بعض الملاحظات عن ادب الحوار
كان هناك مبدعون يرسمون لوحاتهم بالكلمات كالراحل نزار قباني وكان رسمه من نوع السهل الممتنع ... اختلفنا معه او اتفقنا الا انه واضح ومباشر ... ولم يكن يكتب وفق رؤية المدارس الحديثة اويحاول تقلديهم كما يحاول البعض تقليد المدارس الحديثة في الرسم كالسريالية او التكعيبية او الانطباعية او الدادائية ...الخ.
وفي الكتابة كما هي في الرسم ... فالمدارس الحديثة لها منهجها ويدخل مسالكها من يمتلك القدرة على الرؤية الذاتية المبدعة والمثقفة التي توظف المشاهد والاحداث المحيطة به لتنتج لوحة تمزج بين هذه الرؤية ومكونات محيطه مع الالتزام بقواعد اللون والخطوط ومن لايمتلك مثل هذا الابداع الذاتي فانه ينتج ضربات عشوائية غير مترابطة عاكسا ما يمتلكه من فقر ذاتي ظنا منه ان الآخرين اميون وهو ملك لانه اعور بين العميان لينتج مواضيع تقفز بين عدة محاور لارابط بينها.
والرسم بالكلمات له قواعد كما يحتاج الى رؤية وخيال, فاستخدام مفردات علمية صماء لتوظف في اغراض ادبية او سياسية او اجتماعية على اساس انها وسيلة تمزج بين مدرستين يحتاج الى ذهنية وثقافة راقية والا فان المحصلة والمنتج تكون جملا غير مترابطة ورؤى ضبابية ... ليضيع من يستخدمها ويضيعنا معه بين المسارين ... فلا استفدنا من كلمات العلم بمدلولاتها الفزيولوجية ولا استفدنا من التعابير الادبية بمدلولاتها الحسية.
واستخدام المفردة العلمية في الحوار للتعبير عن حالة ما استخداما رمزيا او ايحائيا يجب ان يقع في اطار الادب الراقي المهني المحترم لا في اطار التجريح والامتهان كالاتهام مثلا باحادية الخلية ليكون التفكير واستخدام العقل كما هي الوظائف الجسدية الاخرى وبنفس المستوى ... ان هذا الاتهام هو انعكاس لطبيعة ومنهج تفكير من اتهم والتي تبينها مفرداته التي يستخدمها ومستوى ثقافته وروافدها ... كمفردات الغائط ... وغيرها, فالادب والاديب قولا كان او فعلا نعمة من الله لا تتوفر لاي انسان الا من ادبه دينه و/او اهله و/او علمه ... وليس الجميع من اثرت به هذه الروافد حتى لو تعامل معها ومع مصادرها, اما كلماتنا ومفرداتنا التي نستخدمها فهي تعبير عن ثقافتنا وان ارتفع صوتنا في نقاشاتنا وهو قليل ما يحصل فيكون ذلك لسبب بسيط لننبه من لايستوعب فكرتنا وتجربتنا التي طالما رددناها في اكثر من مكان ولاكثر من مرة ظنا منا انه مصاب بالصمم او فاقدا للبصيرة... ولو ان بعض الظن اثم ... الا اننا في هذا المقام ولتكرار ما نقوله ونردده لنفس الافكار ... ومن امامنا لايستوعبها خرجنا من دائرة الاثم.
كما ان المحاور ان كان صاحب فكر وعلم من المفروض ان يستخدم امكانيته المعرفية والعلمية وطاقته الفكرية ليدافع عن رأيه لا ان يتكأ على الآخرين للدفاع عن وجهة نظره والتي اشك انها موجودة اصلا ... فمن الواضح ان كل ما يمتلكه مفردات يحاول ان يوظفها برسم كلمات لا قواعد تربط بينها ليفهمها كل حسب مزاجه . ومن اصول البحث العلمي والمعرفي الرد على النقاط لا الهروب الى الامام بمناقشة الشخص كشخص وترك افكاره والتهرب من مناقشتها.
لم ارد ان ادخل في تفاصيل اخرى لاثقف البعض كيف يتادبون بادب الحوار واذا لم يتمكنوا ان يروضوا افكارهم وانفسهم ليتادبوا بذلك فلا فائدة ترتجى ولن يفيد لا ادب ولا اديب.
ملاحظة بخصوص مقال البروفسور ومن والاه
لا نريد من ممن ليسوا من ديننا ان ينصحونا وممن ليسوا من منهجنا ان ينصحونا وممن ليسوا من عقيدتنا ان ينصحونا وممن ليسوا مؤمنين بمقاومتنا ان ينصحونا.
اما من يطلب ان نساوي بين من قتل وهجر اهلنا وبين من اخطأ في بعض ممارساته اثناء مقاومته بسبب اجتهاد ... فهو جزء من معسكر الاعداء لانه يريد بذلك ان يخطأ المقاومة بكل مفردات نضالها.
ما هذا الاستخدام لكلمة مقاومة شريفة ... هل هناك مقاومة غير شريفة؟.
سؤال اخير... هل ان المقاومة العراقية ليست قدوة اخلاقية؟
الا بأس من كتبها وبأس من نقلها ... حقا ان البعض تابعين لايران حتى النخاع ولو تظاهروا بعكس ذلك....
المفضلات