نصر الله يحذر !! وايران هل توضّح ؟
بقلم: عمر عبد الهادي
ايار 2009
في خطابة يوم أمس حذر السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله , المسلمين والعرب من لجوء اميركا واسرائيل وأعوانهم في المنطقة لآخر سلاح في جعبتهم وهو سلاح الفتن القومية والفتن المذهبية وركز السيد حسن نصر الله على المحاولات التي يبذلها أعداء الأمة وبشكل خاص من أجل إشعال الفتن بين دولة ايران الإسلامية وبين العرب على إختلاف دولهم , ونبه الى أن تلك الفتن تتكيء على كون دولة ايران ذات قومية مختلفة عن قومية العرب وذات مذهب يختلف عن مذهب معظم العرب .
يريد أعداء الأمة أن يدخلوا الى عقولنا أمورا مصطنعة كي تتحول تدريجيا الى حقائق في الوعي وفي الوجدان العربي ,كالقول ان ايران دولة فارسية وتسعى للهيمنة على الأراضي العربية المجاورة لها , والقول ان النووي الايراني خطر على العرب متناسين النووي الإسرائيلي والقول أن ايران اليوم تتبنى الفكر الفارسي الصفوي الذي جاء به الشاه اسماعيل الصفوي حين تمكن من حكم ايران في بداية القرن السادس عشر الميلادي ودشن بذلك العهد الصفوي المتطرف الذي دام لمدة 240 سنة ميلادية اندثر بعدها وتبدد.
من المعلوم أن ايران دولة متعددة القوميات وان الفرس لا يتجاوزون 50% من مجموع السكان وان القوميات الأخرى في ايران تتكون بشكل أساسي من العرب والأذريين والأكراد والبلوش والتركمان كما ان في ايران تنوع ديني ومذهبي لكن معظم سكانها على اختلاف قومياتهم هم مسلمون وينتمون بغالبيتهم للمذهب الشيعي الجعفري , وايران باتت اليوم في الموقع الريادي الأول للشيعة الجعفريين وربما المدافع الأول عن الإسلام الجامع باعتبارها تحولت بعد الثورة لتصبح اكبرقوة صناعية وعسكرية في الإقليم وقد أتاح لها هذا الموقع القيادي المتقدم تبنيها لقضايا الشعوب الإسلامية والعربية في منطقتنا متجاوزة اختلاف المذاهب فيما بينهم وهذا لمسناه بوضوح في دعمها للمقاومات الإسلامية الشيعية والسنية في لبنان وفلسطين والعراق .
نصر الله نبّه وحذر من الفتن وعلى ايران أن توضّح , لأن أعداء التقريب بين القوميات الأصيلة الشاغلة للإقليم وأعداء التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تنتمي اليها شعوب المنطقة وخاصة بين السنة والشيعة , يطلقون أقوالا ضد ايران ويحيطونها باتهامات تدخل الشكوك الى النفوس ويعرف المسؤولون السياسيون والروحانيون في ايران مدى أبعاد هذه الإتهامات ومدى الأضرار التي تلحقها بايران وبالإسلام والمسلمين وعلى عاتق هؤلاء الرجال الكبار تقع مسؤولية التوضيح بإجابات لا لبس فيها, إجابات شافية ينتظرها بشغف المواطنون العرب والمسلمون المتواجدون على امتداد بلاد الإسلام من الرباط حتى جاكارتا .
كثيرة هي الإتهامات الموجهه لايران من قبل الكثيرين من المسلمين والعرب السنة نذكر أهمها وننتظر الإجابات:
. ماذا عن مرقد ابو لؤلؤة الفارسي الموجود في مدينة كاشان الايرانية ؟
. ما هو الموقف الرسمي الايراني من الفكرالصفوي وهل ما زال حكام ايران يأخذون به ؟
. هل ايران الرسمية تتبع المذهب الشيعي العلوي أم الصفوي ؟
. هل ما زال من المعتاد في ايران شتم ولعن الخليفتين عمر بن الخطاب وابو بكر الصديق ؟
. وهل نهيا القائدان الخميني رحمه الله والخامنئي أطال الله في عمره عن شتم او لعن الصحابة ؟
. هل يوجد في طهران مساجد مخصصة لأهل السنة وهل يسمح ببناء المزيد منها ؟
. هل هدمت في عهد الجمهورية الإسلامية مساجد سنية لاسباب عدائية ؟
. هل لايران يد في الإقتتال المذهبي في العراق ؟
. هل تدعم ايران المقاومة الإسلامية العراقية سواء كانت سنية أو شيعية ؟
. كيف يُعامل رسميا وشعبيا في ايران من حمل اسماء تعود لبعض الخلفاء الراشدين أو الصحابة مثل عمر , عثمان , ابو بكر والى آخره ؟
ليتنا نحصل على إجابات جلية وشافية من جهات ايرانية مخولة من أجل ان ننقلها الى المتشككين وقد يساعدنا الله بذلك لنضع حدا لتلك التساؤلات والشكوك الواسعة الإنتشارأونقيم الحجة على مطلقيها فنساهم بفتح الباب واسعا أمام وحدة القوميات والاعراق المنتشرة في اقليمنا وكذلك وحدة المذاهب لأن اسلامنا واحد ولأن هلال الإسلام واحد أيضا وهو هلال يتسع لجميع المذاهب على إختلافها .
لقد حذر السيد حسن نصر الله من الفتنة ومن المفتنين ونبه لوجود أعداء يسعون لصدام عربي ايراني وصدام شيعي سني , وأختم بالسؤال الكبير.. هل لدى ايران ما تقوله فتوضح ما اعتبرمبهما فتزيل بذلك كل لبس كي تقطع الطريق على المفسدين ؟ وهل من مصدر مخول يتطوع بالإجابة ؟
omarjahadi@yahoo.com
المفضلات