الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إنّ الأحداث المتسارعة على الأمّة العربية وهول ويلات ما تعانيه الشعوب العربية من حكّامها داخل وخارج أوطانها ولّد طبقات من الكراهية والحقد ضدّ الحكّام.سعيت و غيري إلى التعبير عن النقمة من جرّاء مواقف بعض الحكّام إلى سبّهم ولعنهم,ثمّ إرتقى السبّ واللّعن والشتم إلى أن تطاول الكثير على المصريين والسعوديين وفلسطينيي الضفّة واصفين إياهم بالشعوب التي تشعل الشموع في المظاهرات تارة,وبالشعوب الصامتة.
أقول كفى أرجوكم.لا تسبّوا الحكّام.كلّنا نعرف هؤلاء الحكّام.صفوهم بالتخاذل و الوهن و الإستكانة والإنهزام فهذا حقّكم المشروع و وصفكم صادق.أمّا أن نلعنهم ونسبّهم و ندعو عليهم فهذا ما يزيد في تعنّتهم وحشد الجيوش لقمع شعوبهم,وصرف الأموال على غير شعوبهم.
أقول كفى سبّا للحكّام أرجوكم,فهذا لا يجدي نفعا وقد علم الحكّام أنّ الشعب سيقوم بإنقلابات و ثورات كلامية ساخطة ساخنة ردّا على أفعالهم الشنيعة في حقّ الأمّة.
آن لنا أن نحشد الهمم العالية والطاقات المفكّرة الراقية في أطار تعبوي منظّم معاصر على أسس صلبة راسخة مكينة متينة حتّى لا نكتفي بالكلام و إسماع صوتنا للحكّام والمؤسّسات الدولية.
إنّ ميدان التغيير هو ميدان العمل والتخطيط من أجل البناء,وإن واكب الكلام ميدان العمل زانه,وإن طغى عليه شانه.فلنعقد العزم على قول الحقّ للحكّام إذا أحسنوا صنعا,وأن نهدي إليهم عيوبهم لعلّهم يرشدون.يحضرني قول الشيخ عبد الحميد بن باديس في قصيدته<شعب الجزائر مسلم>: و أهزز نفوس الجامدين...فلربّما حيي الخشب.
قال تعالى:<< لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر>>.لم ينصر المسلمون الأوائل بالسبّ و التلاعن,وأيضا لن ينصروا به الآن و لا في المستقبل.فلننتصر لله و لنكبح جماح أنفسنا.ولنشرع بالعمل والإعداد المنهجي المعاصر بدعم الصالحين في هذه الأمّة,وإغسلوا عن قلوبكم و عن أعينكم الرماد الذي خلّفته نار الغضب والحقد والكراهية للحكّام حتّى تختاروا حكّامكم من الصالحين الكثر في هذه الأمّة.
إن أصبت فمن الله.