الحمير سبب أزمة البورصة

[عبدالقادربوميدونة]

وقبل تنفيذ فكرته الجهنمية في الانتحارنبهه أحد زملائه أنه إبان ثورة التحرير الجزائرية قد ساهم الحمار بدورخطيرفي قهر الاستعمار..في حمل أثقال المؤونة والذخيرة في شعاب الجزائروجبالها وقصبات مدنها ..وقد تم حتى التضحية بزملائه حينما استعملوها لتفجيرقوافل العساكرالفرنسيين..وذكره بأنه قد اكتسب بذلك صفة مناضل بلابطاقة هوية ..وأن ليس كل الحميرحميرا..فلا بد من التفريق بين العدووالصديق وإلا ضاعت الطريق .. ؟

[عبد الرشيـد حاجب]

...ثم أنه واصل البحث في دواوين الشعراء حتى وقف على هذا البيت

اسقيني ...حتى أرى الديك حمارا

فتعجب كيف أن شاعرا كبيرا مثل أبي نواس

قد اختاره - على حساب الديك الجميل - ليكون

صورة أقصى جمال المتعة !

فلم يصدق فهمه للبيت فقرر أن يطرح المسألة

أمام نقاد واتا ليفتوه في شأن هذا البيت الغريب!

.
.
.

[ابراهيم ابويه]

أخذ الحمار في التأمل في بيت أبي نواس ومعانيه التي أعجبته...سحب المعجم الحميري لصاحبه "الجحش بن أتان الحميري"فوجد التالي..."نحن معشر الحمير لا نؤذي أحدا إلا إذا قست علينا هراوات بني البشر ,حينها ندافع على أنفسنا وسترى يا صديقي أن من الحمير من هو أذكى إلى درجة لا تصدق .. ولدي من الأصدقاء من الأتان و الجحاش الكثيرون منهم من أحرز على جوائز عالمية كبيرة اعترافا بذكائهم , وحنكتهم في العمل ,ولسوف تصدق أن أخر أصدقائي حاز مؤخرا على جائزة نوبل للحمير على اكتشافه لقاحا لعلاج جنون البقر ..وبلا شك عندما تتعرف علي أكثر ستتغير نظرتك للحمير ولن تتفوه بسوء عليهم .."ووجد بعض التشبيهات التي تزكي هذا الطرح"ذكية كالحمير .. ووديعة كالحمير.. وأحبك حب الحمير ".
قاده تأمله الى طريقة يغير بها نظرة الانسان إليه ،فلم يجد غير الثورة...[

[هري عبدالرحيم]

فكر في الثورة، وفكر أن الثورة تستلزم قوة في العدد والعدة، فاستدعى أخواله البغال، طلب منهم الغوث.
اتفق الحمير والبغال أن يتم تجنيد بغلين، واحد من كل جهة يحملان المؤونة والذخيرة، فكانا يلتقيات في الحدود بين البلدين، بغل قادم من هنا، وبغل قادم من هناك، يلتقيات فيسلم الواحد للآخر المراسلات.
ولأن المنطقة كانت غير محررة، فقد سمى المُحتل منطقة التلاقي للمراسلة" جوج بغال"، وقد ذكر أحد السفهاء أن المنطقة عثروا عليها بفعل الحفريات، في الحدود بين المغرب والجزائر.
ولما كانت المسالك وعرة، فقد كان البغلان يستهلكان علفهما بالزائد، حتى أحدثا شرخا في الميزانية، فتراجعت الأسهم، وحل الدمار في بورصة القيم، وأعلنت الأمم المتحدة الأزمة المالية على غرار أزمة 1929,وأصبح الحمير يقتصمون حصتهم من الشعير مع إخوانهم وأخوالهم واعمامهم البغال.

[عبد الرشيـد حاجب]

إقتباس

وأصبح الحمير يقتسمون حصتهم من الشعير مع إخوانهم وأخوالهم واعمامهم البغال.

يا أخ عبد الرحيم البغل هو ابن الحمار

وخال البغل -يعني أخو أمه الفرس - هو الحصان.

وهو حيوان هجين.

