مأساة أقليم أوغادين

أوغادين إقليم عربي صومالي جرى احتلاله من قبل إثيوبيا خلال مراحل مختلفة من تاريخه ،كان خلالها الإثيوبيون يلجؤون إلى القوى الغربية الاستعمارية الباحثة عن أطماعها في منطقة القرن الإفريقي لمدهم بالدعم العسكري والسياسي للتوسع على حساب المناطق العربية هناك،وفي كل مرة كان أبناء اوغادين العرب ورغم كل مظاهر القمع الوحشي الذي يتعرضون له يثورون دفاعاً عن هويتهم وكرامتهم.
أوغادين يعاني الإبادة ومحاولة انتزاع الهوية وتهجير أبنائه ليحل محلهم في أرضهم غزاة مستوطنون جدد وكل ذلك يجري بعيداً عن اهتمام العرب الذين يجهلون ما يتعرض له الإقليم قديماً وحاضراً.
الكاتب والباحث في الشؤون الإفريقية أحمد أبو سعدة قام برحلة هي أشبه بالمغامرة إلى الإقليم وعايش أبناءه سنلتقي معه مجدداً في مركز واتا للدراسات الإفريقية وكنا قد نشرنا له كتاب عن جنوب السودان وآفاق المستقبل تحدث فيه عن مشكلة الجنوب وأبعادها وتصوراته وكشف لنا الكثير من الحقائق الغائبة عن المواطن العربي فيما يخص الجنوب وفي لقائنا معه عبر لقاء (حوار)عن مأساة إقليم أوغادين سنكتشف أيضاً الكثير من المآسي عن هذا الإقليم الصامد،وسننشر الحوار الذي أجريناه معه عن مأساة إقليم أوغادين قريباً.

لمحة
إن الوضع المأساوي الذي يعيشه شعب إقليم أوغادين يمتد منذ احتلاله من قبل الحبشة عام 1887 حتى اليوم 2008 أي أكثر من مئة وواحد وعشرين عام.
في هذه الفترة الطويلة أصبح الإقليم ساحة شاسعة للحروب الدموية المتواصلة ،هذه المأساة أحدثت أوضاعا زادت آلامه وعمقت جراحه ،فالقتل وهدم المدن وإحراق القرى وتهجير ناسه هي الصفة الأساسية والأولى من سمات الاحتلال الاثيوبي لإقليم أوغادين،ورغم كل ذلك لم تستطع إثيوبيا فرض احتلالها على الرغم من دعمها أمريكيا واسرائيليا وأوروبيا
يعتمد شعب إقليم أوغادين في حل مشكلاته الاجتماعية التي تواجهه في حياته على التقاليد المعروفة المتبعة لديه وخاصة التقاليد الموروثة عن الشريعة الاسلامية ومنذ استيلاء اثيوبيا على أرض الإقليم تقوم السلطة الاستعمارية بارتكاب عدة أنواع من الأعمال التعسفية اللإنسانية ومع ذلك ظل الشعب يناضل ويقاتل لأنه يعرف أنه على حق وأن لهذا الاحتلال الظالم نهاية.
يقع إقليم أوغادين في القرن الافريقي حيث يحده من الشرق الجزء المستقل من الجمهورية الصومالية وغربا اثيوبيا وجنوبا كينيا وشمالا البحر الاحمر.
تحتوي أراضي الاقليم على هضاب ومرتفعات وسهول والتلال التي تتدفق منها عدة أنهر ووديان ومئات من عيون المياه الجارية،وتسقط الأمطار فيها طيلة فصلي الصيف والخريف مماجعل أراضي الاقليم أغنى الأراضي وأخصبها في شرق افريقيا (1977-1978).
أما الآن فقد نفذت المياه بسبب الجفاف الذي ضرب الاقليم لسنوات عديدة،.
تقدر مساحة الاقليم بـ650.0000 ستمائة وخمسين ألف كيلومتر مربع ولا توجد إحصائية رسمية لسكان إقليم أوغادين الواسع لكون نظامي اثيوبيا السابق والحالي لايظهران الحقيقة ،إلا أنه إذا أخذنا بعين الاعتبار كثافة السكان في الاقليم ونسبة مساحته من اثيوبيا أمكننا القول ودون أية مبالغة أن عدد سكان الاقليم 7 سبعة ملايين نسمة .
إن الوضع السياسي للإقليم يختلف عن بقية العالم في شتى أشكاله وألوانه ،فالشعوب والدول في عالمنا هذا سمعت عن ثورات عديدة اجتاحت عدة مناطق من العالم وخاصة في القارة الافريقية التي تناضل من أجل التخلص من عبودية الاحتلال الاستعماري ومعظمها إن لم تكن كلها حققت ما كانت ترمي إليه وهو جلاء المستعمر وعودة الحرية إلى هذه الشعوب ،إن الدول المستعمرة لهذه البلدان هي دول استعمارية أوروبية ومعروفة بتاريخها الاستعماري الطويل ،أما إقليم أوغادين فإنه مستعمر من قبل دولة إفريقية تدعي إنها أعرق دول أفريقيا وكل الأنظمة التي تعاقبت على اثيوبيا لعبت وتلعب دورا استعماريا قذراً ،حيث لعبت بكل الوسائل الغربية واللانسانية على تهجير السكان وطردهم من أراطيهم لتأتي بالعنصرين الأمهري والتجراوي وتوطنهما بدل سكان الأرض الاصليين.