الأستاذ عامر العظم المحترم

تحية انسانية وبعد...



جوابنا على سؤالكم



من أقوى؟| سؤال للمفكرين والفلاسفة فقط

من أقوى؟

قوة الفكر، أم فكر القوة؟
مزاج الفكر، أم فكر المزاج؟
السلاح العابر للعقول، أم للأجساد؟
كيف ولماذا؟

المفروض أن الأقوى هم أبدا المعنيون في الشطر الأول من الأسئلة الثلاثة (قوة الفكر ومزاج الفكر والسلاح العابر للعقول)، كونهم العقل والضمير المنتج. وليس أصحاب الشطر الثاني منها، لأنهم ليسوا أكثر من متلقين يستمدون قوتهم من الأوائل. وقوة هؤلاء ممكن أن تكون طاغية بحق الشعوب كما في حالة اكثر الحكام العرب مثلا، على الرغم من كون هؤلاء وغيرهم من قادة القطاع العام مملوكين جميعا، وليس مالكين.

الأمة العربية وكل الأمم ستتغلب على محنها وهمومها ومشاكلها عندما تبدأ قياداتها بالتفكير والشعور والعمل على أنهم ملكها، تحت تصرفها، في خدمتها، كما يجب أن يكون عليه واقع حال كل مملوك عامل في القطاع العام، وليس العكس أبدا، كما لا زال حاصل للأسف في حالة غالبية الحكام العرب الذين أصبحوا لا حول ولا قوة لهم الا بالأجنبي، وهذه مأسات مضافة.

ومتى ما استمرت الحال على هذا المنوال، وليس العكس، يعني الاخلاص والتفاني والتضحية القيادية وفاءا لشرف مهنتها كمملوكة في خدمة شعبها المالك، ليست هناك قوة مهما عظمت، وقوتكم الهائلة منها، يكون باستطاعتها منع تدهور الأمور وذهابها من سيئ الى أسوء، حتى يوم ظهور ذلك المارد الجبار الذي يكسر الحواجز ويفك حصار الأمة ويعتق سيادتها ويحرر ارادتها ويسترد كرامتها.

لذلك، ومن أجل العزة الشخصية والوطنية والقومية والانسانية، نطالب عبر موقعكم وباحترام عالي كل قيادات القطاع العام العالمية وعلى وجه الخصوص العربية بالندم والردة والعودة الى اصولها. نعم، الرجوع الى قوة فكرها (عقلها)، وقوة مزاجها (عاطفتها)، وقوة سلاحها (ضميرها)، الى سلوك الطريق السوي، طريق المنطق السليم خلاصة الثلاثة كأفضل سلاح في المعركة المصيرية، فالشعوب مستعدة لقبول توبتها وحمايتها والتضحية في سبيلها بالغالي والنفيس، اذا ما ركبت كبريائها المنتهكة أصلا خارجيا، ووضعت خطوتها الأولى على السراط المستقيم، ليكملوا معا (القيادات والشعوب) المشوار الخلاصي.

أمة لا زالت تفرز أبناء يمدونها بدماء جديدة من أمثال الصغير الكبير، نور حسن هيكل عضو واتا المشارك في الاجابة، تبقى حية وصامدة ووثابة مهما دارت عليها الأيام. وليسمح لنا المتكني بقاهر الظلام أن نستعير من مداخلته كلمة حبّذا لنخاطبه بها. حبّذا لو أمعن هو والكتيبة التي ينتمي اليها من الشباب ومن خلالهم كل شباب الأمة والعالم ورثة المستقبل، العقل والضمير والعاطفة قبل أن يعمم. فالبشرية لن تخلوا من الطيبيين وفي شتى المجالات، والمفكرين والفلاسفة جزء أهم، وأنتم على قلة أعوام قمركم منهم.

أمامكم يا نور طريق طويل نؤكد لكم بأنه سوف لا يكون معبدا بالزهور، وانما بأنواع الأشواك في معظم الأوقات، ومهمة طرقه وركوبه وقطعه صعبة لكن ليست مستحيلة، وأمثل طريقة لتجاوز هذه الصعوبة تكمن في أبجدية التعليم. فبالقدر الذي نتعلم فيه أحسن، بهذا القدر وأكثر نستطيع أن نعلم أفضل. وهكذا الاقتراب من الهدف شيئا فأكثر حتى تحقيقه، هذا الهدف المركب الذي على قمته تتربع طبعا سعادة الانسان.

العالم لا يستقيم الا بوضع حق القوة في خدمة قوة الحق، وليس العكس كما لا زال حاصل، ونهاية الأول معروفة، الانهيار ومن شدة ثقله، ولكن بعد خراب البصرة. والامبراطوريات السابقة دليل على ذلك، فهذه كلها كانت الأقوى ومهيمنة، ومع ذلك انهارت واحدة بعد أخرى لسببين، افراطها في استعمالات حق القوة الذي استنزفها ماديا، وتفريطها بقوة الحق الذي استنزفها معنويا. ممكن القول أنها كانت تفتقر الى الدرع الوقائي الذي يشكله المنطق الأخير، منطق قوة الحق. لذلك، علينا في هذا وغيره من المواقع التنويرية الطرق الحازم على طبلات آذان الامبراطورية الحالية (الأمريكية) علها تسمع وتفوق وتدرك وتنتشل نفسها من براثن أسباب سقوط غيرها قبل فوات الأوان، وهكذا البدأ بزرع سابقة الاستثناء لخير الأجيال الحالية والمستقبلية.

الدنيا على عيوبها لا زالت بخير، ولو لم تكن كذلك، ما كان قد بقي فيها قائما حجرا على حجر، فمع كل ترسانات دمارها الشامل المكدسة، مجرد التفكير بوجودها والأسوء باستعمالها يبث الرعب في النفوس. لذلك تبقى أيضا مهمة العمل والمساهمة للخلاص منها ضرورة واردة أبدا. الهمة يا أهل الهمم. شكرا.



سالم عتيق/كاليفورنيا