مذكرات نملة
ما أَثقَلَهَا هَذِي القَمحَة تَقصِمُ ظَهرِي إِذ أَحمِلُهَا
تُتعِبُنِي, تَسقُطُ, أَرفَعُهَا تَسقُطُ , تَعنِدُ , فَأُدَفِّعُهَا
لا أَكسَلُ أَو أَركنُ لَحظَة أُسرِعُ خَوفاً أَنْ أَفقِدَهَا
أَدفَعُ, أَدفَعُ, لا أَتَوَانَى رِجلِي فِي الأَرضِ تُعَفِّرُهَا
أَرغَبُ أَنْ أَطعَمَهَا, مَهلاً لَنْ آكُلَ حَتَّى أُوصِلَهَا
لَنْ آكُلَ وَحدِي فَرِفَاقِي يَجتَمِعُونَ لِكَي نَطبُخَهَا
قَد يُحضِرُ رَضوَانُ أَرُزّاً وَالخُبزَةَ قَيسٌ يُحضِرُهَا
هَذِي القَمحَةُ أَكبَرُ حَبَّة سَأُفَاجِئُهُم, لَنْ أَترُكَهَا
صَوتُ خُطَى الأَطفَالِ أَتَانِي يَعبَثُ فِي الأَرضِ يُزَلزِلُهَا
يَا رَبِّي أَوجَدتَ أُسُوداً فَلِمَاذَا لَمْ أُخلَقْ مِنهَا ؟
مَخلُوقَاتُ اللهِ عِظَامٌ فَلِمَاذَا النَّملَةُ أَضعَفُهَا ؟؟
هَل أَهرُبُ أَنفُدُ بِالرُّوحِ ؟ هَل تُسعِفُ رِجلَيَّ خُطَاهَا ؟
وَالحَبَّةُ صَارَتْ فِي الكِيسِ أَأَترُكُهَا حَقّاً ؟ أَنسَاهَا ؟!
وَالحَبَّةُ إِصرَارٌ مُرٌّ أَترُكُهَا ! الرُّوحُ فِدَاهَا
صَوتُ نُبَاحٍ يَملأُ سَمعِي صَوتُ صُرَاخٍ مِلءُ صَدَاهَا
قَد هَرَبُوا فَزِعِينَ كَأَنِّي حِينَ عَزَمتُ حَسَمتُ خُطَاهَا
فَالفِكرَةُ لِلعَبدِ حَيَاةٌ تَدبِيرُ الرَّحمَنِ حَمَاهَا
إِنْ تَخشَ كَبِيراً يَتَمَادَ لا تَقصِدْ إِلآهُ إِلهَا
كُلُّ قَويٍّ أَوجَدَ أَقوى مِنهُ وَإِنْ حُمقاً يَتَبَاهَى
القصيدة بقافيتين وعلى بحر المحدث
مع الشكر على كل تعليق
حنين
المفضلات