آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 39 من 39

الموضوع: ركن د / لطفي زغلول.

  1. #21
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    حزيران .. أربعون عاما : لطفي زغلول

    [overline]


    حزيران .. أربعون عاما

    بأية حال .. عدت ياحزيران

    لطفي زغلول

    نابلس / فلسطين



    أربعون عاما مرت على أول حزيران ، منذ العام 1967 . أربعون حزيرانا ، وما زال حزيران نفقا طويلا مظلما ، لا يلوح بصيص نور في آخره . أربعون عاما ، تفرز أحشاؤها كل يوم ، كل ساعة ، كل دقيقة ، مزيدا من السطور على صفحات تاريخ النكبة الفلسطينية . هذه النكبة التي دخل الفلسطينيون عامها الستين .

    إننا ، ونحن نتحدث عن حزيران ، وتحديدا الخامس من أيامه ، وما تلاه من أيام ، فإننا في هذه العجالة لن نوفيه حقه . إن حزيران سفر تاريخ طويل ، ما زالت صفحاته مشرعة لمزيد من التحديات والجراحات والمآسي والأحزان ، وهي تنهال على الشعب الفلسطيني من كل حدب وصوب . إلا أن هذا الشعب ما زال واقفا ، لم تلن له قناة ، ولا طأطأت رأس ، ولا نالت منه الأيام منالا .

    ويحار الكاتب منا ، وهو يحمل القلم ليكتب عن هذه الذكرى ، وما تفرزه كل طالع شمس ونهار . عن ماذا سيكتب ؟ . عمن سيكتب ؟ . هل هناك شيء لم يكتب عنه الكتاب ؟ . وبرغم هذا وذاك ، فسوف نظل نكتب عن كل ما يخص القضية الفلسطينية وإفرازاتها وتداعياتها ومستجداتها . عن خدعة العملية السلمية . عن أكذوبة رؤية الرئيس بوش الإبن حول الدولة الفلسطينية . عن مهزلة خارطة الطريق . عن أسطورة الضمير العالمي . عن سذاجة لعبة التهدئة . عن صمت الأشقاء المريب . عن فقدان العمق العروبي القومي . وأخيرا لا آخرا عن شعب القضية الذي لا يقهر ، وهو يجر خطاه الدامية في طريق الآلام .

    في الذكرى السنوية الأربعين لحزيران ، نعرج على العراق . نقرىء أهلنا الفلسطينيين هناك السلام . نرفع أيدينا إلى السماء ، سائلين العلي القدير ، ولا نسأل إلا إياه ، أن ينشلهم من نار الأحقاد التي أصبحوا في مرماها . إنهم هناك يقتلون بدم بارد ، يعتقلون ، يطردون من منازلهم غصبا وقسرا . ينفون إلى مخيمات جديدة ، تذكرنا بمخيمات النكبة الأولى . وشتان بين الحالتين . تلك كانت على أيدي المغتصبين . وهذه على أيدي من يفترض أنهم الأشقاء العرب .

    في الذكرى السنوية الأربعين لحزيران ، نقف أمام مداخل مخيم نهر البارد في طرابلس لبنان . نسمع دوي قذائف المدافع والصواريخ والمتفجرات ، وهي تدك مباني هذا المخيم . نرى الآلاف من سكانه يهربون من جحيمه ، يبكون شهداءهم الذين قتلوا دونما ذنب اقترفوه ، يحملون جرحاهم ، يتساءلون بحسرة عمن فقدوهم من الأهل والأحبة . نسمع صيحات الأمهات والزوجات والأخوات والأطفال ، وقد ضاقت بهم السبل هائمين على وجوههم . وسؤال كبير كبير بحجم المأساة الفلسطينية : لماذا وألف لماذا ؟ .

    ونعود إلى ربوع الوطن المحتل . ها هي النيران تعصف به من كل حدب وصوب . الأولى نار الإحتلال الذي كثف ممارساته القمعية على الأرض الفلسطينية ، عبر اجتياحاته التدميرية للبشر والحجر والشجر . لقد قتل واعتقل ، دمر وهدم ، جرف الأرض ، صادرها ، أقام عليها مستوطناته وطرقها الإلتفافية ، وجداره العازل .

    وها هو يشن حربا لا هوادة فيها على كامل التراب الفلسطيني . طائراته الحربية ، مروحياته القتالية تصطاد الفلسطينيين دون رحمة . قذائفه ، صواريخه تنهال على المنازل الآمنة والمتاجر والسيارات ، تفجرها ، تقتل من فيها . جرافاته لم تهدأ يوما . شهيتها الشرهة مفتوحة على التجريف والهدم والتدمير . وها هي حواجزه ، تحيل الأراضي الفلسطينية إلى معتقلات وسجون . ها هي حصاراته وإغلاقاته وأطواقه الأمنية ، لا تنفك تحيل الحياة الفلسطينية إلى جحيم تصطلي بناره ليل نهار .

    إنه الإحتلال الذي أفرزته السياسات الإسرائيلية التي لا ترغب في تأسيس سلام عادل ومشرف مع الفلسطينيين . إنها السياسات التي ما زالت تشهر لاءاتها في وجه الحق الفلسطيني في الأرض والدولة والقدس ، وقبل هذا وذاك تنكر حق العودة الذي أقرته الشرعية الدولية عبر منظومة من قراراتها .

    والنار الثانية ، نار الإقتتال الفلسطيني الفلسطيني ، واستباحة الدم على أيد فلسطينية . إنها نار الفلتان الحضاري ، وبعض منها الفلتان الأمني الذي فت في عضد المواطنين الفلسطينيين ، فأوصلهم إلى شفير هاوية اليأس والإحباط والنظرة السوداء للمستقبل . ويشهد الله أنه ما كان إلا صراعا على المناصب وكراسي الحكم ، وليس لوجه القضية الفلسطينية التي تئن تحت وطأة هذا الإلتفاف عليها من أبنائها .

    والنار الثالثة ، يوقدها هذا الحصار السياسي الإقتصادي الدولي الظالم للشعب الفلسطيني ، تقوده الولايات المتحدة الأميركية ، وينصاع له الإتحاد الأوروبي ، والكثير من الدول الأخرى الدائرة في الفلك الأميركي ، والتي تدعي أنها المجتمع الدولي .

    لقد أفرز هذا الحصار اللامبرر تدهورا خطيرا في الإقتصاد الفلسطيني ، الذي هو أصلا هش العظام . لقد تدنت معيشة الفلسطينيين إلى مستويات غير مسبوقة ، وازدادت أعداد من أصبحوا دون خط الفقر . وإذا ما أضيف إلى هؤلاء قرابة مائتي ألف موظف ، باتوا منذ ما ينوف عن عام بدون رواتب ، فإن المشهد الإقتصادي الفلسطيني ، وما يتبعه ينذر بأحوال كارثية بعيدة المدى .

    في الذكرى الأربعين لحزيران ، يعيش الفلسطينيون مرارة المتغيرات العربية التي حجمت القضية الفلسطينية . لقد انسحب الأشقاء العرب من ساحتها ، وتركوا الشعب الفلسطيني وحده قائما في مهب التحديات التي تكالبت كل القوى المعادية له على تكثيفها ، بغية النيل منه ، ومن ثوابت قضيته التي فقدت دون أدنى شك بعدها القومي . وليت الأمر يقف عند حدود صمت الأشقاء وتخليهم . لقد ساهمت الأنظمة العربية في تكريس حصار الفلسطينيين ، وانصاعت هي الأخرى للإملاءات الأميركية .

    هكذا هو حزيران الأربعون ، يطل على الفلسطينيين بشجونه وأشجانه . يسافر بنا من النزوح إلى النزوح ، من الذكريات الأليمة إليها . لقد حط هذه المرة رحاله في الأراضي الفلسطينية ، يفرغ حقائبه المثقلات بالأسى واللوعة على ما آلت إليه الأحوال . ها هو يوقد شمعة عامه الواحد والأربعين ، وما زال يتسرطن في جسد الأمة العربية بعامة ، والشعب الفلسطيني بخاصة ، يقرع أجراس مخاطره التي لم تلامس مسامع العرب الغافين الساهين اللاهين .

    كلمة أخيرة ، لقد مضت ستون عاما على نكبة الشعب الفلسطيني ، وأربعون على احتلال كامل ترابه . وعلى مدى هذه الأعوام العجاف التي حرمته نعمة الأمن والأمان والسلام في وطنه ، لم تفت الأيام في عضده . لم ييأس . لم يتخل عن ثوابت قضيته . لم يترجل عن صهوة نضالاته لاستعادة حقوقه المشروعة . لم تثنه التضحيات الجسام عن المضي قدما إلى صباح وطن ، لا تغيب عنه الحرية . إنها القضية الفلسطينية لا تموت ، وتبقى إرثا تتناقله الأجيال . إنه الشعب الفلسطينيي يهتف في الذكرى : ما ضاع حق خلفه مطالب . والشعب الفلسطيني هو المطالب . والقضية هي الحق .
    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  2. #22
    عـضــو الصورة الرمزية أبوبكر خلاف
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    46
    المشاركات
    797
    معدل تقييم المستوى
    18

    Thumbs up ركن د / لطفي زغلول.

    جمعت هنا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    المشاركات الخاصة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي بالدكتور لطفي زغلول..

    المنتدى العبري

    أبــــوبكـر ابـراهــيم خـــــلاف
    أمين صندوق جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    bkrhebrew@yahoo.com
    0020126839445

  3. #23
    صحفي وكاتب الصورة الرمزية رامي
    تاريخ التسجيل
    02/04/2007
    المشاركات
    691
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    إسرائيل اعتقلت ربع الفلسطينيين
    وانتهكت كرامتهم في الحياة!

    غزة فلسطين : تقرير / رامي الغف
    تعرض الشعب الفلسطيني بجميع شرائحه الاجتماعية لحملات اعتقال واسعة وبأساليب أكثر همجية ووحشية وأعيد افتتاح العديد من المعتقلات لاستيعاب تلك الأعداد الهائلة ، كما وتعرض الأسرى والمعتقلون في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى أبشع الأساليب اللاإنسانية والتي فاقت كل المراحل السابقة من عمر الاحتلال وتجاوزت أدنى وأبسط القيم والأعراف الإنسانية في العالم.
    ثلاثين سجناً إسرائيليا
    وفي هذا السياق أكدت وزارة شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية، أن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت منذ احتلالها الأراضي العربية عام 1948 قرابة 800 ألف مواطن، أي ما يقارب ربع المواطنين الفلسطينيين .وأضافت، أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 42 ألف مواطن فلسطيني خلال ست سنوات من عمر انتفاضة الأقصى، بالإضافة إلى عشرات الآلاف ممن اعتقلوا سابقاً، واحتجزوا لفترات قصيرة، ومن ثم أطلق سراحهم، منهم 34 نائباً في المجلس التشريعي، ما زالوا خلف القضبان من أصل 132 نائباً مجموع أعضاء المجلس التشريعي، وأربعة وزراء سابقين، هم وزير المالية "عمر عبد الرازق"، ووزير الحكم المحلي "عيسى الجعبري"، ووزير شؤون القدس "خالد أبو عرفة"، ووزير الأوقاف "نايف الرجوب"، كذلك تحتجز سلطات الاحتلال رئيس المجلس التشريعي الدكتور "عزيز دويك" وأمين سر المجلس التشريعي "محمود الرمحي".
    وأكدت الوزارة في تقرير صادر عنها بمناسبة قرب حلول يوم الأسير الفلسطيني في السابع عشر من الشهر الحالي، أنه لا يزال في سجون، ومعتقلات الاحتلال الصهيوني، قرابة 11 ألف أسير، موزعين على ثلاثين سجناً، ومعتقلاً ومركز توقيف، منهم 9428 من الضفة الغربية، و850 من قطاع غزة، و525 من القدس، و142 من فلسطينيي 1948، و55 أسيراً عربياً.
    وعن الحالة الاجتماعية للأسرى، فإن هناك 7582 أسيرا أعزب، و3418 أسيرا متزوجا، وعن الأحكام هناك 5216 أسيرا محكوماً، و4884 أسيرا موقوفاً، و900 أسير إداري، يعيشون ظروفاً قاسية، حيث تفتقر هذه السجون والمعتقلات لمقومات حقوق الإنسان، التي نصت عليها الاتفاقيات، والمواثيق الدولية، مشيرة إلى أن من بين الأسرى 553 معتقلين منذ ما قبل انتفاضة الأقصى، ما زالوا في الأسر، وأن جزءاًً من هؤلاء الأسرى، معتقل منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، وقيام السلطة الفلسطينية في عام 1994، وهم ما يطلق عليهم الأسرى القدامى، وعددهم 367 أسيراً.
    600أسيرة فلسطينية
    وفيما يتعلق بالأسـيرات ،أشار التقرير إلى أن 118 أسيرة من أصل 600 تم اعتقالهن خلال انتفاضة الأقصى، من بينهن 3 أسيرات وضعت كل منهن مولودها داخل الأسر، خلال انتفاضة الأقصى، وهن: "ميرفت طه"، و"منال غانم"، و"سمر صبيح". ومن بين الأسيرات 62 أسيرة محكومة، و50 أسيرة موقوفة، و6 أسيرات إداري.
    أما الأطفال الأسرى، فقد اعتقلت سلطات الاحتلال أكثر من 6000 طفل منذ بداية انتفاضة الأقصى، لا يزال منهم 330 طفلاً في الأسر موزعين على العديد من السجون، والمعتقلات، أبرزها "هشارون والدامون" والنقب، وأن هناك المئات اعتقلوا وهم أطفال، و تجاوزوا سن 18 داخل السجن ولا يزالون في الأسر.
    وأكد التقرير أن 98 % من الأسرى تعرضوا لأحد أشكال التعذيب الجسدي، أو النفسي أو أكثر، مشيرا إلى أن عدد شهداء الحركة الأسيرة الذين توفوا نتيجة التعذيب إلى 69 أسيراً شهيداً.
    وأشارت الوزارة إلى ارتفاع عدد الحالات المرضية بين الأسرى يومياً ،وفي كافة السجون، والمعتقلات، نتيجة استمرار الكيان الصهيوني في سياسة الإهمال الطبي المتعمد، حيث وصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من 1100 أسير يعانون من أمراض مختلفة، من بينها حالات خطيرة مصابة بأمراض الكلى، والسرطان، والسكر، والقلب، والشلل، وفقد البصر، كما أن الإهمال الطبي أدى في بعض الحالات إلى وفاة بعض الأسرى المرضى، والذين كان آخرهم "جمال حسن السراحين" (37 عاماً) من سكان بلدة "بيت أولا" شمال الخليل في الضفة الغربية، وهو آخر من التحق بضحايا الاحتلال في السجون بسبب الإهمال الطبي، حيث توفي في 16/1/2007، في معتقل النقب الصحراوي، حيث كان يعاني خلال فترة اعتقاله من عدة أمراض دون أن يتلقى الرعاية الطبية اللازمة.
    إهمال طبي متعمد
    وقال التقرير: إن عدد ضحايا الحركة الأسيرة نتيجة الإهمال الطبي وصل إلى 43 أسيراً، يشكلون ما نسبته 23 % من إجمالي شهداء الحركة الأسيرة الذين يبلغ عددهم 187 أسيراً، مشيرة إلى أن هناك فلسطينياً يقبع في سجن نفحة الصحراوي في حالة موت سريري ،ويصارع الموت، جراء إصابته بمرض السرطان، ووضعه الصحي خطير، وهو "بشار صليحات".
    كما يعاني قرابة 150 أسيراً من أمراض خطرة، مثل: أمراض القلب ،والسكري، والسرطان، والفشل الكلوي، والشلل، وهناك العشرات من أنواع الأمراض التي يعانى منها الأسرى داخل السجون، والمعتقلات الصهيونية، والتي تتفاوت في خطورتها، مشيرة إلى أن الأمراض الجلدية من أكثرها شيوعا وانتشاراً، نظراً لعدم توفر مقومات النظافة الصحية، نتيجة تراكم القمامة، وانتشار الحشرات الضارة، وسوء مجاري الصرف الصحي، وقلة مواد التنظيف.
    وأكد التقرير أنه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى تصاعدت سياسة اعتقال الفتيات الفلسطينيات من قبل جنود الاحتلال، حيث إن أكثر من 600 أسيرة تم اعتقالهن خلال السنوات السابقة، ما زال منهن 118 أسيرة داخل السجون، مشيرة إلى أنه توجد بين الأسيرات الفلسطينيات 18 أسيرة أمّ، وعدد أبنائهن أكثر من 65، وهناك ست أسيرات في العزل الانفرادي.
    وأضافت أن السجون الصهيونية شهدت في نيسان (أبريل) 2006، ولادة جديدة لإحدى الأمهات خلف القضبان، تعتبر الولادة الثالثة خلال انتفاضة الأقصى، في حين كانت هناك حالات أخرى من قبل، حيث وضعت الأسيرة سمر صبيح، والتي اعتقلت، وهي حامل في شهرها الثالث، مولودها البكر "براء" بعملية قيصرية في مستشفى "مائير" في "كفار سابا"، وهي مكبلة الأيدي والأرجل، ولم تتم إزالة هذه القيود إلاّ أثناء العملية فقط.
    تصفيه الأسرى
    وأشار التقرير إلى أن عدد المعتقلين الإداريين بلغ حوالي 1000 معتقل، موزعين على عدد من السجون أهمها سجون النقب ومجدو، وايلون، ويضم سجن النقب لوحده 95% % من الأسرى الإداريين، من بينهم 8 أطفال يخضعون للاعتقال الإداري.
    وقال: إن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية انتفاضة الأقصى ما يزيد عن 6 آلاف طفل فلسطيني، وما زالت تحتجز 330 طفلاً منهم في ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة الأساسية، منهم 193 طفلا موقوفا، و8 أطفال بدون تهمة، و129 طفلاً محكوما، كما يوجد بينهم حوالي 50 طفلا يعانون من أمراض مختلفة نتيجة الإهمال الطبي، الذي تتبعه إدارة سجون الاحتلال.
    وأشار التقرير إلى تصاعد سياسة تصفية الأسرى بعد الاعتقال بغطاء من المحكمة العليا الإسرائيلية، التي أقرت عام 2002 سياسة التصفيات التي يقوم بها الجيش الصهيوني، ضد من تسميهم بالنشطاء الفلسطينيين.
    وأكد التقرير أن قوات الاحتلال أعدمت أكثر من 155 فلسطينيا بدم بارد بعد إلقاء القبض عليهم، وهم على قيد الحياة منذ بداية انتفاضة الأقصى قبل ستة أعوام ونصف.
    وأشار إلى أن عشرات الأسرى الفلسطينيين يقبعون في زنازين العزل الانفرادي، بحجة أنهم يشكلون خطرا على السجانين، أو أنهم يشكلون عامل تحريض ضد سلطة الاحتلال، أو لأنهم من قادة الأسرى.
    وأضاف أن أقسام العزل تفتقر إلى الحياة فلا تدخلها الشمس والهواء، ولا توجد لها نوافذ، ونسبة الرطوبة فيها مرتفعة، كذلك فإن دورة المياه توجد داخل الزنزانة، وتنبعث منها روائح كريهة، وتشكل مصدرا للحشرات التي تسهل الطريق لانتشار الأمراض المعدية.
    انتهاك حقوقهم في الحياة
    فقد شهدت الحركة الأسيرة الفلسطينية منذ عام 1967 أوضاعا مأساوية وخطيرة مثلما تشهده ألان حيث تشن حملة مبرمجة وواسعة من عمليات القمع والقهر والانقضاض على حقوق الأسرى إلى درجة لا تطاق .. لقد سحبت العديد من حقوق الأسرى وفرضت عليهم إجراءات مشددة تتنافى مع الشرائع الإنسانية والدولية .. وتعالت صرخات المعتقلين وشكواهم إلى كافة مؤسسات حقوق الإنسان للتدخل لإنقاذ حياتهم من الممارسات التعسفية التي تجري بحقهم ، على الرغم من المناشدات التي يطلقها أسرى الحرية في سجون الاحتلال والجهات الحقوقية إلا أن إدارة السجون الإسرائيلية لا زالت مستمرة في سياستها التعسفية تجاه الأسرى والمتمثلة في الإهمال الطبي المتعمد وممارسة أساليب قمعية ووحشية وتعذيب قاس لإجبارهم على الاعتراف تحت الضغط والتهديد.
    قطع إصبع فتي فلسطيني أثناء التحقيق معه
    وأكد الفتى الأسير قسام أبو بكر البالغ من العمر 16عاماً أن جنديا أغلق باب غرفة التحقيق على يده في الحادي عشر من شهر مارس من العام الحالي ما أدى إلى قطع إصبعه أثناء التحقيق معه في معسكر "سالم" الإسرائيلي .وكان جيش الاحتلال قد أبلغ والد الأسير "وليد أبو بكر" باعتقال ابنه بعد احتجاز دام أربعة أيام في سجون العفولة ومعسكري سالم وعوفر، موضحاً أنه تلقى اتصالاً هاتفياً بعد أربعة أيام من اختفاء أبنه من قبل إسرائيلي سأله إن كان "قسام" ابنه،وتابع والد الفتي يقول ولما تحدثت إلى "قسام" علمت منه انه في معسكر عوفر. وفور نقله إلى سالم تم إدخاله إلى غرفة التحقيق، حيث بدأ احد المحققين بالصراخ عليه، ثم قام فجأة بإغلاق الباب بكل قوة على يده ما أدى إلى قطع إصبعه.
    أصيب لحظتها قسام بالإغماء، وبعد استعادته لوعيه نقل إلى المستشفى لإجراء عملية ليده، ولم يعرف الفتى اسم المستشفى الذي نقل إليه، لكنه نقل فور انتهاء العملية إلى معسكر عوفر قرب رام الله،وكان قسام اعتقل في الثاني من آذار الجاري خلال مطاردة قوة من جيش الاحتلال لمجموعة من الفتية في يعبد بعد تعرضها للرشق بالحجارة، ولم يتم تبليغ العائلة باعتقال ابنها، لكنها علمت من شهود عيان إنهم شاهدوا الجيش يعتقله.من ناحيته أنكر الجيش الإسرائيلي معقبا انه يعرف بتفاصيل اعتقال قسام، وادعى أن إغلاق الباب على يده لم يكن متعمدا، كما زعم أن اصبع الفتى لم تقطع!
    الأسرى يضطرون لشرب المياه الملوثة حفاظاً على حياتهم
    وحرصاً منهم على الحفاظ على حياتهم يقوم الأسرى بشرب مياه ملوثة جداً من آن لآخر بتصفية هذه المياه بالشاش (قطعة قماش) المخصص لتضميد الجروح فالمياه داخل السجن مليئة بالصدأ والرمل
    وكان الأسرى طالبوا إدارة السجن بتوفير مصافي مياه، إلا أنها لم تستجب لمطالبهم، مما اضطر الأسرى لتقديم شكوى للصليب الأحمر إلا أنه لم يتم مساعداتهم في حل المشكلة.
    وأضاف الأسري أن الجو بارد جداً وهناك نقص شديد في الملابس، حيث قامت إدارة السجن بأخذ الملابس من داخل القسم وأبقت لكل واحد منهم (بنطلونيين + قميصين) ويأتي هذا الإجراء ضمن سياسة فرض المزيد من الضغوطات النفسية على الأسرى في السجون،حيث سجن "الدامون" بأنهم يعيشون حياة صعبة، فبالإضافة للرطوبة العالية التي يتميز بها سجن الدامون والغرف التي تدلف فيها المياه فإن هناك ديدان بالحمامات وحشرات وقوارض وانتشار رائحة كريهة جداً داخل غرف الأسرى، الأمر الذي يتسبب لهم بحالات اختناق وأفاد الأسرى بأن إدارة السجن لم تسمح لهم بإدخال ملابس جديدة، إلا بعد استرجاع القديمة كل شهرين مرة، وأشار الأسرى إلي أن غرفة رقم (9) لا يوجد بداخلها أي شباك أو دورة مياه وهي مظلمة وبدون متنفس وأن الزنازين عامة داخل السجن لا تصلح للبقاء فيها وهي سيئة جداً وبدون شبابيك وإضاءتها ضعيفة جداً،وحول ظروف التحقيق التي يتعرض لها الأسرى فقد أكدوا أن المحققين يلجأوا إلى وضعهم في غرفة باردة جداً ويتم تشغيل مكيف الهواء علي درجة متدنية جداً.
    حرمان والدة أسير من زيارته بدعوى عدم صلته به
    ورفضت إدارة السجون الإسرائيلية يوم 1-3-2006 السماح لوالدة الأسير فراس هاشم من مخيم الغرة قرب بيت لحم،زيارته، حيث فوجئت والدة الأسير برفض إصدار تصريح زيارة لنجلها القابع في سجن المسكوبية في القدس المحتلة, بحجة عدم وجود صلة قرابة بينها وبين نجلها, رغم تقديمها الأوراق الثبوتية لذلك.
    وقالت والدة الأسير هاشم إنها قدمت الأوراق المطلوبة للصليب الأحمر, الذي بدوره يرفعها لسلطات الاحتلال, لإصدار التصاريح الخاصة لزيارة أبنائنا, وبعد انتظار جاء الرد برفض الطلب, وكان السبب غير المنطقي أن الوالدة ليست من أقارب الأسير.
    وبينما عبرت الوالدة عن استغرابها لهذا التصرف المستنكر, أشارت إلى الاستهتار الذي تتعامل بموجبه سلطات العدو الإسرائيلي مع أهالي الأسرى, خاصة فيما يتعلق بمشاعرهم تجاه أبنائهم, قائلة:" أنهم يريدون أن يحرقوا قلوب الأمهات بحرمانهن من الاطمئنان على أبنائهن, فهم يرفضون إصدار التصاريح ليس لأنهم يخافون على أمنهم بل لأنهم لا يريدون لنا رؤية أبنائنا".
    إجراءات مهينة ومذلة سجن "الدامون" الإسرائيلي
    وضمن سياسيتها المهينة والمذلة بحق الأسرى الفلسطينيين طلب مدير سجن الدامون من الأسرى قبل عدة أيام الوقوف مع كامل أمتعتهم احتراماً لقدومه لمدة لا تقل عن أربعين دقيقة، واعتبر الأسرى هذا الإجراء مهينا بحقهم وغير مقبول.
    وذكر الأسرى أن مدير السجن قرر فرض عقوبات قاسية على إحدى الغرف بعد أن رفض المعتقلون فيها تلبية مطالبه، حيث اتخذ المدير مجموعة من الإجراءات العقابية التي كان منها تحويل الأسير سليم الجعبة إلى العزل الانفرادي وحرمان الأسرى في تلك الغرفة من زيارة أهاليهم أو زيارة الغرف الأخرى، كما تم فرض غرامة مالية بحق الأسيرين سليم الجعبة وشادي عبد الحق بمقدار 500 شيقل لكل واحد منهما.
    وأضاف الأسرى أن مدير السجن لم يكتف بتلك الإجراءات العقابية بل احضر في صباح اليوم التالي قوات كبيرة من الجنود الذين اقتحموا الغرفة بصورة همجية بحجة التفتيش لمدة تتجاوز 5 ساعات قاموا خلالها بمصادرة كافة الملابس الشتوية، علماً بأن سجن "الدامون" يعتبر من السجون الباردة وشديدة الرطوبة كونه يقع على مرتفعات جبال الكرمل،وقال الأسرى أنهم وجهوا نداء إلى كل المؤسسات الحقوقية والجهات الرسمية والشعبية بما في ذلك أعضاء كنيست، من أجل التحرك والعمل على إيقاف هذه الإجراءات العقابية والتي نتجت عن عدم استجابة الأسرى لأوامر المدير الاستفزازية والمهينة.
    يشار إلى أن سجن "الدامون" كان قد أغلق قبل عدة سنوات بعد توصية للجنة حقوقية، قالت فيها إن هذا السجن لا يصلح للعيش الآدمي، غير أن سلطات الاحتلال أعادت افتتاح السجن مؤخراً ليتم استيعاب أعداد الأسرى المتزايدة، ويعاني الأسرى في هذا السجن من تعاقب الإدارات السيئة في التعامل، حيث أصبح سجن "الدامون" بمثابة كابوس للأسرى.
    تعريض أهالي الأسرى لتفتيش دقيق ومذل
    وأكد أهالي الأسرى والمعتقلين، أنهم تعرضوا لعملية تفتيش مهينة للنساء خلال زيارتهم لسجن "هدار يم"، وذلك بأخذ أم الأسير أو زوجته إلى ساحة زجاجية وأمام الأهالي والجنود، والطلب منهن خلع الحجاب وغطاء الرأس، مما أثار رد فعل أمهات وزوجات الأسرى الذين رفضوا الأمر، وتم حرمانهم من الزيارة وتهديدهم بإرجاعهم إلى حيث كانوا ونتيجة لذلك توترت الأوضاع في السجن، وقام الأسرى برفع رسائل احتجاج إلى إدارة السجن، والبدء بخطوات تصعيديه واحتجاجيه، وأعلنوا حالة الاستنفار العام بين صفوف الأسرى.
    ومن الجدير ذكره أن أهالي الأسرى يعانون معاناة شديدة خلال وقبل الزيارة، وذلك بالتفتيش المستمر على الحواجز الصهيونية، وتأخيرهم لعدة ساعات أمامها، مع العلم أن الأهالي الذين يقومون بالزيارة يكونوا قد حصلوا على تصاريح تسمح لهم بالزيارة وهم من كبار السن والأطفال والنساء فقط.
    بالإضافة للإجراءات القمعية السابقة تقوم إدارة السجون، بمنع إدخال الملابس للأسرى خصوصاً في فصل الشتاء الذين يعاني فيه الأسرى من البرد والمرض المستمر نتيجة وقلة الملابس والأغطية المتوفرة من قبل مصلحة السجون.
    الفئران والزواحف تشارك في تعذيب الأسرى
    ويؤكد الأسرى أن سجون الاحتلال تفتقر لأي من وسائل الحياة الآدمية فبعض تلك السجون خيام، كما هو حال سجن النقب والبعض الآخر حجرات غير صحية مليئة بالحشرات الزاحفة والفئران ، وقد نجحت سلطات الاحتلال في استخدام هذه الزواحف والحشرات لأجل الوصول بالأسير الفلسطيني إلى مرحلة فقدان الهوية الوطنية أو الموت.
    أفادت الأسيرة المحررة حليمة فريتخ مؤكدة: أنه بعد أن صدر علي الحكم بالسجن لمدة ست سنوات أدخلوني في زنزانة انفرادية بتهمة المشاغبة داخل السجن ، هذه الزنزانة عبارة عن متر في متر ونصف ولو مددت قدمي فإنها ستصل إلى فتحة (المرحاض) !! من هذه الفتحة تدخل الفئران الكبيرة (العرس) والزواحف (البرص)، وقد رافقني في هذه الزنزانة ما لا يقل عن خمسين برصاً كنت طوال الوقت أعمل على ضربها أو إبعادها عن جسدي).
    جنود الاحتلال يهشمون وجه أسير ويكسرون يده
    ففي ظل تصاعد حملة القمع الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين هشم جنود الاحتلال الإسرائيلي وجه أسير فلسطيني وكسروا كتفه، في حين مددت السلطات الإسرائيلية الاعتقال الإداري للمعتقل محمد احمد أبو الهيجاء (21 عاما) من جنين والذي يعاني من الشلل، وذلك للمرة الرابعة علي التوالي رغم تردي حالته الصحية وحاجته الماسة لعدة عمليات جراحية.
    وقالت عائلة أبو الهيجاء الذي يتلقي العلاج في عيادات إسرائيلية وسط حراسة مشددة أن السلطات رفضت الإفراج عنه وسلمته قرارا يقضي بتمديد اعتقاله ثلاثة أشهر، رغم أن الحالة الصحية لأبو الهيجاء تزداد سوءا منذ اعتقاله في 15 أيلول (سبتمبر) 2002، إذ أصيب بعيار ناري من نوع دمدم (الذي يتفجر داخل الجسم) تسبب بمشاكل صحية خطيرة أدت لإصابته بشلل وفتح ثغرة كبيرة في الرقبه
    احتجاز الأسرى الأطفال في ظروف مخالفة لأبسط القواعد الإنسانية
    انتهاكات فظيعة وغير قانونية تمس حقوق الأسرى القاصرين ومخالفة لأبسط القواعد الإنسانية والحقوقية الدولية.فظروف وأحوال الأسرى الأشبال لا تتماشى حتى مع قانون الأحداث وأنظمة الأشبال وتعليمات محكمة العدل العليا الإسرائيلية.
    وقد أفاد الأسير نضال عبد المجيد البستنجي (16 سنة) من سكان قلقليه، أن الأسرى الأشبال تعرضوا بتاريخ 11/2/2006 لعقاب جماعي وذلك على إثر سكب أحد الأسرى الزيت الحار على أحد السجانين وقامت إدارة السجن على إثرها بمصادرة الأجهزة الكهربائية مثل التلفزيون والراديو وبلاطة الطبخ وغيرها، وقامت بتقصير مدة الخروج إلى الساحة من 3 ساعات إلى ساعة واحدة فقط.
    وتعرض الأسير البستنجي إلى الضرب بواسطة جهاز كهربائي على رقبته، وقامت إدارة السجن أيضاً بإيقاف دروس التعلم التي كانت تعطى للأسرى الأشبال عن طريق معلم خارجي.
    ووصل الأمر حسب قول الأسير المذكور إلى قيام إدارة السجن بتخويفهم عن طريق محاولة تسريب غاز للغرف وتمزيق القرآن الكريم في الغرفة رقم 8 على يد مجموعة من السجانين.
    وأشار الأسير أيضاً إلى تسرب مياه إلى غرفة الأشبال مما أدى إلى تبلل الفرشات وإلى انتشار الرطوبة في الغرف والتعفن على الجدران وعدم دخول الهواء والشمس إلى غرف السجن.
    وأفاد الأسير محمد فوزي ضراغمة (17 سنة) من سكان طوباس، أن شبابيك الغرف مغلقة بشكل دائم بألواح من الحديد مما يمنع دخول الشمس والهواء ويزيد من الرطوبة، وأنه يشعر دائماً بالاختناق،وقال إن غرف السجن ينقصها الأثاث اللازم مثل الطاولات والكراسي والخزائن، وأنه لا يوجد فاصل بين الحمام والمراحيض مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وتنتشر الحشرات والصراصير داخل الغرف. وأشار الأسير ضراغمة إلى معاناة الأسرى من البرد الشديد بسبب نقص في الحرامات.قال الأسير محمد هدى الريماوي "أبو الهدى"
    (27عاما) من قرية بيت ريما شمال غرب رام الله، وعضو المجلس البلدي في بلدة بني زيد الغربية، والذي أطلق سراحه أمس من سجن النقب الصحراوي، إن إدارة السجون بدأت في الآونة الأخيرة بإعطاء بعض الأسرى المعتقلين إدارياً قرارات التمديد قبل الانتهاء من وقت الإفراج عن المعتقل بفترة طويلة.
    وأضاف بأن هذه القرارات، زادت من حالة التوتر والاحتقان داخل الأقسام في سجن "النقب" وسببت أيضاً بعض الأزمات النفسية التي أصابت بعض المعتقلين الذين طالهم القرار.
    وذكر أيضاً بأن الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية، في حالة ترقب دائم وخاصة بعد أن بدأت إدارة السجن بتوجيه رسائل صوتية قصيرة إلى المعتقلين الإداريين تخبرهم من خلالها أنه لن يطلق سراح المعتقل في الوقت المحدد له، ويضيف أبو الهدى" بأن هذه الرسائل تبدأ قبل تاريخ الإفراج بحوالي شهرين وتستمر حتى وصول الإشعار الرسمي، الذي يأتي من المخابرات الإسرائيلية
    وأكد "أبو الهدى" أن الهدف من هذه القرارات أن يبقى الأسرى في حالة توتر دائم طوال فترة مكوثهم في الاعتقال الإداري، حيث يتم تكرار الرسالة كل 15 يوماً تقريباً، ومضمونها: " إلى الأسير... نعلمك أنه لن يتم إطلاق سراحك في الوقت المحدد لك وسنقوم بإبلاغك بوقت الإفراج في وقت لاحق"، علماً أن "أبا الهدى" اعتقل أربع مرات قضى خلالها أكثر من تسع سنوات كان آخرها الاعتقال الإداري لمدة سنة ونصف في السجون الإسرائيلية.
    الكلاب تنهش الأسرى في سجن عتصيون
    وأكد الأسرى في سجن عتصيون العسكري أنهم تعرضوا إلى أساليب قمعية ووحشية وتعذيب قاس وإجبارهم على الاعتراف تحت الضغط والتهديد..وقالوا" إن المحققين أطلقوا كلاباً مسعورة لإجبارهم على الاعتراف ومعظم الأسرى الذين تعرضوا لهذه الأساليب من الأطفال القاصرين"
    وعرف من بين الأسرى الذين تعرضوا لهذه الأساليب الوحشية: جلال يوسف جفال 16 عاماً من أبو ديس وأفاد انه اعترف على ضرب حجارة تحت التعذيب الشديد وقد وقع على الإفادة وهو معصوب العينين وأنه تعرض للضرب الشديد خلال التحقيق معه وقد أطلق المحققون عليه كلباً متوحشاً.
    وفي إفادة أخرى قال الأسير إبراهيم حسين جفال 18 عاماً من أبو ديس: أنه وقع على اعتراف بضرب حجارة بعد أن تعرض لنهش كلب متوحش ومسعور أطلقه عليه المحققون كما جاء في إفادة الأسير سياف مناضل أبو رومي 18 عاماً من العيزرية، أنه وقع على إفادة لا يعرف مضمونها وأنه تعرض للضرب الشديد أثناء التحقيق وان كلباً مسعوراً قام بنهشه في قدمه، وتعرض للضرب على الرأس والقدم اليسرى.. وقال أن الجنود اعتدوا عليه بأعقاب البنادق.

    [align=center]*¨®RAMY ALGOUF®¨*
    Palestinian journalist
    [/align]
    يارب ان أعطيتني نجاحا فلا تأخذ مني تواضعي
    وان أعطيتني تواضعًا فلا تأخذ إعتزازي بكرامتي
    وان أسأت إلى الناس فامنحني شجاعة الإعتذار
    وان أساء الناس إلي فامنحني شجاعة العفو

  4. #24
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    أمنستي .. والمعاناة الفلسطينية : لطفي زغلول

    [overline]




    أمنستي .. والمعاناة الفلسطينية


    لطفي زغلول

    نابلس / فلسطين



    في غمرة صمت العالم بعامة ، والعالم العربي بخاصة ، إزاء ما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء ممارسات الإحتلال الإسرائيلي القمعية ، الذي دخل عامه الواحد والأربعين ، طلعت علينا منظمة العفو الدولية " أمنستي " بتقريرين عن الأوضاع المأساوية التي يعيش الفلسطينيون تحت ظلالها .

    التقرير الأول ، صدر في شهر أيار / مايو الفائت من هذا العام . والتقرير الثاني ، صدر في شهر حزيران / يونيو الحالي ، وتحديدا عشية الذكرى السنوية الأربعين للإحتلال الإسرائيلي لكامل التراب الفلسطيني . وقد تناول التقريران ، بشيء من التفصيل الأوضاع الكارثية التي يصطلي الفلسطينيون في جحيمها ، جراء هذا الإحتلال .

    في تقريرها الأول ، أحصت أمنستي أعداد من قتلتهم قوات الإحتلال من الفلسطينيين الذين بلغوا في العام 2006 وحده ، ستمائة وخمسين " 650 " ، بينهم مائة وعشرون " 120 " طفلا . وتحدث التقرير عن حالة الفقر التي يعيشها الفلسطينيون جراء سياسات إسرائيلية منهجية في معاقبتهم . ومنها ، مثالا لا حصرا ، احتجاز المستحقات الجمركية العائدة لهم ، والتي تشكل أهم بنود دخلهم .

    وجراء هذا الإحتجاز ، والحصار المفروض عليهم من قبل إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية ، انقطعت رواتب موظفي السلطة العاملين والمتقاعدين . وبذا يمكن تخيل صورة الإقتصاد الفلسطيني الذي وصل إلى وتيرة من التدهور غير مسبوقة .

    وقد خص التقرير الثاني لأمنستي الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المصادرة بالمساحة الكبرى منه . بداية ، نوهت أمنستي أن الهدف من بنائه ، يتمثل في عزل إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية . وأن مخاوفها الأمنية لا تبرر الإنتهاكات الصارخة للقانون الدولي ، ولا تمنحها الحق لإساءة معاملة الفلسطينيين من خلال برنامج ضخم للعقاب الجماعي المنهجي .

    ولم تقف أمنستي عند هذه الحدود ، بل إنها تناولت الجدار الفاصل بمزيد من إلقاء الضوء على الجوانب غير الإنسانية لبنائه . لقد شكل أوسع قاعدة لمنظومة السخط والمعاناة الفلسطينية . لقد بنت إسرائيل منه حتى الآن ثلاثمائة وخمسين كم " 350 " . وهي مستمرة في بنائه ، ليصل في النهاية إلى سبعمائة وعشرين كم " 720 " . ومع كل زيادة له في طوله ، تزداد المعاناة الفلسطينية بكل الإتجاهات طولا وعرضا وعمقا وارتفاعا . وأقل ما يقال فيه ، إنه سوف يطوق اثنتي عشرة قرية فلسطينية ، تضم ما ينوف عن واحد وثلاثين ألف مواطن ، " 31،000 " .

    وتنهي أمنستي حديثها عن الجدار العازل ، مؤكدة على حقيقة ، مؤداها أنه قد شيد عمدا لمصادرة أراض فلسطينية ، وصلت مساحتها عشر مساحة الضفة . وفي هذا الصدد ، تصف أمنستي العملية برمتها بأنها اغتصاب تحت رعاية الدولة .

    وإذا ما أضيف إلى هذا وذاك خمسمائة وخمسين حاجزا ثابتا ومتنقلا " 550 " ، لا يمكن وصفها إلا أنها حواجز الإذلال والتفتيش والموت والعقاب الجماعي ، وهي أصلا ، وجدت لصالح المستوطنات التي هي غير قانونية ، وأقيمت على أراض فلسطينية مغتصبة ، عندها يمكن تصور مشهد من مشاهد المعاناة الفلسطينية المتعددة .

    وبالرغم من اتساع قاعدة هذين التقريرين ، وتطرقهما إلى جوانب عدة من المعاناة الفلسطينية ، إلا أنهما لم يصورا المشهد الكلي للمعاناة الفلسطينية . إن الأراضي الفلسطينية تتعرض لعمليات اجتياح مستدامة ليلا نهارا ، صباحا مساء ، وعلى مدار ساعات اليوم .

    وأما المحصلة فهي المزيد من الإغتيالات والإعتقالات ، والهدم والتدمير ، واقتحام منازل المواطنين ، وبث الرعب في أوصالهم ، وإخراجهم إلى الخلاء لساعات وساعات ، دون أدنى اعتبار للظروف الجوية أيا كانت ، والعبث بممتلكاتهم وإتلافها . إن هذا وغيره الكثير ، لا يمكن إلا أن يندرج تحت بنود قائمة انتهاك أبسط الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني .

    ومثالا لا حصرا ، سأتحدث عن نابلس ، باعتبارها مثالا صارخا على ما تتعرض له المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية الأخرى من ممارسات قمعية غير مسبوقة ، لا تقف عند أي حد من الحدود . لقد سقط العشرات تلو العشرات من شهدائها . واعتقل المئات من أبنائها وبناتها . وهدمت الجرافات الكثير الكثير من مبانيها ومعالمها التاريخية والأثرية . وفجرت أبواب ، لا عد لها ، من محالها التجارية . وحطمت المتفجرات ألواح زجاج لا تحصى من عماراتها . وناهيك عما يحدثه هذا وذاك من معاناة وآلام وأحزان لكل الفئات العمرية ، بدءا بالأطفال ، وانتهاء بالنساء وكبار السن من أبنائها .

    إن الحديث يطول شرحه عن معاناة الشعب الفلسطيني جراء الممارسات الإحتلالية القهرية ، وهي تلك التي تصفها أمنستي بأنها لا إنسانية . إنه الإحتلال الذي لا تريد إسرائيل أن تعترف بما يسببه من إفرازات كارثية . إنها الولايات المتحدة الأميركية حليفة إسرائيل التي تشد على يدها ، وتؤازرها في كل مشروعاتها العدوانية ، وتمولها لها . وهو هو الإتحاد الأوروبي ذو المواقف المائعة ، يقف متفرجا هو الآخر ، إلا ما ندر .

    إلا أن الأنكى من هذا وذاك كله صمت العالم العربي الذي تجاوز حدود المنطق والعقلانية . وإذا كان العالم الغربي والولايات المتحدة محكومين لاعتبارات ، تجعلهما يتصرفان على هذا النحو إزاء ما يجري في الأراضي الفلسطينية . فما هي يا ترى مبررات العالم العربي واعتباراته التي سمحت له أن يشارك في حصار الفلسطينيين ، ويضيق عليهم الخناق ؟ . إننا ونحن نسأل مثل هذا السؤال ، لا نجهل الإجابة عنه ، بل إننا نعرفها حق المعرفة .

    لقد تخلى العالم العربي عن القضية الفلسطينية . ورحم الله لاءات قمة الخرطوم في العام 1967 التي نحرت الواحدة بعد الأخرى في مذبح الإعتراف بإسرائيل ، والتطبيع معها . إنه عالم خيار السلام العربي الإستراتيجي ، بالرغم من أنه سلام من طرف واحد ، لا تعترف به إسرائيل قلبا وقالبا ، وتشهر لاءاتها في وجهه . غير أنه يظل حجة واهية في أيدي الأنظمة العربية ، وحفنات من الرماد الذي يذر في العيون .

    إنها مأساة الشعب الفلسطيني منذ ستين عاما ، أصبح يعانيها وحده . وحقيقة الأمر أن العالم له عيون ترى . وله آذان تسمع . وهو يدرك تمام الإدراك معاناة الفلسطينيين . وهو أكثر من ذلك ، يعلم يقينا أبسط الطرق لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة في التاريخ الحديث . وهو يقرأ ، دون أدنى شك ، تقارير أمنستي كلها .

    إلا أنه يقف صامتا ، لا يبدي حراكا ، ولا يريد جادا وحازما ، أن يطالب إسرائيل بإنهاء احتلالها ، وما أفرزه هذا الإحتلال على أرض الواقع الفلسطينية ، كونه مزدوج المعايير في رؤاه السياسية . وكونه قد أعطى ضميره إجازة طويلة الأمد .

    وتظل القضية قضية الشعب الفلسطيني . إنها بكل ثوابتها أمانة ، لا يفرط بها تحت غائلة أي ظرف من الظروف ، مهما كانت قاهرة وعاتية . إنها إرث مقدس ، تتناقله الأجيال جيلا فجيلا ، مهما طال الزمن ، وبعد المشوار . إنها حقه المشروع . إنها وطنه التاريخي ، ورثه عن أجداده وآبائه . لم يغتصبه من أحد . وإن له الشرف والفخر ، أن يكون المكافح والمنافح عنها ، عن قدسها ، عن أقصاها المبارك ، عن صخرتها المشرفة ، عن عروبتها ، عن إسلامها .
    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  5. #25
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    قراءة .. في الراهن الفلسطيني " يحميك الله يا وطني " : لطفي زغلول

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  6. #26
    أستاذ بارز الصورة الرمزية Dr. Schaker S. Schubaer
    تاريخ التسجيل
    20/02/2007
    المشاركات
    2,209
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين
    عذراً لأخينا الشاعر والكاتب لطفي زغلول ابن جبل النار، فقد كان هناك مسار لمناقشة الوضع في الأراضي الفلسطينية، فعملت نسخاً لهذه المقالة إلى ذلك المسار. لذا فالمتابعة لهذا تكون على ذلك المسار. وأعتذر إن كنت قد أخطأت في الاجتهاد.
    وبالله التوفيق،،،


  7. #27
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    غداة قمة شرم الشيخ " قراءة .. في السياسة الإسرائيلية " : لطفي زغلول

    [overline]


    غداة قمة شرم الشيخ الرباعية

    قراءة .. في السياسة الإسرائيلية

    لطفي زغلول

    نابلس / فلسطين


    بداية ، أنوه إلى أنني استخدمت مصطلح قراءة في عنوان هذا المقال ، ولم استخدم عن قصد مصطلح إستقراء . هناك فرق كبير بين المصطلحين في كل المجالات . إن القراءة هنا لا تعني أكثر من الإطلاع على أمور جاهزة وتحليلها وتصنيفها ، وليس ثمة كبير عناء واجتهاد وافتراض في تفسير عناصرها ومركباتها . والسياسة الإسرائيلية لم تكن في يوم من الأيام تحتاج إلى توضيح أو تفسير أو طرح احتمالات أو تكهن لفهمها أوتفسيرها . وهذا ما يحتاجه الإستقراء .

    إن السياسة الإسرائيلية ، ما كانت على الدوام ، ولن تكون بمثل ما هي عليه من وضوح وبساطة هذه الأيام . إستراتيجيا ، فهي ثابتة ، لم تتغير مبادؤها ومركباتها وأهدافها واتجاهاتها الأساسية . أما على الصعيد التكتيكي ، والمقصود هنا الأمور الطارئة أو الجانبية أوالهامشية ، أو التي تقتضيها ظروف المرحلة التي تمر فيها ، فهي معدة سلفا لمساحة محدودة من التحرك .

    لقد أثبتت التجارب الطويلة مع هذه السياسة ، وفي مرات عدة ، وظروف كثيرة وحالات مختلفة ومتشابهة ، صدقية ما نطرحه في حديثنا هذا . فعلى الصعيد الإستراتيجي ، ومرة أخرى ، هناك لاءات كبرى ، وصفت بالمحرمات ، تقوم عليها السياسة الإسرائيلية . لا لحق العودة . لا لإعادة القدس العربية . لا لحدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 . وهذه اللا الأخيرة ، تعني الإبقاء على الكتل الإستيطانية وكل مرافقها ، وكذلك الجدار الفاصل . لا لدولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية برا وبحرا وجوا ، قائمة على التواصلين الجغرافي والديموغرافي .

    ولا تنتهي منظومة هذه اللاءات عند هذه الحدود . ثمة لاءات أخرى . لا لتحرير أسرى فلسطينيين أو عرب تتهمهم إسرائيل بارتكاب أعمال قتل . لا لعملية سلمية تفرز سلاما حقيقيا قائما على العدل والإنصاف . إن أية عملية سلمية من منظور إسرائيلي ، لا ينبغي لها إلا أن يكون شكلها ومضمونها أمن إسرائيل أولا .

    ولنأخذ مثالين تطبيقيين على هذه السياسة . المثال الأول يخص مبادرة السلام العربية التي انطلقت في قمة بيروت في شهر آذار / مارس من العام 2002 . لقد كان الرد الإسرائيلي المباشر والفوري عليها اجتياح الأراضي الفلسطينية واحتلالها ، وما زال هذا الإحتلال قائما حتى هذه الأيام . ويوم أعيد إحياء هذه المبادرة في قمة الرياض ، في شهر آذار / مارس 2007 ، كان الرد الإسرائيلي عليها رفضها ، ما لم يتم تعديلها ، بمعنى حذف ثوابت القضية الفلسطينية واستحقاقاتها الشرعية .

    المثال الثاني يتمثل في ما قدمته السياسة الإسرائيلية على مائدة قمة شرم الشيخ الرباعية المنعقدة في الخامس والعشرين من شهر حزيران / يونيو 2007 ، والتي شاركت السلطة الفلسطينية فيها ، وكل من مصر والأردن وإسرائيل . وليس هناك ما يحتاج إلى التخمين والتفكير أو التوقع .
    مما أعلن ، سوف يتقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية " إيهود أولمرت " باقتراح إلى حكومته يتضمن تحرير مائتين وخمسين أسيرا فلسطينيا " 250 " من لون فصائلي واحد ، لم يرتكبوا أعمال قتل . وفي ذات السياق ، فقد علمتنا التجارب السابقة أن غالبية هؤلاء الأسرى الفلسطينيين ، إذا ما تم تحريرهم ، هم من الذين قد أوشكوا على إتمام مدد محكومياتهم في المعتقلات الإسرائيلية .

    واستكمالا ، فقد وعدت إسرائيل أنها سوف تحرر نصف قيمة الضرائب المحجوزة لديها ، وهي أموال فلسطينية تقدر قيمتها بحوالي سبعمائة مليون دولار أميركي " 700 " ، لا منة لأحد في تحريرها . وإمعانا في التحكم والإستفراد ، فإن الحكومة الإسرائيلية سوف تحررها ، إذا ما تم تحريرها على دفعات ، تحت ظلال مراقبة عملية صرفها .

    إن " سلة المكرمات الإسرائيلية " التي حملها رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى قمة شرم الشيخ الأخيرة ، لم تفاجىء أحدا منا ، كونها كانت خالية من موضوع الحواجز التي يتراوح تعدادها من الخمسمائة والسبعين " 570 " إلى الستمائة حاجز " 600 " .

    وكما كان متوقعا لكل ذي بصر وبصيرة ، فإن هذه السلة كانت خاوية أيضا من كل ما يمت إلى العملية السلمية بصلة ، وتحديدا مفاوضات الحل النهائي والدائم التي دأبت إسرائيل على التهرب منها ، وهي تسوق في هذا الصدد ما يحلو لها من مبررات وتعليلات ، منذ أن شعرت أن المفاوض العربي بعامة ، والفلسطيني بخاصة جاد وملتزم بخيار السلام .

    إنها السياسة الإسرائيلية . هكذا خبرناها على الصعيدين الفلسطيني والعربي . وليس فيها جديد . وهنا ثمة سؤال يطرح نفسه بإلحاح : أين المشكلة ، واين تكمن ؟ . أما الإجابة فإنها لا تحتاج إلى كبير عناء وتفكير . إن المشكلة هي السياسات العربية ، وتكمن في تفكير الأنظمة العربية ، وتحديدا في خيار السلام العربي الذي أثبت عدم جدواه وفاعليته حتى الآن .

    ونحن هنا لا نقصد أن خيار السلام هو العلة . إن السلام الحقيقي مطلب استراتيجي للشعوب بعامة ، والشعوب العربية بخاصة ، وأولها الشعب الفلسطيني الذي عانى الأمرين طوال ما ينوف عن ستة عقود من الزمان ، حرم خلالها من نعمة السلام والأمن والأمان . إن العلة تكمن في خيار السلام العربي الذي طرح ، وليس له أية بدائل . إنه والحال هذه ليس إلا رهانا خاسرا . وعلاوة على ذلك ، لم يحظ بأية آليات تفعيل ، سواء داعمة أو ضاغطة على أرض الواقع .

    لقد طرح هذا الخيار والأوضاع العربية مزرية . هناك الإنقسامات المستدامة في الرأي والرؤيا . هناك التقوقع القطري الضيق . هناك التناحر السياسي بين الأنظمة السياسية . إن هذه الأنظمة قد رضيت جراء واقعها هذا أن تخضع للإملاءات الأميركية . وهي فيما يخص النضالات الفلسطينية ، قد رضخت لمنظور الولايات المتحدة وإسرائيل لها على أنها ضرب من العنف والإرهاب ينبغي محاربته .

    واستكمالا لهذا المشهد العربي ، والأخطر من هذا وذاك ، تلك الأحوال المدمرة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية والتي تتعرض لأشرس ممارسات احتلالية قمعية ، والحرب الأهلية في الصومال ، وتلك الحرب العدوانية على العراق ، وتلك الأزمة السياسية الخانقة التي تعصف بلبنان ، وهذا الإستهداف الغربي للسودان .

    وأما إسرائيل فهي متحدة فيما يخص منظورها السياسي تجاه القضية الفلسطينية ، برغم العواصف السياسية التي حاقت بها جراء إفرازات حرب لبنان في العام 2006 . واسرائيل لا تقف وحدها . إنها تحظى بدعم لا نظير له من حليفتها الإستراتيجية الولايات المتحدة الأميركية ، والتي في أيديها مفاتيح الحل والربط .

    كلمة أخيرة ، إن قمة شرم الشيخ الرباعية الأخيرة صفحة أخرى عابرة من كتاب القضية الفلسطينية . وهذا الكتاب متخم بمثل هذه الصفحات الرمادية . إن هذه الصفحة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن السياسة الإسرائيلية ثابتة لم تتغير ، كونها لم تصطدم بالتحديات العربية الحقيقية القادرة على تغييرها . وعلى المدى المنظور والأبعد منه لا يؤمل منها أي جديد على الإطلاق . وهي من الجهة الأخرى ، قد أثبتت أن السياسات العربية غير متوازنة ولا متكافئة مع هذه السياسة . وتظل الحال على ما هي عليه ، إلى أن يحين فرج الله . وإن غدا لناظره قريب .
    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  8. #28
    مـشـرف الصورة الرمزية خالد أبو هبة
    تاريخ التسجيل
    28/09/2006
    العمر
    53
    المشاركات
    172
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    تحية طيبة الأستاذ لطفي زغلول
    مقال قيم وجدير بالقراءة والنشر..
    ولتسمح لي أستاذي الفاضل أن أنشر مقالكم بوكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما
    www.bernama.com
    News in Arabic
    وليسمح لي أستاذي العزيز رئيس الجمعية القدير عامر العظم بتجديد التفويض الذي منحني إياه بنشر ما أراه مناسبا من المقالات والأخبار على موقع عملي الجديد..
    ودمتم مبدعين ومتألقين


  9. #29
    عـضــو الصورة الرمزية د . محمد أيوب
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    82
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي العزيز لطفي زغلول
    لعل حالة الضعف والتفكك التي تمر بها أمتنا العربية هي السبب المباشر للتعنت الإسرائيلي والغربي من كل قضايانا ، فقد أصبحت إسرائيل رأس الحربة الغربية في المنطقة لحماية مصالحه ورغباته في احتكار مواردنا الطبيعية، ولعل عملية ضرب الوحدة بين مصر وسوريا جاء فس سياق المخطط الغربي لإضعاف العرب، وبعد ذلك جاء اغتيال جمال عبد الناصر وتلك الحملة المسعورة ضده حيا وميتا لأنه دعا إلى الوحدة العربية، كما يجري ضرب وحصار أي توجه قومي عربي حتى تظل أمتنا مفككة الأوصال، ولعل ما جرى لقضيتنا بعد إجهاض نصر أكتوبر العسكري سياسيا هو الذي أوصلنا إلى كامب ديفيد وأوسلو من بعدها، فقد كان المفاوض الفلسطيني بلا ظهير عربي مما أوقعه في شرك اتفاقية الحكم الذاتي التي أدخلتنا في متاهة الصراعات الحزبية والانقسام الفلسطيني الفلسطيني، ولعل ما حدث مؤخرا من صراع دامٍ بين الأخوة الأعداء قد أضعف الطرفين في مواجهة التعنت الإسرائيلي مما سيطيل أمد الاحتلال والحصار، وسيساعد إسرائيل في الإصرار على لاءاتها بينما تحولت لاْاتنا إلى لاءات فلسطينية فلسطينية؛ لأن الضعيف لا حقوق له، كيف يمكن للفصائل الفسطينية أن تقاتل او أن تتفاوض وهي تفتقر إلى رؤيا مشتركة تجمعها، إما أن يذهبوا إلى المقاومة معا أو إلى المفاوضات معا من خلال جبهة موحدة تعطي للسلام وللعالم فرصة أخيرة قبل الاتجاه إلى طريق آخر، يجب ألا تتعطل بوصلتنا التي نسترشد بها وأن تكون لنا استراتيجية واضحة في وجه التعنت الإسرائيلي والاستهتار العالمي ، كم من شعوب انتصرت حين تسلحت بالإرادة والوعي ووضوح الرؤيا .
    مع أطيب تحياتي
    د . محمد أيوب


  10. #30
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    [overline]


    الأخ الفاضل خالد أبو هبة
    حياك الله
    شكرا لمرورك الكريم
    ومشاعرك الطيبة
    لك كامل الحرية في نشر هذه المقالة وغيرها
    في اي مكان تشاء
    أدعوك لزيارة موقعي
    وليدم التواصل
    مع أطيب المنى
    www.lutfi-zaghlul.com
    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  11. #31
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    نابلس " جبل النار " تتصدى للإجتياح الإسرائيلي .. الخميس 28/6 : لطفي زغلول

    [overline]

    نابلس " جبل النار "
    تتصدى للإجتياح الإسرائيلي
    الخميس 28 /6 /2007

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تتعرض مدينة نابلس " جبل النار " الفلسطينية
    منذ ما قبل ساعات فجر يوم الخميس إلى عملية اجتياح كبيرة
    تنفذها أكثر من ثمانين آلية حربية مختلفة ، وسرب من
    الطائرات المروحية القتالية والإستطلاعية
    وقد تم اقتحام نابلس من عدة مداخل
    فرضت قوات الإحتلال منع التجول على المدينة القديمة
    وتقوم بمداهمة بعض البيوت ، وتفجير بعضها الآخر
    وقد تصدى لها المقاومون النابلسيون ، وتدور مواجهات ساخنة
    تمكن المقاومون خلالها من تفجير عبوات ناسفة
    في عدد من الدوريات الإسرائيلية
    وقد اعترف الناطق العسكري الإسرائيلي بإصابة ضابط كبير إصابة خطيرة
    وكذلك سبعة " 7 " جنود آخرين
    ولا تزال العملية العسكرية مستمرة
    وسط تحليق كثيف لطيران العدو
    وسماع دوي الإنفجارات وإطلاق رصاص الأسلحة الرشاشة المختلفة

    حياك الله يا نابلس
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا جبل النار الذي استعصى على الغزاة
    وما لانت له قناة
    ولا طأطأ الرأس إلا لخالقها
    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  12. #32
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    اخي الحبيب الاستاذ الكبير لطفي زغلول
    احييك على طرح هذا الموضوع الهام
    اللهم انصر شعبنا في نابلس وفي كل فلسطين

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  13. #33
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    طوني بلير .. موفدا للرباعية " مكافأة نهاية الخدمة " : لطفي زغلول

    [overline]


    مكافأة نهاية الخدمة

    طوني بلير.. موفدا للرباعية

    لطفي زغلول

    نابلس / فلسطين

    بلا أدنى شك ، فإن تعيين طوني بلير ، موفدا للرباعية الدولية في الشرق الأوسط ، غداة انتهاء خدمته رئيسا لوزراء الحكومة العمالية البريطانية ، هو قرار أميركي ، وتحديدا ، جاء بناء على رغبة خاصة للرئيس الأميركي جورج بوش الإبن .

    ولا يحتاج الأمر إلى تكهن ، أو اختلاف في الرأي . لقد كان بلير السند الوفي ، والساعد المؤازر للرئيس الأميركي ، ويكاد يكون الأوحد في أعقاب أحداث الحادي عشر من إيلول / سبتمبر 2001 ، وما أفرزته ما تسمى الحرب على الإرهاب ، وتحديدا الحرب على أفغانستان ، والحرب على العراق ، والأوضاع المتفجرة في الأراضي الفلسطينية ، وكل السياسات التطبيقية الأميركية ذات الصلة بهذه الحروب .

    قدم بلير لجورج بوش في كافة الميادين من الدعم والتأييد المعنويين والفعليين ما لم يقدمه الآخرون . دار في الفلك الأميركي ، زج ببلاده في أتون حروب أميركا ، غير مبال بانتقادات رجال السياسة والإعلام وغالبية المواطنين البريطانيين . لقد لقبه الكثيرون من هؤلاء بالتابع . بل إن آخرين اتهموه بتحويل صورة بريطانيا التاريخية من السيادة إلى التبعية والإنقياد .

    وهكذا كان لا بد أن يكافأ طوني بلير مكافأة نهاية الخدمة بتعيينه موفدا للرباعية الدولية في الشرق الأوسط ، وهي التي تهيمن عليها الولايات المتحدة الأميركية هيمنة مطلقة ، وتدور في فلك سياستها . وكما كان بلير مخلصا للرئيس بوش الإبن سابقا ، فهو سيكون دون أدنى شك ملتزما بإخلاصه للسياسة الأميركية داخل الرباعية ، وحريصا على تكريسها .

    ولنعد إلى كنه التعيين نفسه من حيث محوران ، وذلك من منظور فلسطيني . المحور الأول يخص المعين بلير . قبل أن يتولى هذا المنصب ، عمل عشر سنوات رئيسا لوزراء بريطانيا . ما يهمنا هنا أنه لم يفعل خلالها شيئا يذكر يخص القضية الفلسطينية ، والتي يفترض أن بريطانيا مسؤولة مسؤولية تاريخية عما حل بالشعب الفلسطيني ، جراء سياساتها الإستعمارية إبان فترة انتدابها على فلسطين التاريخية " 1918 – 1948 " .

    وعلى سبيل التذكير لا السرد ، أعطت بريطانيا وعد بلفور عام 1917 بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين . وخلال ثلاثين عاما من انتدابها ، عملت بكل الوسائل على تشجيع الهجرة الصهيونية إلى فلسطين ، وإقامة المستوطنات اليهودية . وهي باختصار شديد ، قد أسهمت إسهاما كبيرا في قيام دولة إسرائيل على حساب الفلسطينيين الذين حظوا بالنكبة والتهجير إلى الشتات ، ولا يزالون .

    إن بلير يعي جيدا ما حصل للفلسطينيين جراء سياسات بلده الإستعمارية ، وهو يرى بأم عينه الإفرازات الكارثية المستدامة لهذه السياسات ، ومنها الإحتلال الإسرائيلي القمعي لبقية الأرض الفلسطينية . لقد كان الأحرى به أن يقدم شيئا ولو يسيرا للفلسطنيين في أثناء ولايته رئيسا للوزراء ، إلا أنه لم يفعل شيئا يحمد عليه . وعلى العكس ، فإنه سكت على ممارسات الإحتلال الإسرائيلي ، ودعم كل السياسات الأميركية المعادية للشعب الفلسطيني .

    وها هو اليوم يصرح أن دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل تشكل أولوية بالنسبة له ، وسوف يعمل على تحقيقها . وهنا نتوقف برهة لنذكر السيد بلير أن رؤية الدولة الفلسطينية هي من بنات أفكار الرئيس الأميركي بوش الإبن ، وقد عاصرها هو منذ التبشير بها . وها هو الرئيس الأميركي ، قد دنت ولايته من نهايتها ، وما زالت رؤيته في رحم الغيب السياسي ، تعاني من عسر ولادة متعمد ، أو ربما أنه تم إجهاضها على الأغلب .

    وهنا تتبادر إلى الأذهان طائفة من التساؤلات . أولها : إذا كان الرئيس الأميركي صاحب هذه الرؤية ، لم يسع إلى تحقيقها على أرض الواقع ، وهو غير جاد بخصوصها ، أو بصحيح العبارة ، فقد طرحها لغاية في نفسه ، فماذا سيكون في وسع بلير أن يفعل لتحقيقها ، وهو يعلم يقينا أن مفاتيح الحل والربط هي في أيدي الولايات المتحدة التي عينته موفدا للرباعية الدولية ؟ .

    وعلى فرض أنه كان جادا بخصوص هذه الدولة التي يتحدث عنها ، فعن أية دولة فلسطينية يتحدث ؟ . ما هو شكلها الجغرافي والديموغرافي ؟ . ما هي عناصر تكوينها السياسية ؟ . ما هي حدودها ، وهل هي حدود العام 1967 ، أم أنها دولة مقطعة الأوصال ، قابعة في بحر من الإستيطان ؟ .

    وماذا بخصوص عاصمتها القدس العربية ؟ . وماذا عن معابرها البرية والبحرية والجوية ؟ . وماذا عن هوائها ومائها ؟ . وقبل كل هذا وذاك ، ماذا عن استحقاقات القضية الفلسطينية الأساسية ، وتحديدا حق العودة الذي أقرته مبادىء الشرعية الدولية عبر قراراتها المدفونة في أرشيفات الأمم المتحدة ؟ . وماذا وماذا وماذا ؟ .

    في اعتقادنا ، أن هذه الحيلة الجديدة لن تنطلي على الشعب الفلسطيني . إنه من الذكاء بحيث يهزأ منها ، كون هذا الشعب يدرك تمام الإدراك سياسات الإنحياز الأميركي والبريطاني " الأنجلو سكسوني " لإسرائيل التي تصر على لاءاتها الرافضة لقيام دولة فلسطينية حقيقية كاملة السيادة ، يرضى عنها الفلسطينيون ، وتلبي على أقل تقدير مساحة معقولة من مطالبهم الشرعية ذات الصلة بقضيتهم التي مضى عليها ستة عقود من الزمن .

    أما المحور الثاني ، فهو يخص الرباعية الدولية نفسها ، والتي عين بلير موفدا لها في الشرق الأوسط . منذ تأسيس هذه الرباعية – وهي تأتي في سلسلة مشروعات تخديرية ، أحدثتها السياسة الأميركية - ، أثبتت أنها مزدوجة المعايير ، منحازة وغير جادة ، وأنها إحدى وسائل تضييع الوقت ، والتسويف والمماطلة .

    وأنها وهذا هو الأهم تدور بكل عناصرها وأضائها في الفلك الأميركي وهي أيضا تأتي في مسلسل سياسات سبقتها ، ومثالا لا حصرا مؤتمر مدريد ، وأوسلو ، ورؤية بوش عن الدولة الفلسطينية ، وخارطة الطريق ، وأخيرا لا آخرا هذه الرباعية .

    كلمة أخيرة ، إن الرباعية الدولية بعناصرها الأربعة المكونة لها " الولايات المتحدة الأميركيى ، الإتحاد الأوروبي ، روسيا الإتحادية ، والأمم المتحدة " ، وها هو السيد بلير يأتي كعنصر خامس ، باعتباره موفدا لها في الشرق الأوسط ، إن هذه الرباعية واحدة من طروحات وآليات سياسية وهمية ، غير جادة ، هدفها التخدير ، والمماطلة بغية إتاحة الفرصة لإسرائيل لفرض سياسات الأمر الواقع المتعلقة باحتلالها للأراضي الفلسطينية ، ورفضها الدخول في مفاوضات الحل الدائم .

    إن الأمور لا تحتاج إلى المزيد من هذه الطروحات والآليات السياسية والتعيينات . هناك قضية فلسطينية مضى عليها ستة عقود من الزمن ، وهناك أراض فلسطينية محتلة مضى عليها أربعة عقود من الزمن ونيف . والحل بكل بساطة ، يتمثل في إعادة استحقاقات هذه القضية ، وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي بكل إفرازاته الجغرافية والديموغرافية ، وترك الشعب الفلسطيني يقرر مصيره بنفسه ، كيما يكون قادرا على أن يكون شريكا حقيقيا في أي سلام عادل ومشرف .
    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  14. #34
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    قراءة .. في مناطق نفوذ الإستيطان : لطفي زغلول

    [overline]


    قراءة .. في " مناطق نفوذ " الإستيطان

    لطفي زغلول

    نابلس / فلسطين


    شكل مشروع الإستيطان الإسرائيلي ما قبل قيام الدولة العبرية عام 1948، وما بعدها أحد أهم ثوابت السياسة الإسرائيلية ، بل أهمها على الإطلاق ، لأية حكومة إسرائيلية أيا كان لونها السياسي . وقد مر هذا المشروع بثلاث مراحل متوالية ، تكمل الواحدة الأخرى ، وتمهد لها .

    المرحلة الأولى ، إبتدأت في القرن التاسع عشر ، وتحديدا في العام 1872 ، يوم أقيمت أول مستوطنة يحمل اسمها دلالة ذات مغزى كبير . إنها مستوطنة " بتاح تكفا " ، وبالعربية مفتاح الأمل ، وقد أطلق المستوطنون عليها " أم المستوطنات " .

    المرحلة الثانية ، وقد ابتدأت غداة قيام الدولة العبرية في الخامس عشر من أيار / مايو 1948 . وقد اتصفت بعمليات تدمير واسعة للبلدات والقرى الفلسطينية التي أقيم على أنقاضها أشكال متنوعة من المستوطنات " الكيبوتسات والموشافات والناحلات " .

    إلا أن أكثر المراحل ازدهارا في تنفيذ المشروع الإستيطاني ، كانت المرحلة الثالثة التي ابتدأت غداة احتلال كامل التراب الفلسطيني في العام 1967 ، والتي مضى عليها حتى الآن أربعة عقود ونيف ، أسفرت ببساطة متناهية عن تغيير واضح المعالم في خارطة الضفة الفلسطينية جغرافيا وديموغرافيا . وبلغة الأرقام إقامة مائة واربع وستين " 164 " مستوطنة وموقعا استيطانيا عشوائيا ومنطقة صناعية ، على مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية إضافة إلى شبكة من الطرق الإلتفافية التابعة لها .

    إن الحديث عن الإستيطان لا ينتهي عند هذه المعطيات . إذ أنه بين الفترة والأخرى يفاجأ الفلسطينيون بأن هناك ما يمكن الحديث عنه في هذا الصدد . إنهم يتابعون أدق تفاصيله كونه يشكل مصدر الخطر الأكبر الذي يتهدد وجودهم ، ومستقبل أجيال أبنائهم على كافة الصعد الحياتية . وهو يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإسرائيليين لا يفكرون إلا بفرض السلم الإسرائيلي على الفلسطينيين ، وأن العملية السلمية بكل مراحلها السابقة والراهنة واللاحقة ما هي إلا مضيعة للوقت ، وتخدير للأوضاع ، تمهيدا لفرض سياسة الأمر الواقع .

    وإلى هنا نصل في حديثنا إلى الجديد في مشروع الإستيطان ، ويتمثل فيما كشفه تقرير " حركة السلام الإسرائيلية " مؤخرا ، نقلا عن بيانات " الإدارة المدنية الإسرائيلية " حول تجاوزات خطيرة ، مفادها تغاضي الحكومات الإسرائيلية عن مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية ، قامت المستوطنات بضمها إلى " مناطق نفوذها " .

    يكشف تقرير حركة السلام الإسرائيلية النقاب عن أن المستوطنات الإسرائيلية تسيطر على مناطق نفوذ ، تمتد إلى مساحات شاسعة جدا ، تصل في أحيان كثيرة إلى أراض فلسطينية ذات ملكية خاصة . ويشير هذا التقرير إلى أن 9% فقط من هذه الأراضي ، يوجد عليها مبان ، وأن 12% مستخدمة لأغراض ما . في حين أن 79% من هذه الأراضي غير مستعملة ، وتشكل إحتياطيا إستراتيجيا .

    ولا يقف هذا التقرير عند هذه المعطيات . ولكي يوضح فداحة الأمر ، يضرب مثلا مستوطنة " معاليه أدوميم " - المقامة على أراضي الخان الأحمر ، وهي أراض تابعة لمدينة القدس العربية - والتي تبلغ مساحتها ثمانية وأربعين ألف " 48,000 " دونم ، في حين أن مساحة مدينة " تل أبيب " تبلغ واحدا وخمسين ألف " 51,000 " دونم ، مع فارق أن سكان تل أبيب يشكلون اثني عشر" 12 " ضعفا من سكان معاليه أدوميم .

    وحقيقة الأمر ، إن مشروع الإستيطان يشكل أحد الأسرار الإسرائيلية ، وأكثرها سرية ما يخص مناطق نفوذ المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، والتي تكتمت عليها الحكومات الإسرائيلية ، في حين أن مثيلاتها داخل الخط الأخضر معروضة أمام الجميع .

    إنها سياسة التكتم والتعتيم الإسرائيلية على مدى أربعة عقود من الزمن فيما يخص التعاون القائم بين الحكومات الإسرائيلية ، وتوجهات توسيع الإستيطان أفقيا . وليس هناك أدنى شك من أن هذه السياسة تشكل انتهاكا فاضحا للبند السابع من الفصل الأخير لاتفاقات أوسلو 1994 . وينص هذا البند على عدم قيام أي طرف من أطراف الإتفاق بخطوات أحادية الجانب تؤدي إلى إحداث تغيير في الأوضاع الميدانية ، وتحديدا قبل استكمال مفاوضات التسوية الدائمة في الضفة الفلسطينية والقطاع .

    إنه الإستيطان الإسرائيلي الذي لا يقف عند حدود . لقد وضع نصب عينيه أهدافا ثابتة يصر على تنفيذها على أرض الواقع ، ضاربا عرض الحائط بكل الإنتقادات والإحتجاجات أيا كان مصدرها فلسطينيا أو عربيا أو دوليا .

    على مدى أربعة عقود ونيف هي عمر الإحتلال الإسرائيلي لبقية الوطن الفلسطيني ، صادرت الحكومات الإسرائيلية مساحات شاسعة من خيرة الأراضي الفلسطينية ، أقامت عليها مستوطنات قارب تعدادها المائتين .

    إلا أن الأهم ، وللتذكير فإن الأراضي التي يقوم عليها الإستيطان الإسرائيلي هي قمم الجبال والمرتفعات الفلسطينية التي تشكل مواقع أمنية واستراتيجية للتحكم بكل التجمعات الفلسطينية والإشراف على طرق مواصلاتها . وهي خيرة الأراضي الخصبة التي يعتاش على غلالها الفلسطينيون ، وهي الأراضي التي تشكل مخزونا اسراتيجيا ديموغرافيا لاستيعاب الزيادات الناجمة عن النمو السكاني الفلسطيني الطبيعي . وهي أخيرا لا آخرا أراضي آبائهم وأجدادهم منذ آلاف السنين .

    إنه الإستيطان . والإستيطان من منظور إسرائيلي ، لا يعني مجرد اغتصاب المزيد من الأراضي الفلسطينية ، ولا مجرد إقامة الوحدات السكنية وما يتبعها من مرافق ، ولا إنشاء الطرق الإلتفافية ، ولا بناء جدار العزل العنصري فحسب ، وإنما هو تكريس لكيان واحد وحيد على الأرض الفلسطينية هو الكيان الإسرائيلي ليس إلا . أما ما يسمى بالعملية السلمية بكل مسمياتها وأشكالها ، فهي مجرد مهدئات سياسية ، تقتضيها طبيعة الظروف الآنية ، وسرعان ما تفقد مفعولها ، ويتم الإنتقال إلى سواها ، وهكذا دواليك .

    وفي ذات السياق ، يعود هذه الأيام الحديث عن دولة فلسطينية تقام إلى جنب الدولة العبرية . وهذه الدولة الفلسطينية هي وليدة رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن غداة أحداث الحادي عشر من إيلول / سبتمبر 2001 . لقد مضى على هذه الرؤية ست سنوات ، وما زالت نطفة في رحم الغيب السياسي ، والأسباب معروفة للقاصي والداني ، ملخصها عدم جدية هذه الرؤية .

    كلمة أخيرة ، ولنفرض أن إعادة طرح الموضوع جاد هذه المرة . ثمة سؤال كبير متعدد الجوانب يطرح نفسه : عن أية دولة يتحدثون ، وما هي مساحتها وحدودها ؟ . هل هي حدود الرابع من حزيران / يونيو من العام 1967 التي يطالب بها الفلسطينيون والعرب وفق مبادرة السلام العربية التي رفضت إسرائيل أهم نقاطها ، ومنها تفكيك المستوطنات ؟ .

    ولن نتساءل عن بقية الثوابت الفلسطينية التي طالما رددها الفلسطينيون ، وسوف نركز هنا على موضوع الأرض فقط . إن الدلائل والشواهد والمعطيات تؤكد أن السياسة الإسرائيلية سادرة في مصادرة الأرض الفلسطينية . وإن أية دولة فلسطينية تفكر فيها هذه السياسة ما هي إلا ترجمة لخارطة رسمتها السياسات الإستيطانية . وليس أدل على ذلك من مناطق النفوذ التي تتمتع بها المستوطنات كاحتياطي إستراتيجي لها في المستقبل . والأهم من ذلك كله أن ليس هناك اعتبار أو حساب لدولة فلسطينية حقيقية على أجندتها . وإن غدا لناظره قريب .

    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  15. #35
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي تحرير الأسرى .. والسلام المفترض : لطفي زغلول

    [overline]


    تحرير الأسرى .. والسلام المفترض

    لطفي زغلول

    نابلس / فلسطين

    مما لاشك فيه أن تحرير أي أسير فلسطيني من المعتقلات الإسرائيلية ، يشكل ترجمة لواحد من أهم الثوابت الفلسطينية . صحيح أن عملية التحرير الأخيرة لم تكن بحجم طموحات الفلسطينيين ، إلا أنها أدخلت فرحة ما ، وإن كانت مبتورة إلى القلوب التي ما زالت يعتصرها ألم اعتقال أحبائها ، والذين تجاوزت أعدادهم الأحد عشر ألفا .

    وللفلسطينيين منظورهم فيما يخص أسراهم في المعتقلات الإسرائيلية . وهو منظور قانوني يتقاطع في كل نقاطه مع منظور الشعوب التي ناضلت من أجل التحرر والخلاص من الإحتلال ، وتعترف الشرعية الدولية به . وبناء عليه ، ناضل الفلسطينيون للخلاص والتحرير، ويناضلون أيضا من أجل خلاص فلذات أكبادهم وتحريرهم وعودتهم إلى ذويهم وأحبائهم وأحضان وطنهم ، وهذا حقهم المشروع .

    إلا أن المنظور الإسرائيلي لا يتقاطع مع المنظور الفلسطيني في معظم نقاطه . إن إسرائيل عبر كل حكوماتها دون استثناء تعتبر الأسرى الفلسطينيين سجناء عاديين ، ارتكبوا جرائم ، وزادت على ذلك أنها أخذت تعتبرهم إرهابيين في غمرة ما يسمى الحرب على الإرهاب .

    وانطلاقا من هذه التوصيفات ، فإنها تتخذ من قضية الأسرى وسيلة ضغط على الفلسطينيين ، وآلية تعذيب ومعاقبة لهم . ومن هنا فهي جادة بملء معتقلاتها بصورة مستدامة لم تنقطع في يوم من الأيام على مدار سنوات احتلالها لكامل الوطن الفلسطيني منذ العام 1967 ، وقوائم من تسميهم بالمطلوبين الفلسطينيين أمنيا لها طويلة ، ولا تنتهي .


    وهنا لا بد لنا أن ننطلق من تعريف مصطلح الأسير كما هو في القوانين والأعراف الدولية هناك تعريف واحد للأسير ينطبق على كل من ألقي القبض عليه من قبل الخصوم والأعداء سواء كان ذلك في غمرة القتال ، أو الإستعداد له ، أو الإغارة عليه في عقر داره ، فهو عندئذ يكون أسير حرب . وفي العصر الحديث ، أقرت الشرعية الدولية عبر بنود " اتفاقية جنيف الرابعة " أسس معاملة الأسير وبقية الإجراءات التي ينبغي على الآسرين أن يطبقوها عليه بحذافيرها ، بما فيها حتمية منحه حق الحرية بالإفراج عنه ، والعودة إلى وطنه وأهله مهما طالت مدة أسره .

    والأسير لا يحاكم ولا يحكم عليه بالسجن ، إلا إذا ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه ارتكب جرائم حرب ، أو جرائم ضد الإنسانية ، فساعتئذ تتولى أمره محاكم دولية خاصة بهذا النوع من المحاكمات وهي المخولة في البت في أمره . وعليه فإن الأسير لا يعامل معاملة السجناء العاديين ولا يحشر معهم في سجونهم .

    وانطلاقا من هذه المقدمة القانونية المبسطة جدا نعرج على قضية أسرانا الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية . فمنذ العام 1948 هناك حرب دائرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر أساليب قتال مختلفة ومتنوعة . وجراء هذه الحرب وقع عدد كبير من القتلى والجرحى والأسرى من كلا الطرفين . وبطبيعة الحال فإن جل الأسرى كانوا من الفلسطينيين ، ذلك أن إسرائيل تمتلك من القوة والعتاد والعدة والتقنيات القتالية المتطورة ، ما مكنها أن يكون لها هذا العدد الكبير من الأسرى الفلسطينيين . وكانت هناك حالات محدودة ومعدودة لوقوع أسرى إسرائيليين في أيدي الفلسطينيين .

    لقد دأبت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ تأسيس دولة إسرائيل في العام 1948 حتى أيامنا الحالية على انتهاج سياسة ثابتة تجاه الأسرى الفلسطينيين ، تتمثل في عدم اعتبارهم أسرى حرب ، ومعاملتهم على أنهم " قتلة ، مخربون ، إرهابيون ، أو خارجون على القانون ، أو خطرون ، أو أعضاء في تنظيمات معادية " .

    وهكذا فان كل من وقع في يدها ، أو ألقت القبض عليه زجته في غياهب سجونها بعد أن قدمته إلى محاكمها الأمنية ، وأصدرت عليه أحكاما تتراوح مددها ما بين شهور إلى سنين طوال ، وانتهاء بعشرات المؤبدات . وهناك في سجونها ومعتقلاتها فئة أخرى من الأسرى الفلسطينيين تطلق عليهم مسمى الموقوفين إداريا ، وهم لا يحاكمون وإنما يمكن تجديد مدد موقوفيتهم ، وهي في الغالب ستة أشهر قابلة للتجديد التلقائي .

    وفي ذا ت السياق ، وعلى خلفية هذا المنظور الإسرائيلي في تعاملها مع الأسرى الفلسطينيين ، فإن ظروف اعتقالهم تظل إحدى القضايا الإنسانية اللافتة للنظر ، والأكثر تأثيرا في الشارع الفلسطيني . فهي لا تخضع لاتفاقيات جنيف بأي شكل من الأشكال . وبناء عليه فلم يعد وصف أحوال هؤلاء الأسرى اللاإنسانية ضربا من التخيل أو التخمين .

    إن جل الأسرى يعيشون في معتقلات نائية محاطة بالأسلاك ، إحدى أهم سماتها الإكتظاظ الشديد وانقطاعها عن العالم الخارجي . وأما الظروف الحياتية فهي سيئة للغاية وتنعدم فيها أبسط الشروط الإنسانية ، علاوة على عوامل العزلة ، وانقطاع الإتصال بالأهل ، كون الزيارات تخضع هي الأخرى لمعايير خاصة فرضتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة . وهذا يفسر الإضرابات المتلاحقة عن الطعام التي يقوم بها الأسرى بين الفينة والأخرى احتجاجا على هذه الظروف اللاإنسانية .

    إن موضوع الأسرى الفلسطينيين بالغ الأهمية ، وهو جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية التي يطالب كل فلسطيني ويصر أن يوجد لها حل شامل وعادل ، وهذا الحل لا يمكن أن يكتمل إلا بإغلاق ملف الأسرى الذي هو واحد من منظومة الثوابت الفلسطينية . والفلسطينيون صغيرهم قبل كبيرهم لا يتصورون سلاما يحل في المنطقة دون آخر أسير يتحرر من المعتقلات الإسرائيلية .

    إن الفلسطينيين ينظرون إلى عملية تحرير الأسرى على أنها شمولية ، علاوة على أنها أمر طبيعي لا يقوم على أية استثناءات أيا كانت . وهي في العادة تتم بين كل الشعوب المتحاربة التي تجنح جنوحا حقيقيا للسلم فيما بينها . وهذه العملية ليست منحة أو مكرمة أو معروفا أو مجرد نوايا حسنة ، بل يفترض بها أنها عملية تأسيس لسلام متبادل دائم وعادل يجني ثماره طرفا النزاع دون تمنن طرف على آخر .

    إن الأسرى الفلسطينيين الذين تجاوزت أعدادهم أحد عشر ألف أسير وهم خلف القضبان ، ومنهم من هو في العقد الثالث من عمر أسره يشكلون معاناة مريرة متجددة على مدار الساعة واليوم والشهر والعام لأسرهم وذويهم بخاصة ، وللشعب الفلسطيني بعامة جراء ظروف اعتقالهم التي أقل ما يقال فيها إنها لا تخضع لشروط اتفاقية جنيف الرابعة بشأن الأسرى .

    لقد قيل الكثير عن معاناة هؤلاء الأسرى والظروف غير الإنسانية التي يرزحون تحت ظلالها القاتمة لكي تصبح المعاناة مزدوجة لكل من الأسرى من جهة وذويهم وشعبهم من جهة أخرى . إن هذه المعاناة لا تقف عند حدود قسوة الأحكام الجائرة الصادرة بحقهم أو مددها ، بل إنها تتعداها إلى كثير من المواصفات والشروط الإنسانية والصحية التي تفتقر لها هذه المعتقلات التي يحشرون فيها ، إضافة إلى الممارسات القاسية بحقهم على كافة الصعد ، ومثالا لا حصرا التحكم بزيارات أهاليهم لهم أو حرمانهم منها .

    كلمة أخيرة ، إن الشعب الفلسطيني لا يتصور سلاما دائما يسود المنطقة ، في حين أن كوكبة كريمة عزيزة غالية من أبنائه وبناته – هم أبطال نضالات تحريره - تقبع داخل معتقلات الأسر الإسرائيلي . إن السلام إذا ما أريد له أن يسود ويدوم ، فلا بد أن يسبقه تعبيد طرق واصلة له . وإن إحدى هذه الطرق الهامة إغلاق ملف الأسرى الفلسطينيين .

    وإذا ما أصرت السياسات الإسرائيلية على نهجها الحالي فيما يخص هذا الملف ، مضافا إليه الإمعان في مخططاتها الإستيطانية ومصادرة الأراضي الفلسطينية ، والسير قدما في بناء جدار الفصل ، وضرب عرض الحائط بكل الطروحات السلمية والقرارات الدولية المشروعة ، فان المشهد السياسي يظل قاتما بلا أفق ، وعندئذ فإن الحديث عن السلام يصبح ضربا من الوهم والخداع ، واللعب في الوقت الضائع . وسلام على كل أسير فلسطيني يرزح خلف قضبان الأسر ، ويحلم بالحرية ، وما ذلك على الله ببعيد .

    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  16. #36
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    مؤتمر السلام .. والمبادرة العربية : لطفي زغلول




    [overline]مؤتمر السلام .. والمبادرة العربية

    لطفي زغلول

    نابلس[/overline]

    حظي المشهد السياسي في الشرق الأوسط مؤخرا بدعوة من الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن لعقد مؤتمر دولي / إقليمي للسلام في الشرق الأوسط ، وذلك في الخريف القادم . وقد حدد في هذه الدعوة اللاعبين الأساسيين على مسرح هذه الدعوة ، وهم السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر والأردن والرباعية الدولية .

    وغداة هذه الدعوة تحرك عنصران من الرباعية العربية ، وهما كل من وزير خارجية مصر ، ووزير خارجية الأردن اللذان قاما مؤخرا بزيارة إسرائيل ، والإجتماع مع المسؤولين الإسرائيليين بغية شرح المبادرة العربية التي أعيد إحياؤها في مؤتمر قمة الرياض آذار / مارس 2007 ، وتسويقها . وفي هذا الصدد نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن يكون الوزيران المصري والأردني يمثلان الجامعة .

    بداية ثمة الكثير مما ينبغي قراءته واستقراؤه فيما يخص الدعوة لمؤتمر السلام الدولي الإقليمي الذي اقترحه الرئيس الأميركي ، وعلى الجانب الآخر ، هذا التحرك بغية شرح المبادرة العربية وتسويقها للإسرائيليين .

    وتتمثل أولى الملاحظات حول المساحة التي يريد الرئيس الأميركي أن يغطيها بمؤتمره هذا ، والتي حددها بالشرق الأوسط . إن الشرق الأوسط يشمل أيضا سوريا ، وهي عنصر أساسي في أي سلام ، كونها هي الآخرى لها أراض محتلة . كما أن لبنان هي الأخرى عنصر أساسي في أي سلام محتمل ، وهي الأخرى لها أراض محتلة . إن استثناء هاتين الدولتين بكل المقاييس ، يجعل من أي مؤتمر سلام للشرق الأوسط مبتورا ، ويشكك في نواياه ومراميه ومصداقيته .


    وثانية هذه الملاحظات على ما يسمى مؤتمر السلام الدولي الإقليمي تتمثل في اعتراض إسرائيل الفوري على مسماه من حيث الإطار والشكل . ولم يطل هذا الإعتراض الإسرائيلي ، حتى جاء التوضيح سريعا من المسؤولين الأميركيين بأن المقصود بالمؤتمر لقاء دولي إقليمي ، وليس مؤتمرا بمعنى الكلمة .

    أما من حيث المضمون ، فقد سمع مسؤولون أميركيون يصرحون مطالبين عدم عقد آمال عريضة على هذا اللقاء . وقد اتضح لاحقا أن الأهداف الرئيسة لهذا اللقاء تتمثل في دعم السلطة الفلسطينية ماديا ومعنويا ، وتقوية أجهزتها ومؤسساتها ، إضافة إلى عملية إحياء رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن حول الدولة الفلسطينية المفترض أن تتعايش سلميا مع الدولة الإسرائيلية .

    وهي رؤية مضى على التبشير بها ست سنوات ، وظلت نطفة في رحم الغيب السياسي ، وحتى لو كتب لها أن تطرح على مائدة البحث ، فثمة الكثير الكثير من التساؤلات حول كنهها وطبيعتها وشكلها ومساحتها ومدى سيادتها واستقلاليتها . أما فيما يخص ثوابت القضية الفلسطينية واستحقاقاتها ، وهي البنود التي تتبناها المبادرة العربية ، فعلى الأرجح لن يتم التطرق إلى غالبيتها .

    والملاحظة الثالثة ، وهي تخص المبادرة العربية ، والتي يفترض أن تشكل المساحة الكبرى من أجندة هذا المؤتمر المزمع عقده في الخريف القادم . إلا أن هذه المبادرة لم تذكر البتة بكل حذافيرها وأبعادها ، وإن ذكرت عرضا ، سلطت الأضواء على ما تريده إسرائيل من العرب المتمثل بالسلام والإعتراف والتطبيع ، وليس على مايريده العرب بعامة ، والفلسطينيون بخاصة .

    وثمة ما يؤكد هذا الطرح كون أدبيات المبادرة العربية تتحدث عن سلام مع إسرائيل مقابل بنود سبعة منها حق العودة ، وإنهاء الاحتلال ، والعودة إلى حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 ، وقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة ، طاهرة مطهرة من الإستيطان ، تكون عاصمتها القدس العربية .

    والملاحظة الرابعة تخص التناقض الكبير القائم بين كل من المبادرة العربية ، واللاءات الإسرائيلية المعروفة ، والتي تصر إسرائيل على التمسك بها . ومما زاد عنادها وإصرارها ذلك الوعد الذي أعطاه الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن لإسرائيل ، وتحديدا إبان فترة رئاسة الجنرال شارون للحكومة الإسرائيلية ، والمتمثل بحذف حق العودة ، وعدم الرجوع إلى حدود العام 1967 ، مما يعني الإحتفاظ بالمستوطنات الإسرائيلية التي افترست المساحة الكبرى والأهم من الأراضي الفلسطينية ترابا وهواء وماء وطرق مواصلات ونقل . مضافا إلى كل هذا وذاك ما أحدثه جدار الفصل من قضم وعزل للأراضي الفلسطينية .

    والشرق الأوسط قد شهد مؤخرا زيارة كل من وزير الدفاع ، ووزيرة الخارجية الأميركيين ، وإن زيارة بهذا الحجم والتوقيت لا بد وأن لها أجندة أوسع بكثير من أجندة أي لقاء دولي إقليمي لسلام الشرق الأوسط ، أو بمعنى آخر أن تكون هناك تهيئة ظروف لما هو أهم ، وفي اعتقادنا ليس هناك أهم من الوضع المتأزم مع إيران .

    حتى الآن لم يعرف تاريخ انعقاد هذا اللقاء ، فيما لو كتب له أن يعقد ، ولا قائمة أسماء الدول المدعوة إلى حضوره كاملة ، ولا بنود أجندته . ثمة ما عرف كعنوان عريض له ، يتمثل في رؤية الدولة الفلسطينية ، والسلام العربي الإسرائيلي . وعلى الأرجح سوف يشكلان البنود الرئيسة له .

    وهذا لا يعني بأية حال من الأحوال طرح القضية الفلسطينية على بساط البحث والتفاوض النهائي . إن القضية الفلسطينية أكبر بكثير من هذين البندين . ففيما يخص الدولة الفلسطينية ، ثمة الكثير الكثير من الأسئلة التي يمكن أن تسأل في هذا الصدد . ولعل أخطرها في هذه الأيام : كيف يمكن الحديث عن دولة فلسطينية في ظل انقسام الوطن الفلسطيني ؟ . أم هل هو تكريس لهذا الإنقسام ، والتفاف على أولوية إعادة توحيده ؟ .

    وثمة أسئلة تدور حول كنه هذه الدولة وطبيعة مساحتها وحدودها . هل هي حدود الرابع من حزيران 1967 ، أم أنها تخضع لوقائع خارطة الإستيطان الإسرائيلي الذي افترس خيرة الأراضي الفلسطينية ، وجعل ما تبقى منها مقطع الأوصال ، محاصرا ومراقبا ومتحكما به جراء استيلائه على كل المرتفعات الفلسطينية التي تسرطن فيها ؟ .

    أما فيما يخص السلام العربي الإسرائيلي ، فما تبقى من الدول العربية التي ما زالت لم تعترف بإسرائيل حتى الآن ، فإنه من المفترض أن لا تبدأ الإعتراف والسلام والتطبيع قبل أي حل مشرف وعادل للقضية الفلسطينية التي شكلت مادة الصراع العربي الإسرائيلي . والمفترض أن يكون سلاما يرضى عنه الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل وفي الشتات .

    أما اشتراط الإعتراف والسلام والتطبيع مع الأنظمة العربية ، والحال على ما هي عليه ، فهذا لا يعني إلا إنزال الضربة القاضية بالقضية . ومن ناحية أخرى يعني فرض الإشتراطات واللاءات الإسرائيلية وتسويقها ، دون أن تكون هناك أية أوراق رابحة بأيدي الأنظمة العربية ، كونها فرطت بها قبل الأوان .

    كلمة أخيرة ، إن الدعوة إلى هذا اللقاء ، تفرز تحفظات كثيرة . إن العالم العربي ضعيف ومشرذم ومنقسم على نفسه والوضع في الأراضي الفلسطينية صعب للغاية ، ويعاني ما يعانيه من انقسام وحالة من الصدمة والذهول . ويخشى والحال هذه أن تكون هذه الدعوة ، قد اختارت هذا الوقت بالذات بغية فرض تسوية من منظور غير عربي ولا عروبي ولا فلسطيني . وإن غدا لناظره قريب .

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  17. #37
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    الدولة الفلسطينية .. الشكل والمضمون : لطفي زغلول

    [overline]


    الدولة الفلسطينية .. الشكل والمضمون

    لطفي زغلول

    نابلس

    كان الفلسطينيون ومعهم أشقاؤهم العرب وأصدقاؤهم هم الوحيدين الذين تحدثوا عن دولة فلسطينية ، وطالبوا بها في أكثر من منبر ، وعلى مدار العقود الستة التي مرت على النكبة الفلسطينية . وتجسيدا لهذه المطالبة هناك لافتة دولة فلسطين التي تتخذ مكانها بين شقيقاتها اللافتات التي تحمل أسماء الدول العربية في قاعة اجتماعات جامعة الدول العربية . أما الفلسطينيون فلطالما رددوا مصطلح دولة فلسطين ، وكتبوه وطبعوه ونشروه وعلقوه وتداولوه فيما بينهم من قبيل التمني ، والإصرار على هذا الحق المشروع الذي لم يتنازلوا عنه ولن يتنازلوا .

    إلا أن الحديث عن الدولة الفلسطينية هذه الأيام ، يسمع من جهات كانت تتجاهله ، وترفضه وتتنكر له ، وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية التي بشر رئيسها الحالي جورج بوش الإبن برؤيته حول الدولة الفلسطينية غداة أحداث الحادي عشر من إيلول / سبتمبر 2001 ، استعدادا للحرب على ما يسمى الإرهاب .

    إلا أن هذه الرؤية قد كمنت في رحم الغيب السياسي ، ولم يكتب لها أن ترى النور طوال ستة أعوام . وها هي أعيد الحديث عنها كعنوان للقاء سلام دولي إقليمي ، يعقد في الخريف القادم ، إذا ما كتب له الإنعقاد ، دعت إليه الولايات المتحدة الأميركية لغاية ما في نفسها .

    وما دامت الولايات المتحدة الأميركية تتحدث عن دولة فلسطينية ، فلا بد أن هذا الحديث ، قد تمت برمجته مع حليفتها الإستراتيجية إسرائيل التي أخذت هي الأخرى تتحدث عن هذه دولة فلسطينية . وهكذا الحال مع الإتحاد الأوروبي ، والرباعية الدولية على لسان موفدها الجديد السيد طوني بلير ، حتى وصل الأمر إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد بان كي مون . وآخر مستجدات الحديث عن دولة فلسطينية ، جاءت من إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي نوه مؤخرا إلى أنه يرغب في تداول هذا الموضوع .

    وهكذا فقد كثرت وتعددت الجهات التي تردد مصطلح دولة فلسطينية . وإذا كان الجميع قد اتفقوا على شكل المصطلح وهو دولة فلسطينية ، إلا أن الأهم والبدهي في الأمر أن المضامين مختلفة . ولنحصرها بين مضمونين . الأول وهو المضمون الفلسطيني العربي والثاني وهومضمون الآخرين ، وتحديدا الولايات المتحدة ومعها إسرائيل .

    بداية أساسيات لا بد أن ننطلق منها في الحديث عن الدولة الفلسطينية . إن قيام دولة فلسطينية لا يشكل الحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وليس هو الحل النهائي . وثاني هذه الأسس إن الدولة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من الحل ، وتشكل مساحة ما منه ، إلا أنها لا تشكل كل الحل . وثالث هذه الأسس ، إن هذه الدولة لا ينبغي لها إلا أن تبحث تحت ظلال بحث القضية الفلسطينية .

    وإلى هنا فلا بد لنا أن نتساءل عن أية دولة فلسطينية نحن نتحدث ؟ . وللإجابة عن هذا السؤال ، فنحن جراء ما وصلت إليه أحوال العالم العربي من حالة انعدام الوزن السياسي والإقتصادي ، وجراء فقدان القضية الفلسطينية بعدها وعمقها القوميين ، فإن الدولة الفلسطينية من منظورنا – وهو الحد الأدنى – الذي يمكن أن يقبل به الفلسطينيون ، هي الدولة الحرة المستقلة ذات السيادة ، والتي لا تخرج عن أشكال دول العالم الأخرى ومضامينها .

    إن الدولة الفلسطينية حتى تكون دولة بمعنى الكلمة ، ولكي تستوفي شروط المفهوم الجيوسياسي الديموغرافي الذي تقوم على أساسه الدول ، لا بد أن تكون قادرة على رسم خارطة سيادية لمساحة من الأرض الفلسطينية ليست أقل من حدود العام 1967 بما فيها القدس التي تتعدى كونها عاصمة سياسية للفلسطينيين إلى كونها جزءا رئيسا من التاريخ والعقيدة الإسلاميين اللذين يشترك فيهما أكثر من مليار مسلم .

    وفي هذا السياق لا بد من تحديد إطار مرجعي لهذه الدولة ، وهو هنا الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن الدولي "194 ،242 ،338" ، وكل القرارات الأخرى التي ظلت معلقة منذ صدورها وحتى اللحظة الراهنة . وما دام الحديث عن القرارات الدولية باعتبارها المرجعية الأساسية ، فإن حق الرعاية لمشروع إقامة الدولة يفترض إفراد مساحة معقولة لمشاركة الأمم المتحدة ورعايتها ، كون القضية الفلسطينية لها تاريخ طويل وعريق مع هذه المنظمة الدولية .

    وانطلاقا من الشرعية التي يفترض أن تمثلها منظمة الأمم المتحدة ، فإن الدولة الفلسطينية إطار سياسي اجتماعي اقتصادي ثقافي للإنسان الفلسطيني سواء كان مقيما على أرض الوطن ، أو أنه كان في الشتات القسري . اذ ليس من المنطق والعدل أن ينقسم الفلسطينيون إلى فئتين ، فئة تحظى بوطن ودولة ، وفئة ثانية وهي الغالبية العظمى لا تحظى بهما ، وتظل تعيش غريبة على هوامش دول وشعوب أخرى وعالة عليها تحمل في جوارحها غصة الحرمان ، وتصلى جحيم النفي والشتات .

    إن الدولة الفلسطينية العتيدة في المنظور الفلسطيني ، وليدة شرعية ومشروعة للقضية الفلسطينية ، يفترض أن لا يشوبها أي تشويه في شكلها أو مضمونها . وهي بكل بساطة لا يمكن أن تتعايش مع احتلال ولا استيطان له نصيب الأسد في ترابها وهوائها ومائها وباقي مقدراتها . وهذه الدولة لها حدودها ومعابرها وعاصمتها وهي القدس التي تحتضن أقدس المقدسات الإسلامية والتي كان الشعب الفلسطيني أمينا عليها طوال العصور .

    وهي دولة ذات تواصل جغرافي في كل الجهات وليس عبر ممرات ودهاليز أو جسور أو أنفاق . إنها دولة مستقلة ذات سيادة معترف بها من قبل جيرانها أيا كانوا ، إضافة إلى اعتراف الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة . وهي قبل كل هذا وذاك حق مستحق ، لا منة من أحد ولا تكرم أو تفضل ، كائنا من كان .

    واستكمالا ، إن الدولة من منظور فلسطيني جامعة ومانعة . فهي جامعة بمعنى أنها ليست مجرد مسمى جغرافي أيا كان شكله ، وإنما دولة تتمتع بكل الأسس الحقيقية للدول . وأولاها السيادة على الأرض ما عليها وما تحتها وما فوقها ، وعلى سمائها ومعابرها . ولها عاصمتها وهي القدس الشريف . وهي متواصلة بكل أجزائها وأطرافها مهما بعدت عن بعضها .

    وأما كونها مانعة ، بمعنى أن تركيبتها وأسس تشكيلها تحول دون الإنتقاص من سيادتها قيد أنملة ، أو وقوعها في مهب الإنتهاكات الإحتلالية التي اعتاد الفلسطينيون عليها إبان الإحتلال الذي يشترطون إنهاءه بكل إفرازاته وتداعياته . وأن تكون هناك آلية دولية ما تؤكد على حماية هذه الدولة من أي تهديد لأمنها وأمانها وسلامة مواطنيها .

    إن الدولة الفلسطينية ليست مجرد إطار ينتظم جزءا من الشعب الفلسطيني والسلام . إنها الخلاص من الإحتلال وحكم الآخرين ، إنها صنع القرار الوطني ، إنها الأمن والأمان والحماية ، إنها الحق المشروع في ممارسة أسلوب الحياة الفلسطينية القائمة على توازن بين الموروث والمعاصرة .

    كلمة أخيرة . إن الحديث عن الدولة الفلسطينية يظل ذا شجون وأشجان . ففي هذه الأيام يمر الوطن الفلسطيني بحالة غير مسبوقة من التشرذم والإنقسام ، يخشى الفلسطينيون معها ، لا سمح الله ، أن تكون مقدمة انفصال . وعندئذ فإن أي حديث عن دولة فلسطينية يصبح مبتورا ومنتقصا ، والوطن على ما هو عليه . والله نسأل أن تكون هذه المحنة سحابة عابرة ، ويعود الوطن واحدا موحدا ، لا تغيب عنه شمس الوحدة .
    [/color]
    [/overline]

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  18. #38
    شاعر وكاتب / أستاذ بارز الصورة الرمزية لطفي زغلول
    تاريخ التسجيل
    22/12/2006
    العمر
    85
    المشاركات
    515
    معدل تقييم المستوى
    18

    مؤتمر السلام .. والقضايا الجوهرية : لطفي زغلول



    مؤتمر السلام .. والقضايا الجوهرية

    لطفي زغلول

    نابلس / فلسطين

    مع اقتراب موعد مؤتمر السلام الدولي الإقليمي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن ، والمفترض انعقاده في الخريف القادم ، وتحديدا في شهر تشرين الثاني / نوفمبر من العام الحالي ، حذر مسؤولون فلسطينيون من إمكانية فشل هذا المؤتمر الذي وصف بأنه لقاء ، إذا لم يتم الإعداد له إعدادا جيدا ، يضمن نسبة معقولة من النجاح .

    والإعداد الجيد لهذا المؤتمر ، قد عبر عنه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ، الذي دعا إسرائيل مؤخرا إلى مناقشة القضايا الجوهرية مع الفلسطينيين ، والمتمثلة بالوضع النهائي كالحدود ومستقبل القدس المحتلة واللاجئين ، وذلك لإنجاح هذا المؤتمر الدولي الإقليمي ، بغية الوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع .

    والقضايا الجوهرية التي تحدث عنها العاهل الأردني هي نفسها منظومة الثوابت التي تخص القضية الفلسطينية ، والتي تمسك الفلسطينيون بها ، وأصروا عليها كحد أدنى يمكن التفاوض عليها في سياق أية عملية سلمية يمكن أن يقبلوا بها ، تكون محصلتها إنهاء الإحتلال الإسرائيلي ، وتطهير الأراضي الفلسطينية من الإستيطان بكافة أشكاله ، ومن الإفرازات السالبة التي نجمت عن إقامة جدار الفصل العنصري . ويظل تحرير الأسرى الفلسطينيين واحدا من أهم الثوابت الفلسطينية .

    وفي المقابل ، فإن الجنرال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي له رأي آخر . فقد صرح مؤخرا تعقيبا على مؤتمر السلام المرتقب ، إن إسرائيل لن تنسحب من الضفة قبل خمس سنوات ، وأضاف إن مساعي السلام مع الفلسطينيين مجرد تخيلات . وهذا دون أدنى شك يعكس ما يعتمل في نفوس الساسة الإسرائيليين الذين لا يفكرون بالسلام الحقيقي ، ويظل حديثهم عنه في دائرة التسويف والمماطلة والإشتراطات التعجيزية . والأهم من ذلك عدم تراجعهم عن لاءاتهم المعروفة التي دأبوا على إشهارها في وجه القضية الفلسطينية .

    وإذا كان الحديث عن تصريحات باراك ينضوي تحت عنوان المساجلات اللفظية ، فإن ما يجري على أرض الواقع يؤكد أن إسرائيل غير جادة في السعي إلى السلام ، أو أنها على أقل تقدير أصبحت في سباق مع الزمن لفرض وقائع جغرافية وديموغرافية ، تشكل داعما لتمسكها بكل ما أنجزه احتلالها في أية عملية سلمية ، وتحديدا في مؤتمر السلام العتيد ، إذا ما كتب له أن ينعقد .

    واستكمالا فإن ما يتم التخطيط له من مصادرة عقارات وأراض زراعية في الخليل ، تخص المواطنين الفلسطينيين ، وهذا الزحف الذي لا يتوقف لجدار الفصل العنصري مجتاحا ومصادرا وعازلا لمزيد من الأراضي والبلدات الفلسطينية ، وهذا التهويد المحموم لمدينة القدس ، وهذه النوايا المبيتة للمسجد الأقصى المبارك ، وغيره الكثير الكثير ، إن هذا وذاك يثبت أن لا جدية للسياسة الإسرائيلية في أي سلام ممكن .

    وحقيقة الأمر إن المنظور الإسرائيلي للسلام ينطلق من تثبيت أوضاع حصدتها إسرائيل في خط مواز للنكبة الفلسطينية مكانا وزمانا وديمومة على الصعيدين الفلسطيني والعربي ، محاولة بكل ما تملك من قوة ونفوذ ورؤى أن تظفر بخارطة شرق أوسط جديد ، كانت ولا تزال تحلم به منذ قيامها ، وحتى اللحظة الراهنة ، تكون لها فيه المكانة والكلمة والقرار .

    وعلى خلفية كل ذلك وظفت طاقات وآليات نفوذ تستحوذ عليها ، ومتاحة لها لدى الذين يتعاطفون معها ويؤيدونها ، وتعتبر نفسها شريكة استراتيجية لهم ، وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية . ومضافا إلى كل ذلك استئناسها واطمئنانها لوعد الرئيس الأميركي لها بتفريغ القضية الفلسطينية من أهم مركباتها المتمثل بحق العودة ، وعدم الرجوع إلى حدود ما قبل الرابع من حزيران / يونيو من العام 1967 . وهذا يعني احتفاظها بالمستوطنات التي أقامتها على الأراضي الفلسطينية المغتصبة .

    إن إسرائيل بطبيعة الحال تبغي من وراء ذلك أن تحقق انتصارات ومكاسب أخرى لا يفرضها طرف يشعر أنه متكافىء ومتساو في الميزان التفاوضي ، بل الأقوى الذي في يده الكثير من أوراق الضغط الرابحة . وقد ترجمت إسرائيل كل ذلك إلى ممارسات طابعها التعنت والمماطلة والرفض وضرب عرض الحائط بكل التواقيع والتواريخ ، وعدم الإعتراف بالحقوق الفلسطينية الأساسية . ومن جهة أخرى إصرارها في اللعبة السلمية على منح الفلسطينيين " سلما صنع في إسرائيل " مغلفا بمفاهيمها هي .

    إن التحديات التي واجهها السلام في الماضي ، ويواجهها في الحاضر والمستقبل عديدة ، وتأتي معظمها من الطرف الإسرائيلي كونه ينظر إلى الأمور من خلال منظاره هو ، والذي لا يمكن والحال هذه أن يرى أبعد من أنفه ، أو أنه يريد أن يرى غير الذي يريد أن يراه ، ويعمى عن استحقاقات الآخرين ويلتف عليها ، وهي أساس المشكلة التي لا تحمل إلا مسمى واحدا هو النكبة الفلسطينية .

    إن الإستحقاقات الفلسطينية المترتبة على الإتفاقات المرحلية السابقة ما زال جزء كبير منها خارج إطار التنفيذ . فكيف إذا ما أضيف إليها الحقوق الأساسية التي تشكل العمود الفقري لمفاوضات المرحلة النهائية بدءا بحق العودة ، ومرورا بحق الدولة والإستقلال والسيادة الكاملة ، وهذا يعني تطهير الأرض الفلسطينية من أدران الإستيطان وكافة أشكال الهيمنة الإسرائيلية على الأرض وما عليها وما فوقها وما تحتها ، ووقوفا عند القدس عاصمة سياسية للدولة ، وروحية لأكثر من مليار مسلم .

    إن التحديات والعراقيل الإسرائيلية للسلام كثيرة ، وتتمثل أساسا بالعقلية السائدة لدى ساستها وشارعها السياسي ، وهي عقلية نشأت على عقد السيطرة والإنفراد بالقوة والإستحواذ على كل آلياتها وتقنياتها الأكثر حداثة وتطويرها الدائم إلى أقصى الحدود . مضافا إلى كل ذلك شهية التوسع الإستيطاني والتهويد والثقافة العدائية لرأي الآخر وحقه . وهي هي العقلية التي تصر أن تستثمر انتصارات أخرى في معركة السلام ، وأن تجني مكاسب من الساحتين الفلسطينية والعربية لم تستطع أن تجنيهما في الحرب .

    فلسطينيا ، لقد اعتاد الشعب الفلسطيني على شتى أشكال الظروف ، وهو من المناعة بحيث أن ظرفا ما أيا كان لن يقدر على إحباطه أو تدمير قواه الذاتية التي حافظ عليها عبر أقسى نضالاته . وهو مدرك وواع ومستعد لكافة الإحتمالات وأولها أن لا يعقد هذا المؤتمر لسبب من الأسباب . وثانيها فيما لو كتب له الإنعقاد أن يسفر عن سقف قرارات منخفض ، ينطبق عليه المثل الشهير " تمخض الجبل فولد فأرا .


    كلمة أخيرة ، حتى الآن لم يعرف إلا القليل عن طبيعة هذا المؤتمر الذي قيل عنه إنه لقاء دولي إقليمي ليس أكثر . لم تعرف الدول المدعوة له كلها ، ولا العنوان الذي سينضوي تحته هذا اللقاء ، ولا ماهية القضايا التي سوف يبحثها . ويخشى أن يكون ما طالب به مسؤولون أميركيون من عدم عقد آمال عريضة عليه هو سلة حصاده . وساعتئذ يحق القول فيه إنه فصل آخر من فصول القضية ، قد طويت صفحاته في انتظار فصل جديد . وإن غدا لناظره قريب .

    [align=center]
    الشاعر والكاتب الفلسطيني
    لطفي زغلول
    نابلس / فلسطين
    عضو الهيئة الإستشارية لاتحاد كتاب فلسطين
    www.lutfi-zaghlul.com
    lutfizaghlul8838.ektob.com
    www.maktoobblog.com/lutfi-zaghlul

    lutfi_zag@hotmail.com
    lutfi_zag@yahoo.com
    [/align]

  19. #39
    عـضــو الصورة الرمزية علا عصام
    تاريخ التسجيل
    22/08/2007
    العمر
    35
    المشاركات
    60
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... استاذى

    و انا ارى ان اسرائيل لا تفكر فى سلام حقيقى و لا ايضا هذه الفكرة فى سياستها

    و الدليل على ذلك كل ردود افعالها التى لا تدل على نيتها فى السلام اطلاقا

    فكل افعالها متناقضه


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •