كلام جميل . ونحليلات مقنعة وموزونه , بديل أنك كلما قرأت مداخلة تعاطفت معها , ومع ذلك لا يطمئن فؤادك, تقتنع بالضربة ثم تبعدها, تقتنع بالمؤامرة ثم تبعدها, تقتنع بحسن النوايا, ثم تبعدها, دائما يحوك بصدرك شيء, تؤمن أن أمريكا واسرائيل والغرب عامة هم أعداء لهذه الأمة, وكل الأمم, حليفهم فقط مصالحهم, وربهم دولارهم.قناعة لا لبس فيها, وإيمانالا شرك فيه.
وتنتقل إلى الطرف الآخر وتبدأ بتعداد المبررات لتجلو الشك والخوف من داخلك قتقول: حق الجوار, وقرابة الدين وإن اختلف المذهب, ولكن التاريخ يأبي إلا أن يقلقك, فهو يطاردك من أيام الفتنة , منذ استشهاد ذو النورين عثمان والفاروق عمر وعلي كرم الله وجهه, وسيد شباب أهل الجنة الحسين, وفتن كقطع الليل كانت تبعا لكل هذه الحوادث فهي متصلة ببعضها, اتصال حلقات الدرع , فلم يك تقويض الدولة الأموية والمجيء بالعباسية إلا ثمرة من ثمارها, ومن ثم كان تقويض الدولة العباسية, نتيجة لذلك, فقد كان ما يجري في خراسان من تحركات ضد الخلافة في دمشق, ثم الخلافة في بغداد , هو من الأسباب التي قصمت ظهر هذه الأمة وشلت حركتها, وهنا يؤيد قولي ما أتى به الأستاذ الأخ الكريم من جامعة إيرانية, حين ذكر موقف الإمام الشيرازي ضد حروب الصفويين ضد الدولة العثمانية. وفي التاريخ الحديث نعرف ما كان من حكومة الشاه ضد العراق بحكوماته المتعاقبة, والدليل على ذلك المعاهدة التي ابرمت في عام 75 على ما أظن , والتي جاءت الثورة الإيرانية لتقول أنها لاغية. وبعد لننظر إلى الثورة التي استبشرنا بها خير, وهلل لها الشعب العربي والإسلامي من أقصاه, إلى أقصاه , ولكنها لم تستغل هذا الترحيب بخطوات عملية, تهدئ من روع المنطقة, ومقولة تصدير الثورة, وأذكر أنه بعد نجاع الثورة قامت بتسمية حاكم لإقليم العراق , وهنا كان هناك تخوف حقيقي من النوايا , فكان لذلك مع أمور أخرى أثرا في اندلاع الحرب العراقية الإيرانية, والتي دفع ثمنها الجميع وقطفت ثمارها الولايات المتحدة واسرائيل.
ثم ما كان من غزو العراق للكويت, وبعده حرب التحرير التي كانت ضربة موجعة للعراق واستنزفت الدول العربية الأخرى .
وبعدها حصار العراق, والذي أضعف العراق , ورجح كفة ايران, التي ظهرت كلاعب رئيسي على الساحة العراقية, والتي حيدت المقاومة الشيعية لأمريكا , وتركت المقاومة العراقية السنية في الميدان وحيدة تواجه أمريكا وتواجة الجيش العراقي الجديد الذي هو مؤلف من الشيعة كون السنة لم يشاركوا فيه . الأمر الذي أدى إلى ظهور الطائفية البغيضة, التي تمهد للتقسيم , تقسيم العراق لمصلحة أمريكا واسرائيل بشكل مباشر وبشكل غير مباشر إيران.
يضاف إلى ذلك من الأمور التي لا تجعل الدول العربية تطمئن للجانب الإيراني , عملية احتلال الجزر العربية, وأمور أخرى نسمع عنها ونراها على سبيل المثال :
المسألة البحرينية والتي أثارتها إيراني قبل الإستقلال وتثيرها من حين لآخر .
الأحداث التي تفجرت في اليمن بين جماعة الحوثي والنظام في هذا الوقت بالذات .
تهديد السعودية ولو بشكل مبطن والإشارة إلى الأخوة الشيعة الموجودين فيها .
هذه وغيرها أمور تثير علامات استفهام, وتلقي بظلال من المخاوف .
ومع هذا لا يجب النظر إلى إيران بمنظور عدائي كما هو الوضع الأمريكي والإسرائيلي والأروبي , وإنما يجب فتح قنوات من الحوار والتفاهم لمصلحة شعوب المنطقة, حتى تكون قادرة على دحر الهجمة الصليبية, نقول ذلك لإيران التي مطلوب منها تهدأة المخاوف, بالفعل لا بالقول, مطلوب منها أن تضغط على الشيعة العراقيين ليعدلوا عن فكرة تقسيم العراق, والتطهير العرقي الذي يحدث هناك, ومطلوب منها أن تدفع المليشيات الشيعية العراقية للإنخراط في مقاومة الغزو, بدل مساندته من جهة والوقوف في دور المتفرج من جهة ثانية, فلو تضافرت الجهود من البداية لما بقي الغزو حتى هذه الساعة, باختصار المطلوب مد الأيدي للإصلاح بقلوب ونوايا خالصة . لمصلحة الجميع .
أما ضرب ايران وسوريا فلن يهدا البال لصهاينة العالم في أمريكا ودول أوروبا وعلى رأسهم ساركوزي الذي يلعب الآن على كل الحبال , ويصيح بالخطر الإيراني كما صاح من قبل بطرس الناسك بالخطر الإسلامي على بيت المقدس ليمهد الطريق للحملات الصليبية. وفي الختام مطلوب من كل الحكومات العربية والإسلامية, أن تعامل شعوبها بالعدل, وعلى قدم المساواة, دون التفريق على أساس عرق أو لون طائفة, حتى تأمن عدم إحتراق فئة من هذه الشعوب من قبل شياطين هذا الزمان, أي تكون المواطنة أساس لتساوي المواطنين في الحقوق.
المفضلات