آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: شيء يشبه "الاخضر والاحمر"

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية NejmehHabib
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    المشاركات
    11
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي شيء يشبه "الاخضر والاحمر"

    شيء يشبه "الاخضر والاحمر"

    قط او قطة لست أدري، ما ادريه انه كان يتخذ، صبيحة كل يوم، من سياج حديقتي "قدومية" يعبر من خلالها الى الجهة المقابلة من الحي. ولأصدقك القول، فإن مشاهدتي له كانت تتم دائما عندما يكون الوقت صبيحة. كان هرا ككل الهررة المدللة في هذه البلاد. شعره ناعم براق وعيناه لامعتان هادئتان. كانت قفزاته سريعة ولو انها لا تخلومن بعض الحذر، وكان يهم راكضا قاطعا الطريق الى الجهة الاخرى. قد يحلو لي في بعض الاحيان ان اشاكسه، ففي اعماقي حسد وغيرة من قطط وكلاب هذه البلاد لاسباب لا أظنها خافية عليك. اعترض طريقه واحدق في عينيه. لم تكن نظراتي لتخيفه او تجعله يتراجع الى الوراء بل كان يقوس ظهره وينتصب على قوائمه الاربع ويحدق بي تحديقة حرت في تفسيرها، أهي تحد، تحفز لصراع، أم رجاء؟ غريبة هي أعين الهررة!. . .لم انتبه من قبل لما فيها من عمق. ترى ألهذا قالوا ان الارواح الشريرة تسكن هذه العيون؟ لم اشعر بالشر في عيني قطي هذا. احسست بكل شيء إلا الشر. لم تكن مشاكستي له لتطول فقد كنت اتراجع امام إصراره فأخفض بصري وأدير له ظهري مفسحة له إكمال طريقه.

    لطالما فكرت وقلت لجليسي لماذا يصر هذا الهر على القفز فوق سور الحديقة فبإمكانه أن يحاذيه . . . وأين يذهب؟ ترى هل هو عائد من غزوة ليلية أم متجه إلى أخرى صباحية؟ سيرة الهر كانت ترافق قهوتنا الصباحية. استراحة قصيرة من متابعة نقاشات "الجزيرة" التي تغيظ اكثر مما تثقف. ضبطني صغيري اكثر من مرة احكي بتحبب عن الهر فانتهزها فرصة ليطلب مني موافقة على اقتناء هر صغير. صرخت غاضبة : "كله إلا الهررة" وسخين وبعيونهم سحر وشر
    ـ ولكن. . .
    ـ بدون ولكن بكره بس تتزوج جيب على بيتك مئة هر . أما هون لا .
    يتمتم لاعنا دكتاتوريتي مهددا انه سوف يترك البيت في اول يوم يصبح فيه عمره ست عشرة . أشعر بوخزة. أتكون منافستي هرة؟ !. .

    الجزيرة تعرض صورا من فلسطين . الجرافات تقتلع أشجار الزيتون. رغم اني تربيت بالمدينة ولا أعرف عن شجر الزيتون إلا لوعة أمي على تركه قبل ما يزيد على خمسين عاما، إلا أنني احسست وقلت لشريك قهوتي: أحس أن كل عرق زيتون يقتلع غال عليّ كاحد أعضائي. يلوي رقبته حسرة . يهم بالكلام ولا يتكلم. أعرف ما يريد أن يقول. أعرف أنه يشعر بالذنب لأنه هنا . يتمنى أن يكون هناك. سكبت بعض القهوة في فنجانه لأحول انتباهه. كانت عيناه تلتمع بدمعة مكابرة. رشف قهوته وقال: الكواد على شو بعدو بيفاوض؟
    دخل الصغير يجفف يديه بحماس بمنشفة صغيرة: خالي سيأخذني معه الى "تاون هول" سأشوف حنان عشراوي. عظيمة هاي المرة لو كان في مثلها كتير كنا ربحنا فلسطين
    ـ سكّر فُمك ! انت شو بيعرفك بالسياسة؟ لو كانت القصة قصة حكي كنا استرجعنا الاندلس مش بس فلسطين.
    ـ dad!!..... she is great!....
    - "الغريت" هناك مش ب"التاون هول" بتاعتك.
    هذا الحوار السفسطائي يكاد يكون خبزنا اليومي. أقول منتقدة ما معنى ان تعيش في سدني وقلبك وعقلك هناك
    يصمت. وأسمعه يهمهم بعد ان تواريت عن ناظريه: "... كأنك مش عارفة!. . . ساقونا بالشاروط مثل الجاج: بيت بيت بيت... حتى بتنا. . ."

    كنت اهرب الى الشرفة الشرقية. أزيز الباب نبَّه صديقي الهر العسلي اللون، شعرت بذلك من ارتعاشة ذيله
    إلا أنه لم يلتفت صوبي كأنما هو منهمك بأمر ما!. . . حجبه ظل شجرة السرو عن ناظري وانهمكت اراقب تعسر نمو شجيرات الغاردينيا رغم كل الاهتمام والمغذيات التي رفدتها بها. سمعت صوت ارتطام. "تلفت. حركة الشارع عادية، سيارة صغيرة زرقاء تعبر الشارع. الشارع عريض وشبه خالٍ، لا مجال لارتطامها بأي شيء. ما سبب هذا الصوت؟ كدت اتجاهل الامر فقد بلدت سمعي معايشة خمسة عشر سنة من حرب البيروتين ولكن فضولاً غير عادي دفعني الى الزاوية الاخرى من الشرفة. من هناك، من تلك الزاوية استيقظت في النفس انفعالات حرصت سنين على كبتها. رأيت هري العزيز ملقى فوق الاسفلت ينتفض وينتفض ثم يهدأ، وكان هر آخر يقطع الشارع من الجهة المقابلة يقعد فوق رأسه وينوح. كان نواحه لا يختلف بشيء عن نواح امي يوم جاؤوا بأبي شهيدا،


    نجمة خليل حبيب
    استراليا


  2. #2
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    ياااااااه حتى الحيوانات تعرف تنوح بحزن عميق كذاك العصفور الذي اصطادوا وليفه وكتلك الأم الثكلى بأولادها وكالوالدة على زوجها الفقيد!سيدتي الفاضلة نجمة خليل حبيب,أقف احترامًا لحرف جميل ,وفكرٍ نبيل بأسلوب رائع ,قريب إلى القلب أحسست بأنني أعرفه من زمن بعيد..
    لك تحيتي وتقديري
    أختك
    بنت البحر


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية اشرف الخريبي
    تاريخ التسجيل
    27/10/2006
    المشاركات
    220
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    منذ العنوان

    شيء يشبه "الاخضر والاحمر
    كى ترسم القصة بألوانها المختلفة والمتنوعه عوالمهاالتى تمتزج فيها المعانى الأنسانية جملة وتفصيلا
    لكى تؤكد على الأنسانى والعميق الذى لا يختلف عيه احد من هذا الكلى الشامل العام مع خصوصية الحدث والشخصيات التى حملته بتقنيات فنية باهرة وممتعة ولغة سلسة ممتزجة بمسرحة الأحداث
    بحيث تبدو لأول وهلة فى تسألها تتحدث عن العالم وتقدم عبر هذا التسأل بعض الأجابات وتترك الروموز تتحرك ببساطة

    من تلك الزاوية استيقظت في النفس انفعالات حرصت سنين على كبتها. رأيت هري العزيز ملقى فوق الاسفلت ينتفض وينتفض ثم يهدأ، وكان هر آخر يقطع الشارع من الجهة المقابلة يقعد فوق رأسه وينوح. كان نواحه لا يختلف بشيء عن نواح امي يوم جاؤوا بأبي شهيدا،



    تحيتى لهذه النجمة البديعة


  4. #4
    أستاذ
    تاريخ التسجيل
    25/11/2006
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    نعم .. الأدباء قادرون على سبر مختلف الأغوار..
    الفاضلة نجمه حبيب ..
    أقول ما قال أخي اشرف الخريبي :
    تحيتي لهذه النجمة البديعة ..


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية NejmehHabib
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    المشاركات
    11
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    My dearest friends

    Zahia Bint Elbaher, Ashraf Khraibi and Muhammad Rabih
    ,
    I am deeply greatful for your sincere encouraging comments. They give me the power to keep writing sensing that
    there are some people who care and appreciate
    thank you for your generousity and sincerety

    Sorry for writing in English, i am away from home and Arabic fonts are unavailable


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •