الحِبُّ و الأندلس
يتكون بيت هذه القصيدة من ثلاثة أشطُر ، أو لنقل ثلاثة أثلاث ، لذلك سميتها بالمثلث ، كالمخمّس .
وَلِّدِ الشوقَ فؤادي و ارعَهُ*ما بقاء الروح إلا معَهُ=إنّ فوت الشوق موت الأنفُسِ
و تزوّد من أغاريد الهوى*بعض ما يشجيك أن تسمعَهُ=و ينمّي السر في المحتبَس
و التمس في نظم من قد سلفوا*ما يذيب الصبّ أو مدمعه= إنّ فيه بُغية الملتمِس
و أدر ذكر الذي من حُسنه*قد جفا كل فتىً مضجعه=و انثنى للشوق بعد المأنس
لم أبت إلا على ذكرٍ له*مذ رماني الدهر أن أتبعه=و خلا مغنى الهوى من مؤنس
فالدجي لي زفرةٌ لا تنقضي*و صباحي لا أرى مطلعه=إثر ذكر الحِب و الأندلسِ
تلكم الأرض التي قد أينعت*كان فيها المجد ما أمنعَه=ذهب الدهر بها في الغلَس
دارة الإسلام و العُرب التي*بلغت من مجده أرفعهُ=و سمت فوق مُنى المختلِس
قبضة الصقر و عرش الناصر*و حِمى المنصور ما أشجعه=و ضياء العز للمقتبِس
رفعوا فيها لواء المجد ، من*قد أتى من بعدهم ضيَّعه=و ذوت أمجادهم في الخلَس
و خبا النور العروبي الذي*أيقظ الغربَ و أحيا جمعه=و ثوى فرسانه في المرمس
و جثت غرناطةٌ في لحدها*تندب التاريخ ما أضيعَهُ=و تزيح الدمع بالدمع القسي
و مضى العهد و لم يمض الجوى*و حفظنا ذكره أجمعَهُ=و ثوينا فيه و الدهر نسي
فاروِ يا قلبي نشيداً شيقاً*عن لسان الدين ما أبدعَه=علّه يشفي جوى المبتئس
و إذا أودى بك الشوقُ فقل* (جادك الغيث) و أجرى دمعَهُ= (يا زمان الوصل بالأندلسِ)
الجيزة ـ الإثنين 19 من جمادى الآخرة 1429هـ
المفضلات