هي امرأة ثرثارة جدا ..مدَّعيّة ..لايعجبها العجب , ولاالصيام في رجب ..تنتقد جيرانها بكل شيء خاصة في الملابس التي يرتدونها , وتعيِّرنساءهم بأنها صناعة وطنية , بينما هي لاتشتري لها ولأفراد أسرتها غير الملابس الأجنبية الغالية الثمن كما تزعم , وتقول بأنها تحصل عليها من تاجرات الشنطة اللواتي يبعن في بيوتهن مما يستحضرنه من الخارج دون ترخيص من الدوائر المختصة في الدولة بشأن الاستيراد والتصدير, وعندما تكون بزيارة لإحدى جاراتها يطيب لهاتفها المحمول الرنين عدة مرات , فتتكلم به ورأسها مرفوع للأعلى..إحدى الجارات غارت منها , وراحت تعير زوجها بجارتها وملابسها ومحمولها الذي تضع فيه صورة زوجها رأفت برقع شاشة توقف..ومن كثرة النَّق قرر هذا الجار المغلوب على أمره أن ينهي حسرة زوجته بشراء بعض الثياب لها من سوق الملابس الأجنبية المستعملة (البالة)على أن تخبر جارتها عندما تقابلها وهي ترتديها بأنها اشترتها من إحدى تاجرات الشنطة..
راح عادل ينتقي لزوجته بعض القطع الجميلة من أحد محلات البالة الذي كان يغص بالنساء اللواتي يرتدين النقاب , وغيرهن من السافرات, وشبه السافرات ..إنها المرة الأولى التي يدخل فيها إلى محل بيع البالة..ارتبك في البداية فقد أحس بالخجل من وجوده في هذا المحل ,وكان قلقًا خشية أن يراه أحد معارفه فينكشف أمره, وهذا عيب في العرف الاجتماعي ,فالبالة لايدخلها سوى المحتاجين , ولكنه سرعان ماحفظ الدرس من خفة أيدي النسوة بالانتقاء ,وجعل وجهه باتجاه داخل الدكان..لم يعد في المكان سواه والبائعين الشابين عندما رنَّ جرس هاتف مجهول المكان ..أسرع أحد الشابين باتجاه الصوت, وفتَّش بين الملابس التي ملأت الطاولات , فوجد محمولا مازال صوت رنينه يملأ الأجواء..أمسكه بيده ونظر فيه وهو يسأل عادل إن كان المحمول له , فأخذه عادل منه وراح يتفحصه وهو يرن دون توقف..جمدت عيناه للحظات, والشابان ينظران إليه,فأوشك أحدهما أن يخطفه من يده خوفًا من أن يدَّعي أنه صاحبه ,ولكنهما دهشا عندما انفجر بنوبة من الضحك المباغت بصوت أربكهما وهو يقول ودموعه تتساقط من عينيه هذه صورة جاري رأفت برقع ..
بقلم
بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم =وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمن
المفضلات