السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياك الله الاستاذ: محمد حمد البطوش و أنا أضم صوتي لصوتك و أتفق معك تماما.
الاستاذ عامر العظم :
سيدي الفاضل, أن ما تعلمناه أو أدركناه بالحس الفطري هو: أن الوطن (كل بلد عربي) بمساحته الجغرافية و موارده و تاريخه و حاضره و مستقبله و شعبه و أرضه و سماءه يتلخص و يتجسد في شخص الحاكم شخصيا و تقاس المواطنه بحسب الولاء للحاكم و الانصياع لافكاره و مجاراة و مسايرة أهوائه و شهواته, أي بقدر ما تكون مطيع و تابع لرأس النظام تكون مصنف الاعلى في الوطنية و تنهال عليك الاوسمة و الدروع الخ.. أعتقد أن حال كل البلاد العربية على هانه الشاكلة,
كما يعلم الجميع بعد أنهيار الخلافة العثمانية و تشتت العرب الى وديلات عمل الاستعمار جاهدا أن يسلط علينا من يحكمونا أن يكونوا من ذوي الميول و الاهواء الغربية و أصبح العربي يشعر بالنقص في موطنه و بالمقابل أصبح المتشبهين و المتكلمين بالفرنسية و اللغات الغربية كسمة للتحضر و التمدن و النزوع الى التقليد الاعمى لكل المظاهر الخلاعية و ما رافقه من عملية تشويه ثقافي و تمييع لكل ما هو عربي و أصيل و أخلاقي بأنه رجعي و متخلف و ينظر اليه بدونيه و أحتقار بغيض,
أقول لكم هذا الكلام لما كنت أشعر به من غربه و شعور بالنقص لدرجة الشعور بالانفصام بين من أنا و من المجتمع الذي ولدت و كبرت فيه؟. و عندما سافرت لاحد البلاد العربية و ألتقيت بالكثير من الاخوة العرب من المشرق و المغرب العربي.. تقريبا كل الاقطار.. شعرت بأنه لدى معظمهم أتجاه فكري عروبي و بعض التوجهات القومية و الوعي بكثير من الحقائق كانت غائبة عني تماما..فقلت لنفسي: يا الاهي أين أنا؟ و من أكون؟ لا أعرف عن تاريخ قضايا العرب و القضية الفلسطينية أي شىء, لا أعرف سوى بعض الافكار الهلامية و الاقرب الى الاقاويل و الاحاجي منها الى الحقائق التاريخة..
لك أن تتصور سيدي الكريم ما حدث في بلدان المغرب العربي من تمييع و تشويه ثقافي و ديني و نشر ايديولوجيه التغريب و زرع الانحطاط و الانكسار في النفوس لسلخ شباب الامة عن ماضيها و حاضرها لتصبح مجموعة أناس من الهجين يتغنوب بحضارة الغرب و تمجيدها الى حد التغزل و الهيام بها, و يا ليتهم حققوا أو نالوا و لو البعض من فتات مزابل هذا الغرب الذي يمثل في مخيلتهم النموذج و المثل الاعلى ..... نعم ما أقوله لكم أيها الاخوة حدث - و مازال يحدث - في تونس منذ الاستقلال بزعامة الهالك بورقيبة - عليه ما يستحق من الله - لتقليده النهج الاتاتوركي العلماني و محاولة رسم صورة غربية براقة كاذبة زائفة و تمييع فكر الشباب و ابعادهم عن أي شيء يمت للعروبة و الاسلام بشىء ما عدى الاسماء ..... أذهبوا و تحققوا بأنفسكم في المناهج الدراسية و مستوى التفكير الضحل و الوعي و الذوق المميع عموما و المستوى الاخلاقي بين الشباب هناك و سترون عجبا...!
سيدي الفاضل.. كأنسان عربي مسلم يشرفني و لي كل الفخر أن يكون أصلي عربي و لغتي الام هي لغة الضاد و هذا الامر يرجع الى عقيدتي كمسلم مؤمن برساله النبي الامي صلوات ربي و سلامه عليه و أن اللغة العربية ستكون هي لغة أهل الجنه يوم الحساب و كفى بهذا شرفنا,
و لكن في زمن التخاذل و التأمر على أخوة الدم و الدين و القومية و كل ما سبق ذكره....و كما قلت في البداية أن الوطنية تقاس بقدر الولاء للحاكم فأني أتبرأ من هكذا أمه و أكفر بها و ليقال ما يقال.. ألان أؤمن بمن يتفق معي في التوجهات و يناصر قضينا سواءا كان عربيا أم ماركسيا أو فليكن من يكون, مثلا رجل مثل شافير رئيس فنزويلا و كذلك رئيس بوليفيا موراليس من خلال مواقفهم المشرفه الانسانية و التي أقدرها لهم أجل تقدير و أني أجد أن ما يجمعنى معهم أكثر ما يجمعني بالكثير من العرب و قادة العرب المتصهينين و في الختام أقول فليذهبوا جميعهم الى الجحيم لانه لم و لن تفلح كل المناشدات و الاستعطافات معهم.
سيدي الكريم, اذا ماتت الغيرة و النخوة في قلوب هؤلاء الذين مهما تلطفت و حاولت انتقاء الالفاظ لوصفهم فأني لا أجد الوصف الدقيق الى مستوى الانحطاط و النذالة و العهر السياسي و الاخلاقي الذي وصلوا اليه يفوق كل الوصف و لو أستخدمنا كل مفردات العالم, و من واجب المثقف أن ينبه الامة الى هذا الانحراف الكارثي الذي لم يسبق له مثيل و هل ظل شىء ممكن يحرك فيهم المرؤة بعد اليوم؟ لا أعتقد ذلك لانه سيكون الامر كمن يتكلم مع مومس ـ أجلكم الله - في مسأله الشرف و العفة, فهل للمومس من عفه أو شرف أو عزة نفس أو كرامة؟ بهكذا وصف تتضح الصورة و حتى أن كانت أكثر قتامة ..و كما قال الشابي "اذا الشعب يوما اراد الحياة... فلا بد أن يستجيب القدر... و لا بد لليل أن ينجلي"
مع كل الاعتذار أن أستخدمت بعض الالفاظ التي بدونها لا أكون قد أوصلت ما أريد قوله و لكم مني كل الاحترام و التقدير,
المفضلات