بسم الله الرحمن الرحيم , الأستاذ عامر دائما يقذفنا بقذائف فكرية شديدة الانفجار والتأثير , مما يتولد عنها شظايا لاطاقة لنا بمواجهتها ! لقد ذكرتني هذه القذائف بفتوى قديمة سمعتها وأنا صغير في الأذاعة قبل ان تلوث الفضائيات اجوائنا الهادئة !! يقول طالب الفتوى على ما تعيه الذاكرة الواهنة : ان الكتاب يكتبون القصص ويرسمون الشخصيات ويرونها لنا وكأنها احداثا حقيقة قد حدثت بالفعل ! فهل يعد هذا من قبل الكذب ؟ وان كان كذلك , فما حكمه ؟!
ان الانسان - اي انسان في اي أرض - هو الانسان بكل متناقضاته , فيه الكذب وفيه الصدق , فيه الحكمة وفيه التهور , فيه الذكاء الخارق و فيه الغباء الحارق ...... الخ , فلماذا يرحمكم الله تسارعون الى وصف المثقف العربي بكل سلبيات تلك المتناقضات , وتتركون الايجابيات لمثقفي الحضارة الغربية ؟! الايكذبون هم ؟! الا يدلسون ؟! الا يحقدون ؟! الا يكرهون ؟! الخ , نعم فيهم الطالح , كما فيهم الفالح , هذه صفات بشرية , وان كان بعض البشر قد هذبتهم اديانهم التي تحرم الكذب , او مبادؤهم او اخلاقهم الخ , لذلك فأنا لا ارى حرجا من أن يكذب المثقف , بل الحرج كل الحرج في ان نصفق له ونشد على يديه عندما يكذب !! لذا علينا دائما ان نتحرى السرقات الأدبية والفكرية عند من يمارسها , ونعرضها على الملأ حتى يرتدع السارق , ويكف الكاذب , وأذكر في هذا المجال ان بروفيسورا عربيا كان يرأس احدى المجلات الأدبية العربية الذائعة الصيت , قد نشر عدة ابحاث مسروقة عن كتاب فرنسيين بشيء من التصرف ونسبها الى نفسه لأنه كان يجيد الفرنسية , الى ان كشفه صحفي لم يكن في مثل شهرته , وبعد ان اثبت بالأدلة القاطعة السرقات , توارى البروفسور الكاتب , وهكذا علينا فقط ان نكون صادقين مع انفسنا ومع الأخرين في احكامنا دون مجاملات لن تقودنا الا الى العقم ومن ثم العدم !
المفضلات