وفاة الدستور المصري أثر أزمة قلب إستفتائية حادة
توفى الدستــــور المصري عن عمر يناهــز125 عاما بأزمـة قلبيــة حـــادة، خاصم فيها
النظــام أطيـاف المعــارضـــة وقاطــع فيـها الشعب المصـري عملية الاستـفتـاء مقاطـعة
شبه جماعية حيث شهدت الاستفتاءات إقبالاً منقطـع الجمــــاهير، ورفضـــاً من العـامــة
والمشاهير. ولبست بعض أحزاب المعارضة لبس الحداد على ما قد أصاب دستور البلاد.
ومن الجدير بالذكر أن المرحوم كان يعانى من عدة أمراض مستعصية، وتمت إحالته إلى مستشفى مجلس الشعب للعلاج، إلا أن خلافاً قد نشب بين فريق الأطباء أدى إلى امتناع الكثير منهم عن الاشتراك فى إجراء العملية الجراحية للفقيد اعتراضا على أسلوب العلاج المقترح واستخدام أدوات جراحية ملوثة أدت إلى تسمم المريض فضلاً عن عدم إعطاء الفقيد أية مسكنات لدى إجراء العملية وهو ما أغضب جمعيات حقوق الإنسان فى جميع أنحاء العالم من تسمانيا إلى هونولولو ومن أوساكا إلى موزمبيق.
وأما القضاءُ فقد فًقًـد القضاءَ، ولم يعد له حقٌّ فى البقاء، وحقوق أهل الحق ضيعها أهل الأرض فسارت تُطلَبُ فى السماء، ويحكم فى المدينة حكم العسكرية، ومن ليست له قضية، صارت قضيته قضية، والظالم برأه العسكر، والمظلوم سيركع أو يُكسَر. والسلطةُ ليس لها طالب، فالكل خرافٌ وأرانب، ولتبكى يا زمن الأحزان، على الدستور وما قد كان. فمصر محاضرةُ العالم؛ لا يفهم فيها من أحدِ، غير السلطان وإن يذهب فابن السلطان.
وشيعت جنازة المرحوم فى كل الديار المصرية، وقد خلف الفقيد- له الرحمة ولشعب مصر الصبر والسلوان- ثمانين مليون يتيماً وتاريخاً حافلاً بالمظالم والتعديات. وخلفه فى فض المنازعات دستور جديد، صنع من نارٍ ومن حديد. يضمن السكوت فى أنحاء البلاد، من الموالى ومن العبيد. وانتحر قاضى قضاة المعمورة وأقسم أولاده أن يقيموا له مأتماً توزع فيه صكوك الغفران، من مطروح الباسلة وحتى أقصى بلدِ فى الصعيد.
وأما المعارضة والمعارضين، فقد باؤوا بخسرانِِ مبين، من أقصى اليسار فيها إلى أقصى اليمين. وأصبح النقد محرماً على كل المصريين، الأحياء منهم والميتين، الطلقاء منهم والمساجين. وطبقت أميركا ديمقراطيتها العوراء، على أهل المدر والوبر، فى مدينتنا المزدحمة وفى هِوِّ الصحراء، وحذرت المسلمين من كثرة الخطى إلى المساجد، وفرضت ضريبة رومانية على كلِّ رائحِ وعائد ، وعلى جثث الموتى وكل شاردِ ووارد، والعاقبة عندكم فى المسرات، ولا عزاء هنالك لا للرجال ولا للسيدات.
المفضلات