بسم الله الرحمن الرحيم


انـصـــر لـغــتــك


منذ فترة والجمعية تنادي الإخوة الكتاب للمحافظة على اللغة العربية ، والكل يضع توقيعه بالموافقة والترحيب. ولكن ما يكاد أحد يلفت انتباهنا إلى خطأ في مقال أو قصيدة أو تعليق حتى تثور ثائرتنا ونبدأ بلي أعناق القواعد لنجعل من خطئنا قاعدة من أساسيات النحو غفل عنها أبو الأسود والخليل وسيبويه وابن جني والأخفش والمبرد... وعرفها مجمع اللغة العربية ، أو نحوي معاصر!!
أليس ذلك مدعاة للتعجب؟


الـمـيـزان الـمـائـــل:

وبعد ذلك كله قرر الشاعر أن يأخذ برخصة المجمع أو النحوي المعاصر ، وإن لم يجد رخصة رخص لنفسه فاللغة ليست ملكا لأحد ولا لأحد وصاية عليها ، وعلى حد قول ميخائيل نعيمة:
إذا كان يحق لأعرابي جاف أن يضيف لفظة إلى المعجم ، فلماذا لا يحق لجبران الشاعر المثقف أن يفعل؟
الكلام منطقي ولكن الميزان مغبون. كأن تقول إذا كان الأسد يستطيع أن يفترس غزالا فإن الفيل يستطيع أن يفترس جملا!


الـتـراكــم الخـطـئي

إن الانهيار اللغوي لا يأتي دفعة واحدة ، وإنما يتكون من تراكمات تتشكل من تنازلات تأتي على مراحل تبدأ بالتهتك اللغوي ، حيث يأتي من بلغ من الشهرة ما بلغ فيظن أنه أصبح سيدا على اللغة يغير ما يشاء ويحذف ويضيف ويتلاعب ويتهتك ، ويستخدم شيئا مكان شيء ، ويوظف لفظة بمعنى أخرى ، ويبني معربا أو يعرب مبنيا مأخوذا بأبهة العلم أوالشهرة وببريق اسمه.
ثم تأتي المرحلة الثانية حيث يكتب كل إنسان بأسلوب متحرر من القواعد فيمكن له أن يرفع المضاف إليه والمفعول ، ويجر الفاعل ، وينصب المبتدأ. ومن يقرأ على الشابكة يجد البلايا.


الإبــاحــيــة اللـغـــويـــة:

وكما تبدأ الإباحية الأخلاقية بتهتكات يعجز الرقيب عن منعها ثم تتطور وتتزايد حتى تغلب على المجتمعات ، فكذلك ستتكون عندنا إباحية لغوية إن لم يجد عرض اللغة من يغار عليه وسيكثر في أدبنا االقطاء من مصطلحات وألفاظ واستخدامات لغوية مرفوضة وقواعد مفتوحة ، وسنخرج بلغة ثالثة.

الــعــــــــلاج:

باعتقادي أن كل منتدى يحترم نفسه ويغار على لغته يجب أن يوظف مراقبين لغويين هم السلطة العليا في هذا المجال وليس لأحد أمامهم استثناءات فيقومون أساليب اللغة ويحذفون الأخطاء دون أن يعارضهم أحد. و(إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).


في واتــــــــــــا:

منذ فترة دعا الأستاذ عامر العظم رئيس الجمعية إلى احترام اللغة العربية ، وطلب من كل المشاركين الاعتناء بمشاركاتهم ومراجعتها قبل تنزيلها على صفحات منتديات الجمعية. ولكننا لم نجد استجابة حقيقية لندائه.

ثم توجهنا إلى النقد ، وكان النقد عند بعض الإخوة لا يتجاوز الأخطاء النحوية والإملائية ، ونفاجأ بصاحب القصيدة ينتفض ويدافع عن خطئه ، ويؤكد بقوله: (بل تجوز هكذا كما أوردتها أنا) ، والأنكى أن يأتيك أحد فيستشهد لك بشواهد على (كم) ليحتج بها لـ(كيف) . ويورد لك ما قال النحويون في الأسماء الخمسة ليبرر لنفسه استخدامها مع جمع المذكر السالم ، فيغار أحدنا لخطئه حتى لو انتهك لغته من أجل نفسه.

إخواني هذه لغة ، لها قواعد وأصول ، وثوابت ، وعلى كل من يكتب بها أن يلتزم بثوابتها ، ولا يلجأ للاعتماد على الشاذ في قياسه فالقاعدة معروفة وهي أن الشاذ لا يقاس عليه.


الثــــــــــورة:

وبما أن هذه الدعوات لم تجد أذنا صاغية ، ولم تتمكن من حل المشكلة ، فلا بد من ثورة لغوية يقوم بها الغيورون على اللغة من أهل العلم ، فيلفتون النظر لكل خطأ لغوي مباشرة بملاحظة تلحق في النص الذي وقع فيه الخطأ ، بدلا من المشاركات التي تفيض بالمجاملة تحت كل نص مثل (رائع ، ومبدع ، و.......) ويلم الجرح على فساد.
وأنا أطالب كل الأدباء والشعراء واللغويين أن لا يسكتوا على خطأ لغوي ولو كان بمقال لرئيس الجمعية الأستاذ عامر العظم ، أو لكبير الشعراء أو الأدباء أو النقاد. بشرط أن يكون متأكدا من صحة ملاحظته. وإنني أقسم على عدم السكوت على شيء من هذه الأخطاء اللغوية بدءا من هذه الساعة ، ولو أدى بي ذلك إلى الحجب. وأنتظر المؤازرة من الإخوة المخلصين للغتنا لغة القرآن ولغة أهل الجنة اللغة الخالدة في الدنيا والآخرة.