الولايات المتحدة العربية

تعداد الشعوب العربية ليس أقل من تعداد سكان الولايات المتحدة الأمريكية
ومساحة الوطن العربي ليست أقل من مساحة الولايات المتحدة الأمريكية
وما يربط الشعوب العربية من أواصر وروابط كالدين واللغة والتاريخ والجغرافيا ووحدة المصير... أكثر مما يربط سكان الولايات المتحدة الأمريكية
وما تمتلكه شعوبنا من طاقات ليس أقل مما يتملكه سكان الولايات المتحدة الأمريكية
وما تحتويه أوطاننا من ثروات ومصادر طبيعية، تمكننا من الاستغناء عن الآخرين وإقامة حضارة لا مثيل لها في الرقي والإنسانية، ليس أقل مما يتملكه سكان الولايات المتحدة الأمريكية

فما الذي يمنعنا إذاً من إقامة الولايات المتحدة العربية كقوة عالمية تحفظ لنا أوطاننا وثقافتنا الإسلامية ووجودنا وحدودنا؟

هل هو جهل شعوبنا وغفلتها وعدم فاعليتها؟
هل هي الأنظمة الحاكمة التي تستبد بشعوبنا وتكبلها وتقهرها؟
هل هي الفئات الانتهازية التي تسيطر على دوائر السلطة والنفوذ والاقتصاد والإعلام والدين؟
هل هي مؤامرة سايكوس- بيكو التي مزقت شعوبنا وأوطاننا؟
هل ....؟؟؟؟


نعم كل هذه الأمور تعيق نهضة أمتنا... ولكن كم من القرون نحتاج حتى نتمكن من إفشال مؤامرة سايكوس- بيكو ونتخلص من تبعاتها وآثارها المدمرة؟! وكم قرن من الزمن تحتاج شعوبنا لتحقق الوعي وتستيقظ وتصبح فاعلة؟!

لا أستطيع أن أقول أن شعوبنا قد ماتت... فهي موجودة، وهي تجيد البكاء والعويل في كل مرة تحل بأمتنا مصيبة، ولذلك فهي حية... لكنها معتقلة في سجون يديرها أتباع الدجال الأمريكي... وهي مكبلة الطاقات في تنظيمات وأحزاب قاصرة... وهي تفتقر إلى قيادة راشدة تقودها إلى حيث الخلاص من الذل والهوان الذي نعيشه...

لم تعد الشعوب العربية والإسلامية قادرة على فعل أي شيء حتى في ظل هجمة صهيونية صليبية شرسة يعلم بها الجميع... ولم تعد شعوبنا قادرة حتى على إصدار بيانات الاستنكار والشجب والإدانة، كعادتها المعروفة، أو التعاطف مع القضايا الإسلامية والعربية بالكلام والخطابة... فها هو رسول الرحمة والهداية محمد صلى الله عليه وسلم يسيء له رعاة البقر الدنماركيون ويؤذونه...وها هو الشعب الفلسطيني يحاصر ويجوع ويُدفع إلى الاحتراب الداخلي دفعاً... وها هو الشعب العراقي يذبح ويشرد ويسام سوء العذاب... وها هو المسجد الأقصى المبارك يزعزع الاحتلال الصهيوني المجرم أركانه ويعري جدرانه تمهيدا لهدمه وإسقاطه... والكثير الكثير من المصائب التي لا يملك أحدنا حيالها إلا البكاء والعويل....

وها هو المشروع الأمريكي لمسخ ثقافتنا الإسلامية ونهب ثروات بلادنا ومصادرها وخيراتها يزداد شراسة يوما بعد يوم، وها هي الأمم تتداعي علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها....

فما هو الحل يا ترى؟ هل نستسلم؟ هل نيأس؟...

إن مؤامرة سايكوس- بيكو المشئومة ليست قدرنا... والأنظمة الحاكمة الخائبة ليست خيارنا الوحيد، وهي ليست قدرنا الذي لا يمكن تجاوزه... فيجب على شعوبنا أن تخلع الأنظمة وتكسر الحدود وتتخلص من شرور الانتهازيين وعملاء الغرب والأمريكان...

يجب أن يكون شعارنا "أنا أقاوم إذاً أنا موجود"... ولا خير فيمن لا يضغط أصبعه على الزناد ضد الأوغاد المعتدين على كرامتنا وحريتنا وديننا وأوطاننا...


تحية ضاغطة على الزناد!