زميلتي العزيزة د. ورود حجار
تحية لكِ وأشكرك على تساؤلاتك التي تضيف للحوار فائدة.
لقد زرت فرنسا سابقا, قصيت جلّ وقتي في مرسيليا أثناء تسلمي لجائزة تقديرية في الترجمة لأعمال نسائية لحوض المتوسط سنة 2002 .
رأيت أثنائها التناقض والتفاوت بين السكان المسلمين في مرسيليا وباقي المحافظات الفرنسية, من باريس الى مونت كارلو مرورا بنيس, كان, وغيرها .
كان التناقض واضحا بارتداء النساء الحجاب في مرسيليا منه من الأقطار الباقية, ذلك دليل واضح على انصياع المرأة أو (الأمة) لأمر رب العالمين. أعلم الآن من متابعتي أن الحجاب مستمر الانتشار أضعافا وذلك ما أشدتِ به يا عزيزتي بكلامك أن الاسلام في زيادة وأن الفرنسيين يتجهون نحو الاسلام.
برأيك أن الواقع الفرنسي يتغير باتجاه الاسلام الصحيح, وما أدراك من أن الذي يغير دينه مرّة يستطيع أن يرتد عنه أيضا؟ فمن خرج من جلدته مرّه يمكنه الخروج منه في كل مرّة .
انصياع المرأة للحجاب يا عزيزتي في أستراليا, هنا, حيث أقيم بات من المكروهات, وللأسف الشديد, وهذا الضغط يؤدي الى ارتباك الحياة وضعضعتها, ولأن الحكومة الاسترالية تدعم الأنثى وتمنحها أقسى الحرية, يمكن للمرأة أن تطلق زوجها كي تتخلص من قيوده واستبداده.
تقوم الحكومة بمنحها حق رعاية أطفالها, إن أرادت, وتزيد من دخلها كمطلقة كل أسبوعين, وتساعدها ماديا ومعنويا وايجاد المأوى الحكومي المناسب لها.
لكن هنالك فئة من النساء العربيات الضعيفات فكريا, لغويا وتربويا يفضلن ظلم الرجل على الانفصال, فتبقين تحت مظلته, يأخذ الزوج منها راتبها, يستبد بها, يحجبها تحت التهديد مخيفا إياها من عذابات جهنم والآخرة, يعنفها, يظلم ويلعب القمار في الأندية الليلية, أو ينفقه على بنات الليل .
نسبة النساء الأفريقيات هي النسبة الكبيرة جدا التي ترتدي بها المرأة الحجاب خوفا من تعقب الرجل لها, والأسرة السودانية أكثر الأسر مشاكلا وتعنيفا.
تأتي بعدها المرأة الأفغانية التي تصر على ارتداء الحجاب تقليدا واشهارا كي يتعرف عليها الرجل المسلم من أجل الزواج ( وتعصب البعض دينيا).
أما الباكستانيات, الهنديات, الأندونسيات, السريلانكيات, فنسبة ارتدائهم للحجاب قليل جدا.
ثم الايرانيات, أكثرهن متبرجات, محتشمات ومهذبات جدا.
وفي الأخير العراقيات اللواتي استطعن الانخراط في المجتمع الاسترالي المتحضر وهن مرتديات اللباس المحتشم وفئة قليلة وضعن المناديل على رؤوسهن بدل الحجاب.
المرأة هنا في الغرب تستطيع عدم الانصياع للزوج طالما أرادت ذلك, لكننا وبأننا موصوفات بالاخلاص والولاء كعربيات القومية ( ولسن فقط كمسلمات) تلتزم المرأة لأوامر زوجها, فمنهن تبقين بالحجاب ومنهن خلعنه حسب ارادة الزوج, لأن الزوج المتحضر ( أكثرهم من العراقيين) فكريا لا يحبذها محجبة.
يتبع سؤالك الثالث
تحياتي
المفضلات