الأستاذ الدكتورمحمد اسحاق الريفي رئيس المجلس الاستشاري الأعلى في " واتا " الرأي والرأي المخالف :
تحية لا طائفية فيها ولا جهوية ولا عرقية ولا لغوية وبعد :
سيدي الكريم كما تعودتم على مداخلاتي السريعة والمتسرعة أنا دائما أقولها صريحة واضحة جلية لا غموض فيها ولا تقية كما يقولون .سؤالكم من الأهمية بمكان ولكن أعتقد أنه نحى منحى جديدا ..ودعني أدون هنا بعض الملاحظات ولا أجيب عن سؤالكم لسبب بسيط ةهوأن الإخوة الأفاضل قد تناولوه من عدة جوانب ..
- الملاحظة الأولى هي أن سؤالكم واضح وجلي وهوبلا علامة استفهام بل بعلامة تعجب فقط لا أكثر .. تركتموه هكذا مفتوحا كعنوان يجلب الأنظار وأنتم أدرى بذلك ..فقد فهم بعض الإخوة ,,هل يجوزتقديس الأشخاص أم لا ؟وأضيف أنا ما الضرر في ذلك ؟
يا أخي المحترم لا أحد سمعته مرة أنه قدس فلانا أوعلانا اللهم إلا إن أراد شتمه أو سبه فيقول له : اسكت وانصرف وإلا قدست لك ..أي ألحق به شتما مغلظا..وحتى بسب الدين هذا هوالواقع المر...
لا ينبغي في هذا الجمع المتسم والموصوف بالجرأة والشجاعة أن نلمح ونغمز لهذا أوذاك ..من كانت له الشجاعة الكافية فليطرح وجهة نظره في هذا الأمرصريحة لا لبس فيها ولا غموض ولا تحفظ ..وإلا فما جدوى طرح سؤالكم أصلا؟..
ما هو التقديس لغة واصطلاحا..وهل هوموجود عند العرب والمسلمين أم لا.. وأين المثال ؟.
كل الناس تعرف معرفة أولية أن هناك أماكن مقدسة ..تحاول التقرب من عتباتها أو التبرك بها بناء على ما جاء في القرآن الكريم " الذي باركنا حوله ..." ولم يسمعوا أن نبيا أورسولا قيل أنه مقدس فلمَ الخلط إذن؟
أما لفظ الجلالة الملك القدوس لا ينبغي إقحامها أبدا في أمركهذا فتلك عقيدة وإيمان.. لا مجال للمقارنة إطلاقا ..ثم يتطرق إلى جوانب غامضة في هذا اللفظ فيجليها ليستفيد الناس لا أن نتخذ هذا المنبروسيلة لضرب فلان والتنقيص من قيمة علان ..كل المستبدين في العالم يضفي عليهم رعيتهم شكلا من أشكال التقديس..فهم يدركون أنهم بشرتصيبهم السراء كما الضراء .. ولكن ليس بمعنى التنزه عن ارتكاب الأخطاء فالبشر..بشر ..اللهم إلا فرعون ربما كان يحظى بهذه الصفة لكفره وتعاليه عن الخلق وأنه ظن أنه يرى ما لا يرون..فقد يكون الشخص شخصا عاديا ومتواضعا ولا يحب لا التكبر ولا المبالغة في تعظيمه ولكن المحيطين به من الأنذال والمتملقين هم الذين يستمرون في إضفاء صفات العظمة عليه وبمرور الزمن تتحول تلك الصفات إلى إحساس لديه أنه يتميز عنهم والتاريخ الإسلامي معروف بمثل هذه الحالات لكن ليس إلى درجة التقديس أبدا..لم يحدث ولم يسجل هذا الأمر .
أما بقية الناس فالاحترام والتقديروالتبجيل والمبالغة في الاحترام تبدو للبعض تقديسا..
فالأبطال المغاوير وأصحاب الهمم العالية يعتقد بعض الجهلة وليس الكل أنهم بلغوا من الصفاء الروحي وحتى البدني عفة درجة تبدوأنها تقترب أوتكاد من درجة الملائكة أما التقديس فلا يعرفون له معنى ولا يخطرعلى بالهم ..وحتى من هم أميون يقولون لاعصمة إلا لنبي ..أما التقديس فلم يحدث في ثقافتنا العربية الإسلامية ..اللهم إلا حسابات سياسية مغرضة..للتشويه والبلبلة ..
فبعض الكتابات هنا وهناك كلما سنحت لها فرصة ما إلا وسيستها واتجهت اتجاها أحاديا..وكأن الصحف والمجلات والقنوات والمنتديات لم تنشأ إلا للرفع من قيمة هذا والحط من مكانة الآخر ..
بحيث لا يترك مجال لمخالف ..وها أنا قد عاكست التياروخالفت.. فأرجوأن أكون أوضحت وجهة نظري بما فيه الكفاية دون أن أنقص من قيمة أحد أوأقدس أحدا والعياذ بالله...وشكرا لكم على إثارة مثل هذه النقاط الحساسة
.
المفضلات