بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): أوباما إبن الأب المهاجر .. ونظام الكفالة العتيد

قرأت الخبر "أوباما يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي"، لم أتمالك نفسي فجرت دموعي، ورأيتني أبكي.

إبن مهاجر؛ أي أن أبيه هو الذي سافر إلى الولايات المتحدة، وها هو الإبن يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي .. ولأي منصب؟ لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

وأنظر إلى حفيد قدم جده إلى إحدى دول البترول المسلمة (الدول الخليجية وغير الخليجية)، فمازال بحاجة إلى كفيل؟؟!!! أليس هذا أمر محزن حتي أنه يجبر الدمع أن يسيل من مآقيك؟

1. نتيجة 1 لقانون الكفالة الحالي: عشرات الألوف من الفلسطينيين، هم في وضع غير قانوني، يعني ما يسموه في دول الخليج وضع تستر! إبن أي من الجيل الثاني لأباء استقروا في إحدى دول البترول، وصل عمر الإبن إلى فوق الستين عاماً، وضعه كما يلي:

1-1. متقاعد، فهو لا يعمل.
1-2. هو بحاجة إلى كفيل طبقاً لنظام الكفالة.
1-3. لا يوجد في النظام ما يسمى بالكفالة الإسمية. أي تكون على كفالة كفيل لا تعمل لديه.
1-4. الكفيل يعرف أنه لن يعمل لديه=الكفيل متستر.
1-5. نحن أمام حالة تستر غير قانونية وغير نظامية!

2. نتيجة 2 لقانون الكفالة الحالي وهو تحوله إلى نظام رق لكافة أفراد الأسرة: المفروض للكفالة من الناحية النظامية أن تكون بين الكفيل والمكفول فقط، لكن في واقع الأمر:
2-1. تعرفون سلطة الأب ووجوب احترامه واحترام كلمته على وجه العموم ودون تمييز. أتعرفون أن أبا لهب أخذ بنات النبي صلى الله عليه وسلم (وكن زوجات أولاده)، ورماهم في وجه الرسول عليه الصلاة والسلام. وطلقهن من أزواجهن (أولاده). والأولاد لا يريدون كسر كلام أبيهم وجيه قريش! هذا الموقف يحدث اليوم مع أبي الكفيل، فالكفيل لا يستطيع أن يرد كلام أبيه بشأن المكفول احتراماً له. وهكذا تحول الأب إلى أبي لهب والإبن إلى أبن أبي لهب.
2-2. تعرفون أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وأنا ككفيل لا أستطيع رد كلمة أمي، فأنا حريص على رضاها. فإن قالت لي كلمة بشأن مكفولي، فلا بد أن أنفذ حرصاً على رضاها. وهكذا يصبح ظلم المكفول ومضايقته طريقاً للجنة!
2-3. زوجتى .. حبيبتي، لم يعجبها تصرف ابنة مكفولي، فقد كان تصرفها قليل الأدب، "يعني هي حاطة راسها براسي، وهم كعائلة مجرد مكفولون لدى زوجي!" وأنا ككفيل لا أستطيع أن أكسر بقلب حبيبتي وأم عيالي. وهكذا أصبح تحركي ضد المكفول هو كوبري التئام الأسرة لدي.
2-4. ألا يكفي هذا دليلاً على أن نظام الكفالة هو نظام عبودية ورق العصر الحديث؟! فالمكفول هو عبد يتداوله أفراد أسرة الكفيل؟

3. نتيجة 3 لقانون الكفالة الحالي وهو أنه عامل ميسر للظلم وسوء استغلال البشر: التملص من الالتزامات ولو بالتلاعب هي سمة بشرية وهي القاعدة، إلا ما رحم ربي، أي الاستثناء.
3-1. يتلاعب الكفيل ويؤخر نقل الكفالة إن نقلها، ويستغل عدم نقلها للتملص من الالتزامات، فيقول إنه ليس على كفالتي فليس له حقوق عندي!
3-2. إذا نقلها وانتهى العمل، فلا يعطيه تنازل حتى يقوم المكفول بالتنازل عن كافة حقوقه!

4. ربما عندما ظهر نظام الكفالة، كان مناسباً لوضع التخلف الشديد والأمية التي تعيشها هذه الكينونات ا لسياسية، ولهذا فقد يتم تبريره، أما اليوم وقد انتشر التعليم فلا أعرف ما هو المسوغ للاستمرار في هذا النظام؟ أود أن أسأل إخوتي الكرام الخبراء والمستشارين الكتبة عن استخدام مفهوم (الخصوصية) أي خصوصية المجتمع في الدفاع عن نظام الكفالة، مع أن الإسلام دين البشرية وليست له خصوصية العرب أو خصوصية مكة أوالمدينة أو الحجاز، نظام إنساني عالمي. أليس الدفاع عنه من خلال من خلال مفهوم الخصوصية، ليس أكثر من دفاع عن خصوصية العفن؟! ربما هو نوع من العفن اللذيذ الذي نتذوقه في نكهة جبنة الريكفورت، إن كان كذلك نرجو الإيضاح لنفهم. أيها الخبراء والمستشارين الكتبة، ألم تقرأوا قول إبن تيمية: إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة؟!

5. هل الدول البترولية أكثر أماناً من ألمانيا؟ لماذا لا نأخذ بالنظام الألماني للإقامات؟! لا نحتاج أن نخترع أيها الخبراء والمستشارون الكتبة، أقترح أن نأخذ النظام الألماني؟ ودون أن تعدلوه كثيراً بمقترحاتكم التي قد تمسخه، كما مسختم النظام التعليمي الأمريكي، وتراجعتم عنه في مؤسساتكم التعليمية.

أمل أن يجد هذا النداء صدى ومن ثم استجابة في نفوس المسؤولين.

وبالله التوفيق،،،