شمس شباط
كشمس شباط دخلت، ألقت تحية الصباح وسحبت كرسيا وجلست أمامي. طلبت فنجان قهوة.. فرأيت الحزن سيفا ،يقطع رؤوس المرح من وجهها ..ولمست الأرق ضيفا، ثقيلا، حرمها النوم ليلة الأمس، وهزّت برأسها، فهب عطرها كرذاذ ماء أنعش وجهي المتشقق..فبسطتُ روحي خُرجا تفضي إليه همها..
فقالت، وليتها لم تقل، كنت أظن بأنها ستقول لي أحبك، ولكنها قالت: تعبت..
كنت أود أن تحدثني عن الماء، الأنهار، الجبال..فكلمتني عن الملابس والنقود والقتال..
كنت أتمنى أن اسمع عن النغم والبلابل..فأمطرتني ،بسيل من الهموم والمشاكل..
وحدثتني عنه ..عن الذي يشاركها ، الطعام ،الفراش، الحمّام.
شربت قهوتها وغابت كشمس شباط ..
وكمساء شباط عندما تهب الرياح تتدثر بالغطاء وتخفي رأسك حتى لا تسمع صوت العواصف،
تدثرت بمعطفي، وظهرت فيروز من المذياع تذكرتني بفراش دافئ كطائرة يأخذني إلى عالم لا حدود له..
المفضلات