الاستاذ الكريم عامر العظم
السادة الأفاضل
تعرفون الظروف التاريخية التي مرت على امتنا العربية ومحاولات الآخرين لطمس وإلغاء الهوية العربية ،وتعلمون ان مئات السنين مرت دون الشعور بالهوية العربية ولا أعني فقط فترة العهد العثماني ما يهمنا الآن وفي هذا العصر وهذه المرحلة الحرجة جداً من تاريخنا العربي هو مناقشة موضوع القومية العربية.
في بداية القرن الماضي( العشرين)كانت النزعات الأخرى هي المسيطرة وجميعنا يعرف أن حتى الادباء والمفكرين كانوا يتغنون بها ففي مصر كانوا يتغنون بالنزعة الفرعونية وفي بلاد الشام ولبنان تحديداً كانوا يتغنون بالنزعة الفينيقية وكذلك الأمر في باقي البلدان لدرجة أن فكرة القومية العربية كانت غائبة تماماً إلى أن أتى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزرع القومية بالنخاع وبالدم ،مسك الملعقة وجعلنا نشربها شرباً كاالماء لتعود فكرة العروبة إلى السطح وعبد الناصر لم يقلها كلمة وذهب بل مارسها على أرض الواقع وتطبيقها كان مخيفاً للآخرين وحتى لأصدقائه السوفييت لأن تنامي فكرة العروبة والإسلام يشكل خطراً كبيراً على كل المتربصيي لهذه الأمة المنكوبة.
وبعد عبد الناصر استمر الشعور القومي العربي وطبق في بعض ا لبلدان والنصف الأخير من القرن الماضي كان مشرفاً .
لكن ماحد ث في السنوات الخمس أو العشر الاخيرة هو تراجع مخيف لهذا الانتماء العربي وغلب عليه الانتماء الاسلامي.
وما قرأته من بين أحرف السؤال الذي طرحه الاستاذ عامر هو ألمه ووجعه من تراجع هذا الانتماء وربما يقول في سره لماذ هذه الأمة هكذا ولماذا هذا الشعب (الشعب العربي) ضائع تائه فلا يعرف إن كان عربياً أو أمازيغياً أو فرعونياً وربما أراد من طرحه لهذا السؤال أن يدعنا نقول وبالصوت العالي انا عربي عربي وفخور بعروبتي.
مع الأسف الشديد إن الشعور القومي تراجع وتنامي النزعات الأخرى أصبح يشكل خطراً كبيراً على الامة العربية وامامكم الأمثلة كثيرة ومع الأسف امثلة لا تعد ولا تحصى ،والزملاء الأفاضل في المغرب والجزائر يعلمون ما تشكله النزعة البربرية والامازيغية عندهم والامر نفسه في لبنان ومصر وحتى أن بعض المفكرين اللبنانين يقولون الآن وبالصوت العالي وقد سمعتهم انا شخصياً يقولون أنا فينيقي ما شاني والعرب والامر ذاته في مصر ولا يقتصر الأمر هنا بل المصيبة أصبحت أكبر ولعل هذه المصيبة التي ربما أرى أنها أرهقت الاستاذ عامر وجعلته يكتب سؤاله المؤلم هو ما يحدث في السودان وقد أعد مقال حول هذه الخصوص وانشره في واتا ،إن السودان مع الأسف أصبح أربع دول والمستقبل يخفي أشياء مرعبه حول مستقبل السودان والسبب هو هذه النزعات التي تحدث عنها الاستاذ العظم ففي جنوب السودان يقول الجنوبيون نحن لسنا عرباً نحن أفارقة ولا شأن لنا بالعروبة أو الاسلام ونريد دولة خاصة بنا وفي الجنوب برلمان خاص للجنوبيين وحتى زوجة نائب الرئيس السوداني سلفا كير ذهبت إلى الأشمط بوش وطلبت منه أن يفتح سفارة امركية في الجنوب وأيضاً في شرق السودان تقول القبائل الموجودة هناك قبائل البجة أو (الهدندوة) نحن لسنا عرباً ولاشأن لنا بالعروبة والإسلام ونريد دولة خاصة بنا وأيضا في الغرب ومنطقة دارفور الامر أكثر خطورة وبقي الوسط الذي يقول نحن عرب ومسلمون .
هل هذا الحال يرضي أحد ألا ينتشر هذا الوباء إلى باقي الدول العربية إذا لم يحارب ويعزز من جديد الشعور القومي العربي ألانعيش على مساحة جغرافية واحدة ألم نشترك في التاريخ ألا نملك ثقافة واحدة ألا نشترك بالعادات والتقاليد ألا نواجه الأخطار الخارجية بنفس الدرجة من يحمي الأمة العربية والشعب العربي إذا تنازل عن هويته العربية وغلب عليها الهويات الأخرى من التي ذكرها الاستاذ العظم ألا يجدر بهذا الصرح الحضاري العربي أن يعمل جاهداً لإعادة هذا الشعور لأنه به وبه وحده فقط نواجه التحديات المصيرية المحدقة بنا فإما نكون أولا نكون إن الهوية العربية الاسلامية يجب أن تطغى على كل ما عداها وعلينا قبل الآخرين أن نحمل هذا اللواء لأنه أصبح واجب وفرض عين على كل عربي و مسلم عربي.
بالنتيجة يشكر الاستاذ عامر العظم الذي يعمل بجهوده الفردية على إعادة هذا الشعور إلى حيز الواقع وعلينا أن نكون معه نتغنى بالعربية وبالعروبة وبالإسلام وبالإمة العربية لنكون كما نحن على واتا روح واحدة ومشاعر واحدة ونحن شعب عربي إسلامي واحد.
عاشت الهوية العربية وعاشت الأمة العربية والاسلامية
المفضلات