بوارقها هذي ، وهـذي رعودهـا = وتلـك سرايـا عزهـا وبنودهـا
وتلك مضامير الى المجـد عُبـدت = دماً ، كلما آلـت لجـدبٍ نزيدهـا
ومـا بيننـا الا مسافـةً نبضـةٍ = من القلبِ ممدودٌ اليـكِ وريدهـا
ومـا بيننـا الا تراتيـل موعـدٍ = عليـه المنايـا تقشعـرُ جلودهـا
ابا جعفـرٍ فانظـر لبغـدادَ انهـا = عروسٌ من الامجادِ صارت برودها
نعم انها بغداد مـن الـفِ حجـةٍ = توالى عليهـا مجدهـا وسعودهـا
نعم انها ظلت مدى الدهـرِ لبـوةً = اذا زأرت تنفـكُ عنهـا قيودهـا
نعم انها بغـدادُ لـلارضِ محـورٌ = ومرتكزٌ لو مـالَ يومـاً عمودهـا
ابا جعفـرٍ شيدتهـا انـتَ مـرةً = وفينا الذي في كل يـومٍ يشيدهـا
بوارقها هذي وما مرهـا الـردى = على موحشٍ الا تناخـى اسودهـا
يجيئون سيلاً كاسح المـد جارفـاً = تضيـق بـه آفاقهـا وصعيدهـا
ابا جعفـرٍ فانظـر لبغـداد انهـا = الى المجد يمضي كهلها ووليدهـا
لقد علمت جيلاً وجيـلاً ستغتـدي = مكارمـه مثـل النجـومِ عديدهـا
نعم انها الابقى اذا ضـجَ حـادثٌ = وان معاليهـا عليهـا شهـودهـا
نعم انها بغداد ، تاريخها الهـدى = واقصى مجرات الشموس حدودها
نعم انها نبض الحضارات ، دونها = لما اثمرت يوماً واخضبَ عودهـا
المفضلات