آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 26 من 26

الموضوع: لنسأل أنفسنا !!؟؟؟...

  1. #21
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    أختي الكريمة
    الدكتور ملاك
    وهل هناك أجمل من أن نعيش معا عالم الموعظة الحسنة , لنخرج أنفسنا من كبوتها
    ونرفعها إلى حيث الخير والصلاح لنا ولكل من حولنا ....
    إنه والله يا أختي ملاك وقفة صادقة دائما نحلم أن لا نتوه ولا نزيغ عنها



    أخي الكريم
    سعيد محفوظ
    نعم إنها حرب اقتصادية , واجتماعية , وسياسية , وعسكرية تشنها علينا الصهيونية والامبريالية العالمية , والغرب بهدف أن يخلعوا عن الأمة جلدتها وثوابتها , ويسهل عليهم نهب ثرواتها , وهتك حرماتها وأعراضها .....
    فالحرب هي على ديننا ونبينا
    وليتنا نستفيق من غفوتنا , ونعود بصدق إلى منهج الله , ونقتدي بسيرة نبينا , ونعلم حق اليقين أننا بهذا الدين الله رفعنا وأكرمنا بين العالمين


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسامه مصطفى الشاذلى مشاهدة المشاركة
    من الممكن مثلا ان يكون فى واتا مجموعة لفض المشاحنات وتقريب وجهات النظر
    ومجموعات دعوية اخرى الى غير ذلك ...............بدئا من واتا ثم الى حيث يشاء الله .................... فى انتظار ردكم
    أخي الكريم
    أسامة مصطفى الشاذلي
    مقترحك هذا عظيم , ويحمل لنا معه درر من الكنوز والحكم
    فما يمنعنا من أن يكون في واتا مجموعة من أساتذتنا الأفاضل لفض المشاحنات , وتقريب وجهات النظر بين أفراد الأمة !!!!؟؟؟....
    وبذلك يكون قد بدأنا نحن من هنا لنكون مثلا ساميا في حواراتنا , وأطروحاتنا , ومناقشاتنا .

    فالأمة اليوم والله لهي أشد الحاجة لمثل هذه المجموعات بهدف توحيد جهودها وامكانياتها للعدو الحقيقي الذي يتربص بها , ويسعى لإذلالها ...
    أمن الممكن أن نجمع نحن الأمة وشتاتها , وندعو معا لنبذ الخلافات والشقاقات , وتطهير الأنفس من الشوائب والعالقات , ونصل معا إلى أجمل وأعظم أمل في وحدة أمتنا من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال !!!؟؟...
    أم أنه سيبقى حلما في صدورنا !!!؟؟......


  2. #22
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا !!...

    فاروق الأمة وأميرها العادل عمر بن الخطاب يتفقد أحوال الرعية ويتلمس أخبارهم بعد عودته من بلاد الشام إلى المدينة المنورة
    وكما جاء في [سمط النجوم العوالي لعبد الملك العاصمي المكي 2/470 ].


    لما رجع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -من الشام إلى المدينة انفرد عن الناس ليتعرّف أخبار رعيته , فمرّ بعجوز لها خباء فقصدها .
    فقالت: يا هذا ما فعل عمر؟
    قال: قد أقبل من الشام سالما .
    فقالت: لا جزاه الله عني خيرا .
    قال لها :ولم ؟
    قالت: لأنه ما فاتني من عطائه منذ وليّ أمر المسلمين دينار , ولا درهم .
    فقال: وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟
    فقالت: سبحان الله ما ظننت أن أحدا يلي على الناس , ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها؟
    فبكى عمر فقال: واعمراه بك أتدافعه منك حتى العجائز !.ثم قال لها:
    يا أمة الله بكم تبيعيني ظلامتك من عمر فإنّي أرحمه من النار .
    فقالت :لا تهزأ بي يرحمك الله.
    فقال عمر: لست بهزاء .
    فلم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين دينارا .
    فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب ,وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما -فقالا :السلام عليك يا أمير المؤمنين .
    فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت :واسوأتاه شتمت أمير المؤمنين في وجهه .
    فقال: لا عليك يرحمك الله
    ثم طلب وفاء فلم يجده, فقطع قطعة من مرقعته وكتب فيها :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا ما اشترى عمر ظلامتها منذ وليّ إلى يوم كذا بخمسة وعشرين دينارا , فما تدعيه عند وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فهو منه بريء. شهد على ذلك من فلانة علي بن أبي طالب ,وعبد الله بن مسعود
    قال أبو طلحة ثم دفع الكتاب إليّ وقال:
    ( إذا مت فاجعله في كفني ألقى به ربي عز وجل ) .
    ترى هل يكفينا مالنا كلّه لنشتري به ظلامة من حولنا !!؟؟؟...
    أين نحن أمام تلك الصورة النظيفة الخالية من الكره والحسد والضغينة!!؟؟...
    أين نحن أمام تلك الصورة الندية الوضيئة التي عاشها أصحاب المدرسة المحمدية !!؟؟...
    أين نحن من صفاء الروح , وخشية القلب, والخوف من الجليل المنتقم الجبار الذي لا تأخذه سنة ولا نوم !!؟؟؟..
    لو عدنا إلى سير هؤلاء العظماء , واقتدينا بنهجهم لوصلنا إلى أرفع وأكرم القيم والفضائل الإنسانية !!؟؟؟....
    لنتأمل معا ونسأل أنفسنا :
    هل نحن عباد الله إخوانا متحابين في الله ولله !!؟؟...
    هل سمعنا حديث النبي الأمي ومعلم البشرية محمد – صلى الله عليه وسلم - :
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا - وأشار إلى صدره - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
    رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة.

    أم أننا نظلم ونخذل بعضنا البعض, ونتحاسد ونتباغض , ونخوض في الحرمات وهتك الأعراض ولم نعد نكترث لظلامة من حولنا !!؟؟...
    هل لنا أن نحاسب ونزن أعمالنا وننظر ما قدمت أنفسنا لغد يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب طاهر نظيف سليم !!؟؟....
    نداء رباني قدسي سماوي موجه إلينا يا أمة الحبيب :
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

    الحشر18
    صورة والله لو وعيناها في صدورنا , وحملناها في قلوبنا لأيقظت النفس من مواطن ضعفها , وجعلت من القلب لا ينام ويغفو مادام مقصّرا في حق الله , وحق نفسه , وحق من حوله وجمعت له رصيدًا من الخير والزاد للبشرية جمعاء ......
    وهل هناك أجمل وأعظم من أن نحمل تلك المبادئ السامية والقيم الرفيعة في قلوبنا وذلك حين نحاسب أنفسنا قبل أن نُحِاسب غيرنا !!؟؟؟....
    لنذهب معًا إلى إصلاح النفوس من الضغائن , وتنقية القلوب من الشوائب والتوجه إلى الله .. لننطلق معا لبناء قلوب مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصب وحرمان وتضحية حتى الموت .. لا ننتظر جزاء في هذه الأرض , بل ننتظر الآخرة ونحن نأمل من أن نكون فيمن قال الله تعالى فيهم :
    {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }
    الأنعام69
    لننطلق إلى الآفاق العليا والقيم الوضيئة ونتصل مع الله فهو حسبنا وكافينا .. تلك والله هي العقيدة التي من شأنها أن ترفع المؤمن إلى الثبات والصبر والفوز في الدارين .

    بقلم : ابنة الشهباء


  3. #23
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    أما آن لنا أن نتوب إلى الله !!؟؟....

    جاهلية انطفأت .. وسار الزمن في جنازتها ..
    نور انبثق , وفجر بزغ بعد ليل بهيم ...
    انبثق فجرًا خالدًا في غار حرّاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ...
    انبثق نورًا ليضيء مشارق الأرض, ومغاربها ...
    من قطرة نداه ازدانت الأرض بحضارتها , فعاشت ربيعًا لا خريف من بعده , وانتصر الإنسان ...
    جاء النبيّ الأميّ ليكون معلمًا للبشرية و رحمًة للعالمين , فبلغت دعوته آفاق الكون , وعنان السماء ...
    النبيّ جاء ليصوغ إنسان هذا الأرض , ويغزو قلبه وعقله في وقت واحد ...فكانت رسالته نارًا, ونورًا, وسراجًا مضيئًا ..
    نارًا تحرق الطغاة والظالمين, ونورًا يضيء القلوب الحائرة بالهدي والإيمان...
    القرآن لم يزل إلا أن يسمو بنفوسهم , ويزكي جمرة قلوبهم , ومجالس الحبيب المصطفى تزيدهم إيمانًا ويقينًا , وهدى وتقوى في سبيل مرضاة الله ورسوله ..
    يطيعون معلمهم, وقائدهم في المكره والمنشط , وينفرون في سبيل الله خفافًا وثقالًا ...وهانت عليهم الدنيا , وزخرفها , ومتاعها في سبيل رفع راية الإسلام ..
    لاتجزعهم مصيبة , ولا تبطرهم نعمة , ولا يشغلهم عن الله ورسوله متاعًا , ولا تجارة ...
    مدرسة محمد كانت مدرسة خلقية , وتربية نفسية نقلت صاحبها من عالم الرذايا والإثم إلى عالم الطهر والنقاء .. ولا يرتاح صاحبه من وخز الضمير حتى يعترف بذنبه أمام معلمه وقائده ونبيه المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم -..
    عن بريدة بن الحصيب قال :
    ( جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقال : يا رسول الله طهرني فقال : ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال : فرجع غير بعيد ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال : فرجع غير بعيد ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيم أطهرك ؟ فقال : من الزنى فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبه جنون ؟ فأخبر أنه ليس بمجنون فقال : أشرب خمرا فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أزنيت ؟ فقال : نعم فأمر به فرجم فكان الناس فيه فرقتين : قائل يقول : لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال : اقتلني بالحجارة قال : فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال : استغفروا لماعز بن مالك قال : فقالوا : غفر الله لماعز بن مالك قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم . قال : ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد فقالت : يا رسول الله طهرني فقال : ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه فقالت : أراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك ! قال : وما ذاك ؟ قالت : إنها حبلى من الزنى . فقال : أنت ؟ ! قالت : نعم فقال لها حتى تضعي ما في بطنك قال : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قد وضعت الغامدية فقال : إذن لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه فقام رجل من الأنصار فقال : إلي رضاعه
    يا نبى الله ! قال : فرجمها ) .
    أخرجه مسلم ( 5 / 119 - 120 ) وأبو داود ( 4433 - 4442 ) والدار قطني ( 327 ) وأحمد ( 5 / 347 - 348 ) وقال الدارقطني : ( حديث صحيح )

    الإيمان كان حارسا لأمانة الإنسان , وعفافه وكرامته, والاعتراف بذنبه وخطيئته ...

    هؤلاء أرادوا أن ينظفوا أنفسهم من درائن الإثم والرذيلة فلم يجدوا من بد إلا أن يعترفوا أمام الحبيب بما اقترفوه من فاحشة ...

    الاستسلام لله , والخشية منه, والخوف من عذاب النار هو الذي دفعهم إلى اتخاذ هذا المسلك , والاعتراف أمام النبي بخطيئتهم ..
    شعلة الإيمان لن تجف في قلوبهم , وصلتهم بالله عادت من جديد فلم يجدوا من بد إلا يعودوا بصدق إلى حمى الله , وملاذه الآمن ...
    إنهم أرادوا أن يطهروا خطيئتهم في الحياة الدنيا, ليهنئوا بجنة عرضها السماوات والأرض ...
    الإسلام ودين الله رفع بالأمة المسلمة لتصبح حلما يمشي على وجه الأرض, وجيلا رائعا لم يشهد التاريخ مثلا له ...

    لنسأل أنفسنا بصدق :

    أليس في القلب حسرة ولوعة مما نشاهده اليوم من فجور, وفسق على شاشات التلفاز دون أي وازع أو رادع!! ؟؟...
    أليس في القلب حسرة ونحن نرى فتيات , وشباب المسلمين في ضلال وضياع , و لهو مظلم وهم يغوصون في الأوحال !!؟؟...
    أليس في القلب حسرة ونحن نرى المجون والفسق , وبيوت الدعارة قد أصبحت مرتعا وخيما في ديار بلاد الإسلام !!؟؟..
    أليس في القلب حسرة ونحن نحن عري الأجساد والقلوب , والأفكار باتت خاوية من كل الفضائل والقيم والأخلاق التي جاء بها رسولنا النبي الأمي!! ؟؟..
    والله إن في القلب لوعة وحسرة ونحن نرى بأم أعيننا الفساد قد استشرى بأعضاء جسد أمتنا !!..
    أما آن لنا أن نعود إلى المحضن الطبيعي الذي فطرنا الله عليه !!؟؟..
    أما آن أن نستخلص العبر, والدروس من مدرسة معلمنا , وحبيبنا النبي الأميّ!!؟؟.....
    أما آن لنا أن نتوب إلى الله توبة صادقة عسى الله أن يرحمنا, ويعيد للأمة عزتها , وكرامتها !! ؟؟...
    يا رب اغفر لنا ذنوبنا , وإسرافنا في أمرنا , وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ..


    بقلم : ابنة الشهباء


  4. #24
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    إنه النبيّ الأميّ

    أشرق الصحراء نورها , واهتزت حبات رمالها , وتفجّرت الينابيع من جوفها حين انبثق فجر ضياء نور رسول الله نبينا حبيبنا سيد العلماء , وعظيم العظماء , وقائد الأبطال , ومربي الأجيال...
    سراجًا وهّاجًا أزاح عن الكون بمولد رسالته حلكة الظلام البهيم , واستنهض فجر الأمم بنور الإيمان والهدي , ونشر في الكون شذا خضر نسيم دعوته , ورحمة إنسانيته , وخلق حسنه , وصفاء هديه , وسماحة رسالته , وذكاء قريحته , ووفور عقله , وأمانة معاملته , وعبقرية عظمة شخصيته...
    آياته أبهرت العيون , وخشعت لها الأرواح , وسكنت في رياضها القلوب حين أعلن بقوة الإيمان الحق للإنسانية , حق المساواة بين البشر جمعاء ..

    وهل هناك أروع وأعظم وأنبل من رسالته التي لم تكن سوى مدرسة إلهية لكلّ عظيم , وزعيم وقائد , وأب ومعلّم ومربّي, وكلّ سياسي وحكيم !!؟؟..

    (وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً)
    {الأحزاب 46}

    لم يكن الحبيب النبي الأميّ الذي أرسله الله رسولا لقبيلة , ولا لأمة العرب والعجم , بل كانت رسالته رحمةً , وسراجاً منيراً للعالمين :

    (قُلْ ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
    [ الأعراف 158]

    لم يترّفع عن الفقراء والضعفاء , والمساكين والخدم , بل كان مثلا ً وأسوة وقدوةً لهم :

    (قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا)
    [الكهف110]

    لم ينقض عهدًا, ولم يمثّل بعدوٍ , ولم يقتل ضعيفًا , وكانت حربه مع الظلم , والشرك والكفر والطغيان حرب عادلة تستهدف السلم لا العدوان , وتوطيد أركان السلام في أرجاء المعمورة ..
    حرب الإسلام مع الكفر لم تكن- يا أهل الإرهاب والقتل- سوى حربا عادلة تحترم حياة وأملاك الأبرياء , وتعامل الأسرى والرهائن بالحسنى ..
    وليست كما يصورها الغرب الصليبي المتصهين بأنها حرب إرهابية...
    فادى أغنياء الأسرى يوم بدرٍ بالمال , وأطلق سراح الفقراء , وكلّف المتعلمين منهم بتعليم أطفال المسلمين القراءة والكتابة , ثم أطلق سراحهم بعد إنهاء مهمة التعليم , وأوصى صحابته فقال لهم :
    قالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي نُبِيّهُ بْنُ وَهْبٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدّارِ . أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ أَقْبَلَ بِالْأُسَارَى فَرّقَهُمْ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَقَالَ:

    ( اسْتَوْصُوا بِالْأُسَارَى خَيْرًا)

    وهل وصلت الإنسانية إلى علو رسالته السمحة وهو يقول لهم إذا خرجوا للغزو في سبيل الله فيقول لهم :

    (اخرجوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الوالدين ولا أصحاب الصوامع)
    [ رواه ابن ابي شيبة والامام وأبو يعلى ]

    حربنا لم تكن مع الكفر , والطغيان لأغراض مادية , ولا من أجل التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل – كما يزعمون –
    و نشر الديمقراطية الزائفة , والحرية المسلوبة, بل كانت دفاعا عن حرية الرأي والعقيدة :

    {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
    [البقرة 256]

    رسالة نبينا هي فكرة الوحدة الإنسانية الشاملة , والسلام والمحبّة حين قال الله تعالى :
    (لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
    [الممتحنة 8]

    أهل الكفر والشرك في مكة- أم القرى - ارتكبت أبشع أنواع الظلم والعدوان والتنكيل بالحبيب وصحبه, فتركوا الديار وهاجروا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ..
    ومع ذلك فقد قال لهم نبي الرحمة والإنسانية حين فتح مكة- التي أخرجته من ديارها ظلما وعدوانا - :

    {ما ترون أني صانع بكم}
    قالوا :
    خيرا أخ كريم وابن أخ كريم
    قال:
    { اذهبوا فأنتم الطلقاء}

    لنسأل أنفسنا :

    أي القوانين البشرية , ومنظمات حقوق الإنسان , وهيئة الأمم المتحدة تساوي هذه الحقوق التي جاء بها نبينا الأمي , والقائد العظيم , والمربي الإنساني!! ؟؟...
    هل للغرب عقيدة لهم سوى أهواء الجاهلية , وعصبية الجنس والعرق , وحب الفخر والتفاخر!!؟؟ ..
    هل للغرب عقيدة سوى استعباد الفقراء . واحتكار الأموال , ونهب الثروات , واستعمار البلاد !!!؟؟؟
    أيّ حرية ينادي بها الغرب المتصهين !!؟؟؟..
    هل هي الحرية التي أباحت لأمريكا – صاحبة الحرية والديمقراطية المزيّفة - إفناء الهنود الحمر إفناءً كاملا تحت مرأى, ومسامع العالم ,
    وأباحت لحكومات روسيا والصين , والهند والحبشة ويوغسلافيا , وغيرها إفناء المسلمين بالجملة!!؟؟؟. ...
    هل هي الحرية التي تهتك الحرمات , وتعتدي على الأعراض , وتنهب الثروات , وتقتل الأبرياء بحجّة محاربة الإرهاب !!؟؟؟...

    هل هؤلاء هم أصحاب الحرية والمساواة ؟؟؟..
    ألم يأن لنا أن نفهم ما يتشدق به الغرب بأنه خداع , وزيف , وباطل يُخفي وراءه أطماع خبيثة , ومؤامرات دنيئة هدفها الأول والأخير هو القضاء على رسالة السلام والمحبة !!؟؟؟..

    رسالة نبينا لم تأت إلا بهدف إسعاد البشرية , ونقلها من عالم الظلمات والجهل إلى عالم الهدي والإيمان, فلا فضل عربي على أعجمي إلا ّبالتقوى....
    {ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
    [الحجرات13]

    وهل لنا خير من مدرسة نبينا ومعلمنا الحبيب, وصحبه التي هي مثلاّ أعلى في الصلاح , ونظافة الروح , وإنسانية القلب !!؟؟..
    تربية الرسول - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه كانت تربية روحية , وجسدية ومعنوية , وفكرية لحمل أمانة هذا الدين , ونشر رسالته ..
    عقيدة راسخة شيّدت على أسس متينة في قلوبهم , وأهدافهم كانت سامية حرّرت وجدانهم , وضمائرهم من كل الاعتبارات الزائفة , والأكاذيب الباطلة لأنها فهمت الإسلام على حقيقة أصله وثوابته , واستلهمت روح نهجه , وسلكت سبل النبيّ الأميّ وصحبه , فأخرج لنا من مدرسته أصحاب النفوس العالية , وأساتذة النوابغ والعلماء , ومصابيح الفاتحين لتنير مشارق الدنيا ومغاربها برسالة نبيّ الإنسانية والسلام...

    رسالة نبينا ازدانت بالحنو, والعطف على اليتيم والفقير , والأرمل والبائس والضعيف , وبلغت معاملته للأرقاء والعبيد , ووصاياه فيهم لم تبلغها الإنسانية من قبل, بل جعلت من العبيد أسياد ورجال الأمم , فلا تفاضل فيها ولا صلاح , ولا فخر ولا عزّة إلا بالتقوى..

    وهاهو خادم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم – أنس بن مالك – رضي الله عنه يقول :
    {خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أف قط , ولا قال لشيء صنعته :
    لمَ صنعته؟
    ولا لشيء تركته :
    لمَ تركته ؟
    وكان لا يظلم أحدا أجره }

    [رواه البخاري ]

    إنه الحبيب المربي الذي علّمنا في رسالته مبادئ الإصلاح , والحرية ومبادئ الإنسانية لتسعد بها البشرية على مر العصور والأزمان ...
    سأله رجل للحبيب صلى الله عليه وسلم :
    أيّ الإسلام خير ؟
    فقال :
    { تطعم الطعام , وتقرأ السلام على من عرفت , ومن لم تعرف }

    [رواه البخاري]

    تلك هي مبادئ الحرية التي جاءت بها رسالة نبينا الأمي !!؟؟...

    هل وُجد في تاريخ القانون البشري دستورا لتكريم البشرية مثل ما جاء به كتاب الله ربنا , وسنة نبينا !!؟؟؟

    {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}
    [ الإسراء 70]

    أي تربية إنسانية أظهرها الله في حكمته , وتهذيبه , ورجولته !!؟؟..
    أي تاريخ يستطيع أن ينسق سيرته العظيمة , ويستطيع أن يفكّ رموزها وأسرارها !!؟؟..
    هل هناك معجم استطاع أن يجمع بين طيات صفحاته صفات النبي الأمي , وأصول حكمته , وشيم أخلاقه وفضائل إنسانيته , وقدر علوه , ونور إيمانه , وحسن وصف هيئته , وشمائل بديع سيرته , وضوابط إنسانيته !!؟؟...
    إنها والله صفات في مجموعها طابع إلهي على حياة البشرية , ليعلن للعالم والكون بأنه خير البشر , والرسل والأنام ...

    مدرسة سيد البشرية ما دخلها طالب إلا نال منها الحكمة والخير , وهذّبت روحه وصقلت فكره , وأنشأت منه قلبا ينبض بالخير والمحبة , والوجدانية للإنسانية جمعاء , لأنها جاءت قبرًا للباطل العتيد , ونصرًا للحقّ المبين ...
    وبفضل مدرسة الحبيب فتحت لنا مشارق الأرض ومغاربها , وشيّد المسلمون حضارتهم لتبقى شاخصة بالمدنية والإنسانية , ويتعلم منها البشر مبادئ , وأسس الحرية ..

    فما أجدر بالأمة أن تعود إلى منهجك الفريد , وتنضوي تحت لواء رسالتك , وتستقي منهج دعوتك , وتخشع إجلالًا وإكبارًا لعظمة رسالتك لتنهل منها مبادئ السلام والمحبة والوئام , والتعاون والإخاء بين الشعوب والأمم!!؟؟...


    بقلم : ابنة الشهباء


  5. #25
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    العزة للإسلام يا دنيا فاسمعي .........

    كوكب يلمع وبريق يستطير وشعلة من النور وعروس تضيء بلباسها العتيق آفاق كل
    ما في الكون...
    نور أزلي ونبع سماوي أضاء ظلام الدنيا , وحطّم ركام الجاهلية والفساد ليكون مثابة للناس وأمنا ..
    من هنا وهناك جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله عليه ...
    بسم الله والله أكبر يرددونها معا وبصوت واحد ....
    لا يرهبنك عدو مادامت كلمة بسم الله والله أكبر تهز المشاعر لتسير على درب محمّد..
    لا يرهبنك ظالم جبان معتد مادامت دعوة النبي الأميّ هي المنى والهدف الأوحد ...
    العزة للإسلام يا دنيا فاسمعي , ومفاتيح النصر معقودة على نهج رسالة الحبيب محمد...

    بكاء وتوسل وتضرع ونفس عالية مثل النجمة المضيئة أراها وهي تصدح في الآفاق :
    لبيك اللهم لبيك لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك.....
    كلّ أعداء دين النبي الأميّ ألقى السلاح يوم فتح مكة ولم يزد على أهل مكة إلا أن قال لهم :
    اذهبوا فأنتم الطلقاء ..
    أيّ ضمير لا يحركه قول النبي الأميّ الحبيب المصطفى وهو يخطب في أهل مكة :

    ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ..
    يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء . الناس من آدم وآدم من تراب . قال الله تعالى (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )). ثم قال : يا معشر قريش ما ترون إني فاعل بكم ؟ . قالوا : خيرا , أخ كريم وابن أخ كريم . قال : فاذهبوا فأنتم الطلقاء )
    هذا هو قول نبينا الذي أرسله الله ليكون رحمة للعالمين ...
    سار في مكة حانيا رأسه وهو يردد :

    ( جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا )


    لنسأل أنفسنا بصدق :

    أين نحن من رسالة النبيّ الأميّ !!!؟؟؟..
    أين نحن من الاستقامة والأمانة والصدق!!! ؟؟..
    أين نحن من الصفاء الروحي والتفاؤل بالمستقبل ؟؟..
    أين نحن من الثبات والجرأة على قول الصدق وكلمة لسان الحق !!!؟؟...
    كفانا والله سقوطا في حمأة النفاق والتعامل مع أهل البغي والطغيان والظلم !!...
    أما آنَ لنا أن نعود للطريق المستقيم الذي رسمه لنا ربّ العزة والخلق !!!؟؟..
    أما آنَ لنا أن نبحث عن السبب الذي جعل من أمة الحبيب في شقوة وتردي !!!؟؟..
    أما آنَ لنا أن نعرف بأنَّ الله أكبر فوق كلّ باغ وظالم ومعتد !!!؟؟...
    مهما يكن من مكر هؤلاء الطغاة على أمة الحبيب محمّد فسيعود الإسلام وينتصر مادامت كلمة الله أكبر تصدح خمس مرات في اليوم ....

    سيدنا بلال مؤذن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
    شعاره سيبقى حيّا ولم يمت إلى الأبد ...

    والنبي الأمي الحبيب المصطفى يطوف بالبيت العتيق سبعا على راحلته ويُمسك بيد بلال ويعلن كلمة التوحيد للعالم بأسره ...

    الله أكبر ..الله أكبر .. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسول الله

    مشهد والله عظيم وبلال الحبشي يعلن كلمة التوحيد في بيت الله الحرام ليذيع بيان النصر على الكفر والطغيان والبغي ...
    لو اجتمعت كلّ قوى العالم لم تسطع على إسكاتِ هذا البيان وصدّه .....
    الألوف المسلمة وقفت ساكنة , ووجلة خاشعة تردد كلمات الآذان وراء بلال ...

    لم يعد اليوم ينحني الإنسان لجبار وطاغية ... فروعة الزمان والمكان والمناسبة ستبقى خالدة مخلّدة إلى الأبد ....
    هيبة وجلال سماوي أشرق على الدنيا وأنار الكون ليضيء برسالة النبي الأميّ
    طريق الإنسان ويجمع له رؤية الحق و يَهبَه عزّة الكرامة والإباء ...
    بعثَ في الإنسانية حياة جديدة .. وعمد إلى الذخائر البشرية التي أضاعتها الجاهلية بالكفر والفساد فأوجد فيها الإيمان والهدي وأنار لها طريق الصلاح والهدي ...
    الإنسان كان أعمى لا يبصر طريقه فأصبح قائدا بصيرا يقود مشارق الأرض ومغاربها وينشر دين المحبة والخير ..

    {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
    الأنعام122
    نوابغ وعجائب الدهر وعظماء التاريخ صنعها نور الله ورسوله فكانت كتلة بشرية لم يرَ العالم المتمدن مثيلا لها على مدى التاريخ والزمن ....


    رجال نذروا حياتهم من أجل دينهم ...
    فكانوا روادا متألقين بتفوقهم وكمالهم وعظمة سيرتهم...
    هذا هو العهد الإسلامي يا من تتشدقون بالحرية والديمقراطية والعلمانية والماسونية وو...
    هذا هو العهد الإسلامي يا من يبتغ غير الله ربّا والقرآن دستورا , والنبي الأميّ رسولا ....

    لنسأل أنفسنا يا أمة الإسلام بصدق :


    ألم تكن لُجج الأديان والمذاهب قد ترامت أمام هذا الدين العظيم والنظام الإلهي الجبار !!؟؟..
    ألم تكن سلطة جبروت الظلم والطغيان قد سقطت وترامت أمام هذا النور الأزلي والمنهج القويم !!؟؟...
    ألم يكفينا عزة وفخرا بأن الدنيا دانت لدعوة الحبيب نبينا , واستمدّت النور العظيم من معالم ضوء القرآن دستورنا !!؟؟؟...



    بقلم : ابنة الشهباء


  6. #26
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    هل من كان مع الله يخيب سعيه !!؟؟.....

    ستمائة ألف من بني إسرائيل يتوجهون إلى صحراء سيناء بأمر من الله لنبيهم موسى كليم الله .. ولما وقفوا أمام شاطئ البحر نظروا وراءهم فوجدوا فرعون وخيله , ودولته العظيمة وإذ بهم يقولون لنبيهم :
    إنا لمدركون !!؟؟...
    بني إسرائيل على مدى الزمان والعصور قد جُبلت قلوبهم على الجبن والخوف,
    ولا يقين لهم , ولا ثقة بالله خالقهم.....
    موسى عليه السلام أجابهم إجابة المؤمن الواثق من ربه :

    كلا إن معي ربي سيهديني

    هل من كان في عين الله يخيب سعيه !!؟؟..
    هل من كان مع الله تزلّ قدمه !!؟؟؟...
    هل من كان مع الله يخاف ممن هم من دونه !!؟؟..

    أبا بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه يقول لمعلمّه , وحبيبه وهما في الغار :
    " لو أن أحدهم نظر إلى قدمه لأبصرنا تحت قدميه"
    الإمام أحمد والشيخان

    ولكن المعلّم الحبيب علم كيف يطمئن الصدّيق الصدوق ,ويهدّئ من روعه وجزعه
    لا على نفسه, بل على حبيب الأمة ..
    فقال له الحبيب كلمته الخالدة :
    فقال: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ".
    وأخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما
    الحبيب النبي الأمي يعطينا دروسا عظيمة وجليلة لمن أراد أن يعرف ثمرة التوكل ,والاعتماد على الله خالقنا , ومدبّر أمورنا ...
    لو عدنا إلى كتاب الله العزيز, ومدرسة النبي الأمي لم نهلك , ولن نضيع ما دامت قلوبنا في اتصال دائم مع الله رب الخلق والعالمين.....
    حينها لن نخاف , ولم نخش إلا الله ولو اجتمعت كل جحافل الظلم ,والطغيان للقضاء علينا ...
    {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }
    الزمر36
    آية جليلة لو وعيناها في صدورنا, وحملناها في قلوبنا لوجدنا أن كلّ ما في الأرض ,ومن عليها لا يساوي شيئاً أمام هذه الآية العظيمة..
    موقف لا يحتاج إلى دراسة , ولا إلى تفكير ما دام الله معه يحرسه ..
    والذين يخوّفونه هم من دون الله...
    لنعد معا إلى دار الخلافة الأولى زمن الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسأل أنفسنا :
    كيف استطاع سيف الله المسلول خالد بن الوليد أن يحطّم جبهة الفرس في زمن الخليفة الصديق رضي الله عنه !!؟؟..
    يقف أمام جيش عدده مائة وعشرون ألفا , وجيش التوحيد لم يبلغ ثلاثون ألفا . .. فلم يرَ من بدّ إلاّ أن يطلب النجدة من خليفة المسلمين ...

    أبا بكر الصديق ينظر من وراء الأفق فلم يرَ أمامه سوى جيشا قوامه رجلاً واحداً......
    قوامه رجلاً..
    لكنّه يساوي آلاف الرجال...
    إنه القعقاع بن عمرو ...
    أرسله إلى سيف الله المسلول ومعه كتاب عنوانه :

    " إن الله لن يهزم جيشاً فيه القعقاع بن عمرو"

    صدقوا الله فصدقهم الله فهو حسبهم , وناصرهم , وكافيهم ...
    رجال ربّاهم سيّد الرجال ,وخاتم الأنبياء, وخير بني البشر النبيّ الأميّ المعلّم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ....
    يتقدم قائد الجيش سيف الله المسلول , ويبارز العدو بينما قائد الفرس أوصى بعض جنده إذا ما بدأ بمبارزة خالد بن الوليد فليأتي أحداً من خلفه ,ويطعن سيف الله المسلول بسيفه , وليلقه على الأرض صريعاً ..
    خالد أستاذ الحروب وفنّها ,وسيف الله المسلول يبارز قائد الفرس ..
    وإذ ببعض جنود الفرس يأتي من وراء ظهره ليطعنه , ومن فوره يهبّ القعقاع بن عمرو كالأسد الكاسر ويقتله ...
    صدقت يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت :
    جيشا فيه القعقاع لن يهزم !!؟؟...
    تلك هي ثمرة التوكل والثقة , واليقين بالله...

    إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله .....

    لنسأل أنفسنا بصدق :

    لم كان أجدادنا لم يعرفوا معنى اليأس والقنوط!!؟؟....
    لو عدنا إلى سيرتهم العظيمة, واقتفينا آثارها لوجدنا أنّهم جاهدوا في الله حق جهاده , وعلموا أولاً وأخيراً أن الثقة بالله , والتوكّل عليه هي من أهم الأسس التي نشأت عليها بناء دولتهم المسلمة ....
    فالثقة والتوكل على الله , والإيمان به دفعتهم إلى أن يفتحوا لنا مشارق الأرض ومغاربها , ليس بقوّة السلاح , وكثرة العدد والعدة , بل بقوّة الإيمان والاعتزاز بالعقيدة التي كانوا يحملونها بصدق , وثبات بين جنبات صدورهم ..
    علموا أن التوكّل على الله , واللجوء إلى حِمَاه , والانكسار بين يديه , والإخلاص في الطاعة له هو هدفهم , وعنوان حياتهم ..
    علموا أن التوكّل على الله , والثقة بنصرة أوليائه على جحافل الظلم والطغيان هي السبيل الوحيد لنصرة دينهم ...
    لقمان كان يقول لابنه :

    " يابنيّ إنّ الدنيا بحرٌ عميقٌ قد غرق فيها ناس كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله , وحَشْوها إيمان بالله عز وجل , وشراعها التوكّل على الله لعلك ناجٍ ولا أراك إلاّ ناجياً"..

    نسألك اللهم ربنا صدق التوكل عليك, وحسن الظن بك
    إنك سميع مجيب ....

    بقلم : ابنة الشهباء


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •