بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة اخيرة ما كنت لادلي بها الا اجلالا وتقديرا للشاعر الكبير الاستاذ ياسر طويش المحترم.
ان اقسى ما يوجع القلب هو تطرفنا في تقييم المواقف,وسهولة كيل التهم الجاهزة بالخيانة,وقد تعرضت لتهمة كهذه لمجرد ابدائي رايا لم يكن معيبا ولا متنصلا من قناعاتي القومية العربية,وهذا ما يحدث ايضا عندما نبدي رأيا في حزب الله في لبنان وبعض تبايناتنا معه,فنصبح ايرانيين عملاء عند التكلم عن العراق,وامريكان وجواسيس عند الكلام عن الوضع السياسي القائم في لبنان.انا لله وانا اليه راجعون.على كل حال,فلنعمل بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام (...يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كلّه...).
قيل في كتب التراث ان عربيا صفع صديقه على وجهه,فتألم الاخير وكتبها على الرمال,وبعد برهة انقذه من الغرق,فحفر ذلك على الصخر,فاستعجب متسائلا,(صفعتك وكتبتها على الرمل,وانقذتك فحفرتها على الصخر) فأجابه( كتبت الاساءة على الرمال كي تمحى,والاحسان على الصخر كي يبقى).
يا معشر السادة...
لو سألتم الفلسطيني في غزة عن ايران فلن يستطيع ان يقول انها عدوة في حين ان الشقيق يحاصره ويتلذذ في التنكيل به.
واذا سألتم العراقي عن ايران فلن يستطيع ان يقول انها صديقة,لانها تذبحه عبر ميليشياتها وتتفنن في سحقه,وهنا نعود الى قصة المناطق واختلاف معطياتها واحدة عن الأخرى,فلا المقاوم في غزة خائن لانه لا يصنف ايران كعدو,ولا المقاوم في العراق يختلق عداءا معها من فراغ او وهم و غايات اخرى.
ان الاسلام العظيم يجب ما قبله من سيئات,ونحن المسلمين نجب حسنات اخوة لنا ومواقفهم في لحظة اختلاف في الرأي,فهل هذا منطق صالح للنقاش؟.وهل تقيم الناس وفق اللحظة او وفق سيرة طويلة ومعلومة؟.
أخيرا,تذكروا ان سيد الخلق وامير الانبياء والمرسلين,محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام,عاتب حاطب بن ابي بلتعة وما أهانه ولا خونه,ولم ينس له ما اسلف وما قدم (...اليس من اهل بدر...؟).
أدامكم الله نبضا عربيا يلهج بحب امتنا العظيمة.
المفضلات