Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية بنده يوسف
    تاريخ التسجيل
    09/06/2008
    المشاركات
    198
    معدل تقييم المستوى
    16

    Exll سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    :: :: نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي :f

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وإن من شئ إلا يسبح بحمده

    أصدقائى وأساتذتى الكرام لكم من ريحان الكلام
    .................................................
    أقدم لكم فى السطور التالية جهد ضعيف ، وقراءة رقيقة فى مجموعات سهراب سبهرى ، الفنان التشكيلى المأنوس بعبير الشرق ، وبغبار التراث المعطر .
    .................................................. ..
    وترسم هذه السطور ، فكرة اليوتوبيا عند سهراب سبهرى والتعريف بمفهومها .
    ................................................
    وأقدم هذه السطور وفاءً لأستاذى وأخى الشاعر والكاتب اللبنانى (( محمد حسين بزى )) ، المتقدة كلماته بنور محمد ،وبحكمة على ، وبثورة حسين ، كلمات مشتاقة لإعلان فجر التنوير ، وهدم صنم الإظلام والإستغلاب
    .................................................. ...

    مفهوم اليوتوبيا

    من التنظير إلى الحلم

    مفهوم اليوتوبيا

    اليوتوبيا تعود إلى كلمة يونانية معناها اللا مكان أو المكان الذي لا وجود له .
    ثم دخلت الكلمة اللاتينية ( utopia) اليوتوبيا بمعنى مكان خيالي قصي جدا ( المدينة الفاضلة )

    و هي دنيا مثالية و بخاصة من حيث قوانينها و حكوماتها و أحوالها الاجتماعية. و هي عالم يجوز تسميته بالخيال أو صورة ماوراء العين، مكان يتحقق فيه التعاون الاجتماعي بصورة كاملة التحقيق ، لسعادة الأفراد.

    اليوتوبيا من التنظير إلى الحلم

    حلم الإنسان منذ القدم بمدينة مثالية نموذجية يأخذ كل فرد فيها حقّه و يؤدّي ما عليه من واجبات تجاه نفسه و تجاه الآخرين. مدينة بلا جوع و لا ظلمولا فقر و مدينة القانون و العدالة، دولة مثالية تتحقّق فيها السعادة لجميع الناسو تمحو الشرور ، فالناس فيها سواء فيما يملكون و يحصلون على ما يحتاجون إليه ، متساوون أمام ميزان العدل، و هي مدينة المثل العليا، مدينة العلم والمعرفة وكأنها تنادي الإنسان بالعودة الي فطرته الطاهرة.
    كانت اليوتوبيا حلم الإنسان منذ النشأة البشرية ؛ فإنها تبحث عن النموذج المجتمعي الخيالي و المثالي ، ذلك الذي يعوضها عن الفردوس المفقود الذي فيه يتحقق الكمال أو يقترب منه على الأقل و يتحرر من الشرور التي تعاني منها البشرية و هذا الحلم لا يوجد سوى في ذهن الكاتب نفسه و خياله قبل كل شيء.

    و الفيلسوف اليوناني " افلاطون " كان أول من حلم بتلك المدينة الفاضلة من خلال كتابه " الجمهورية "

    ويرى فيه أن الناس سواء في كل ما يكتسبون و يملكون و يحتاجون إليه .
    وبنفس هذه الروح المثالية رسم المعلم الثاني " الفارابي " دنياه المثالية من خلال كتابه " المدينة الفاضلة " حيث يعيش فيها الناس متساوين أمام الميزان ميزان العدل.
    و استمرّ فى رسم اليوتوبيا والتعبير عنها بخيال خصب من عباقرة الشعر و الأدب و الفلسفة على مدى التاريخ .
    و مما يلفت النظر أن الكتابة عن اليوتوبيا تطوّرت تطوّرا ملحوظا و برز تقدّم كبير فى الكتابة عنها في العصر الكلاسيكي أي حوالي القرنين السادس والسابع عشر.
    وظهر كتاب يصرحون بمؤلفات عن الجنة المنشودة ، والفردوس المفقود أمثال " توماس مور " في كتابه " يوتوبيا " سنة 1516م الذي يتحدث فيه عن مدينة الفاضلة .
    و أعقبه بعد ذلك " توماس كامبانيلا " سنة 1623 م في كتابه " مدينة الشمس "
    و بعده " فرنسيس بيكون " سنة 1627 م في كتابه " اطلنطس الجديدة "
    و أيضا " ايتين كابي " سنة 1840 م الذي سمّى مدينته المثالية " إيكاريا " في كتابه " رحلةإلي إيكاريا ".
    .................................................. ..........
    وعلى تلك الأفكار كتب الشعراء والأدباء فى العصر الحديث عما يرنو إليه عقلهم وقلبهم من رؤية ومدينة فاضلة ، وخرجت لنا أعمال تلوح أو تشير صراحة إلى حلم اليوتوبيا .



    والواقع أنّ التعبير عن اليوتوبيا تخطّى مرحلة المعنى الأدبي الخيالي فأطلق على كل اصطلاح سياسي أو احتمالات تتعلق بالعلوم والفنون في مجملها.
    إلا أنه يظلّ تصوّرا فلسفيا ينشد انسجام الإنسان مع نفسه و مع الآخرين في عالمه الواسع. فكل فكرة سامقة رانية إلى عالم من التآلف والمحبة والجمال ، فهى تعد يوتوبيا.
    وعبر عن ذلك الأدباء والشعرء بطرق مختلفة ، فهناك من صرح بكلمة يوتوبيا صراحة كما فى شعر الشاعرة العراقية نازك الملائكة . فهى تعبر عن واقعها السئيم باحثة عن أرض جديدة للأحلام وللسعادة :


    قد سئمتُ الواقعَ المرّ المملّا ولقد عدتُ خيالاً مُضمحلّا
    فاتركيني بخيالي أتسلّى آه كاد اليأسُ يعروني،لولا
    أنّني لُذتُ بأحلامِ السّماء وتَخيّرتُ خيالَ الشّعراء


    فتسارع الشاعرة لتهرب حيث لا علاقة لها بالزمان حيث اليوتوبيا تذوب قيود الزمان والمكان فتحسّ بشباب لايزول فننراها تقول :

    ويوتوبيا حُلمٌ في دمي أموتُ و أحيا على ذكره
    تخيّلتُه بلداً منْ عَبير على أفق جرتُ في سرّه
    هنالك عبرَ فضاءٍ بعيد تذوب الكواكب في سحره
    هنالك حيثُ تذوبُ القيود وينطلق الفكرُ من أسره
    وحيثُ تنامُ عُيونُ الحَياة هنالك َتمتدّ يوتوبيا
    ويوتوبيا حَيثُ يَبقى الضّياء ولاتغربُ الشّمْسُ أو تَغلَسُ
    وحيثُ تَضيْعُ حُدودُ الزّمان وحيثُ الكَواكبُ لاتنْعَسُ
    هناك الحَياة امتدادُ الشّباب تفورُ بِنشْوتهِ الأنفُسُ
    هناك يَظِلّ الّربيعُ رَبيعا يُظلّلُ سُكّانَ يوتوبيا

    ومما يلفت انتباهنا هنا أن الشاعرة استعملت" يوتوبيا " دلالة على مدينة شعرية خيالية لا وجود لها إلا في أحلامها و طبعا لا علاقة لهذه المدينة باليوتوبيا التي تخيّلها الكاتب الإنكليزي "توماس مور"
    و رسم فيها صورة سياسية إدارية للجزيرة المثلى كما يريدها قياسا على "جمهورية افلاطون " أو غيره.
    وبهذا يتضح لنا أن كل روح أدبية عبرت عن حلم مفقود ، عدت هذه الروح أنها باحثة عن يوتوبيا وفردوس مفقود . فتعدت حدود هذا الفردوس كتابات السياسيين والفلاسفة ووصلت إلى حدود مملكة أفكار وأمانى الشعراء .

    وفكرة اليوتوبيا لم تقف على أبواب ممكلة أهل الشرق وحدهم أو أهل الغرب وحدهم ، بل دقت أبواب جميع المدن شرقا وغربا . وكل حركة أو فكرة تبحث عن سعادة الإنسان عدت من اليوتوبيا .
    فالبلشفيون بثورتهم ، وبحثهم عن مجتمع شيوعى مثالى ، كانوا بذلك يبحثون عن يوتوبيا ، حتى الرأسماليين كانت لهم جنتهم أيضا .

    بل الديانات هى الأخرى ترسخ البحث عن هذه الجنة المفقودة . وعموماً فإن اليوتوبيات الدينية ليست حكراً على اليهودية، أو المسيحية، أو الإسلام،
    فهناك أكثر من 100 كتاب مقدّس في هذا العالم، منها على سبيل المثال: كتاب الفيدا الهندوسي، والأفيستا الزرادشتي، وغيرها من الكتب الأخرى التي مازال بعضها موجوداً في الكثير من الديانات، مثل الكونفوشيوسية، والبوذية، والشنتوية.

    فإن كل كتاب مقدس من هذه الكتب يبشر أتباعه بـ ( جنة خاصة )، ويخيرهم بين حياة الشقاء، وحياة النعيم.
    لن تتوقف ثقافة اليوتوبيا، طالما أن (الحلم) كامن في أعماق النفس البشرية، وأيضاً لم يعد التبشير باليوتوبيا حصراً من مهمة الديانات والمصلحين الإجتماعيين ، بل أصبح الأمر يرتبط بالكيانات الدولية العملاقة، وها هي الكيانات الرأسمالية الكبرى والعظمى تبشر الشعوب بـ (يوتوبيا) العولمة باعتبارها المخرج من الشقاء والمدخل لجنة النعيم والرفاهية والحياة السعيدة.

    ومع إنتشار فكرة اليوتوبيا ، إلى أن صارت باعث صراع ونزاع ، ولأن الكل يريد أن يفرض الصورة التى رسمها لجنته المفقودة .
    خرج لنا من يرسم صورة أحادية ذاتية ، يرسم لنا جنة تعبر عن ذاته وحلمه هو ، فعندما يرسمها أو ينادى بها ، فهو يرسمها لتنعكس فى مرآة ذهنه هو ، وينادى بها ليحيى بها أذنه . ولا يطلب من مشاهد لوحة رسمه أن يقتفى آثر قلمه .

    فظهر لنا الكثير من الشعراء ، يبحثون وينسجون خيوط يوتوبيا من مخيلة ذاتهم ، فنرى الشاعرة العراقية فليحة حسن ترسم لنا يوتوبياها عن طريق مقارنة بين الحلم والواقع وهذا تجلى فى قصيدتها ( عمر ) حيث ربطت الواقع بالطفولة البائسة المقموعة بالطاغية والحرب .


    نصف لبنات لم تعرف بعد العدّ على أصابعها
    أو المشي حاسرة القلب


    وبنت فى عالم الحلم مدينة تتمناها الطفولة حيث الدهشة ، والفراشات وقصص الجان والمرجان .

    ونوارس هاربة
    وفراشات تلثغ بالسحر
    وعلامات للدهشة
    وأقاصيص عن الجان
    وعن المرجان

    ونجد روائيا أسبانيا باسم ماريو فرجاس لوسا يكتب رواية بعنوان ( الجنة أبعد قليلا )
    وهو بذلك يعبر ويرسم يوتوبيا فى عالم الخيال ، تعبر عن ما لم يلتمسه من سعادة وسلام فى عالم الحقيقة .

    وينادى البعض لماذا مصطلح اليوتوبيا ، ولماذا لا نستخدم مصطلح المدينة الفاضلة فى أدبياتنا .
    وفى رأيي أن مصطلح اليوتوبيا أفضل لقربه من واقعيات أدابياتنا ، فمصطلح المدينة الفاضلة له دلاله تنظيرية فلسفية أكثر من كونه ذو دلالة أدبية فنتزية ، وهذا يتعارض مع واقعنا الأدبى ، فالأدباء والشعراء فى عصرنا الحالى لا يكتبون كما كان يكتب الفيلسوف لينظر فكرة أ و يؤسس حقيقة .
    بل يكتبون لشئ مفقود تبحث عنه ذاتهم هم ، ولا يشترط أن تشترك ذات الآخر فى البحث معهم عن هذا الشئ المفقود .
    ففى الأدب الإيرانى نجد سهراب سبهرى يبحث عن فردوس مفقود تشتاق إليه ذاته ، جنة هو فقط الذى يعرف الطريق إليها ، وتمثلت هذه الجنة فى كاشان التى يبحث عنها فى أشعاره ويناديها عن طريق المقارنة بينها وبين ما يلتمسه من واقع بغيض ينفر هو منه ، ويفر إلى صورة يرسمها فى مخيلته الشعرية ، أو إلى مدينة
    أو يوتوبيا يعرفها ، حيث أنه ذاق فيها السعادة ، فوجد أنها تمثل جنته المنشودة التى تعوضه عن واقعه البغيض

    تجليات اليوتوبيا عند سهراب سبهرى


    اليوتوبيا

    المفقودة والبحث وعنها


    لو بحثنا فى جميع مجموعات سهراب الثمانية ، لو جدناها جميعا تبوح لنا بسر سهراب ، ألا وهو يوتوبياه المفقودة ( كاشان ) التى يبحث عن ملامحها تارة فى دفء نداء صديق له أو فى طريق سفر ملئ بأشياء يبحث عنها ، وتارة أخرى ينادى يتوبياه صراحة باسمها حتى أنه يصفها ويتأملها .

    فظهرت بشكل جيد يوتوبيا سهراب سبهرى فى مجموعته المشهورة (وقع أقدام الماء)
    ففى هذه المجموعة يتحدث سهراب عن صلاته فى مسجد الطبيعة الأخضر ، ففى هذا المسجد المثير للعجب تؤذن الرياح للصلاة على قمم مآذن شجر السرو. وعشب الصحراء ينادى بتكبيرة الإحرام، وموج الماء ينادى أنه قد قامت الصلاة . وسبهرى قبلة صلاته تجاه الورد الأحمر.
    والصحراء هى مصلاه وعين نبع الماء سجادته ونور الشمس قبة مصلاه . وكعبة سبهرى على حافة الماء ، وحجره الأسود هو ضياء الروضة .
    فنرى أن سبهرى فى هذا المسجد المقدس استحسن الطبيعة البدوية ،فهو يتعبد بطبيعة وعادات بدوية .



    من أهل كاشان أنا
    زمانى ليس بسئ
    لي كسرة رغيف، وقطعة ذكاء،ومقدار رأس إبرة ذوق
    لي أُم افضل من أوراق الشجر.
    أصدقاء أنقى من ألماء الرقراق
    …………………….
    ولي إله في هذا الجوار:
    طية أزهار الثور هذه، تحت شجرة الصنوبر تلك.
    فوق معرفة الماء
    فوق قانون العشب.
    ………………………….
    مسلم انا
    قبلتي وردة حمراء
    مصلاتي النبع ،تربتي النور
    سجادتي الصحراء
    إني أتوضأ باضطراب النوافذ من الحرارة .
    في صلاتي ينساب القمر،ينساب الطيف
    خلف صلاتي يتجلى الحجر
    لقد تبلورت كل ذرات صلاتي
    اني أُقيم الصلاة حينما:
    تنطق الرياح آذانها،فوق منارة السرو
    اصلى (بعد) تكبيرة احرام عشب الصحراء
    وبعد "قد قامت" (من) موج (الماء)
    كعبتي على حافة الماء
    كعبتي تحت اشجار الاقاقى(نوع من الاشجار العالية)
    كعبتي مثل نسيم يتنقل من بستان الى بستان
    يسرى من مدينة الى مدينة.
    "حجري الأسود"" ضياء الروضة.


    .................................................. ..............
    اهل كاشانم
    روزگارم بد نيست
    تكه ناني دارم ، خرده هوشي ، سر سوزن ذوقي .
    مادري دارم ، بهتر از برگ درخت .
    دوستاني ، بهتر از آب روان .
    *****
    و خدايي كه در اين نزديكي است :
    لاي اين شب بوها ، پاي آن كاج بلند.
    روي آگاهي آب ، روي قانون گياه .

    من مسلمانم .
    قبله ام يك گل سرخ .
    جانمازم چشمه ، مهرم نور .
    دشت سجاده من .
    من وضو با تپش پنجره ها مي گيرم
    در نمازم جريان دارد ماه ، جريان دارد طيف .
    سنگ از پشت نمازم پيداست :
    همه ذرات نمازم متبلور شده است .
    من نمازم را وقتي مي خوانم
    كه اذانش را باد ، گفته باشد سر گلدسته سرو
    من نمازم را ، پي (( تكبيرة الاحرام )) علف مي خوانم
    پي (( قد قامت )) موج .
    *****
    كعبه ام بر لب آب
    كعبه ام زير اقاقي هاست .
    كعبه ام مثل نسيم ، مي رود باغ به باغ ، مي رود شهربه شهر
    ((حجر الاسود )) من روشني باغچه است .


    فى السطور الشعرية السابقة نلاحظ أن سبهرى بدأها بعبارة من أهل كاشان أنا ، ففى الحقيقة كان سبهرى من أهل كاشان و لم تكن مدينة عامرة أو مشهورة أو ذات تعقيد فى مناحى الحياة بل كانت ذات طبيعة بدوية بسيطة .
    فكلمة كاشان هنا دلالة عن الجنة المفقودة وعن أرض الأحلام التى يتمناها سبهرى ، فالشاعر كان متحدا مع الطبيعة البدوية فكاشان بالنسبة لسبهرى كالـ (نيستان) بالنسبة لمولانا مولوى .
    فكاشان عند سبهرى مرج أخضر ملئ بالسعادة فليس هناك تعقيد فى مناحى الحياة فالإنسان هناك
    لا يحتاج لتفلسف لكى يتناول طعامه ، فالطبيعة هناك خير معلم للإنسان فهو يقول :

    حديقتنا كانت بجانب ظل المعرفة
    حديقتنا كانت محل إنعقاد الشعور والنبتة
    حديقتنا كانت نقطة إلتقاء النظرة وقفص المرآة
    حديقتنا،ربما كانت قوسا من دائرة السعادة الخضراء.
    في الحلم ،كنتُ أقضمُ فاكهة الله النيئة ،
    بلا فلسفة ،كنتُ أشرب الماء
    وبلا معرفة ،كنتُ أقطفُ التوت

    باغ ما در طرف سايه دانايي بود .
    باغ ما جاي گره خوردن احساس و گياه ،
    باغ ما نقطه برخورد نگاه و قفس آينه بود .
    باغ ما شايد ، قوسي از دايره سبز سعادت بود .
    ميوه كال خدا را آن روز ، مي جويم در خواب .
    آب بي فلسفه مي خوردم .
    توت بي دانش مي چيدم .

    ففى تلك الجنة البدوية وفى أرض الأحلام هذه شرب الإنسان الماء بلا فلسفة وقطف التوت بلا علم ومع ذلك كان قريبا جدا من الله .
    عندما يقرأ البعض منا هذه السطور الشعرية قد يعتقد أن سهراب يعيش حالة من السريالية المفعمة بالخيال الجامح .
    وهذا غير صحيح لأن ما يتطلع إليه سهراب من يوتوبيا هو حلم داخل كل واحد منا ، فمساعى الإنسان كلها كانت وما تزال نحو البحث عن السعادة ، ومهما أختلفت أدوات هذا البحث إلا أنه فى النهاية الغاية واحدة .

    لكن سهراب كان أذكى الجميع فهو جرد البحث من كل الأدوات حتى يكتشف يوتوبياه بلا أى تعقيد أو تكليف أو غموض ، فأتجه بنظره مباشرة نحو الطبيعة المجردة من أية زيف
    أو مظاهر خداع . وبدأ يفسر ويوضح لماذا أن الطبيعة المجردة هى مربط السعادة رغم بساطتها ، وخلوها من مظاهر التمدن الذى قد يعتقد البعض أنها وسائل السعادة .

    فبرغم كل ما أمتلكه الإنسان من أدوات المدنية الحديثة ، إلا أنه رغم كل هذه المعرفة التى لديه ، لم يستطع أن يشعر بالسعادة أو يصنع أية علاقة بينه وبين ما حاوله من كائنات ، هذه العلاقة التى قد تساعده على الأقتراب من نفسه والقدرة أكثر على فهم الآخرين .

    ونجد سهراب يقول أنه قد يظن البعض أن الطبيعة فى مدينة ككاشان قد يراها البعض أنها جافة ومحل للجهل وأنها مكان طرد غير جذاب ، إلا أنه يشير أن المعرفة كانت ظل بيته ، وأن السعادة هى متنفس الكائنات فى مدينته كاشان . وأن كل كائن هناك يعيش فى وئام وارتباط ، ولا يحتاجون إلى أية قلسفة للعيش بسعادة .

    الجحيم فى طهران

    لكن هذه الجنة لم تدم كثيرا عند سبهرى ، فالطفولة والبداوة أختفت رويدا رويدا فى طرق وحوارى المدن.
    فسبهرى يخرج من جنته كاشان المدينة المليئة بالخيال ويذهب إلى طهران المدينة المرتفعة ذات التمدن الصناعى الذى يكرهه سبهرى وينبذه فى أشعاره ففى الحقيقة كانت طهران على النقيض من جنته كاشان.
    فسبهرى خرج من تلك الجنة البدوية وصار أسيرا فى مدينة ذات طبيعة شرسة وظالمة .
    ففى هذه المدينة قتل ضياء القمر عندما وجدت مصابيح الليل النيون ، فهى مدينة تعج بأصوات الأتوبيس بدلا من أصوات الطيور، وأسقف البيوت لاتقف عليها الحمائم كمنازل مدينة كاشان ، فالمدينة حلت فيها الأسلاك والحديد والأحجار بدلا من العشب الأخضر كالموجود فى كاشان .
    فعبر سبهرى عن ذلك بقوله :

    الطفل رويدا رويداابتعد عن زقاق الجراد قليلا قليلا.
    حزمتُ أمتعتي ،وخرجت من مدينة الأماني الضحلة
    ممتلئا قلبي بغربة الجراد.
    .................................................. .
    كانت المدينة واضحة
    النمو الهندسي للاسمنت والحجر والحديد
    سقف مئات الباصات بلا حمامة واحدة.
    بائع الورد عرض بضاعته في المزاد.
    كان شاعر ينصب ارجوحة(القلق) بين شجرتي ياسمين
    طفل يبصق نواة المشمش على سجادة ابيه البالية
    وماعز يشرب الماء من خارطة بحيرة الخزر.

    مقتل لعبة(أحد العاب الاطفال) ،
    على أريكة القيلولة(مابعد الظهر)
    مقتل حكاية في زقاق الحلم
    مقتل آلم بامر النشيد
    اغتيال صفصافة بيد الدولة
    اغتيال شاعرشحيب على يد وردة حمراء.
    كل شئ كان واضحا فوق الارض
    القانون يتمشى في زقاق اليونان
    البوم ينعق في الحدائق المعلقة


    طفل پاورچين پاورچين ، دور شد كم كم در كوچه سنجاقكها
    بار خود را بستم ، رفتم از شهر خيالات سبك بيرون
    دلم از غربت سنجاقك پر
    ............................
    شهر پيدا بود
    رويش هندسي سيمان ، آهن ، سنگ
    سقف بي كفتر صدها اتوبوس
    گل فروشي گلهايش را مي كرد حراج
    در ميان دو درخت گل ياس ، شاعري تابي بست
    كودكي هسته زرد الويي روي سجاده بيرنگ پدر تف مي كرد
    و بزي از (( خزر )) نقشه جغرافي آب مي خورد
    ............................................
    قتل يك جغجغه روي تشك بعد از ظهر
    قتل يك قصه سر كوچه خواب
    قتل يك غصه به دستور سرود
    قتل مهتاب به فرمان نئون
    قتل يك بيد به دست (( دولت ))
    قتل يك شاعر افسرده به دست گل سرخ
    همه روي زمين پيدا بود
    نظم در كوچه يونان مي رفت
    جغد در (( باغ معلق )) مي خواند


    نجد سهراب فى السطور الشعرية السابقة ينعى حاله ، وفى حسرة على يوتوبياه المفقودة ، فهو يقرر حقائق ، فبرغم ماحقق الإنسان من إنجازات علمية إلا أنه حقق رواية القاص الإيرانى الشهير صادق هدايت ( حى فى مقبرة ) فإنسان هذا العصر يعيش تحت هذا الوصف بالفعل ، فهو حى لكن فى مقبرة صنعها لنفسه ، فأهل المدنية بنوا القصور والحدائق لكن لم يستطيعوا أن يملؤها بطيور السعادة فسكنها البوم ، وبأمر القانون الذى هو منظم لحياته خرب طبيعته التى موطن السعادة فقتل الأشجار ، فحل به الخراب والآلم . فكل شئ فى مدينته لا يعبر عن أى سعادة بل لا يعبر ألا عن مجتمع مفكك جاف المشاعر ، مظاهر الحركة فيه تعبر عنها الجمادات الأسمنتية والخراسنية والباصات التى تشبه أشباح الليل ، فى حين عكس هذا كله يتحقق فى مدينة بسيطة ككشان حيث الحمائم بينها وبين أسطح المنازل ارتباط وائتلاف لاتستطيع أى قدرة بشرية أن تحققه ، حيث الحركة هناك مدلول على السعادة ، فالأشجار تهتز فرحة بالنسيم ، والياسمين يهتز فرحا بقدوم شاعر ، والورد لايباع لأنه لايوجد ثمن يمكن أن يقدم لشرائه ، فهو فوق كل الأثمان .

    وسهراب سبهرى رغم كونه من أهل كاشان إلا أنه سجين فى المدينة التى هو فيها، فمدينته مفقودة ومازال يبحث عنها ، فرغم كل مالديه من مظاهر حياة ، لايعبر مطلقا عن يوتوبياه المفقودة كاشان
    وهويعبرعن حسرته هذه بقوله :

    من أهل كاشان أنا ، لكن
    كاشان ليست مدينتي
    مدينتي ضاعت
    وأنا بالحمى شيدت مدينة في ضفة أخرى من الليل

    اهل كاشانم اما
    شهر من كاشان نيست .
    شهر من گم شده است .
    من با تاب ، من با تب
    خانه اي در طرف ديگر شب ساخته ام .

    العودة إلى كاشان

    فكرة العودة إلى كاشان تتشابه مع كثير ممن لديهم يوتوبيات حلموا بها ،فمولوى يهفو أن يصل إلى نيستانه ، وحافظ طائره فى شوق إلى ملكوته ، ووجه الشبه هنا هو أن الإنسان بقى بعيدا عن جنته التى حلم بها، ويآن من هذا الفراق ، وإن هدفه العودة إلى تلك الجنات النورانية التى يحلم بها.
    ومن هذا المنطلق تتشابه يوتوبيا سبهرى مع الآخرين ، رغم أن كلا منهم لديه جنته الخاصة الحالم بها .

    فسبهرى بقى بعيدا عن كاشانه النورانية ، وصار اسيرا فى طهران ، لكن كاشانه كانت تناديه تجاهها وأحيانا يناديها ، فهو يجب ان يرحل من طهران ويعود إلى كاشان ، لأن فى هذا الوطن النبع الصافى والشجر الأخضر والعشق الحقيقى والانسان قريب من العشب والروض والأرض ، ويفهم نبض الورد

    فسهراب يوضح أسرار لهذه الطبيعة البسيطة أن كل شئ فيها يعرف بعضه البعض ، وأن الكلمة تتحد مع الورقة وأن الأشياء التى نفتقدها فى المدينة أو نحتقرها إن رأيناها ، لديها أسرار لايفهما أى إنسان ، بل تحتاج إلى إنسان لديه درجة عالية من الشفافية والمشاعر .

    فكل ما حولنا من كائنات ، لديه حياة وروح وسر لانفهمه ، فالعيب فينا لأننا لانملك هذه الشفافية العالية ، لكن سهراب أجتاز مرحلة الجمود هذه فلديه حس عال ، حس فنان تشكيلى ، فأستطاع أن يرسم حلمه بكلمات تقطر شعرا . أننا عندما نشاهد تعبيراته نجد فعلا يرسم عالم من الجمال والسحر ، نفسنا تتمناه رغم أن مظاهر هذا العالم موجودة حولنا بشكل دائم ومستمر ، إلا أننا لم نفهمها يوما وكان سبب هذا الغموض الصدأ الذى تراكم على عقولنا ومشاعرنا .

    فكأن سهراب يريد أن يقول لنا الجنة تحت أقدامكم ولكن أنتم لاتشعرون لا بجنتكم المفقودة ولا حتى بأنفسكم ...................................... فسبهرى يقول :


    أنا فى هذا البيت ، قريب لأسماء الأعشاب الرطبة المجهولة.
    اني أسمع صوت أنفاس الحديقة.
    وصوت الظلمة حين تنساب من ورقة .
    وسعال نور(يمر) من وراء شجرة ،
    وعطسة الماء (المنبثقة) من صدع كل حجر صلد.
    وسقسقة النورس من سقف الربيع
    والصوت الصافى (صرير) فتح وقفل نافذة العزلة،
    والصوت الطاهر لانسلاخ جلد العشق المبهم
    وتراكم لذة الطيران فوق جناح
    وامتناع الروح الصابرة عن الطعام
    اني أسمع صوت (قدوم) قدم التمنى
    صوت خطى الدم المنتظم في الأوردة
    ضربات السحر فى برج الحمام
    وخفقان قلب ليلة جمعة،
    وجريان مسمار مدبب فى الفكر
    وصهيل الحقيقية الطاهر من بعيد
    ودبيب حذاء (خفي) الايمان في زقاق الشوق
    وصوت المطر على درجات الحب الندية
    على نغمات البلوغ الحزينة
    وعلى صوت (أناشيد) شجيرات الرمان.
    وصوت تلاشى زجاج الفرحة فى الليل
    وتمزق ورقة الجمال
    ملأ وتفريغ كأس الغربة من الرياح.
    …………………………………..
    قريب أنا من قلب الأرض
    أفهم نبض الورود
    أنا عالم بمصيرالماء الرطب ،بطبائع الشجرة الخضراء


    من در اين خانه به گم نامي نمناك علف نزديكم .
    من صداي نفس باغچه را مي شنوم
    و صداي ظلمت را ، وقتي از برگي مي ريزد .
    و صداي ، سرفه روشني از پشت درخت ،
    عطسه آب از هر رخنه سنگ ،
    چكچك چلچله از سقف بهار.
    و صداي صاف ، باز و بسته شدن پنجره تنهايي .
    و صداي پاك ، پوست انداختن مبهم عشق،
    متراكم شدن ذوق پريدن در بال
    و ترك خوردن خودداري روح .
    من صداي قدم خواهش را مي شنوم
    و صداي ، پاي قانوني خون را در رگ .
    ضربان سحر چاه كبوترها ،
    تپش قلب شب آدينه ،
    جريان گل ميخك در فكر
    شيهه پاك حقيقت از دور .
    من صداي كفش ايمان را در كوچه شوق
    و صداي باران را ، روي پلك تر عشق
    روي موسيقي غمناك بلوغ
    روي آواز انار ستان ها
    و صداي متلاشي شدن شيشه شادي در شب
    پاره پاره شدن كاغذ زيبايي
    پرو خالي شدن كاسه غربت از باد
    *****
    من به آغاز زمين نزديكم
    نبض گل ها را مي گيرم
    آشنا هستم با ، سرنوشت تر آب ، عادت سبز درخت
    *****

    نداء العودة

    تراودنا فى القطعة الشعرية ( نداء الابتداء ) لسهراب أفكار العودة إلى يوتوبياه كاشان وأنه يجب أن يحزم أمتعته ويعود إليها ،إلى تلك الجنة المفقودة ففيهاالأرض تنتفض من جمال ماتحمله من أشجار نادرة وطبيعة ساحرة.
    - فسبهرى عندما يتذكر كاشانه يصنع لنفسه وطنا آخر، وطنا خالد وطنا بعيدا عن طهران الظالمة وعن
    ظلمة التمدن الصناعى.ودائما يتخيل وطنه وهو يناديه وان صوته مازال مألوفا وان هذا النداء يجعله فى حالة ثورة ، لذا قرر الرحيل إلى وطنه فيقول فى شعره :

    من الذى نادى : سهراب؟
    كان الصوت مألوفا
    كالريح من جسم الورق

    يجب الليلة أن أحمل حقيبة
    وأضع ثوب وحدتى
    وأذهب إلى جهة ما
    حيث تظهر الأشجار الأسطورية
    صوب ذلك الاتساع دون الكلام
    الذى دوما ينادينى

    چه كسي بود صدا زد : سهراب ؟
    آشنا بود صدا مثل هوا با تن برگ
    بايد امشب بروم
    بايد امشب چمداني را
    كه اندازه پيراهن تنهايي من جا دارد، بردارم
    و به سمتي بروم
    كه درختان حماسي پيداست،
    روبه آن وسعت بي واژه كه همواره مرا مي خواند .
    ................................................

    اليوتوبيا بين
    سهراب و القدماء

    إن المتأمل فى شعر سهراب يجد أنه لايستطيع أن ينكر أنه إمتداد لزمان قد ولى ورحل .

    فقد تشابه سهراب مع سابقيه فى أفكار كثيرة، لكن مع فارق معالجة الفكرة ، فالقدماء من الشعراء الفرس عالجوا قضاياهم بنوع من السمو ، فأستخدموا أفكارا وعبارات ذات دلالات سامية وراقية ،رغم أن المجتمع حولهم كان بسيطا ،إلا أن حس أهله كان عاليا ومرهفا غير منشغل بالمادية ، قادراعلى استيعاب أى فكرة سامية وراقية. فكانت القضايا راقية رقى السماء .

    وسهراب فى عصره حاول أن يشابه القدماء فى ذلك ،فحمل فى أشعاره يوتوبيا السابقين ولكن عالجها بمفاهيم أرضية مادية حتى يستطيع أن يعيها أهل زمانه.
    وبالبحث فى كتابه الشعرى وقع أقدام الماء و فى قطعته الشعرية نداء الابتداء وجدنا أنه خير دليل على ذلك ، فوجدناه يبحث عن يوتوبيا مفقودة بحث عنها أيضا القدماء أمثال مولانا وحافظ .


    كاشان سبهرى ونيستان مولوى

    نحب أن نشير أن لسهراب سبهرى أصلين فى كثير من أفكاره وهما:
    1. الطبيعة البدوية التى هى مظهر النور .
    2. التمدن الصناعى الذى هو مظهر الظلمة .
    ففى البداية قد عاش الإنسان فى أطراف الطبيعة البدوية و رغم كونه وحيدا فى هذا المكان إلا أنه كان يعيش فى دنيا من السعادة .
    وتشخصت هذه اليوتوبيا عند سهراب فى مدينته كاشان ، التى كانت تمثل حلمه المفقود أمام وطأة التمدن الصناعى فى طهران .
    واليوتوبيا تجلت فى شعر مولوى أيضا ، وأتضحت بشكل لايحتاج إلى تأويل فى قصيدة الناى وسمى هذا المكان بـ ((النيستان)) أى منبت الغاب.
    حيث بين مولوى أن الانسان أنفصل عن هذا المنبت النورانى وصار أسيرا فى قفص التمدن الصناعى أى (( الحضارة المادية)) .

    لذا بين كل من سبهرى ومولوى أنه يجب على بنى الإنسان التحررمن سجن التمدن والعودة مجددا تجاه الوطن الأصلى. تجاه الطبيعة البسيطة ، التى رغم بساطتها صارت يوتوبيا يحلم بها أى انسان ليفر من وطأة التمدن الصناعى ، الذى أخرجه من كيانه كإنسان ليصير أحد آليات هذا التمدن المادى .
    فكان الوطن الأصلى عند مولوى الــ (((نيستان)) حيث المكان النورانى الذى آتى منه الإنسان وعليه أيضا العودة إليه مرة ثانية .
    لكن وطن مولوى يختلف عن وطن سهراب فى أنه سماوى نورانى ،ففلسفة الوصول إليه تعتمد على نظرية البقاء فى الفناء التى نادى بها مولوى .
    فى حين أن الوطن الأصلى عند سبهرى يعتمد على العودة مجددا تجاه الطبيعة البدوية والإتحاد معها والتى تمثلت عنده فى مدينته (( كاشان )).

    اليوتوبيا فى الأرض أم فى السماء


    الإختلاف الأول بين سبهرى ومولوى فى هذا الموضوع أن سبهرى يرى أن الطبيعة البدوية من روافد النور، لذلك هو يمدحها ويناديها . وكانت اليوتوبيا عنده تنهض على عتبات الطبيعة البدوية .

    فى حين أن مولوى يرى الدنيا وما تشتمله من طبيعة بدوية رافدا من روافد الظلمة لذلك هو فر وهرب ونفرمنها فيقول أن الله قد خلق هذا العالم ، حتى يتضح نوره عزوجل عن الظلمة .

    ( حق تعالى ضد نداشت ،يس اين عالم را آفريد از ظلمت تا نور او ييدا شود .)(مولوى كتاب فيه ).
    وهذه النقطة أحد مفاتيح الإختلاف بين بناء اليوتوبيا عند سبهرى وبنائها عند مولوى .

    وهذا الإختلاف يعود لإختلاف زمان سبهرى عن زمان مولانا ، فمولانا كان عرفانيا بمعنى ماتحمله الكلمة من دلالة ، وكان مرشدا روحيا ، بنى يوتوبياه على مالديه من فكر عرفانى وأخلاقى .

    أما سهراب نتيجة لرحلته إلى الصين تأثربأستاذه الصينى (جوانج زى) حيث كان مرشدا له.( ومعلمه فن النحت )
    فكان (جوانج زى) يمدح الطبيعة البدوية ، وكان يهدف إلى العودة إليها ، فى حين أن مولوى كان يرى الدنيا والطبيعة بلا قدر أو قيمة أمام الــ (نيستان). وهو الوطن الأصلى لبنى الإنسان .وكان يهدف إلى الفرار من هذه الدنيا فيقول أن هذه الدنيا عبارة عن زبد ((رغوة)) وهذا الزبد ملئ بالتبن وهى أيضا كالقلب الذى طلى بماء الذهب ، فالزبد يعنى أن الدنيا تعفنت والقلب المطلى يعنى أن الدنيا مخادعة فهى مذهبة فقط من الخارج وهذا يعنى أنها بلا قدر أو قيمة .

    ((عالم كفى است ، اين عالم كفى يرخاشاك است.....قلب زراندود است . يعنى اين دنيا كفكـ است، قلب است وبى قدروقيمتى.))

    وقد تكون يوتوبيا سهراب أقرب إلى الواقع فى التحقيق ، لكن هذا يكون صحيحا فقط بالمفاهيم المادية ، حيث أن اليوتوبيا عند سهراب تجلت فى مدينته كاشان التى تمثل الطبيعة البدوية الهادئة البسيطة فى تكوينها .

    لكن ألم تكن المدنية أيضا ، يوما حلم ويوتوبيا بناها إنسان أمس ؟.

    وهى التى يفر منها إنسان اليوم . يقول الباحث أنه مازال يصر على استخدام اليوتوبيا كدلالة على عالم من الأحلام الشخصية ، فالحلم لايمكن أن يعمم ، فكل إنسان لديه حلمه الخاص .

    لأنه مادامت اليوتوبيات تبنى فى عالم المادة ، فهى دائما ستكون مناط صراع وتبدل وزوال ، لأن هذه هى طبيعة المادة .
    فى حين أن يوتوبيا مولوى قد يراها البعض وهما أو نوعا من الخيال الجامح ، إلا أنها أقرب إلى الحقيقة ، لأنها بنيت فى عالم بالنسبة إلى الجميع مفقود وغير مشهود ، إذن هى حلم الجميع ، فيوتوبيا مولوى مكان مفقود ، لا وجود له إلا فى مخيلتنا ، ولا يمكن تخيله أو تصوره و مشابهته بأية مفاهيم أرضية . لذلك هو مفقود فقط على أرض المادة ، إلا أنه موجود فى مخيلة الجميع ، ومادام الأمر كذلك فهو تقرير بحقيقة وجوده من الجميع .

    البحث عن اليوتوبيا قضية قديمة

    ملامح اليوتوبيا والبحث عنها لم يتجل فقط فى أشعار الشعراء المحدثين فى ايران ، بل وجد أيضا وبشكل ملحوظ فى أشعار القدماء ، أمثال مولانا جلال الدين الرومى وحافظ الشيرازى .

    وسهراب سبهرى نراه يبحث عن جنته المفقودة ( كاشان ) ، و بكاشانه المفقودة هذه يذكرنا
    بــ ((نيستان ))مولوى المفقود أيضا عند مولانا الرومى .

    فالنيستان كان بمثابة الوطن الأصلى للناى الذى عبر به مولانا عن الروح البشرية ، فذاك الناى الذى قطعوه من منبت الغاب دائما يئن ويبكى الرجال والنساء من نفيره وبكائه ، فيقول مولوى:


    استمع للناى عندما يقص حكايته ، ويشكو آلام الفراق قائلا:
    اننى منذ ان قطعونى من منبت الغاب ، والناس رجالا ونساء يبكون لبكائى


    بشنو از نى حون حكايت مي كند از جدايي ها شكايت مى كند
    كز نيستان تا مرا ببريده اند از نفيرم مد و زن ناليده اند
    ( مولوى – مثنوى )


    فقصة بقاء سبهرى منفصلا عن كاشانه شيئا شبيها بقصة بقاء الناى منفصلا عن ذاك المنبت الآلهى .
    مع اختلاف أن كاشان سبهرى كناية عن جنة أرضية ولكن نيستان مولوى كناية عن ملكوت سماوى وأن الناى سيظل يبحث ويفتش عن الوصال به الملكوت السماوى فيقول مولوى :

    فكل شخص بقى بعيدا عن أصله ......... يظل يبحث عن زمان وصله


    و كاشان سبهرى تذكرنا أيضا بجنة حافظ الشيرازى المفقودة تلك الجنة الملكوتية المفقودة ، التى هى وطنه الأصلى الذى دائما يناديه ويتمناه فى أشعاره .
    مع الأختلاف أن جنة سبهرى جنة أرضية ، فى حين أن جنة حافظ جنة ملكوتية سماوية ، فأكثر غزليات حافظ شرح لفراق هذا الطائر الملكوتى عن تلك الجنة السماوية ،و البحث عن كيفية عودة هذا الطائر ملك السدرة إلى شرفة عرشه ؛ فيقول فى شعره :

    قد صنعوا لطائرجنتى الملكوتيه قفصا من جسدى الذى نصفه من عالم التراب
    فهم ينادونك ( ياطائرى) من شرفة العرش ،إن ليس مقعدك جسد الخراب هذا.


    مرغ باغ ملكوتم نيم از عالم خاكـ ..........يكـ دو روزى قفسى ساخته اند از بدنم
    ترا ز كنكره ى عرش ،مى زنند صدا........ نشيمن تو ، نه كنج اين خراب آباد است (حافظ )

    وبذلك يتبين لنا أن القدماء كانوا يبحثون عن يوتوبيا موجودة فى عالم غير العالم الأرضي ، عالم لا تلمسه ولا تتحسسه الكفوف - ولاتبصره الأعين فغير مشهود ، إلا أنهم وصفوه بدقة عالية رغم أنهم لم يشهدوه .

    زمن المؤكد أن هذه هى فعلا الجنة التى يطمح فى الوصول لها بنى الإنسان ، لأنه لو كانت تلك الجنة فيها شبه من شئ أرضى لما كانت تسمى جنة ، لأن لأرض بكل مالديها من آليات سعادة وجمال إلا أنها تنوط بشئ من الآلم والتعب . فالسعادة على هذه الأرض الترابية غير حقيقة بل تحمل ملامح النسبية .

    ويتضح لنا أن سهراب يعانى من كونه منفصلا عن جنة الطبيعة البدوية ، و يبحث عن كيفية العودة والوصال مع تلك الجنة البدوية الأرضية .
    فهو يبحث عن مفر لنفسه الحساسة ذات الإحساس المرهف التى لاتجد نفسها فى وئام أو إئتلاف مع ماديات طهران ، حيث إنعدام المناظر الساحرة التى تنجذب إليها النفس ، وهذه الأشياء بالنسبة لشخص فنان تشكيلى وعلى درجة عالية من الحس المرهف كسهراب هى فى غاية الأهمية .

    فلديه يوتوبيا مليئة بمعانى بسيطة إلا أنها تعبر عن دلالات عميقة المعنى فكونه لديه يوتوبيا تبحث عن شرب الماء بلا فلسفة وقطف التوت بلا علم ، والاقتراب من قانون الأرض ، وعدم تلويث الطبيعة وفهم لغة الورود.

    يعد هذا كله نوعا من التجرد من علائق المادة ، وهذه القضية نادى بها كبار أهل العرفان فى إيران أمثال سعدى الشيرازى وحافظ وبابا طاهر وغيرهم من أعلام العرفان .
    فهؤلاء العظماء أوضحوا أن السعادة لكى تتحقق لأهل هذه الأرض ، يجب أولا أن يتخلصوا من علائق المادة .

    فسهراب ببحثه عن يوتوبيا خالية من مادية المدنية ، فهو بذلك يتشابه مع القدماء ، لكن القدماء كانوا يضعون قواعد تصلح لجميع أجناس البشر فى حين أن سهراب كان يبحث عن مكان جاهز تحققت فيه هذه القواعد التى أشار إليها القدماء من بساطة المكان ومحطا للتفكر والتأمل حيث يستطيع الإنسان فى هذا المكان أن يجد نفسه فى عالم من الصفاء ، عالم خال من علائق الدنيا التى تهوى بالنفس إلى التدنى وتثقلها عن التحليق إلى عالم الروح والدهشة والتأمل والجمال .

    مفاد ما التنقيب فى أعمال سهراب :

    اليوتوبيا تجلت بمفهومها الجديد فى مجموعات سهراب الشعرية ، فنجده فى أى قطعة شعرية إن لم يناد يوتوبياه كاشان يرسم طريقا لها ، أو يبحث عن صوت يناديه لها أو يصف لنا شيئا من يوتوبياه حتى نساعده فى البحث عنها ، وكأنه يساعدنا نحن فى الإنتباه إلى أننا نفتقد شيئا فى حياتنا .

    كان سهراب من دعاة السريالية ، والخروج عن الواقع المشوه ، فرفع سُهراب سبهري‏ راية هذه الجماعة مع فرق بسيط أنه كان يمزج شعره بنوع خفيفٍ من العرفان والدروشة .

    وكان سهراب سبهري ذلك المتمرد الهادئ الذي أدخل اللون والدهشة والبراعة البصرية الى قلب القول الشعري .
    وسهراب ببحثه عن كاشانه لم يكن خارجا عن عصره كما أعتقد البعض ، فعلى العكس من ذلك فروح عصرنا، والانحدار التدريجي للقيم, وظهور فكرة البحث عن الجذور نجد صداها في كثير من أعمال السابقين .

    و قلق سهراب فى بحثه ليس قلق روح يأسة تائهة متباكية على أطلال الزمان .

    فحقق سهراب مكانته في المشهد الشعري دون ان ينضم لاي تيار سياسي في مرحلة شهدت استقطاب التيارات والاحزاب السياسية للشعراء،كانضمام أحمد شاملو لحزب تودة ، فحزب كحزب تودة كان له نصيب الاسد فى ذلك ، خصوصا وأنه كان معارضا للدولة ، فكان هدفا للمفكريين والأحرار، وبزغ نجمه بعد قيام مصدق بثورته التأميمية الشهيرة .

    ......................

    عالج سبهرى فى شعره قضايا أخلاقية واجتماعية ولكن دون أن يثير حوله أى نقد ، فتحدث عن قضايا الجميع يتفق عليها واستخدم رموزا مقدسة عند الكل لا تنكر فانكارها انكار للذات .

    فاستخدم رموزا كالماء كرمزللدلالة على الروح الطاهرة واللون الاخضر كرمز للنبوة المحمدية وهو أيضا فيض الغلة الخصبة للطبيعة ، حيث تنبت الشجرة وينمو العشب ويتفجر البذر النائم من الأرض, وهو الاستقبال الرطب لواحة يتزاوج فيهاالماء والخضرة ليصبحا رمزا لكل حياة ولكل بعث. وأساطير بلاده للتعبير عن أحلامه وأحلام بلاده .

    فبذلك حاول سبهرى خلق أجواء خارجة عن رتابة الواقعية الصلبة, بسيط في التصوير، يخلق حوله فضاءات روحانية وشرقية ، متأصل في أرضه كأي شاعر أصيل, يرتوي من نبع وطنه, هذا النبع سواء شئنا أم لم نشأ, في بلد ذي تراث شعري ضخم كإيران له نكهة روحانية .

    فهو لا يرغب في أن يحد شجرة نسله الإيراني. فيذهب للبحث عن أسلافه الأسطوريين في الهند. حبه للهند فتح آفاقه على اللغة الأساسية للأساطير.

    كان من اتباع المدرسة الإشراقية،العرفانية التى تتميز بالتفاؤل والنظرة للحياة بنظرة المتفائل السعيد ،المبتهج فنجد سهراب سعى إلى استخلاص شفافية عرفانية محضة وبثّها في ثنايا القول الشعري ، الأمر الذي جعل هذه الشفافية ملازمة لشعره كما في قصيدته (المسافر) أو قصيدته (صوت قدم الماء) كمثال.‏
    فكما يقول الشاعر الكبير أحمد شاملو أن لا أحد ينكر أن سهراب لديه نزعة عرفانية ولكن ليس العرفان الذى تعارفنا عليه ، وعلى ذلك شابه الصوفية فى أشياء ، لكن لايمكن الادعاء أنه كان صوفيا محضا .

    لاحظنا أيضا ان سهراب كان فنانا بمعنى الكلمة ، فلم يستطع أن يفصل بين الشعر والرسم بل مزج هذا بذاك .فهو فنان تشكيلى جاب الدنيا بأعماله الفنية ، والفنان التشكيلى معروف بقدرته على دمج الصور والأشياء فى حيز واحد ، كذلك استطاع سهراب أن يمزج الشعر بالفن ،كانت أشعاره ماهى إلا عبارة عن لوحات فنية مليئة بالألوان والحياة والحركة والسكون، وجميع ما يحيطنا من طبيعة وكائنات ، فنجد أشعاره مليئة بالطيور والحيوانات والأشجار

    فأنت عندما تقرأ قصيدة المسافر لسهراب تشعر وكأنك أنت هذا المسافر وتسلك طريقا يمر من بين أحد الغابات العامرة بمظاهر الطبيعة من طيور وحيوانات وأشجار ، فالصورة كاملة المعطيات عند سبهرى ، إن وجدت الطيور أعلم أنك ستجد الأشجار والماء والعشب والزهور.

    كان لديه قدرة عالية على دمج هذا كله فى قالب واحد ، وفى رأيى الفضل الأول لذلك حس الفنان لدى سهراب .

    نجد أيضاحياة سهراب مثيرة للجدل والدهشة ، كانت بسيطة ويبحث عن البساطة رغم اقبال الحياة عليه ، فجاءت له فرصة عن طريق أعماله الفنية ، ولكنه يترك المجتمع ومع ذلك لا ينسى بنى الانسان ويوجه لهم النصح والارشاد. ولم يكن منعزلا عن المجتمع بكل مفهوم الكلمة ، فهو محبوب ومساغ عند الجميع .
    .................................................. ..................


  2. #2
    ناشر وشاعر الصورة الرمزية محمد حسين بزي
    تاريخ التسجيل
    12/03/2007
    المشاركات
    578
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي بنده يوسف إقبل محبتي مشفوعة بأبيات "مولانا" و"شمس"

    عزيزي واستاذي بنده يوسف
    بعد التحيّة الاحترام

    لقد أهديتني ما أنت أهله، وأنا أقل من أن يُهدى له كل هذا الخزين من الإبداع والسُكِر الحلال ..

    رحم الله مولانا جلال الدين الرومي إذ قال:

    أهوى قمراً سهامه عيناه
    ما شوش عزم خاطري إلا هو

    ..........

    السكر صار كاسداً من شفتيه
    والبدر تراه ساجداً بين يديه
    بالحسن عليه كل شيء وافر
    إلا فمه فإنه ضاق عليه
    ............
    بنده يوسف أيها الوفيّ النبيل، ولقد حلَّقت بي في سماء شمس تبريزي إذ يقول:

    هذا الصدر المتأجج ناراً من مدرسته
    واليوم وقد مرضت فذاك من حرارته
    سوف أتجنب كل ما أمر الطبيب
    ما عدا الخمر والسكر آخذهما من شفتيه
    ________________________

    بنده يوسف إقبل محبتي مشفوعة بأبيات "مولانا" و"شمس" علها تفيك بعض حقك الملحوظ بنور الصمد، والمتأجج بنار الأحد.

    إلهي علمني كيف أحيا..؟
    لأتعلم كيف أموت.





    محمد حسين بَزِّي

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية بنده يوسف
    تاريخ التسجيل
    09/06/2008
    المشاركات
    198
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: بنده يوسف إقبل محبتي مشفوعة بأبيات "مولانا" و"شمس"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حسين بزي مشاهدة المشاركة
    عزيزي واستاذي بنده يوسف
    بعد التحيّة الاحترام

    لقد أهديتني ما أنت أهله، وأنا أقل من أن يُهدى له كل هذا الخزين من الإبداع والسُكِر الحلال ..

    رحم الله مولانا جلال الدين الرومي إذ قال:

    أهوى قمراً سهامه عيناه
    ما شوش عزم خاطري إلا هو

    ..........

    السكر صار كاسداً من شفتيه
    والبدر تراه ساجداً بين يديه
    بالحسن عليه كل شيء وافر
    إلا فمه فإنه ضاق عليه
    ............
    بنده يوسف أيها الوفيّ النبيل، ولقد حلَّقت بي في سماء شمس تبريزي إذ يقول:

    هذا الصدر المتأجج ناراً من مدرسته
    واليوم وقد مرضت فذاك من حرارته
    سوف أتجنب كل ما أمر الطبيب
    ما عدا الخمر والسكر آخذهما من شفتيه
    ________________________

    بنده يوسف إقبل محبتي مشفوعة بأبيات "مولانا" و"شمس" علها تفيك بعض حقك الملحوظ بنور الصمد، والمتأجج بنار الأحد.

    بسم الرحمن الرحيم

    أستاذنا الغالى وأخينا الكريم ، وشاعرنا الراقى الكلمة والفكرة (( محمد حسين بزى ))
    أهديتانا الورد وما أغلاه وما أطيبه ، فأى شئ نستطيع أن نقدمه عرفانا وتقديرا لكم
    تقدمنا وما كنا من المتقدمين ، أسرعت وأهديت ، وبهديتك أعليت
    والله ما كان أهدائى نفاق ولا تنمق ، ولا من باب كلام الأخلة والندماء
    بل أنكم موضع فخر وشرف ، فيكفيكم أنكم تحملون لقب شاعر
    وأى شاعر ، شاعر يشعر بالآخر ، ليس بمتملق ولا متنمق بل ينتف ريش طاووسه ليرسم وجه الآخر
    فيالك من بارع ، قدمت لنا كلمات من ديوان (( شمس تبريزى )) التى كانت بحق شمساً فوق كل اهداء
    .....................................
    هناك فى بلاد مولانا بكلماته رفعوا قصورا ، وبنوا أمما
    وها أنت تولد من القلم كلام أدهش العقل وأعجز اللسان
    مولانا الرومى صاحب مدرسة البقاء فى الفناء
    مولانا الذى فسرت أشعاره للفرس قرآنا
    مولانا الذى بأشعاره يسطر الترك أدبهم المكتوب
    مولانا الذى علم غوته الألمانى ، أن الشرق هو من أعطى لأوروبا قلما
    مولانا الذى ثور روح إقبال ، فخرج يثور ويقول باكستان
    مولانا الذى صير ترابى جوهرة
    .................................................. ..........
    أستاذى (( محمد حسين بزى )) ، أعجزتنى باختيارك واهداءك ، فأنا لا أملك وردا بعد وردك
    والله ما أوفت حقك كلماتى ، لكن كفى البستانى عبير حديقته
    دام عبير حديقتك ، ودام أريج كلماتك المعطرة .


  4. #4
    ناشر وشاعر الصورة الرمزية محمد حسين بزي
    تاريخ التسجيل
    12/03/2007
    المشاركات
    578
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي إبراهيم قام بالمحراب .. والبيت طاف بالكتاب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنده يوسف مشاهدة المشاركة



    بسم الرحمن الرحيم

    أستاذنا الغالى وأخينا الكريم ، وشاعرنا الراقى الكلمة والفكرة (( محمد حسين بزى ))
    أهديتانا الورد وما أغلاه وما أطيبه ، فأى شئ نستطيع أن نقدمه عرفانا وتقديرا لكم
    تقدمنا وما كنا من المتقدمين ، أسرعت وأهديت ، وبهديتك أعليت
    والله ما كان أهدائى نفاق ولا تنمق ، ولا من باب كلام الأخلة والندماء
    بل أنكم موضع فخر وشرف ، فيكفيكم أنكم تحملون لقب شاعر
    وأى شاعر ، شاعر يشعر بالآخر ، ليس بمتملق ولا متنمق بل ينتف ريش طاووسه ليرسم وجه الآخر
    فيالك من بارع ، قدمت لنا كلمات من ديوان (( شمس تبريزى )) التى كانت بحق شمساً فوق كل اهداء
    .....................................
    هناك فى بلاد مولانا بكلماته رفعوا قصورا ، وبنوا أمما
    وها أنت تولد من القلم كلام أدهش العقل وأعجز اللسان
    مولانا الرومى صاحب مدرسة البقاء فى الفناء
    مولانا الذى فسرت أشعاره للفرس قرآنا
    مولانا الذى بأشعاره يسطر الترك أدبهم المكتوب
    مولانا الذى علم غوته الألمانى ، أن الشرق هو من أعطى لأوروبا قلما
    مولانا الذى ثور روح إقبال ، فخرج يثور ويقول باكستان
    مولانا الذى صير ترابى جوهرة
    .................................................. ..........
    أستاذى (( محمد حسين بزى )) ، أعجزتنى باختيارك واهداءك ، فأنا لا أملك وردا بعد وردك
    والله ما أوفت حقك كلماتى ، لكن كفى البستانى عبير حديقته
    دام عبير حديقتك ، ودام أريج كلماتك المعطرة .

    أخي المفضال بنده يوسف
    بعد التحيّة والاحترام

    بل هي شمسك التي انقشعت دونها غمامات اليأس، والبحر بعدُ لم يُدرك درره المكنوزة منذ عهد الكلمات الأولى ..

    كتبتُ مرة في معرض " الحقيقة المحمدية ":

    إبراهيم قام بالمحراب .. والبيت طاف بالكتاب
    ........
    فقامت عليَّ الدنيا (في الجامعة)؛ وللآن لم تقعد !!
    لكني الآن أيقنت أن الطواف "والتطواف" لا بدّ أن يكون للأعلى، كما كلماتك البِكر؛ ونصّك المِسك.

    ورحم الله مولانا جلال الدين يوم قال:

    إن العشق جعل جسم الأرض
    يعلو على الأفلاك , فرقص الجبل
    و أضحى خفيف الحركة.
    العشق حلّ في روح الطور أيها
    العاشق , فسكر الطور و خرّ موسى
    صعقاً.
    آه لو كانت شفتاي تقترنان
    بشفتي حبيبي , إذاً لكنتُ كالناي
    أقول ما ينبغي قوله
    فكلّ من فرّقه الدهر عن أهل
    لسانه, يصبح بلا لسان حتى و لو
    سمع له مئة صوت .
    و حين يذبل الورد و ينقضي عهدُ
    بستانه , لا يعود البلبل بعد هذا يروي لك قصة أشجانه ...

    بنده يوسف .. دمت خليلا

    إلهي علمني كيف أحيا..؟
    لأتعلم كيف أموت.





    محمد حسين بَزِّي

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية بنده يوسف
    تاريخ التسجيل
    09/06/2008
    المشاركات
    198
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بإسمه سبحانه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – السلام على من فى ناى الحرقة ينفخون

    أستاذى محمد حسين بزى – دام فخرك وتشريفك لى بكلامتك النيرة – دائما تسقط على من سماءك نجوم

    زاهرة تختار لى أزهار من حديقة الرومى – وأنا لأمانة السماء ضعيف
    .................................................. ........................

    إبراهيم قام بالمحراب .. والبيت طاف بالكتاب
    .................................................. ....................
    لى فى الأرض ماليس لله - أحب الفتنة – وأصلى بلا وضوء (( سبقك الأولون يا أخى فلا تبتأس ))

    ولباب علم النبي فى ذلك إجابات وإجابات
    .................................................. ...................

    يشجعنى أستاذى محمد بكلماته لإيضاح بعض ما كتب بخط خفيف – توضيحا لأشياء أساء البعض فهمها

    .................................................. ...........................................

    يهدينا رسول القلم محمد حسين بزى بقطعة شعرية من أشعار مولانا – تثير فينا أشياء وأشياء

    ونجد مولنا يجمع فى قطعته هذه رموز كثيرة من رموز العرفان

    فأهل العرفان كانوا محل إتهام بالكفر والزندقة والجنون

    إلا أن الحقيقة عكس ذلك

    فكما السياسي والإقتصادى فى حاجة لعقل يفهمهم بنفس المستوى – كذلك أهل العرفان فى حالة لروح وعقل

    بنفس الوعى والإحتراق .

    يحدثنا مولانا عن جبل يرقص ويتحرك ويهتز لعشقه – وأهل العقل يحكمون على مولانا بالجنون أو الكفر

    وهنا يرسم لنا مولانا لون من ألوان الفناء ( مايسمى عند أهل العرفان بالـ حال – فالحال غير ثابت -

    والمقام ثابت )

    وقضية الفناء أندرج تحت لواءها حالتين – حالة ما يسمى بوحدة والوجود – وحالة ما يسمى بوحدة الشهود .
    وكلاهما باعثه الأول العشق والوله

    وهذه قضية من أشد المعضلات العرفانية التى أحتار فيها أهل النقد فى فهمها أو تفسيرها – وكانت ركيزة

    التكفير فى كثير من الأحيان .

    حتى ظهر لنا رجال عرفان أمثال سلطان ولد ابن مولانا وبايزيد البسطامى والعطار والحلاج وغيرهم تغنوا

    بهذه الحالة فى أشعارهم فكفروا من قبل أهل النقد لتفوههم بألفاظ مناط كفر وزندقة . لكن للحقيقة وجوه

    .................................................. ................................

    فباب علم النبى يفسر هذه الحالة بأنها قمة الفناء عن الأنانية – فنجد المثنوى يروى لنا حكاية (( أن حبيب

    يذهب لحبيبه فى البيت – فيطرق الباب فيرد الحبيب من بالباب ؟ – فيجيب المحب بقوله (( أنا )) فيقول

    المحبوب أرجع

    ثم يكرر المحب الزيارة والطرق والرجوع – إلا أن يأتى يوما ويسأله المحبوب من بالباب فيجيب المحب

    (( أنت )) فيقول الآن لك الدخول فى حضرتنا .

    هكذا هى قضية العرفان – أبدأً ماكان للظاهر فى إدراكهم ومعرفتهم وجود .

    .................................................. .......................

    نجد أيضاً أهل العرفان فى الفارسية يستخدمون مرموزات ودلالات فى أشعارهم محط غموض

    فقصة يوسف وزليخا – وقيس وليلى عند شعراء العرب مجرد مرويات – لكن عند شعراء الفرس مناقد نار

    وإحتراق وولع وشوق

    ومدلول لشئ أعظم هو نار العشق التى تغير حال قشة بللتها الأمطار - وينهض بطين أذله التدنى


    فنجد الشعراء يستخدمون لهذه الحالة مرموزات فى أشعارهم كالبلبل والوردة – وهذا تجلى بشدة فى أشعار

    السعدى صاحب الجنة

    حيث البلبل يترنم ويغنى بجوار محبوبته الوردة استعطافا وأشتياقا لأن تقبله وتتفتح أوراقها لإستضافته

    والفراشة والشمعة حيث الفراشة تجذبها نور الشمعة – وهى تعلم أن فى هذا النور هلاكها – إلا أنه كما يقول

    مولانا بقاءها فى فناءها .

    والموجة والبحر – حيث لاكيان للموجة إلا بفناءها داخل سعة هذا البحر

    فحتى عندما يقول أحدهم (( أنا ذاهب إلى الحانة لكى أصلى )) فهذه العبارة تحتاج لإدراكها منارات

    ومنارات من الإدراك والفكر – فلو نظر لها الناقد بعين الظاهر لن يكون حكمه إلا بالكفر والزندقة

    فأهل العرفان لديهم تحت الكلمات مراقد أسرار – لايدركها إلا من بالحكمة متقد – ومن بالنار مشتعل

    ومهما تأولنا عليهم – أو أتهمناهم بالكفر أو الزندقة والجهل – فلن يطفئ هذا نار عشقهم

    .................................................. ................................

    فما أعظم مولانا الرومى حين يبدأ جزءه الأول من المثنوى بقصيدة تسمى (( الناى )) حيث يبرع فى هذه

    القصيدة فى تقديم وتوضيح وشرح كل ماجاء بعد ذلك من أشعار داخل المثنوى – ويلخص كل فكره فى نظرية

    واحدة هى نظرية البقاء فى الفناء

    حيث يتجمع فى كيان الإنسان الناسوت والروح ذات النفخ اللاهوتى - ومن خلال قصيدة الناى يوضح مولانا مأساة هذه الروح وهى تبحث عن نقب تفر منه من هذا السجن الفانى لتبحث عن عروج يوصلها لعالمها الأول منبت الغاب بالنسبة للناى ( وهنا يتجلى أن بقائها كان فى فنائها )

    .................................................. .........................................

    فبحق الله صير الرومى ترابي جوهرا

    .................................................. ...............................

    أستاذى محمد حسين بزى – شاعر النار والروح المشتعلة دامت شعلتك فى إشعال صدور محبين ومشتاقين

    وأقدم لك شرارات من نار مثنوى مولانا والله أنت بها ولها مستحق

    مرد خدا مست بود بی شراب
    مرد خدا سير بود بی کباب
    مرد خدا واله وحيران بود
    مرد خدا نبود خورد وخواب
    مرد خدا نيست زباد وز خاک
    مرد خدا نيست زنار وز آب
    مرد خدا بحر بود بی کران
    مرد خدا بارد در بی سحاب
    مرد خدا عالم ازحق بود
    مرد خدا نيست فقيه از کتاب
    العارف ثمل بلاشراب
    العارف شبع بلا شواء
    العارف واله وحيران
    العارف ليس به حاجة الی طعام اوسبات
    العارف ليس من ريح وتراب
    العارف ليس من نار وماء
    العارف بحر بلا شطان
    العارف يمطر درا بلا سحاب
    العارف عالم بعلم رباني
    العارف ليس فقيها عن طريق الكتاب
    .................................................. ................
    سوز دل عاشقان شررها دارد
    درد دل بی دلان اثرها دارد
    نشنيده ايد که آه دلسوختگان
    بر حضرت رحمتش گذرها دارد
    *******
    حرقة قلوب العاشقين تنتج شرراً
    وآلام قلوب الوالهين تنتج أثراً
    ألم تسمع بأنّ آهة المكلومين
    تجد لها صوب حضرة رحمته طريقاً ومعبر
    .................................................. .......................
    ای نوبهار عاشقان داری خبر از يار ما
    ای از تو ابستن چمن، وای از تو خندان باغها
    ای يادنای خوش نفس عشاق را فريادرس
    ای پاکتر از جان، آخر کجا بودی كجا؟
    *******
    يا ربيع العاشقين، ألديك أي خبر عن حبيبنا؟
    يا من حملت منك الحمائل، وضحكت بفضلك الحدائق
    يا ريح الناي الجميل الالحان، لتسعف العشّاق
    ويا من أطهر من الروح، في النهاية أين أنت أين؟
    .................................................. .........................
    چه تدبير ای مسلمانان
    که من خود را نمی دانم
    نه ترسا، نه يهودم من
    نه گبرم، نه مسلمانم
    نه شرقيم نه غربيم، نه بريم نه بحريم
    نه از کان طبيعيم نه از افلاک گردانم
    نه از خاکم، نه از آبم نه از بادم نه از آتش
    نه از عرشم، نه از فرشم نه از کونم نه از کانم
    مکانم لا مکان باشد، نشانم بی نشان باشد
    نه تن باشد، نه جان باشد که من از جان جانانم
    *******
    ما التدبير ايها المسلمون
    فانا نفسي لا أعرف
    إني لست مسيحيا ولا يهوديا
    ولست مجوسيا ولا مسلما
    كما إني لست شرقيا ولا غربيا
    ولست بريا ولا بحريا
    ولست من منجم ارضي
    ولست من الافلاك السيارة
    ولست من التراب ولا من الماء
    ولست من الرياح ولا النار
    ولست من العرش ولا من الفرش
    ولست من الكون ولا من المكان
    فمكاني حيث لا مكان
    وبرهاني حيث لا برهان
    ولست من الجسد ولا من الروح
    وانما انا من روح الروح
    .................................................. .........................
    الناي صديق لكل من افترق عن اليفه
    ولقد مزقت انغامه الحجب عنا
    فمن رای كالنای سما وترياقا؟
    ومن رای كالناي نجيا ومشتاقاً
    ان الناي يتحدث عن الطريق المليء بالدماء
    والناي هو الذي يروي قصص عشق المجنون
    .................................................. ..............................
    أستاذى محمد حسين بزى دام ناى عشقك يعزف على أوتار العشق والحرقة
    ....................................
    بنده يوسف


  6. #6
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    الإخوة الكرام: بنده يوسف / محمد حسين بزي

    يسعدني أن تغنوا منتدى الأدب الفارسي بآرائكم القيمة و حواراتكم المثمرة ، لقد كنت أود دائما
    أن يشارك في هذا المنتدى من لهم اهتمام و علاقة بالأدب الفارسي، و ها أنتم تفاجئونا بهذا الزخم الفكري
    و البعد المعرفي و الحوار الجاد الهادف و بلغة شعرية متميزة.

    وفقكم الله و رعاكم و أدام عليكم نعمة الفكر و الإبداع.

    مع تحيتي و تقديري الخالصين

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية بنده يوسف
    تاريخ التسجيل
    09/06/2008
    المشاركات
    198
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. فدوى مشاهدة المشاركة
    الإخوة الكرام: بنده يوسف / محمد حسين بزي

    يسعدني أن تغنوا منتدى الأدب الفارسي بآرائكم القيمة و حواراتكم المثمرة ، لقد كنت أود دائما
    أن يشارك في هذا المنتدى من لهم اهتمام و علاقة بالأدب الفارسي، و ها أنتم تفاجئونا بهذا الزخم الفكري
    و البعد المعرفي و الحوار الجاد الهادف و بلغة شعرية متميزة.

    وفقكم الله و رعاكم و أدام عليكم نعمة الفكر و الإبداع.

    مع تحيتي و تقديري الخالصين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بإسمه سبحانه

    الأستاذة الكبيرة د / فدوى – طاب مرورك العطر

    كم شرفنا مروركم الكريم – دام عبير النسيم بطلعاتكم

    .................................................. ....................
    قضيتنا مع الشعر ليست قضية حديث أم قديم

    ولا قضية انتصار لحديث على قديم

    ولا اعلان انتهاء اسطورة القديم واعلان مجد الحديث (( كما فعل نيما يوشيج ))

    انما القضية هى بحث عن أصول إنسان كيف كان وكيف أصبح

    .................................................. .................

    الشعر لسان الحضارات – وبحثنا فيه – بحث عن أى لغة صرنا نتحدث – وهل أنعقد لساننا أم ما زلنا ننطق ونفكر

    .................................................. ...............

    ونهاية الأمر : الشعر صوت إنسان يحكى

    .................................................. ...........

    دام (( د/ فدوى )) مرورك العطر – ولنا فخر بذلك - ونتمنى أن نشرف بمرورك الطيب دائما

    مع خالص تحياتى وتقديرى

    .................................................. ......

    بنده يوسف


  8. #8
    أستاذ بارز/ كاتب وصحفي الصورة الرمزية عبدالقادربوميدونة
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    المشاركات
    4,243
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    [font=Arial]

    الأخ بندة يوسف الناقد الكبير المحترم :
    أرجو أن تتقبل اسمى آيات التقدير والإعجاب بهذه الدراسة القيمة جدا عن الفنان الشاعر الكبير سهراب ..فقد جبت بنا كل مدن اليوتوبيا المدينة المفقودة التي حلم بها الشعراء القدامى وحتى المحدثين عبر خريطة زمنية امتدت لتشمل عديد الحضارات ..وكانت رحلتنا معك ممتعة جدا لا سيما وأنت كبير مرشدي هذه الرحلة السياحية الجميلة العارف بمعالم السبل المؤدية إلى عالم سهراب العجيب ..لقد رأينا تقريبا رأي العين كل مظاهر ذلك الجمال الطبيعي المبثوث على أرض كاشان مدينة الشاعر الحقيقية ومنبته الأصلي ومقارنة ذلك بما عاناه من بؤس المدينة وصخبها القاتل ..فتمتعنا واستفدنا أيما استفادة سواء بما ترجمته من أشعاره أو بما دونته من تجلية لكثير من القضايا الفكرية الفلسفية والفنية ومعاني ما وراء الأحلام البشرية ..
    وأرجو إن سمحتم أن أرجع فيما بعد إلى ما كتبتم ها هنا لأدقق وأصحح ما بها من أخطاء نحوية وصرفية وإملائية ناجمة أصلا عن طول المقال وسرعة الكتابة وإلى ما عانيتم من مشقة في سبيل أن تفيدونا بمثل هذا البحث والدراسة المفيدة جدا .. شكرا جزيلا .[/
    font].



    أنا ابن أمي وأبي *** من نسل شريف عربي ..
    الإسلام ديني ومطلبي *** الجزائروطني ونسبي..
    أتريد معرفة مذهبي؟*** لا إله إلا الله حسبي ..
    محمد رسوله الأبي *** سيرته هدفي ومكسبي....
    تلك هويتي وأس كتابي *** حتى أوسد شبرترابي.
    هنا صوت جزائري حر ..:

    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=37471
    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=14200
    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=30370
    http://ab2ab.blogspot.com/
    http://ab3ab.maktoobblog.com/
    http://pulpit.alwatanvoice.com/content-143895.html
    http://www.jabha-wqs.net/article.php?id=5569
    http://www.jabha-wqs.net/article.php?id=7433
    http://www.albasrah.net/pages/mod.ph...der_020709.htm

  9. #9
    أستاذ بارز/ كاتب وصحفي الصورة الرمزية عبدالقادربوميدونة
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    المشاركات
    4,243
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنده يوسف مشاهدة المشاركة
    :: :: نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي :f

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وإن من شئ إلا يسبح بحمده

    أصدقائى وأساتذتى الكرام لكم من ريحان الكلام
    .................................................
    أقدم لكم فى السطور التالية جهداضعيفا ، وقراءة رقيقة فى مجموعات سهراب سبهرى ، الفنان التشكيلى المأنوس بعبير الشرق ، وبغبار التراث المعطر .
    .................................................. ..
    وترسم هذه السطور ، فكرة اليوتوبيا عند سهراب سبهرى والتعريف بمفهومها .
    ................................................
    وأقدم هذه السطور وفاءً لأستاذى وأخى الشاعر والكاتب اللبنانى (( محمد حسين بزى )) ، المتقدة كلماته بنور محمد ،وبحكمة على ، وبثورة حسين ، كلمات مشتاقة لإعلان فجر التنوير ، وهدم صنم الإظلام والإستغلاب
    .................................................. ...

    مفهوم اليوتوبيا

    من التنظير إلى الحلم

    مفهوم اليوتوبيا

    اليوتوبيا تعود إلى كلمة يونانية معناها اللا مكان أو المكان الذي لا وجود له .
    ثم دخلت الكلمة اللاتينية ( utopia) اليوتوبيا بمعنى مكان خيالي قصي جدا ( المدينة الفاضلة )

    و هي دنيا مثالية و بخاصة من حيث قوانينها و حكوماتها و أحوالها الاجتماعية. و هي عالم يجوز تسميته بالخيال أو صورة ماوراء العين، مكان يتحقق فيه التعاون الاجتماعي بصورة كاملة التحقيق ، لسعادة الأفراد.

    اليوتوبيا من التنظير إلى الحلم

    حلم الإنسان منذ القدم بمدينة مثالية نموذجية يأخذ كل فرد فيها حقّه و يؤدّي ما عليه من واجبات تجاه نفسه و تجاه الآخرين. مدينة بلا جوع و لا ظلم ولا فقر و مدينة القانون و العدالة، دولة مثالية تتحقّق فيها السعادة لجميع الناس و تمحو الشرور ، فالناس فيها سواء فيما يملكون و يحصلون على ما يحتاجون إليه ، متساوون أمام ميزان العدل، و هي مدينة المثل العليا، مدينة العلم والمعرفة وكأنها تنادي الإنسان بالعودة الي فطرته الطاهرة.
    كانت اليوتوبيا حلم الإنسان منذ النشأة البشرية ؛ فإنها تبحث عن النموذج المجتمعي الخيالي و المثالي ، ذلك الذي يعوضها عن الفردوس المفقود الذي فيه يتحقق الكمال أو يقترب منه على الأقل و يتحرر من الشرور التي تعاني منها البشرية و هذا الحلم لا يوجد سوى في ذهن الكاتب نفسه و خياله قبل كل شيء.

    و الفيلسوف اليوناني " افلاطون " كان أول من حلم بتلك المدينة الفاضلة من خلال كتابه " الجمهورية "

    ويرى فيه أن الناس سواء في كل ما يكتسبون و يملكون و يحتاجون إليه .
    وبنفس هذه الروح المثالية رسم المعلم الثاني " الفارابي " دنياه المثالية من خلال كتابه " المدينة الفاضلة " حيث يعيش فيها الناس متساوين أمام الميزان ميزان العدل.
    و استمرّ فى رسم اليوتوبيا والتعبير عنها بخيال خصب من عباقرة الشعر و الأدب و الفلسفة على مدى التاريخ .
    و مما يلفت النظر أن الكتابة عن اليوتوبيا تطوّرت تطوّرا ملحوظا و برز تقدّما كبيرا تقدم كبير فى الكتابة عنها في العصر الكلاسيكي أي حوالي القرنين السادس والسابع عشر.
    وظهر كتاب يصرحون بمؤلفات عن الجنة المنشودة ، والفردوس المفقود أمثال " توماس مور " في كتابه " يوتوبيا " سنة 1516م الذي يتحدث فيه عن مدينة الفاضلة .
    و أعقبه بعد ذلك " توماس كامبانيلا " سنة 1623 م في كتابه " مدينة الشمس "
    و بعده " فرنسيس بيكون " سنة 1627 م في كتابه " اطلنطس الجديدة "
    و أيضا " ايتين كابي " سنة 1840 م الذي سمّى مدينته المثالية " إيكاريا " في كتابه " رحلةإلي إيكاريا ".
    .................................................. ..........
    وعلى تلك الأفكار كتب الشعراء والأدباء فى العصر الحديث عن ما عما يرنو إليه عقلهم وقلبهم من رؤية ومدينة فاضلة ، وخرجت لنا أعمال تلوح أو تشير صراحة إلى حلم اليوتوبيا .



    والواقع أنّ التعبير عن اليوتوبيا تخطّى مرحلة المعنى الأدبي الخيالي فأطلق على كل اصطلاح سياسي أو احتمالات تتعلق بالعلوم والفنون في مجملها.
    إلا أنه يظلّ تصوّرا فلسفيا ينشد انسجام الإنسان مع نفسه و مع الآخرين في عالمه الواسع. فكل فكرة سامقة رانية إلى عالم من التآلف والمحبة والجمال ، فهى تعد يوتوبيا.
    وعبر عن ذلك الأدباء والشعرء بطرق مختلفة ، فهناك من صرح بكلمة يوتوبيا صرحة صراحة كما فى شعر شعر الشاعرة العراقية نازك الملائكة . فهى تعبر عن واقعها السئم السئيم باحثة عن أرض جديدة للأحلام وللسعادة :


    قد سئمتُ الواقعَ المرّ المملّا ولقد عدتُ خيالاً مُضمحلّا
    فاتركيني بخيالي أتسلّى آه كاد اليأسُ يعروني،لولا
    أنّني لُذتُ بأحلامِ السّماء وتَخيّرتُ خيالَ الشّعراء


    فتسارع الشاعرة لتهرب حيث لا علاقة لها بالزمان حيث اليوتوبيا تذوب قيود الزمان والمكان فتحسّ بشباب لايزول فننراها تقول :

    ويوتوبيا حُلمٌ في دمي أموتُ و أحيا على ذكره
    تخيّلتُه بلداً منْ عَبير على أفق جرتُ في سرّه
    هنالك عبرَ فضاءٍ بعيد تذوب الكواكب في سحره
    هنالك حيثُ تذوبُ القيود وينطلق الفكرُ من أسره
    وحيثُ تنامُ عُيونُ الحَياة هنالك َتمتدّ يوتوبيا
    ويوتوبيا حَيثُ يَبقى الضّياء ولاتغربُ الشّمْسُ أو تَغلَسُ
    وحيثُ تَضيْعُ حُدودُ الزّمان وحيثُ الكَواكبُ لاتنْعَسُ
    هناك الحَياة امتدادُ الشّباب تفورُ بِنشْوتهِ الأنفُسُ
    هناك يَظِلّ الّربيعُ رَبيعا يُظلّلُ سُكّانَ يوتوبيا

    ومما يلفت انتباهنا هنا أن الشاعرة استعملت" يوتوبيا " دلالة على مدينة شعرية خيالية لا وجود لها إلا في أحلامها و طبعا لا علاقة لهذه المدينة باليوتوبيا التي تخيّلها الكاتب الإنكليزي "توماس مور"
    و رسم فيها صورة سياسية إدارية للجزيرة المثلى كما يريدها قياسا على "جمهورية افلاطون " أو غيره.
    وبهذا يتضح لنا أن كل روح أدبية عبرت عن حلم مفقود ، عدت هذه الروح أنها باحثة عن يوتوبيا وفردوس مفقود . فتعدت حدود هذا الفردوس كتابات السياسيين والفلاسفة ووصلت إلى حدود مملكة أفكار وأمانى الشعراء .

    وفكرة اليوتوبيا لم تقف على أبواب ممكلة أهل الشرق وحدهم أو أهل الغرب وحدهم ، بل دقت أبواب جميع المدن شرقا وغربا . وكل حركة أو فكرة تبحث عن سعادة الإنسان عدت من اليوتوبيا .
    فالبلشفيين فالبلشفيون بثورتهم ، وبحثهم عن مجتمع شيوعى مثالى ، كانوا بذلك يبحثون عن يوتوبيا ، حتى الرأسماليين كانت لهم جنتهم أيضا .

    حتى الأديان بل الديانات الدين واحد هى الأخرى ترسخ البحث عن هذه الجنة المفقودة . وعموماً فإن اليوتوبيات الدينية ليست حكراً على اليهودية، أو المسيحية، أو الإسلام،
    فهناك أكثر من 100 كتاب مقدّس في هذا العالم، منها على سبيل المثال: كتاب الفيدا الهندوسي، والأفيستا الزرادشتي، وغيرها من الكتب الأخرى التي مازال بعضها موجوداً في الكثير من الأديان الديانات ، مثل الكونفوشيوسية، والبوذية، والشنتوية.

    فإن كل كتاب مقدس من هذه الكتب يبشر أتباعه بـ ( جنة خاصة )، ويخيرهم بين حياة الشقاء، وحياة النعيم.
    لن تتوقف ثقافة اليوتوبيا، طالما أن (الحلم) كامن في أعماق النفس البشرية، وأيضاً لم يعد التبشير باليوتوبيا هو هو تحذف حصراً من مهمة الأديان الديانات والمصلحين الإجتماعيين ، بل أصبح الأمر يرتبط بالكيانات الدولية العملاقة، وها هي الكيانات الرأسمالية الكبرى والعظمى تبشر الشعوب بـ (يوتوبيا) العولمة باعتبارها المخرج من الشقاء والمدخل لجنة النعيم والرفاهية والحياة السعيدة.

    ومع إنتشار فكرة اليوتوبيا ، إلى أن صارت باعث صراع ونزاع ، ولأن الكل يريد أن يفرض الصورة التى رسمها لجنته المفقودة .
    خرج لنا من يرسم صورة أحادية ذاتية ، يرسم لنا جنة تعبر عن ذاته وحلمه هو ، فعندما يرسمها أو ينادى بها ، فهو يرسمها لتنعكس فى مرآة ذهنه هو ، وينادى بها ليحيى بها أذنه . ولا يطلب من مشاهد لوحة رسمه أن يقتفى آثر قلمه .

    فظهر لنا الكثير من الشعراء ، يبحثون وينسجون خيوط يوتوبيا من مخيلة ذاتهم ، فنرى الشاعرة العراقية فليحة حسن ترسم لنا يوتوبياها عن طريق مقارنة بين الحلم والواقع وهذا تجلى فى قصيدتها ( عمر ) حيث ربطت الواقع بالطفولة البأسة البائسة المقموعة بالطاغية والحرب .


    نصف لبنات لم تعرف بعد العدّ على أصابعها
    أو المشي حاسرة القلب


    وبنت فى عالم الحلم مدينة تتمناها الطفولة حيث الدهشة ، والفراشات وقصص الجان والمرجان .

    ونوارس هاربة
    وفراشات تلثغ بالسحر
    وعلامات للدهشة
    وأقاصيص عن الجان
    وعن المرجان

    ونجد روائى أسبانى روائيا اسبانيا باسم ماريو فرجاس لوسا يكتب رواية بعنوان ( الجنة أبعد قليلا )
    وهو بذلك يعبر ويرسم يوتوبيا فى عالم الخيال ، تعبر عن ما لم يلتمسه من سعادة وسلام فى عالم الحقيقة .

    وينادى البعض لماذا مصطلح اليوتوبيا ، ولماذا لا نستخدم مصطلح المدينة الفاضلة فى أدبياتنا .
    وفى رأيي أن مصطلح اليوتوبيا أفضل لقربه من واقعيات أدبياتنا ، فمصطلح المدينة الفاضلة له دلالة تنظيرية فلسفية أكثر من كونه ذو ذا دلالة أدبية فنتزية ، وهذا يتعارض مع واقعنا الأدبى ، فالأدباء والشعراء فى عصرنا الحالى لا يكتبون كما كان يكتب الفيلسوف لينظر فكرة أ و يؤسس حقيقة .
    بل يكتبون لشئ مفقود تبحث عنه ذاتهم هم ، ولا يشترط أن تشترك ذات الآخر فى البحث معهم عن هذا الشئ المفقود .
    ففى الأدب الإيرانى نجد سهراب سبهرى يبحث عن فردوس مفقود تشتاق إليه ذاته ، جنة هو فقط الذى يعرف الطريق إليها ، وتمثلت هذه الجنة فى كاشان التى يبحث عنها فى أشعاره ويناديها عن طريق المقارنة بينها وبين ما يلتمسه من واقع بغيض ينفر هو منه ، ويفر إلى صورة يرسمها فى مخيلته الشعرية ، أو إلى مدينة
    أو يوتوبيا يعرفها ، حيث أنه ذاق فيها السعادة ، فوجد أنها تمثل جنته المنشودة التى تعوضه عن واقعه البغيض

    تجليات اليوتوبيا عند سهراب سبهرى


    اليوتوبيا

    المفقودة والبحث وعنها


    لو بحثنا فى جميع مجموعات سهراب الثمانية ، لو جدناها جميعا تبوح لنا بسر سهراب ، ألا وهو يوتوبياه المفقودة ( كاشان ) التى يبحث عن ملامحها تارة فى دفء نداء صديق له أو فى طريق سفر ملئ بأشياء يبحث عنها ، وتارة أخرى ينادى يتوبياه صراحة باسمها حتى أنه يصفها ويتأملها .

    فظهرت بشكل جيد يوتوبيا سهراب سبهرى فى مجموعته المشهورة (وقع أقدام الماء)
    ففى هذه المجموعة يتحدث سهراب عن صلاته فى مسجد الطبيعة الأخضر ، ففى هذا المسجد المثيرللعجب تأذن تؤذن الرياح للصلاة على قمم مآذن شجر السرو. وعشب الصحراء ينادى بتكبيرة الإحرام، وموج الماء ينادى أنه قد قامت الصلاة . وسبهرى قبلة صلاته تجاه الورد الأحمر.
    والصحراء هى مصلاه وعين نبع الماء سجادته ونور الشمس قبة مصلاه . وكعبة سبهرى على حافة الماء ، وحجره الأسود هو ضياء الروضة .
    فنرى أن سبهرى فى هذا المسجد المقدس استحسن الطبيعة البدوية ،فهو يتعبد بطبيعة وعادات بدوية .



    من أهل كاشان أنا
    زمانى ليس بسئ
    لي كسرة رغيف، وقطعة ذكاء،ومقدار رأس إبرة ذوق
    لي أُم افضل من أوراق الشجر.
    أصدقاء أنقى من ألماء الرقراق
    …………………….
    ولي إله في هذا الجوار:
    طية أزهار الثور هذه، تحت شجرة الصنوبر تلك.
    فوق معرفة الماء
    فوق قانون العشب.
    ………………………….
    مسلم انا
    قبلتي وردة حمراء
    مصلاتي النبع ،تربتي النور
    سجادتي الصحراء
    إني أتوضأ باضطراب النوافذ من الحرارة .
    في صلاتي ينساب القمر،ينساب الطيف
    خلف صلاتي يتجلى الحجر
    لقد تبلورت كل ذرات صلاتي
    اني أُقيم الصلاة حينما:
    تنطق الرياح آذانها،فوق منارة السرو
    اصلى (بعد) تكبيرة احرام عشب الصحراء
    وبعد "قد قامت" (من) موج (الماء)
    كعبتي على حافة الماء
    كعبتي تحت اشجار الاقاقى(نوع من الاشجار العالية)
    كعبتي مثل نسيم يتنقل من بستان الى بستان
    يسرى من مدينة الى مدينة.
    "حجري الأسود"" ضياء الروضة.


    .................................................. ..............
    اهل كاشان
    روزگارم بد نيست
    تكه ناني دارم ، خرده هوشي ، سر سوزن ذوقي .
    مادري دارم ، بهتر از برگ درخت .
    دوستاني ، بهتر از آب روان .
    *****
    و خدايي كه در اين نزديكي است :
    لاي اين شب بوها ، پاي آن كاج بلند.
    روي آگاهي آب ، روي قانون گياه .

    من مسلمانم .
    قبله ام يك گل سرخ .
    جانمازم چشمه ، مهرم نور .
    دشت سجاده من .
    من وضو با تپش پنجره ها مي گيرم
    در نمازم جريان دارد ماه ، جريان دارد طيف .
    سنگ از پشت نمازم پيداست :
    همه ذرات نمازم متبلور شده است .
    من نمازم را وقتي مي خوانم
    كه اذانش را باد ، گفته باشد سر گلدسته سرو
    من نمازم را ، پي (( تكبيرة الاحرام )) علف مي خوانم
    پي (( قد قامت )) موج .
    *****
    كعبه ام بر لب آب
    كعبه ام زير اقاقي هاست .
    كعبه ام مثل نسيم ، مي رود باغ به باغ ، مي رود شهربه شهر
    ((حجر الاسود )) من روشني باغچه است .


    فى السطور الشعرية السابقة نلاحظ أن سبهرى بدأها بعبارة من أهل كاشان أنا ، ففى الحقيقة كان سبهرى من أهل كاشان و لم تكن مدينة عامرة أو مشهورة أو ذات تعقيد فى مناحى الحياة بل كانت ذات طبيعة بدوية بسيطة .
    فكلمة كاشان هنا دلالة عن الجنة المفقودة وعن أرض الأحلام التى يتمناها سبهرى ، فالشاعر كان متحدا مع الطبيعة البدوية فكاشان بالنسبة لسبهرى كالـ (نيستان) بالنسبة لمولانا مولوى .
    فكاشان عند سبهرى مرج أخضر ملئ بالسعادة فليس هناك تعقيد فى مناحى الحياة فالإنسان هناك
    لا يحتاج لتفلسف لكى يتناول طعامه ، فالطبيعة هناك خير معلم للإنسان فهو يقول :

    حديقتنا كانت بجانب ظل المعرفة
    حديقتنا كانت محل إنعقاد الشعور والنبتة
    حديقتنا كانت نقطة إلتقاء النظرة وقفص المرآة
    حديقتنا،ربما كانت قوسا من دائرة السعادة الخضراء.
    في الحلم ،كنتُ أقضمُ فاكهة الله النيئة ،
    بلا فلسفة ،كنتُ أشرب الماء
    وبلا معرفة ،كنتُ أقطفُ التوت

    باغ ما در طرف سايه دانايي بود .
    باغ ما جاي گره خوردن احساس و گياه ،
    باغ ما نقطه برخورد نگاه و قفس آينه بود .
    باغ ما شايد ، قوسي از دايره سبز سعادت بود .
    ميوه كال خدا را آن روز ، مي جويم در خواب .
    آب بي فلسفه مي خوردم .
    توت بي دانش مي چيدم .

    ففى تلك الجنة البدوية وفى أرض الأحلام هذه شرب الإنسان الماء بلا فلسفة وقطف التوت بلا علم ومع ذلك كان قريبا جدا من الله .
    عندما يقرأ البعض منا هذه السطور الشعرية قد يعتقد أن سهراب يعيش تحذف يعيش حالة من السريالية المفعمة بالخيال الجامح .
    وهذا غير صحيح لأن ما يتطلع إليه سهراب من يوتوبيا هو حلم داخل كل واحد منا ، فمساعى الإنسان كلها كانت وما تزال نحو البحث عن السعادة ، ومهما أختلفت أدوات هذا البحث إلا أنه فى النهاية الغاية واحدة .

    لكن سهراب كان أذكى الجميع فهو جرد البحث من كل الأدوات حتى يكتشف يوتوبياه بلا أى تعقيد أو تكليف أو غموض ، فأتجه بنظره مباشرة نحو الطبيعة المجردة من أية زيف
    أو مظاهر خداع . وبدأ يفسر ويوضح لماذا أن الطبيعة المجردة هى مربط السعادة رغم بساطتها ، وخلوها من مظاهر التمدن الذى قد يعتقد البعض أنها وسائل السعادة .

    فبرغم كل ما أمتلكه الإنسان من أدوات المدنية الحديثة ، إلا أنه رغم كل هذه المعرفة التى لديه ، لم يستطع أن يشعر بالسعادة أو يصنع أية علاقة بينه وبين ما حاوله من كائنات ، هذه العلاقة التى قد تساعده على الأقتراب من نفسه والقدرة أكثر على فهم الآخرين .

    ونجد سهراب يقول أنه قد يظن البعض أن الطبيعة فى مدينة ككاشان قد يراها البعض أنها جافة ومحل للجهل وأنها مكان طرد غير جذاب ، إلا أنه يشير أن المعرفة كانت ظل بيته ، وأن السعادة هى متنفس الكائنات فى مدينته كاشان . وأن كل كائن هناك يعيش فى وئام وارتباط ، ولا يحتاجون إلى أية قلسفة للعيش بسعادة .

    الجحيم فى طهران

    لكن هذه الجنة لم تدم كثيرا عند سبهرى ، فالطفولة والبداوة أختفت رويدا رويدا فى طرق وحوارى المدن.
    فسبهرى يخرج من جنته كاشان المدينة المليئة بالخيال ويذهب إلى طهران المدينة المرتفعة ذات التمدن الصناعى الذى يكرهه سبهرى وينبذه فى أشعاره ففى الحقيقة كانت طهران على النقيض من جنته كاشان.
    فسبهرى خرج من تلك الجنة البدوية وصار أسيرا فى مدينة ذات طبيعة شرسة وظالمة .
    ففى هذه المدينة قتل ضياء القمر عندما وجدت مصابيح الليل النيون ، فهى مدينة تعج بأصوات الأتوبيس بدلا من أصوات الطيور، وأسقف البيوت لاتقف عليها الحمائم كمنازل مدينة كاشان ، فالمدينة حلت فيها الأسلاك والحديد والأحجار بدلا من العشب الأخضر كالموجود فى كاشان .
    فعبر سبهرى عن ذلك بقوله :

    الطفل رويدا رويداابتعد عن زقاق الجراد قليلا قليلا.
    حزمتُ أمتعتي ،وخرجت من مدينة الأماني الضحلة
    ممتلئا قلبي بغربة الجراد.
    .................................................. .
    كانت المدينة واضحة
    النمو الهندسي للاسمنت والحجر والحديد
    سقف مئات الباصات بلا حمامة واحدة.
    بائع الورد عرض بضاعته في المزاد.
    كان شاعر ينصب ارجوحة(القلق) بين شجرتي ياسمين
    طفل يبصق نواة المشمش على سجادة ابيه البالية
    وماعز يشرب الماء من خارطة بحيرة الخزر.

    مقتل لعبة(أحد العاب الاطفال) ،
    على أريكة القيلولة(مابعد الظهر)
    مقتل حكاية في زقاق الحلم
    مقتل آلم بامر النشيد
    اغتيال صفصافة بيد الدولة
    اغتيال شاعرشحيب على يد وردة حمراء.
    كل شئ كان واضحا فوق الارض
    القانون يتمشى في زقاق اليونان
    البوم ينعق في الحدائق المعلقة


    طفل پاورچين پاورچين ، دور شد كم كم در كوچه سنجاقكها
    بار خود را بستم ، رفتم از شهر خيالات سبك بيرون
    دلم از غربت سنجاقك پر
    ............................
    شهر پيدا بود
    رويش هندسي سيمان ، آهن ، سنگ
    سقف بي كفتر صدها اتوبوس
    گل فروشي گلهايش را مي كرد حراج
    در ميان دو درخت گل ياس ، شاعري تابي بست
    كودكي هسته زرد الويي روي سجاده بيرنگ پدر تف مي كرد
    و بزي از (( خزر )) نقشه جغرافي آب مي خورد
    ............................................
    قتل يك جغجغه روي تشك بعد از ظهر
    قتل يك قصه سر كوچه خواب
    قتل يك غصه به دستور سرود
    قتل مهتاب به فرمان نئون
    قتل يك بيد به دست (( دولت ))
    قتل يك شاعر افسرده به دست گل سرخ
    همه روي زمين پيدا بود
    نظم در كوچه يونان مي رفت
    جغد در (( باغ معلق )) مي خواند


    نجد سهراب فى السطور الشعرية السابقة ينعى حاله ، وفى حسرة على يوتوبياه المفقودة ، فهو يقرر حقائق ، فبرغم ماحقق الإنسان من إنجازات علمية إلا أنه حقق رواية القاص الإيرانى الشهير صادق هدايت ( حى فى مقبرة ) فإنسان هذا العصر يعيش تحت هذا الوصف بالفعل ، فهو حى لكن فى مقبرة صنعها لنفسه ، فأهل المدنية بنوا القصور والحدائق لكن لم يستطيعوا أن يملؤها بطيور السعادة فسكنها البوم ، وبأمر القانون الذى هو منظم لحياته خرب طبيعته التى موطن السعادة فقتا فقتل الأشجار ، فحل به الخراب والآلم . فكل شئ فى مدينته لا يعبر عن أى سعادة بل لا يعبر ألا عن مجتمع مفكك جاف المشاعر ، مظاهر الحركة فيه تعبر عنها الجمادات الأسمنتية والخراسنية والباصات التى تشبه أشباح الليل ، فى حين عكس هذا كله يتحقق فى مدينة بسيطة ككشان حيث الحمائم بينها وبين أسطح المنازل ارتباط وائتلاف لاتستطيع أى قدرة بشرية أن تحققه ، حيث الحركة هناك مدلول على السعادة ، فالأشجار تهتز فرحة بالنسيم ، والياسمين يهتز فرحة فرحا بقدوم شاعر ، والورد لايباع لأنه لايوجد ثمن يمكن أن يقدم لشراءه لشرائه، فهو فوق كل الأثمان .

    وسهراب سبهرى رغم كونه من أهل كاشان إلا أنه سجين فى المدينة التى هو فيها، فمدينته مفقودة ومازال يبحث عنها ، فرغم كل مالديه من مظاهر حياة ، لايعبر مطلقا عن يوتوبياه المفقودة كاشان
    وهويعبرعن حسرته هذه بقوله :

    من أهل كاشان أنا ، لكن
    كاشان ليست مدينتي
    مدينتي ضاعت
    وأنا بالحمى شيدت مدينة في ضفة أخرى من الليل

    اهل كاشانم اما
    شهر من كاشان نيست .
    شهر من گم شده است .
    من با تاب ، من با تب
    خانه اي در طرف ديگر شب ساخته ام .

    العودة إلى كاشان

    فكرة العودة إلى كاشان تتشابه مع كثير ممن لديهم يوتوبيات حلموا بها ،فمولوى يهفو أن يصل إلى نيستانه ، وحافظ طائره فى شوق إلى ملكوته ، ووجه الشبه هنا هو أن الإنسان بقى بعيدا عن جنته التى حلم بها، ويآن من هذا الفراق ، وإن هدفه العودة إلى تلك الجنات النورانية التى يحلم بها.
    ومن هذا المنطلق تتشابه يوتوبيا سبهرى مع الآخرين ، رغم أن كلا منهم لديه جنته الخاصة الحالم بها .

    فسبهرى بقى بعيدا عن كاشانه النورانية ، وصار اسيرا فى طهران ، لكن كاشانه كانت تناديه تجاهها وأحيانا يناديها ، فهو يجب ان يرحل من طهران ويعود إلى كاشان ، لأن فى هذا الوطن النبع الصافى والشجر الأخضر والعشق الحقيقى والانسان قريب من العشب والروض والأرض ، ويفهم نبض الورد

    فسهراب يوضح أسرار لهذه الطبيعة البسيطة أن كل شئ فيها يعرف بعضه البعض ، وأن الكلمة تتحد مع الورقة وأن الأشياء التى نفتقدها فى المدينة أو نحتقرها إن رأينها رأيناها ، لديها أسرار لايفهما أى إنسان ، بل تحتاج إلى إنسان لديه درجة عالية من الشفافية والمشاعر .

    فكل ما حولنا من كائنات ، لديه حياة وروح وسر لانفهمه ، فالعيب فينا لأننا لانملك هذه الشفافية العالية ، لكن سهراب أجتاز مرحلة الجمود هذه فلديه حس عالى عال ، حس فنان تشكيلى ، فأستطاع أن يرسم حلمه بكلمات تقطر شعرا . أننا عندما نشاهد تعبيراته نجد فعلا يرسم عالم من الجمال والسحر ، نفسنا تتمناه رغم أن مظاهر هذا العالم موجودة حولنا بشكل دائم ومستمر ، إلا أننا لم نفهمها يوما وكان سبب هذا الغموض الصدأ الذى تراكم على عقولنا ومشاعرنا .

    فكأن سهراب يريد أن يقول لنا الجنة تحت أقدامكم ولكن أنتم لاتشعرون لا بجنتكم المفقودة ولا حتى بأنفسكم ...................................... فسبهرى يقول :


    أنا فى هذا البيت ، قريب لأسماء الأعشاب الرطبة المجهولة.
    اني أسمع صوت أنفاس الحديقة.
    وصوت الظلمة حين تنساب من ورقة .
    وسعال نور(يمر) من وراء شجرة ،
    وعطسة الماء (المنبثقة) من صدع كل حجر صلد.
    وسقسقة النورس من سقف الربيع
    والصوت الصافى (صرير) فتح وقفل نافذة العزلة،
    والصوت الطاهر لانسلاخ جلد العشق المبهم
    وتراكم لذة الطيران فوق جناح
    وامتناع الروح الصابرة عن الطعام
    اني أسمع صوت (قدوم) قدم التمنى
    صوت خطى الدم المنتظم في الأوردة
    ضربات السحر فى برج الحمام
    وخفقان قلب ليلة جمعة،
    وجريان مسمار مدبب فى الفكر
    وصهيل الحقيقية الطاهر من بعيد
    ودبيب حذاء (خفي) الايمان في زقاق الشوق
    وصوت المطر على درجات الحب الندية
    على نغمات البلوغ الحزينة
    وعلى صوت (أناشيد) شجيرات الرمان.
    وصوت تلاشى زجاج الفرحة فى الليل
    وتمزق ورقة الجمال
    ملأ وتفريغ كأس الغربة من الرياح.
    …………………………………..
    قريب أنا من قلب الأرض
    أفهم نبض الورود
    أنا عالم بمصيرالماء الرطب ،بطبائع الشجرة الخضراء


    من در اين خانه به گم نامي نمناك علف نزديكم .
    من صداي نفس باغچه را مي شنوم
    و صداي ظلمت را ، وقتي از برگي مي ريزد .
    و صداي ، سرفه روشني از پشت درخت ،
    عطسه آب از هر رخنه سنگ ،
    چكچك چلچله از سقف بهار.
    و صداي صاف ، باز و بسته شدن پنجره تنهايي .
    و صداي پاك ، پوست انداختن مبهم عشق،
    متراكم شدن ذوق پريدن در بال
    و ترك خوردن خودداري روح .
    من صداي قدم خواهش را مي شنوم
    و صداي ، پاي قانوني خون را در رگ .
    ضربان سحر چاه كبوترها ،
    تپش قلب شب آدينه ،
    جريان گل ميخك در فكر
    شيهه پاك حقيقت از دور .
    من صداي كفش ايمان را در كوچه شوق
    و صداي باران را ، روي پلك تر عشق
    روي موسيقي غمناك بلوغ
    روي آواز انار ستان ها
    و صداي متلاشي شدن شيشه شادي در شب
    پاره پاره شدن كاغذ زيبايي
    پرو خالي شدن كاسه غربت از باد
    *****
    من به آغاز زمين نزديكم
    نبض گل ها را مي گيرم
    آشنا هستم با ، سرنوشت تر آب ، عادت سبز درخت
    *****

    نداء العودة

    تراودنا فى القطعة الشعرية ( نداء الابتداء ) لسهراب أفكار العودة إلى يوتوبياه كاشان وأنه يجب أن يحزم أمتعته ويعود إليها ،إلى تلك الجنة المفقودة ففيهاالأرض تنتفض من جمال ماتحمله من أشجار نادرة وطبيعة ساحرة.
    - فسبهرى عندما يتذكر كاشانه يصنع لنفسه وطنا آخر، وطنا خالد وطنا بعيد بعيدا عن طهران الظالمة وعن
    ظلمة التمدن الصناعى.ودائما يتخيل وطنه وهو يناديه وان صوته مازال مألوفا وان هذا النداء يجعله فى حالة ثورة ، لذا قرر الرحيل إلى وطنه فيقول فى شعره :

    من الذى نادى : سهراب؟
    كان الصوت مألوفا
    كالريح من جسم الورق

    يجب الليلة أن أحمل حقيبة
    وأضع ثوب وحدتى
    وأذهب إلى جهة ما
    حيث تظهر الأشجار الأسطورية
    صوب ذلك الاتساع دون الكلام
    الذى دوما ينادينى

    چه كسي بود صدا زد : سهراب ؟
    آشنا بود صدا مثل هوا با تن برگ
    بايد امشب بروم
    بايد امشب چمداني را
    كه اندازه پيراهن تنهايي من جا دارد، بردارم
    و به سمتي بروم
    كه درختان حماسي پيداست،
    روبه آن وسعت بي واژه كه همواره مرا مي خواند .
    ................................................

    اليوتوبيا بين
    سهراب و القدماء

    إن المتأمل فى شعر سهراب يجد أنه لايستطيع أن ينكر أنه إمتداد لزمان قد ول ولى ورحل .

    فقد تشابه سهراب مع سابقيه فى أفكار كثيرة، لكن مع فارق معالجة الفكرة ، فالقدماء من الشعراء الفرس عالجوا قضاياهم بنوع من السمو ، فأستخدموا أفكار أفكارا وعبارات ذات دلالات سامية وراقية ،رغم أن المجتمع حولهم كان بسيطا ،إلا أن حس أهله كان عاليا ومرهفا غير منشغلا منشغل بالمادية ، قادراعلى استيعاب أى فكرة سامية وراقية. فكانت القضايا راقية رقى السماء .

    وسهراب فى عصره حاول أن يشابه القدماء فى ذلك ،فحمل فى أشعاره يوتوبيا السابقين ولكن عالجها بمفاهيم أرضية مادية حتى يستطيع أن يعيها أهل زمانه.
    وبالبحث فى كتابه الشعرى وقع أقدام الماء و فى قطعته الشعرية نداء الابتداء وجدنا أنه خير دليل على ذلك ، فوجدناه يبحث عن يوتوبيا مفقودة بحث عنها أيضا القدماء أمثال مولانا وحافظ .


    كاشان سبهرى ونيستان مولوى

    نحب أن نشير أن لسهراب سبهرى أصلين فى كثير من أفكاره وهما:
    1. الطبيعة البدوية التى هى مظهر النور .
    2. التمدن الصناعى الذى هو مظهر الظلمة .
    ففى البداية قد عاش الإنسان فى أطراف الطبيعة البدوية و رغم كونه وحيدا فى هذا المكان إلا أنه كان يعيش فى دنيا من السعادة .
    وتشخصت هذه اليوتوبيا عند سهراب فى مدينته كاشان ، التى كانت تمثل حلمه المفقود أمام وطئة وطأة التمدن الصناعى فى طهران .
    واليوتوبيا تجلت فى شعر مولوى أيضا ، وأتضحت بشكل لايحتاج إلى تأويل فى قصيدة الناى وسمى هذا المكان بـ ((النيستان)) أى منبت الغاب.
    حيث بين مولوى أن الانسان أنفصل عن هذا المنبت النورانى وصار أسيرا فى قفص التمدن الصناعى أى (( الحضارة المادية)) .

    لذا بين كلا كل من سبهرى ومولوى أنه يجب على بنى الإنسان التحررمن سجن التمدن والعودة مجددا تجاه الوطن الأصلى. تجاه الطبيعة البسيطة ، التى رغم بساطتها صارت يوتوبيا يحلم بها أى انسان ليفر من وطئة وطأة التمدن الصناعى ، الذى أخرجه من كيانه كإنسان ليصير أحد آليات هذا التمدن المادى .
    فكان الوطن الأصلى عند مولوى الــ (((نيستان)) حيث المكان النورانى الذى آتى منه الإنسان وعليه أيضا العودة إليه مرة ثانية .
    لكن وطن مولوى يختلف عن وطن سهراب فى أنه سماوى نورانى ،ففلسفة الوصول إليه تعتمد على نظرية البقاء فى الفناء التى نادى بها مولوى .
    فى حين أن الوطن الأصلى عند سبهرى يعتمد على العودة مجددا تجاه الطبيعة البدوية والإتحاد معها والتى تمثلت عنده فى مدينته (( كاشان )).

    اليوتوبيا فى الأرض أم فى السماء


    الإختلاف الأول بين سبهرى ومولوى فى هذا الموضوع أن سبهرى يرى أن الطبيعة البدوية من روافد النور، لذلك هو يمدحها ويناديها . وكانت اليوتوبيا عنده تنهض على عتبات الطبيعة البدوية .

    فى حين أن مولوى يرى الدنيا وما تشتمله من طبيعة بدوية رافد رافدا من روافد الظلمة لذلك هو فر وهرب ونفرمنها فيقول أن الله قد خلق هذا العالم ، حتى يتضح نوره عزوجل عن الظلمة .

    ( حق تعالى ضد نداشت ،يس اين عالم را آفريد از ظلمت تا نور او ييدا شود .)(مولوى كتاب فيه ).
    وهذه النقطة أحد مفاتيح الإختلاف بين بناء اليوتوبيا عند سبهرى وبنائها عند مولوى .

    وهذا الإختلاف يعود لإختلاف زمان سبهرى عن زمان مولانا ، فمولانا كان عرفانيا بمعنى ماتحمله الكلمة من دلالة ، وكان مرشدا روحيا ، بنى يوتوبياه على مالديه من فكر عرفانى وأخلاقى .

    أما سهراب نتيجة لرحلته إلى الصين تأثربأستاذه الصينى (جوانج زى) حيث كان مرشدا له.( ومعلمه فن النحت )
    فكان (جوانج زى) يمدح الطبيعة البدوية ، وكان يهدف إلى العودة إليها ، فى حين أن مولوى كان يرى الدنيا والطبيعة بلا قدر أو قيمة أمام الــ (نيستان). وهو الوطن الأصلى لبنى الإنسان .وكان يهدف إلى الفرار من هذه الدنيا فيقول أن هذه النيا الدنيا عبارة عن زبد ((رغوة)) وهذا الزبد ملئ بالتبن وهى أيضا كالقلب الذى طلى بماء الذهب ، فالزبد يعنى أن الدنيا تعفنت والقلب المطلى يعنى أن الدنيا مخادعة فهى مذهبة فقط من الخارج وهذا يعنى أنها بلا قدر أو قيمة .

    ((عالم كفى است ، اين عالم كفى يرخاشاك است.....قلب زراندود است . يعنى اين دنيا كفكـ است، قلب است وبى قدروقيمتى.))

    وقد تكون يوتوبيا سهراب أقرب إلى الواقع فى التحقيق ، لكن هذا يكون صحيحا فقط بالمفاهيم المادية ، حيث أن اليوتوبيا عند سهراب تجلت فى مدينته كاشان التى تمثل الطبيعة البدوية الهادئة البسيطة فى تكوينها .

    لكن ألم تكن المدنية أيضا ، يوما حلم ويوتوبيا بناها إنسان أمس ؟.

    وهى التى يفر منها إنسان اليوم . يقول الباحث أنه مازال يصر على استخدام اليوتوبيا كدلالة على عالم من الأحلام الشخصية ، فالحلم لايمكن أن يعمم ، فكل إنسان لديه حلمه الخاص .

    لأنه مادامت اليوتوبيات تبنى فى عالم المادة ، فهى دائما ستكون مناط صراع وتبدل وزوال ، لأن هذه هى طبيعة المادة .
    فى حين أن يوتوبيا مولوى قد يراها البعض وهم وهما أو نوع نوعا من الخيال الجامح ، إلا أنها أقرب إلا إلى الحقيقة ، لأنها بنيت فى عالم بالنسبة إلى الجميع مفقود وغير مشهود ، إذن هى حلم الجميع ، فيوتوبيا مولوى مكان مفقود ، لا وجود له إلا فى مخيلتنا ، ولا يمكن تخيله أو تصوره و مشابهته بأية مفاهيم أرضية . لذلك هو مفقود فقط على أرض المادة ، إلا أنه موجود فى مخيلة الجميع ، ومادام الأمر كذلك فهو تقرير بحقيقة وجوده من الجميع .

    البحث عن اليوتوبيا قضية قديمة

    ملامح اليوتوبيا والبحث عنها لم يتجلى يتجل فقط فى أشعار الشعراء المحدثين فى ايران ، بل وجد أيضا وبشكل ملحوظ فى أشعار القدماء ، أمثال مولانا جلال الدين الرومى وحافظ الشيرازى .

    وسهراب سبهرى نراه يبحث عن جنته المفقودة ( كاشان ) ، و بكاشانه المفقودة هذه يذكرنا
    بــ ((نيستان ))مولوى المفقود أيضا عند مولانا الرومى .

    فالنيستان كان بمثابة الوطن الأصلى للناى الذى عبر به مولانا عن الروح البشرية ، فذاك الناى الذى قطعوه من منبت الغاب دائما يآن يئن ويبكى الرجال والنساء من نفيره وبكاءه وبكائه ، فيقول مولوى:


    استمع للناى عندما يقص حكايته ، ويشكو آلام الفراق قائلا:
    اننى منذ ان قطعونى من منبت الغاب ، والناس رجالا ونساء يبكون لبكائى


    بشنو از نى حون حكايت مي كند از جدايي ها شكايت مى كند
    كز نيستان تا مرا ببريده اند از نفيرم مد و زن ناليده اند
    ( مولوى – مثنوى )


    فقصة بقاء سبهرى منفصلا عن كاشانه شيئا شبيه شبيها بقصة بقاء الناى منفصلا عن ذاك المنبت الآلهى .
    مع اختلاف أن كاشان سبهرى كناية عن جنة أرضية ولكن نيستان مولوى كناية عن ملكوت سماوى وأن الناى سيظل يبحث ويفتش عن الوصال به الملكوت السماوى فيقول مولوى :

    فكل شخص بقى بعيدا عن أصله ......... يظل يبحث عن زمان وصله


    و كاشان سبهرى تذكرنا أيضا بجنة حافظ الشيرازى المفقودة تلك الجنة الملكوتية المفقودة ، التى هى وطنه الأصلى الذى دائما يناديه ويتمناه فى أشعاره .
    مع الأختلاف أن جنة سبهرى جنة أرضية ، فى حين أن جنة حافظ جنة ملكوتية سماوية ، فأكثر غزليات حافظ شرح لفراق هذا الطائر الملكوتى عن تلك الجنة السماوية ،و البحث عن كيفية عودة هذا الطائر ملك السدرة إلى شرفة عرشه ؛ فيقول فى شعره :

    قد صنعوا لطائرجنتى الملكوتيه قفسا قفصا من جسدى الذى نصفه من عالم التراب
    فهم ينادونك ( ياطائرى) من شرفة العرش ،إن ليس مقعدك جسد الخراب هذا.


    مرغ باغ ملكوتم نيم از عالم خاكـ ..........يكـ دو روزى قفسى ساخته اند از بدنم
    ترا ز كنكره ى عرش ،مى زنند صدا........ نشيمن تو ، نه كنج اين خراب آباد است (حافظ )

    وبذلك يتبين لنا أن القدماء كانوا يبحثون عن يوتوبيا موجودة فى عالم غير العالم الأرضي ، عالم لاتلمسه لا تراه لا تشاهده لا تبصره الأعين وغير مشهود ، إلا أنهم وصفوه بدقة عالية رغم أنهم لم يشهدوه .

    زمن المؤكد أن هذه هى فعلا الجنة التى يطمح فى الوصول لها بنى الإنسان ، لأنه لو كانت تلك الجنة فيها شبه من شئ أرضى لما كانت تسمى جنة ، لأن لأرض بكل مالديها من آليات سعادة وجمال إلا أنها تنوط بشئ من الآلم والتعب . فالسعادة على هذه الأرض الترابية غير حقيقة بل تحمل ملامح النسبية .

    ويتضح لنا أن سهراب يعانى من كونه منفصلا عن جنة الطبيعة البدوية ، و يبحث عن كيفية العودة والوصال مع تلك الجنة البدوية الأرضية .
    فهو يبحث عن مفر لنفسه الحساسة ذات الإحساس المرهف التى لاتجد نفسها فى وئام أو إئتلاف مع ماديات طهران ، حيث إنعدام المناظر الساحرة التى تنجذب إليها النفس ، وهذه الأشياء بالنسبة لشخص فنان تشكيلى وعلى درجة عالية من الحس المرهف كسهراب هى فى غاية الأهمية .

    فلديه يوتوبيا مليئة بمعانى بسيطة إلا أنها تعبر عن دلالات عميقة المعنى فكونه لديه يوتوبيا تبحث عن شرب الماء بلا فلسفة وقطف التوت بلا علم ، والاقتراب من قانون الأرض ، وعدم تلويث الطبيعة وفهم لغة الورود.

    يعد هذا كله نوع نوعا من التجرد من علائق المادة ، وهذه القضية نادى بها كبار أهل العرفان فى إيران أمثال سعدى الشيرازى وحافظ وبابا طاهر وغيرهم من أعلام العرفان .
    فهؤلاء العظماء أوضحوا أن السعادة لكى تتحقق لأهل هذه الأرض ، يجب أولا أن يتخلصوا من علائق المادة .

    فسهراب ببحثه عن يوتوبيا خالية من مادية المدنية ، فهو بذلك يتشابه مع القدماء ، لكن القدماء كانوا يضعون قواعد تصلح لجميع أجناس البشر فى حين أن سهراب كان يبحث عن مكان جاهز تحققت فيه هذه القواعد التى أشار إليها القدماء من بساطة المكان ومحط ومحطا للتفكر والتأمل حيث يستطيع الإنسان فى هذا المكان أن يجد نفسه فى عالم من الصفاء ، عالم خالى خال من علائق الدنيا التى تهوى بالنفس إلى التدنى وتثقلها عن التحليق إلى عالم الروح والدهشة والتأمل والجمال .

    مفاد ما التنقيب فى أعمال سهراب :

    اليوتوبيا تجلت بمفهومها الجديد فى مجموعات سهراب الشعرية ، فنجده فى أى قطعة شعرية إن لم ينادى يناد يوتوبياه كاشان يرسم طريقا لها ، أو يبحث عن صوتا صوت يناديه لها أو يصف لنا شيئا من يوتوبياه حتى نساعده فى البحث عنها ، وكأنه يساعدنا نحن فى الإنتباه إلى أننا نفتقد شئ شيئا فى حياتنا .

    كان سهراب من دعاة السريالية ، والخروج عن الواقع المشوه ، فرفع سُهراب سبهري‏ راية هذه الجماعة مع فرق بسيط أنه كان يمزج شعره بنوع خفيفٍ من العرفان والدروشة .

    وكان سهراب سبهري ذلك المتمرد الهادئ الذي أدخل اللون والدهشة والبراعة البصرية الى قلب القول الشعري .
    وسهراب ببحثه عن كاشانه لم يكن خارجا عن عصره كما أعتقد البعض ، فعلى العكس من ذلك فروح عصرنا، والانحدار التدريجي للقيم, وظهور فكرة البحث عن الجذور نجد صداها في كثير من أعمال السابقين .

    و قلق سهراب فى بحثه ليس قلق روح يأسة تائهة متباكية على أطلال الزمان .

    فحقق سهراب مكانته في المشهد الشعري دون ان ينضم لاي تيار سياسي في مرحلة شهدت استقطاب التيارات والاحزاب السياسية للشعراء،كانضمام أحمد شاملو لحزب تودة ، فحزب كحزب تودة كان له نصيب الاسد فى ذلك ، خصوصا وأنه كان معارضا للدولة ، فكان هدفا للمفكريين والأحرار، وبزغ نجمه بعد قيام مصدق بثورته التأممية التأميمية الشهيرة .

    ......................

    عالج سبهرى فى شعره قضايا أخلاقية واجتماعية ولكن دون أن يثير حوله أى نقد ، فتحدث عن قضايا الجميع يتفق عليها واستخدم رموز رموزا مقدسة عند الكل لا تنكر فانكارها انكار للذات .

    فاستخدم رموز رموزا كالماء كرمزللدلالة على الروح الطاهرة واللون الاخضر كرمز للنبوة المحمدية وهو أيضا فيض الغلة الخصبة للطبيعة ، حيث تنبت الشجرة وينمو العشب ويتفجر البذر النائم من الأرض, وهو الاستقبال الرطب لواحة يتزاوج فيهاالماء والخضرة ليصبحا رمزا لكل حياة ولكل بعث. وأساطير بلاده للتعبير عن أحلامه وأحلام بلاده .

    فبذلك حاول سبهرى خلق أجواء خارجة عن رتابة الواقعية الصلبة, بسيط في التصوير، يخلق حوله فضاءات روحانية وشرقية ، متأصل في أرضه كأي شاعر أصيل, يرتوي من نبع وطنه, هذا النبع سواء شئنا أم لم نشأ, في بلد ذي تراث شعري ضخم كإيران له نكهة روحانية .

    فهو لا يرغب في أن يحد شجرة نسله الإيراني. فيذهب للبحث عن أسلافه الأسطوريين في الهند. حبه للهند فتح آفاقه على اللغة الأساسية للأساطير.

    كان من اتباع المدرسة الإشراقية،العرفانية التى تتميز بالتفائل التفاؤل والنظرة للحياة بنظرة المتفائل السعيد ،المبتهج فنجد سهراب سعى إلى استخلاص شفافية عرفانية محضة وبثّها في ثنايا القول الشعري ، الأمر الذي جعل هذه الشفافية ملازمة لشعره كما في قصيدته (المسافر) أو قصيدته (صوت قدم الماء) كمثال.‏
    فكما يقول الشاعر الكبير أحمد شاملو أن لا أحد ينكر أن سهراب لديه نزعة عرفانية ولكن ليس العرفان الذى تعارفنا عليه ، وعلى ذلك شابه الصوفية فى أشياء ، لكن لايمكن الادعاء أنه كان صوفيا محض محضا .

    لاحظنا أيضا ان سهراب كان فنان فنانا بمعنى الكلمة ، فلم يستطع أن يفصل بين الشعر والرسم بل مزج هذا بذاك .فهو فنان تشكيلى جاب الدنيا بأعماله الفنية ، والفنان التشكيلى معروف بقدرته على دمج الصور والأشياء فى حيز واحد ، كذلك استطاع سهراب أن يمزج الشعر بالفن ،كانت أشعاره ماهى إلا عبارة عن لوحات فنية مليئة بالألوان والحياة والحركة والسكون، وجميع ما يحيطنا من طبيعة وكائنات ، فنجد أشعاره مليئة بالطيور والحيوانات والأشجار

    فأنت عندما تقرأ قصيدة المسافر لسهراب تشعر وكأنك أنت هذا المسافر وتسلك طريقا يمر من بين أحد الغابات العامرة بمظاهر الطبيعة من طيور وحيوانات وأشجار ، فالصورة كاملة المعطيات عند سبهرى ، إن وجدت الطيور أعلم أنك ستجد الأشجار والماء والعشب والزهور.

    كان لديه قدرة عالية على دمج هذا كله فى قالب واحد ، وفى رأيى الفضل الأول لذلك حس الفنان لدى سهراب .

    نجد أيضاحياة سهراب مثيرة للجدل والدهشة ، كانت بسيطة ويبحث عن البساطة رغم اقبال الحياة عليه ، فجاءت له فرصة عن طريق أعماله الفنية ، ولكنه يترك المجتمع ومع ذلك لا ينسى بنى الانسان ويوجه لهم النصح والارشاد. ولم يكن منعزلا عن المجتمع بكل مفهوم الكلمة ، فهو محبوب ومساغ عند الجميع .
    .................................................. ..................
    هذه بعض الأخطاء التي نجمت طبعا من جراء التعب وكثافة وطول البحث والدراسة فشكرا لكم على هذه الإضافة القيمة.



    أنا ابن أمي وأبي *** من نسل شريف عربي ..
    الإسلام ديني ومطلبي *** الجزائروطني ونسبي..
    أتريد معرفة مذهبي؟*** لا إله إلا الله حسبي ..
    محمد رسوله الأبي *** سيرته هدفي ومكسبي....
    تلك هويتي وأس كتابي *** حتى أوسد شبرترابي.
    هنا صوت جزائري حر ..:

    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=37471
    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=14200
    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=30370
    http://ab2ab.blogspot.com/
    http://ab3ab.maktoobblog.com/
    http://pulpit.alwatanvoice.com/content-143895.html
    http://www.jabha-wqs.net/article.php?id=5569
    http://www.jabha-wqs.net/article.php?id=7433
    http://www.albasrah.net/pages/mod.ph...der_020709.htm

  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية بنده يوسف
    تاريخ التسجيل
    09/06/2008
    المشاركات
    198
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادربوميدونة مشاهدة المشاركة
    [font=Arial]
    الأخ بندة يوسف الناقد الكبير المحترم :
    أرجو أن تتقبل اسمى آيات التقدير والإعجاب بهذه الدراسة القيمة جدا عن الفنان الشاعر الكبير سهراب ..فقد جبت بنا كل مدن اليوتوبيا المدينة المفقودة التي حلم بها الشعراء القدامى وحتى المحدثين عبر خريطة زمنية امتدت لتشمل عديد الحضارات ..وكانت رحلتنا معك ممتعة جدا لا سيما وأنت كبير مرشدي هذه الرحلة السياحية الجميلة العارف بمعالم السبل المؤدية إلى عالم سهراب العجيب ..لقد رأينا تقريبا رأي العين كل مظاهر ذلك الجمال الطبيعي المبثوث على أرض كاشان مدينة الشاعر الحقيقية ومنبته الأصلي ومقارنة ذلك بما عاناه من بؤس المدينة وصخبها القاتل ..فتمتعنا واستفدنا أيما استفادة سواء بما ترجمته من أشعاره أو بما دونته من تجلية لكثير من القضايا الفكرية الفلسفية والفنية ومعاني ما وراء الأحلام البشرية ..
    وأرجو إن سمحتم أن أرجع فيما بعد إلى ما كتبتم ها هنا لأدقق وأصحح ما بها من أخطاء نحوية وصرفية وإملائية ناجمة أصلا عن طول المقال وسرعة الكتابة وإلى ما عانيتم من مشقة في سبيل أن تفيدونا بمثل هذا البحث والدراسة المفيدة جدا .. شكرا جزيلا .[/
    font].
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بإسمه سبحانه

    أستاذى الشريف الزيارة والكريم الضيافة (( عبدالقادربوميدونة )) والله شرفت مشاركتى الضعيفة بكرم مروركم الكريم .
    .................................................. ....................

    فعلا مروركم يعطينى ثقة فى واتا بعدما فقدت الثقة فى الكثير من روادها - بعدما وجدت الكثير تحركه النوازع
    .................................................. ...................

    بجزمك ورفعك ونصبك : أعطيتنى ثقة فى أن للغة العربية مازال هناك رجال وفرسان

    وأن بلبل الجزائر مازال يغرد بصوت أمه العربية - ولم تغيره أيام الغربة والاغتراب

    .................................................. ...........................

    أستاذى الجليل (( عبدالقادربوميدونة )) دام مرورك العطر كفراشة على ورق وزهر تعطر وتتعطر
    ........................................
    بنده يوسف


  11. #11
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    الأخ الكريم : بنده يوسف

    أشكرك جزيل الشكر على حسن تقديرك و أتمنى أن تظل نبراسا منيرا ، مشعا في حقل الأدب الفارسي و مفيدا
    القراء و المهتمين بكل ما هو قيم و هام .

    مع تحيتي و تقديري و مودتي الخالصة
    د.فدوى الشكري

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  12. #12
    باحثة وأستاذة اللغة الفارسية الصورة الرمزية د. فدوى
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    العمر
    51
    المشاركات
    491
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    الأخ الكريم : بنده يوسف

    أشكرك جزيل الشكر على حسن تقديرك و أتمنى أن تظل نبراسا منيرا ، مشعا في حقل الأدب الفارسي و مفيدا
    القراء و المهتمين بكل ما هو قيم و هام .

    مع تحيتي و تقديري و مودتي الخالصة
    د.فدوى الشكري

    د.فدوى الشكري ، أستاذة للغة الفارسية ، مترجمة ، باحثة في مجال الداراسات الشرقية / سفيرة واتا في المغرب.

  13. #13
    أخصائي نفسي الصورة الرمزية أشرف دسوقي علي
    تاريخ التسجيل
    31/03/2008
    العمر
    55
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    الاستاذ الفاضل بنده يوسف أشكر لك هذه الجولة العطرة مع هذا الشاعر والفنان التشكيلي العرفاني المتميز سهراب سبهري , الذي طوفت من خلاله بالادبين العربي والفارسي , وزدتنا معرفة بالعرفانية ونورانياتها , ونرجو المزيد من هذه الدراسات الجادة والمتميزة ,ويسعدني أن أرسل اليك قصيدتي " تساؤل " التي تستعين بالرمز العرفاني والروح المتصوف , وان كنت لا ادعي انني متصوفا الا ان هذا الروح العرفاني هو قريب مني , بروحه الشفبف و تقبل وافر تحياتي

    ..................... .............................. .........................................
    تساؤل


    أشرف دسوقي علي
    شاعر مصري



    علمني يا شيخي
    مما علمك الله
    كيف تموت الكلمات
    كيف تغادر صدري الاه
    علمني مشيتك الأفعي
    أن أرفع رأسي, ويضيء سناه
    وأجالس سيف الدولة
    يأخذني فوق أريكته ملكا
    يصحبني ضحاكا
    يجعل لي متكئا
    أقسم ياشيخي . لن أمدح غيره
    سأجرد من كل الألفاظ أخاتله
    أنسج من جوهرة الملك سناما شعريا
    علمني...
    أن أشري العبد
    أن أمضغ مسواك الشجر الأسود
    وأصوغ حطام الجثث رحيقا وثمارا
    وأضاهي مشية طاووس
    أو ألبس قبعة الإفرنج
    أن أصبح ثورة زنج
    نايا وبلاطا
    زهرة نارنج
    صوت :_ هل كنت المتنبي علمني ؟
    هل ألبس خرقة أهل الله..؟
    أو يسكن قلبي نور الصوفية
    اه, لو يمكن أن أصبح صوفيا..؟
    ويسر فؤادي ترنيمة بسطامي حلاج
    " يدعو بالشفرة
    يأكل بالشفرة
    يصنع من كل فرادي أزواج
    يعلن مايخفي
    يخفي مايعلن
    ويضئ بغير سراج
    ترنيمة :_
    الخيمة نور وزجاجة
    والعرش كلام بللوري
    والأرض صلاة رجراجة
    والاسم بهار رباني
    هل كان الوجد سماجة
    أم كان العقل نبي ؟!
    علمني...
    هل أصبح لصا أم نعلا..؟
    هل أشحذ بالجرح
    أم أقبل جعلا..؟
    هل يصبح مثلي ورقة صيف تتقاذفها الريح..؟
    نايا يصفر فيه لعاب الدهماء ..
    إن كنت حكيما...لا تكذب
    فالكذب وباء..
    هل يمكن أن نتكاشف..
    ياشيخي....
    يا جرحي؟



    الترجمة للفرنسية
    المبدعة اسيا السخيري


    Question

    Ashraf Dossoki Ali

    Faites-moi apprendre Ô mon Cheikh
    De ce que Dieu vous a appris
    Faites-moi comprendre
    Comment la parole mourrait-elle!
    Comment le " Ah! " quitte-t-il ma poitrine!
    Faites-moi apprendre votre marche de vipère
    Comment devrais-je faire
    Pour avoir la tête haute et d'une éminente lumière
    Comment pourrais-je tenir compagnie à Sayf Eddawla
    Et comment me prend-il sur son trône comme un roi
    Escorté par un bouffon
    Il me prépare un siège bien reposant
    Je jure Ô mon Cheïkh que jamais
    Je n'aurais magnifié une personne autre que lui
    Je vais me dépouiller de toute parole, je le duperai
    Et je vais tisser du joyau du royaume une éminence poétique
    Faites-moi apprendre
    Comment acheter l'esclave
    Comment mâcher le cure-dent d'un arbre noir
    Comment, des débris des dépouilles, on peut créer des fruits et du nectar
    Et comment égaler la marche du paon
    Ou porter les chapeaux des francs
    Enseignez-moi
    Comment devenir une révolte des nègres
    Une flûte et un palais
    Une fleur d'un oranger
    Une voix me demandant : Avais-je été El Mutanabbi. Mais apprends-moi!
    Pourrais-je porter les haillons des proches de Dieu ..?
    Mon cœur pourrait-il être habité par la lumière du soufisme
    Aaaaaaaaah si je pouvais être soufi?
    Et mon cœur murmurerait un chant de Bistami Al Halladj
    Il implorerait tout en se servant d'un code
    Il se nourrirait ainsi
    Et il créerait de tous les solitaires des couples
    Il dévoilerait ce qui s'est dissimulé
    Et cacherait tout ce qui est divulgué
    Et il éclairerait sans lampadaire
    L'hymne
    La tente est lumière et bouteille
    Et le trône n'est que parole cristalline
    La terre est prière tremblotante/ vacillante
    Et le nom est épice divine
    La passion était-elle indolence
    Et la raison est-elle messagère
    Faites-moi apprendre
    Si je dois devenir un voleur ou bien des chaussures…?
    Si je me sers pour mendier de ma blessure
    Ou alors je dois embrasser un (scarabée)?
    Est-ce que mon semblable se transforme en une feuille d'été
    Dont les vents ne cessent de jouer…?
    Ou une flûte où siffle la salive de la populace/ racaille
    Si tu es sage… Ne me mens/ trompe pas
    Car le mensonge est pandémie
    Pouvons-nous nous révéler/ dévoiler/ dénuder…
    Ô mon cheikh
    Ô ma blessure!?

    Notes:



    1) Al Bistami: Un soufi et historien d'Antakya. Il a étudié au Caire et a
    vécu en Russie. Il fut éteint en 1454.



    2) Al Halladj: Abou 'Abd Allah Al Huseïn Mansour Al Halladj: né vers
    857/244 de l'Hégire, et mort le 26 mars 922/ 309 de l'Hégire) à
    Baghdad. Il était un soufi et auteur d'une intense œuvre renouant avec le
    coran et son essence verbale et lettrique. Al Halladj était condamné à mort
    et supplicié à Bagdad à cause de ses propos qu'il avait refusé de
    renier. Il reste le plus grand symbole du soufisme.



    Ashraf Dsouki Ali
    Poète et traducteur de l'Egypte


  14. #14
    أخصائي نفسي الصورة الرمزية أشرف دسوقي علي
    تاريخ التسجيل
    31/03/2008
    العمر
    55
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: سهراب سبهرى واليوتوبيا المفقودة

    الاستاذ الفاضل بنده يوسف أشكر لك هذه الجولة العطرة مع هذا الشاعر والفنان التشكيلي العرفاني المتميز سهراب سبهري , الذي طوفت من خلاله بالادبين العربي والفارسي , وزدتنا معرفة بالعرفانية ونورانياتها , ونرجو المزيد من هذه الدراسات الجادة والمتميزة ,ويسعدني أن أرسل اليك قصيدتي " تساؤل " التي تستعين بالرمز العرفاني والروح المتصوف , وان كنت لا ادعي انني متصوفا الا ان هذا الروح العرفاني هو قريب مني , بروحه الشفبف و تقبل وافر تحياتي

    ..................... .............................. .........................................
    تساؤل


    أشرف دسوقي علي
    شاعر مصري



    علمني يا شيخي
    مما علمك الله
    كيف تموت الكلمات
    كيف تغادر صدري الاه
    علمني مشيتك الأفعي
    أن أرفع رأسي, ويضيء سناه
    وأجالس سيف الدولة
    يأخذني فوق أريكته ملكا
    يصحبني ضحاكا
    يجعل لي متكئا
    أقسم ياشيخي . لن أمدح غيره
    سأجرد من كل الألفاظ أخاتله
    أنسج من جوهرة الملك سناما شعريا
    علمني...
    أن أشري العبد
    أن أمضغ مسواك الشجر الأسود
    وأصوغ حطام الجثث رحيقا وثمارا
    وأضاهي مشية طاووس
    أو ألبس قبعة الإفرنج
    أن أصبح ثورة زنج
    نايا وبلاطا
    زهرة نارنج
    صوت :_ هل كنت المتنبي علمني ؟
    هل ألبس خرقة أهل الله..؟
    أو يسكن قلبي نور الصوفية
    اه, لو يمكن أن أصبح صوفيا..؟
    ويسر فؤادي ترنيمة بسطامي حلاج
    " يدعو بالشفرة
    يأكل بالشفرة
    يصنع من كل فرادي أزواج
    يعلن مايخفي
    يخفي مايعلن
    ويضئ بغير سراج
    ترنيمة :_
    الخيمة نور وزجاجة
    والعرش كلام بللوري
    والأرض صلاة رجراجة
    والاسم بهار رباني
    هل كان الوجد سماجة
    أم كان العقل نبي ؟!
    علمني...
    هل أصبح لصا أم نعلا..؟
    هل أشحذ بالجرح
    أم أقبل جعلا..؟
    هل يصبح مثلي ورقة صيف تتقاذفها الريح..؟
    نايا يصفر فيه لعاب الدهماء ..
    إن كنت حكيما...لا تكذب
    فالكذب وباء..
    هل يمكن أن نتكاشف..
    ياشيخي....
    يا جرحي؟



    الترجمة للفرنسية
    المبدعة اسيا السخيري


    Question

    Ashraf Dossoki Ali

    Faites-moi apprendre Ô mon Cheikh
    De ce que Dieu vous a appris
    Faites-moi comprendre
    Comment la parole mourrait-elle!
    Comment le " Ah! " quitte-t-il ma poitrine!
    Faites-moi apprendre votre marche de vipère
    Comment devrais-je faire
    Pour avoir la tête haute et d'une éminente lumière
    Comment pourrais-je tenir compagnie à Sayf Eddawla
    Et comment me prend-il sur son trône comme un roi
    Escorté par un bouffon
    Il me prépare un siège bien reposant
    Je jure Ô mon Cheïkh que jamais
    Je n'aurais magnifié une personne autre que lui
    Je vais me dépouiller de toute parole, je le duperai
    Et je vais tisser du joyau du royaume une éminence poétique
    Faites-moi apprendre
    Comment acheter l'esclave
    Comment mâcher le cure-dent d'un arbre noir
    Comment, des débris des dépouilles, on peut créer des fruits et du nectar
    Et comment égaler la marche du paon
    Ou porter les chapeaux des francs
    Enseignez-moi
    Comment devenir une révolte des nègres
    Une flûte et un palais
    Une fleur d'un oranger
    Une voix me demandant : Avais-je été El Mutanabbi. Mais apprends-moi!
    Pourrais-je porter les haillons des proches de Dieu ..?
    Mon cœur pourrait-il être habité par la lumière du soufisme
    Aaaaaaaaah si je pouvais être soufi?
    Et mon cœur murmurerait un chant de Bistami Al Halladj
    Il implorerait tout en se servant d'un code
    Il se nourrirait ainsi
    Et il créerait de tous les solitaires des couples
    Il dévoilerait ce qui s'est dissimulé
    Et cacherait tout ce qui est divulgué
    Et il éclairerait sans lampadaire
    L'hymne
    La tente est lumière et bouteille
    Et le trône n'est que parole cristalline
    La terre est prière tremblotante/ vacillante
    Et le nom est épice divine
    La passion était-elle indolence
    Et la raison est-elle messagère
    Faites-moi apprendre
    Si je dois devenir un voleur ou bien des chaussures…?
    Si je me sers pour mendier de ma blessure
    Ou alors je dois embrasser un (scarabée)?
    Est-ce que mon semblable se transforme en une feuille d'été
    Dont les vents ne cessent de jouer…?
    Ou une flûte où siffle la salive de la populace/ racaille
    Si tu es sage… Ne me mens/ trompe pas
    Car le mensonge est pandémie
    Pouvons-nous nous révéler/ dévoiler/ dénuder…
    Ô mon cheikh
    Ô ma blessure!?

    Notes:



    1) Al Bistami: Un soufi et historien d'Antakya. Il a étudié au Caire et a
    vécu en Russie. Il fut éteint en 1454.



    2) Al Halladj: Abou 'Abd Allah Al Huseïn Mansour Al Halladj: né vers
    857/244 de l'Hégire, et mort le 26 mars 922/ 309 de l'Hégire) à
    Baghdad. Il était un soufi et auteur d'une intense œuvre renouant avec le
    coran et son essence verbale et lettrique. Al Halladj était condamné à mort
    et supplicié à Bagdad à cause de ses propos qu'il avait refusé de
    renier. Il reste le plus grand symbole du soufisme.



    Ashraf Dsouki Ali
    Poète et traducteur de l'Egypte


  15. #15
    عـضــو الصورة الرمزية بنده يوسف
    تاريخ التسجيل
    09/06/2008
    المشاركات
    198
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    بإسمه سبحانه
    وإن من شئ إلا يسبح بحمده
    .....................................
    الأستاذ الشاعر /
    أشرف دسوقي علي أشكرك على مرورك العطر - وأشكرك على قصيدتك
    ..........................................
    أهدى لك هذا البيت وهو يختزل كثير من قضايا العرفان والتصوف

    (غافل از خود شدم وكوس أنا الحق بزدم *** همجو منصور خريدار سر دار شدم)

    .....................................
    إنِّي قد غفلت عن نفسي وطرقت بالدف انا الحق ......وصرت مثل المنصور طالباً للمشنقة
    .................................................. ..............................
    والمقصود من البيت هنا : هو أنَّني قد انفصلت عن كلِّ شئٍ يرجع إلى شخصيتي الموهومة وتباعدت عن كلِّ أمر يمسُّ أنا والأنانيَّةُ رأس كلِّ خطيئة حيث أنَّها تبعدُ الإنسان عن الله وتغمسُه في متاهات الدنيا وآثارها الدنيَّة وزخرفها وزبرجها،فبمقدار إبتعاد الإنسان عن الجانب السفليِّ من نفسه سوف يتقرَّب إلى الجانب العلويِّ منه وهذا يعني تقرُّبه إلى الحقّ المطلق وهو الله سبحانه وتعالى، فحينئذٍ برى نفسَه مظهر تامّ من مظاهر الحق وآية من آياته جلَّ وعلا فينادي أنا الحق ولكن عندما يرجع إلى هويَّته يرى أنَّ هذا النداء والصراخ لم يكن في محلِّه لأنَّه لا زال فقيراً ولا زال ناقصاً فماذا يطلب بعد ذلك؟

    ثم يوضح البيت بعد ذلك : (همجو منصور خريدار سر دار شدم) فحينئذٍ تمنِّيت الموت كما تمنَّي ذلك منصور الحلاج وكنت من المشترين الطالبين للمشنقة لأنَّه رأيت مادام أنَّني محبوس في هذا البدن المادِّي فمن المستحيل أن أصل إلى اللقاء الإلهي وأستقرَّ تحت ولايته إلاّ أن أموت (قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين).

    ومن هنا نصل إلى أمر آخر وهو أنَّ العارف لا يمكنه أن يصل إلى لقاء الله الأتَّم إلاّ بعد انفصاله عن الجسم المادِّي ورجوعه إليه تعالى إمّا بالقتل في سبيل الله والوصول إلى الشهادة وإمّا بالموت المتداول حيث الانفصال من عالم الطبيعة.
    .................................................. ............................
    بنده يوسف


    التعديل الأخير تم بواسطة بنده يوسف ; 17/08/2008 الساعة 12:17 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •