Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
خرج ولم يعد

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: خرج ولم يعد

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية أسماء غريب
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي خرج ولم يعد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خرج و لم يعد
    أسماء غريب

    لم تدر ما تفعله بنفسها و لا بجسدها المتكومة لحومه و المترهلة جلوده سوى أن تقوم من سريرها و تحبو على الأرض متشبثة بأي شيء تلقفه يداها إلى أن تصل إلى كنبتها المفضلة كي ترمي فوقها مابقي من حطام جسد نخرت السنين و الظروف القاسية ريعان شبابه...أدخلت يدها في فتحة قميصها من جهة الصدر ثم بدأت في البحث عن مرآة ضائعة وسط شحوم ثدييها ...تبحث و تبحث و ترتطم أصابعها القصيرة و المكتنزة بأشياء أخرى: مفاتيح البيت، محفظة النقود الفارغة و منديل متآكل ثوبه أما مرآتها فلم تجد لها خبرا...ربما انزلقت من بين حمالات صدرها و فرت بدون رجعة. لم تستسلم الحاجّة فضيلة إلى هذا الشعور المحبط فبدأت البحث كرة أخرى إلى أن وجدتها بين ثنايا جسدها السمين فقبضت عليها كما يقبض النسر الفريسة بين مخالبه القوية وأخرجتها من سجنها الرطب المحموم كي تنظر بعد مسحها بأحد أطراف قميصها إلى صورتها المنعكسة على زجاجتها التي تآكل لونها الفضي منذ عهد بعيد. ابتسمت الحاجّة في استهزاء و حسرة وهي تتذكر الأيام الخوالي التي كانت فيها قائدة همامة لجيش من بنات الهوى في هذا الوكر الذي يأويها الآن و الذي تشهد حيطانه الباردة اليوم على أنه و بكل غرف البيت كانت تحيى الليالي الملاح و كانت تحج إليها وفود غفيرة من كل حدب و صوب للتبرك بجمال و فتنة سلعها المعروضة للبيع: فتيات في عمر الزهور من كل لون و شكل...خرجن من بيوتهن لسبب أو لآخر و لم يعدن، فتيات كان يأتي كبار رجال البلد لقطفهن وامتصاص رحيقهن حتى الرمق الأخير مقابل ثمن بخس كانت تتلقفه أصابع صاحبة الوكر و الشأن قبل أن ينتهي بين أيدي فتياتها اللائي تمردن عليها بعد قهر دام سنين طويلة، أعلن فيه ثورتهن بقيادة ابنتها الكبرى التي تبرأت منها و من وكرها و انشقت عنها مخلّصة بذلك من بين براثنها كل فتاة رمى بها حظها العاثر بين مخالبها، دون أن تنسى أن تحرض عليها بعد ذلك نزيهي رجال الشرطة الذين لم يسبق لهم أن كانوا في يوم ما زبناء لوكرها، ففرغ هكذا بيتها من كل شيء و بقيت وحيدة تجتر ذكرياتها و تلعن اليوم الذي خرجت فيه من رحمها تلك الابنة العاقة التي دمرتها و دمرت كل شيء في حياتها و لم يتبق لها من كل ذلك سوى ابنتها اللقيطة التي لا تتذكر حتى من قد يكون أباها من بين كل أولئك المريدين الذين كانوا يدورن في فلكها الجهنمي....كل ما تتذكره أن هذه الابنة أتتها على كبر و أنها كانت ما تزال طفلة لا تعي شيئا حينما أعلنت بكرتها وثمرة زواجها الوحيد من ذاك الرجل الذي هجرها و رحل عنها في ريعان شبابها و تركها و رضيعتها بدون مأوى ولا زاد تصارع به أمواج الحياة سوى جسدها الغض و جمالها الفاتن الذي لم تدخر جهدا في استخدامه كي تضمن قوتها و قوت صغيرتها آنذاك.
    تتداعى الذكريات والأفكار وتضطرم لكل هذا نيران من الألم بداخلها فتحس برغبة عارمة في إشعال سيجارة تسكّن بها ما يفور بصدرها من براكين و لكن هيهات هيهات، حتى السيجارة لا تستطيع اليوم إليها سبيلا، بل و لا تجد حتى ما تسد به رمقها، فقد باعت كل شيء كان قد بقي لها من أيام الليالي الملاح و السهرات الماجنة...ولم يبق لها سوى أن تنتظر ما قد تجود به ابنتها الخائبة التي تملأ رأسها بخزعبلات من قبيل الشرف و المبادئ و الحياة النقية أو ماقد تحمله معها بعد عودتها من الخدمة في أحد البيوت المجاورة للحي الذي تسكن به.

    غفت العجوز و قد أتعبها التفكير و الحملقة في وجهها المنعكس ببؤس فوق المرآة و لم تستفق إلا على صوت مفاتيح ابنتها وهي تفتح الباب معلنة عودتها بعد يوم شاق وطويل من العمل. بدأت العجوز تشرئب بعنقها المتجعد و تترقب أن تهل عليها رابعة بالغرفة ولكن صدمتها كانت قوية حينما أبصرت ابنتها رفقة شاب في مقتبل العمر فلم تتمالك نفسها و صرخت فيها بحنق و قوة:
    - و تدعين الشرف يا ابنة الكلبة...كيف تجرؤين؟ ومادمت قادرة على هذا لمَ لم تقومي به منذ أمد طويل؟ لمَ تركتينني أعاني و إياك فقر الزمان و شماتة الأعداء، لمَ؟ لمَ، يا زانية، يا ابنة ال...؟ ثم تعالي هنا، ذاك الوجه المقرف و العيون المخدرة التي قدتّيها إلي هنا بالبيت من يكون صاحبها؟ أرجو على الأقل أن يكون من ذوي الجيوب المليئة ، أليس كذلك يا فاجرة؟
    قرفت رابعة من كل كلمة نطقت بها تلك الكتلة النتنة المرتمية فوق تلك الكنبة المتآكلة ثم أجابتها و هي تنظر إليها بازدراء:
    - ألا تستطيعين التفكير في شيء غير هذا يا امرأة؟ ألا تتوبين؟ اتقي الله في نفسك و عودي إلى رشدك، فأنت عجوز مقعدة و لا يفصلك عن الرمس سوى خطوات...اتق الله و احمديه لكوني بقيت معك رأفة بك و بشيخوختك و لم أعاملك كما عاملتك ابنتك الكبرى التي تعبت منك و من تصابيك و جنونك فرمتك إلى الجحيم...اتق الله و احذري أن ينفذ صبري وحلمي ...ألا يكفيك أنني قبلت بالعمل كخادمة بالرغم من تعليمي و شهادتي العالية كي لا يطول انتظاري بين صفوف العاطلين المجازين وحتى أتمكن من إعالتك بالرغم من كونك لا تستحقين شيئا من هذا البتة...ألا يكفيك أنني أتحمل القيل و القال و الشبهات لا لشيء سوى لأنك أمي البيولوجية؟ فلتستهدي برب العالمين و استعيذي به من الشيطان الرجيم و كفّي عن هراءك هذا. أما و كونك تسألين عمّن يكون القادم معي فقصته طويلة و حزينة جدا جدا...و لا شيء بيني وبينه سوى رغبة طاهرة في إصلاح بعض ما أصاب هذا الشاب من دمار بسببك.
    خرجت عينا العجوز من محجريهما فزعا مما نطقت به ابنتها رابعة فسألتها في هلع:
    - بسببي !!! و ما دخلي أنا و هذا الشاب، أكيد أنت تهذين...حتّى أني لا أعرفه . هل جننت كي تتهمينني بأشياء لم أرتكبها؟
    - طبعا لا تعرفينه أو بالأصح لا تذكرينه ، بل و كيف لك أن تتذكريه و أنت ضحاياك كثر؟ كيف لك أن تتذكري ذاك اليوم الذي جاء به أصدقاؤه إلى وكرك بعقل سليم فخرج بعدها بدون عقل... أنا أذكره و أذكره جيدا وهذا يكفي.
    - تذكرينه؟!!!
    - نعم، أذكره حينما جاء هنا رفقة أحد زبنائك القدامى أي رفقة أحمد، أتذكرينه أحمد؟ ذاك الرجل الذي كان يجلب لك الحشيش كي تنعشين به مزاج روادك... أجل كيف لي أن أنساه هذا الشاب و هو الوحيد الذي دخل و هو يتعثر و يتلعثم من شدة خجله ووجله...أذكر كيف أن أصدقاء الجامعة التي كان يدرس بها كانوا يضحكون منه وهم يقدمون له كأسا من عصير الفواكه و قد أذابوا فيه شيئا من المخدرات كي يتخلص من خجله و يتعرف على إحدى بناتك و يقضي معها أول تجربة له في الجنس الجهنمي...أذكره و أذكر كيف أنه جن من أول ليلة و أذكر كيف أنه بدأ يصرخ و يصرخ و ينادي أباه الذي تركه في مدينة أخرى غير مدينة الجديدة هذه ...و أذكره هو بالذات لأنه كان يدرس بنفس الجامعة التي كنت أدرس بها آذاك، أذكره لأنه مثلي كان يحلم بأن يصبح طبيبا بيطريا...أذكره لأني كنت بعد جنونه أذهب لأصدقاءه، أسأله عنهم و عن سلامة عقله وكم كان حزني و شقائي بك مريرا حينما علمت أنه ولّى بدون عودة و اذكر كيف أني عشت منذ تلك الفترة لا أفكر سوى في قتلك ورمي جثتك للخنازير لأن حتى الكلاب كانت ستعافك....أرأيت كم أذكر من أشياء ؟ بل و أذكر حتى أمه التي رأيتها قبل أيام وقد فتّت الحزن كبدها وهدّ القهر جسدها وهي تعلن في برنامج "مختفون" عن اختفاء ابنها هكذا فجأة وبدون سبب، رأيتها وهي تري للمشاهدين صورته التي حفرتها السنين في ذاكرتي و طرزتها في قلبي بإبر من الألم و الحسرة ، فعرفته و عرفتها وعادت ذكريات ثمان سنوات من البؤس والظلم إلى ذاكرتي...أعرفت من يكون القادم الآن يا عديمة الشعور والإحساس؟!!!


    بهتت العجوز الشمطاء مما سمعته من رابعة فأردفت تقول:
    - هذا ما كان ينقصني يا ابنة المعتوهة، من تظنّين نفسك؟ مصلحة اجتماعية؟ أم مسؤولة عن حقوق الإنسان يا كلبة؟ أم تراك تديرين مؤسسة للمّ شمل المعتوهين و المخدّرين؟ أتريدين أن ترمي بي وراء القضبان ...أهذا ما تريدينه؟ أتريدين أن تجرّي إلى بيتي في آخر عمري رجال الشرطة كي يحاسبونني على ما مضى و منهم من كان يأتي هنا ليطلب ود فتياتي يا فاجرة؟ أتريدين تكملة ما بدأته أختك الكبرى الملعونة بإنسانيتك البلهاء هذه؟ ارمي بهذا المعتوه الذي جئت به خارجا و لا أريده بعد اليوم هنا أفهمت؟
    - هذا الذي تقولين عنه معتوها لن يخرج من هنا و إذا أصررت على فجورك فأنا من سيرمي بك في أقرب مصحة عقلية تخلّصني منك و من فسقك؟
    - وكيف عرفت أنه هو من تبحث عنه أمه؟
    - قلت لك من الصورة...أجل "مختفون" عرض على القناة المغربية الثانية صورته فعرفته للتو، ثم أنه ليس بمجنون، ثمة لحظات تحضره فيها الذاكرة و لحظات أخرى تغيب فيها عنه...وجدته قرب المحطة الطرقية و هو يتسول و يمد يده للمسافرين، عرفته بالرغم من كل هذه السنين و بالرغم من لحيته الطويلة الشعتاء و منظره المتسخ...مددت له يدي و أعطيته بعضا من النقود فرفضها و قال لي أنه يريد أن يأكل ...عرفته حتى من صوته ...أجل هو هو هو، لم يتغير حتى أصابعه هي هي، رفيعة و جميلة بالرغم من كل شيء و حينما سألته عن اسمه قال لي يونس، عندها اسقط في يدي و بكيت بحرقة ثم سألته:
    - و ما الذي جاء بك يا يونس من آسفي إلى الجديدة؟
    فأجابني بخجله و تلعثمه المعهود:
    - جئت أبحث عن مولاي أحمد ، صديقي و شيخي، كي ننشر كلمة الله في كل بقاع العالم، جئت رفقة ملائكة الرحمان، وأنت، من أنت؟ آه طبعا عرفتك، السيدة العذراء، أليس كذلك؟ بعثك الله كي تقودينني إلى مولاي أحمد.
    - طبعا أنت تعلمين أن هذا الكلام هو من وحي جنون و هوس الحشيش، تعلمين أن معظم الشباب حينما تودع العقول منهم الجماجم، يبدءون في التلفظ بهذا النوع وغيره من الخرفنة، ليته كان حقيقة لكان خلّصني منك و من العار الذي يلاحقني بسببك.
    عقبت رابعة توضح لوالدتها.
    - هو يوسوس له شيطان الحشيش أنه رسول من رسل الله و أنت أي شيطان يوسوس لك أنك سفيرة المعتوهين، يا مغفلة؟ أقولها لك للمرّة الثانية، أخرجيه عنّي من هنا وليذهب إلى الجحيم، ما شأني به أنا؟
    صرخت الأم من جديد في ابنتها.
    - لن يخرج من هنا ووجودك منذ الآن رهين بوجوده على الأقل حتى أتمكن من الاتصال بأهله و إخبارهم بمكانه، أفهمت؟
    طأطأت الأم القاسية رأسها في صمت ثم قالت في خبث:
    - حسنا على أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن.
    انصرفت الفتاة برفقة الشاب، فقيد والديه وذويه، فتحت له غرفة من إحدى غرف البيت و استضافته بها...حاولت أن تساعده على تغيير البعض من ملابسه ببعض ما وجدته في البيت من بقايا زبناء الماضي و لكنّها لم تتمكن من ذلك بدافع من الحياء فذهبت إلى أمها فهتفت مخاطبة إياها:
    - ما رأيك في أن أذهب للبحث عن أحمد صديق الحشيش القديم كي يصطحب يونس إلى الحمام البلدي و يشتري له بعض الملابس أو يعطيه بعضا من ملابسه القديمة، أنا لا أعرف بالضبط عنوانه فهل لك أن تدليني عليه؟
    لمعت عينا الأم ثم أجابت:
    - والله ابنة حلال، كنت أنا من سيطلب منك ذلك، ثم تقولين عنّي أني قاسية و بدون شفقة و لا رحمة...طبعا أعطيك عنوانه و كل شيء تريدينه و على رأيك، فهو شاب مسكين مريض و حضن أمه أولى به من الشارع...طبعا يا حبيبتي اذهبي إلى أحمد و سيساعدك أيضا في العثور على أسرة هذا الشاب، هيا خذي العنوان و لا تضيعي وقتا أكثر من اللازم.
    انفرجت أسارير الفتاة لكل ما سمعته من أمها، فطارت فرحة إلى الخارج تبحث عن أحمد و لم تعد إلا و هو معها.
    قبّل أحمد يدي الحاجّة فضيلة مخاطبا إياها:
    - شبيك لبيك، عبدك بين يديك، فيما تحتاجينني يا حاجة؟
    و بحركة آلية أدارت الحاجة فضيلة عينيها الواسعتين، تململت في كنبتها ثم هتفت بابنتها قائلة:
    - لم لا تذهبين لغرفة ضيفك و تحملينه إلينا هنا؟ على الأقل كي نعرفه بأحمد و لا تنسي أن تعدي الشاي كواجب ضيافة لصديقنا القديم. هيا يا حبيبتي و ابنتي المرضية، هيا وسأتحدث أنا بنفسي أحمد عن قصة هذا الشاب الذي لا حول له و لا قوة و يقطع حاله أوصال الفؤاد.
    و ما إن غادرت رابعة الغرفة حتى سألت الحاجة أحمد أن يقترب منها في سرعة البرق ثم قالت له هامسة:
    - اسمع يا أحمد أنا خدمتك كثيرا حينما كنت بصحتي و عافيتي و عزي و جاهي و الآن فأنا التي تحتاج خدمتك و مساعدتك في التخلص من هذه المصيبة التي أتت بها رابعة إلى البيت...لن أشرح لك الآن تفاصيل القصة...كلّ ما سأقوله لك هو أنّه عليك التظاهر بالطيبة و نبل الأخلاق وأن تعد رابعة بأنك ستساعدها في أخذ هذا الشاب إلى الاستحمام عندك في البيت وليس في الحمام البلدي كي لا يراك سكان الحي رفقته و بأنك بعدها ستساعدها في العثور على أهله و تسليمه إياهم، أفهمت؟ أي أن تسايرها في كل شيء إلى أن تخفيه عنّي و عن المدينة إلى الأبد...تصرف بمعرفتك و لست بحاجة كي أدلك على طريقة ما تخفيه بها عن الأنظار...انتبه الآن فرابعة قادمة.
    عادت الشابة و بصحبتها يونس، أما أحمد فما إن رآه حتى هوى فؤاده أرضا من هول المصيبة، إذ تذكره هو أيضا، تذكر ذاك الشاب الذي فقد رشده بسبب تلك الجرعة الزائدة التي أذابها له في كأس العصير إياه. لم يدر إلا وهو يضع يده حول عنقه و كأنه استشعر خطرا ما يحيط به، لأن أثر الجريمة التي ارتكبها منذ ثماني سنوات مضت مازال حيا. وبينما هو يبتلع ريقه من شدة الوجل إذا بيونس يهتف به قائلا:
    - أحمد، مولاي أحمد، أنا يونس ألا تذكرني؟ كم بحث عنك يا نبي الله الشريف المقدس و ها أنذا أعثر عليك، الفضل كله يعود إلى السيدة مريم التي قادتني من المحطة إلى هنا...ألا تذكرني ؟ أنا أذكرك...الحمد لله أني وجدتك، لن أتركك بعد اليوم و سأكون من أتباعك و أتباع دعوتك لمحاربة الكفر و أعداء الله، أنت أيها المهدي المنتظر.
    فقهت رابعة إلى كون الشاب بدأ يهذي من جديد أما أحمد ففزع لكل ما سمعه من يونس و هاله كونه تعرف عليه بالرغم من كل هذا الوقت و بالرغم ما أصاب دماغه من تلف ولكن رابعة شرحت له بأن هذا ممكن حدوثه، لأن صورة أحمد كانت آخر شيء رآه الفتى و تعلق بها بعد تلك الحادثة المشؤومة.
    استدرك أحمد نفسه بعد ما طمأنته رابعة بكلامها فعلق قائلا:
    - طبعا يا يونس، أذكرك يا صديقي... ثم ما الذي حدث لك يا عزيزي، وكيف آل بك الحال إلى كل هذا؟ تعال يا صاحبي معي إلى بيتي على الأقل كي أستضيفك عندي و إن شاء الله ستجد الراحة و الرعاية و الأمان.
    برقت عينا يونس و أشرق وجهه رغم سواد التراب و الوسخ الملتصق به وانفرجت شفتاه عن أسنان صفراء نخرها الإهمال ثم قال:
    - سأتبعك كظلك يا سيدي و مولاي..أنا المريد و أنت الشيخ و كل ما تقوله أوامر.
    - خرجا معا و قلب رابعة يقفز فرحا مما رأته من نبل أخلاق أحمد و شهامته و بقيت هي و أمها التي علقت على ما شاهدته قائلة:
    - أرأيت يارابعة، ألم أقل لك كم مرة أن هذا السيد أحمد رجل طيب ويطلب ودك و كنت أنت تعارضين دائما؟ أرأيت كل ما قام به الآن، كل هذا من أجلك، فكري به مرّة أخرى و لتعلمي بأن الفتاة سترتها في بيت زوجها وبأنها قدر لا يكمل بهاؤه إلا إذا كان له غطاء و أنت القدر و لا غطاء يلائمك سوى أحمد، فكري بالأمر يا رابعة.
    - إذا مرّ كل شيء على ما يرام فإني سأفكر بالأمر.
    أجابت رابعة باقتضاب و قد تعكر مزاجها. أما أحمد فأخذ يونس إلى البيت و لم يفكر في مساعدته على الاستحمام و لو حتى من باب الشفقة ثم أقفل عليه المنزل بعد أن أعطاه مصحفا صغيرا كان مرميا هناك ببيته، هكذا كيفما اتفق و قال له:
    - أنا سأخرج الآن يا صديقي، خذ هذا القرآن و احفظ ما استطعت من سورة البقرة، لأننا منذ اللحظة سأبدأ و إياك خلوتنا الدينية و دروسنا الروحانية، أنت ابق هنا و سأذهب لإخبار باقي فقهاء حلقات الذكر.
    - يااااه هذا ما كنت أبحث عنه، إن شاء الله سأنفذ كل ما تقوله بالحرف.
    أجاب الشاب المسكين بسذاجة و بلاهة، بينما خرج أحمد و قد أقفل وراءه الباب بالمفتاح و ذهب للقاء أحد رجال عصابات البحر و قوارب الموت كي يتفق معه على التخلص من يونس و إخفاء آثاره من على وجه أرض المغرب.
    قصد مرفأ المدينة ووجد ضالته: عباس الذّيب، الذي ما إن رآه حتى هتف به مرحبا و مبجلا:
    - يا أهلا، و يا ألف مرحبا، ما هذا النور، السيد أحمد بقدره الجليل هنا عندي! أي خدمة يا سيدي أحمد؟
    - أنا أقصدك في خدمة العمر يا عباس، عندي بالبيت مصيبة و أريد التخلّص منها و لا يمكنني أن أشرح لك كل الأمور بالتفاصيل.
    - مصيبة؟ كفانا الله شر المصائب، و ضح أكثر، أتقصد امرأة؟ أم سلعة حشيش أم ماذا؟
    - لا هذا و لا ذاك، إنه شاب مخبول يبدو أنني كنت أنا السبب في فقدانه لعقله بجرعات زائدة من الحشيش و يبدو أيضا أنه ابن ناس أكابر و أهله يبحثون عنه في كل مكان و قد وجدته ابنة الحاجة فضيلة و تريدني أن أقوده إليهم و لكني لا أستطيع ذلك، أنت تعلم أن هذا سيجلب علي ألف مصيبة و مصيبة و قصة شباب آخرين انتهوا إلى نفس مصير هذا الشخص.
    - و كيف لي أنا أن أخلّصك منه يا سيدي أحمد، أنت تعرف أنّه ليس لي في القتل؟
    - و لا أنا، يا عباس، أنا لا أقتل و لكن ابحث له عن أي داهية تخفيه عنّي و عن المغرب ككل لأنه طالما سيبقى هنا في المغرب يجوب كالمجنون كل بقعة فيه، فإن أهله سيعثرون عليه.
    - آه فهمت قصدك الآن، تريد أن أهربه مع مساخيط البحر الذين يهاجرون سرا وفي كل يوم، هذا مقدور عليه فغدا هناك قارب سيخرج في الفجر و سيحمل فرقة من المهاجرين السريين إلى شواطئ اسبانيا و لكن هم يدفعون ثمن هجرتهم و هذا الذي لا أهل له و لا مال و لا حال من سيدفع عنه؟
    - أنا طبعا، ألست أنا من قصدك و أنا من يريد الخلاص منه؟ إذن فأنا من سيدفع ثمن تهجيره.
    مسح عباس الذّيب شاربه الغليظ بيديه المشققتين و هو يفكر في أن يضاعف ثمن هجرة هذا الشاب أضعافا مضاعفة لأنه يعلم أن أحمد لن يعارض أو يقاوم لأنه في ورطة. وهكذا اتفقا معا على أن تكون ثلاثين ألف درهم هي ثمن الخروج بدون عودة ليونس من أرض المغرب.

    و في فجر اليوم الآخر، عاد أحمد رفقة يونس و سلّمه إلى عباّس الذّيب على أنه الفقيه الجديد الذي سيساعده على حفظ القرآن و تطهير جسده و روحه بماء البحر ثم العودة في المساء ورفقته إلى بيت أحمد من جديد.
    هكذا حمل القارب السري يونس و غيره من الشباب الآخرين المخدوعين و الفارّين من قطران بلدانهم إلى عسل وهمي.
    و لم ينتبه يونس الذي كان قد خلد إلى النوم بعد يوم كامل من الإبحار وسط زحمة رفقاء الرحلة إلا على صوت الرعد و البرق و على سهام المطر القوية و الأمواج العاتية التي بدأت تهدد توازن القارب المليء عن آخره، بدأ البعض من المهاجرين يحوقلون و يشهّدون و بعضهم الآخر يبكون و يصرخون،أما يونس فبدأ من جديد يقرأ سورة البقرة من أواخرها و وسط كل هذا الفزع بدأ عباس يصرخ فيهم جميعا و هو يقول:
    - ارموا بكل أمتعتكم خارج القارب، إنه الحل الوحيد كي نخفف حمله.
    فكان ما أمر به عباس بالرغم من غصة و حرقة الناس على أمتعتهم ولكن القارب ظل يرتجف فزعا أمام عتي الأمواج إلى أن صاح الذّيب ثانية بهم:
    - علينا أن نرمي بعضكم بالبحر و إلا فسنموت جميعا.
    صرخت النساء و الطفلات وأمسكت بعضهن بتلابيب البعض الآخر رغبة منهن في النجاة ولكن أحد المبحرين و كان يبدو أكثرهم وعيا وقف يصرخ و يصرخ و يلعن الظروف التي أوصلته إلى هذه الحال من اليأس لدرجة وضع فيها روحه و حياته بين يدي مجرم سافل كعباس هذا، ثم رمى بنفسه إلى حيث تنتظره الحيتان الجائعة.
    أجفل الناس من كل ما حدث و ظل عباس يصرخ و يصرخ:
    - من يريد أن يلحق به فليخلّصنا و إلا قلبت القارب برمته و متنا جميعا.
    هتف أحدهم في خبث و هو يشير بسبابته إلى يونس:
    - و لم لا ترم هذا المعتوه خارج القارب؟ ما الذي يفهمه هو ومالذي سيستفيده من وصوله إلى إسبانيا؟ وجوده كعدمه، ألا ترى أنه منذ أن وضع قدمه على القارب و هو يصدع رؤوسنا بسورة البقرة هذه و قد أعادها أكثر من مائة مرّة؟ ألا ترى أنه لا يفهم شيئا؟
    انتبه الباقي إلى ما تلفظ به هذا الشخص من قول فهتفوا يقولون مدافعين ومؤكدين رغبتهم في البقاء:
    - نعم، نعم، عين العقل، هو في الأول و الآخر مجنون و لا يفهم شيئا و لن يفيده وصوله إلى إسبانيا في شيء بل قد يعاني أكثر و أكثر.
    - هيا ارموه بالبحر و خففوا وزن القارب أكثر.
    صرخ الذّيب مرة أخرى و هو مقتنع بما يقول خاصة و أنه يعلم من البداية أن هذا الشاب كان هذا المصير ينتظره حتى حينما كان بالجديدة، أليس هو نفسه الذي أدى أحمد ثمن إخفاءه عن المغرب و أهله، فما يضير إذن أن يبقى حيا أو ميتا؟
    ولم يدر يونس بنفسه، إلا و الأيدي ترفعه عن كامله و تلقي به في البحر و القرآن بين يديه و أحرف أواخر سورة البقرة بين شفتيه.
    وظلت هكذا أمه تبكيه حتى ابيضت منها المقائي و رابعة تنعيه و قد تركت أمها الشمطاء وهجرت الحياة وأقفلت على نفسها في أحد أضرحة المدينة تبكي يونس الذي خرج ولم يعد مرتين، مرة حينما هجر أمه و مرة أخرى حينما ضاع من بين يديها بعد أن كانت قد وجدته.

    وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا

    همس الكلمة
    أسماء باللغة الإيطالية
    جديدي هنا

  2. #2
    فقيد واتا يرحمه الله الصورة الرمزية الشربينى خطاب
    تاريخ التسجيل
    02/12/2006
    العمر
    76
    المشاركات
    477
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بئر دعارة نضب 00 وحاجَّة 000 وفضيلة 00 ورابعة
    ألقاب وأسما وصفات لها دلالات في أعماق النص أما السطح تعكسه مرىة المرأة الشمطاء
    أمهليني شسدتي بعض الوقت
    جتماً سوف
    أعود


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/11/2006
    المشاركات
    5,554
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي

    الأديبة الفاضلة ، اسماء
    قرأت القصة لآخر حروفها
    وقفت على الصراع بين الرذيلة والفضيلة
    والمعضلة كيف تتعامل رابعة مع امها رغم انها فاسقة بعد قول الله ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما
    حزنت جدا لأن رابعة اضاعت الفرصة فى اصلاح ما افسدته امها الى ان اصيبت بالأكتئاب فى محاولاتها

    هكذا الحياة ان اردنا الأصلاح ليس بسهولة والأصعب ان كنا نقف ضد التيار وخاصة " اهالينا "

    قصة مميته - اسماء بصراحة بها مفارقات عجيبة : الحاجة فضيلة وهى رذيله
    ورابعة التى تحاول الزهد كرابعة الأصلية ويونس - هذا المسكين - الذى ساهم فكان من المدحضين
    اوحى لى اسمه انه سيكون له النجاه لان آخر عهده بالسفينه كان قراءة القرآن فلا بد ان ينجيه الله مثل سيدنا يونس

    جميل انك تركت النهاية مفتوحة لنا - صحيح رموا يونس ولكنى اكمل القصة بان الله نجاه ليكمل الدعوة بعد تجربة هزت كيانه كهذه
    ربما رميه فى البحر يكون الصدمة التى تشفى الجنون - لان الصدمة اثرها يذهب بصدمة مماثلة

    قصة جميلة ولكنها طويلة نوعا

    الجميل انها اخذتنى من جو المذاكرة قليلا لأعمل عقلى فى شىء آخر ممتع

    تحيتى


  4. #4
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    دائما ما كان الانحدار أسهل واسرع من الصعود .
    لذا كان من السهل انغماس يونس فذهبان عقله .
    اما إصلاح ما أفسده الزمان فهو صعب كصعود شواهق الجبال .
    فالهدم أسهل والبناء أصعب .
    قصة ترقى للرواية في نصها وحوارات أبطالها ، ومن الممكن أن تتشعب لتصل إلى حلقات مسلسلة .
    أحييك أستاذة / أسماء غريب لإنجازكِ هذا العمل الأدبي الرائع .


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية أسماء غريب
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشربينى خطاب مشاهدة المشاركة
    بئر دعارة نضب 00 وحاجَّة 000 وفضيلة 00 ورابعة
    ألقاب وأسما وصفات لها دلالات في أعماق النص أما السطح تعكسه مرىة المرأة الشمطاء
    أمهليني شسدتي بعض الوقت
    جتماً سوف
    أعود
    سررت بمرورك الكريم بروايتي القصيرة سيدي الكريم خطاب أما بالنسبة لعودتك فلتكن على أقل من مهلك ، أعلم أن النص هو رواية قصيرة و ليس بالقصة القصيرة و يحتاج إلى نفس طويل.
    أشكر تواجدك ولك مني أسمى التحيات.

    وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا

    همس الكلمة
    أسماء باللغة الإيطالية
    جديدي هنا

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية أسماء غريب
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Iman Al Hussaini مشاهدة المشاركة
    الأديبة الفاضلة ، اسماء
    قرأت القصة لآخر حروفها
    وقفت على الصراع بين الرذيلة والفضيلة
    والمعضلة كيف تتعامل رابعة مع امها رغم انها فاسقة بعد قول الله ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما
    حزنت جدا لأن رابعة اضاعت الفرصة فى اصلاح ما افسدته امها الى ان اصيبت بالأكتئاب فى محاولاتها

    هكذا الحياة ان اردنا الأصلاح ليس بسهولة والأصعب ان كنا نقف ضد التيار وخاصة " اهالينا "

    قصة مميته - اسماء بصراحة بها مفارقات عجيبة : الحاجة فضيلة وهى رذيله
    ورابعة التى تحاول الزهد كرابعة الأصلية ويونس - هذا المسكين - الذى ساهم فكان من المدحضين
    اوحى لى اسمه انه سيكون له النجاه لان آخر عهده بالسفينه كان قراءة القرآن فلا بد ان ينجيه الله مثل سيدنا يونس

    جميل انك تركت النهاية مفتوحة لنا - صحيح رموا يونس ولكنى اكمل القصة بان الله نجاه ليكمل الدعوة بعد تجربة هزت كيانه كهذه
    ربما رميه فى البحر يكون الصدمة التى تشفى الجنون - لان الصدمة اثرها يذهب بصدمة مماثلة

    قصة جميلة ولكنها طويلة نوعا

    الجميل انها اخذتنى من جو المذاكرة قليلا لأعمل عقلى فى شىء آخر ممتع

    تحيتى
    أحييك و أشد على يدك عزيزتي إيمان: قرائتك كانت ذكية و سابرة
    ونفسك كان طويلا و عميقا لدرجة أنك غصت ووصلت إلى أحداث الرواية التي أشتغل عليها الآن و التي سميتها "بيونس" بالضبط كما أوصلتك قرائتك المتمعنة و ذكائك الجميل.
    كلمات الله العلي القدير هي التي ستنجي يونس، اسم اخترته عن قصد تيمنا باسم النبي يونس عليه السلام صاحب الحوت.
    هو ذا ما أردته يا إيمان: من قصد الله فلن يخيب أبدا و هو يقبل التوبة و يغفر الذنوب جميعا ما دمنا لانشرك به شيئا.
    تحياتي لك إيمان و أشكر مرورك البهي و لك مني أسمى الدعوات بأن يحفظك الله بما حفظ ذكره الحكيم من كل شر ، ما ظهر منه و بطن.

    وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا

    همس الكلمة
    أسماء باللغة الإيطالية
    جديدي هنا

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية أسماء غريب
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركة
    دائما ما كان الانحدار أسهل واسرع من الصعود .
    لذا كان من السهل انغماس يونس فذهبان عقله .
    اما إصلاح ما أفسده الزمان فهو صعب كصعود شواهق الجبال .
    فالهدم أسهل والبناء أصعب .
    قصة ترقى للرواية في نصها وحوارات أبطالها ، ومن الممكن أن تتشعب لتصل إلى حلقات مسلسلة .
    أحييك أستاذة / أسماء غريب لإنجازكِ هذا العمل الأدبي الرائع .
    سعيدة عزيزتي عبلة بتواجدك معي في هذا الصرح العظيم
    صدقت، الانزلاق إلى الهاوية أسهل من الصعود إلى النجاة، وهذا يكون أيضا بحكم قانون جاذبية الأرض و جاذبية النفس: النفس أمارة بالسوء و لوامة وتجر العبد دائما إلى الأسفل، صعب جدا إصلاح ما تفسده قوى الشر بدواخل الفرد و بنفوس من يحيطون به ولكن المهم في كل هذا عدم الاستسلام لليأس و عدم القنوط من رحمة الله. التسلح بالإيمان و الرغبة في الإصلاح و التفاؤل بأن غدنا يمكن أن نجعله بفكرنا و علمنا و ثقافتنا أحسن من أمسنا هو لعمري أفضل سلاح لكي يبعث المرء من بين الأنقاض و ينجو من كل سقوط.
    تحياتي لك و لحضورك البهي.

    وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا

    همس الكلمة
    أسماء باللغة الإيطالية
    جديدي هنا

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية الشربيني المهندس
    تاريخ التسجيل
    05/10/2006
    المشاركات
    287
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    ان تكون الكاتبة اسماء غريب فعلينا ان نتوخي الخذر
    مع عنوان يحمل علامات الاستفهام
    من الذي خرج ..؟
    وتحاول رصد الشخصية أو الشخصيات
    وربما الدلالة والرمز
    ويأتي دور الدهشة مع المفارقة لباقي العنوان
    ولم يعد ..!!
    لتبحث عن الأحداث وتحاول ازاحة علامات الاستفهام
    وتغوص مع النص ومستوياته
    تتعرف علي المستوي النفسي
    وتشاهد المستوي الاجتماعي
    وتفرح بالمستوي الانساني او الاخلاقي
    وتترك القلم ليتابع الشخصيات والاسماء والاحداث والنهاية المفتوحة وتتسع الدلالات لتعود للقراءة من جديد وما زلنا مع الحذر


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية أسماء غريب
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشربيني المهندس مشاهدة المشاركة
    ان تكون الكاتبة اسماء غريب فعلينا ان نتوخي الخذر
    مع عنوان يحمل علامات الاستفهام
    من الذي خرج ..؟
    وتحاول رصد الشخصية أو الشخصيات
    وربما الدلالة والرمز
    ويأتي دور الدهشة مع المفارقة لباقي العنوان
    ولم يعد ..!!
    لتبحث عن الأحداث وتحاول ازاحة علامات الاستفهام
    وتغوص مع النص ومستوياته
    تتعرف علي المستوي النفسي
    وتشاهد المستوي الاجتماعي
    وتفرح بالمستوي الانساني او الاخلاقي
    وتترك القلم ليتابع الشخصيات والاسماء والاحداث والنهاية المفتوحة وتتسع الدلالات لتعود للقراءة من جديد وما زلنا مع الحذر
    مرحبا بك أخي الكريم الشربيني،
    أعتز بمرورك و تساؤلاتك و طريقة تعقيبك السابرة.
    النص محمل بكثير من الدلالات و القراءات المتعددة المستويات
    و النهاية حقا مفتوحة، تشرع نوافذها، بحثا عن الأمل في العودة الميمونة و المكللة بالنجاج و البعث من جديد بالضبط كما تربو و تهتز الأرض لمطر مبارك بعد قحط و جفاف.
    تحياتي و شكري لحضورك المتميز.

    وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا

    همس الكلمة
    أسماء باللغة الإيطالية
    جديدي هنا

  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية اشرف الخريبي
    تاريخ التسجيل
    27/10/2006
    المشاركات
    220
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    العزيزة د\ اسماء الغريب

    تحيتى
    قرأت هذا النص - واراه يحمل مبنى الرواية وليس القصة - ويحمل ايضا اكثر من بعد دلالى
    النص محمل بكثير من الدلالات بالفعل واتلرموز التى تشير الى محاولات متعددة لفتح اجواء
    ربط العناصر الفنية والتشكيلية ايضا
    تشكيل لغوى عميق الدلالة كبير الأثر وهو اذ يقدم هذه البنية عبر سرد متألق شفيف
    وشخصيات موصفة بشكل مميز ورائق

    غفت العجوز و قد أتعبها التفكير و الحملقة في وجهها المنعكس ببؤس فوق المرآة و لم تستفق إلا على صوت مفاتيح ابنتها وهي تفتح الباب معلنة عودتها بعد يوم شاق وطويل من العمل. بدأت العجوز تشرئب بعنقها المتجعد و تترقب أن تهل عليها رابعة بالغرفة


    لى عودة نقدية ممعنة فى البراءة للتعامل مع هذا النص بشكل نقدى يليق به وبحجمه


    تحيتى لك


  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية أسماء غريب
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أشكر مرورك البهي أيها المبدع الناقد أشرف. أسعدتني قرائتك الأولية و إلى أن تشرف روايتي القصيرة بزيارة أخرى لك مني أرقى التحيات و أسماها. أسماء

    وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا

    همس الكلمة
    أسماء باللغة الإيطالية
    جديدي هنا

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •