آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رسالة الإعلام في مواجهة الفخاخ المنصوبة

  1. #1
    شـاعر وأديب الصورة الرمزية أيمن أحمد رؤوف القادري
    تاريخ التسجيل
    04/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    1,665
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رسالة الإعلام في مواجهة الفخاخ المنصوبة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    رسالة الإعلام في مواجهة الفخاخ المنصوبة!
    د.أيمن أحمد رؤوف القادري
    كم من كلمة أرّقت مضجع ظالم، وبدّدت هناءة جبّار!
    كم من كلمة أحيت أمة، وأنقذت حضارة من الاندثار!
    ولكن، في المقابل:
    كم من كلمة أطالت عمر الظلم، وأزهقت إطلالة الحق!
    وكم من كلمة كبّلت أمة، وأعاقت مسيرتها نحو النور الواعد!
    ولذلك قال النّبيّeمحذّراً من الّذين يثبّطون عزائم النّاس عن إحياء أمر الله: " من قال: هلك المسلمون، فهو أهلَكَهم", وفي لفظ "فهو أهلكُهم"(رواه مالك وأحمد ومسلم وأبو داوود والبخاريّ في تاريخه)، وفي لفظ آخر " فهو من أهلكهم"(رواه أبو نعيم).
    لقد حفظ التاريخ من بدء الاستعمار الحديث، المسمّى تضليلاً بالانتداب، كلمة كانت شعار مرحلة. فحين وقف القائد الفرنسي غورو على قبر صلاح الدين قال: «ها قد عدنا يا صلاح الدين»! وعندما وصل القائد الإنجليزي ألمبي إلى القدس واحتلها قال: «الآن انتهت الحروب الصليبية»، فكانت كلمة جارحة في قلب كلّ فرد في هذه الأمة!
    كما حفظت الأمة من سجّلها المجيد كلمة «وامعتصماه»، لما تخـتزنه الأحداث التي تلت هذه الاستغاثة، من قيم الشهامة، المفتقدة في القاموس المعاصر، القاموس المُدرَج في دوائر القرار عندنا!
    كما حفظت الأمة من تاريخها الناصع كلمة هارون الرشيد: «من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، الجواب ما تراه دون ما تسمعه»! وهكذا كان فقد وصل الجيش ثغور الروم قبل وصول الرسالة إلى ملكهم.
    ولقد قال الله عزّ شأنه: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ، وقال في صفة نبيّه عيسى: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .
    وهكذا عبّر النصّ القرآني، غير مرّة، بالكلمة، عن الإرادة القادرة على التغيير. وإنّ الكلمات التي غيّرت مجرى التاريخ، الكلمات التي غيّرت مجرى البشرية، هي كلمات القرآن الكريم، من لدن حكيم خبير.
    إنّ حَمَلة الكلمة النيِّرة، لا بدّ أن يُرهِبوا أحباب الظلام، الذين يُرِيدُونَ أَن يطفئوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ، الذين يريدون أن لا يقول الناس إلاّ ما يقولون، ولا يروا إلاّ ما يرون هم، ودأبهم في ذلك دأب فرعون، إذ قال:  مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ.
    أقول ذلك في عصر تحرص فيه أميركا، وسائر الدول الاستعمارية، على أساليب التضليل والتعمية والتشويش والتشويه، حتى لقد استباحت قتل إعلاميين في أفغانستان والعراق، إبان غزو كلّ منهما، وقُيِّدَتِ القضية ضدّ مجهول، وليس بمجهول! ومنذ الحادي عشر من أيلول عام 2001م، وجدنا أنّ البيت الأبيض يستحدث مؤسّسات إعلامية كثيرة، تعمل على مخاطبة أبناء هذه المنطقة، في محاولة مكشوفة لغسل الأدمغة، بل تلويثها، بقذارات الرأسمالية الجشعة، والفكر المادّي العفن، وطراز العيش النفعي الأخرق.
    والإعلام الغربي، بدوره، مصاب بمرض نفسي.. إنه مرض "الرهاب" من الإسلام، ويسميه البعض إسلاموفوبيا، أي أنه هلع أو ذعر شديد مرضي من الإسلام!
    وإن حركة الرفض الغربي للإسلام وبالتالي للمسلمين، أخذت في السنوات الخمس الأخيرة منحى خطيراً في تنامي هذا المرض. ومن القرائن على ذلك الاستقصاء الذي نشرته الطبعة الأوروبية لصحيفة "وول ستريت جورنال"، في 10 كانون الأول 2004، وهو استقصاء أجري على عينة من أكثر من عشرة آلاف شخص. مما جاء في هذا الاستقصاء أن أكثر من نصف سكان أوروبا الغربية (بنسبة 52 في المئة) يعتقدون أن المسلمين مرفوضون في بلدهم. ويشتد أكثر فأكثر مرض رهاب الإسلام والمسلمين خاصة في السويد (72 في المئة)، وسويسرا، والدنمارك، وبلجيكا، وألمانيا.
    ونحن على ثقة بأن مثل هذا الاستطلاع، تُشتَمُّ فيه رائحة التدليس والتزوير، فالغرب يحمل أمثلة كثيرة عن إقبال النخب المثقّفة على دراسة الإسلام وفهمه. ولسنا ننسى المفكّر الفرنسي رجاء جارودي، أو سفير ألمانيا في المغرب د.مراد هوفمان، الذي قال: "الفرص متاحة أمام الإسلام ليصبح ديانة العالم الأولى في القرن 21". أو مصنّفة كتاب «شمس الله تسطع على الغرب» المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه، أو صاحب كتاب «التوراة والإنجيل والقرآن والعلم» موريس بوكاي، الطبيب المشهور الجراح، وهؤلاء درسوا الإسلام، ودخلوا فيه عن قناعة راسخة.
    ونشرت صحيفة عكاظ، منذ قرابة شهر، أنه عندما بدأ بعض الصحف الدانماركية نشر رسوم مسيئة للرسول ، بدأ المبشر الدانماركي كريستي ، وعمره 28 عاماً، يقرأ في سيرة النبي، لينطلق في دعوته التبشيرية من هذا المنطلق. هكذا سولت نفس كريستي ليلعب بورقة الإساءة للرسول، ويقدمه على انه رجل أساء للبشرية, لكن أعجب هذا المبشر بالسيرة العظيمة لأفضل الخلق ، ومكث يقرأ ويقرأ عن سيرته ، حتى اقتنع بأنه صاحب الحق, فتقدم هذا المبشر إلى مكتب رابطة العالم الإسلامي في كوبنهاجن وطلب إشهار إسلامه ونطق الشهادتين على مرأى ومسمع من الدانماركيين أنفسهم.
    هذا يعني أن دوائر الإعلام الغربي تقود الرأي العام الغربي، قسْراً، إلى الشعور بالرفض حيال المسلمين، في حين أن قطاعات واسعة من هذا الرأي العام لم تكن في وارد هذا الشعور.
    ولقد انزلقت، نتيجة هذا، مؤسسات إعلامية عربية في فخّ ملفّ «الإرهاب»، فصدّقت أنّ هذا الوحش المصمَّم في غرف هوليوود، لا يتجلّى إلاّ في عباءة وعمامة ولحية! وخلطت هذه المؤسسات بين حقّ الجهاد، بل واجب الجهاد، لتطهير الأرض من رجس المستعمر، في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان، وغيرها، وبين مسرحيات عنف تدبّرها دوائر مشبوهة، لتلصقها بأصحاب مسيرة التحرُّر، وبأنصار مشروع مواجهة الأخطبوط الأميركي. وانقسم "مثقّفو" الأمة، وأصحاب الأقلام في وسائل الإعلام، إلى فرق ثلاثة: فريق يشتم كلّ من حمل بندقية، ويدعو إلى السلام على الطريقة الأميركية، وفريق يشعر بالخجل من أبناء أمته، ويدافع عن "تجاوزاتهم"، وفريق يرفض أن يلعب اللعبة حسب قواعد الغربي، يرفض أن يقضي العمر في الدفاع، أليس خير أسلوب للدفاع هو الهجوم؟؟
    نحن نقول إنّ الرسام المبدع، لو أراد أن يرسم للإرهاب صورة معبّرة، لما استلهم إلا صورة راعي البقر الأميركي الذي يحرق خيام أطفال الهنود الحمر، ويشوي أجساد نسائهم، ليلْتَهِمَ أراضيهم الشاسعة، وصورة النخّاس الجشع الذي اختطف الأفارقة، وشحنهم كأسماك السردين، في سفن مكتظة، ليكونوا خدماً تحت أقدام الرجل الأبيض، رسول السلام والحرية إلى شعوب العالم. وما زال نَتَنُ هذا الاضطهاد العرقيّ يزكم الأنوف في بلاد العم سام، وكان إعصار كاترينا مناسبة لفضح نماذج "مشرِّفة" في هذا الإطار. أوليس من الإرهاب أيضاً، إلقاء أطنان من الدمار، على هيروشيما وناكازاكي؟؟ أليس من الإرهاب ما فعلته زعيمة العالم "الحرّ" في فيتنام؟؟ أليس من الإرهاب ما تمارسه رئيسة "الجمعية الخيرية لإنقاذ الشعوب دون مقابل"، الولايات المتحدة الأميركية، من ألوان الإذلال المبتكرة، في باغرام، وغوانتانامو، وأبو غريب؟؟؟ وفي مثل هذا الموقف، قال الشاعر اللبناني أديب إسحاق:
    قتْـل امـرئ في غـابة
    وقتـل شـعب آمــن
    جـريمـة لا تغـتفر
    مـسألة فيـها نـظرْ

    لقد عانى أهل لبنان، من غطرسة الدبّ الأميركيّ، فالحروب والهجمات التي شنّها ويشنّها كيان يهود، على هذا البلد، منذ عقود، تحمل ختم البيت الأبيض! والحرب الأهلية التي دمّرت هذا البلد، وأزهقت الأرواح في كلّ بيت، وأثخنت الجراح في كلّ قلب، تمّت برعاية أميركية. ولن نكون مغفَّلين فنحسنَ الظنّ ونبرّئَ أسياد هذا البيت المشبوه، في واشنطن، من استغلال أيّ ملف محلّـيّ، للانقضاض على البلد، وممارسة أبشع أنواع الوصاية، وأشنع وجوه الإرهاب الفكري والسياسي والأمني!
    إنّ الإعلام الصادق والجريء، قد بذل الكثير لإبقاء جذوة الحقّ والحقيقة متألّقة في النفوس، وفي فضح المتاجرين بآمال الأمة ومشاعرها. لقد قدّم إعلاميّون أنفسهم، في المنطقة، ومنها لبنان، قرابين على مذابح القضايا التي يؤمنون بها، فكانت اغتيالات وتصفيات ومحاولات لإسكات الألسنة الجريئة، وملاحقات قضائية في مسرحيات وملفّات مفتعلة، وأساليب تهديد مبتكرة. وهذه كلّها أمور، لا نعرف منها إلاّ ما ينشر الإعلام، والإعلاميون يعلمون منها الكثير، ويعانون منها قسطاً غير يسير.
    ولأنّ أمانة فضح المؤامرات الغربية، وأحجار الشطرنج التي تنفّذها، أمانة لا تكاد تعدلها أمانة في هذه المنطقة، وفي هذه المرحلة، فإنّنا نشدّ على الأيادي المخلصة التي تكتب من حبر قلوبها، لا من وحي جيوبها، نعم، نشدّ على تلك الأيادي، لجعل هذه الأمانة موضع اتّجاه العيون والقلوب والعقول، وقاسماً مشتركاً بين رجال الصحافة والإعلام، من جهة، وأصحاب الفكر السياسي النابع من عقيدة الأمة، وتراثها، من جهة أخرى.
    لقد أشار القرآن مراراً إلى أهمية الدور الذي يضطلع به صاحب الكلمة الجريئة ، وأثنى على من يقوم به على أكمل وجه، دون خوف من ذي سلطان، أو وجل من نفور المستمعين، جمهور المتكلّم، وتكذيبهم له:
    قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ . وقال في موضع آخر: الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا. وقال أيضاً: وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ.
    على النخب الواعية أن تنهض استجابة لقوله تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وذلك بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد الذي وصلت إليه، وبغية تحريرها من الأفكار الغريبة عن عقيدتها، والأنظمة والأحكام التي لا تنبثق عن المفاهيم والمقاييس والقناعات التي لا تزال في صميم وجدانها، والتي هيأتها أن تتسنّم ذروة العزّة، في حياة الأمم، وبغية إنقاذها من سيطرة الدول الاستعمارية ونفوذها، وبغية العمل لإعادة دولة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله.
    لا بدّ من جهد مكثّف يهدف إلى إنهاض الأمة النهضة الصحيحة، بالفكر المستنير، ويسعى إلى أن يعيدها إلى سابق عزّها ومجدها، بحيث تنتزع زمام المبادرة من الدول والأمم والشعوب، وتعود الدولة الأولى في العالم، كما كانت في السابق، تسوسه وفق أحكام الإسلام.
    كما يهدف إلى هداية البشرية، وإلى قيادة الأمة لتنشر ما لديها من أفكار، وأنظمة، حتى يعم الإسلام الأرض.
    لا بدّ من تغيير واقع المجتمع الفاسد وتحويله إلى مجتمع إسلامي، بتغيير الأفكار الموجودة فيه إلى أفكار إسلامية، حتى تصبح رأياً عاماً عند الناس، ومفاهيمهم تدفعهم لتطبيقها والعمل بمقتضاها، وتغيير المشاعر فيه حتى تصبح مشاعر إسلامية ترضى لما يرضي الله وتثور وتغضب لما يغضب الله، وتغيير العلاقات فيه حتى تصبح علاقات إسلامية تسير وفق أحكام الإسلام ومعالجاته.
    وكما أن مفتاح الدخول إلى الجنّة، كلمة، فإن مفتاح الدخول إلى واحة التحرّر من قبضة الإعلام الغربي لمضلِّل أو المضلَّل، كلمة. فهل ينهض لهذه الكلمة إعلامنا، نهضة رجل واحد؟!
    د.أيمن أحمد رؤوف القادري.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية فرحي عبد الكريم
    تاريخ التسجيل
    28/09/2007
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأخ الفاضل
    تحية تقدير و بعد
    في رد سريع أحب أن ألفت عناية السادة رواد منتديات واتا الحضارية و عبر مداخلة الدكتور المحترم أيمن أحمد رؤوف القادري أن الكلمة سلاح المفكر و قبلة المقبلين على الاصلاح و البناء و كم هو جميل أن يبدأ مشروع التغيير من دواخلنا و أنفسنا ثم ننطلق ان قدر لنا في تغيير من حولنا و الا فسيكون الأمر مجردا من جدواه مادامت الشعارات لا تبرح حناجرنا دون أن يكون لها ذاك الالتزام المنشود.


  3. #3
    شـاعر وأديب الصورة الرمزية أيمن أحمد رؤوف القادري
    تاريخ التسجيل
    04/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    1,665
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأستاذ فرحي عبد الكريم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك
    إنها مداخلة قيمة فيها نصيحة ينبغي الأخذ بها
    نفّعنا الله بك وبها


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •