هل نال صدام الشهادة؟
جميعنا رأى صدام حسين يردد الشهادتين " اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله " قبل تنفيذ حكم الإعدام عليه.
لقد مات صدام إذاً على الإسلام ووفق حكم محكمة مشكوك فيها في ظل محتل أجنبي. وهنا يبدو التساؤل: هل مات صدام شهيدا؟
وقد حسم الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق الإجابة عن هذا التساؤل حسما قاطعا وأفتى بأن صدام حسين مات شهيدا.
كما أفتى المفتي السابق بجواز أداء صلاة الغائب على صدام لأنه ظل يدافع عن وطنه خاصة ضد الاحتلال الأمريكي وأنه في النهاية مسلم.
ويضيف د. نصر فريد واصل في تصريحاته لـ "الأسبوع " أن صدام مات وهو أسير حرب وفي نفس الوقت قُتل تحت يد الاحتلال الأجنبي الغاشم ومات بصفته رئيس دولة ورمزا لها وأن المحكمة التي حاكمته تأخذ أمرها من الاحتلال. لذلك فهو شهيد، لأنه مات وهو يدافع عن وطنه ودينه وشرف بلاده. والحديث الشريف يقول: " من قُتل دون ماله وعرضه فهو شهيد ".
وفي حالة الرئيس صدام حسين نجد أن كثيرا مما فعله قد تاب عنه منذ لحظة تصديه للعدو الأمريكي، ورفضه الانصياع لهم أو السير في ركابهم.
وبغض النظر عما فعله سابقا، فإن الدولة العراقية كانت مستقرة في عهده، وكان يعمل لصالح شعبه على عكس الوضع الآن، حيث ضاعت الدولة، والدماء تسيل، والإرهاب الأمريكي يفسد في العراق ... بل في المنطقة العربية كلها.
في عهد صدام كانت الدولة قائمة، حتى وإن كان قد خرج عن نطاق العدل، فهو شهيد لأنه مات وهو يدافع عن وطنه وأُسر من قبل دولة أجنبية تجب مقاومتها بكل الوسائل. فصدام كان وسيظل رمزا للمقاومة.
أما ما يقال عما اقترفه صدام من ظلم أو جرائم، فإن رد الفعل الأمريكي والغربي تجاه هذه الجرائم ليس له مبرر، ولا يحق لهم التدخل أو غزو العراق. بل إنه حتى لا يجوز الخروج على حكم صدام أثناء حكمه، لأن الخروج على الحاكم الذي يستوجب ضررا أكبر مما عليه البلاد لا يجوز.
ويؤكد د. نصر فريد واصل ردا على من يقولون إن صدام قد أخذ جزاءه قصاصا مما اقترفه من جرائم: أن القصاص نوع من الحياة، ولا يؤخذ إلا بالعدالة. لكن ما حدث ضد صدام هو نوع من الانتقام يؤدي إلى إفساد في الأرض ونوع من التعذيب ضد إنسان قد خلقه الله، وهذا مخالف لمبادئ الإسلام. ومهما ارتكب صدام في حياته وأثناء حكمه من جرائم كما يقولون، فإن مقاومته وجهاده ضد العدو الأمريكي تغفر له تلك الجرائم، كمن سرق أو زنى أو اقترف أي إثم يستوجب العقاب في الدنيا، ثم حدث أن دخلت بلاده في حرب ضد العدو، فقاتل مع جيش بلاده واستشهد. فهل نقول إن هذا الشخص لا يستحق الشهادة لأنه فعل كذا؟ وكذا الإسلام يجب ما قبله.
وقد لوحظ على صدام طوال فترة أسره أنه كان يقرأ القرآن ويحيي المقاومة. كما أن قتله بهذه الطريقة المشينة يتعارض مع كل الحقوق الإنسانية. ولذلك فهو قد مات شهيدا. كما أن المحاكمة التي أجريت له هي ليست عادلة ... بل هي عدالة المحتل. ونحن نعلم أنها عدالة الجاهلية. فالأمريكيون الآن يفعلون في العالم العربي ما كان يفعله الجاهليون قبل انتشار الإسلام.
جريدة الأسبوع القاهرية، العدد رقم 510، بتاريخ 8/1/2007، ص: 4.
المفضلات