وفي الجزائر خلال سنين الارهاب عندما تم تأسيس فرع أمني

جديد سموه " الحرس البلدي " تندر الجزائريون قائلين :

تزوج الدرك بالشرطة فأنجبوا : الحرس البلدي .

وهو شبيه بالمخازنية في المغرب .

[ابراهيم ابويه]

عن مهند صلاحات ،عن أبي النت بن أسلاك الضوئي قال...
زعموا أنه في إحدى المزارع كان هنالك فلاح مشاغب لم يحبه أحد لأن سياسته كانت قاسية، يمكن أن يطلق النار على أي مزارع رفض العمل في الزراعة، يعامل المزارعين على أنهم عبيد، يسرق تعبهم وعرقهم وخيرات أرضهم ليشتري بها ملابس جديدة وبنادق صيد لرجاله وكلابه الملتفين حوله لحمايته,
ولكن وفي مفاجأة أستغربها الجميع قامت إدارة السوق بالانقلاب على عميلها وإفقاده السيطرة على المزرعة, فعمت المزرعة فوضى عارمة وبدأ الموارعون الذين قدموا من مزارع مجاورة إلى جانب الرجال الذين بعثتهم إدارة السوق المركزي بنشر الرعب وقتل البشر و إطلاق النار فغدت الحياة لا تطاق في المزرعة.

تمكنت إدارة السوق بعد فترة بفضل رجالها المسلحين من السيطرة على الوضع وأجرت انتخابات فاز بها أحد الفلاحين لإدارة المزرعة وباشر هذا الفلاح البسيط عمله بتوجيه الفلاحين .

إلا أن هذا الفلاح تحول بعد فترة إلى استغلالي يسرق محاصيل الفلاحين ويتحكم بسعر بيعها لهم في السوق المركزي باعتباره المفوض الوحيد بالتعامل مع السوق .

كان لهذا الفلاح حمار قوي البنية يقوم على خدمته في أمور الزراعة ونقل البضائع ليل نهار ويقوم على خدمة أبنائه ونقلهم من مكان لمكان، لا يراعي أحد من أبناء الفلاح أو الفلاح نفسه ميعادا لنوم هذا الحمار أو وقت طعامه وشرابه ...في أحد الأيام جلس الحمار يفكر بعد عودته من رحلة مكوكية شاقه أخذه فبها أحد أبناء الفلاح ليرى صديقته في المزرعة المجاورة, أحس الحمار أن الفلاح يسرق تعبه ويستغله لصالح أصحاب السوق المركزي الذين يقدم لهم صاحب المزرعة يوميا الولاءوالطاعة حتى يسمحوا له ببيع بضائعه في السوق رغم معرفته بأنهم يسرقون بضائعه ويستغلونه ولكن لا يجرؤ على الكلام.

قرر الحمار الثورة على الفلاح لتحقيق حياة أفضل وأيقن تماماً أن الثورة هي الطريق الوحيدة ليحقق الحرية والحياة الفضلى والطموح المنشود, وأطرد في نفسه قائلاً :
إني أعجب حقا من أمر هؤلاء الفلاحين البقية كيف ينام أبناؤهم جياعاويفيقون هم على ذلّ هذا الفلاح الذي يستغلهم ولا يحركون ساكنا, مع أنهم لو أضربوا عن العمل يوما واحدا لتوقف إنتاج المزرعة وخضع الفلاح لمطالبهم كي لا يتوقف العمل ويغضب سادته أصحاب السوق المركزي منه, وقرر أن يخوض إضرابه وحيدا مؤمنا بأنه سيحقق نتائج مبهرة.

في صباح اليوم التالي استفاق الفلاح على نهيق عالي للحمار غير المعتاد,
لبس الفلاح ملابسه وأستعد للخروج لأرجاء المزرعة ليتفقد الفلاحين وماذا فعلوا وماذا حصدوا وزرعوا ويحمل ما قطفوه من إنتاج إلى السوق المركزية ويبيعها.

دخل الفلاح إلى زريبة الحمار فوجد الحمار يعلق لوحة مكتوب عليها ( لن أستمر في العمل في ظل اضطهاد سيادتكم لنا ... اليوم نلعن الإضراب المفتوح عن العمل حتى تحسين ظروف معيشتي )

تفاجأ الفلاح من تصرف الحمار وغضب غضباً شديداً منه, وضربه ونكل به مع أبنائه ومنع عنه الطعام.
مضى يومأن والحمار المسكين صامد في زريبته بدون طعام وماء, في نفس الوقت، توقفت كل أعمال الفلاح وأضطر أبناؤه للسير مسافات طويلة دون أن يجدوا من يحملهم على ظهره ويريحهم من عناء السفر.
أحس الجميع بحاجة هذا الحمار وحجم الخدمة التي كان يقدمها لهم فعادوا للبيت جميعا وقرروا عقد اجتماع عاجل لتدارس الأوضاع.
في هذه الأثناء قطعت زوجة الفلاح إحدى زياراتها الخارجية لإحدى المزارع الأخرى وعادة مهرولة لبيت زوجها, في حين كان أحد أبنائها يقعد مؤتمرا صحفيا مع الفلاحين يعلن فيه أن الفلاح وأبناءه قرروا فتح باب للتفاوض حتى يقنعوا الحمار بالعودة للعمل مجددا بعدما توقف العمل بسبب تراكم الإنتاج في المزرعة ولم يجدوا من ينقله للسوق, صفق الفلاحون بحرارة وهتفوا للفلاح الأب بطول العمر والبقاء وفدوه بالروح والدم وجددوا البيعة له و لأبنائه, وفي اليوم التالي :
أنتدب الفلاح اثنين من أذكى أبنائه لمفاوضة الحمار وإقناعه بالعودة للعمل بالشروط التي يريدها.
على الرصيف كان ولد من المزرعة يبيع الجرائد يصيح بأعلى صوته ( اقرأ أخر الأخبار" آهل المزرعة يجددون بيعتهم للفلاح الأب و أبنائه ويمدحون حكمته في إدارة شؤون المزرعة ")
ولد أخر ينادي ( الفلاح الأب وإدارته الرشيدة يبدأون التفاوض مع الحمار الثائر للعودة للعمل )
دخل أبناء الفلاح على زريبة الحمار المنهك من الجوع والعطش وبدأت حلقات التفاوض.
سلم الحمار أبناء الفلاح لائحة بالمطالب التي يريدها وشددّ على مطالبه وأنه لن يعود للعمل إلا بتحقيق كامل المطالب الشرعية في اللائحة وانه مستمر في إضرابه حتى الموت.
بعد يوم حامٍ من المشاورات بين الفلاح وأبنائه، قررالجميع الموافقة على شروط الحمار.

في اليوم التالي كان بائعوالجرائد ينادون :
( نجاح ثورة الحمار على الفلاح وأبنائه )
( الحمار يحقق مطالبه عبر الإضراب والصمود من خلال الجوع والعطش )
( إضراب الحمار يتمخض عن كسر إرادة الفلاح وأبنائه وتحقيق مطالب الحمار )

لقد ثار الحمار على الفلاح و أبنائه وحقق مطالبه المشروعة وحقق له الإضراب ما يلي...

تحديد ساعات عمله اليومية وتقديم افضل نوع من الحشائش له وتقديم ماء نظيف له في أوقات منتظمة.
والعمل ضمن شروط الحمار وحسب طاقته وقدرته.
مراعاة مزاج الحمار في العمل .
الذهاب للطبيب البيطري وإصدار شهادة للحمار باسمه وشهادة خلوه من الأمراض...
السماح للحمار بالانضمام لجمعيات حقوق الحيوان المحلية والعالمية.
السماح له بتقديم طلبات انتساب لجمعيات حقوق للحمير دولية ومحلية.
الاعتراف بالحمار ككيان مستقل له خصوصيته الشخصية.
السماح للحمار بتأسيس حزب يقوم على انتقاد أداء الفلاح و أبنائه أطلق عليه"حزب الثورة الحميرية وأخواتها".
منع تدخل أصحاب المزارع الأخرى أو أصحاب السوق المركزي في شؤون الحمار الداخلية وطبيعة عمله.


لقد ثار الحمار قبل أن يثور أبناء هذه المزارع وتلك من المفارقات العجيبة حين يتحول
الحمار إلى مجموعة صغيرة من المواطنين في بلد عربي ،
وتحول صاحب المزرعة إلى حاكم عربي
وتحول أبناء الفلاح المدللين إلى حاشية الحاكم وإلى أبناء العائلة الحاكمة،
وتحول أصحاب السوق الى استغلاليين من أمريكا.
فحين نصل لمرحلة نفكر فيها في عقولنا قبل بطوننا ... نحقق ثورة الجياع وحفاة الأقدام،تماما كما فعل الحكماء من الحمير في يوم من الأيام...
انتهى.

[عبد الرشيـد حاجب]

الرؤية المثالية يا أخي جلبت النوم إلى عيوني !

ألم تر وضع حماس المسكينة في فلسطين ؟!

كنت أنتظر أن يجلب الفلاح "تركتور "أو "روبوت" من السوق المركزي

فيكسر إضراب الحمير ..

لكن لا بأس بالحلم ..لكن بشرط أن يكون مزاحا كما

اتفقنا على هذه الصفحة ،أليس كذلك ؟

[عبدالقادربوميدونة]

دخل حمارعربي مهاجرفجأة على مزرعة الحميرالمضربة عن الطعام والشراب..وما أن عرف أسباب الإضراب حتى استغرب هذا الأسلوب المثالي في المطالب ولا سيما وهو من الذين تعلموا في الغرب المسيحي المشبع بالأفكارالتقدمية التطورية التنويرية جدا..فقال :
المسألة أيها " الحمير" المحترمون ليست في تحقيق مطالبكم المشروعة.. تلك مطالب أسياسية ضرورية..لم تعد في الغرب مشكلة أبدا .. ولا أحد يخالفكم الرأي حولها كل وسائل الاحتجاج في هذا الشأن مقبولة.. لكن المسألة مسألة الحريات الأساسية نحن في أوروبا الغربية وأمريكا قد حصلنا منذ زمن طويل على حقوق ممارسة الجنس في محافل أسميناها " مراقص " وحانات " وكازينوهات " والدخول إليها صاربالمجان.. شريطة أن يتوفرمن أراد الدخول فقط على شهادة عدم الإصابة بداء الرجولة والفحولة والقيم الدينية ..فنحن الحميرالمتنورون لا فرق عندنا بين الأتان المتزوجة أوالمطلقة أوالمخطوبة أوالعانس .." كل عشب الليل عندنا أخضر.." فهل حققتم أنتم أيها " الحمير" المنتمون إلى العالم الثالث مثل هذه الحرية ؟
أم ما زلتم تخشون أمراضا وهمية مثل السيدا والأنف..لو..نزا..أوجنون البقر..أوطكوك الثيران ؟
نحن قد وضعنا كل تلك القيود مثل الدين والأخلاق جانبا ..وشكلنا مملكة أوجمهورية حيوانية ..تمارس الحرية الحميرية بأقصى درجات الممارسة دون قيد أو شرط ما عدا ما ذكرت لكم آنفا..؟
فاستغرب مستمعوه هذه اللغة الجديدة التي لم يسمعوا مثلها من قبل وقال كبيرهم الخالد على عرش القيادة والضحك يغلب عليه وينال من وقاره المعهود ها.. ها.. ها.. ها.. سبقتمونا... اسمع ماذا نفعل نحن في هذا المجال :

[أبو مسلم العرابلي]

اسمحوا لي أن أشارككم بعض هذه السخرية من وقائع حقيقية
فقد أحسست من إعداد الهمزات أن قلبي يصرح بي لقد أتعبتني

في البيئة الريفية يعرف الناس أن الحمير لا تستحي من التزاوج امام الناس
وكان في السوق منظر غريب يشاهده أهل السوق ....فقد كانت أتان غاضبة من حماريقف قريبُا منها
وترجع إليه وتركله بأرجلها الخلفية وهو لا يفعل شيئًا غير تفادي ركلاتها
وما درت المسكينة أن صاحب الحمار قد سلب الحمار فحولته ...

ومرة كان يجلس بجانبي في السيارة الكاتب الصحفي الساخر كامل نصيرات واتصل به أحد أصحابه، وكان صاحبه غاضب على نفسه فوصف نفسه بأنه غبي وحمار .... فقال له صاحبنا: أرجوك لا تظلم الحمار.

ونكة أخرى .... لكن فيها تعديلاً ......... لأن فيها ما لا يصح قوله
أن واحدًا من الحمير شكى من بقائه على حاله، ويريد أن يتحول إلى إنسان وينتسب إلى شعب من الشعوب
فقيل له: ما تحب أن تكون ؟
فقال أحب أن اكون من شعب كذا (شعبًا معينًا من الناس يقصده )...
فقيل له: عندنا حمير كثير منهم
وكلما عرض غيرهم من الشعوب (المتقدمة) .... وجد نفس الإجابة
فقيل له: أتحب أن تكون من شعب كذا ؟
قال: لا ... لا .... دعوني أظل حمارًا كما أنا ؟

وجاء مرة سيل كبير في قبيلة "ولد أسلم" وغير معالم "وادي الرمادة" وحدوده وطمس معالم البئر
ودون جدوى لم يستطيوا أن يهتدوا إلى باب بئرهم بعد ذهاب السيل
وحل المشكلة حمار
حمل أحدهم حمارًا قرب ماء وأطلقه في الوادي
فسار الحمار إلى أن وقف عند حد ولم يقبل تجاوزه .... في نفس المكان الذي كان يقف فيه قبل السيل
فحفروا أمام الحمار فوجدوا باب البئر

فلماذا تظلمون الحمير؟!
وتصفون بعض الناس بالحمير وهم دون الحمير !!!

[مبارك مجذوب المبارك]

هاكم طرفة حميرية سبق ذكرها في مداخلة لي كانت في(القصص القصيرة جدا) ولا بأس من الإعادة لمن فاته ذلك:
يقال ان الحمار بليد لكن هذا القول ليس اكيدا فالحمار يستطيع استكشاف المسالك في القفار الوعرة. ويحكى أن أحد المهندسين كلف برسم طريق جديدة في قرية جبلية، وبينما كان يدرس مختلف إمكانيات تحديد مسلك ممكن في تلك البيئة المعقدة التضاريس، كان شيخ مسن من أهل القرية يراقبه من بعيد طيلة الوقت الطويل الذي أمضاه في ذلك. وأخيرا دفعه فضوله لأن يسأله. ولما علم قصده، قال الشيخ: ولماذا كل هذا التعب؟ فنحن، فيما مضى، كنا نأتي بحمار فنتركه يسير لوحده، فيسلك المسلك الأسهل الذي نعده ليكون طريقا لنا. ولم يجد المهندس ما يجيب به، فتلعثم قائلا: وإذا لم تجدوا حمارا لذلك؟ فرد عليه الشيخ: عندها نأتي بمهندس.

[عبد الرشيـد حاجب]

أضحك الله سنك يا أخ مبارك

والله إن الدموع سالت من عيني ضحكا !

[عبد الرشيـد حاجب]

توليفة بين نصين

ابراهيم أبويه -عبد الرشيد حاجب

القاضي والحمار

بينما الحمار يوما يشرب من النهر ، وقع بصره على أسماك تتراقص في بهاء ،

فاستقبح صورته المنعكسة أمامه على سطح الماء ، وقرر قراره الأخير.

في المحكمة سأله القاضي :

- تريد إذن أن تغير جنسك ، فهل تريد أن تصبح أتانا كما هو شائع هذه الأيام في كل مكان ؟!

قال الحمار في استنكار ، وقد تذكر أن صديقته لا تختلف عنه في شيء:

- لا، لا ، يا سيادة القاضي ،أريد فقط أن أصبح سمكة .

ضحك القاضي حتى سقطت باروكته ،وضحكت معه صلعته مثل بدر في ليل حلته السوداء:

- فقط ؟! هههه ! وهل تحسن السباحة يا حمار ؟

- لا يا سيدي القاضي ،ولكن...

صرخ القاضي مقاطعا إياه في حنق ظاهر :

- لا " ولكن " ولا هم يحزنون ، أخرجوا هذا النجس الأحمق من محكمتي !


...ثم إن الحمار غادر المحكمة حانقا ..حتى إذا عثر على "فيلا " القاضي دخلها وعاث

فسادا في حديقتها ولم يبرح مكانه ...

فلما جاء القاضي عرفه وسأله في غضب لماذا فعل ما فعل؟

فقال رفضتم أن أكون سمكة فسأكون إذن مثلكم !

تعجب القاضي وسأله : كيف ذلك أيها الحمار العنيد ؟

قال : سمعتهم اليوم في المحكمة يقولون :

السجن لا يدخله سوى الرجال ،وها إني أسلم نفسي يا أخي !


.

11-11-2008
.
.

[أبو مسلم العرابلي]

نكتة الأخ مبارك مجذوب ذكرتني بلورد إنجليزي لا أذكر اسمه
كان مفوهًا وخطيبًا
فقاطعه أحد أعضاء مجلس اللوردات وهو يخطب
هل تنسى أن أباك كان يركب عربة يجرها حمار؟
فرد عليه اللورد ببدهية سريعة وهو ينظر إليه موجهًا له الكلام :
أذكر ذلك جيدًا ولا أنساه
ولكن العربة تحطمت ولم يبق أمامي إلا الحمار

[يحي غوردو]

[يحي غوردو]

قصة تتويج حمار أمريكي (من أصول أسيوأفريقية)















[/align]

[محمدجمعة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فعلا اتضح ان جشع ملاّك الحمير هو سبب الأزمة المالية العالمية

اشكرك استاذنا الفاضل

[يحي غوردو]

حسابات خاطئة تؤدي إلى ارتفاع الحمير

[عبدالقادربوميدونة]

انتفاضة الحمير (1)

وفجأة اندفع أبو زياد مع مجموعة من بني جلدته في اتجاه خيمتي المنصوبة على التل الشامخ . كانت تدك الأرض بحوافرها دكا فتعمّ أرجاء المكان سحابة كثيفة من الغبار .. كانت شرارة الغضب تتطاير من ملامح " السرب الحماري " كما لو أنه يخوض حربا حامية الوطيس !!.
بادرني أبو زياد بالتحية ، لكنها كانت تحية غير معهودة .. كانت لا تحتمل ويطبعها الانفعال والسخط وعدم الرضى والتذمر واليأس ..كانت عبارة عن نهقة مرعبة ، يشيب لها الولدان ؛ يسري مفعولها في الأجساد الحيوانية الأخرى وتنتقل مثل العدوى إلى حد اهتزت لها الأفئدة وصمّت من هولها الآذان ، كما لو أن صاحب الصور قد نفخ في صوره فصعق من في الأرض

أدركت على التو ، ولأول وهلة ، وبلا أدنى ريب ، أنها لا محالة انتفاضة للحمير . تقدم أبو زياد نحوي بخطى وئيدة ثم طقطق أذنيه الطويلتين وأرخى رأسه فبادرته بالكلام :
على رسلك يا أبا زياد !! ما وراءك ؟ وما هذا الحشد العرمرم من الحمير ؟ (1)
كيف تسألني عن حالي وأنت وبني جلدتك أدرى بما أقاسيه من جور وسوء معاملة وقهر وطغيان ؟
كيف ذلك يا أبا زياد ؟ أوضح لنا ما تقول ؟
أنت تعلم مقدار مكانتي عندكم ؛ فانا رمز للعناد والغباء .. محتقر وملعون خلقة وخلقاً بالقياس إلى كل حيوانات الأرض، إلى حد جعلتموني بطلا لأمثال و حكايات سخيفة صارت بذكرها الركبان.
احك لنا بعضها يا أبا زياد !!
من هذه الحكايات ما يروج من أنه قيل للجمل: من أنت ؟ فقال: حامل الأثقال ، وسئل الحصان عن ذلك فقال : مقتحم الأهوال ، ولما سئلت أنا قلت : مركوب العجائز والأطفال .
وهل لديك أدلة بخلاف ذلك ؟ -
أجل ! وهي كثيرة .. فأنا من مراكب الأنبياء . فعيسى عليه السلام ركب على ابن أتان (2) ، وكذلك كنت مطية للعزيز ، وكان للنبي (ص) حمار يسمى اليعفور(3) . وقال عني الفضل حينما سئل عن ركوب الحمير : إنه من اقل الدواب مؤونة ، وأكثرها معونة ، وأخفضها مهوى وأقربها مرتقى (4) .. وقال عني تعالى : (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ... )) .
أعتقد أن مظهرك كان له الأثر الأكبر في ترويج مثل هذه الحكايات !!
بالتأكيد ، فقد جعلوا من طول أذنيّ كناية عن الغباء وعدم الفهم ؛ وقال عني علماء الحيوان بأن من عيوبي الظاهرة انضمام منكبيّ ويديّ إلى إبطيّ . وقد زعموا أني لقيت أسدا ، وهو لا يعرفني ، فهالته صورتي فقال لي : لأختبرنّك !! .. فسألني في البداية عن كنيتي ، فقلت : أبو زياد ، فقال : ما طول أذنيك ؟ فقلت : لطرد الذباب ، قال : فما عظم أسنانك ؟ فقلت : لجذب النبات ، قال : وما صلابة بطنك ؟ قلت ضرطأ أكثر (5).. فعلم انه لا غناء عندي، فافترسني(6)...
وماذا عن موصوفاتك المعنوية ؟
إنها لا تحصى.. من ذلك وصفهم لي بالجهل والغفلة وقلة المعرفة وغلظة الطباع..يقول تعالى : (( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ... )) ويقولون أنني أحمل الكتب ولا اعلم ما فيها ، وهذا صحيح ما دام يضرب مثلا للذي يحوز الشيء الجليل ولا ينتفع به ، ولمن يعلم ولا يعمل بعلمه ، لكن يصبح ذلك أبعد عن الحقيقة عندما تؤول الآية على أساس أن المثل يضرب بي لأنني أجهل الحيوانات بما في بطون الكتب ، وكأنّ باقي الحيوانات تعرف القراءة والكتابة وعلوم الدين واللاهوت ... ويقولون عني كذلك باني حيوان ملعون ، ودللوا على ذلك بحكايات ملفقة ، منها أن نوحا عليه السلام لما دخل السفينة ، رفضت الدخول ، وكان إبليس آخذا بذيلي ؛ وقال آخرون بل كان في جوفي، فلما قال لي نوح : ادخل يا ملعون !! دخلت ودخل إبليس معي مادام في جوفي.. فلما رأى نوح إبليس في السفينة، قال: يا ملعون من أدخلك السفينة ؟ فقال إبليس : أنت أمرتني .. فقال : ومتى أمرتك ؟ فقال إبليس : حين قلت ادخل يا ملعون ، ولم يكن ثمة ملعون غيري ..
وكذلك قالوا عن صوتك حينما وصفوه بأنكر الأصوات !!
بكل تأكيد.. ومن أشد الأمور سخافة وسخرية قولهم بأنني أستعمل صوتي من أجل الاستنكار.. ويقول شاعر يدعى العجاج مستهزئا:
كأن في فيه إذا ما شجا عودا دُوَيْنَ اللهوات مولجا (7)
كما أن صوتي وإن كان مثارا للإزعاج لدى البشر، فإن بعضهم قد دعا إلى اتخاذه مثل صياح الديك
للاستدلال به على بعض أوقات اليوم ماداموا يعتقدون أنني مثل الديك بحيث أصيح في أوقات معينة.
هذا عن موصوفاتك المعنوية ، وماذا عن معاملة البشر لك ؟
في الواقع ، أنا أتعرض للعنف والمعاملة السيئة وهضم لحقوقي الحيوانية .. فحينما تتقدم بي السن يتم الاستغناء عني. ويقلّ قدري كلما ارتفع ثمن علفي؛ وفي فترات الجفاف القاسية يتخلصون مني بهجري في القفار لتفترسني السباع. وأنا أشقى كثيرا، وليس من حقي أن احتج أو أدافع عن نفسي، وإن حدث ذلك انهالوا عليّ بالضرب المبرح.. ومما يدل على ما ذكرت، ما يقوله المغاربة في أمثالهم عني :
* إيلا رخاس الشعيراغلات الحمير
صالح أهضير. المغرب