Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
عيناهُ في عينيها

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: عيناهُ في عينيها

  1. #1
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي عيناهُ في عينيها

    سنوات ثلاث مرَّت طويلة ..بطيئة تضطرم حرقًا, وأرقًا ,ماخمد لهيبها في صدرها هنيهة, ولاأقل من ذلك ولاأكثر, حتى في تلك اللحظات الشاحبة التي يواجه فيها اليوم أصعب الأوقات حسرة وقلقا, يحتاج فيها لشفقةٍ حُرِمتْها منه بقسوة مفرطة طوال حياتها معه.. كتمثال حجري وقفتْ يسار السرير الذي تمدد فوقه شبه جثة هامدة , تنظر إليه وعيناه تستجديان من عينيها نظرة سماح ,تخرج بها روحه مطمئنة ,لكنَّها تأبى بصمتها الحارق أن تهب له هذه النظرة التي هي بالنسبة له الأمل الأخير بتحقيق أمنية ,فتعمَّدت كلَّما التقت عيناهما أن تطبق جفونها برعونة تعلمتها منه عندما كان قويًا يذيقها الويل دونما رحمة, حين كانت ضعيفة لا تستطيع ردَّ الجور عنها.. جبانة غير قادرة على مواجهة ذاتها بهمِّها وشقائها معه مادامت تحبه, وتقدس التراب الذي يمشي فوقه ..تتوجع بسرها كل يوم ..تموت وتولد في الثانية الواحدة عشرات المرات,وفمها مطبق تلوب فيه الكلمات ..تجف.تصدأ ..تتدبب جوانبها,فتبتلعها بغصَّة تخنقها,ودمعها جامد بين أجفانها المرهقة ينتظر فرجًا عابرًا دافئ الصدرِ فينهمربلهفة تزيح بها عن قلبها كربة, ولكن من أين يأتيها الفرج, وقد سُدَّت حولها الطرقات ؟..الحب عندها يعني الصبر ..التحمل ,الصمت والرضا .. يعني عدم الاحتجاج على ما تتجرعه بكأس غرامها من ذلٍ وهوان ..من حرقة وحرمان .. الحب كما يقول هو عذاب ومرار , ومن لا يصبر على ناره وأشواكه هو في اعتقاده ليس محبًا ,وهي عاشقة حتى الثمالة ,فكيف تخالف مبادئ حبيبها! الذي تركت لأجله الدنيا كلها وتزوجته..ولمَ لا تترك الحياة برمَّتها وقد سحرها بكلِّ شيء فيه ..وسامته الخارقة ..أدبه الجم ..مركزه الاجتماعي المرموق ..رجولته اللافتة وزرقة عينيه التي غرقت في بحرهما حتى القاع..كلماته التي حلَّقت بها في الفضاء على متن الهوى , فصدَّقت أنها وليفة نسر ؟!حبَّها له قيَّد قواها بسلسلة أحاطت عنقها قيدًا أحكم إقفاله بمفتاح الغرام, وألقى به من برجه العاجي في مزابل الجحود..هكذا كانت صخرة صامدة تقف بوجه الريح والموج , والعواصف التي تضرب قلعة حبها كل يوم بكل الاتجاهات,ولاتكل ولاتمل من الصبر, ولا يزدادُ قلبها إلا نبضًا بحبه,وتفانيًا بخدمته ,والسهر على رعاية شؤونه .كانت تنسى تعب يومها كله عندما تسمع صوت مفاتيحه المتراقصة بين أصابعه ,وقد تدلت من حمالة ذهبية أُهديتْ له في عيد ميلاده من مجهول رفض البوح باسمه , فتهرع لاستقباله وهي بكامل زينتها ..صدقته فكلام الحبيب مقدس لايحتمل المناقشة ولامثقال ذرة من ريبة.. إلى أن رأته ذات مساء مصادفة مع امرأة ثانية ..عيناه في عينيها ..كفاه في كفيها ..أحست بشي ما في صدرها يُقتلع بقسوة رهيبة ..يفرُّ بكل المشاعر الدافئة والعواطف النبيلة والأحاسيس الجميلة , فيسقط في هوة سحيقة لاأمل للنجاة منها , يتصاعد منها دخان أسود لزج تستنشقه بملء رئتيها كرهًا ,كيف حصل ذلك لاتدري , ولكنها صدقت إحساسها تجاهه عندما صدقها الشعور ..حتى ملامحه تبدلت عما ألفتها سابقًا..كانت تراه جميلا..وسيما ..رائعا حتى أنها من كثرة النظر في وجهه حاضرًا , وتجليه بخيالها غائبًا, جعلها تنجب منه طفلين على صورته.. أحبتهما حب الأمومة, وحب الشبه من الحبيب, واليوم أصبحت لاتطيق النظر في وجهيهما, أضاف إليها ألمًا آخر في نبض أمومتها, يالقسوته ما أشدَّ بطشه بها!
    وعندما أخبروها أنه يطلبها في المستشفى ,وهو في سكرات الموت إثر حادث مؤلم ..ارتدت ملابسها بهدوء تام , وخرجت إليه كأن شيئًا لم يكن ..انفردت به ..نظر إليها برجاء يسألها بعينيه المتورمتين العفو والغفران ,ظلَّتْ شفتاها مزمومتين, تحيطهما أخاديد مظلمة نحتها الزمن بكف الحزن حول فمها.. بينما عيناها تخترقان جدار اللحظة إلى البعيد..تسمع نشيج الحرمان يتفجر صورا قاتمة, رسمتها ريشة ظلمه بالدمع والآه والحرقة ,وعلقتها في ذاكرة هيجتها تداعيات الموقف, وهي تقف معه موقف المواجهة عند حاجة القاتل للقتيل ...تنقبض يداها بشدة , وهما تعبثان بحقيبتها السوداء, التي التصقت ببطنها كطفل صغير, ينكمش في حضن أمه هربًا من يدٍ تمتد لتصفعه ..يرتفع صوت أنفاسه يصلها متعبًا..يناديها بتقطع الزفير والشهيق .. تعاود النظر إليه , ودموعه تتدحرج فوق خديه, وصدره يعلو ويهبط بشدة ..فهمت لغة الأنفاس اللاهثة..تذكرت قطتها البيضاء وهي تحتضر ذات مساء ..كانت مولعة بها جدًا..تسقط من عينها دمعة..
    تنفرج أساريره..
    القطة تموت وهي تحاول إنقاذها ..
    يزداد صوت شهيقه وزفيره ارتفاعا ..
    تلتفتُ إليه..
    تتسع مساحة ابتسامته فوق شفتيه المرتجفتين..
    تموت القطة ..
    تنهمر الدموع من عينيها أغزر..
    ينخفض صوت الأنفاس في صدره وتبدأ بالهدوء..
    تقترب منه ..تتناول منديلا ورقيًا من جيبها ..تمتد يدها المرتجفة بالذكريات نحو عينيه ..تمسح بها دموعه المتساقطة على جانبي وجهه..
    بقلم
    بنت البحر

    يكفيكم فخرًا فأحمد منكم***وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمن

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية هنادة الرفاعي
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    343
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    قصة مؤثرة جدا أختي بنت البحر

    كنت أقرأ وأتوق لمعرفة النهاية وشعرت برعشة تسري في جسدي عندما قرأت النهاية

    الحب الصادق يغفر كل الذنوب ومع كل ظلمة وقسوته وخيانته استطاعت أن تغفر له عندما احتاج لها وهو القاتل وهي القتيل
    نهاية موفقة ورائعة ولا يمكن أن تكون أجمل

    دمت

    webmaster@refaai.co.cc


    زيارتك تسعدنا ياهنادة الرفاعي أهلا بك

  3. #3
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    كم من السنين تعيشها الزوجة في قهر وإضطهاد
    كم من مرة تتوق نفسها للخلاص
    وتتمنى لو واتتها الفرصه للإنتقام
    ولكن هيهات مع المحبين المؤمنين
    تجديهم أختاه لحظتها في قمة الرقة والعطف والحنان تنمحو من ذاكرتهم ونفوسهم مآسيهم وتعتلجها مشاعر عاشت في حب فنراها تنعي الحبيب بحرقة تصطدم بها الذات قبل أقرب الأقرباء .

    قصة رائعة من بدايتها لنهايتها رغم إصطدامها بأرض الواقع الذي نرى البعض يحياه .
    فائق التقدير ايتها القاصة المبدعة أستاذة زاهية " بنت البحر "


  4. #4
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأخت الفاضلة زاهية
    منذ الخيط الأول للقصة و أنا ألهث وراءه أحاول اللحاق بآخر الخيط
    فوجدته الحب و التسامح في نهاية لم أكن أتوقعها
    فبعض النساء يثأرن لأنفسهن من مثل هؤلاء الأزواج بطرق مختلفة
    أما هذه المخلصة فقد حافظت على حبها و حياتها الزوجية ربما من أجل أشياء أخرى
    كثيرة غير الحب
    قصة رائعة و هادفة أحييك عليها
    مودتي و تقديري أختاه


  5. #5
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    قصة مؤثرة جدا أختي بنت البحر

    كنت أقرأ وأتوق لمعرفة النهاية وشعرت برعشة تسري في جسدي عندما قرأت النهاية

    الحب الصادق يغفر كل الذنوب ومع كل ظلمة وقسوته وخيانته استطاعت أن تغفر له عندما احتاج لها وهو القاتل وهي القتيل
    نهاية موفقة ورائعة ولا يمكن أن تكون أجمل

    دمت
    هنادة الرفاعي
    صدقيني منذ أن التقيتك هنا شعرت بأنك طيبة القلب
    نقية النفس صادقة الحرف عاطرته
    هنادة أختي العزيزة لك شكري وتقديري على مرورك الهادئ
    وكلماتك المشجعة دمت بخير وللخير تسعين
    أختك
    بنت البحر


  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية اشرف الخريبي
    تاريخ التسجيل
    27/10/2006
    المشاركات
    220
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    العزيزة زاهية بنت البحر


    اعجبنى النص فى بدايته وحتى الدخول فى التفاصيل
    لازال الموقف الأنسانى هو احد المعطيات المهمة بل الأهم فى واقع النصوص
    اشكرك على النص الممتع

    اشرف


  7. #7
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/11/2006
    المشاركات
    5,554
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي

    آآآه يا بنت البحر

    انما الشديد الذى يمتلك نفسه عند الغضب

    قصة درامية واقعية تجسد فيها الحب والكراهية والقسوة واللين
    تداعت فيها الأحداث بما لا يترك مجال للشك بانها ستنتقم
    ولكنها النفس التى جبلت على الخير
    هذا النضج جزاءه اكبر واعم - ان تتسامى فوق الجراح وتكون هناك وقت االشدائد برغم الذكريات المؤلمة
    هذه رحمة الله التى وزعها بين عباده - بها تحابوا وتعايشوا ، فما بالك بمن افضوا الى بعض واخذوا من بعض ميثاقا غليظا ً !
    سامية مثل كاتبتها وخلقها

    اجدت الفكرة والتفكير والتعبير والعبرة والنهاية

    مع حبى وتقديرى لك ولما يخطه قلمك دائما


  8. #8
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/12/2006
    العمر
    41
    المشاركات
    481
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    فتعمَّدت كلَّما التقت عيناهما أن تطبق جفونها برعونة تعلمتها منه عندما كان قويًا يذيقها الويل دونما رحمة

    النص رائع فى كل شىء

    دوماً نتابع نصوصكِ لنتعلم منها خفية الحركة والتنقل بين المتناقضات لتأخذنا خيوطكِ دائماً الى حيث الاخلاص والوفاء

    دمتِ مبدعة

    تحية خالصة


  9. #9
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركة
    كم من السنين تعيشها الزوجة في قهر وإضطهاد
    كم من مرة تتوق نفسها للخلاص
    وتتمنى لو واتتها الفرصه للإنتقام
    ولكن هيهات مع المحبين المؤمنين
    تجديهم أختاه لحظتها في قمة الرقة والعطف والحنان تنمحو من ذاكرتهم ونفوسهم مآسيهم وتعتلجها مشاعر عاشت في حب فنراها تنعي الحبيب بحرقة تصطدم بها الذات قبل أقرب الأقرباء .

    قصة رائعة من بدايتها لنهايتها رغم إصطدامها بأرض الواقع الذي نرى البعض يحياه .
    فائق التقدير ايتها القاصة المبدعة أستاذة زاهية " بنت البحر "

    صدقت عزيزتي أستاذة عبلة ,وأعتقد بأن عاطفة الأمومة عند المرأة هي في غالب الأحيان تسيطر على أحاسيسها تجاه كل من حولها ,خاصة ممن عاشت معهم زمنًا طويلا, فتشعر بالمسؤولية تجاههم ,وفي مثل حالة هذه الزوجة رغم أنه جرح قلبها وكبريائها, لكنها لأمر ما أشفقت عليه ,وهي تراه في اللحظات الأخيرة من حياته ,فشعرت الحزن على قطتها بتداعي الأفكار, فكان الأولى أن تشفق على رجل أحبته ,وعاشت معه ,ولو وهم سعادة, ولكنها كانت سعيدة بهذا الوهم ,والقدرة على العفو والمسامحة لايستطيعها كل الناس لأنها من شيم الكرام, وكانت كريمة بنت كرام عندما مسحت الدمع عن وجهه..
    لك شكري وتقديري أختاه
    دمت بوعي وسمو
    أختك
    بنت البحر


  10. #10
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
    الأخت الفاضلة زاهية
    منذ الخيط الأول للقصة و أنا ألهث وراءه أحاول اللحاق بآخر الخيط
    فوجدته الحب و التسامح في نهاية لم أكن أتوقعها
    فبعض النساء يثأرن لأنفسهن من مثل هؤلاء الأزواج بطرق مختلفة
    أما هذه المخلصة فقد حافظت على حبها و حياتها الزوجية ربما من أجل أشياء أخرى
    كثيرة غير الحب
    قصة رائعة و هادفة أحييك عليها
    مودتي و تقديري أختاه
    أخي المكرم د.جمال مرسي التسامح قبل الحب أحيانا
    فبه يحس الإنسان براحة ضمير تجاه الآخرين عندما يكونون في موقف يستدعي الشفقة
    وما الشفقة سوى رحمة لايحسنها إلا القادرون
    لك شكري وتقديري
    أختك
    بنت البحر


  11. #11
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشرف الخريبي مشاهدة المشاركة
    العزيزة زاهية بنت البحر


    اعجبنى النص فى بدايته وحتى الدخول فى التفاصيل
    لازال الموقف الأنسانى هو احد المعطيات المهمة بل الأهم فى واقع النصوص
    اشكرك على النص الممتع

    اشرف

    ولك الشكر أخي الكريم المبدع أشرف الخريبي
    لمرورك أثر طيب في نفسي ككاتبة أحب رأي النقاد أمثالك
    دمت بخير
    أختك
    بنت البحر


  12. #12
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Iman Al Hussaini مشاهدة المشاركة
    آآآه يا بنت البحر

    انما الشديد الذى يمتلك نفسه عند الغضب

    قصة درامية واقعية تجسد فيها الحب والكراهية والقسوة واللين
    تداعت فيها الأحداث بما لا يترك مجال للشك بانها ستنتقم
    ولكنها النفس التى جبلت على الخير
    هذا النضج جزاءه اكبر واعم - ان تتسامى فوق الجراح وتكون هناك وقت االشدائد برغم الذكريات المؤلمة
    هذه رحمة الله التى وزعها بين عباده - بها تحابوا وتعايشوا ، فما بالك بمن افضوا الى بعض واخذوا من بعض ميثاقا غليظا ً !
    سامية مثل كاتبتها وخلقها

    اجدت الفكرة والتفكير والتعبير والعبرة والنهاية

    مع حبى وتقديرى لك ولما يخطه قلمك دائما
    قد تحبل النفس بالكره إثر عذاب يسببه لهاطرف آخر..يكبر الجنين يتمطى في رحم الحزن, فيصيب النفس بالكآبه ,والتبرم واليأس من الحياة ,وانتظار لحظة الولادة ليتم الانتقام ممن سبب الآلام هذه, ولكن قد يكون المخاض صعبًا بحضن حوادث مستجدة تجعل الولادة عسيرة بل قد يختنق المولود قبل رؤية النور,فترتاح النفس من الحمل الثقيل , وتريح من كان سيتلقونه مصائب قد تسبب مالا تحمد عقباه..
    إنها الرحمة التي وضعها الله في قلوب عباده, وقد خلقها مئة رحمة أنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة توزعت بين المخلوقات منها رحمة الدابة على وليدها , فكيف بها بزوجة أحبت بجنون ؟
    لابد ستكون رحيمة وحبيبها يحتضر ,فأي انتقام سيخطر ببالها عندما تنزف عيناه دموع الندم؟
    أهلا ومرحبًا بك عزيزتي إيمان
    أختك
    بنت البحر


  13. #13
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرو عبدالرؤوف مشاهدة المشاركة
    فتعمَّدت كلَّما التقت عيناهما أن تطبق جفونها برعونة تعلمتها منه عندما كان قويًا يذيقها الويل دونما رحمة

    النص رائع فى كل شىء

    دوماً نتابع نصوصكِ لنتعلم منها خفية الحركة والتنقل بين المتناقضات لتأخذنا خيوطكِ دائماً الى حيث الاخلاص والوفاء

    دمتِ مبدعة

    تحية خالصة
    ودام مرورك المحمل بالخير والكلمة الموفقة
    أخي المكرم عمرو عبد الرؤوف
    أختك
    بنت البحر


  14. #14
    عـضــو الصورة الرمزية يحيي هاشم
    تاريخ التسجيل
    05/12/2006
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    هل كان يجب أن تسامحه ؟؟
    بهذا السؤال تدخل بنا الكاتبة ( زاهية أحمد ) إلى قصتها .

    كتمثال حجري وقفتْ يسار السرير الذي تمدد فوقه شبه جثة هامدة , تنظر إليه وعيناه تستجديان من عينيها نظرة سماح ,تخرج بها روحه مطمئنة ,لكنَّها تأبى بصمتها الحارق أن تهب له هذه النظرة التي هي بالنسبة له الأمل الأخير بتحقيق أمنية .
    مشهد البداية مشهد يحمل الكثير من الدلالات لأنه يغوص بنا فى أعماق القصة .
    هو وهى وبينهما رجاء منه أن تسامحه , وقسوة منها نتاج ثلاث سنوات كاملة كان فيها هو الخائن الأوحد !!

    يتسائل القارىء عن سبب الخيانة فتوضحه لنا ..
    رأته ذات مساء مصادفة مع امرأة ثانية ..عيناه في عينيها ..كفاه في كفيها .
    وكأن هذا هو جزاء الزوجة الادقة المطيعة التى تصبر على كل عيوب زوجها مقابل نظرة رضا منه .

    ثم يتسائل القارىء وهل سامحته ؟
    وهنا ندخل إلى القصة ...
    1- بناء القصة
    - العنوان :
    وفقت الكاتبة تماما فى إختيار العنوان لأن سبب القصة والعقدة التى بها ( الصراع بين الزوج والزوجة ) هو أنها وجدته جالسا عيناه فى عينيها .
    إذن إختيار العنوان هنا كان معبرا تماما عن القصة .

    - المقدمة :
    كتمثال حجري وقفتْ يسار السرير الذي تمدد فوقه شبه جثة هامدة , تنظر إليه وعيناه تستجديان من عينيها نظرة سماح ,تخرج بها روحه مطمئنة ,لكنَّها تأبى بصمتها الحارق أن تهب له هذه النظرة التي هي بالنسبة له الأمل الأخير بتحقيق أمنية ,فتعمَّدت كلَّما التقت عيناهما أن تطبق جفونها برعونة تعلمتها منه عندما كان قويًا يذيقها الويل دونما رحمة, حين كانت ضعيفة لا تستطيع ردَّ الجور عنها .
    قد يعتقد القارىء أن تلك ليست المقدمة , ولكنى أصر على أ، المقدمة هى التى تجذبنى إلى العمل دون أن أدرى لأجد نفسى غارقا فى إشكالياته متعايشا مع البطل / البطلة , محاولا وضع حلول ظإستنتاجات متبوعة بتوقعات عن النهاية .
    وهنا تجد كل شىء فى مشهد صور بكاميرا جميلة للكاتبة .
    هو : نائما على فراش الموت يرجو منها السماح !!
    هى : تمنحه نظرات قاتلة نتاج فعلته .
    هو وهى والفراش الأبيض بينهما .
    مشهد رائع .

    -الموضوع - الحبكة :
    هل ستسامحه ؟
    المقدمة الجيدة ينتج عنها حبكة قوية ..
    تلك القاعدة تعيها تماما الكاتبة فبعد مقدمتها الجيدة سحبتنا معها إلى البحث عن إجابة لسؤال : هل سامحته ؟؟
    إذن الصراع هنا شيقا وجذابا منحنا القدرة على المتابعة ووضع النتائج التى قد تتحقق أولا تتحقق .
    والصراع هنا قد نجده واقعيا ( يجب عليها ألا تسامحه فقد خانك والخائن يموت بذنب خيانته !! )
    وقد يكون خياليا مترادفا مع أصحاب العواطف الملتهبة ( يجب عليها أن تسامحه فقد أحبته وتنازلت عن الكثير لأجله وهو الآن على فراش الموت فعليها أن ترحمه !! ) .
    ولكل منهما دلائله من القصة نفسها ..
    أصحاب الواقعية سيدللون بــ :
    إلى أن رأته ذات مساء مصادفة مع امرأة ثانية ..عيناه في عينيها ..كفاه في كفيها ..أحست بشي ما في صدرها يُقتلع بقسوة رهيبة ..يفرُّ بكل المشاعر الدافئة والعواطف النبيلة والأحاسيس الجميلة , فيسقط في هوة سحيقة لاأمل للنجاة منها , يتصاعد منها دخان أسود لزج تستنشقه بملء رئتيها كرهًا ,كيف حصل ذلك لاتدري
    وأصحاب الرومانسية الخيالية الحالمة سيدللون بــ :
    الحب عندها يعني الصبر ..التحمل ,الصمت والرضا .. يعني عدم الاحتجاج على ما تتجرعه بكأس غرامها من ذلٍ وهوان ..من حرقة وحرمان .. الحب كما يقول هو عذاب ومرار , ومن لا يصبر على ناره وأشواكه هو في اعتقاده ليس محبًا ,وهي عاشقة حتى الثمالة ,فكيف تخالف مبادئ حبيبها! الذي تركت لأجله الدنيا كلها وتزوجته..ولمَ لا تترك الحياة برمَّتها وقد سحرها بكلِّ شيء فيه ..وسامته الخارقة ..أدبه الجم ..مركزه الاجتماعي المرموق ..رجولته اللافتة وزرقة عينيه التي غرقت في بحرهما حتى القاع.
    إذن لكل منهما براهينه ودلالاته التى يرتكز عليها , ولكن الحكم دوما بيد الكاتبة فماذا حكمت ؟؟

    النهاية - الحكم الصادم :
    أخذتنا الكابة فى دائرة مغلقة من الحب اللانهائى إلى الخيانة الصادمة والتى إنتهت بصاحبها على فراش الموت .
    دارت بنا فى دائرة مغلقة حتى وصلنا إلى الحكم ..
    ولكن النهاية هنا أيضا كانت خيالية وواقعية فى ذات الوقت ..
    البعد الخيالى :
    تذكرت قطتها البيضاء وهي تحتضر ذات مساء ..كانت مولعة بها جدًا..تسقط من عينها دمعة..
    تنفرج أساريره..
    القطة تموت وهي تحاول إنقاذها ..
    يزداد صوت شهيقه وزفيره ارتفاعا ..
    تلتفتُ إليه..
    تتسع مساحة ابتسامته فوق شفتيه المرتجفتين..
    تموت القطة ..
    تنهمر الدموع من عينيها أغزر
    الربط هنا بين الزوج الذى يحتضر والقطة أراه دا دلالة تتضح بين السطور ..
    كانت القطة تحتضر وهى مولعة جدا بها فتسقط من عينيها دمعة !!
    يمكننى أن أتلصص هنا على البطلة التى يرق قلبها ولكن تجمد عيناها .
    أتلصص على قلب لم يكره يوما ولكنه أبى أن يعيش مخدوعا .
    ولكن دعنى أصدمك أيها القارىء أنها تحبه ولكنها تكرهه !!
    صدقنى هذا هو حالها !!
    عندما سقطت من عينيها دمعة ماذا حدث له ؟؟
    إنفرجت أساريره !!
    لماذا ؟؟
    لأنها قالت له سامحتك !!
    ولكنها لم تنطق !!
    نعم ولكن جل ما كان يتمناه نظرة منها , ولأنها مازالت تجبه منحته ماهو أكثر من النظرة منحته دمعة حب وودلع ..
    يا للمرأة !!
    وحينما إلتفتت إليه .. إذن الأمر لم يعد مجرد نظرة فقط بل أضحى أكثرمن ذلك إلتفاته بالجسد كله له إتسعت مساحة الابتسامة ولهذا دلالة أخرى ..
    حينما منحته الدمعة إبتسم وبدأت الروح تتخذ طريقها من الضيق الى الاتساع دليل الراحة , وحينما إلتفتت إليه إتسعت مساحة الابتسامة فانطلقت الروح إلى خالقها بعد أن هدأت وارتاحت !!
    مشهد ماورائى رهيب رأيته فارتعدت له .
    تحية هنا لكابة إستطاعت بلا كلمات أن تمنحنا مشهدا رومانسيا رائعا .
    وختام المشهد والقصة هو الأروع ..
    تقترب منه ..تتناول منديلا ورقيًا من جيبها ..تمتد يدها المرتجفة بالذكريات نحو عينيه ..تمسح بها دموعه المتساقطة على جانبي وجهه
    وكأنها بيدها التى تحمل الذكريات القديمة مرتعدة تأخذ منه آخر ماتبقى منه لتكون ذكرى أخرى .

    2- اللغة :
    ليس جديدا علينا لغة زاهية أحمد ولكن الجديد هو اللعب على المتناقضات فى ..
    الحب عندها يعني الصبر ..التحمل ,الصمت والرضا
    الصبر مقابل الصمت !!
    التحمل مقابل الرضا !!
    جمالية التناقض فى البوح بعدم الصبر ولكنها صامتة , وعدم التحمل ولكنها راضية .
    - يعيب على الكاتبة فقط السرد الطويل والاسهاب فى مشاعر باتت واضحة تماما وسقطت فى بحر التقريرية فى بعض الجوانب مثل :
    جبانة غير قادرة على مواجهة ذاتها بهمِّها وشقائها معه مادامت تحبه, وتقدس التراب الذي يمشي فوقه ..تتوجع بسرها كل يوم ..تموت وتولد في الثانية الواحدة عشرات المرات,وفمها مطبق تلوب فيه الكلمات ..تجف.تصدأ ..تتدبب جوانبها,فتبتلعها بغصَّة تخنقها,ودمعها جامد بين أجفانها المرهقة ينتظر فرجًا عابرًا دافئ الصدرِ فينهمربلهفة تزيح بها عن قلبها كربة, ولكن من أين يأتيها الفرج, وقد سُدَّت حولها الطرقات
    وغن غاب ذلك تماما وعادت الكلمات والعبارات إلى رشاقتها المعتادة فى النهاية .

    3- الزمكان :
    رغم تعدد الأماكن هنا إلا أنك لم تشعر بهذا التعدد وكأن المشهد كله دار فى مكان واحد !!
    والاطار الزمنى الذى دارت فيه القصة هو إطار متماسك فقد بدأ من النهاية حيث وقت الوفاة وعاد بنا إلى الحب الذى كان ثم وقت الخيانة ثم عاد بنا إلى المستشفى مرة ثانية لنحضر لحظة الموت .

    4- الشخصيات :
    الشخصية الرئيسية هنا هى البطلة وهى مسطحة فى بداية الحب منحت كل ما عندها للحبيب , ولكنه غيرها إلى شخصية منغلقة دائرية تكره كل ماحولها .
    أما الشخصية الثانية فهى شخصية البطل الخائن وهى شخصية غلبت عليها تحيز الكاتبة التام لبطلتها المخدوعة فظهر لنا بدور المخادع الذى قابل الحب بالخيانة .
    نهاية :
    عيناه فى عينيها قصة لكاتبة تعرف كيف تجذبك من السطر الأول .
    يحيي هاشم

    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوانى
    واخفض السيف قليلا إننى ماعدت أبصرك
    من اللمعان

  15. #15
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    يحيى هاشم أخي المكرم أقف هنا أتأمل قراءتك لقصتي فأبتسم برضا أن حظيت بهذا الكرم من فكرك القويم بقراءة متفهمة واعية لما بين السطور وخلف الكلمات
    لك شكري وتقديري أخي الكريم
    جزاك الله الخير العميم
    أختك
    بنت البحر


  16. #16
    عـضــو الصورة الرمزية يحيي هاشم
    تاريخ التسجيل
    05/12/2006
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية بنت البحر مشاهدة المشاركة
    يحيى هاشم أخي المكرم أقف هنا أتأمل قراءتك لقصتي فأبتسم برضا أن حظيت بهذا الكرم من فكرك القويم بقراءة متفهمة واعية لما بين السطور وخلف الكلمات
    لك شكري وتقديري أخي الكريم
    جزاك الله الخير العميم
    أختك
    بنت البحر
    الغالية / زاهية أحمد
    لك التحية
    أى كرم أختى تتحدثين عنه !!
    الكرم كرمك فى قصصك التى تدفعنى للقراءة والتحليل .
    يحيي هاشم

    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوانى
    واخفض السيف قليلا إننى ماعدت أبصرك
    من اللمعان

  17. #17
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أختي الفاضلة زاهية
    نص حزين محزن أبدعتِ في تصويره ، حب و خشوع يقابله تجبر و جحود .
    تحملت منه كل فظاظاته و لكنها لم تحتمل خيانته .
    و بينما هو على فراش الموت كانت تتذكر النزع الأخير لقطتها فبكت حزنا عليها لا عليه .
    إبداع لا يضاهى بلغ ذروته في تداعياته الأخيرة .
    دمت و دام تألقك
    نزار


  18. #18
    أستاذ
    تاريخ التسجيل
    25/11/2006
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    عيناه في عينيها..
    أستاذتنا القديرة زاهية حفظها الله
    السلام عليكم وبعد :
    فلقد نجح قلمك القاص في نقل شذرات من انسانيتك المفعمة بالصدق ..
    فكانت هذه القصة التي وصلت الينا ممتعة ومعلمة ..
    لك خالص التقدير والاجترام ..


  19. #19
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيي هاشم مشاهدة المشاركة
    الغالية / زاهية أحمد
    لك التحية
    أى كرم أختى تتحدثين عنه !!
    الكرم كرمك فى قصصك التى تدفعنى للقراءة والتحليل .
    يحيي هاشم
    بارك الله بك أخي المكرم يحيى هاشم
    وجزاك الخير
    أختك
    بنت البحر


  20. #20
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار ب. الزين مشاهدة المشاركة
    أختي الفاضلة زاهية
    نص حزين محزن أبدعتِ في تصويره ، حب و خشوع يقابله تجبر و جحود .
    تحملت منه كل فظاظاته و لكنها لم تحتمل خيانته .
    و بينما هو على فراش الموت كانت تتذكر النزع الأخير لقطتها فبكت حزنا عليها لا عليه .
    إبداع لا يضاهى بلغ ذروته في تداعياته الأخيرة .
    دمت و دام تألقك
    نزار
    الأستاذ الأديب الكبير أخي المكرم نزار الزين أولا كل عام وأنت بخير
    جعله الله عيدًا مباركًا عليك وعلى الأسرة الكريمة
    ثانيًا مرورك عبر متصفحي يعني لي الكثير والله, فمثلك ياأخي
    بما تحمله من فكر وعلم وخلق يجعلنا بحاجة للاستفادة من خبرته
    فيما نكتب فأنت تضيء لنا زوايا نكتبها, ولانحس بجمالها إلا بعد أن تسلط عليها
    ضوء بصيرتك, فتشع منها المعلومة بشكل أجمل وأقرب للقلب ,وأبلغ تأثيرًا في النفس
    لاحرمنا الله من هذه الأنفاس الكلامية العاطرة بكل خير..
    أختك
    بنت البحر
    مريمك محمد يمق


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •