استوقفوني كثيرا اولئك الذين يؤيدون ضرب ايران وبعضهم يطالب بإزالة ايران من الخريطة, ما هذا الحقد غير المبرر على دولة ايران الجارة منذ آلاف السنين , دولة ايران المسلمة والتي تعتنق المذهب الشيعي بأغلبيتها ..! وما الخلل في ذلك وما العيب به, ان يكون معظم الشعب الايراني مسلم شيعي إمامي؟ واين العيب في كون الشعب الايراني هو فارسي بأغلبيته؟ نحن العرب لدينا مسلمين شيعة كثر أوليس كذلك ؟ ونحن العرب لدينا جيران غير عرب كثيرين , أوليس كذلك ؟ لم يأمرنا الله ولم يأمرنا نبي الله بمقاتلة من اختلف عنا في العرق او بالمذهب ..! بل نبهنا الخالق وذكرنا بانه خلق بني البشر على شكل شعوب وقبائل وجعل لهم السنة مختلفة واراد الله لتلك الشعوب والقبائل ان تتحاب وتتقارب, ولم يجعل الله غير التقوى أساسا للمفاضلة بين أبناء البشر أجمعين فلم كل هذا التعصب ولم كل هذا التحيز الأعمى لعرقنا ولمذهبنا ؟
يقول البعض ان ايران ارادت تصدير الثورة الى الدول المجاورة وهذا يعني العربية منها وغير العربية , أين الخلل في ذلك ؟ السنا نحن العرب في حالة سبات ونخضع لحكام مستأثرين بالسلطة منذ عقود ؟ ومتحالفين مع أعداء الأمة من صهاينة وأميركان وغربيين ومنذ عقود أيضا .. الا يحتاج هذا الواقع المر الى ثورة والى تغيير ؟ الايرانيون منذ الخميني وبعده أصبحوا يحملون رسالة إصلاحية وثورية ويجدون ان من واجبهم نشرها أو انهم مكلفون شرعيا بنشرها في محيطهم العربي وغير العربي , لكن بدا حرصهم على نشرها في المحيط العربي اكثر وضوحا لأن في العرب أصل الإسلام ولان الساحة العربية تشغل العالم أكثر من الساحات الأخرى نظرا لوجود اسرائل غير المشروع بها ونظرا للوجود الهائل للنفط الذى على ما يبدو أصبح نقمة على امتنا العربية وليس نعمة لأن حكامنا استأثروا به وبعوائدة كما استأثروا بكل شيء في دولنا التي يحكمونها ويتحكمون بها .
ولنتأمل ونتذكر بأنه ليس لايران يد في تخلفنا وتفككنا , إن الابقاء على سيطرة ايران على الجزر الثلاث له حساباته الخاصة به, فليست هذه السيطرة على الجزر هي من تسبب في نكباتنا المتتالية ..! والحديث الايراني غير الرسمي عن تصدير الثورة له حساباته الخاصة به أيضا وللحرب العراقية الايرانية حسابات خاصه بها ولا اود الخوض المعمق به تجنبا لإثارة الزوابع وجميع هذه الأمور المذكورة وإن اعتبرت خطيرة لم تتسبب في تخلفنا القاتل والمزمن .لقد هوجمت ايران من قبل العرب بعد زوال نظام الشاه وليس في ظل وجود ذلك الامبرطور المتغطرس والمعتدي والمنفذ لاوامر اعداء الإسلام . مسببات تخلفنا وفرقتنا تكمن فينا والأولى ان نناضل من أجل إزالتها ومن أجل التغلب عليها وان نضع أيادينا لتتشابك مع جميع الأيادي الصديقة وأولها الايادي الايرانية التي مدوها لشعوبنا منذ نجاح ثورتهم .
إن من يؤيد تدمير ايران ومن يتمنى ان تتعرض لهجوم غادر من قبل أعداء امتنا المعروفين والذين أتينا على ذكرهم, فكأنما يؤيد تدمير ذاته العربية وذاته الأسلامية , ربما فقط لانه لا يحب الآخر بل يمقت ويكره ذلك الآخر المختلف عنه عرقيا ومذهبيا, يمكنني القول انه من بين مصائبنا ومن بين مسببات تخلفنا هو وجود اولئك المغالين والمتعصبين بين صفوفنا.
كل التقدير والشكر للأستاذ سعيد ابو نعسة لطرحه هذا الموضوع الهام جدا للنقاش وللمداولة.. جزاه الله خيرا وهيأ له سبل التوفيق..
عمر عبد الهادي
المفضلات