كما في قصة شرب معاوية للخمر (أو الطلاء المحرم على أقل الاحتمالات) وأصل القصة في مسند أحمد من حديث بريدة بسند صحيح.

    وروى البلاذري[44] عن المدائني عن عامر بن الأسود قال: كان معاوية يأكل في اليوم أربع أكلات آخرهن أعضلهن وأشدهن ويتعشى فيأكل ثردة عليها بصل كثير)!.

    أقول: فالحديث الذي فيه الدعاء لمن دعا عليهم النبي (صلى الله عليه وسلم) فيه شرط ألا يكونوا لذلك أهلاً! فلا تتحقق الدعوة عندئذ ويعوض المدعو عليه بالأجر والمثوبة، وهذا نادر إن لم يكن مفقوداً لحلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلقه العظيم.

    بينما من تحققت فيه الدعوة وتأخر النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يكون من هؤلاء.

    ثم قد عاتب النبي (صلى الله عليه وسلم) من تأخر عن الاستجابة له بسبب الصلاة[45] فكيف بمن تأخر عن الاستجابة بسبب الأكل!.



    63-: الحديث الثالث، حديث (لعن الله الراكب والقائد والسائق):

    والحديث مروي عن عدد من الصحابة والتابعين منهم سفينة ووالبراء بن عازب والحسن بن علي وعبد الله بن عمرو والمغيرة و ابن عمر وغيرهم كما سنفصله.

    1- طريق سفينة:

    روى البزار في مسنده (9/286) حدثنا السكن بن سعيد قال حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا أبي[46] وحدثناه حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان جالساً فمر رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق فقال: (لعن الله القائد والسائق والراكب).

    وللحديث متابعة عن سفينة:

    وقد رواها البلاذري في أنساب الأشراف[47] قال: حدثنا خلف[48] حدثنا عبد الوارث بن سعيد[49] عن سعيد بن جمهان[50] عن سفينة مولى أم سلمة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان جالساً فمر أبو سفيان ومعه معاوية وأخ له أحدهما يقود البعير والآخر يسوقه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لعن الله الحامل والمحمول والقائد والسائق.

    أقول: الإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات وليس في ضعف حديث ابن أبي عميرة في فضل معاوية! لكن في المتن لفظة (الحامل) شاذة والصواب الحديث المشهور (لعن الله الراكب والقائد والسائق) والراكب هو المحمول.

    قلت: وقد ذكر الشيخ عبد الله السعد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم -لخلقه العظيم- لم يكن ليلعن أحداً إلا على أمر عظيم!.

    قلت: ولعل هذا الأمر هو محاولة معاوية مع أبيه اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم أثناء عودتهم من غزوة تبوك! وأصل القصة في صحيح مسلم وقد لمح عمار فيها لمعاوية فالله أعلم، لا سيما وأنه قد لعنه مرة أخرى هو ووالده في حديث عاصم الليثي الذي لم تثبت صحبته إلا برواية حديث في الدعاء على معاوية ووالده!،وثيت لعنه في حديث الحسن بن علي الآتي وسنده صحيح، كل هذا في ثبوت اللعن فقط! وهذه المصادر التي أنقل منها ليست مصادر شيعية، هذه الأحاديث وشواهدها ثبتت من مصادرنا برجال أسانيدنا بجرحنا وتعديلنا، وأفلتت عبر دولة أموية استمرت أكثر من ثمانين سنة وهي تحارب مثل هذه الأحاديث وأصحابها حتى سفكوا في سبيل ذلك في البصرة وحدها سبعين الفاً! وقتلوا خبيب بن عبد الله بن الزبير لهذه الأخبار التي كان يرويها في مثالب القوم.



    2- حديث الحسن بن علي:

    رواه الطبراني في المعجم الكبير (3/71) قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي (ثقة)[51] ثنا محمد بن بشار بندار (ثقة) ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي (ثقة)[52] حدثنا عمران بن حدير (ثقة)[53] أظنه[54] عن أبي مجلز (ثقة)[55] قال: قال عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة لمعاوية –في حديث صلح الحسن ومعاوية- وفيها قول الحسن (بالله عليك يا عمرو وأنت يا مغيرة تعلمان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (لعن الله السائق والراكب) أحدهما فلان[56]؟! قالا: اللهم بلى… الحديث).

    أقول: الإسناد صحيح ورجاله كلهم ثقات، وليس كديث ابن أبي عميره الذي يقويه النواصب في فضل معاوية! فالحديث بهذا الإسناد وإسناد سفينة أقل أحواله الحسن لذاته الصحيح لغيره عند المتشددين من أهل الحديث وكلا الحكمين حجة عند أهل الحديث.



    3- حديث عمرو بن العاص:

    سبق في حديث الحسن وسنده صحيح (وهو الإسناد السابق نفسه).



    4- حديث المغيرة بن شعبة

    (سبق في حديث الحسن) وسنده صحيح.



    5- حديث البراء بن عازب:

    روى ابن عساكر (59/204) عن إسحاق بن إبراهيم الرازي (صدوق) عن سلمة بن الفضل راوية ابن إسحاق (وهو صدوق) عن ابن إسحاق (صدوق) عن إبراهيم بن البراء بن عازب (تابعي ثقة)[57] عن أبيه البراء بن عازب (صحابي) قال: (مر أبو سفيان على قبة وكان معاوية رجلاً مستهاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (اللهم عليك بصاحب الأستاه)[58].

    وروى البخاري في التاريخ الكبير (1/274) عن طريق محمد بن إسحاق (صدوق) عن سلمة بن كهيل (ثقة) عن إبراهيم بن البراء بن عازب (ثقة) عن أبيه (صحابي) سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في قبة له وأنا خلفه...

    قال البخاري: يختلفون في إسناده[59].

    أقول: الإسناد الأول والثاني رجاله بين الثقة والصدوق ويمكن أن نعتبره ضعيفاً للاختلاف على ابن إسحاق فيه لولا الشواهد الكثيرة التالية التي يصبح بها الحديث حسناً.



    وللحديث متابعة عن البراء: رواها نصر بن مزاحم (في كتاب صفين ص218) عن عبد الغفار بن القاسم عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبل أبو سفيان ومعه معاوية فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (اللهم العن التابع والمتبوع اللهم عليك بالأقيعس).

    فقال ابن البراء لأبيه: من الأقيعس؟

    قال: معاوية!!

    أقول: الإسناد رجاله ثقات على كلام في نصر بن مزاحم وفيه عبد الغفار بن القاسم ضعيف[60] بل الأكثرية على تضعيفه، لكن تضعيف بعضهم له كان مذهبياً فقط وقد توبع على أحاديث كثيرة انتقدت عليه فهذا يصلح في الشواهد.

    ومن شواهد الحديث:

    قال محمد بن كعب: (إنا جلوس مع البراء في مسجد الكوفة إذ دخل قاص فجلس فقص ثم دعا للخاصة والعامة ثم دعا للخليفة! –ومعاوية بن أبي سفيان يومئذٍ خليفة!- فقلنا للبراء: يا أبا إبراهيم، دخل هذا فدعا للخاصة والعامة ثم دعا لمعاوية فلم يسمعك قلت شيئاً؟!

    فقال: إنا شهدنا وغبتم وعلمنا وجهلتم إنا بينا نحن مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحنين إذ أقبلت امرأة حتى وقفت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت: إن أبا سفيان وابنه معاوية أخذا بعيراً لي فغيباه عليَّ!!

    فبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلاً إلى أبي سفيان بن حرب ومعاوية: أن ردا على المرأة بعيرها!

    فأرسلا: إنا والله ما أخذناه وما ندري أين هو!

    فعاد إليهما الرسول،

    فقالا: والله ما أخذناه وما ندري أين هو؟!

    فغضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى رأينا لوجهه ظلالاً،

    ثم قال: انطلق إليهما فقل لهما: بلى والله إنكما لصاحباه! فأديا إلى المرأة بعيرها!

    فجاء الرسول إليهما وقد أناخا البعير وعقلاه!.

    فقالا: إنا والله ما أخذناه ولكن طلبناه حتى أصبناه، فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اذهبا[61].

    أقول: الإسناد حسن رجاله كلهم ثقات إلا ابن إسحاق صدوق وهو إمام في المغازي وهذا الحديث لعله أصل الحديث السابق في لعن معاوية أو الدعاء عليه.



    6- حديث عاصم الليثي:

    أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/176) حدثنا العباس بن الفضل حدثنا موسى بن إسحاق وحدثنا عبد الرحمن بن الحسين التستري حدثنا عقبة بن سنان قالا حدثنا غسان بن مضر (ثقة) عن سعيد بن يزيد أبي سلمة (ثقة) عن نصر بن عاصم الليثي (تابعي ثقة) عن أبيه قال: دخلت مسجد المدينة فإذا الناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله.

    قال: قلت: ماذا؟!

    قالوا: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب على منبره فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لعن الله القائد والمقود، ويل لهذه الأمة يوماً من فلان ذي الأستاه)[62]!!

    وقد رواه ابن عبد البر في الاستيعاب –ترجمة عاصم الليثي قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا غسان بن مضر حدثنا أبو سلمة سعيد بن يزيد عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ويل لهذه الأمة من ذي الأستاه) وقال مرة أخرى (ويل لأمتي من فلان ذي الأستاه)[63].

    قال ابن عبد البر: قال أحمد: لا أدري أسمع عاصم هذا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم لا؟.

    قلت: في حديث الطبراني دلالة واضحة على صحبته[64] وحضوره الحادثة والإسناد صحيح غاية.

    فقد روي من طريقين صحيحين عن غسان بن مضر (وهو ثقة) عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة[65] (وهو ثقة عابد) عن نصر بن عاصم الليثي (وهو ثقة)[66] عن والده وهو صحابي.

    أقول: ولا يخفى أن هذا الحديث في معاوية لما سبق من تفسير (فلان) و(الأقيعس) و(ذي الأستاه) كلها أوصاف لمعاوية؛ وهذا الحديث أيضاً أقوى من حديث ابن أبي عميرة الذي يقويه بعض النواصب أو المتساهلين في التصحيح، والفرق بينهما أن المتساهل في التصحيح سيصحح الجميع، أما الناصبي –ولو نصباً خفيفاً- فسيصحح الأضعف في فضل معاوية ويضعف الأقوى في ذمه، لأن الهوى هنا سيكون الحاكم على الأحاديث لا منهج الجرح والتعديل ولا الحكم على الرجال!.


    7- حديث ابن عمر:

    رواه نصر بن مزاحم (ص220) عن تليد بن سليمان (مختلف فيه)[67] حدثني الأعمش (ثقة) عن علي بن الأقمر (ثقة) قال: وفدنا على معاوية وقضينا حوائجنا ثم قلنا لو مررنا برجل قد شهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعاينه فأتينا عبد الله بن عمر فقلنا: يا صاحب رسول الله حدثنا ما شهدت وما رأيت.

    قال: إن هذا أرسل إليَّ –يعني معاوية- فقال: لئن بلغني أنك تحدث لأضربن عنقك[68]! فجثوت على ركبتي بين يديه ثم قلت: وددت أن أحد سيف في جنبك على عنقي.

    فقال: والله ما كنت لأقاتلك ولا أقتلك وأيم الله ما يمنعني أن أحدثكم ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فيه!

    رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسل إليه يدعوه –وكان يكتب بين يديه- فجاء الرسول فقال: (لا أشبع الله بطنه) فهل ترونه يشبع؟!

    قال: وخرج من فج فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق، فلما نظر إليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (اللهم العن القائد والسائق والراكب).

    قلنا: أنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟

    قال: نعم وإلا فصمتا أذناي كما عميت عيناي.

    قلت: الإسناد حسن لغيره، وكذا الحديثان فلهما شواهد ومتابعات ولتهديد معاوية بقتل ابن عمر شاهد أيضاً.



    8- حديث المهاجر بن قنفذ:

    قال: (رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة على بعير فقال: الثالث ملعون).

    قال الهيثمي في المجمع (1/118): رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات[69].

    الخلاصة:

    أن الحديث صحيح إن شاء الله فالأسانيد فيه فيها الصحيح لذاته وفيها الحسن وفيها ما يصلح في المتابعات والشواهد كل هذا حسب منهج أهل الحديث في التصحيح والتضعيف وإذا ضعفنا هذا الحديث على الرغم من هذه الأسانيد القوية فإنه يلزمنا تضعيف أحاديث مماثلة نصححها في الفضائل فلا بد أن يكون منهجنا مطرداً فلا تساهل في قبول الضعيف والموضوع ولا تعصب في رد السنة.

    وقد يقول آخر:

    إذا كان النبي (ص) قد علم بإفساد في الأمة وتغيير السنن وقيادته للفئة الباغية فلماذا لم يأمر بقتله؟!

    فيقال: هذا أيضاً من تحميل النواصب النبي (ص) المسؤولية! ويشبه هذا قول بعضهم معترضاً على إبقاء إبليس : لماذا لم يريحنا الله من إبليس إذا أراد أن نعبده بلا تأثير من الشيطان؟.

    فطرح الاستشكالات سهل لكن يجب أن نطرحها بأدب ونحن نريد معرفة الجواب بحق ، لا أن نطرحها بتهكم واستعلاء فهذا ممقوت في الشرع.

    ويمكن الجواب على السؤال السابق: بأن إبقاء معاوية بل وبعض المنافقين والرجال بن عنفوة صاحب مسيلمة كان ابتلاء من الله هذا أمر[70]، الأمر الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم ملزم بأن يترك من أظهر الإسلام حتى يفعل ما يستحق به هذا القتل، مثلما لو يعلم النبي (ص) أن فلاناً سيسرق بعد موته فلا يجوز شرعاً أن يقطع النبي (ص) يده قبل أن يقوم بالسرقة، فالنبي (ص) يخبر عن غيب، ومن ذلك أمره لبعض الصحابة بقتل معاوية إذا رأوه على المنبر لعلمه بأنه يومئذٍ يستحق ذلك بينما لو قتل في عهد النبي (ص) لأجلب في ذلك المنافقون والعرب ولتحدثوا (أن محمداً يقتل أصحابه بلا ذنب)!.

    ثم النبي (ص) لا يتدخل في المستقبل ولا يستبقه بتطبيق الأحكام وإنما يرشد ويذكر لأصحابه إمارات وعلامات يهتدون بها.

    ولو طرحنا مثل هذه الأسئلة لذهبت أكثر السنة الصحيحة فما من حديث إلا ويمكن أن يقال:

    لماذا لم يبلغه النبي (ص) إلا لفلان؟!

    ولماذا يفعل كذا أو كذا…؟! فهذه الشبهات كنا ننكرها على بعض أهل الكلام!.

    ثم إن النبي (ص) كان يعلم أن الله سيجعل بأس هذه الأمة بينها عقوبة على الظلم الذي ظهر من بعض أفرادها كما قال تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)، وكما في الحديث: (وسألته ألا يجعل بأسها بينها فمنعنيها) أو بمعنى الحديث.

    أما الاعتراض: فنعم قد ولاه عمر ثم عثمان رضي الله عنهما، فيمكن أيضاً أن يقال إن عمر لم يعلم بالحديث وكم من حديث كان يجهله عمر رضي الله عنه فيرجع إليه؛ وقد نسي حديث التيمم وذكره به عمار بن ياسر مع أنه شهد تلك الحادثة؛ بل آية التيمم في القرآن الكريم؛ فقد يكون شهد قصة لعن معاوية ثم نسي أو أنه رأى أن اللعنة تتعلق بقضية خاصة وأنها كانت كافية للعقوبة في هذا الفعل، وعمر رضي الله عنه كان كثير الاجتهاد في ترك العمل بنصوص محكمة كما في مسألة متعة الحج والطلاق وغير ذلك فكيف بدليل قد يراه ظنياً ، أو لم يبلغه وغاية ما نقول: أخطأ عمر مثلما أخطأ في ترك العمل بأحاديث أخرى في التيمم ومتعة الحج وغيرها.

    أما عثمان رضي الله عنه فقد تكون الأسباب نفسها مع تقليده لعمر وحبه لبني أمية وقد سبق له أن ردَّ الحكم واستعمل ابنه مروان وقد كان النبي (ص) قد لعنه أيضاً ونفاه إلى الطائف فمن يفعل هذا مع (المنفي الملعون من النبي صلى الله عليه وسلم) قد يفعله مع من لعنه النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم ينفه.

    أما أبو بكر فلم يستعمل معاوية إلا في أكذوبة زعمها سيف بن عمر التميمي زعم أن أبا بكر أردف يزيد بن أبي سفيان بأخيه معاوية في جيش صغير!، وسيف بن عمر كان كذاباً وفيه نصب أيضاً وميل كبير لبني أمية وانحراف عن أهل العدل والفضل كعلي وعمار وأبي ذر وأمثالهم.



    جماعة من أهل بدر:

    روي الحديث عن خالد بن مخلد عن سليمان عن جعفر عن جماعة من أهل بدر[71].



    64-:من مرسلات الحسن البصري:

    رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12/181) وابن عدي (5/101) ورواه ابن عساكر (59/157) من طريق سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن عمرو بن عبيد المعتزلي عن الحسن مرفوعاً.

    وقد زمجر مضعفوا هذا الحديث حول عمرو بن عبيد بحجة أنه معتزلي والصواب أنه ثقة صادق صاحب دين وتعبد وممن يرى الكذب فسقاً وكبيرة من كبائر الذنوب لأنه معتزلي فالمعتزلة والخوارج من أصدق الطوائف المخالفة لأهل السنة كما يقرر ذلك بعض علماء الحديث.

    ثم قد توبع عمرو بن عبيد عن الحسن فقد رواه عن الحسن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش وهما ثقتان إمامان رواه عنهما جرير بن عبد الحميد (راجع أنساب الأشراف للبلاذري) فبرئ عمرو بن عبيد من عهدة الحديث وتبين أنه صادق.

    إذن فقد صح الأثر عن الحسن وهو مرسل والمرسل ضعيف لكنه يشهد للحديث السابق ويزيده قوة إلى قوته.

    65-:الحديث الرابع..حديث ( يطلع عليكم من هذا الفج …)

    وللحديث طريق قوية عن عبد الله بن عمرو بن العاص:

    روى البلاذري[72] بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (كنت جالساً عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول، مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية! فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): هذا هو).

    أقول: رواه البلاذري عن شيخيه بكر بن الهيثم وإسحاق بن أبي إسرائيل (وهذا ثقة أما أبا بكر فلم أجد له ترجمة لكنه توبع من إسحاق) كلاهما روياه عن عبد الرزاق الصنعاني (وهو ثقة إمام) عن معمر بن راشد (وهو ثقة إمام) عن عبد الله بن طاووس (وهو ثقة إمام) عن طاووس بن كيسان والده (وهو ثقة إمام) عن عبد الله بن عمرو بن العاص وهو صحابي –على تعريف المحدثين-.

    وللحديث متابعات وشواهد:

    أما متابعات الإسناد فالمتابعة الأولى عن طاووس: رواها البلاذري أيضاً عن عبد الله بن صالح عن يحيى بن آدم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو وهذا (إسناد صالح)[73].

    وإنما قلنا: إسناده صالح أو حسن لأن ليث بن أبي سليم وشريك –وإن كانا من رجال مسلم- إلا أنهما يخطئان كثيراً لسوء حفظهما مع كونهما صادقين عابدين لا يتهمان في الحديث فهذه الطريق تصلح في المتابعات بلا ريب وقد صح الإسناد بدون هذه الطريق لكنها تزيد الحديث قوة.



    66-: وللحديث شواهد[74]:

    الشاهد الأول:

    رواه نصر بن مزاحم في كتاب (صفين ص217) عن جعفر بن زياد الأحمر (وهو صدوق يتشع) عن ليث وهو صدوق يخطئ كثيراً عن مجاهد وهو ثقة عن عبد الله بن عمر.



    وله متابعة:

    وقد توبع جعفر بن زياد هذا روى متابعته نصر أيضاً (ص219) عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمر (لعله عبد الله بن عمرو)[75] لكن بفظ (... يموت حين يموت وهو على غير سنتي) وهو لفظ أخف من لفظ البلاذري (يموت على غير ملتي) لكن اللفظ الأخير رجاله أقوى وأثبت، واللفظ الأول يشهد له حديث (أول من يغير سنتي رجل من بني أمية) فهذا الحديث لا يقتضي كفر معاوية بخلاف حديث (يموت على غير ملتي) فظاهره كفر معاوية والله أعلم.

    وهذا وأمثاله من حجج المكفرين لمعاوية في الماضي كعمار وأبي بكرة وسالم بن أبي الجعد وغيرهم وكذا معظم الشيعة والمعتزلة في الماضي على تكفير معاوية، وفي العصر الحاضر كفره بعض السنة كالسيد محمد بن عمر بن عقيل وابن الأمير الصنعاني صاحب سبل السلام (فقد قال عن معاوية: شيطان مريد!) وكذا أبو بكر بن شهاب وغيرهم، وكذلك هو حجة من كفر معاوية من الشيعة المعاصرين وهذا عندهم محل إجماع.

    وأنا لا أقول بصحة ألفاظ المتن وإنما أقول بأن الإسناد صحيح وصحة الإسناد لا تقتضي –دائماً- صحة المتن، فقد يخطيء الناقل ويهم ويروي بالمعنى رغم ثقته؛ والخبر من أخبار الآحاد لا المتواتر، فإذا لم يطمئن القلب إليه فلا يلزم الأخذ بظاهره؛ وأنا متوقف فيه، ولا يظن ظان أنني متوقف خوفاً من أحد ، كلا فلو اطمأن قلبي لظاهره وأمنت خطأ النقلة لكفرت معاوية بلا مرية، لكنني أكتفي بما تواتر من النصوص من بغيه وظلمه والتوقف عند هذا أولى، لكنه يلزم من لا يفرق بين أحاديث الآحاد والأحاديث المتواترة من حيث الاحتجاج أن يقول بمضمون الحديث ويكفر معاوية!.

    أما الموت على غير السنة إن كان المراد بها الموت بعد أن غير سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) فهذا صحيح –كما لمح الألباني- لكن هل تغيير السنن يلزم منه الكفر؟ محل بحث وتوقف ، وإن كان المراد بتغيير السنة غير ذلك فالله أعلم.

    الشاهد الثاني[76]:

    ما رواه نصر بن مزاحم ص217 عن جعفر الأحمر عن ليث عن محارب بن زياد (الصواب ابن دثار ثقة) عن جابر بن عبد الله بلفظ (يموت معاوية على غير ملتي).

    والخلاصة:

    أنه بعد الحديث وشواهده ومتابعاته أخشى أنه حدث تصحيف في اسم راوي حديث الأصل (عبد الله بن عمرو) فهو عند نصر بن مزاحم (عبد الله بن عمر) فإن كان عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر كلاهما قد روياه فهو أقوى إذ يصبح هناك ثلاثة من الصحابة (ابن عمرو، وابن عمر، وجابر بن عبد الله) قد اتفقوا على رواية هذا الحديث.

    لكن الطريق المعتمد الذي رجاله ثقات –على شرط الشيخين- هو الطريق الأول طريق عبد الله بن عمرو بن العاص.



    وأما دلالة الحديث:

    فهو يدل بلا شك على ذم شديد لمعاوية وأنه سيغير ويبدل وفي الحديث دلالة على تفسيقه على أقل تقدير ، والفسق قرين الظلم والبغي لا محظور في إطلاقه، وإنما المشكل هو في الألفاظ التي فيها دلالة على تكفيره مطلقاً فهذه ألفاظ مشكلة ؛ رغم أنها أصح أسانيد من كل أسانيد الأحاديث التي يصححها البعض في فضائله، لكنني لا أميل لروايات التكفير وإن كان رجال بعض اسانيدها تكاد تكون على شرط الشيخين، وإنما لا أميل إليها لاحتمال أن بعض الرواة رووا الحديث بالمعنى ، لكنني لا أنكر على من رأى التكفير بناءً على هذا الحديث وغيره الذي إسناده غاية في الصحة لكنه آحاد مع أنه ليس له ما يعارضه من الأدلة الصحيحة، إضافة إلى أن المكفرين لمعاوية كالسيد محمد بن عقيل يرون أنه لا تعارض بين البغي والكفر، لأن الكفر يشمل البغي والظلم والفسق وتغيير السنن والدعوة إلى النار والنفاق….الخ.

    وعلى أية حال: فهذا الحديث يصب في مجرى الأحاديث العامة والخاصة الصريحة في ذم معاوية ولا يستطيع المغالون في معاوية من النواصب أن يأتوا بحديث عام أو خاص يدل على فضل معاوية إلا وجد أهل السنة والحديث أحاديث عامة أو خاصة في ذم معاوية وتكون أصرح وأصح وأكثر التصاقاً بالأدلة العامة.

    والذي اختاره الحكم على معاوية بالظلم والبغي وتغيير السنة فقط وترك باقي أمره إلى الله، لكن لا يجوز لمخالفينا أيضاً في هذه المسألة أن يلزموا الناس بحب هذا الرجل والترضي عنه لأن المخالفين لهم يخشون مخالفة هذه الأحاديث كما ليس لنا أن نلزمهم بالالتزام بدلالات الأحاديث السابقة لأنهم يخشون أنهم بهذا يطعنون في رجل بريء وخاصة وأنهم يعتبرونه صحابياً!.

    إذن فيبقى الحل أن نعرض حججنا مثلما يعرضون حججهم ونسأل الله أن يبصر الجميع بالصواب، وأن يعتدلوا في المحبة والولاء كما يعتدلوا في البغض والبراء، وأن يزنوا معتقداتهم بميزان النصوص الشرعية لا بميزان الهوى والتعصب والشيوخ المتبوعين المحكومين بالأوضاع العلمية والمذهبية التقليدية السائدة وليس بالمنهجية العلمية.


    [1] من منهجي في كتابة الأسانيد أنني أكتفي بذكر العنعنة للاختصار ولا أذكر صيغ الأداء الأخرى الدالة على السماع كحدثنا وأخبرنا إلا عند وجود مدلس أو أنبه على التدليس أثناء الكلام على الإسناد، وهذا الاختصار ذكر شيخنا أنه جائز عند المحدثين ويسمى (النـزول في صيغ الأداء) وهذا يفعله بعض المحدثين للإختصار ولا يجوز عكسه.
    (108) الاستيعاب (2/399) هامش الإصابة.
    (109) الاستيعاب (2/399) هامش الإصابة.
    (110) قلت : وهو راوي حديث (تكون ببيت المقدس بيعة هدى )!- ابن عساكر (35/231 )
    (111) وذكر الحافظ ابن حجر أن البخاري وابن سعد وابن البرقي وابن حبان وعبد الصمد بن سعيد وأبو الحسن بن سميع ذكروه في الصحابة (الإصابة 2/406).
    أقول: هذا ديدن أكثر أهل الحديث في إثبات الصحبة بالأسانيد الضعيفة وكلهم قلدوا سعيد بن عبد العزيز في إثباته لصحبته فهو أول من قال (وكان من أصحاب النبي) انظر ابن عساكر (59/82)، وقد ذكر الحافظ في مقدمة الإصابة ما يفيد بأنه سيدخل الرجل في الصحابة ولو لم يثبت إلا من طريق ضعيف، ولذلك فابن حجر مع إثباته لصحبته لكنه لا يصحح هذا الحديث بل أعله بالاضطراب.
    (112) قال أبو أسامة (وضعت بنو أمية على رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” أربعة الآف حديث) ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام (14/127).
    وقال الذهبي: هذه مجازفة من أبي أسامة وغلو والكوفي لا يسمع قوله في الأموي.
    قلت:أبو أسامة إمام من رجال الجماعة، والشامي لا يؤخذ قوله في الكوفي ! فالذهبي رحمه الله دمشقي شامي،فلا يؤخذ حكمه على أهل الكوفة فغالباً لا يعطيهم حقهم من الثناء ويبالغ في مدح علماء الشام رغم أنه من أنصف علماء الشاميين رحمه الله وسامحه، ثم ما بالنا نسمع بقايا الفئة الباغية في الفئة العادلة ولا نسمع بقايا الفئة العادلة في الفئة الباغية هل هذا إلا بغي على بغي !.
    فالذهبي على فضله وعلمه قد اتهم بالنصب فلا نبالغ معه في تبرئة بني أمية، وأبو أسامة حافظ عارف ولو بحثنا (مسند الشاميين) للطبراني لرأينا كم وضع بنو أمية وأشياعهم في تأييد عقائدهم، راجع مبحث (ضعف حديث أهل الشام) في الملحق.
    (113) وقد يكون هذا من أخطاء الرواة عنه كسعيد بن عبد العزيز فقد كان قد اختلط على فضله وتوثيقه في الجملة.
    (114) تهذيب الكمال (2/475) مع هامشه.
    (115) إذن فالخلاصة أن ربيعة هذا في ذكره عدة علل ؛ بعضها عام من كونه نشأ كسائر الشاميين على النصب وقد اعترف الذهبي بأن تابعي الشاميين نشئوا على النصب! ومعظم التابعين في الشام إلا أفرادا قلائل كانوا أمويي الهوى مع ضعف في وصل الأسانيد.
    إضافة إلى إرسال ربيعة هذا وتدليسه وهي العلة الثانية عرفناها بالاستقراء وإن لم ينبه لذلك أهل الحديث.
    والأمر الثالث احتمال كونه ربيعة بن يزيد السلمي وهو من كبار النواصب الذين حذر منهم أهل الحديث وضعفوهم كما سبق.
    (116) انظر ابن عساكر (59/79).

    [11] أيضاً ابن عساكر رحمه الله من العلماء الكبار الفضلاء لكن من يقرأ لكنه أموي الهوى على ما يظهر من شدته على الأحاديث المروية في فضل أبي ذر وعمار وعلي وتساهله الكبير مع الأحاديث الموضوعة الواردة في فضل معاوية؛ وقد سالت شيخنا عبد الرحمن بن محمد الحكمي عن أسباب عصبية ابن عساكر لبني أمية ؛ فقال: (هو معذور ولولم يفعل هذا لربما قتله الشاميون كما قتلوا الإمام النسائي لتحديثه بفضائل علي).
    (118) رماه بالاختلاط أبو مسهر ويحيى بن معين وأبو داود وحمزة الكناني (نقد التقريب).
    (119) راجع تهذيب الكمال؛ ترجمة تلميذه مروان بن محمد، والحديثان ضعيفان جداً (يراجع كتابنا: معاوية بن أبي سفيان قراءة في المناقب والمثالب- لم يطبع).
    (120) مسند الشاميين (1/168 ).
    [15] ويحسن أن نـزيد فيه ونقول:
    كان من النواصب على ما يظهر من حديثه فقد روى له الذهبي أحاديث عجيبة منها روايته عن مالك عن نافع عن ابن عمر (أن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” دفع لمعاوية سفرجلة وقال: القني بها في الجنة)! قال إبراهيم بن سليمان الأسدي: لما أملى علي هذا الحديث لم أعد إليه (لسان الميزان 6/149)! وقد كذبه أبو حاتم وأبو زرعة وضعفه النسائي والدارقطني واتهمه إبن حبان بوضع الحديث واتهمه ابن عدي بسرقة الحديث وضعفه أيضاً العقيلي والذهبي وابن حجر وغيرهم ولم يوثقه أحد.
    [16] وقد ضعفه أبو مسهر واتهمه بالكذب من غير تعمد وضعفه دحيم ويعقوب بن سفيان وكان دحيم لا يشك أنه يكذب! وكان مروان بن محمد الطاطري يقول: عمرو بن واقد كذاب! وضعفه النسائي والدارقطني والبرقاني وابن عدي وأبو حاتم والجوزجاني وغيرهم ولم يوثقه إلا محمد بن المبارك الصوري قال عنه (صدوق وكان يتتبع السلطان)! ولم يتابعه أحد بل رد عليه الجوزجاني رغم نصبه.

    [17] كأبي بكرة الثقفي روي عنه هذا بسند صحيح؛ وروي عن عمار بسند حسن والتفصيل في كتابنا عن معاوية.
    (124) فتح الباري (11/77) طبعة الشيخ ابن باز- دار المعرفة.
    (125) رواه مالك في الموطأ (2/464) والبخاري من طريقه (6/2570) (5/2316) (3/1518) والبيهقي من طريق مالك أيضاً (9/165) والترمذي (4/178) من طريق مالك وكذا النسائي (3/27) وأحمد (3/240) وكذا إبن حبان (15/51) من طريق مالك، ورواه مسلم (3/519) وأحمد (10/293- طبعة دار الفكر) وأبو عوانة (4/493) من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى عن أنس بن مالك.
    ورواه مسلم (3/1520) وأبو يعلى (6/35) من طريق عبد الله بن عبدالرحمن بن معمر عن أنس، والطبراني (25/133) عن المختار بن فلفل عن أنس.
    (126) جاء عند عبد الرزاق أنها (امرأة حذيفة) ولعل أحد الرواه وهم أراد أن يقول :امرأة عبادة؛فقال :امرأة حذيفة؛ فحذيفة كان في العراق لا في الشام.
    (127) المصنف (5/279) باب الغزو مع كل أمير!

    [22] كان عمر بن عبد العزيز هو الحاكم الأموي الوحيد الذي أدرك ظلم الحكام الأمويين السابقين وقوادهم للأمم الأخرى فأمر بإيقاف الفتوحات لأنه رأى أن جهاد هؤلاء الأمراء أصبح للدنيا لا للدين؛ ثم الذين فتحوا السند وثغور الشام والأندلس هم الذين هدموا الكعبة وذبحوا الحسين واستباحوا أعراض المسلمين في أشرف الأماكن؛ فإذا كان هذا فعلهم بالمسلمين فكيف بالكفار؟! فلذلك أنا أفرق بين الفتوحات الإسلامية الحقة في عهد الخلفاء الراشدين والفتوحات التي تشبه الاستعمار في عهد بني أمية، فمن حق ديننا علينا أن ألا نحمله فرض الجزية على من أسلم ، والغدر ، والقتال للمال والسبي لا لهداية الناس وهذا ما جعل عمر بن عبد العزيز يرسل كلمته المشهورة(إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً)؛ ونحن في هذه العصور لن نستطيع عرض الإسلام وتاريخه عرضاً صحيحاً مادمنا ندافع عن الظلم الأموي في إفريقيا والمغرب والأندلس وخراسان وغيرها من البلدان التي فتحها أو استعمرها بنوأمية، وربما لولا مظالم بني أمية لانتشر الإسلام أكثر مما هو منتشر حالياً، فقد انتشر في شرق آسيا وأواسط أفريقيا عن طريق التجار المسلمين أكثر من انتشاره عبر الاستعمارات الأموية.

    [23] أثر ابن سيرين في الفتن لنعيم بن حماد واثر الحسن البصري في أنساب الأشراف للبلاذري والأسانيد قوية.

    [24] قد سردنا أسماءهم في كتاب الصحبة والصحابة فبلغوا أكثر من خمسين، وكل هؤلاء أسلموا قبل معاوية، وجاهدوا ومع ذلك لا يدافع عنهم هؤلاء ولا يشككون فيما ورد في سيرتهم، وهذه مفارقة ودليل آخر على التأثير الأموي.
    (131) بمعنى قد يخرج أفراد من أصحاب الصحبة الشرعية من العموم فكيف بظلمة الطلقاء، ونحن لا نحكم على هؤلاء بنار لكن الخشية عليهم أكثر من الرجاء لهم مثل خشيتنا على ما نعي الزكاة والخوارج وسائر الظلمة.

    [26] أيضاً يمكن مراجعة مسند عبادة بن الصامت في مسند الشاشي ومسند الإمام أحمد وترجمة عبادة في سير أعلام النبلاء وتاريخ دمشق لابن عساكر.
    (133) التفصيل في كتابنا (معاوية بن أبي سفيان).
    (134) جاء في رسالة البغال للجاحظ (2/255) أن البغل قتال لصاحبه وهو متلون الخلق! كما في قول الشاعر:
    خلق جديد كل يــــو مٍ مثل أخلاق البغال
    وهو يقتل صاحبه خاصة إذا درب! كما قال الشاعر (رسالة الجاحظ ص277):
    قد حذر الناس أذاه قبلي وعددوا كل قتيل بغل
    من ناشيءٍ غرٍّ وكهل جزل وسائس ورائض مدلِّ

    [29] أخرجه ابن عساكر في تاريخه (59/ 155-156) من طرق عن حماد بن سلمة وجعفر بن سليمان الضبعي وابن عيينة ثلاثتهم عن علي بن زيد بن جدعان بالإسناد والمتن.

    وكذلك ابن عدي من طرق عن علي بن زيد في الكامل (2/146)
    -ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي-.

    [30] هو علي بن زيد بن جدعان بن عبج الله بن أبي مليكة التيمي القرشي البصري، قال ابن سعد: (فيه ضعف ولا يحتج به)، وقال أحمد: (ليس بالقوي وقد روى عنه الناس)، وقال عنه ليس: (ليس بشيء) وضعفه أيضاً يحيى بن معين وأبو زرعة والنسائي وابن خزيمة وأبو حاتم والجوزجاني والعجلي وابن عدي وحماد بن زيد وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وسفيان بن عيينة ووهيب بن خالد وابن حبان، بينما وثقه الحسن البصري ويعقوب بن شيبة والترمذي والعجلي -في رواية- وتوقف فيه الدارقطني وشعبة –في رواية- وكأنه يرى أن ضعف علي بن زيد جاء من اختلاطه، ووثقه حماد بن سلمة وكان يكرمه سعيد بن المسيب وعلي بن الحسين، وروى عنه كثير من العلماء الكبار من أهل البصرة وغيرهم وكان من فقهاء البصرة الكبار وأمروه بالجلوس مجلس الحسن البصري بعد وفاته، وروى له مسلم مقروناً وأصحاب السنن؛ وقد وثقه من المعاصرين –بعد بحث –الشريف حاتم العوني في كتابه (المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس)، ونرى أن الدكتور أخطأ في توثيقه فالرجل ضعيف.

    الخلاصة: من واقع ترجمة علي بن زيد بن جدعان نرى أن الرجل فقيه عابد لكنه ضعيف وليس متهماً بالكذب، لكنه اختلط ويرفع أشياء موقوفة ويتصرف في الألفاظ كثيراً ويتشيع ونحو هذا مما يدل على أن ضعفه غير شديد وتدل على أن ضعفه غير شديد عبارات العلماء المضعفين له مثل (ليس بالقوي، يكتب حديثه وليس بالقوي، قد روى عنه الناس، ليس بذاك القوي، لا أحتج به لسوء حفظه، مع ضعفه يكتب حديثه،...) فعباراتهم تدل على ضعف غير شديد لا سيما مع معارضة أقوال الموثقين ومثل هذا تقبل روايته في المتابعات والشواهد لا في الأصول.

    وخلاصة الخلاصة في علي بن زيد بن جدعان أنه (ضعيف) لكن الضعف غير شديد ، وقد مال لتحسين حديثه -بعد بحث- الدكتور الشريف حاتم العوني في رسالته عن المرسل الخفي (1/322) أما أنا فأرى أن الرجل ضعيف، ولولا أن حديثه هذا جاء من طرق أخرى قوية لما قبلت إسناد علي بن زيد هذا مع أن النواصب يقبلونه منفرداً خاصة إذا روى شيئاً فيه انتقاص من خلافة علي بن أبي طالب! لكنهم لا يقبلونه في متابعات المتابعات إذا روى في ذم معاوية! كما هو لحال هنا؛ مع أن الحديث يمكن تحسينه من غير طريقه أصلاً!.

    [31] رواه ابن عساكر بأسانيد عن محمد بن بشر والوليد بن القاسم كلاهما عن مجالد به، انظر تاريخ دمشق لابن عساكر (59/155-156).

    [32] نقد التقريب للمؤلف.

    [33] نقد التقريب للمؤلف.

    [34] ومجالد بن سعيد همداني كوفي من تلاميذ الشعبي وقد ضعفه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي والنسائي –في رواية- وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو حاتم وقال ابن عدي: (عامة ما يرويه غير محفوظ) وضعفه أيضاً ابن سعد والترمذي والعقيلي وابن حبان والدارقطني والذهبي وابن حجر وقوى أمره النسائي -في رواية أخرى- والبخاري والعجلي ويعقوب بن سفيان فمثل هذا سيكون ضعفه غير شديد لو نظرنا للأقوال فيه، لكن عند التحقيق في أمره وبعد سبر مروياته وما انفرد به تبين لي أنه ضعيف جداً وأتحرج من أن أقول أكبر من هذا مع أنه قد اتهم بالكذب أيضاً.

    [35] واخرجه ابن عدي (2/209) قال أخبرنا علي بن العباس ثنا عباد بن يعقوب ثنا الحكم بن ظهير.. به.

    [36] الذهبي في النبلاء (3/149).

    [37] سفيان بن محمد الفزاري ضعيف بل متروك، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وابن عدي والحاكم وصالح جزرة ولم يوثقه أحد، وقال ابن عدي: كان –يعني سفيان بن محمد يسرق الحديث ويسوي الأسانيد وضعفه في هذه الرواية وقال: وإنما يروي جعفر بن محمد عن جماعة من أهل بدر عن النبي (صلى الله عليه وسلم)!!.

    راجع ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/231)، وتاريخ بغداد (9/185) ولسان الميزان (3/66- طبعة دار الفكر).

    [38] ميزان الاعتدال (3/248).

    [39] انظر مثلاً صحيح مسلم (2/859) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

    [40] تهذيب الكمال (3/252) مؤسسة الرسالة.

    [41] الجرح والتعديل (3/60).

    [42] روى هذه الزيادة البلاذري (أنساب الأشراف ص125) بلفظ (قال أبو حمزة: فكان معاوية بعد ذلك لا يشبع).

    [43] أنساب الأشراف –للبلاذري- بنو عبد شمس- ص125، تحقيق إحسان عباس.

    [44] أنساب الأشراف- المصدر السابق- ص125.

    [45] راجع تفسير الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم..).

    [46] قلت: قال الهيثمي في المجمع (1/118) رواه البزار ورجاله ثقات.

    [47] أنساب الأشراف- بنو عبد شمس- ص129 تحقيق إحسان عباس.

    [48] خلف: هو خلف بن هشام البزار، ثقة من رجال مسلم.

    [49] عبد الوارث بن سعيد ثقة من رجال الجماعة.

    [50] سعيد بن جمهان (صدوق له أفراد) قاله ابن حجر والصواب أنه ثقة وكان أحمد يطرد من المسجد من يضعف حديثه (الخلافة ثلاثون عاماً...) .

    [51] زكريا بن يحيى الساجي ثقة مشهور من شيوخ النسائي.

    [52] عبد الملك بن الصباح ثقة من رجال الشيخين.

    [53] في الأصل (جدير) وهو خطأ والتصحيح من التقريب ترجمة (8415) وهو عمران بن جدير السدوسي ثقة من رجال مسلم.

    [54] لا أعرف من الظان؟!

    [55] أبو مجلز هو لاحق بن حميد وهو ثقة من كبار الطبقة الثالثة من رجال الجماعة وهو تابعي روى عن بعض الصحابة كأسامة بن زيد والحسن بن علي وأنس بن مالك وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عمر وغيرهم وقد اتهم بحب علي ومرة بحب عثمان وحب الرجلين مع الثقة لا تضر!!

    [56] هو معاوية كما هو واضح في الرواية.

    [57] وثقه ابن حبان في الثقات (4/6) وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/89) ساكتاً عليه وذكره البخاري ساكتاً عليه أيضاً في التاريخ الكبير (1/274).

    [58] في الأصل (الأسنة) وهو خطأ.

    [59] قلت: هذا صحيح فإن بعضهم يزيد فيه (سلمة بن كهيل) بين محمد بن إسحاق وإبراهيم بن البراء بن عازب وهذا اضطراب يسير وسلمة بن كهيل ثقة وابن إسحاق في الرواية الأولى دلس اسم سلمة بن كهيل ولا يضر تدليسه هذا لأن سلمة ثقة، وللحديث شواهد.

    [60] عبد الغفار بن القاسم كان ذا اعتناء بالعلم وبالرجال وعنه أخذ شعبة وكان حسن الرأي فيه ويقول: (ما رأيت أحفظ منه) ثم رجع شعبة إلى تضعيفه للتشيع وليس للضعف في الحديث وبالغ في توثيقه ابن عقدة فكان يقول: (لو انتشر علمه وخرج حديثه لما احتاج الناس إلى شعبة) وضعفه الأكثرون كأحمد وأبي حاتم وأبي زرعة والنسائي ويحيى بن معين والبخاري والساجي والعقيلي وابن الجارود وابن شاهين والذهبي وبالغ علي بن المديني فاتهمه بالوضع في الحديث.

    وتوسط فيه ابن عدي فقال: (له أحاديث صالحة وفي حديثه ما لا يتابع عليه وكان غالياً في التشيع يكتب حديثه مع ضعفه).

    فالصواب فيه والله أعلم هو القبول في المتابعات والشواهد فقط لثلاثة أسباب:

    1- توثيق بعضهم له وإن كانوا قلة.

    2- تضعيف من ضعفه يبدو أنه للتشيع كما هو ظاهر من تضعيف أحمد له لروايته في مثالب عثمان، وقول أبي حاتم (كان من رؤساء الشيعة) ونحو هذا والتشيع ليس جرحاً إلا إذا اقترن بضعف في الحديث.

    3- هذا الحديث شاهد فقط فهو من الأحاديث الصالحة التي تحدث عنها ابن عدي.

    4- قد روى عنه شعبة وقتادة وهما من الحفاظ بل شعبة لا يروي إلا عن ثقة لكن رجع عن توثيقه ربما لاحتجاج أهل الحديث وكانوا يبالغون في ترك الرواية عن الشيعة.

    راجع ترجمته في الجرح والتعديل (6/53) والكامل لابن عدي (5/327) واللسان (4/50) طبعة دار الفكر.

    [61] نلحظ في الحديث عدة فوائد وهي:

    أولاً: كيف أن معاوية استغل القصاص وهم جماعة من جهلة الوعاظ في الدعاء له!!

    وكيف أن الواحد من هؤلاء يدخل المسجد فيه الصحابة ويقص ولا يلتفت إليهم، وهذا من وضع الأمر في غير أهله وترك أو إهمال كبار الصحابة لأنهم ليسوا مع معاوية؛ فالبراء أصبح لا يكاد يعرفه أحد في ذلك المسجد بينما القصاص يمثل السلطة.

    ثانياً: أن أبا سفيان ومعاوية لم يخبرا رسول الله (ص).

    ثالثاً: أن أبا سفيان ومعاوية شهدا حنيناً ولم يحسن إسلامهما بعد! وقد تكون الحقيقة أنهما يومئذ لم يسلما إلا ظاهراً كما صرح عمار بن ياسر.

    رابعاً: إقسامهما –يميناً غموساً!- أنهما لم يأخذاه وتكذيب النبي (ص) لهما فهذه مثالب كبيرة في حديث واحد.

    [62] وذكر الحديث في ترجمته في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة.

    [63] قلت: قد حدث الويل للأمة من عهد معاوية في جوانب كثيرة على المستوى السياسي والمالي وحرية القضاء وحرية التعبير وتأدية العلم والتزام مبدأ الشورى وعزل الصالحين عن أمور الدولة ثم تفويض أمر الأمة إلى من ليس أهلاً ونحو هذا من تغيير سنن العدالة، لكن البعض – بحسن نية وبتسويل من الشيطان- مازال يمدح هذا الويل ويناضل عنه ويدعو لصاحبه ويحارب من نبه له حتى تبقى الأمة في أطول غفلة ممكنة.

    [64] على تعريف الصحبة عند أهل الحديث ولو انفرد عاصم بهذا الحديث ربما يحق للآخرين رده لكن قد تابع عاصماً مجموعة من الصحابة.

    [65] في الأصل (سلمة) وهو خطأ والتصحيح من تهذيب الكمال وتقريب التهذيب.

    [66] قد رمي برأي الخوارج وصح رجوعه عنه (قاله ابن حجر في التقريب مع توثيقه له) والرجل من رجال.

    [67] قوى أمره أحمد وقال (كان مذهبه التشيع ولا بأس به كتبت عنه حديثاً كثيراً عن أبي الجحاف) والعجلي وقال (لا بأس به وكان يتشيع ويدلس) ومحمد بن عبد الله بن عمار وقال: (زعموا أنه لا بأس به) وحسن له الترمذي وضعفه يحيى بن معين بسبب تشيعه وقال (كذاب يشتم عثمان)!! وأبو داود (رافضي خبيث يشتم أبا بكر وعمر) والنسائي (ضعيف) ويعقوب بن سفيان (رافضي خبيث) وعبيد الله بن موسى وصالح جزرة وابن عدي (ضعيف) والدارقطني والحاكمان أبو عبد الله وأبو أحمد وابن حبان والدارقطني والساجي.

    أقول: وقد روى الجوزجاني عن أحمد تكذبيه لكن الجوزجاني ناصبي فلا يؤمن كذبه عن أحمد لا سيما وأن الثابت عن أحمد تقوية أمره والإكثار من الرواية عنه.

    ثم معظم المضعفين له كان بسبب التشيع وشتمه لعثمان أو لأبي بكر وعمر وهذا لا يعد طعناً لأن الخوارج كان يلعنون علياً ويشتمونه وكذا النواصب ومع ذلك فالثقة منهم ثقة وكذا الأمر في الشيعي أو الرافضي، فإن كان شتم الصحابي طعناً فيجب أن يكون شتم علي ولعنه طعناً وإن كان لا يعد طعناً فلا يجوز أن يكون شتم عثمان طعناً بينما شتم علي لا يعد طعناً، هذه ازدواجية النواصب، بل إن التحذير من شتم علي كان أبلغ لحديث (من سب علياً فقد سبني) وهو حديث حسن.

    فالصواب في تليد بن سليمان أنه ضعيف إلا في المتابعات والشواهد وهذه منها وأما تدليسه فمأمون لأنه قد صرح بالتحديث عن الأعمش.

    [68] وهذا اثر السلطة ظاهراً، فقد حاربوا الأحاديث التي وردت في ذم أبي سفيان أو معاوية أو غيرهم من بني أمية؛ وبعض تلك الأحاديث أفلت كحدبث عمار وفضائل علي وهذه الأحاديث كادت أن تذهب من الوجود، وبعضها لعله ذهب.

    [69] قلت: مسند المهاجر في الأجزاء المفقودة من معجم الطبراني فلا أستطيع الحكم على الإسناد لكن هذا الحديث شاهد قوي لاسيما مع توثيق الهيثمي.

    [70] ولا زلنا في الابتلاء إلى اليوم وأعظم الناس وقوعاً في هذا الابتلاء هو من عرف الأدلة وأعرض عنها، وعرف البغي وأحبه وعرف العدل وتنمر منه وعرف النصوص واستهان بها ولم يفرق بين الجنة والنار ولا العدل والبغي ولا من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ومن قاتل لتكون الشام هي العليا …الخ.

    [71] ميزان الاعتدال (3/248).

    [72] البلاذري –أنساب الأشراف بنو عبد شمس- تحقيق إحسان عباس- ص126.

    [73] كما قال الدكتور جاسم المشهداني صاحب موارد البلاذري (2/449).

    [74] إن كان الصحابي ابن عمر فهو شاهد لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص ولكنني أخشى أنه عبد الله بن عمرو (تصحف إلى عبد الله بن عمر) فإن كان كذلك فهذه متابعة.

    [75] إن حصل التصحيف هنا فهو متابعة ثانية.

    [76] أقول: هذه المتابعات والشواهد من طريق نصر بن مزاحم وهو شيعي إلا أنه صدوق في الجملة وقد وثقه ابن حبان (وتوثيقه للمشهورين معتمد) ووثقه ابن أبي الحديد وقد ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (13/282) ويقول عبد السلام بن هارون في مقدمة تحقيقه لكتاب صفين لنصر بن مزاحم ص9 (والمؤرخون يختلفون في توثيق نصر شأنهم في كل راو من الشيعة) ثم يقول: (ومهما يكن فإن الناظر في كتابه هذا يلمس هدوء المؤرخ الذي لا تستفزه العصبية إلي هواه إلا في القليل الذي لا يستطيع منه إفلاتاً...)

    وقال عنه ياقوت الحموي: (كان عارفاً بالتاريخ والأخبار).

    وقال عنه ابن أبي الحديد: (ثقة ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى ولا إدخال وهو من رجال أصحاب الحديث)

    وضعفه العقيلي وأبو حاتم والجوزجاني وغيرهم للمذهب وهذا التضعيف للمذهب غير مقبول عند أكثر أهل الحديث المتقدمين فكم من الرواة المبدّعين أخذ عنهم أصحاب الصحاح.

    وعلى أية حال: لو انفرد نصر بن مزاحم بهذه الروايات لما أخذنا بها ولا نعتمد عليه منفرداً ولا نرى الاحتجاج به إنما لا يجوز ترك الاستشهاد برواياته في المتابعات والشواهد وهو ما فعلناه هنا، ثم هذا الحديث له شواهد.وهؤلاء القوم من النواصب يحتجون بروايات أكذب المؤرخين منفردة كما يفعلون مع سيف بن عمر الذي لم يتابع على أكثر منكراته لا من ضعيف ولا من ثقة، أما نصر بن مزاحم هذا فلا يلتفتون إلى رواياته مع أنه أوثق من سيف بن عمر بمرات عديدة وكلاهما تميميان لكن الذي جعل غلاتنا يذمون نصراً ويحبون سيفاً لأن نصر بن مزاحم شيعي يحب علياً وسيف بن عمر ناصبي ويحب معاوية!!.


  9. #129
    عـضــو الصورة الرمزية م.سليمان أسد
    تاريخ التسجيل
    22/04/2008
    المشاركات
    460
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب ياسين مشاهدة المشاركة
    اشكر كل الاخوة والاخوات
    ارجو من الجميع تناول الموضوع بمهنيه وادراج المصادر
    اشكر الاخ جيفارا لتدعيمه دائما الردود التي يدرجها من خلال مصادرها
    حسناً اخ غالب ياسين
    إليك ما أردت :

    أقول علماء السنة والجماعة في يزيد :

    المناوي - فيض القدير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 265 )
    - قال أبو الفرج بن الجوزي في كتابه الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد أجاز العلماء الورعون لعنه .

    - وفي فتاوى حافظ الدين الكردي الحنفي لعن يزيد يجوز لكن ينبغي أن لا يفعل وكذا الحجاج .

    - قال ابن الكمال وحكى عن الإمام قوام الدين الصفاري ولا بأس بلعن يزيد ولا يجوز لعن معاوية عامل الفاروق لكنه أخطأ في اجتهاده فيتجاوز الله تعالى عنه ونكف اللسان عنه تعظيما لمتبوعه وصاحبه .
    - ثم قال المولى ابن الكمال والحق أن لعن يزيد على اشتهار كفره وتواتر فظاعته وشره على ما عرف بتفاصيله جائز وإلا فلعن المعين ولو فاسقا لا يجوز بخلاف الجنس .
    - وذلك هو محمل قول العلامة التفتازاني لا أشك في إسلامه بل في إيمانه فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه ،
    الرابط:
    http://www.al-eman.com/Islamlib/view...SW=الورعون#SR1
    --------------------------------------------------------------------------------
    المناوي - فيض القدير - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 109 )
    - وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر ملك الروم يعني القسطنطينية أو المراد مدينته التي كان بها يوم قال النبي (ص) ذلك وهي حمص وكانت دار مملكته إذ ذاك مغفور لهم لا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفورا له لكونه منهم إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص ويلزم من الجمود على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق جمع محققون حل لعن يزيد به حتى قال التفتازاني : الحق أن رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحادا فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .
    http://www.al-eman.com/Islamlib/view...&SW=الجمود#SR1
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------
    إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 66 )
    5472 - ....... حدثني قالوا لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إن رجلا ينكح الامهات والبنات والاخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .......
    http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=68202
    --------------------------------------------------------------------------------
    الشوكاني - نيل الأوطار - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 147 )
    - ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط ( ر ) وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله ، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود .
    http://www.al-eman.com/Islamlib/view...&SW=الخمير#SR1

    وقال السبط بن الجوزي
    السبط إبن الجوزي - تذكرة الخواص - رقم الصفحة : ( 261 )
    - قال إبن عقيل - من الحنابلة - : ومما يدل على كفره وزندقته فضلا عن سبه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالإلحاد ، وأبان عن خبث الضمائر

    وسوء الاعتقاد ، فمنها قوله في قصيدته التي أولها :



    علية هاتي أعلني وترنمي * بذلك أني لا أحب التناجيا

    حديث أبي سفيان قدما سما بها * إلى أحد حتى أقام البواكيا

    ألا هات فاسقيني على ذاك قهوة * تخيرها العنسي كرما وشاميا

    إذا ما نظرنا في أمور قديمة * وجدنا حلالا شربها متواليا

    وإن مت يا أم الأحيمر فانكحي * ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا

    فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا * أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا

    ولا بد لي من أن أزور محمدا * بمشمولة صفراء تروي عظاميا

    -------------------------------------------------------------------------------------
    إبن خلدون - المقدمة - رقم الصفحة : ( 254 )
    - لا لعدم تصويب فعله ، بل لأنهم يرون عدم جواز إراقة الدماء ، فلا يجوز نصرة يزيد بقتال الحسين ، بل قتله من فعلات يزيد المؤكدة لفسقه ، والحسين فيها شهيد .
    --------------------------------------------------------------------------------
    السيد المقرم - مقتل الحسين ( ع ) - رقم الصفحة : ( 28 / 30 )
    - يقول العلامة الآلوسي : من يقول أن يزيد لم يعص بذلك ولا يجوز لعنه فينبغي أن ينتظم في سلسلة أنصار يزيد وأنا أقول أن الخبيث لم يكن مصدقا بالرسالة للنبي (ص) . . . ويلحق به ابن زياد . . . فلعنة الله عليهم وعلى أنصارهم . . .
    - ...... أبو بكر بن العربي الأندلسي لا يجوز لعن من رضي بقتل الحسين وذلك هو الضلال البعيد . . . . . أن الامام أحمد لما سأله ابنه عبد الله عن لعن يزيد قال كيف لا يلعن من لعنه الله في كتابه . . .
    --------------------------------------------------------------------------------
    إبن الآلوسي الشافعي - صب العذاب على من سب الأصحاب - رقم الصفحة : ( 453 )
    - إتفق الأجلة على جواز لعنه ، لأفعاله القبيحة ، وتطاوله على العترة الطاهرة . انتهى . فأما الحنفية : فالذي وقفنا عليه من فتاوى أئمتهم جواز اللعن بالتخصيص والتنصيص .
    --------------------------------------------------------------------------------
    كمال الدميري - حياة الحيوان - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 175 )
    - إن لكل واحد من أبي حنيفة ومالك وأحمد في لعن يزيد قولين ، تصريح وتلويح . وقال القاضي أبو الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى بن الفراء الحنبلي - وقد صنف كتابا فيه بيان من يستحق اللعن وذكر فيهم يزيد : الممتنع من لعن يزيد إما أن يكون غير عالم بجواز ذلك ، أو منافقا يريد أن يوهم بذلك ، وربما استفز الجهال بقوله (ص) : المؤمن لا يكون لعانا ، وهذا محمول على من لا يستحق اللعن .
    --------------------------------------------------------------------------------
    إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 27 ) - رقم الصفحة : ( 429 )
    - حدثني قالوا لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجو بني أمية عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه اجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا امرهم إليه فبايعهم على الموت وقال يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا ان نرمى بالحجارة من السماء ان رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .......
    --------------------------------------------------------------------------------
    إبن العماد الحنبلي - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 68 )

    - وقال التفتازاني في شرح العقائد النفسية : والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت الرسول مما تواتر معناه ، لعنة الله عليه ، وعلى أنصاره وأعوانه .
    --------------------------------------------------------------------------------
    العلامة سعد الدين التفتازاني الشافعي - شرح العقائد النسفية - رقم الصفحة : ( 181 )
    - الحق أن رضا يزيد بقتل الحسين ( ع ) واستبشاره به ، وإهانته أهل بيت النبي (ص) مما تواتر معناه وإن كانت تفاصيله آحادا ، فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .
    --------------------------------------------------------------------------------
    العلامة البدخشاني الحنفي - نزل الأبرار - رقم الصفحة : ( 98 )
    - العجب من جماعة يتوقفون في أمره [ يعني يزيد ] ويتنزهون عن لعنه ، وقد أجازه كثير من الأئمة منهم ابن الجوزي ، وناهيك به علما وجلالة.
    - وقال الشيخ العلامة أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله الآلوسي الحنفي البغدادي - مفتي بغداد - : أنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ، ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين ، والظاهر أنه لم يتب ، واحتمال توبته أضعف من إيمانه .
    --------------------------------------------------------------------------------
    إبن البطريق - العمدة - رقم الصفحة : ( 321 )

    - وهو ان مسور بن مخزمة كان يقول في يزيد بن معاوية : انه يشرب الخمر ويلعب بالنرد فبلغه ذلك فكتب إلى عمرو بن سعيد بن العاص . واليه على المدينة : ان يجلد مسور الحد فضربه حد المفترى .
    --------------------------------------------------------------------------------
    الجاحظ - الرسالة الحادية عشر في بني أمية - رقم الصفحة : ( 398 )
    - المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين وحمله بنات رسول الله (ص) سبايا ، وقرعه ثنايا الحصين بالعود ، وإخافته أهل المدينة ، وهدم الكعبة ، تدل على القسوة والغلظة ، والنصب ، وسوء الرأي ، والحقد والبغضاء والنفاق والخروج عن الايمان ، فالفاسق ملعون ، ومن نهى عن شتم الملعون فملعون.
    --------------------------------------------------------------------------------
    العصفري - تاريخ خليفة بن خياط - رقم الصفحة : ( 193 )
    - وحدثنا أبو الحسن عن بقية بن عبد الرحمن عن أبيه قال : لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل مكة أراد وا إبن الزبير على البيعة فأبى ، أرسل النعمان بن بشير الأنصاري وهمام بن قبيصة النميري إلى إبن الزبير يدعوانه إلى البيعة ليزيد ، على أن يجعل له ولاية الحجاز وما شاء وما أحب لأهل بيته من الولاية ، فقدما على إبن الزبير ، فعرضا عليه ما أمرهما به يزيد ، فقال إبن الزبير : أتأمراني ببيعة رجل يشرب الخمر ويدع الصلاة ويتبع الصيد ؟ فقال همام بن قبيصة : أنت أولى بما قلت منه ، فلطمه رجل من قريش ، فرجعا إلى يزيد ، فغضب وحلف لا يقبل بيعته إلا وفي يده جامعة .
    --------------------------------------------------------------------------------
    محمد بن عقيل - النصائح الكافية - رقم الصفحة : ( 31 )
    - ونقل إبن الجوزي عن القاضي أبي يعلي بأسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت : لابي ان قوما ينسبونا إلى تولى يزيد فقال يا بني وهل يتولى يزيد احد يؤمن بالله ولم لا نلعن من لعنه الله في كتابه فقلت واين لعن الله يزيد في كتابه فقال في قوله تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم واعمى ابصارهم فهل يكون فساد اعظم من هذا القتل ، وفي رواية يا بني ما أقول في رجل لعنه الله في كتابه .
    --------------------------------------------------------------------------------
    المسعودي - مروج الذهب - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 82 )
    - كان يزيد يضمر الإلحاد ولا يعتقد بالمعاد ، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب .
    وقال المسعودي : ولما شمل الناس جور يزيد وعماله وعمهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله إبن بنت رسول الله (ص) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر ، سيره سيرة فرعون ، بل كان فرعون أعدل منه في رعيته .

    أخي المدافع عن يزيد ..... هل تــــــريد المزيد


  10. #130
    عـضــو الصورة الرمزية م.سليمان أسد
    تاريخ التسجيل
    22/04/2008
    المشاركات
    460
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب ياسين مشاهدة المشاركة
    اشكر كل الاخوة والاخوات
    ارجو من الجميع تناول الموضوع بمهنيه وادراج المصادر
    اشكر الاخ جيفارا لتدعيمه دائما الردود التي يدرجها من خلال مصادرها
    حسناً اخ غالب ياسين
    إليك ما أردت :

    أقول علماء السنة والجماعة في يزيد :

    المناوي - فيض القدير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 265 )
    - قال أبو الفرج بن الجوزي في كتابه الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد أجاز العلماء الورعون لعنه .

    - وفي فتاوى حافظ الدين الكردي الحنفي لعن يزيد يجوز لكن ينبغي أن لا يفعل وكذا الحجاج .

    - قال ابن الكمال وحكى عن الإمام قوام الدين الصفاري ولا بأس بلعن يزيد ولا يجوز لعن معاوية عامل الفاروق لكنه أخطأ في اجتهاده فيتجاوز الله تعالى عنه ونكف اللسان عنه تعظيما لمتبوعه وصاحبه .
    - ثم قال المولى ابن الكمال والحق أن لعن يزيد على اشتهار كفره وتواتر فظاعته وشره على ما عرف بتفاصيله جائز وإلا فلعن المعين ولو فاسقا لا يجوز بخلاف الجنس .
    - وذلك هو محمل قول العلامة التفتازاني لا أشك في إسلامه بل في إيمانه فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه ،
    الرابط:
    http://www.al-eman.com/Islamlib/view...SW=الورعون#SR1
    --------------------------------------------------------------------------------
    المناوي - فيض القدير - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 109 )
    - وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر ملك الروم يعني القسطنطينية أو المراد مدينته التي كان بها يوم قال النبي (ص) ذلك وهي حمص وكانت دار مملكته إذ ذاك مغفور لهم لا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفورا له لكونه منهم إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص ويلزم من الجمود على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق جمع محققون حل لعن يزيد به حتى قال التفتازاني : الحق أن رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحادا فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .
    http://www.al-eman.com/Islamlib/view...&SW=الجمود#SR1
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------
    إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 66 )
    5472 - ....... حدثني قالوا لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إن رجلا ينكح الامهات والبنات والاخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .......
    http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=68202
    --------------------------------------------------------------------------------
    الشوكاني - نيل الأوطار - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 147 )
    - ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط ( ر ) وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله ، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود .
    http://www.al-eman.com/Islamlib/view...&SW=الخمير#SR1

    وقال السبط بن الجوزي
    السبط إبن الجوزي - تذكرة الخواص - رقم الصفحة : ( 261 )
    - قال إبن عقيل - من الحنابلة - : ومما يدل على كفره وزندقته فضلا عن سبه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالإلحاد ، وأبان عن خبث الضمائر

    وسوء الاعتقاد ، فمنها قوله في قصيدته التي أولها :



    علية هاتي أعلني وترنمي * بذلك أني لا أحب التناجيا

    حديث أبي سفيان قدما سما بها * إلى أحد حتى أقام البواكيا

    ألا هات فاسقيني على ذاك قهوة * تخيرها العنسي كرما وشاميا

    إذا ما نظرنا في أمور قديمة * وجدنا حلالا شربها متواليا

    وإن مت يا أم الأحيمر فانكحي * ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا

    فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا * أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا

    ولا بد لي من أن أزور محمدا * بمشمولة صفراء تروي عظاميا

    -------------------------------------------------------------------------------------
    إبن خلدون - المقدمة - رقم الصفحة : ( 254 )
    - لا لعدم تصويب فعله ، بل لأنهم يرون عدم جواز إراقة الدماء ، فلا يجوز نصرة يزيد بقتال الحسين ، بل قتله من فعلات يزيد المؤكدة لفسقه ، والحسين فيها شهيد .
    --------------------------------------------------------------------------------
    السيد المقرم - مقتل الحسين ( ع ) - رقم الصفحة : ( 28 / 30 )
    - يقول العلامة الآلوسي : من يقول أن يزيد لم يعص بذلك ولا يجوز لعنه فينبغي أن ينتظم في سلسلة أنصار يزيد وأنا أقول أن الخبيث لم يكن مصدقا بالرسالة للنبي (ص) . . . ويلحق به ابن زياد . . . فلعنة الله عليهم وعلى أنصارهم . . .
    - ...... أبو بكر بن العربي الأندلسي لا يجوز لعن من رضي بقتل الحسين وذلك هو الضلال البعيد . . . . . أن الامام أحمد لما سأله ابنه عبد الله عن لعن يزيد قال كيف لا يلعن من لعنه الله في كتابه . . .
    --------------------------------------------------------------------------------
    إبن الآلوسي الشافعي - صب العذاب على من سب الأصحاب - رقم الصفحة : ( 453 )
    - إتفق الأجلة على جواز لعنه ، لأفعاله القبيحة ، وتطاوله على العترة الطاهرة . انتهى . فأما الحنفية : فالذي وقفنا عليه من فتاوى أئمتهم جواز اللعن بالتخصيص والتنصيص .
    --------------------------------------------------------------------------------
    كمال الدميري - حياة الحيوان - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 175 )
    - إن لكل واحد من أبي حنيفة ومالك وأحمد في لعن يزيد قولين ، تصريح وتلويح . وقال القاضي أبو الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى بن الفراء الحنبلي - وقد صنف كتابا فيه بيان من يستحق اللعن وذكر فيهم يزيد : الممتنع من لعن يزيد إما أن يكون غير عالم بجواز ذلك ، أو منافقا يريد أن يوهم بذلك ، وربما استفز الجهال بقوله (ص) : المؤمن لا يكون لعانا ، وهذا محمول على من لا يستحق اللعن .
    --------------------------------------------------------------------------------
    إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 27 ) - رقم الصفحة : ( 429 )
    - حدثني قالوا لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجو بني أمية عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه اجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا امرهم إليه فبايعهم على الموت وقال يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا ان نرمى بالحجارة من السماء ان رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .......
    --------------------------------------------------------------------------------
    إبن العماد الحنبلي - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 68 )

    - وقال التفتازاني في شرح العقائد النفسية : والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت الرسول مما تواتر معناه ، لعنة الله عليه ، وعلى أنصاره وأعوانه .
    --------------------------------------------------------------------------------
    العلامة سعد الدين التفتازاني الشافعي - شرح العقائد النسفية - رقم الصفحة : ( 181 )
    - الحق أن رضا يزيد بقتل الحسين ( ع ) واستبشاره به ، وإهانته أهل بيت النبي (ص) مما تواتر معناه وإن كانت تفاصيله آحادا ، فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .
    --------------------------------------------------------------------------------
    العلامة البدخشاني الحنفي - نزل الأبرار - رقم الصفحة : ( 98 )
    - العجب من جماعة يتوقفون في أمره [ يعني يزيد ] ويتنزهون عن لعنه ، وقد أجازه كثير من الأئمة منهم ابن الجوزي ، وناهيك به علما وجلالة.
    - وقال الشيخ العلامة أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله الآلوسي الحنفي البغدادي - مفتي بغداد - : أنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ، ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين ، والظاهر أنه لم يتب ، واحتمال توبته أضعف من إيمانه .
    --------------------------------------------------------------------------------
    إبن البطريق - العمدة - رقم الصفحة : ( 321 )

    - وهو ان مسور بن مخزمة كان يقول في يزيد بن معاوية : انه يشرب الخمر ويلعب بالنرد فبلغه ذلك فكتب إلى عمرو بن سعيد بن العاص . واليه على المدينة : ان يجلد مسور الحد فضربه حد المفترى .
    --------------------------------------------------------------------------------
    الجاحظ - الرسالة الحادية عشر في بني أمية - رقم الصفحة : ( 398 )
    - المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين وحمله بنات رسول الله (ص) سبايا ، وقرعه ثنايا الحصين بالعود ، وإخافته أهل المدينة ، وهدم الكعبة ، تدل على القسوة والغلظة ، والنصب ، وسوء الرأي ، والحقد والبغضاء والنفاق والخروج عن الايمان ، فالفاسق ملعون ، ومن نهى عن شتم الملعون فملعون.
    --------------------------------------------------------------------------------
    العصفري - تاريخ خليفة بن خياط - رقم الصفحة : ( 193 )
    - وحدثنا أبو الحسن عن بقية بن عبد الرحمن عن أبيه قال : لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل مكة أراد وا إبن الزبير على البيعة فأبى ، أرسل النعمان بن بشير الأنصاري وهمام بن قبيصة النميري إلى إبن الزبير يدعوانه إلى البيعة ليزيد ، على أن يجعل له ولاية الحجاز وما شاء وما أحب لأهل بيته من الولاية ، فقدما على إبن الزبير ، فعرضا عليه ما أمرهما به يزيد ، فقال إبن الزبير : أتأمراني ببيعة رجل يشرب الخمر ويدع الصلاة ويتبع الصيد ؟ فقال همام بن قبيصة : أنت أولى بما قلت منه ، فلطمه رجل من قريش ، فرجعا إلى يزيد ، فغضب وحلف لا يقبل بيعته إلا وفي يده جامعة .
    --------------------------------------------------------------------------------
    محمد بن عقيل - النصائح الكافية - رقم الصفحة : ( 31 )
    - ونقل إبن الجوزي عن القاضي أبي يعلي بأسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت : لابي ان قوما ينسبونا إلى تولى يزيد فقال يا بني وهل يتولى يزيد احد يؤمن بالله ولم لا نلعن من لعنه الله في كتابه فقلت واين لعن الله يزيد في كتابه فقال في قوله تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم واعمى ابصارهم فهل يكون فساد اعظم من هذا القتل ، وفي رواية يا بني ما أقول في رجل لعنه الله في كتابه .
    --------------------------------------------------------------------------------
    المسعودي - مروج الذهب - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 82 )
    - كان يزيد يضمر الإلحاد ولا يعتقد بالمعاد ، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب .
    وقال المسعودي : ولما شمل الناس جور يزيد وعماله وعمهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله إبن بنت رسول الله (ص) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر ، سيره سيرة فرعون ، بل كان فرعون أعدل منه في رعيته .

    أخي المدافع عن يزيد ..... هل تــــــريد المزيد


  11. #131
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/03/2008
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    من العجائب:
    أن كثير من طلبة العلم في جامعة الإمام محمد بن سعود يختارون ان يكتبوا عن يزيد بن معاوية . والحجاج بن يوسف
    لكي يتمكنوا من أخذ الموافقة على البحث ويتخرجوا بسرعة .
    علما بأن أي بحث يتناول سيرة أي من آل البيت يكون من المستحيل أن يجتاز لجنة المناقشة لمنح درجة الماجستير او الدكتوراه . فظهرت لنا

    2 - يزيد بن معاوية الخليفة المفترى عليه .
    3 - الحجاج بن يوسف وجه حضاري مشرق .
    ولقد تمكن الشيخ حسن فرحان المالكي من نقد لجنة التدريس بالجامعة وكل البحوث المذكورة نقدا علميا راقيا وحضاريا .
    فتأملوا وتعجبوا ممن يقول لنا إنه يعتقد أن الحسين أفضل من يزيد ؟؟
    ودفاعه عن يزيد خير دليل على بطلان دعواه.


  12. #132
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/03/2008
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    من العجائب:
    أن كثير من طلبة العلم في جامعة الإمام محمد بن سعود يختارون ان يكتبوا عن يزيد بن معاوية . والحجاج بن يوسف
    لكي يتمكنوا من أخذ الموافقة على البحث ويتخرجوا بسرعة .
    علما بأن أي بحث يتناول سيرة أي من آل البيت يكون من المستحيل أن يجتاز لجنة المناقشة لمنح درجة الماجستير او الدكتوراه . فظهرت لنا

    2 - يزيد بن معاوية الخليفة المفترى عليه .
    3 - الحجاج بن يوسف وجه حضاري مشرق .
    ولقد تمكن الشيخ حسن فرحان المالكي من نقد لجنة التدريس بالجامعة وكل البحوث المذكورة نقدا علميا راقيا وحضاريا .
    فتأملوا وتعجبوا ممن يقول لنا إنه يعتقد أن الحسين أفضل من يزيد ؟؟
    ودفاعه عن يزيد خير دليل على بطلان دعواه.


  13. #133
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    واتا لن تكون منبرا لشتم الصحابة!


    العضو دينا جيهان ..

    أنتم مطالبون بالالتزام بخط الحوار والابتعاد عن السب والشتم المباشر للصحابة إضافة للنقل واللصق الغير مبني على أدلة شأن باقي المتحاوريين من الطرفين، أرجو اعتبار هذا كإنذار أخير!

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  14. #134
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    واتا لن تكون منبرا لشتم الصحابة!


    العضو دينا جيهان ..

    أنتم مطالبون بالالتزام بخط الحوار والابتعاد عن السب والشتم المباشر للصحابة إضافة للنقل واللصق الغير مبني على أدلة شأن باقي المتحاوريين من الطرفين، أرجو اعتبار هذا كإنذار أخير!

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  15. #135
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي من هم الشيعة الذين قتلوا الحسين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طه خضر مشاهدة المشاركة
    الأساتذة

    الشيخ مصطفى الهادي ..

    الأستاذ سليمان أسد ..

    الأستاذة مريم ..

    الدكتور ناصر الحق ..

    لقد أخذتم قولة العضو دينا جيهان ( وهي بالمناسبة عليها علامة استفهام كبيرة ومطالبة بتوضيح شخصيتها ومعلوماتها ) عن المقارنة بين يزيد والحسين رضي الله عنه، وقولتمونا ما لم نقل من أننا قارنا بين هذا وذاك، وكلنا يعرف أنه شتان شتان، وبدأ كلكم بالمزايدة والكتابة بطريقة توحي لكل من يدخل ويقرأ باننا ننصر يزيد على الحسين رضي الله عنه، .. وقد أوضح لكم جل الأساتذة بأنه لا أحد يزايد على أهل السنة والجماعة والجمهور وباقي سواد المسلمين في حب وتكريم وتعظيم آل البيت، لكنه ليس حبا كذلك الحب الذي خرقتموه ورفعتم بعضهم فيه إلى درجات لم يبلغها بعض الأنبياء، بل وصورتم أنكم أنتم فقط من تحبون آل البيت بينما يبغضهم كل الناس، وأسقطتم عمدا الكم الهائل من الروايات التي يستحيل كذبها والتي قالت بأن الشيعة هم من دعوا الحسين رضي الله عنه وكانوا أوّل من خذله، بل وتآمر على قتله، ولم تكلفوا أنفسكم حتى عناء دحض هذه الأقوال والإتيان بما يناقضها!!


    لي عودة إن شاء الله بعد الصلاة !
    نعم قولك صحيح 100% ولكن هؤلاء الشيعة ليس شيعة آل البيت عليهم السلام ، بل هم شيعة آل ابي سفيان . وقد رددت في مداخلة سابقة على ذلك ولكن يبدو تم تجاهلها واليك ما علق بالذاكرة منه.

    لا زال الحسين عليه السلام مخذولا من قبل الناس الى يوم الدين .
    من هم الشيعة ؟
    قال الامام الصادق عليه السلام : شيعتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا .
    وعن الامام الباقر (ع).قال(رحم الله شيعتنا لقد شاركونا بطول الحزن ...
    هؤلاء هم الشيعة في هذا الزمان وغيره فلا يوجد غيرهم من يوصف بهذا الاسم غيرهم ،ولا يوجد غيرهم يؤمن بإثنا عشر إماما متفقون على اسمائهم وصفاتهم وعددهم .
    ثم لا ادري ما هي موصفات الشيعة التي تطلبونها ؟ وهل كلهم متساوون بالحب والولاء , هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تربوا على يديه وتخرجوا من مدرسته هل كلهم متساوون ؟ اجمعين اكتعين ! أم فيهم المنافق والفاسق والكافر ومنهم من مردوا على النفاق ومنهم من يؤذون النبي . ومنهم من رماه بعرضه ومس شرفه الطاهر . سبحان الله على من نزلت آيات النفاق والكفر والفسق وحبط الاعمال وغيرها من آيات مئات منها . حتى لا يخلص منهم إلا كهمل النعم . فما بالك بالشيعة والسنة وبينهم وبين رسول الله آلاف السنين !!
    نحن جميعنا يا سيدي قابضون على جمرة وليس على دين كما انبأ سيد المرسلين .

    من هم قتلة الامام الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ص .
    من الامور التي حرص على توضيحها الامام الحسين عليه السلام هو بيان هوية من قام بقتله واهل بيته واصحابه في كربلاء .. لانه يعلم ان آل ابي سفيان مسيرة ضلال ستستمر وسيأتي اتباعهم ليبرأو القتلة من الجريمة الفادحة .
    ولهذا خاطبهم الامام الحسين عليه السلام مراراً : يا شيعة آل أبي سفيان .
    والخط السفياني المحارب لله ورسوله لم ينتهي بنهاية الدولة الاموية بل تؤكد الكثير من الروايات بأنه مستمر إلى يوم القيامة كما في مستدرك الحاكم:4/442 . وأن له اتباع وانصار يُحيون سياسته على مر التاريخ .
    نعم كتب أكثر زعماء الكوفة رسائل إلى الإمام الحسين عليه السلام يدعونه فيها إلى المجئ إليهم ، وزعموا أنهم من شيعته ، ثم وفى له قسم منه وقاتلوا معه ، وقسم كبير منهم أرادوا الذهاب إليه فسجنهم ابن زياد حتى امتلأت سجونه .
    ثم احاط بالكوفة من كل جوانبها وامر بقتل كل من يدخل او يخرج منها : حتى أن اعوانه امسكوا اعرابيا فسألة بيعد الله عن سبب قدومه للكوفة ؟ فقال الاعرابي بأنه جاء لسداد دين ، فقال له ابن زياد : صدقت . ولكن في قتلك صلاح للآمة ! فقتله .
    أن الذين ادعوا أنهم من شيعته كان بعضهم صادقا ، وكان أكثرهم كاذبين وأنهم كانوا في الواقع من شيعة بني أمية ، وأنهم كتبوا اليه بتوجيه السلطة لكي يجروه إلى الكوفة ويقتلونه ، لأن السلطة خافت أن يبقى الحسين في مكة .
    هؤلاء الشيعة الذين اجبرتهم القوة الغاشمة على قتال الحسين عليه السلام ندموا فيما بعد واعلنوا الثورات حتى تسببوا في اضعاف الدولة واسقاطها واول تلك الثورات ثورة التوابين بقيادة الصحابي الجليل سليمان بن صرد الخزاعي ثم تتالت الثورات حتى قوضت اركان الحكم الملكلي الوراثي القيصري الأموي .
    ونلاحظ ان الامام الحسين عندما اجاب على رسائل اهل الكوفة كتب إليهم قائلا : إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين ) ولم يكتب : إلى شيعتنا ، لأنه يعرف أن أكثرهم ليسوا من شيعته .
    وأنه سلام الله عليه عندما أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة كتب شيعة يزيد من أهل الكوفة إلى يزيد بن معاوية بأخبار مسلم ، فكتب يزيد إلى عبيد الله ابن زياد ابن ابيه ! واليه على البصرة ، كما رواه الفتال النيشابوري في روضة الواعظين ص 174 : ( أما بعد : فإنه كتب إلي من شيعتي من أهل الكوفة تخبرني أن ابن عقيل بها يجمع الجموع ليشق عصا المسلمين ، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتى تأتى الكوفة فتطلب ابن عقيل طلب الخرزة حتى تثقبه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه والسلام ، وسلم إليه عهده على الكوفة ) . انتهى .
    فهذا يدل على أن الكوفة كان فيها شيعة لبني أمية وفيها شيعة لأهل البيت عليهم السلام .
    ويدلنا على صحة ذلك أنه عندما اراد الامام علي ان يمنع البدع في الكوفة تصايح الناس من كل جانب وا سنة عمراه .
    وهل نسينا أن الطابور الخامس من جواسيس معاوية هم الذين قالوا لعلي ابن ابي طالب يوم صفين عندما رفع جيش الشام المصاحف مكرا وغدرا . قالوا له اجب القوم وإلا سلمناك برمتك إلى معاوية .
    وهل نسيت أن عملاء بني امية هولاء هم الذين طعنوا الامام الحسن عليه السلام في فخذه ونهبوا فسطاطه واوقعوا الوهن في جيشه فآثر حقن دماء المسلمين .
    وهم نفسهم الذين كانوا يكاتبون يزيد في الشام بأخبار حركة الحسين وحركة شعب الكوفة .
    ولاشك أن الذين حاربوا الحسين عليه السلام هم شيعة آل ابي سفيان وليسوا شيعته .
    فكما في لواعج الأشجان للسيد الأمين ص 185 : فصاح الحسين عليه السلام : ويلكم يا شيعة آل ابي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون !
    من هذا يتضح أن الذين قتلوا الحسين عليه السلام هم شيعة بني أمية أما شيعة الحسين عليه السلام فكانوا في السجون ووصل إليه منهم عدد قليل تمكنوا أن يفلتوا من الحصار الشديد على الكوفة فقتلوا معهُ .
    وقد وصف الامام الحسين مجمتع الكوفة ولم يقل بأنهم من الشيعة فقال : تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ! أحين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم ألبا لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن ، والرأي لما يستحصف ، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا ، وتداعيتم عليها كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها فسحقا لكم يا عبيد الأمة ! وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ومحرفي الكلم ، وعصبة الآثم ونفثة الشيطان ، ومطفئي السنن ، ويحكم ! أهؤلاء تعضدون ، وعنا تتخاذلون أجل والله غدر فيكم قديم ، وشجت عليه أصولكم ، تأزرت فروعكم ، فكنتم أخبث ثمر ، شجى للناظر وأكلة للغاصب !
    والدليل ان الذين كانوا مع الحسين ليسو كلهم من شيعته بل إنما جاءوا للدنيا حيث تفرقوا عنه في كربلاء بعد ان رأوا انه لا منافع يحصلون عليها من وراء الحسين ع
    ثم كيف ننفي مسؤولية يزيد بن معاوية عن قتل الحسين بن علي وهو يعترف بأنه قتل الحسين عندما ارسل عشرة من خيرة خواصه لتخويف ابن الزبير : ولما بلغ يزيد بن معاوية ما فيه عبد الله بن الزبير من بيعة الناس له واجتماعهم عليه دعا بعشرة نفر من وجوه أصحابه منهم النعمان بن بشير الأنصاري ، و عبد الله بن عضاءة الاشعري . . .
    ثم قال لهم : إن عبد الله بن الزبير قد تحرك بالحجاز واخرج يده من طاعتي ودعا الناس إلى سبي وسب أبي وقد اجتمعت إليه قوم يعينونه على ذلك ، صيروا إليه ، فإذا دخلتم عليه فعظموا حقه وحق أبيه ، وسلوه أن يلزم الطاعة ولا يفارق الجماعة فان أجاب فخذوا بيعته وان أبى فخوفوه ما نزل بالحسين بن علي وليس الزبير عندي بأفضل من علي بن أبي طالب ولا ابنه عبد الله بأفضل من الحسين (الأخبار الطوال للدينورى ص 263 ، وهي ملخصة من فتوح ابن أعثم 5 / 262 – 290)
    فبعث والي المدينة هاشم بن محمد بن ابي سفيان إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم : عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الأنصاري و عبد الله بن أبي عمرو المخزومى والمنذر بن الزبير ورجالا كثيرا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم فأعطى عبد الله بن حنظلة وكان شريفا فاضلا عابدا سيدا مائة ألف درهم ، وكان معه ثمانية بنين فأعطى كل ولد عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملانهم ، فلما رجعوا قدموا المدينة وأظهروا شتم يزيد وعيبه وقالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان ويلعب بالكلاب ويسمر عنده الخراب والفتيان ! وانا نشهدكم انا خلعناه ! وقام عبد الله بن حنظلة الغسيل ، فقال : جئتكم من عند رجل لو لم أجد الا بني هؤلاء لجاهدته بهم ، قالوا : قد بلغنا أنه أجداك وأعطاك وأكرمك ، قال : قد فعل وما قبلت منه عطاءه الا لا تقوى به ، فخلعه الناس وبايعوا عبد الله بن حنظلة على خلع يزيد وولوه عليهم .
    أما المنذر بن الزبير فكان قد أجازه بمائة ألف وكان قوله لما قدم المدينة : ان يزيد والله لقد أجازني بمائة ألف درهم وأنه لا يمنعني ما صنع إلي أن أخبركم خبره وأصدقكم عنه والله انه ليشرب الخمر وانه ليسكر حتى يدع الصلاة وعابه بمثل ما عابه به أصحابه الذين كانوا معه وأشد . تاريخ الطبري 7 / 3 - 13 ، وابن الأثير 4 / 40 - 41 ، وابن كثير 8 / 216 ، والعقد الفريد 4 / 388
    وكان من اشد الثورات ثورة اهل الحرمين بقيادة عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الأنصاري وكان شريفا فاضلا عابدا سيدا .
    وثورة عبد الله بن الزبير بن اسماء بنت ابي بكر الصديق ذات النطاقين وابن حواري رسول الله ، ثار على يزيد بن معاوية بعد مقتل الحسين .
    ثم ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صُرد الخزاعي ، الصحابي الجليل كان اسمه يسار ، وسمّاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سليمان وكان شعار ثورته يا لثارات الحسين .
    ثم ثورة المختار الثقفي وكانت اعنفها حيث تتبع قتلة الحسين عليه السلام وقتلهم كلهم حتى انه قتل في يوم واحد أكثر من مائتين وثمانين رجلا كان منهم الشمر وعمر بن سعد بن ابي وقاص . وشبث بن ربعي وغيرهم .
    وهكذا وبمجرد ان فسح المجال للشيعة ورفع عنهم الحصار واطلق سراحهم من السجون تتالت ثوراتهم حتى قوضت الحكم الاموي القيصري الكسروي القبلي الوراثي .

    اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين، وشايعت، وبايعت وتابعت على قتله،ومن رضي بذلك إلى يوم القيامة اللهم العنهم جميعا ...


  16. #136
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي من هم الشيعة الذين قتلوا الحسين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طه خضر مشاهدة المشاركة
    الأساتذة

    الشيخ مصطفى الهادي ..

    الأستاذ سليمان أسد ..

    الأستاذة مريم ..

    الدكتور ناصر الحق ..

    لقد أخذتم قولة العضو دينا جيهان ( وهي بالمناسبة عليها علامة استفهام كبيرة ومطالبة بتوضيح شخصيتها ومعلوماتها ) عن المقارنة بين يزيد والحسين رضي الله عنه، وقولتمونا ما لم نقل من أننا قارنا بين هذا وذاك، وكلنا يعرف أنه شتان شتان، وبدأ كلكم بالمزايدة والكتابة بطريقة توحي لكل من يدخل ويقرأ باننا ننصر يزيد على الحسين رضي الله عنه، .. وقد أوضح لكم جل الأساتذة بأنه لا أحد يزايد على أهل السنة والجماعة والجمهور وباقي سواد المسلمين في حب وتكريم وتعظيم آل البيت، لكنه ليس حبا كذلك الحب الذي خرقتموه ورفعتم بعضهم فيه إلى درجات لم يبلغها بعض الأنبياء، بل وصورتم أنكم أنتم فقط من تحبون آل البيت بينما يبغضهم كل الناس، وأسقطتم عمدا الكم الهائل من الروايات التي يستحيل كذبها والتي قالت بأن الشيعة هم من دعوا الحسين رضي الله عنه وكانوا أوّل من خذله، بل وتآمر على قتله، ولم تكلفوا أنفسكم حتى عناء دحض هذه الأقوال والإتيان بما يناقضها!!


    لي عودة إن شاء الله بعد الصلاة !
    نعم قولك صحيح 100% ولكن هؤلاء الشيعة ليس شيعة آل البيت عليهم السلام ، بل هم شيعة آل ابي سفيان . وقد رددت في مداخلة سابقة على ذلك ولكن يبدو تم تجاهلها واليك ما علق بالذاكرة منه.

    لا زال الحسين عليه السلام مخذولا من قبل الناس الى يوم الدين .
    من هم الشيعة ؟
    قال الامام الصادق عليه السلام : شيعتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا .
    وعن الامام الباقر (ع).قال(رحم الله شيعتنا لقد شاركونا بطول الحزن ...
    هؤلاء هم الشيعة في هذا الزمان وغيره فلا يوجد غيرهم من يوصف بهذا الاسم غيرهم ،ولا يوجد غيرهم يؤمن بإثنا عشر إماما متفقون على اسمائهم وصفاتهم وعددهم .
    ثم لا ادري ما هي موصفات الشيعة التي تطلبونها ؟ وهل كلهم متساوون بالحب والولاء , هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تربوا على يديه وتخرجوا من مدرسته هل كلهم متساوون ؟ اجمعين اكتعين ! أم فيهم المنافق والفاسق والكافر ومنهم من مردوا على النفاق ومنهم من يؤذون النبي . ومنهم من رماه بعرضه ومس شرفه الطاهر . سبحان الله على من نزلت آيات النفاق والكفر والفسق وحبط الاعمال وغيرها من آيات مئات منها . حتى لا يخلص منهم إلا كهمل النعم . فما بالك بالشيعة والسنة وبينهم وبين رسول الله آلاف السنين !!
    نحن جميعنا يا سيدي قابضون على جمرة وليس على دين كما انبأ سيد المرسلين .

    من هم قتلة الامام الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ص .
    من الامور التي حرص على توضيحها الامام الحسين عليه السلام هو بيان هوية من قام بقتله واهل بيته واصحابه في كربلاء .. لانه يعلم ان آل ابي سفيان مسيرة ضلال ستستمر وسيأتي اتباعهم ليبرأو القتلة من الجريمة الفادحة .
    ولهذا خاطبهم الامام الحسين عليه السلام مراراً : يا شيعة آل أبي سفيان .
    والخط السفياني المحارب لله ورسوله لم ينتهي بنهاية الدولة الاموية بل تؤكد الكثير من الروايات بأنه مستمر إلى يوم القيامة كما في مستدرك الحاكم:4/442 . وأن له اتباع وانصار يُحيون سياسته على مر التاريخ .
    نعم كتب أكثر زعماء الكوفة رسائل إلى الإمام الحسين عليه السلام يدعونه فيها إلى المجئ إليهم ، وزعموا أنهم من شيعته ، ثم وفى له قسم منه وقاتلوا معه ، وقسم كبير منهم أرادوا الذهاب إليه فسجنهم ابن زياد حتى امتلأت سجونه .
    ثم احاط بالكوفة من كل جوانبها وامر بقتل كل من يدخل او يخرج منها : حتى أن اعوانه امسكوا اعرابيا فسألة بيعد الله عن سبب قدومه للكوفة ؟ فقال الاعرابي بأنه جاء لسداد دين ، فقال له ابن زياد : صدقت . ولكن في قتلك صلاح للآمة ! فقتله .
    أن الذين ادعوا أنهم من شيعته كان بعضهم صادقا ، وكان أكثرهم كاذبين وأنهم كانوا في الواقع من شيعة بني أمية ، وأنهم كتبوا اليه بتوجيه السلطة لكي يجروه إلى الكوفة ويقتلونه ، لأن السلطة خافت أن يبقى الحسين في مكة .
    هؤلاء الشيعة الذين اجبرتهم القوة الغاشمة على قتال الحسين عليه السلام ندموا فيما بعد واعلنوا الثورات حتى تسببوا في اضعاف الدولة واسقاطها واول تلك الثورات ثورة التوابين بقيادة الصحابي الجليل سليمان بن صرد الخزاعي ثم تتالت الثورات حتى قوضت اركان الحكم الملكلي الوراثي القيصري الأموي .
    ونلاحظ ان الامام الحسين عندما اجاب على رسائل اهل الكوفة كتب إليهم قائلا : إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين ) ولم يكتب : إلى شيعتنا ، لأنه يعرف أن أكثرهم ليسوا من شيعته .
    وأنه سلام الله عليه عندما أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة كتب شيعة يزيد من أهل الكوفة إلى يزيد بن معاوية بأخبار مسلم ، فكتب يزيد إلى عبيد الله ابن زياد ابن ابيه ! واليه على البصرة ، كما رواه الفتال النيشابوري في روضة الواعظين ص 174 : ( أما بعد : فإنه كتب إلي من شيعتي من أهل الكوفة تخبرني أن ابن عقيل بها يجمع الجموع ليشق عصا المسلمين ، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتى تأتى الكوفة فتطلب ابن عقيل طلب الخرزة حتى تثقبه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه والسلام ، وسلم إليه عهده على الكوفة ) . انتهى .
    فهذا يدل على أن الكوفة كان فيها شيعة لبني أمية وفيها شيعة لأهل البيت عليهم السلام .
    ويدلنا على صحة ذلك أنه عندما اراد الامام علي ان يمنع البدع في الكوفة تصايح الناس من كل جانب وا سنة عمراه .
    وهل نسينا أن الطابور الخامس من جواسيس معاوية هم الذين قالوا لعلي ابن ابي طالب يوم صفين عندما رفع جيش الشام المصاحف مكرا وغدرا . قالوا له اجب القوم وإلا سلمناك برمتك إلى معاوية .
    وهل نسيت أن عملاء بني امية هولاء هم الذين طعنوا الامام الحسن عليه السلام في فخذه ونهبوا فسطاطه واوقعوا الوهن في جيشه فآثر حقن دماء المسلمين .
    وهم نفسهم الذين كانوا يكاتبون يزيد في الشام بأخبار حركة الحسين وحركة شعب الكوفة .
    ولاشك أن الذين حاربوا الحسين عليه السلام هم شيعة آل ابي سفيان وليسوا شيعته .
    فكما في لواعج الأشجان للسيد الأمين ص 185 : فصاح الحسين عليه السلام : ويلكم يا شيعة آل ابي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون !
    من هذا يتضح أن الذين قتلوا الحسين عليه السلام هم شيعة بني أمية أما شيعة الحسين عليه السلام فكانوا في السجون ووصل إليه منهم عدد قليل تمكنوا أن يفلتوا من الحصار الشديد على الكوفة فقتلوا معهُ .
    وقد وصف الامام الحسين مجمتع الكوفة ولم يقل بأنهم من الشيعة فقال : تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ! أحين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم ألبا لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن ، والرأي لما يستحصف ، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا ، وتداعيتم عليها كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها فسحقا لكم يا عبيد الأمة ! وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ومحرفي الكلم ، وعصبة الآثم ونفثة الشيطان ، ومطفئي السنن ، ويحكم ! أهؤلاء تعضدون ، وعنا تتخاذلون أجل والله غدر فيكم قديم ، وشجت عليه أصولكم ، تأزرت فروعكم ، فكنتم أخبث ثمر ، شجى للناظر وأكلة للغاصب !
    والدليل ان الذين كانوا مع الحسين ليسو كلهم من شيعته بل إنما جاءوا للدنيا حيث تفرقوا عنه في كربلاء بعد ان رأوا انه لا منافع يحصلون عليها من وراء الحسين ع
    ثم كيف ننفي مسؤولية يزيد بن معاوية عن قتل الحسين بن علي وهو يعترف بأنه قتل الحسين عندما ارسل عشرة من خيرة خواصه لتخويف ابن الزبير : ولما بلغ يزيد بن معاوية ما فيه عبد الله بن الزبير من بيعة الناس له واجتماعهم عليه دعا بعشرة نفر من وجوه أصحابه منهم النعمان بن بشير الأنصاري ، و عبد الله بن عضاءة الاشعري . . .
    ثم قال لهم : إن عبد الله بن الزبير قد تحرك بالحجاز واخرج يده من طاعتي ودعا الناس إلى سبي وسب أبي وقد اجتمعت إليه قوم يعينونه على ذلك ، صيروا إليه ، فإذا دخلتم عليه فعظموا حقه وحق أبيه ، وسلوه أن يلزم الطاعة ولا يفارق الجماعة فان أجاب فخذوا بيعته وان أبى فخوفوه ما نزل بالحسين بن علي وليس الزبير عندي بأفضل من علي بن أبي طالب ولا ابنه عبد الله بأفضل من الحسين (الأخبار الطوال للدينورى ص 263 ، وهي ملخصة من فتوح ابن أعثم 5 / 262 – 290)
    فبعث والي المدينة هاشم بن محمد بن ابي سفيان إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم : عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الأنصاري و عبد الله بن أبي عمرو المخزومى والمنذر بن الزبير ورجالا كثيرا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم فأعطى عبد الله بن حنظلة وكان شريفا فاضلا عابدا سيدا مائة ألف درهم ، وكان معه ثمانية بنين فأعطى كل ولد عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملانهم ، فلما رجعوا قدموا المدينة وأظهروا شتم يزيد وعيبه وقالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان ويلعب بالكلاب ويسمر عنده الخراب والفتيان ! وانا نشهدكم انا خلعناه ! وقام عبد الله بن حنظلة الغسيل ، فقال : جئتكم من عند رجل لو لم أجد الا بني هؤلاء لجاهدته بهم ، قالوا : قد بلغنا أنه أجداك وأعطاك وأكرمك ، قال : قد فعل وما قبلت منه عطاءه الا لا تقوى به ، فخلعه الناس وبايعوا عبد الله بن حنظلة على خلع يزيد وولوه عليهم .
    أما المنذر بن الزبير فكان قد أجازه بمائة ألف وكان قوله لما قدم المدينة : ان يزيد والله لقد أجازني بمائة ألف درهم وأنه لا يمنعني ما صنع إلي أن أخبركم خبره وأصدقكم عنه والله انه ليشرب الخمر وانه ليسكر حتى يدع الصلاة وعابه بمثل ما عابه به أصحابه الذين كانوا معه وأشد . تاريخ الطبري 7 / 3 - 13 ، وابن الأثير 4 / 40 - 41 ، وابن كثير 8 / 216 ، والعقد الفريد 4 / 388
    وكان من اشد الثورات ثورة اهل الحرمين بقيادة عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الأنصاري وكان شريفا فاضلا عابدا سيدا .
    وثورة عبد الله بن الزبير بن اسماء بنت ابي بكر الصديق ذات النطاقين وابن حواري رسول الله ، ثار على يزيد بن معاوية بعد مقتل الحسين .
    ثم ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صُرد الخزاعي ، الصحابي الجليل كان اسمه يسار ، وسمّاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سليمان وكان شعار ثورته يا لثارات الحسين .
    ثم ثورة المختار الثقفي وكانت اعنفها حيث تتبع قتلة الحسين عليه السلام وقتلهم كلهم حتى انه قتل في يوم واحد أكثر من مائتين وثمانين رجلا كان منهم الشمر وعمر بن سعد بن ابي وقاص . وشبث بن ربعي وغيرهم .
    وهكذا وبمجرد ان فسح المجال للشيعة ورفع عنهم الحصار واطلق سراحهم من السجون تتالت ثوراتهم حتى قوضت الحكم الاموي القيصري الكسروي القبلي الوراثي .

    اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين، وشايعت، وبايعت وتابعت على قتله،ومن رضي بذلك إلى يوم القيامة اللهم العنهم جميعا ...


  17. #137
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    الشيخ مصطفى الهادي ..

    قد قلتم أن من قتله هم شيعة أبي سفيان رضي الله عنه، وأصدقك القول أن مصطلح شيعة أبي سفيان أسمع به لأول مرة، وقال غيركم أن من قته هم من ادعوا أنهم شيعته، وذلك بانهم دعوه إلى حماهم في الكوفة ثم خذلوه، وبذلك يكون قد ساهموا في قتله بخذلانهم له بعد أن أجاروه، وقال البعض الآخر أن شيعته هم من دعوه ليحتمي بهم ومن ثم غدروا به، وجاء كل قوم ٍ بما يعتقدون أنه يؤيد كلامهم؛ فقرانا دعائه رضي الله عنه على شيعته وهو على العكس تماما مما أوردته هنا، ولعل هذا التضارب المروّع في الروايات واستشهاد كل محاور بما روته عصبته هو من الأسباب التي تجعل الحوار عقيما كون كل واحد بكذب الآخر ورواياته، ويبقى الفيصل في كل ذلك الاعتماد على الأدلة العقليّة والمنطقيّة، أو الاستشهاد بما قاله رسول الله ومن كانوا معه ممن رووا عنه ولم يعاصروا هذه الفتن المظلمة التي زُوّرت فيها الحقائق كل تزير، وذهب فيها كل حزب بما اقترفوه واجترحوه!!!

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  18. #138
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    الشيخ مصطفى الهادي ..

    قد قلتم أن من قتله هم شيعة أبي سفيان رضي الله عنه، وأصدقك القول أن مصطلح شيعة أبي سفيان أسمع به لأول مرة، وقال غيركم أن من قته هم من ادعوا أنهم شيعته، وذلك بانهم دعوه إلى حماهم في الكوفة ثم خذلوه، وبذلك يكون قد ساهموا في قتله بخذلانهم له بعد أن أجاروه، وقال البعض الآخر أن شيعته هم من دعوه ليحتمي بهم ومن ثم غدروا به، وجاء كل قوم ٍ بما يعتقدون أنه يؤيد كلامهم؛ فقرانا دعائه رضي الله عنه على شيعته وهو على العكس تماما مما أوردته هنا، ولعل هذا التضارب المروّع في الروايات واستشهاد كل محاور بما روته عصبته هو من الأسباب التي تجعل الحوار عقيما كون كل واحد بكذب الآخر ورواياته، ويبقى الفيصل في كل ذلك الاعتماد على الأدلة العقليّة والمنطقيّة، أو الاستشهاد بما قاله رسول الله ومن كانوا معه ممن رووا عنه ولم يعاصروا هذه الفتن المظلمة التي زُوّرت فيها الحقائق كل تزير، وذهب فيها كل حزب بما اقترفوه واجترحوه!!!

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  19. #139
    طالب علم - وباحث بالفرق والمذاهب الصورة الرمزية جيفار التميمي
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    606
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الشيعة هم قتلة الحسين

    الحقيقة المفاجئة
    أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين .
    قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }.

    وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة " { الاحتجاج للطبرسي }.

    ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.

    وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .

    ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .

    ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .

    فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت فلماذا لايكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده ، فلماذا لايقيمون لموته مأتماً سنوياً يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟ أليس هذا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بل لماذا لايكون هذا البكاء على موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فإن المصيبة بموته تفوق كل شيء ؟ أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى الفارسية ؟



    لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنيفة أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى . اللهوف لابن طاووس ص 39، عاشوراء للإحسائي ص 115، المجالس الفاخرة لعبد الحسين ص 75، منتهى الآمال 1/454، على خطى الحسين ص 96.

    وقال الشاعر المعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم:
    "قلوبهم معك وأسيافهم عليك والأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته . المجالس الفاخرة ص 79، على خطى الحسين ص 100، لواعج الأشجان للأمين ص 60، معالم المدرستين 3/62.


    الـــكـــوفـــة موطن الشيعة

    قال الشيخ الشيعي باقر شريف القرشي : " لقد تناسى الكوفيون كتبهم التي أرسلوها للامام وبيعتهم له على يد سفره . حياة الامام الحسين 2/370.

    وقال الشيخ جواد محدثي : ولم يكن عدد شيعة أهل البيت قليلاً في الكوفة ، الا أن ولاءهنم كان يتسم بالعاطفة والخطب الحماسية والمشاعر الفياضة تجاه عترة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من تمسكهم بالخط العقائدي والعملي لآل علي ، والنزول الى ساحة المواجهة والتضحية موسوعة عاشوراء ص60.


    وقال المؤرخ الشيعي حسين بن أحمد البراقي النجفي: "قال القزويني: ومما نقم على أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليهما السلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن استدعوه" تاريخ الكوفة ص 113.

    تقول أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما: "يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه، ونكبتموه، فتبا لكم وسحقا لكم، أي دواه دهتكم، وأي وزر على ظهوركم حملتم، وأي دماء سفكتموها، وأي كريمة أصبتموها، وأي صبية سلبتموها، وأي أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه وآله، ونزعت الرحمة من قلوبكم" اللهوف ص 91 نفس المهموم 363 مقتل الحسين للمقرم ص 316، لواعج الأشجان 157، مقتل الحسين لمرتضى عياد ص 86 تظلم الزهراء لرضي بن نبي القزويني ص 261.

    وعندما مر الإمام زين العابدين رحمه الله تعالى وقد رأى أهل الكوفة ينحون ويبكون، زجرهم قائلا: "تنوحون وتبكون من أجلنا فمن الذي قتلنا؟ " الملهوف ص 86 نفس المهموم 357 مقتل الحسين لمرتضى عياد ص 83 ط 4 عام 1996م تظلم الزهراء ص 257.
    وفي رواية أنه عندما مرَّ على الكوفة وأهلها ينوحون وكان ضعيفاً قد انهكته العلة، فقال بصوت ضعيف: "أتنوحون وتبكون من أجلنا؟ فمن الذي قتلنا؟" منتهى الآمال 1/ 570.


    رأي أهل البيت رضي الله عنهم بالشيعة

    قال فيهم الامام الكاظم رحمه الله تعالى :” لو ميزت شيعتي لم أجدهم الا واصفة ، ولو امتحنتهم لما وجدتهم الا مرتدين ، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد " الكافي 8/228 مجموعة ورام 2/152.

    وعن الامام الرضا عليه السلام أنه قال :" ان ممن ينتحل مودتنا أهل البيت من هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال " وسائل الشيعة 11/441.


    وللجميع تحياتي ،،،

    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    [align=justify](يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) [/align]

  20. #140
    طالب علم - وباحث بالفرق والمذاهب الصورة الرمزية جيفار التميمي
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    606
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الشيعة هم قتلة الحسين

    الحقيقة المفاجئة
    أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين .
    قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }.

    وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة " { الاحتجاج للطبرسي }.

    ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.

    وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .

    ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .

    ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .

    فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت فلماذا لايكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده ، فلماذا لايقيمون لموته مأتماً سنوياً يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟ أليس هذا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بل لماذا لايكون هذا البكاء على موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فإن المصيبة بموته تفوق كل شيء ؟ أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى الفارسية ؟



    لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنيفة أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى . اللهوف لابن طاووس ص 39، عاشوراء للإحسائي ص 115، المجالس الفاخرة لعبد الحسين ص 75، منتهى الآمال 1/454، على خطى الحسين ص 96.

    وقال الشاعر المعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم:
    "قلوبهم معك وأسيافهم عليك والأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته . المجالس الفاخرة ص 79، على خطى الحسين ص 100، لواعج الأشجان للأمين ص 60، معالم المدرستين 3/62.


    الـــكـــوفـــة موطن الشيعة

    قال الشيخ الشيعي باقر شريف القرشي : " لقد تناسى الكوفيون كتبهم التي أرسلوها للامام وبيعتهم له على يد سفره . حياة الامام الحسين 2/370.

    وقال الشيخ جواد محدثي : ولم يكن عدد شيعة أهل البيت قليلاً في الكوفة ، الا أن ولاءهنم كان يتسم بالعاطفة والخطب الحماسية والمشاعر الفياضة تجاه عترة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من تمسكهم بالخط العقائدي والعملي لآل علي ، والنزول الى ساحة المواجهة والتضحية موسوعة عاشوراء ص60.


    وقال المؤرخ الشيعي حسين بن أحمد البراقي النجفي: "قال القزويني: ومما نقم على أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليهما السلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن استدعوه" تاريخ الكوفة ص 113.

    تقول أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما: "يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه، ونكبتموه، فتبا لكم وسحقا لكم، أي دواه دهتكم، وأي وزر على ظهوركم حملتم، وأي دماء سفكتموها، وأي كريمة أصبتموها، وأي صبية سلبتموها، وأي أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه وآله، ونزعت الرحمة من قلوبكم" اللهوف ص 91 نفس المهموم 363 مقتل الحسين للمقرم ص 316، لواعج الأشجان 157، مقتل الحسين لمرتضى عياد ص 86 تظلم الزهراء لرضي بن نبي القزويني ص 261.

    وعندما مر الإمام زين العابدين رحمه الله تعالى وقد رأى أهل الكوفة ينحون ويبكون، زجرهم قائلا: "تنوحون وتبكون من أجلنا فمن الذي قتلنا؟ " الملهوف ص 86 نفس المهموم 357 مقتل الحسين لمرتضى عياد ص 83 ط 4 عام 1996م تظلم الزهراء ص 257.
    وفي رواية أنه عندما مرَّ على الكوفة وأهلها ينوحون وكان ضعيفاً قد انهكته العلة، فقال بصوت ضعيف: "أتنوحون وتبكون من أجلنا؟ فمن الذي قتلنا؟" منتهى الآمال 1/ 570.


    رأي أهل البيت رضي الله عنهم بالشيعة

    قال فيهم الامام الكاظم رحمه الله تعالى :” لو ميزت شيعتي لم أجدهم الا واصفة ، ولو امتحنتهم لما وجدتهم الا مرتدين ، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد " الكافي 8/228 مجموعة ورام 2/152.

    وعن الامام الرضا عليه السلام أنه قال :" ان ممن ينتحل مودتنا أهل البيت من هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال " وسائل الشيعة 11/441.


    وللجميع تحياتي ،،،

    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    [align=justify](يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) [/align]

موضوع مغلق
صفحة 7 من 23 الأولىالأولى ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 17 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •