من فيض النبى الكريم
ولَّتْ ليالى الهوى فاستَحْىِ يا قلمـــــــى
وامنع دموعــــــاً على الأوراقِ كالدِّيَــمِ
ما بال دمعِك لايرقــــــا لهاجـــــــــــرةٍ
لمْ تَشغَل البـــــــالَ بالأفــكارِ والنـــــدمِ
إن تسكُبِ الدمعَ لــــــم تحفلْ لساكبِــــه
أو تكتب الشــعرَ لــــــــم تفهمْ ولم َتهِمِ
ضاقت مناى بهــــــذا القلبِ أضلعُــــــه
باللــــه ما ذنبـُــــــــــه مضنًى بلا جُرُمِ
يُبـدى الإباءَ وفيه النفـــــــــسُ طامعـــةٌ
ويكتمُ الجُــرْحَ حتى لاتَريــْــهِ دمـــــــى
يا ويلَه صابــــرًا والشــوقُ يقتـلُــــــــــه
وباكـيـــــــــــا لاتراه غيـــرَ مبتســــــــمِ
وكُلُّ صبٍّ سينسى الصبَّ عن رَغَــــمِ
إلاحبيبَ الرســــولِ الكـــــــاملِ الشـــيَمِ
يا معجزَ العُرْبِ بالقــــــــرآنِ مقتـــدرًا
وجالىَ الظُّـــلْمِ بعد الجهـــــــلِ والظُّــلَمِ
يا معجزَ الكــــونِ بالأحكامِ والحِكَــــــمِ
من أين هـــذا وما أمسكـــتَ بالقلـــــمِ
أبكمتَ أفصحَهم والضـــــادُ حرفتُــــهم
بموجَزِ اللفــظِ يحــوى معجزَ الكَلِــــــمِ
شرَّفتَ هذى الدنـَا يا خيرَ واردِهـــــــا
وخيـــــرَ مَنْ حملــــتْ أمٌّ بـــــلا ألــــمِ
فــــردٌ يتيـــمٌ على الأغنـــــــامِ مؤتجرٌ
يؤتَى الرسالةَ دون الخَلْقِ كلِّـــهِـــــــــمِ
فيملِكُ الأرضَ قبـــلَ الكَلْـمِ بالكَلِــــــــمِ
ويبعـثُ الناسَ للإسـلامِ من عَـــــــــدَمِ
قالوا سحرتَ الأُلَى رَاءُوكَ عن كَثَـبٍ
فكيـف تسحرُ غيبًا باقـــىَ الأُمـَـــــــــمِ
مَّرتْ قرونٌ وهـــــذا السحـــرُ يغلبُـــنا
والشىءُ لــو لـم يكنْ بالحقِّ لــــــم يَدُمِ
قالوا مَدحْـــتَ وما سميـــتَ مادحَـــــه
قلــتُ اسمُه فى قصيـدى نعمةُ النِّعَــــمِ
لكنْ أُجِــــــلّ اسمَــه لــو فــــىَّ جــرَّدَه
أأحمــــدٌ وكفــى؟ يا ويلـتا لفمــــى
قد نال يوسفُ شطرَ الحُسْنِ منفـــــردًا
ونلتَ أنـــــــتَ جماعَ الحُسن والقيـــــم
ونال موسى كــــــلامَ اللــــــهِ مستمـعًا
وحزتـَه فى كتــــابٍ خالــــدِ الحِكَــــــمِ
وجاء موسى ببعضِ المـــاءِ من حجرٍ
ومن يديــكَ نبــــوعُ المـاءِ كالدِّيـَـــــــمِ
والنــاسُ تَقــنَعُ من موسى بحيــَّــتِـــــه
وتأمــرُ الأيــْكَ يسعى دونمــــا قـــــدمِ
وتأمــرُ البــدرَ كى ينشـــقَّ معجـــــزةً
والجـذعُ حـنَّ كأن الجـذعَ ذو رحـــــمِ
صليتَ بالرسْل فى الإســراءِ قاطبـــةً
والنورَ تبصرُ فى المعراجِ عن أَمــــَمِ
مَن كان مثلَك من ذى العرشِ مقتـرباً
حتى سمعتَ صريـفَ اللـوحِ والقلــــمِ
تؤتَى الشفاعةَ يومَ الروعِ من عِظَــــمِ
وتطلقُ القــومَ يـومَ الفتـحِ من كـــــرمِ
وخاتـَـمُ الرسْـــلِ مفتــاحٌ شفاعتـــُـــــهُ
أجملْ بـك اليـومَ من بادٍ ومُختـتـــــــِمِ
عُظِّمــتَ بالخُلْقِ فى القرآنِ تكرمـــــةً
يا أعظمَ الخلقِ من عُرْبٍ ومن عَجَـمِ
قد فاق نــــورُك بدرَ الأُفـْـقِ مكتمــلاً
فلمْ يُحاكِكَ فى شـىءٍ ســـوى اليُتُـــــمِ
وكان وجهُك نــورَ اللــــــهِ فى بشــرٍ
وكنــتَ دُرَّة َعقـــدِ الرســلِ كلهِــــــمِ
قــمْ يا رسولَ الهُـدَى وانظرْ تناحـرَنا
أدركْ قطيعا من العُميانِ فـى صَمَـــمِ
هــمُ الذيــن أقــام العــدلُ دولـــــتَهـــم
وعلَّموا الناسَ أن يَعفوا بلا نـــــــــدمِ
همْ شعلةُ الحقِّ والأكـــــوانُ مظلمـــةٌ
ومنبــعُ العلمِ والإنســــــــانُ فى لَمــمِ
همْ قبلةُ الناسِ والرحمــــــنُ قبلتُهــــم
هم دولةُ الفكـرِ إذْ قامتْ على نُظُـــمِ
تناسَوُا اللَّـــــهَ والإسلامَ واقتتـــــلــوا
يُرضُونَ خَصمًا وهمْ فى لُجَّةِ الأَلَــمِ
يُفنونَ بعضَهمو والفقـــرُ يطحنُهــــم
َصدَقتَ يا مصطفى همْ آخرُ الأمَمِ
زادتْ ذنوبى وضلَّ القلبُ فى لُجَجٍ
فَلُـذْتُ يا مصطفـى بالبيـتِ والحَرَمِ
أبــــدِّلُ الشعـــرَ بالآثـــــامِ مُمتدحــاً
والبـيتَ أغسلُه من أدمعى ودمــــى
يا قابلَ التوبِ هـــذى النفــسُ تائبةٌ
ضلَّتْ وحـقَّ عليها عبرةُ النـــــــدمِ
وحسبُها أنَّ وجهَ اللـــــهِ بُغيتُهــــــا
وكلمةُ اللـــهِ كانـتْ آخرَ الكَلِــــــــمِ
المفضلات